Вы находитесь на странице: 1из 181

‫البيان الملمع عن ألفاظ اللمع‬

‫للشيخ‬
‫أبى إسحاق الشيرازى‬

‫تأليف‬
‫أحمد سهل بن أبى هاشم محمد‬
‫محفوظ سلم الحاجينى‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫)اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(‬
‫الحمد ل كما هو أهله‪ ،‬وصلواته على محمد خاتم النبيين‪ ،‬وسسسيد‬
‫المرسلين‪ ،‬سألنى بعض اخوانى ان أصنف مختصرا فى المذهب فى‬
‫أصول الفقه ليكون >‪ <2‬ذلك مضافا إلسى مسا عملست مسن التبصسرة‪،‬‬
‫فى الخلف فأجبته إلى ذلك إيجابا لمسسسألته وقضسساء لحقسسه ‪ ،‬وأشسسرت‬
‫فيه إلى ذكر الخلف وما لبد منه من الدليل‪ ،‬فربما وقع ذلك الى‬
‫من ليسسس عنسسده مسساعملت مسسن الخلف‪ .‬والسسى الس تعسسالى أرغسسب ان‬
‫يوفقنى للصواب ويجزل لى الجر والثواب‪ ،‬إنه كريم وهاب‪.‬‬
‫ولما كان الغرض بهذا الكتاب أصول الفقه وجسسب بيسسان العلسسم‬
‫والظن وما يتصسسل بهمسسا لن بهمسسا يسسدرك جميسسع مسسايتعلق بسسالفقه‪،‬ثسسم‬
‫نسسذكر النظسسر والسسدليل ومسسا يتصسسل بهمسسا لن بسسذلك يحصسسل العلسسم‬
‫والظن‪،‬ثم نبين الفقه وأصول الفقه إن شاء ال‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫الحمد ل الذى نور القلب بسسالعلم وألمعسسه ‪,‬ووضسسع فيسسه التفقسسه فسسى‬
‫دينه وأودعه ‪,‬والصلة والسلم على سسسيدنا محمسسد السسذى جسساء بسسالحق‬
‫ونشره وأسمعه ‪,‬وعلى آله وصسسحبه السسذين أخسسذوا مسسن السسدين أحسسسنه‬
‫وأبدعه‪.‬وبعد ‪,‬فقد حملنى بعض الخوان الطلبسسة بالمعهسسد السسسلمى‬
‫بساراغ على قراءة كتاب اللمع فى أصسسول الفقسسه للشسسيخ أبسسى إسسسحاق‬
‫الشيرازى ‪,‬وكان منهم من يلح علسسى ذلسسك لشسسدة حرصسسهم علسسى هسسذا‬
‫الكتاب ‪ ,‬فجعلت أطالع تعاليق شيخى العلمة محمد ياسين بن عيسى‬
‫الفسسادانى المكسسى وغيرهسسا مسسن الشسسروح والحواشسسى فسسى أصسسول الفقسسه‬
‫‪,‬فاقتطفت واقتبست منها لمعا مفيدة جعلتها تعليقات يسيرة ربمسسا تعيسسن‬
‫الخوان على حل بعض ألفاظ اللمع‪ .‬وقد تم التعليق كما تتسسم قرائتسسى‬
‫عليهم ليلة الثلثاء من جمادى الولى سنة ‪ 1381‬الهجرية‪ .‬ثم أمليت‬
‫هذه التعليقسسات مسسع بعسسض الزيسسادات علسسى أصسسحابى بمعهسسدى مسسسسلك‬
‫الهدى الحاجينى فى أشهر عديدة من خلل أشغالى اليوميسسة‪ .‬وقسسد تسسم‬
‫الملء والحمسسسد لسسس يسسسوم الحسسسد ‪ 29‬ربيسسسع الول سسسسنة ‪1418‬‬
‫الهجرية الموافق لليوم الثسسالث مسن أغسسطس عسسام ‪ 1997‬وسسسميتها "‬
‫البيان الملمع عن ألفاظ اللمع " راجيا من المولى جسسل وعل ان تكسسون‬
‫نافعة لهم وخالصسة لوجهه تعالى إنه قريسسب مجيسسب‪ ,‬وأقسسسول مسسستعينا‬
‫بال ومتوكل عليه‪:‬‬
‫)قوله كما( الكاف للتعليل وذلك كما فسسى قسسوله تعسسالى " واذكسسروه‬
‫كما هداكم " اليسسة )قسسوله وصسسلواته( أى رحمسساته المقرونسسة بسسالتعظيم‬
‫)قوله سيد المرسلين( أى أشسسرفهم وسسسيدهم )قسسوله إخسسوانى( جمسسع أخ‬
‫بمعنسسى صسساحب وقسد يجمسسع علسى إخسسوة كمسسا فسسى قسسوله تعسسالى " إنمسسا‬
‫المؤمنون إخوة " )قوله ان أصنف( التصسسنيف هسسو ضسسم‪ .‬صسسنف مسسن‬
‫الكلم إلى صنف آخر وإن لم يكن علسسى وجسسه اللفسسة بخلف التسسأليف‬
‫فإنه ضم شيء إلى شيء آخر على وجه اللفسسة )قسسوله فسسى الخلف(‬
‫أى الخلف الحاصسسل بيسسن رجسسال المسسذهب فسسى أصسسول الفقسسه وليسسس‬
‫المراد به علم الخلف )قوله لن الخ( أن مثقلة واسمها ضمير الشسسأن‬
‫المحذوف وهو جائز كما فى الحديث " إن من أشد النسساس عسسذابا يسسوم‬
‫القيامة المصورون " وذلك كما قلت فى الفوائد النجيبة‪:‬‬
‫ضمير شسأن ان بالتثقيل<>يجسوز حذفسه على القلسيل‬
‫يشهده حديث ان من أشد<>د الناس فاقرأ تمه واحفظ تفد‬

‫))باب بيان العلم والظن وما يتصل بهما((‬


‫نقدم على ذلك بيان الحد‪،‬لن به يعرف حقيقة كل ما نريسسد ذكسسره‪.‬‬
‫والحد هو عبارة عن المقصود بمايحصره ويحيط به إحاطسسة تمنسسع أن‬
‫يدخل فيه ماليس منه أو يخرج منه ما هو منه‪ .‬ومسسن حكسسم الحسسد أن‬
‫يطرد وينعكس‪ ،‬فيوجد المحدود >‪ <3‬بوجوده وينعدم بعدمه‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله وما يتصل بهما( أى من تقسسيم العلسم السى ضسرورى ومكتسسب‬
‫وحدهما وحد الشك والجهل )قوله العلم والظن( أى بسسالمطلوب )قسسوله‬
‫ثم نبين الفقه( أى لنه ليعرف اصول الفقه ما لم يعسسرف الفقسسه )قسسوله‬
‫بمايحصره( أى افراد المقصود المحدود )قسسوله تمنسسع السسى قسسوله منسسه(‬
‫أى من افراد المحدود فيكون مانعا )قوله أو يخرج منسسه مسسا هسسو منسسه(‬
‫أى فيكون جامعا )قوله ان يطرد وينعكسسس( أى فسسالطراد هسسو التلزم‬
‫فى الثبوت بمعنى انه كلما وجد الحسسد وجسسد المحسسدود والنعكسساس هسسو‬
‫التلزم فى النتفاء بمعنى أنه كلما انتفى الحد انتفى المحدود اهس‬

‫)فصل( فأما العلم فهو معرفة المعلسسوم علسسى مسساهو عليسسه‪ .‬وقسسالت‬
‫المعتزلة هو إعتقاد الشئ على ما هو به مع سكون النفس إليسسه‪ .‬وهسسذا‬
‫غير صحيح‪ ،‬لن هذا باطل باعتقاد العاصسسى فيمسسا يعتقسسده‪ ،‬فسسإن هسسذا‬
‫المعنى موجود فيه وليس ذلك بعلم‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله معرفة المعلوم( أى إدراك ما من شأنه ان يكون معلومسسا )قسسوله‬
‫على ما الخ( أى على وجه هو أى المعلسوم كسائن فسى الواقسع أى فسى‬
‫نفس المر على هذا السوجه‪ .‬واحسسترز بسه عسن إدراكسه ل علسى مسساهو‬
‫عليه مطلقا أو على مسساهو عليسسه فسسى العتقسساد دون الواقسسع فسسإنه جهسسل‬
‫)قوله اعتقاد الشسسىء( المسسراد بالشسسىء الموضسسوع او النسسسبة الحكميسسة‬
‫)قوله وهذا( أى قول المعتزلة أو تعريفهم )قوله باعتقاد العاصى( أى‬
‫باعتقاد المقلد فى أصول الدين العاصى فيما يعتقسده تقليسدا بنساء علسى‬
‫ما عليه الكثيرون من أنه ليجوزالتقليسسد بسسل يجسب عليسه النظسر فمسستى‬
‫أمكنه النظر وقلد كان عاصيا )قوله فإن هذا المعنى( أى وهسسو إعتقسساد‬
‫الشيء على ماهو عليه )قسسوله ليسسس ذلسسك بعلسسم( أى فوجسسد الحسسد ولسسم‬
‫يوجد المحدود‬

‫)فصل( والعلم ضربان‪ :‬قديم ومحدث‪.‬فالقديم علم ال عسسز وجسسل‪،‬‬


‫وهسسو متعلسسق بجميسسع المعلومسسات‪ ،‬وليوصسسف بسسأنه ضسسرورى ول‬
‫مكتسب‪ <4> .‬والمحدث علم الخلق‪ ،‬وقد يكون ضروريا وقد يكسسون‬
‫مكتسبا فالضرورى‪ :‬كل علم لزم المخلوق على وجسسه ليمكنسسه دفعسسه‬
‫عن نفسه بشك ولشبهة ‪ .‬وذلك كالعلم الحاصل عن الحواس الخمس‬
‫التى هى‪ :‬السمع والبصر والشم والذوق واللمس‪ ،‬والعلم بمسسا تسسواترت‬
‫به الخبار من ذكرالمم السالفة والبلد النائية‪ ،‬وما يحصل فى النفس‬
‫من العلم بحال نفسه من الصحة والسقم والغم والفرح‪ ،‬وما يعلمه مسسن‬
‫غيره من النشاط والفرح والغم والترح وخجل الخجسسل ووجسسل الوجسسل‬
‫وما أشبهه مما يضطرإلى معرفته‪ .‬والمكتسب‪ :‬كل علم يقع عن نظسسر‬
‫واسسستدلل كسسالعلم بحسسدوث العسسالم وإثبسسات الصسسانع وصسسدق الرسسسل‬
‫ووجوب الصلة وأعدادها ووجوب الزكسساة ونصسسبها وغيسسر ذلسك ممسسا‬
‫يعلم بالنظر والستدلل‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قسسوله والعلسسم ضسسربان( أى مسن حيسسث هسسو )قسسوله قسسديم ومحسسدث( أى‬
‫فالقديم مسسا ل ابتسسداء لوجسسوده ولانتهسساء والمحسسدث هسسو السسذى لوجسسوده‬
‫إبتداء وانتهاء )قوله متعلق بجميع المعلومات( أى تعلقا تنجيزيا قسسديما‬
‫على وجه الحاطة )قسسوله ليوصسسف السسخ( أى ليجسسوز عقل وشسسرعا‬
‫وصف علم ال تعالى بأنه ضرورى أو مكتسب )قوله بأنه ضرورى(‬
‫أى لن الضسسرورى وإن كسسان يطلسسق علسسى مسسا ليتوقسسف علسسى نظسسر‬
‫واستدلل وهوصحيح فى حقه تعالى لكنه يطلق أيضا علسسى مسا قسسارنه‬
‫ضرر وحاجة كعلم النسان بجسوعه وعطشسه فل يكسون علمسه تعسالى‬
‫ضسسروريا خوفسسا مسسن تسسوهم هسسذا المعنسسى )قسسوله ولمكتسسسب( أى لن‬
‫الكسبى هسسو العلسسم الحاصسسل عسسن النظسسر والسسستدلل فل يكسسون علمسسه‬
‫تعالى كسبيا لنه يلزم منه سبق الخفاء والجهل )قسسوله لسسزم المخلسسوق‬
‫السسسخ( أى بواسسسسطة إحسسسساس أو تسسسواتر )قسسسوله بشسسسك( أى بتشسسسكيك‬
‫)ولبشبهة( يعنى مسسا يشسسبه دليل وليسسس بسسه )قسسوله المسسم السسسالفة( أى‬
‫كقوم لوط ونوح وعاد )قوله والبلد النائية( أى البعيدة كبغداد ومصر‬
‫)قوله وما يحصل فى النفس( أى يقع فى النفس المدركة )قوله صسسدق‬
‫الرسل( أى فى دعواهم الرسالة وفيما يبلغونه للخلق‬
‫تعريف الجهل والظن‬

‫)فصسسل( وحسسد الجهسسل‪ :‬تصسسور المعلسسوم علسسى خلف مسساهو بسسه‪.‬‬


‫والظن‪ :‬تجويز أمرين أحدهما أظهر من الخر‪ ،‬كاعتقاد النسات فيما‬
‫يخبر به الثقة أنه على ما أخبر >‪ <5‬به وان جاز ان يكسسون بخلفسسه‪،‬‬
‫وظن النسان فى الغيسسم المشسسف الثخيسسن أنسسه يجسسئ منسسه المطسسر وان‬
‫جوز ان يتقشع عن غير مطر‪ ،‬واعتقاد المجتهدين فيما يفتون بسسه فسسى‬
‫مسائل الخلف وان جوزوا أن يكون المر بخلف ذلك وغيسسر ذلسسك‬
‫مما ليقطع به‬
‫‪------------------‬‬
‫)قوله تصور المعلوم( أى إدراك ما من شأنه ان يكون معلومسسا )قسسوله‬
‫على خلف الخ( أى على وجسسه مخسسالف للسسوجه السسذى يكسسون المعلسسوم‬
‫ملتبسا به فى الواقسسع كسسإدراك الفلسسسفة ان العسسالم قسسديم )قسسوله تجسسويز‬
‫أمريسسن السسخ( المسسراد بسسالتجويز هنسسا السستردد وبسسالمرين طرفسسا الممكسسن‬
‫كسسالوجود والعسسدم وكسسالثبوت والنفسسى )قسسوله أظهسسر( أى عنسسد المجسسوز‬
‫لبحسب نفس المر )قسسوله جسساز( أى فسسى عقلسسه )قسسوله ان يكسسون( أى‬
‫المر)قوله المشف( بضسسم الميسسم وسسسكون الشسسين المثلثسسة أى المقسسترن‬
‫بريح وبرد )قوله ان يتقشع( أى ينكشف)قوله فى مسائل الخلف( أى‬
‫وكذا مسائل الوفاق الجتهادية لن الجتهاد فيها يسسؤدى السسى الظسسن ل‬
‫الى القطع كما قال بعد وان جوزوا الخ‬

‫)فصسل( والشسك تحسويز أمريسن لمزيسة لحسدهما علسى الخسر‪،‬‬


‫كشك النسسان فسسى الغيسسم المشسف انسه يكسون منسه مطسسر أم ل‪ ،‬وشسك‬
‫المجتهد فيما لم يقطع بسسه مسسن القسسوال‪ ،‬وغيسسر ذلسسك مسسن المورالسستى‬
‫ليغلب فيها أحد التجويزين على الخر‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫)قوله أمرين( أى طرفى المرين كالوجود والعسسدم وكسسالثبوت والنفسسى‬
‫)قوله ل مزية الخ( أى لترجيح عنسسد المجسٌوز وان كسسان أحسسدهما فسسى‬
‫الواقع بخلفه )قوله ليغلب( أى ليترجح‬

‫)باب النظر والدليل(‬


‫والنظر هو الفكر فى حال المنظور فيه‪ .‬وهو طريق السسى معرفسسة‬
‫الحكام اذا وجد بشروطه ومن الناس من أنكر النظر‪،‬وهذا خطسسأ لن‬
‫العلم يحصل بالحكم عند وجوده‪ ،‬فدل على أنه طريق له‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)قوله حال المنظور فيه( المراد به خصوص ما يناسب المطلوب مسسن‬
‫بين أحواله كالحدوث الذى هو من أحسسوال العسسالم )قسسوله الحكسسام( أى‬
‫سواء كانت شسسرعية أو عقليسة )قسسوله مسن أنكسسر النظسسر( أى أنكسسر أنسه‬
‫طريق الى معرفة الحكام فقال‪ :‬العلوم كلهسسا ضسسرورية يمتنسسع توقفهسسا‬
‫على نظر العبد )قوله يحصل( أى يتعلق )قوله فدل( أى هذا التعليل‬

‫)فصل( وأما شسسروطه فأشسسياء‪ :‬أحسسدها ان يكسسون النسساظر كامسسل‬


‫اللة على>‪ <6‬ما نذكره فى باب المفتى ان شاء ال تعالى‪ .‬والثانى‬
‫ان يكسسون نظسسره فسسى دليسسل ل فسسى شسسبهة‪.‬والثسسالث ان يسسستوفى السسدليل‬
‫ويرتبه على حقه‪،‬فيقدم ما يجب تقديمه ويؤخر ما يجب تأخيره‬
‫‪------------------‬‬
‫)واما شروطه( أى لجل استنباط الحكام )قوله الناظر( أى المجتهد‬
‫)قسسوله كامسسل اللسسة( أى كامسسل آلسسة الجتهسساد )قسسوله المفسستى( أى وهسسو‬
‫المجتهد عندهم )قوله فى دليل( أى من الجهة السستى مسسن شسسأنها إنتقسسال‬
‫السسذهن بهسسا السسى المطلسسوب وهسسى المسسسماة بسسوجه الدللسسة كالحسسدوث‬
‫والمكان للعالم )قوله ل فى شبهة( أى وهى ما يشبه الدليل وليس بسسه‬
‫كما اذا نظر فى العالم باعتبسسار صسسغره أو كسسبره أو طسسوله أو قصسسره‬
‫)قوله ان يستوفى الخ( أى فيأتى بجميع مقسسدماته مسسستوفية لشسسروطها‬
‫)قوله مايجب تقديمه( أى كتقديم الخاص على العام‬

‫)فصل( وأما الدليل فهسسو المرشسسد السسى المطلسسوب‪ ،‬ولفسسرق فسسى‬


‫ذلسسك بيسسن مسسا يقسسع بسسه مسسن الحكسسام وبيسسن مسساليقع بسسه‪ .‬قسسال أكسسثر‬
‫المتكلمين ليستعمل الدليل ال فيمسسا يسسؤدى السسى العلسسم‪ ،‬فأمسسا مسسا يسسؤدى‬
‫الى الظسسن فل يقسال لسه دليسسل وإنمسا يقسسال لسه أمسارة‪ .‬وهسسذا خطسأ لن‬
‫العرب ل تفرق فى تسمية بين ما يؤدى السسى العلسسم أوالظسسن‪ ،‬فلسسم يكسسن‬
‫لهذا الفرق وجه‪ .‬وأما الدال‪ :‬فهو الناصب للدليل ‪,‬وهو ال عز وجسسل‪.‬‬
‫وقيل هو والدليل واحد‪ ،‬كالعالم والعليم‪ ،‬وان كان أحدهما أبلسسغ‪<7> .‬‬
‫والمستدل‪ :‬هو الطالب للسسدليل‪ ،‬ويقسسع ذلسسك علسسى السسسائل لنسسه يطلسسب‬
‫الدليل من المسئول‪ ،‬وعلى المسئول لنه يطلب السسدليل مسسن الصسسول‪.‬‬
‫والمستدل عليه‪ :‬هو الحكم الذى هو التحريم والتحليل‪ .‬والمستدل لسسه‪:‬‬
‫يقع على الحكم لن الدليل يطلسسب لسسه‪ ،‬ويقسسع علسسى السسسائل لن السسدليل‬
‫يطلب له‪ .‬والستدلل‪:‬هو طلب الدليل‪ ،‬وقد يكسسون ذلسسك مسسن السسسائل‬
‫للمسئول‪ ،‬وقد يكون من المسئول فى الصول‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله المرشد الى المطلوب( أى العلمة المؤديسسة السسى العلسسم أو الظسسن‬
‫بالمطلوب الخبرى )قوله ذلك( أى فى تسميته دليل )قوله بين مسسا يقسسع‬
‫الخ( أى الحكم الذى يكون ثبوته بسببه لكونه علة )قوله بين ما ل يقع‬
‫به( أى الحكم الذى ل يكون ثبوته بسسسببه ككسسونه لزم العلسسة أو أثرهسسا‬
‫أو حكمها كما فى قياس دللة )قوله فيما يؤدى الى الظسسن( أى كسسالغيم‬
‫المشف فإنه أمسسارة علسسى وجسسود المطسسر لدليسسل عليسسه )قسسوله هسسذا( أى‬
‫التفرقة بيت الدليل و المارة )قوله وجه( أى صحيح )قوله الناصب‬
‫للسسدليل( أى الجاعسسل للشسسيء دليل وعلمسسة علسسى مسسدلوله )قسسوله هسسو‬
‫والدليل واحد( أى قيل إن الدال والدليل معناهما واحسسد ال أن السسدليل‬
‫أبلغ من الدال كما ان العسسالم والعليسسم معناهمسسا واحسسد وهسسو التصسساف‬
‫بسسالعلم ال ان العليسسم أبلسسغ مسسن العسسالم وذلسسك لن وزن فعيسسل صسسيغة‬
‫مبالغة تدل علسسى كسسثرة الصسسفة فسسى الموصسسوف )قسسوله ذلسسك( أى اسسسم‬
‫المستدل )قوله هوالتحريم والتحليل( أى مثل )قسسوله يقسسع علسسى الحكسسم‬
‫الى قوله له( أى لثبات العلم به )قوله ويقسسع علسسى السسسائل السسى قسسوله‬
‫له( أى لجل علمه بالحكم‬

‫)باب بيان الفقه وأصوله(‬


‫والفقه معرفة الحكام الشرعية التى طريقها الجتهسساد‪ .‬والحكسسام‬
‫الشسسرعية هسسى‪:‬السسواجب والمنسسدوب والمبسساح والمحظسسور والمكسسروه‬
‫والصسسحيح والباطسسل‪ .‬فسسالواجب مسساتعلق العقسساب بسستركه‪ ،‬كالصسسلوات‬
‫الخمسسس والزكسسوات وردالسسودائع والمغصسسوب وغيرذلسسك والمنسسدوب‬
‫مسسايتعلق الثسسواب بفعلسسه وليتعلسسق العقسساب بسستركه‪ ،‬كصسسلوات النفسسل‬
‫وصدقات التطوع وغير ذلك من القرب المستحبة‪.‬والمباح ما لثواب‬
‫بفعلسسه ولعقسساب بسستركه‪،‬كأكسسل الطيسسب ولبسسس النسساعم والنسسوم والمشسسى‬
‫وغير ذلك مسسن المباحسسات >‪ <8‬والمحظسسور مسساتعلق العقسساب بفعلسسه‪،‬‬
‫كالزنسسا واللسسواط والغصسسب والسسسرقة وغيسسر ذلسسك مسسن المعاصسسى‪.‬‬
‫والمكروه ماتركه أفضل مسسن فعلسسه‪ ،‬كالصسسلة مسسع اللتفسسات والصسسلة‬
‫فى أعطان البل واشتمال الصماء وغير ذلك مما نهى عنه على وجه‬
‫التنزيه‪ .‬والصحيح ماتعلق به النفوذ وحصل به المقصود‪ ،‬كالصسسلوات‬
‫الجائزة والبيوع الماضية‪ .‬والباطل ماليتعلق به النفوذ وليحصسسل بسسه‬
‫المقصود‪ ،‬كالصسسلة بغيسسر طهسسارة وبيسسع مسسا ليملسسك وغيسسر ذلسسك ممسسا‬
‫ليعتد به من المور الفاسدة‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قوله والفقه معرفة الخ( أى اصسسطلحا و أمسسا لغسسة فهسسو الفهسسم مطلقسسا‬
‫)قوله التى الخ( نعسست للمعرفسسة )قسسوله طريقهسسا( أى طريسسق حصسسولها‬
‫)قسسوله المحظسسور( أى الممنسسوع والمسسراد بسسه هنسسا الحسسرام )قسسوله‬
‫فالواجب( أى من حيث وصفه بالوجوب )قوله مايعلق به الثواب( أى‬
‫تفضل )قسسوله بفعلسسه( أى وتركسه )قسسوله وتركسه( أى وفعلسه )قسوله مسسا‬
‫تعلسسق العقسساب بفعلسسه( أى بغيسسر عسسذر والثسسواب بسستركه إمتثسسال )قسسوله‬
‫ماتركه( أى امتثال )قوله أفضل من فعله( أى لكسسونه مثابسسا علسسى هسسذا‬
‫السسترك و أمسسا فعلسسه فلثسسواب ولعقسساب )قسسوله اللتفسسات( أى بسسوجهه‬
‫لبصدره )قوله فى أعطان البل( أى وهى فى الغالب موضع أبوالها‬
‫وأرواثها )قوله اشتمال الصماء( أى وهو أن يلف الرجسسل ثسسوبه علسسى‬
‫ذراعيه بحيث ليسسستطيع تحريكهمسسا وهسسو مكسسروه و الصسسماء الشسسيء‬
‫الصم الجامد الذى لمنفذ فيه )قوله ماتعلق بسسه النفسسوذ( معنسساه القبسسول‬
‫أى علسسى وجسسه التصسساف بسسه )قسسوله حصسسل بسسه المقصسسود( أى كحسسل‬
‫النتفسساع بسسالمبيع فسسى السسبيع )قسسوله الجسسائزة( أى الصسسحيحة )قسسوله‬
‫الماضسسية( أى النافسسذة )قسسوله مسسا ليتعلسسق السسخ( أى بسسأن لسسم يسسستجمع‬
‫مايعتبر فيه شرعا )قوله كبيع ما ليملك( أى كبيع الفضولى‬

‫)فصل( وأما أصول الفقه فهى أدلة الفقه‪ ،‬فهى الدلسسة السستى يبنسسى‬
‫عليها الفقه وما يتوصل بها الى الدلة على سبيل الجمسسال‪ .‬والدلسسة‬
‫ههنا خطاب ال عز وجل وخطاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وأفعسساله وإقسسراره وإجمسساع المسسة والقيسساس >‪ <9‬والبقسساء علسسى حكسسم‬
‫الصل عند عدم هذه الدلة وفتيا العالم فى حق العامة‪ ،‬وما يتوصل‬
‫به الى الدلة فهو الكلم على تفصيل هذه الدلة ووجهها وترتيسسب‬
‫بعضها على بعض‪ .‬وأول مايبدأ به الكلم على خطاب ال عسسز وجسسل‬
‫وخطاب رسوله صلى ال عليه وسلم‪،‬لنهما أصسسل لمسسا سسسواهما مسسن‬
‫الدلسسة‪ ،‬ويسسدخل فسسى ذلسسك أقسسسام الكلم والحقيقسسة والمجسساز والمسسر‬
‫والنهى والعموم والخصسسوص والمجمسسل والمسسبين والمفهسسوم والمسسؤول‬
‫والناسخ والمنسوخ‪ ،‬ثم الكلم فسسى أفعسسال رسسسول الس صسسلى عليسسه‬
‫وسلم واقراره لنهما يجريان مجرى أقسواله فسسى البيسان‪،‬ثسسم الكلم فسى‬
‫الخبار لنها طريق الى معرفسسة ماذكرنسساه مسسن القسسوال والفعسسال‪،‬ثسسم‬
‫الكلم فسسى الجمسساع لنسسه ثبسست كسسونه دليل بخطسساب الس عسسز وجسسل‬
‫وخطاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وعنهمسسا ينعقسسد‪ ،‬ثسسم الكلم‬
‫فى القياس لنه ثبت كونه دليل بما ذكر من الدلة و إليهسسا يسسستند >‬
‫‪ <10‬ثم نذكر حكم الشياء فى الصل لن المجتهد إنمسسا يفسسزع إليسسه‬
‫عند عدم هذه الدلة‪ ،‬ثم نذكر فتيا العسسالم وصسسفة المفسستى والمسسستفتى‬
‫لنه إنما يصير طريقا للحكم بعد العلم بما ذكرناه‪ ،‬ثسسم نسسذكر الجتهسساد‬
‫وما يتعلق به إن شاء ال‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قوله الدلة( أى الجمالية )قوله ما يتوصل الخ( أى عند تعارضها‬
‫وهى المرجحات )قوله الجمال( أى عدم التعييسسن فسسى متعلقهسسا وهسسو‬
‫الحكم )قوله خطاب ال( المراد به كلمه تعالى اللفظسسى المنسسزل علسسى‬
‫رسوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم ل النفسسسى لنسسه لبحسسث للصسسولى إل‬
‫الكلم اللفظى من جهة الستدلل به علسسى الحكسسام )قسسوله أفعسساله( أى‬
‫ممسسا كسسان علسسى وجسسه القربسسة والطاعسسة )قسسوله والبقسساء السسخ( أى هسسو‬
‫المعبر عنه بالستصحاب )قسسوله العسسالم( أى المجتهسسد اجتهسسادا مطلقسسا‬
‫)قوله العامة( أى من ليس لسسه أهليسسة الجتهسساد )قسسوله ووجههسسا( أى‬
‫وجه دللتها من حيث كون الدليل نصسسا أو ظسساهرا أو غيرهمسسا )قسسوله‬
‫وترتيسسب السسخ( أى عنسسد اجتماعهسسا وتنسسافى مسسدلولتها )قسسوله إقسسراره(‬
‫معنى اقراره صلى ال عليه وسلم أن يفعل الفعل أمامه فيسسوافقه عليسسه‬
‫ول يمنعه )قوله لنهما السخ( قسال تعسالى " وأنزلنسا اليسك السذكر لتسبين‬
‫للناس مانزل اليهم " والتبيين اعسسم مسسن ان يكسسون بسسالقول أو الفعسسل أو‬
‫القرار )قوله لنها طريق الخ( أى وطريسسق الشسسيء أدنسسى منسسه رتبسسة‬
‫فيؤخر عنه وضسسعا )قسسوله فسسى الجمسساع( وذلسسك لقسسوله تعسسالى " ومسسن‬
‫يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سسسبيل المسسؤمنين‬
‫نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا " فقدأوعد ال تعسسالى علسسى‬
‫اتباع غير سبيل المؤمنين وأوجب علسى مسوافقتهم ولقسوله صسلى الس‬
‫عليه وسلم " لتجتمع أمتى على خطأ "وفى روايسة " لتجتمسع أمستى‬
‫على الضلل " )قوله من الدلة( أى الثلثة )قوله حكسسم الشسسياء فسسى‬
‫الصل( معناه حكم الشياء قبل ان تعتريهسسا الحكسسام الخمسسسة )قسسوله‬
‫بما ذكرناه( أى من الدلة‬

‫)باب اقسام الكلم(‬


‫جميع ما يتلفظ به من الكلم ضربان‪ :‬مهمل ومستعمل‪ .‬فالمهمل‬
‫مالم يوضسع للفسادة ‪.‬والمسستعمل مسا وضسع للفسادة ‪,‬وذلسك ضسربان‪:‬‬
‫احدهما مايفيد معنى فيما وضع لسسه ‪,‬وهسسى اللقسساب كزيسسد وعمسسرو‬
‫وما أشبهه‪.‬والثانى ما يفيد معنى فيما وضع لسه ولغيسره وذلسك ثلثسة‬
‫أشياء‪ :‬إسم وفعل وحرف على ما يسميه أهسسل النحسسو‪ .‬فالسسسم كسسل‬
‫كلمة دلت على معنسسى فسسى نفسسسها مجسسرد عسسن زمسسان مخصسسوص‬
‫كالرجل والفرس والحمار وغير ذلك ‪.‬والفعل كل كلمسسة دلسست علسسى‬
‫معنسسى فسسى نفسسسها مقسسترن بزمسسان كقولسسك ضسسرب ويقسسوم ومسسا‬
‫أشبهه‪.‬والحرف ما ليدل على معنى فى نفسه ودل على معنسسى فسسى‬
‫غيره كمن وإلى وعلى و أمثاله‪.‬و أقل كلم مفيد ما بنى مسسن اسسسمين‬
‫كقولك زيد قائم وعمرو أخوك‪ ،‬أو ما بنسسى مسسن اسسسم وفعسسل كقولسسك‬
‫خرج زيد ويقوم عمرو‪ .‬و أمسا مسا بنسى مسن فعليسن أو مسن حرفيسن >‬
‫‪ <11‬أو من حرف واسم أو حرف وفعل فل يفيد إل ان يقسسدر فيسسه‬
‫شيء مما ذكرناه كقولك يا زيد فإن معناه أدعو زيدا‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله فالمهمل الخ( أى كديز مقلوب زيد )قوله فيما وضع له( أى فى‬
‫السسسم السسذى وضسسع ليسسدل عليسسه والمسسراد باللقسساب مطلسسق السسسماء‬
‫والعلم سسسواء كسسانت أسسسماء أو كنسسى أو ألقابسسا )قسسوله السسسم وفعسسل‬
‫وحرف( أى يدل كل منها على معناه سسسواء كسسان تامسسا كمعنسسى السسسم‬
‫والفعل أو غير تام كمعنى الحرف ويدل على معنى فسسى الجملسسة السستى‬
‫فيهسسا ككسسون السسسم فسساعل وككسسون الفعسسل وقسسع مسسن الفاعسسل وككسسون‬
‫الحرف دال على البتداء )قوله من فعلين( أى كقام يقسسوم )قسسوله مسسن‬
‫حرفين( أى كيا ليت‪) .‬قوله من حرف واسسسم( أى كيسسا زيسسد )قسسوله أو‬
‫حر ف وفعل( كلم يسجد )قوله مما ذكرناه( أى من السم والفعل‬

‫)باب فى الحقيقة والمجاز(‬


‫والكلم المفيسسد ينقسسسم السسى حقيقسسة ومجسساز‪ .‬وقسسد وردت اللغسسة‬
‫بالجميع ونزل به القرآن ‪ .‬و من الناس من أنكر المجسساز فسسى اللغسسة‪،‬‬
‫وقال ابن داود ليسسس فسسى القسسرآن مجسساز‪ .‬وهسسذا خطسسأ لقسسوله تعسسالى "‬
‫جدارا يريد ان ينقض " ونحن نعلسسم ضسسرورة أنسسه ل إرادة للجسسدار‪،‬‬
‫وقسسال تعسسالى " واسسسئل القريسسة " ونحسسن نعلسسم ضسسرورة أن القريسسة‬
‫لتخاطب‪ ،‬فدل على أنه مجاز‪.‬فأما الحقيقة فهسسى الصسسل‪.‬وحسسدها كسسل‬
‫لفظ يسسستعمل فيمسسا وضسسع لسسه مسسن غيسسر نقسسل‪ .‬وقيسسل مسسا اسسستعمل فيمسسا‬
‫أصطلح على التخاطب به ‪ .‬وقد يكون للحقيقة مجسساز كسسالبحر حقيقسسة‬
‫للماء المجتمع الكسثير ومجساز فسى الفسرس الجسواد والرجسل العسالم‪> .‬‬
‫‪ <12‬فسسإذا ورد اللفسسظ حمسسل علسسى الحقيقسسة بسسإطلقه وليحمسسل علسسى‬
‫المجاز إل بدليل‪ .‬وقد ليكون له مجاز وهو أكثر اللغات‪ ،‬فيحمسل‬
‫على ما وضع له‪ .‬وأما المجاز فحسسده مسسا نقسسل عمسسا وضسسع لسسه وقسسل‬
‫التخسساطب بسسه‪ .‬وقسسد يكسسون ذلسسك بزيسسادة ونقصسسان وتقسسديم وتسسأخير‬
‫واستعارة‪ ،‬فالزيادة كقوله عز وجل " ليس كمثلسسه شسسيء " والمعنسسى‬
‫ليسسس مثلسسه شسسيء والكسساف زائدة‪ ،‬والنقصسسان كقسسوله تعسسالى " واسسسئل‬
‫القرية " والمراد أهل القرية فحسسذف المضسساف وأقيسسم المضسساف إليسسه‬
‫مقامه‪ ،‬والتقديم والتأخير كقوله عز وجسسل " والسسذى أخسسرج المرعسسى‬
‫فجعله غثاء أحوى " والمراد " أخرج المرعى أحوى فجعله غثاء "‬
‫فقدم وأخسسر ‪،‬والسسستعارة كقسسوله تعلسسى "جسسدارا يريسسد ان ينقسسض "‬
‫فاستعار فيه لفظ الرادة ‪.‬وما من مجاز ال وله حقيقة لنا قد بينسسا ان‬
‫المجاز ما نقل عما وضع له ‪ ،‬وما وضع له هو الحقيقة‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قوله اللغة( أى العربية )قوله مسسن أنكسسر المجسساز( أى فقسسد أنكسسر أبسسو‬
‫إسحاق السفراينى وأبو على الفارسى المجاز فى اللغة مطلقسسا وقسسال‪:‬‬
‫مايظن مجازا فهو حقيقة )قوله ابن داود( أى وهو أبو بكر محمد بسسن‬
‫داود الظاهرى رأس طائفة الظاهرية )قسوله ليسس فسى القسرآن مجساز(‬
‫أى لنه كذب فهو محال على ال تعالى ‪ .‬وأجيب بسسأنه ل كسسذب مسسع‬
‫القرينة )قوله لقوله تعالى جدارا الخ( تمام اليسسة " حسستى إذا أتيسسا أهسسل‬
‫قرية استطعما أهلها فأبوا ان يضيفوهما فوجدا فيها جسسدارا يريسسد ان‬
‫ينقسسض فأقسسامه " )قسسوله ل إرادة للجسسدار( أى لنهسسا أى الرادة عبسسارة‬
‫عن الميل السسى الشسسيء مسسع الشسسعور )قسسوله فسسدل( أى كسسون الجسسدار ل‬
‫إرادة لها وكون القرية لتخاطب )قوله الصل( أى الراجح فى الكلم‬
‫والمجاز خلف الصل )قوله من غير نقل( أى عن موضسسوعه الول‬
‫)قسسوله للمسساء المجتمسسع الكسسثير( أى سسسواء كسسان ملحسسا أو عسسذبا )قزلسسه‬
‫الجواد( أى سريع الجرى )قوله والرجسسل العسسالم( أى والكريسسم أيضسسا‪.‬‬
‫)قوله حمل( الحمل فهم المعنسسى مسسن اللفسسظ والسسستعمال إطلق اللفسسظ‬
‫وإرادة معنسساه والوضسسع تعييسسن اللفسسظ بسسإزاء المعنسسى )قسسوله وهسسو( أى‬
‫الحقيقى الذى لمجاز له )قوله فيحمل الخ( أى الحقيقى المسسذكور كمسسا‬
‫يحمل عليه اللفظ الذى له مجاز عند عدم الدليل )قوله عما وضع لسسه(‬
‫أى لغة أو شرعا أو عرفا )قوله والكاف زائدة( أى و إل فهى بمعنسسى‬
‫مثل فيلزم ثبوت المثل له تعالى وهو محال )قوله مقامه( أى فانتصب‬
‫إنتصسابه )قسسوله فاسستعار السسخ( أى حيسث شسبه الميسسل بسسالرادة بجسامع‬
‫القرب من السقوط ثم استعيرت الرادة للميسسل علسسى سسسبيل السسستعارة‬
‫التصريحية )قوله لنا قد بينا الخ( أى فالنقل عما وضع له يستلزم مسسا‬
‫وضع له‬

‫)فصل( ويعرف المجاز من الحقيقة بوجوه‪ :‬منهسسا ان يصسسرحوا‬


‫بأنه مجاز‪ ،‬وقد بيسسن أهسسل اللغسسة ذلسسك‪ .‬وصسسنف أو عبيسسدة كتسساب‬
‫المجاز فى القرآن وبين جميع ما فيه من المجاز >‪ <13‬ومنهسسا ان‬
‫يستعمل اللفظ فيما ليسبق الى الفهم عند سماعه كقسسولهم فسسى البليسسد‬
‫حمار والبله تيس‪.‬ومنها ان يوصف الشسسيء ويسسسمى بمسسا يسسستحيل‬
‫وجوده كقوله " و اسئل القرية"‪.‬ومنهسسا أن ليجسسرى وليطسسرد كقسسولهم‬
‫فى الرجل الثقيل جبل ثم ليقال ذلك فى غيره ‪ ,‬وفى الطويل نخلة ثسسم‬
‫ليقال ذلك فى غيرالدمى‪ .‬ومنها ان ل يتصسسرف فيمسسا أسسستعمل فيسسه‬
‫كتصرفه فيما وضع له حقيقة كالمر فى معنى الفعل لتقول فيه أمر‬
‫يأمر أمرا كما تقول فى المر بمعنى القول‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قوله بأنه مجاز( أى هذا اللفظ فى هذا المعنى مجاز وفى ذاك حقيقسسة‬
‫)قوله ذلك( أى المجاز والحقيقة )قوله أبو عبيسسدة( أى هسسو أبسسو عبيسسدة‬
‫القاسم بن سلم وهو عالم لغوى أديب )قوله ان يستعمل الخ( أى ال‬
‫بقرينة فإن سبق الى الفهم بدونها فحقيقة )قسوله تيسس( أى وهسو ذكسر‬
‫المعز )قوله أن ليجسرى وليطسرد( عسدم الطسراد أن يسستعمل اللفسظ‬
‫المجازى فى محل لوجود علقة ثم ليجوز اسسستعماله فسسى محسسل آخسسر‬
‫مع وجسسود تلسسك العلقسسة فيسسدل علسسى أنسه مجسساز وذلسسك لن الحقيقسسة اذا‬
‫وضعت وجب إطرادها )قوله فى الرجل الثقيل( أى الرجسسل الكسسسلن‬
‫)قوله فى غيره( أى مما يشاركه فى الثقل )قوله فى غير الدمى( أى‬
‫مما إتصف بالطول )قوله كالمر فى معنى الفعل( أى كقوله تعسسالى "‬
‫وما أمر فرعسسون برشسسيد ")قسسوله ان يتصسسرف( أى اللفسسظ )قسسوله فيمسسا‬
‫أستعمل فيه( أى من المعنسسى المجسسازى بتثنيسسة وجمسسع واشسستقاق )قسسوله‬
‫كالمر فى معنى الفعل( أى والشأن كقوله تعالى " ومسسا أمسسر فرعسسون‬
‫برشيد "‪.‬‬

‫)باب بيان الوجوه التى تؤخذ منها السماء واللغات(‬


‫اعلسسم أن السسسماء واللغسسات تؤخسسذ مسسن أربسسع جهسسات‪ :‬مسسن اللغسسة‬
‫والعرف والشسسرع والقيسساس‪.‬فأمسسا اللغسسة فمسسا تخسساطب بسسه العسسرب مسسن‬
‫اللغات‪ ،‬وهى على ضربين‪ .‬فمنها مايفيد معنى واحدا فيحمل على ما‬
‫وضع له اللفظ كالرجل والفرس والتمسسر والسسبر وغيسسر ذلسسك‪<14> .‬‬
‫ومنها ما يفيد معانى‪ ،‬وهى على ضربين‪ :‬احدهما مايفيد معانى متفقسسة‬
‫كسساللون يتنسساول البيسساض والسسسواد وسسسائر اللسسوان والمشسسرك يتنسساول‬
‫اليهودى والنصرانى‪ ،‬فيحمل علسسى جميسسع مايتنسساوله إمسسا علسسى سسسبيل‬
‫الجمع إن كان اللفظ يقتضى الجمع أو علسسى كسسل واحسسد واحسسد منسسه‬
‫على سبيل البدل إن لم يقتض اللفظ الجمع ال ان يدل الدليل على أن‬
‫المراد شيء بعينسه فيحمسل علسسى مسا دل عليسه السسدليل‪ .‬والثسسانى مايفيسسد‬
‫معانى مختلفة كالبيضسة تقسع علسى الخسوذة وبيسض الدجاجسة والنعامسة‬
‫والقرء يقع على الحيض والطهر‪ ،‬فإن دل الدليل على ان المراد به‬
‫واحد منهمسسا بعينسه حمسسل عليسسه وإن دل السسدليل علسسى ان المسسراد بسسه‬
‫أحسسدهما ولسسم يعيسسن لسسم يحمسسل علسسى واحسسد منهمسسا إل بسسدليل إذ ليسسس‬
‫أحدهما بأولى من الخر‪ .‬وإن لم يدل الدليل على واحد منهما حمل‬
‫عليهما >‪ <15‬وقال أصحاب أبسسى حنيفسسة وبعسسض المعتزلسسة ليجسسوز‬
‫حمل اللفط الواحد على معنيين مختلفيسسن‪ .‬والسسدليل علسسى جسسواز ذلسسك‬
‫أنه لتنافى بين المعنيين واللفظ يحتملهما فوجب الحمل عليهما كما‬
‫قلنا فى القسم الذى قبله‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قوله أن السماء واللغات( أى اللفاظ سواء كسسانت أسسسماء أو أفعسسال‬
‫أو حروفسسا )قسسوله مسسن اللغسسة( أى مسسن جهسسة اسسستعمال اللغسسة )قسسوله‬
‫والعرف( أى من جهة أهسسل العسسرف عامسسا كسسان أو خاصسسا )قسسوله مسسن‬
‫اللغسسات( أى اللفسساظ اللغويسسة )قسسوله وغيسسر ذلسسك( أى مسسن النكسسرات و‬
‫أسماء الجناس )قوله معانى( أى متعددة )قوله معانى( أى ماصدقات‬
‫)قوله متفقة( أى بالحقيقة متغايرة بالعدد وهذا يسسمى إشستراكا معنويسسا‬
‫لشتراك أفراده فى معنسساه )قسسوله يقتضسسى الجمسسع( أى والشسسمول كسسأن‬
‫كان اللفظ من صيغ العموم كالمفرد المعرف كالنسان )قوله منه( أى‬
‫مما يتناوله من المطلق )قوله ان لم يقتض الخ( أى بأن لسسم يوجسسد فيسسه‬
‫ما يقتضى العموم )قوله المراد( أى باللفظ المتعدد معناه )قوله معسسانى‬
‫مختلفة( أى فى الحقيقة متفقة فى العدد وهو المشترك )قوله منهمسسا(‬
‫أى المعنيين )قسسوله حمسسل عليسسه( أى كمسسا فسسى القسسرء فسسإنه يحمسسل عنسسد‬
‫الشافعية على الطهر لدليل وهسسو قسسوله تعسسالى " والمطلقسسات يتربصسسن‬
‫بأنفسهن ثلثة قروء " )قوله لم يحمل الخ( أى لنه مجمل فل بسسد مسسن‬
‫بيان )قوله على واحد( أى بعينه )قوله ال بدليل( أى السسذى يسسدل عليسسه‬
‫بعينه )قوله اذ ليس السسخ( أى فلسسو حمسسل علسسى احسسدهما بل دليسسل لسسزم‬
‫الترجيح بل مرجح وذلك باطل )قوله وإن لم يدل الدليل( أى ل مبهما‬
‫ول مبينا و أمكن الجمع بينهما )قوله حمل عليهما( أى عمل بالظسساهر‬
‫وال فإن لم يحمل على شيء منهما لزم إهمال اللفسسظ وإن حمسسل علسسى‬
‫احدهما لزم الترجيح بل مرجح‪) .‬قسسوله علسسى جسسواز ذلسسك( أى حمسسل‬
‫اللفظ علسسى معنييسسه معسسا )قسسوله لتنسساف بيسسن المعنييسسن( أى لن إرادة‬
‫الجمع بينهما ممكنة )قوله واللفظ يحتملهما( أى لوضعه لكسسل منهمسسا‬
‫ولدليسسل علسسى واحسسد بعينسسه )قسسوله فسسى القسسسم السسذى قبلسسه( أى وهسسو‬
‫المشترك المعنوى‬

‫)فصل( وأما العرف فهو ما غلب الستعمال فيه علسسى مسسا وضسسع‬
‫لسه فسى اللغسة بحيسث اذا أطلسق سسبق الفهسم السى مسا غلسب عليسه دون‬
‫ماوضسسع لسسه كالدابسسة وضسسع فسسى الصسسل لكسسل مسسا دب ثسسم غلسسب عليسسه‬
‫الستعمال فى الفرس‪ ،‬والغائط وضع فى الصل للموضع المطمئن‬
‫من الرض ثم غلب عليه الستعمال فيما يخرج من النسان فيصسسير‬
‫حقيقة فيما غلب عليه ‪,‬فاذا أطلق حمل على ما يثبت له من العرف‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫)قسسوله وأمسسا العسسرف( أى المسسسمى العرفسسى )قسسوله السسستعمال( أى‬
‫إستعمال اللفظ )قوله على ماوضع له( متعلسسق بقسوله غلسسب )قسوله فسسى‬
‫الصل( أى اللغوى )قوله عليه( أى على مسسادب )قسسوله فسسى الفسسرس(‬
‫أى وغيره مما له حافر)قوله فى الصل( أى اللغوى )قوله حمل الخ(‬
‫أى لن العرف طارئ على اللغة والحكم للطارئ‬

‫)فصل( واما الشرع فهو ما غلب الشرع فيه على ما وضسسع لسسه‬
‫اللفظ فى اللغة بحيث اذا أطلق لم يفهم منه إل ما غلب عليه الشسسرع‬
‫كالصسسلة اسسسم للسسدعاء فسسى اللغسسة ثسسم جعسسل فسسى الشسسرع إسسسما لهسسذه‬
‫المعروفة والحج إسم للقصد ثم نقل فى الشسسرع إلسسى هسذه الفعسسال‬
‫فصار حقيقة فيما غلب عليه الشرع‪ ،‬فاذا أطلق حمل علسسى مسسايثبت‬
‫له مسن عسرف الشسرع‪ <16> .‬ومسن أصسسحابنا مسن قسسال ليسسس فسى‬
‫السماء شيء منقول الى الشرع بل كلهسسا مبقسساة علسسى موضسسوعها‬
‫فسى اللغسة فالصسلة اسسم للسدعاء وانمسا الركسوع والسسجود زيسادات‬
‫أضيفت الى الصلة وليست من الصلة كما أضسسيفت إليهسسا الطهسسارة‬
‫وليست منها‪ ،‬وكذلك الحج اسم للقصسسد والطسسواف والسسسعى زيسسادات‬
‫اضيفت الى الحج وليست من الحج‪ ،‬فاذا أطلق اسم الصلة حمسسل‬
‫على الدعاء واذا أطلسسق اسسسم الحسسج حمسسل علسسى القصسسد‪ .‬وهسسو قسسول‬
‫الشعرية والول أصح‪ .‬والسسدليل عليسسه أن هسسذه السسسماء اذا أطلقسست‬
‫فى الشرع لم يعقل منها المعسسانى السستى وضسسعت لهسسا فسسى اللغسسة فسسدل‬
‫على أنها منقولة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)قوله وأما الشرع( أى المسمى الشرعى )قوله الشسسرع( أى اسسستعمال‬
‫الشرع اللفظ‬
‫)قوله لهذه المعروفة( أى العبادة المعروفة )قوله والحج اسسسم للقصسسد(‬
‫أى وكذا الزكاة للنماء فى الصل )قوله هذه الفعال( أى من المناسك‬
‫)قسسوله ومسسن اصسسحابنا مسسن قسسال السسخ( أى ومنهسسم المسسام ابسسو حامسسد‬
‫المسسروزى )قسسوله ليسسست مسسن الصسسلة( أى بسسل هسسى شسسروط لصسسحة‬
‫العتسسداد بهسسا )قسسوله الول( أى وهسسو القسسول بالنقسسل السسى المعسسانى‬
‫الشرعية‬
‫)قوله لم يعقل الخ( اىبسسل السسذى يعقسسل منهسسا المعسسانى الشسسرعية )قسسوله‬
‫منقولة( أى شرعية‬

‫)فصسسل( إذا ورد لفسسظ قسسد وضسسع فسسى اللغسسة لمعنسسى وفسسى العسسرف‬
‫لمعنى حمل على ما ثبسست لسسه فسسى العسسرف لن العسسرف طسسارئ علسسى‬
‫اللغة‪ ،‬فكان الحكم له‪ .‬وان كان قد وضسسع فسسى اللغسسة لمعنسسى وفسسى‬
‫الشرع لمعنى حمسسل علسسى عسسرف الشسسرع‪ ،‬لنسه طسسارئ علسسى اللغسسة‪،‬‬
‫ولن القصد بيان حكم الشرع‪ ،‬فالحمل عليه أولى‬
‫‪-------------------‬‬
‫)قوله حمل الخ( أى كما لو قال اعطسساه دابسسة اعطسسى فرسسسا او بغل او‬
‫حمارا ل البل والبقر إذ ليطلق عليهسسا عرفسسا وان كسسان يطلسسق عليهسسا‬
‫لغسسة )قسسوله وفسسى الشسسرع لمعنسسى( أى كسسالمنقولت الشسسرعية المتقسسدم‬
‫بعضها )قوله أولى( أى من حمله على معناه اللغوى‬

‫)فصل( وأما القياس فهو مثل تسمية اللواط زنا قياسا علسسى وطسسء‬
‫النساء وتسمية النبيذ خمرا قياسا على عصسسير العنسسب‪ <17> .‬وقسسد‬
‫اختلف أصحابنا فيه‪ ،‬فمنهسم مسن قسال يجسوز إثبسات اللغسات والسسماء‬
‫بالقياس‪ ،‬وهو قول أبى العباس و أبى على بن أبى هريرة‪.‬ومنهسسم مسسن‬
‫قال ليجوز ذلك‪.‬والول أصح لن العرب سمت ما كان فى زمانهسسا‬
‫من العيسسان بأسسسماء ثسسم انقرضسسوا وانقرضسست تلسسك العيسسان وأجمسسع‬
‫الناس على تسمية أمثالها بتلك السماء‪ ،‬فدل على أنهم قاسسسوها علسسى‬
‫العيان التى سموها‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قوله اللواط( أى الوطء فى الدبر )قوله قياسا على وطء النسسساء( أى‬
‫بجامع اليلج فى الفرج المحرم )قوله قياسا علسسى عصسسير العنسسب(‬
‫أى بجامع المخامرة للعقل بسبب الشدة المطربسسة )قسسوله يجسسوز اثبسسات‬
‫الخ( أى بدليل دوران السم مسسع الوصسسف وجسسودا وعسسدما)قسسوله ابسسى‬
‫العباس( أى هو أحمد بن سريج )قوله ليجوز( أى اذ ما من شيء ال‬
‫وله اسم لغة فل يسمى النبيذ خمرا قياسا‬

‫))الكلم فى المر والنهى((‬


‫)باب القول فى بيان المر وصيغته(‬
‫إعلسسم ان المسسر قسسول اسسستدعى بسه الفعسسل ممسسن هسو دونسه‪ .‬ومسسن‬
‫أصحابنا من زاد فيه على سبيل الوجوب‪ .‬فأمسسا الفعسسال السستى ليسسست‬
‫بقول فإنها تسمى أمرا على سبيل المجاز‪ .‬ومن أصسسحابنا مسسن قسسال‬
‫ليسسس بمجسساز‪ .‬قسسال الشسسيخ المسسام أيسسده الس وقسسد نصسسرت ذلسسك فسسى‬
‫التبصرة‪.‬والول أصح‪ ،‬لنه لو كان حقيقة فى الفعل كمسسا هسسو حقيقسسة‬
‫فى القول لتصرف فى الفعل كما تصرف فى القول‪ ،‬فيقال أمسسر يسسأمر‬
‫كما يقال ذلك اذا أريد به القول‪<17> .‬‬
‫‪--------------‬‬
‫)قوله ان المر الخ( أى اللفظى وأما المر النفسى فسإنه إقتضساء فعسل‬
‫غير كف مدلول عليه بغير كف ونحوه )قوله الفعل( خرج به النهى‬
‫فإنه استدعاء الترك )قسسوله ممسسن هسسو دونسسه( خسسرج بسسه اسسستدعاءه مسسن‬
‫مسسساويه فسسإنه التمسساس أو ممسسن فسسوقه فهسسو دعسساء )قسسوله فيسسه( أى فسسى‬
‫تعريف المر )قوله على سبيل الوجوب( أى وعليسسه فليسسس المنسسدوب‬
‫مأمورا به )قوله تسمى أمرا( أى نحو قوله تعالى " وشسساورهم فسسى‬
‫المر " و " أ تعجبين من أمر ال " )قسسوله ليسسس بمجسساز( أى بسسل هسسو‬
‫حقيقة )قوله ذلك( أى القسول بسأنه ليسس بمجساز )قسوله لنسه( أى لفسظ‬
‫المر‬

‫)فصل( وكذلك ماليس فيه استدعاء كالتهديد‪ ،‬مثل قوله عز وجسسل‬


‫" اعملوا ما شئتم "‪ ،‬والتعجيز كقوله تعالى " قسسل فسسأتوا بعشسسر سسسور‬
‫مثلسسسه مفتريسسسات "‪ ،‬والباحسسسة مثسسسل قسسسوله عسسسز وجسسسل "واذا حللتسسسم‬
‫فاصطادوا " فذلك كله ليس بأمر‪ .‬وقال البلخى من المعتزلسسة الباحسسة‬
‫أمر‪ .‬وهذا خطأ لن الباحة هى الذن‪ ،‬وذلك ليسمى أمرا أل ترى‬
‫أن العبد اذا استأذن موله فى الستراحة وترك الخدمسسة فسسأذن لسسه فسسى‬
‫ذلك ليقال إنه أمره بذلك‬
‫‪----------------‬‬
‫)قسسوله كسسذلك( أى كمسسا يسسسمى أمسسرا مجسسازا )قسسوله فاصسسطادوا( أى‬
‫فالصطياد أحد وجوه التكسب وهو مباح )قوله ليس بأمر( أى حقيقسسة‬
‫بل مجازا )قسسوله البلخسسى( أى هسسو عبسد الس بسسن احمسسد البلخسسى )قسسوله‬
‫الباحة أمر( أى واجب إذ ما مسسن مبسساح ال ويتحقسسق بسسه تسسرك حسسرام‬
‫وترك الحرام واجب فما تحقق به واجب )قسسوله الذن( أى فسسى الفعسسل‬
‫والسسترك )قسسوله أمسسرا( أى حقيقسسة لن المسسر حقيقسسة الذن فسسى الفعسسل‬
‫والمنع من الترك )قوله ليقال الخ( أى ل لغة ولشرعا ولعقل‬

‫)فصل( وكذلك ما كان من النظير للنظير‪ ,‬ومن الدنسسى للعلسسى‪،‬‬


‫فليس بسسأمر وان كسسان صسسيغته صسسيغة أمسسر‪ ،‬وذلسسك كقسسول العبسسد لربسسه‬
‫"اغفر لى وارحمنى" فإن ذلك مسألة ورغبة‬
‫‪----------------‬‬
‫)قوله وكسسذلك( أى كمسسا يسسسمى أمسسرا مجسسازا )قسسوله فليسسس بسسأمر( أى‬
‫حقيقة‬
‫)فصل( واما الستدعاء على وجه الندب فليس بأمر حقيقة ومسسن‬
‫أصحابنا من قال هو أمر حقيقة‪ .‬والسسدليل علسسى أنسسه ليسسس بسسأمر قسسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم " لول أن أشق على أمتى لمرتهم بالسواك عنسسد‬
‫كل صلة "‪ ،‬ومعلوم أن السسسواك عنسسد كسسل صسسلة منسسدوب اليسسه‪ ،‬وقسسد‬
‫أخبر أنه لم يأمر به ‪ <19> ,‬فدل على أن المندوب اليه غير مأمور‬
‫به‬
‫‪-------------------‬‬
‫)قوله فليس بأمر حقيقسة( أى بسسل مجسسازا لن المسر موضسسوع للطلسب‬
‫على سبيل الوجوب )قسسوله هسسو أمسسر حقيقسسة( أى وهسسو قسسول المحققيسسن‬
‫)قوله أنه ليس بأمر( أى حقيقة )قوله مندوب اليه( أى اجماعا )قسسوله‬
‫وقد أخبر أنه الخ( أى لن لو تفيد انتفاء الشيء لوجود غيره فهنا تفيد‬
‫انتفاء المر لوجود خوف المشقة‬

‫)فصل( للمر صيغة موضوعة فسسى اللغسسة تقتضسسى الفعسسل‪ ،‬وهسسو‬


‫قوله " أفعل "‪ ،‬وقالت الشعرية ليست للمسسر صسسيغة‪ .‬والسسدليل علسسى‬
‫أن له صيغة‪ :‬ان أهل اللسان قسموا الكلم ‪ ،‬فقالوا فسسى جملتهسسا أمسسر‬
‫ونهى‪ .‬فالمر قولك " افعل" والنهى قولك " لتفعل"‪ ،‬فجعلوا قسسوله "‬
‫افعل " بمجرده أمرا‪ ،‬فدل على أن له صيغة‬
‫‪-------------------‬‬
‫)قسسسوله للمسسسر( أى النفسسسسى )قسسسوله صسسسيغة( أى خاصسسسة بسسسه )قسسسوله‬
‫موضسسوعة فسسى اللغسسة السسخ( أى فل يفهسسم منهسسا غيسسر المسسر عنسسد عسسدم‬
‫القرينة )قوله فى جملتها( أى تلك القسمة‬
‫)قوله صيغة( أى خاصة به‬

‫)باب ما يقتضى المر من اليجاب(‬


‫إذا تجسسردت صسسيغة المسسر اقتضسست الوجسسوب فسسى قسسول أكسسثر‬
‫اصحابنا‪ .‬ثم اختلف هؤلء‪ ،‬فمنهم من قسسال يقتضسسى الوجسسوب بوضسسع‬
‫اللغة‪ ،‬ومنهم من قال يقتضى الوجوب بالشسسرع‪.‬ومسسن أصسسحابنا مسسن‬
‫قسسال يقتضسسى النسسدب‪ .‬وقسسال بعسسض الشسسعرية ليقتضسسى الوجسسوب‬
‫ولغيره ال بدليل‪ .‬وقال المعتزلة المسسر يقتضسسى إرادة الفعسسل ؛ فسسان‬
‫كان ذلك من حكيم إقتضسست النسسدب‪ ،‬وان كسسان مسن غيسسره لسم يقتسض‬
‫أكثر من الرادة‪ <20> .‬والسسدليل علسسى أنهسسا تقتضسسى الوجسسوب قسسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم " لول أن أشق على أمتى لمرتهم بالسواك عند‬
‫كل صلة "‪ ،‬فدل على أنه لو أمر لوجب ولو شسسق‪ ،‬ولن السسسيد مسسن‬
‫العرب اذا قال لعبده " إسقنى ماء " فلم يسسسقه اسسستحق السسذم والتوبيسسخ‪،‬‬
‫فلو لم يقتض الوجوب لما استحق الذم عليه‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫)قوله اذا تجردت( أى عن القرينة الصارفة عن الوجسسوب السسى غيسسره‬
‫)قسسوله هسسؤلء( أى القسسائلون باقتضسسائها للوجسسوب )قسسوله يقتضسسى‬
‫الوجوب بوضع اللغة( أى لن أهل اللغة يحكمون باستحقاق المخالف‬
‫أمر سيده بالعقسساب )قسسوله يقتضسسى الوجسسوب بالشسسرع( أى لن صسسيغة‬
‫المر فى اللغة لمجرد الطلب وجزمسسه المحقسسق للوجسسوب إنمسسا يسسستفاد‬
‫من الشرع فى أمره لمن اللغة )قوله يقتضى الندب( أى لنه المسستيقن‬
‫من قسمى الطلب )قوله ليقتضى الوجوب السسخ( أى لورودهسسا شسسرعا‬
‫للوجوب والندب والباحة وغيرها فهى مترددة بين هذه المور )قوله‬
‫المر يقتضى إرادة الخ( أى لنه يستعمل فسسى أشسسياء ول مميسسز بينهسسا‬
‫سوى الرادة )قسسوله ذلسسك( أى المسسر )قسسوله انهسسا( أى صسسيغة المسسر‬
‫المجردة )قوله لو أمر السسخ( أى ولكسسن انتفسسى المسسر لخسسوف المشسسقة‬
‫فانتفى الوجوب )فلو لم يقتض( أى المر )قوله عليه( أى عدم السقى‬

‫)فصل( سواء وردت هذه الصيغة ابتسداء أو وردت بعسد الحظسر‪،‬‬


‫فإنهسسا تقتضسسى الوجسسوب‪ .‬وقسسال أصسسحابنا اذا وردت بعسسد الحظسسر‬
‫اقتضست الباحسسة‪ .‬والسسدليل علسى انهسسا تقتضسسى الوجسسوب ان كسسل لفسظ‬
‫اقتضسسى اليجسساب اذا لسسم يتقسسدمه حظسسر اقتضسسى اليجسساب وان تقسسدمه‬
‫حظر كقوله أوجبت وفرضت‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قوله هذه الصيغة( أى صسيغة المسر )قسوله ابتسداء( أى قبسل حظسر‬
‫سابق )قوله اقتضت الباحة( أى لتبادرها السسى السسذهن )قسسوله تقتضسسى‬
‫الوجوب( أى مطلقا سواء بعد الحظر أو ل‬

‫)فصسسل( اذا دل السسدليل علسسى انسسه لسسم يسسرد بسسالمر الوجسسوب لسسم‬
‫يجزالحتجاج به فى الجواز ومسسن أصسسحابنا مسسن قسسال يجسسوز‪ .‬والول‬
‫أظهر لن المر لم يوضع للجواز‪ ،‬وإنما وضسع لليجساب‪ ،‬والجسواز‬
‫يدخل فيه على سبيل التبع‪ ،‬فإذا سقط الوجوب سقط مادخل فيه علسسى‬
‫التبع‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله اذا دل الى قوله الوجوب( أى بأن أوجب الشارع شيئا ثسسم نسسسخ‬
‫وجوبه بدون أن يدل الناسخ على حكم آخر )قوله لم يجز الخ( أى بسسل‬
‫يعود المر الى مسا كسان عليسه قبسل اليجساب مسن تحريسم أو اباحسة أو‬
‫براءة أصلية )قوله لو يوضسع للجسسواز( أى فقسط )قسسوله وانمسسا وضسسع‬
‫لليجاب الخ( أى فاليجاب مركب من جواز الفعل بمعنسسى الذن فيسسه‬
‫ومن منع الترك‪.‬‬

‫)باب فى أن المر يقتضى الفعل مرة واحدة أو التكرار(‬


‫اذا وردت صيغة المر ليجاب فعسسل وجسسب العسسزم علسسى الفعسسل‪،‬‬
‫ويجب تكرار ذلك كلمسسا ذكسسر المسسر‪ ،‬لنسسه اذا ذكسسر ولسسم يعسسزم علسسى‬
‫الفعل صار مصرا على العنسساد‪ ،‬وهسسذا ليجسسوز‪ .‬وأمسسا الفعسسل المسسأمور‬
‫به ؛ فإن كان فى اللفظ ما يدل على تكراره وجب تكراره‪ ،‬وإن كسسان‬
‫مطلقا ففيه وجهان‪ ،‬ومن أصحابنا من قال يجب تكسسراره علسسى حسسسب‬
‫الطاقة‪ ،‬ومنهم من قال ليجب أكثر من مرة واحدة ال بدليل يدل على‬
‫التكرار‪ ،‬وهو الصحيح‪ .‬والدليل على ان اطلق الفعل يقتضى ما يقسسع‬
‫عليه السم أل ترى أنه لو حلف ليفعلن بر بمرة واحدة‪ ،‬فدل على ان‬
‫الطلق ليقتضى أكثر من ذلك‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قوله وجب العزم( أى على من أراد تسسأخير فعسسل السسواجب عسسن أول‬
‫وقته )قوله ويجب الخ( وقال إمام الحرمين ليجب بسسل يسسستحب علسسى‬
‫آخر الوقت )قوله ذلك( أى العزم )قوله ذكر( أى المسسر )قسسوله هسسذا(‬
‫أى الصرار علسى العنساد )قسوله مايسدل السخ( أى كسسأن يكسسون معلقسسا‬
‫بشرط نحو قوله تعالى " وان كنتسسم جنبسسا فسساطهروا " )قسوله وان كسسان‬
‫مطلقسا( أى بسأن لسم يكسن فسى اللفسظ قرينسة التكسرار )قسوله لسم يجسب‬
‫تكراره الخ( أى حيث ل مانع من التكرار نحسسو أقتسسل زيسسدا أو أعتسسق‬
‫زيدا )قوله على حسب الطاقة( أى فيجب استيعاب ما يمكنه اسسستيعابه‬
‫بالمطلوب )قوله ليجب الخ( أى لن المر إنما يوجب إيجسساد الفعسسل‬
‫لبقيد كسسونه بمسسرة أو مرتيسسن وهكسسذا‪ ،‬لكسسن المسسرة الواحسسدة ضسسرورية‬
‫)قوله ال بدليل( أى كما فى الصلة والصوم‬

‫)فصسسل( فأمسسا اذا علسسق المسسر بشسسرط ؛ بسسأن يقسسول اذا زالسست‬
‫الشمس‪ ،‬فهل يقتضى التكسسرار ؟‪ ،‬ان قلنسسا ان مطلسسق المسسر يقتضسسى‬
‫التكرار فالمعلق بالشرط مثله وان قلنا ان مطلقه ليقتضى التكسسرار‬
‫ففى المعلق بالشرط وجهسسان>‪ <22‬ومسسن أصسسحابنا مسسن قسسال يقتضسسى‬
‫التكرار كلما تكرر الشرط‪ .‬ومنهم من قال ليقتضسى‪ .‬وهسسو الصسح‪،‬‬
‫لن كل ما ليقتضى التكرار اذا كان مطلقا لم يقتض التكرار اذا كسسان‬
‫بالشرط كالطلق ؛ لفرق بين أن يقول " أنت طالق " وبين أن يقسسول‬
‫" اذا زالت الشمس فأنت طالق "‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)قسسوله فسسالمعلق( أى فسسالمر المعلسسق )قسسوله مثلسسه( أى بسسل أولسسى لن‬
‫الشروط اللغوية أسباب والحكم يتكرر بتكرر السبب )قوله ليقتضى(‬
‫أى وإنما الشرط يفيد تخصيص الحالة السستى يقتضسسيها الطلق )قسسوله‬
‫لفرق الخ( أى من جهة عدم افادة التكرار‬

‫)فصل( فأما اذا تكرر المر بالفعل الواحد‪ ،‬بأن قال" صل " ثسسم‬
‫قال "صسل " ؛ فسإن قلنسا إن مطلسق المسر يقتضسى التكسرار فتكسرار‬
‫المر يقتضى التأكيد‪ ،‬وان قلنا انه يقتضى الفعل مرة واحدة ففسسى‬
‫التكرار وجهان ‪ :‬احدهما انه تأكيد‪ ،‬وهو قول الصيرفى ‪ .‬والثانى انسسه‬
‫استئناف‪ ،‬وهو الصحيح‪ .‬والسسدليل عليسسه ان كسسل واحسسد مسسن المريسسن‬
‫يقتضى إيجاد الفعل عند النفراد‪ ،‬فاذا اجتمعا أوجبا التكرار كما لسسو‬
‫كان فعلين‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قوله يقتضى التأكيد( أى لن التكرار قسسد اسسستفيد مسسن المسسر وضسسعا‬
‫فيكون المر الثانى لتأكيد ما اسسستفيد )قسسوله ففسسى التكسسرار( أى تكسسرار‬
‫المر )قوله انه تأكيد( أى لن التكرار قد كثر فى التأكيد فالحمل على‬
‫ما هو الكثر أولسسى )قسسوله الصسسيرفى( أى أبسسو بكسسر الصسسيرفى )قسسوله‬
‫يقتضى ايجاد الخ( أى لن دللسسة كسسل لفسسظ علسسى مسسدلول مسسستقل هسسو‬
‫الصسسل وإن ظسساهر كسسل كلم الفسسادة ل العسسادة )قسسوله اجتمعسسا( أى‬
‫المران )قوله أوجبا الخ( أى لن التأسيس أكثر والتأكيد أقل‬

‫)باب فى أن المر هل يقتضى الفعل على الفور أم ل(‬


‫إذا ورد المسسر بالفعسسل مطلقسسا وجسسب العسسزم علسسى الفعسسل علسسى‬
‫الفور‪،‬كما مضسسى فسسى البسساب قبلسسه >‪ <23‬وهسسل يقتضسسى الفعسسل علسسى‬
‫الفور ؟ بنيت على التكرار ؛ فإن قلنا ان المر يقتضى التكرار علسسى‬
‫حسب الستطاعة وجب على الفور‪ ،‬لن الحالسسة الولسسى داخلسسة فسسى‬
‫الستطاعة‪ ،‬فليجوز اخلؤها من الفعل ؛ وإن قلنا ان المسسر يقتضسسى‬
‫مسسرة واحسسدة‪ ،‬فهسسل يقتضسسى ذلسسك علسسى الفسسور أم ل فيسسه وجهسسان‬
‫لصحابنا‪ :‬أحدهما انه ليقتضى الفعل على الفور‪ .‬ومن أصحابنا من‬
‫قال يقتضسسى ذلسسك علسسى الفسسور‪ ،‬وهسسو قسسول الصسسيرفى والقاضسسى أبسسى‬
‫حامد‪ .‬والول أصح‪ ،‬لن قوله إفعل يقتضسسى إيجسساد الفعسسل مسسن غيسسر‬
‫تخصيص بالزمسسان الول دون الثسسانى‪ ،‬فسسإذا صسسار ممتثل بالفعسسل فسسى‬
‫الزمان الول‪ ،‬وجب أن يصير ممتثل بالفعل فى الزمان الثانى‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫)قوله مطلقا( أى عن قرينة الفور على مسسن أراد التسسأخير )قسسوله علسسى‬
‫السسوقت( أى علسسى بسساقى السسوقت )قسسوله وهسسل يقتضسسى الفعسسل السسخ( أى‬
‫بمعنى وجوب المبسسادرة فسسى التيسسان بالمسسأمور بسسه عقسسب ورود المسسر‬
‫)قوله بنيت( أى المسئلة )قوله وجب( أى الفعل )قوله فليجسسوز السسخ(‬
‫أى وإل لزم الترجيح بل مرجح )قوله ذلك( أى الفعسسل )قسسوله فيسسه(‬
‫أى فى جواب الستفهام )قوله والقاضسسى أبسسى حامسسد( أى السسسفراينى‬
‫)قوله من غيسسر تخصسسيص السسخ( أى فسسالتراخى والفسسور خارجسسان عسسن‬
‫مدلوله وإنما يفهمان بالقرائن‬

‫)فصسسل( فأمسسا اذا ورد المسسر مقيسسدا بزمسسان نظسسرت ؛ فسسإن كسسان‬
‫الزمان يستغرق العبادة كالصوم فى شهر رمضان لزمه فعلهسسا علسسى‬
‫الفور عند دخول الوقت‪ ،‬وإن كسسان الزمسسان أوسسسع مسسن قسسدر العبسسادة‬
‫كصلة الزوال مابين الظهر الى ان يصير ظل كل شيء مثلسسه وجسسب‬
‫الفعل فى أول الوقت وجوبا موسعا‪ ،‬ثم اختلفسوا هسل يجسب العسزم فسى‬
‫أول الوقت بدل عن الصلة ؟ >‪ <24‬فمنهسسم مسسن لسسم يسسوجب‪ .‬ومنهسسم‬
‫من أوجب العزم بدل عسسن الفعسسل فسسى أول السسوقت‪ .‬وقسسال أبوالحسسسن‬
‫الكرخى يتعلق الوجوب بأحد شيئين‪ :‬إما بالفعل أو بأن يضيق الوقت‪.‬‬
‫وقال أكثر أصحاب أبى حنيفة يتعلق الوجوب بآخر الوقت‪ .‬واختلسسف‬
‫هؤلء فيمن صلى فى اول الوقت‪ :‬فمنهم من قال إن ذلك نفسسل ؛ فسسإن‬
‫جاء آخر الوقت وليس من أهل الوجوب فل كلم فى أن ما فعله كسسان‬
‫نفل ‪ ,‬وإن كان مسن أهسل الوجسوب منسع ذلسك النفسل السذى فعلسه مسن‬
‫توجه الفرض عليسه فسى آخسر السوقت‪ .‬ومنهسم مسن قسال فعلسه فسى أول‬
‫الوقت مراعى فإن جاء آخر الوقت وهو من أهل الوجوب علمنا انسسه‬
‫فعل واجبا‪ ،‬وان لم يكن من أهل الوجوب علمنا انه فعل نفل‪<25> .‬‬
‫والدليل على ماقلناه ان المقتضى للوجوب هو المر وقسسد تنسساول ذلسسك‬
‫أول الوقت بقوله‪ " :‬أقم الصلة لسسدلوك الشسمس " فسسوجب ان يجسسب‬
‫فى أوله‪.‬‬
‫‪---------------‬‬
‫)قوله نظرت( أى فى ذلك الزمان )قوله كصلة الزوال الخ( لعل فيه‬
‫تأخير و تقديم ‪ ،‬والصواب كصلة الظهر مابين الزوال الخ كمسسا فسسى‬
‫نسخة )قوله مابين الزوال الخ( أى وقتهسسا مسسا بيسسن السسزوال السسخ )قسسوله‬
‫وجوبا موسعا( أى بمعنى أن جميع أجزاء الوقت وقت لدائهسسا )قسسوله‬
‫ثسسم اختلفسسوا( أى القسسائلون بسسالوجوب الموسسسع )قسسوله العسسزم( أى علسسى‬
‫الفعل فى باقى الوقت )قسسوله عسسن الصسسلة( أى فعلهسسا فسسى أول وقتهسسا‬
‫)قوله لم يوجب( أى يجوز تركه اول الوقت بل بدل وليجب علسسى‬
‫مريد التأخير عنه العزم فيه علسسى الفعسسل )قسسوله أوجسسب( أى علسسى‬
‫مريد التأخير )قسوله ابسو الحسسن الكرخسى( أى وهسو عبسد الس بسن‬
‫حسين بن دلل الكرخى رئيسس الحنفيسة ولسد سسنة ‪ 260‬هسس وتسوفى‬
‫ليلة النصسف مسن شسعبان سسنة ‪ 340‬هسس )قسوله إمابالفعسل( أى فعسل‬
‫العبادة بالشروع فيها وأما قبل الشروع فهو جائز الفعل وجائز السسترك‬
‫السسى أن يجيسسء السسوقت المضسسيق وحينئذ ممنسسوع السسترك )قسسوله بسسأن‬
‫يضيق الوقت( أى بأن لم يبق منه إل مايسع الفعل المطلوب )قسسوله‬
‫بآخر الوقت( أى لنه لو كان واجب الداء فى أول الوقت أو وسسسطه‬
‫لما جاز تركه ولثم بذلك لكن تركه أوله أو وسسسطه جسسائز فلسسم يكسسن‬
‫واجب الداء أوله وإنما يتحقق الوجوب فسسى وقسست ليجسسوز التسسأخير‬
‫عنه )قوله فى اول الوقت( أى فى أى جزء مسن أجسسزاء السوقت سسوى‬
‫الجزء الخير )قوله ان ذلك( أى المؤدى قبل آخر السسوقت )قسسوله فسسإن‬
‫جاء آخر الوقت( أى الذى هو وقسست الوجسسوب )قسسوله وليسسس السسخ(‬
‫أى كأن مات أو جن )قسسوله منسسع السسخ( أى فيسسه أن النفسسل يسسسد مسسسد‬
‫الفرض فى الخروج عن عهدة التكليف )قسسوله مراعسسى( أى موقسسوف‬
‫فى الحكم عليه بالوجوب وعدمه الى مجيء آخر الوقت)قوله ماقلنسساه(‬
‫أى من وجوب الفعل فسسى أول السسوقت وجوبسسا موسسسعا )قسسوله لسسدلوك‬
‫الشمس( أى زوالها‬
‫)قوله يجب( أى الداء‬
‫)فصل( فإن فات الوقت الذى علق عليسسه العبسسادة فلسسم يفعسسل‪ ،‬فهسسل‬
‫يجسسب القضسساء أم ل ؟ فيسسه‪ :‬وجهسسان‪ ،‬مسسن أصسسحابنا مسسن قسسال يجسسب‪،‬‬
‫ومنهم من قسسال ليجسسب ال بسسأمر ثسسان‪ ،‬وهسسو الصسسح‪ ،‬لن مسسا بعسسد‬
‫الوقت لم يتناوله المر‪ ،‬فل يجب الفعل فيه كما قبل الوقت ‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قسوله فهسل يجسب القضساء( أى بنفسس المسسر الول أم ل أى ليجسب‬
‫القضاء ال بأمر جديد )قوله فيه( أى فى جواب السستفهام )قسوله أمسر‬
‫ثان( أى أمر جديد يدل على وجوبه )قوله لن ما الخ( أى ولنه لو‬
‫وجب القضاء بالمر الول لقتضاه‪ ،‬ولو اقتضاه لكسسان أداء فيكونسسان‬
‫سواء )قوله فيه( أى فيما بعد خروج الوقت بنفس المر الول )قسوله‬
‫كما قبل الوقت( أى كما ليجب الفعل قبله لعدم تناول المر إياه‬

‫)فصل( اذا أمسسر بسسأمر بعبسسادة فسسى وقسست معيسسن ففعلهسسا فسسى ذلسسك‬
‫الوقت سمى أداء على سبيل الحقيقة‪ ،‬وليسمى قضاء ال مجازا كمسسا‬
‫قال ال تعالى‪ " :‬فإذا قضيتم الصلة فانتشسسروا فسى الرض "‪ .‬أمسا اذا‬
‫دخل فيها فأفسدها أو نسي شرطا من شروطها فأعادها والوقت بسساق‬
‫سمى إعادة وأداء‪ ،‬وان فسسات السسوقت ففعلهسسا بعسسد فسسوات السسوقت سسسمى‬
‫قضاء ‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قسسوله فسسى وقسست معيسسن( أى سسسواء كسسان موسسسعا كصسسلة او مضسسيقا‬
‫كصوم رمضان )قوله سمى( أى فعلها فسسى وقتهسسا )قسوله مجسسازا( أى‬
‫مجسازا مرسسل لعلقسسة البدليسة )قسوله قضسيت( أى أديسست )قسوله دخسسل‬
‫فيها(أى فى العبادة فى وقتهسسا المعيسسن )قسسوله فأفسسسدها( أى بارتكسساب‬
‫مبطل من مبطلتها )قوله والوقت( أى وقسست الداء )قسسوله سسسمى( أى‬
‫فعلها فى وقتها مرة ثانية )قسسوله وان فسسات السسوقت( أى خسسرج السسوقت‬
‫المعين ولم يفعل فيه عمدا أو سهوا‬

‫)باب المر بأشياء هلى جهة التخيير والترتيب(‬


‫اذا خير ال تعالى بين أشياء‪ ،‬مثل كفارة اليمين ؛ خير فيهسسا بيسسن‬
‫العتق والطعام والكسوة‪ ،‬فالواجب منها واحد غير معين ؛ فأيها فعسسل‬
‫فقد فعسسل السسواجب‪ ،‬وان فعسسل الجميسسع سسسقط الفسسرض عنسسه بواحسسد‬
‫منها‪ ،‬والباقى تطوع‪ .‬وقالت المعتزلة الثلثة كلها واجبة ؛ فإن أرادوا‬
‫بوجوب الجميع تساوى الجميع فسسى الخطسساب‪ ،‬فهسسو وفسساق‪ ،‬وإنمسسا‬
‫يحصسسل الخلف فسسى العبسسارة دون المعنسسى‪ .‬وإن أرادوا بوجسسوب‬
‫الجميع أنه مخاطب بفعل الجميع‪ ،‬فالدليل على فساده أنسسه اذا تسسرك‬
‫الجميع لم يعاقب على الجميع‪ ،‬ولو كان الجميع واجبا لعسسوقب علسسى‬
‫الجميع‪ ،‬فلما لم يعاقب إل على واحد دل على انه هو الواجب‬
‫)فصل( فأما اذا أمر بأشياء على الترتيب كالمظاهر ؛ أمر بالعتق‬
‫عند وجود الرقبة وبالصيام عنسسد عسسدمها وبالطعسسام عنسسد العجسسز عسسن‬
‫الجميع فالواجب من ذلك >‪ <27‬واحد معين على حسب حاله ؛ فان‬
‫كان موسرا ففرضه العتق‪ ،‬وان كان معسسسرا ففرضسسه الصسسيام‪ ،‬وان‬
‫كان عاجزا ففرضه الطعام‪ .‬فإن جمع من فرضه العتق بين الجميع‬
‫سقط الفرض عنه بسسالعتق ومسسا عسسداه تطسسوع‪ ،‬وان جمسسع مسسن فرضسسه‬
‫الصيام بين الجميسسع ففرضسسه أحسسد المريسسن مسسن العتسسق أو الصسسيام‪،‬‬
‫والطعام تطوع‪ .‬وان جمع من فرضه الطعام بين الجميع ففرضسسه‬
‫واحد من الثلثة كالكفارة المخيرة‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫)قوله بين أشياء( أى معينة اما غيرها فإنه تكليسسف مسسا ليطسساق )قسسوله‬
‫خير فيها الخ( وذلسسك فسسى قسسوله تعسسالى " ليؤاخسسذكم الس بسساللغو فسسى‬
‫أيمانكم ولكن يؤاخكم بما عقدتم اليمان فكفارته إطعام عشرة مساكين‬
‫من أوسط ما تطعمون أهليكسم أو كسسوتهم أو تحريسر رقبسة فمسن لسم‬
‫يجسد فصسسيام ثلثسة أيسسام " )قسوله وفسساق( أى لمسذهبنا الشسسافعى )قسوله‬
‫مخاطب بفعل الجميسسع( أى فيثسساب علسسى فعسسل الجميسسع ثسسواب السسواجب‬
‫)قوله لعسسوقب علسسى الجميسسع( أى علسسى تسسرك الجميسسع وكسسذا اذا فعسسل‬
‫الجميع لثيب ثواب الواجب على فعل الجميع )قوله كالمظسساهر السسخ(‬
‫وذلك فى قوله تعالى " والذين يظاهرون من نسسسائهم ثسسم يعسسودون لمسسا‬
‫قالوا فتحرير رقبة من قبسسل أن يتماسسسا ذلكسسم توعظسسون بسسه والس بنسسا‬
‫تعملسون خسبير فمسسن لسم يجسسد فصسيام شسهرين متتسسابعين مسن قبسسل ان‬
‫يتماسسسا فمسسن لسسم يسسستطع فإطعسسام سسستين مسسسكينا ذلسسك لتؤمنسسوا بسسال‬
‫ورسوله " الية )قوله بالصيام( أى بصيام شسسهرين متتسسابعين )قسسوله‬
‫بالطعام( أى إطعام ستين مسسسكينا لكسسل واحسسد منهسسم مسسد مسسن غسسالب‬
‫قوت البلد‬

‫)باب ايجاب ما ليتم المأمور ال به(‬


‫اذا أمر بفعل ولم يتم ذلسسك الفعسسل ال بغيسسره نظسسرت ؛ فسسإن كسسان‬
‫ذلك المر مشروطا بسسذلك الغيسسر كالسسستطاعة فسسى الحسسج والمسسال فسسى‬
‫الزكاة لم يكن المر بالحج والزكان أمرا بتحصسسيل ذلسسك‪ ،‬لن المسسر‬
‫بالحج لم يتناول من ل استطاعة له وفسى الزكساة مسن ل مسال لسه‪ ،‬فلسو‬
‫ألزمناه تحصيل ذلك ليدخل فى المر لسسسقطنا شسسرط المسسر‪ ،‬وهسسذا‬
‫ليجوز‪ .‬وان كان المر مطلقا غير مشروط كان المر بالفعل أمرا‬
‫به وبما ل يتم ال به‪ ،‬و ذلك كالطهارة للصسسلة‪ ،‬المسسر بالصسسلة أمسسر‬
‫بالطهارة‪ ،‬أو كغسل شيء من السسرأس لسسستيفاء الفسسرض عسسن السسوجه‪.‬‬
‫فلسسو لسسم يلزمسسه مسسا يتسسم بسسه الفعسسل المسسأمور بسسه أسسسقطنا الوجسسوب فسسى‬
‫المأمور‪.‬ولهذا قلنا فيمن نسي صلة مسسن صسسلوات اليسسوم والليلسسة ولسسم‬
‫يعرف عينها أنه يجسسب عليسسه قضسساء خمسسس صسسلوات لتسسدخل المنسسسية‬
‫فيها‪<28> .‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قوله ال بغيره( أى وكان الغير مقدورا للمكلف بأن كان فى وسسسعه‬
‫)قسسسوله مشسسسروطا( أى بسسسأن توقسسسف وجسسسوده علسسسى الغيسسسر )قسسسوله‬
‫كالستطاعة فى الحج( أى وذلك فسى قسوله تعسالى " ولس علسى النساس‬
‫حج البيت من استطاع إليه سبيل " )قوله ذلك( أى ذلك الشرط )قوله‬
‫مطلقا( أى بأن لم يكن مقيدا بما يتوقف عليه وجوبه )قوله ليتسسم( أى‬
‫الفعل المأمور به )قوله الفعسسل المسسأمور بسه( أى مسن الصسسلة وغسسل‬
‫الوجه )قوله ولهسسذا( أى ولن وجسسوب الشسسيء يسسستلزم مسساليتم ال بسسه‬
‫)قوله يجب الخ( أى لن التيان بالمتروكة ليحصسسل ال بعسسد التيسسان‬
‫بالخمس‬

‫)فصل( وأمااذا أمسر بصسسفة عبسادة ؛ فسسإن كسسانت الصسسفة واجبسة‬


‫كالطمأنينة فى الركوع‪ ،‬دل على وجسسوب الركسسوع‪ ،‬لنسسه ل يمكنسسه ان‬
‫يأتى بالصسسفة الواجبسسة ال بفعسسل الموصسسوف‪ ،‬وان كسسانت الصسسفة نسسدبا‬
‫كرفع الصوت بالتلبية لم يدل ذلك على وجوب التلبية‪ .‬ومن النسساس‬
‫من قال تدل على وجوب التلبية‪ ،‬وهذا خطأ لنه قسسد ينسسدب السسى صسسفة‬
‫ما هو واجب وما هسسو نسسدب فلسسم يكسسن فسسى النسسدب دليسسل علسسى وجسسوب‬
‫الصل‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قوله أمر( أى أى الشارع )قوله دل( أى المر بالصفة )قسسوله تسسدل(‬
‫أى الصفة )قوله الصل( أى الموصوف‬

‫)فصل( واذا أمر بشيء كان ذلك نهيا عن ضده من جهة المعنى‬
‫؛ فسسان كسسان ذلسسك المسسر واجبسسا كسسان النهسسى عسسن ضسسده علسسى سسسبيل‬
‫الوجوب‪ ،‬وان كان ندبا كسسان النهسسى عسسن ضسسده علسسى سسسبيل النسسدب‪.‬‬
‫ومن أصحابنا من قال ليسسس بنهسسى عسسن ضسسده‪ ،‬وهسسو قسسول المعتزلسسة‪.‬‬
‫والدليل على ماقلناه انه ليتوصل السسى فعسسل المسسأمور ال بسسترك الضسسد‬
‫فهو كالطهارة فى الصلة‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله أمر( أى الشارع )قوله ليسسس بنهسسى عسسن ضسسده( أى لجسسواز أن‬
‫ليخطر الضد بالبال حال المر )قوله أنه ليتوصل السسخ( أى وأجيسسب‬
‫عنه بمنعه لما مسسر فل يكسسون مطلسسوب الكسسف بسسالمر)قسسوله فهسسو( أى‬
‫المر‬

‫)فصسسل( فأمسسا اذا أمسسر باجتنسساب شسسيء ولسسم يمكنسسه الجتنسساب ال‬
‫باجتناب غيره فهذا على ضربين‪ :‬أحدهما ان يكون فىاجتناب الجميع‬
‫مشقة فيسقط حكم المحرم فيه فيسقط عنه فرض الجتناب وهو كمااذا‬
‫وقع فى الماء الكثير نجاسة أو اختلطت أخته بنساء بلد‪ ،‬فل يمنع من‬
‫الوضوء بالماء ول من نكاح نساء ذلسسك البلسسد‪ .‬والثسسانى ان ليكسسون‬
‫فى اجتناب الجميع مشسسقة‪ ،‬فهسسذا علسسى ضسسربين‪ :‬أحسسدهما ان يكسسون‬
‫المحرم مختلطا بالمباح كالنجاسة فى الماء القليسسل‪ <29> ،‬والجاريسسة‬
‫المشتركة بيسن الرجليسسن‪ ،‬فيجسب اجتنساب الجميسع‪ .‬والثسانى ان يكسسون‬
‫غير مختلط إل أنه ليعرف المباح بعينه‪ ،‬فهذا على ضربين‪ :‬ضرب‬
‫يجسسوز فيسسه التحسسرى‪ ،‬وهسسو كالمسساء الطسساهر اذا اشسستبه بالمسساء النجسسس‬
‫فيتحرى فيه‪ ،‬وضرب ليجوز فيه التحرى وهسسو الخسست اذا اختلطسست‬
‫بأجنبية‪ ،‬والماء اذا اشتبه بالبول‪ ،‬فيجب اجتناب الجميع‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله غيره( أى من المباحات )قوله كالنجاسسسة فسسى المسساء القليسسل( أى‬
‫على مذهب أبى حنيفة رضى ال عنه فإن الماء القليسسل عنسسده اذا وقسسع‬
‫فيسسه نجاسسسة لسسم يتنجسسس ففيسسه اختلط محسسرم ومبسساح‪ .‬وأمسسا مسسذهبنا‬
‫الشافعى ففيه نظر لن المسساء القليسسل عنسسده يتنجسسس بملقسساة النجاسسسة‬
‫وإن لم يتغير فليس فيه اختلط المحرم بالمباح )قوله التحرى( أى‬
‫الجتهاد )قوله فيتحرى فيه( أى فما غلسب علسى ظنسه طهسسارته يجسوز‬
‫الوضوء به وما غلب على ظنه نجاسنه ليجوز الوضوء بسسه )قسسوله‬
‫وهو الخت الخ( أى كما لو طلقت معينة من زوجتيه ثم نسيها‪.‬‬

‫)باب فى أن المر يدل على إجزاء المأمور به(‬


‫واعلم أنه اذا أمر ال تعالى بفعل لم يخل المأمور إمسسا ان يفعسسل‬
‫المأمور به على الوجه السسذى تنسساوله المسسر أو يزيسسد علسسى مسسا تنسساوله‬
‫المر أو ينقص فسسإن فعلعلىسسالوجه السسذى تنسساوله المسسر أجسسزأه ذلسسك‬
‫بمجرد المر‪ .‬وقال بعض المعتزلة المسسر ليسسدل علسسى الجسسزاء‪ ،‬بسسل‬
‫يحتاج الخر الى دليل آخر‪ .‬وهسسذا خطسسأ‪ ،‬لنسسه قسسد فعسسل المسسأمور بسسه‬
‫على السسوجه السسذى تنسساوله المسسر‪ ،‬فسسوجب ان يعسسود السسى مسسا كسسان قبسسل‬
‫المر‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله أنه( أى الحال والشأن )قوله او يزيد( أى فى فعل المأمور بسه‬
‫)قوله أو ينقص( أى عما تناوله )قوله أجزأه ذلسسك( أى بنسساء علسسى أن‬
‫معنى الجزاء سقوط الطلب فمعنى كون الفعل مجزئا أن التيسسان بسسه‬
‫كاف فى سقوط التعبد به )قوله ليدل على الجزاء( أى بناء علسسى ان‬
‫الجزاء إسقاط القضاء لجواز ان ل يسقط المسسأتى بسسه القضسساء كمسسا‬
‫فى صلة من ظسسن طهسسره فبسسان خلفسسه )قسسوله أن يعسسود( أى المسسأمور‬
‫)قوله ما كان قبل المر( أى وهو براءة الذمة من التكاليف الشرعية‬

‫)فصل( فأما اذا زاد على المسسأمور‪ ،‬بسسأن يسسأمره بسسالركوع فيزيسسد‬
‫على ما يقع عليه السم سقط الفرض عنه بأدنى مايقع عليه السسم‪،‬‬
‫والزيادة على ذلك >‪ <30‬تطوع ليدخل فسسى المسسر‪ .‬وقسسال بعسسض‬
‫الناس الجميع واجب داخل فى المر‪.‬وهذا باطل لن ما زاد علسسى‬
‫السم يجوز له تركه على الطلق‪ ،‬فاذا فعله لم يكن واجبسسا كسسسائر‬
‫النوافل‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قسسوله السسسم( أى إسسسم الركسسوع )قسسوله النسساس( أى العلمسساء )قسسوله‬
‫الجميع( أى جميع ما يقع عليه السم‬

‫)فصل( فأما اذا نقص عن المسسأمور نظسسرت‪ ،‬فسسإن نقسسص منسسه مسسا‬
‫هوشرط فى صحته كالصلة بغير قراءة لسسم يجسسزه‪ ،‬ولسسم يسسدخل فسسى‬
‫المر‪ ،‬لنه لم يأت بالمأمور علسى السوجه السذى أمسر بسه‪ .‬وإن نقسص‬
‫منه ماليس بشرط كالتسسمية فسى الطهسارة أجسزأه فسى المسأمور بسه‪،‬‬
‫وهل يدخل ذلك فى المر ؟ الظاهر مسسن قسسول أصسسحابنا أنسسه ليسسدخل‬
‫فى المر‪ ،‬وقال أصحاب أبى حنيفسسة يسسدخل فسسى المسسر‪ .‬وهسسذا غيسسر‬
‫صحيح‪ ،‬لن المكروه منهى عنه‪ ،‬فل يجوز أن يدخل فى لفسسظ المسسر‬
‫كالمحرم‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قوله بغير قراءة( أى قراءة الفاتحسة وفيسه ان القسراءة عنسد المصسنف‬
‫شرط لركن أللهم إل ان يكون فيسسه تسسسامح لن الركسسن يشسسبه الشسسرط‬
‫فى انه ليجوز تركه )قوله الذى أمر به( أى من اسسستيفائه الركسان‬
‫والشروط )قوله فى المأمور به( أى فى إتيانه )قوله ذلسسك( أى الفعسسل‬
‫المنقوص منه مسسا ليسسس بشسسرط )قسسوله يسسدخل فسسى المسسر( أى فيكسسون‬
‫مطلق المر يتناول المكروه‬

‫)باب من يدخل فى المر ومن ليدخل فيه(‬


‫اعلم ان الساهى ليجوز ان يدخل فى المر والنهى‪ ،‬لن القصد‬
‫الى التقرب بالفعل والترك يتضمن العلم به حتى يصسسح القصسسد اليسسه‪،‬‬
‫وهذا يستحيل فى حق الناسى‪ ،‬أل تري انه لو قيل لسسه " ل تتكلسسم فسسى‬
‫صلتك وأنت ساه " لوجب ان يقصد الى ترك ما يعلسسم انسه سسساه فيسسه‪،‬‬
‫وعلمه بأنه ساه يمنع كونه ساهيا‪ ،‬فبطل خطابه على هذه الصفة‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قوله بالفعل( أى فعل المر )قوله الترك( أى ترك النهى )قوله به(‬
‫أى بالمكلف به‬

‫)فصسسسل( وكسسسذلك ليجسسسوز خطسسساب النسسسائم ول المجنسسسون ول‬


‫السكران >‪ <31‬لنه لو جاز خطابهم مع زوال العقسسل لجسساز خطسساب‬
‫البهيمة والطفل فى المهد‪ ،‬وهذا ل يقوله أحد‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قوله ولالسكران( أى المتعدى وغيره أولسسى وان أجسسرى عليسسه حكسسم‬
‫المكلف فى تصسسرفاته كوقسسوع الطلق )قسسوله زوال العقسسل( أى حقيقسسة‬
‫فى الجنون او حكما فى النوم والسكر لنهما وان لم يزيل العقل فسسى‬
‫حكم مزيل العقل‬

‫)فصل( وأما المكره فيصح دخوله فى الخطاب والتكليف‪ .‬وقالت‬


‫المعتزلة ليصح دخوله تحت التكليف‪ .‬وهذا خطأ‪ ،‬لنسه لسو لسم يصسح‬
‫تكليفه لما كلف ترك القتسسل مسسع الكسسراه‪ ،‬ولنسسه عسسالم قاصسسد السسى مسسا‬
‫يفعله‪ ،‬فهو كغير المكره‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قسسوله وأمسسا المكسسره( وهسسو مسسن ل مندوحسسة لسسه عمسسا أكسسره عليسسه ال‬
‫بالصبر على ما اكره به )قوله والتكليسسف( أى بعيسن المكسسره عليسسه او‬
‫بنقيضسسه )قسسوله ليصسسح( أى لعسسدم قسسدرته علسسى امتثسساله اذا الفعسسل‬
‫للكراه ليحصل المتثال به )قوله مع الكراه( أى على القتل‬

‫)فصل( وأما الصبى فل يدخل فى خطاب التكليسسف‪ ،‬فسسإن الشسسرع‬


‫قد ورد بإسقاط التكليف عنه‪ .‬وأما إيجاب الحقسسوق فسسى مسساله فيجسسوز‬
‫ان يدخل فيه كالزكوات والنفقات‪ ،‬فإن التكليف والخطاب فسسى ذلسسك‬
‫على وليه دونه >‪<32‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قوله فإن الشرع الخ( الفاء للتعليل بمعنى اللم )قسسوله قسسد ورد السسخ(‬
‫أى وذلك فى قوله صلى ال عليه وسسسلم " رفسسع القلسم عسن ثلث عسن‬
‫النائم حتى استيقظ وعن الصبى حتى احتلم وعن المجنون حتى يعقل‬
‫" )قوله باسقاط التكليف عنسسه( أى اذ شسسرط التكليسسف فهسسم الخطسساب‬
‫والصبى غير فاهم له )قوله دونه( أى دون الصبى‬

‫)فصل( وأما العبيد فإنهم يدخلون فى الخطسساب‪ .‬ومسسن أصسسحابنا‬


‫مسسن قسسال ليسسدخلون فسسى خطسساب الشسسرع ال بسسدليل‪ .‬وهسسذا خطسسأ‪ ،‬لن‬
‫الخطاب يصلح لهم كما يصلح للحرار‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قوله ليدخلون( أى دخول شرعيا لصرف منافعه لسسسيده شسسرعا قلنسسا‬
‫فى غير أوقات ضيق العبادة وإل قدمت العبادة‬

‫)فصسسل( وأمسسا الكفسسار فسسإنهم يسسدخلون أيضسسا فسسى الخطسساب‪ .‬ومسسن‬


‫أصحابنا من قسال ليسدخلون فسسى الشسرعيات‪ .‬ومسن النسساس مسن قسسال‬
‫يدخلون فى المنهيات دون المأمورات‪ .‬والدليل على أنهم يدخلون فى‬
‫الجميع قوله عز وجل " ماسلككم فى سقر قالوا لسسم نسسك مسسن المصسسلين‬
‫"‪ ،‬ولسسو لسسم يكونسسوا مخسساطبين بالصسسلة لمسسا عسساقبهم عليهسسا‪ ،‬ولن‬
‫صلح الخطاب لهم كصلحه للمسلمين‪ ،‬فكما دخل المسلمون وجسسب‬
‫أن يدخل الكفار‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قوله ايضا( أى كما يدخل العبيد فى الخطاب )قوله فى الخطاب( أى‬
‫باليمان والصول اتفاقا وبالفروع عبادة كانت أوغيرها على الصح‬
‫عندنا )قوله فسى الشسرعيات( أى مسن المسأمورات والمنهيسات )قسوله‬
‫يدخلون فى المنهيات( أى لن الكسسف عسسن المنهيسسات ممكسسن فسسى حالسسة‬
‫الكفر لعدم احتياجه الى النيسسة )قسسوله الجميسسع( أى فسسى جميسسع التكليسسف‬
‫بالصول والفروع مطلقا )قوله عليها( أى علسسى تسسرك الصسسلة )قسسوله‬
‫دخل( أى فى الخطاب‬

‫)فصل( وأما النساء فإنهن ليدخلن فى خطاب الرجال‪ .‬وقال أبسسو‬


‫بكر بن داود وأصحاب أبسسى حنيفسسة يسسدخلن >‪ <33‬وهسسذا خطسسأ‪ ،‬لن‬
‫للنساء لفظا مخصوصا‪ ،‬كمسسا أن للرجسسال لفظسسا مخصوصسسا‪.،‬كمسسا أن‬
‫للرجال لفظا مخصوصا‪ ،‬فكما لم تدخل الرجال فى خطاب النسسساء لسسم‬
‫تدخل النساء فى خطاب الرجال‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قوله ليدخلن الخ( أى وإنما يدخلن بدليل منفصل تغليبسسا للسسذكورعلى‬
‫النساء‪ ،‬وأما دخولهن فى خطاب الرجال فسسى قسسوله تعسسالى " وأقيمسسوا‬
‫الصلة " فعلى سبيل القيسساس )قسسوله يسسدخلن( أى لنسسه لمسسا كسسثر فسسى‬
‫الشرع مشاركتهن للذكور فى الحكسام كالصسلة أشسعر بسأن الشسارع‬
‫ليقصد خطاب الذكور قصر الحكسسام عليهسسم )قسسوله لن للنسسساء السسخ(‬
‫أى وذلك فى نحو قوله تعالى " هن لباس لكم " الية‬

‫)فصل( وأما رسول ال صلى ال عليه وسلم فإنه يدخل فى كسسل‬


‫خطاب خوطب به المة كقوله تعالى‪ " :‬يا أيها الناس ويا أيها الذين‬
‫آمنسسوا " وغيسسر ذلسسك لن صسسلح اللفسسظ لسسه كصسسلحه لكسسل أحسسد مسسن‬
‫المة‪ ،‬فكما دخلت المة دخل النسسبى صسسلى الس عليسسه وسسسلم‪ .‬وأمسسا اذا‬
‫خوطب النبى صلى ال عليه وسلم بخطاب خاص لم يدخل معه غيره‬
‫ال بدليل كقسسوله تعسسالى‪ ":‬يسسا أيهسسا النسسبى ويسسا أيهسسا المزمسسل قسسم الليسسل‬
‫"وقوله‪ " :‬يا أيها النبى قل لزواجك "‪ .‬ومن الناس من قسال مسا ثبست‬
‫أنه شرع له دخل غيره معه فيه‪ ،‬وهسسذا خطسسأ لن الخطسساب مقصسسور‬
‫عليه‪ ،‬فمن زعم ان غيره يدخل فيه فقد خالف مقتضى الخطسساب‪> .‬‬
‫‪<34‬‬
‫‪---------------‬‬
‫)قوله يدخل فى كل خطاب الخ( أى وإن اقترن بقل لمساواتهم له فى‬
‫الحكسسم المسسستفاد مسسن السستركيب‪ ،‬وقيسسل ليسسدخل لنسسه ورد علسسى لسسسانه‬
‫للتبليغ الى غيره فهو مبلغ فليكون مبلغا إليه )قوله لم يدخل معه الخ(‬
‫أى من حيث الحكم لخصاص الصيغة به‪ ،‬وأما مسسن حيسسث اللفسسظ فل‬
‫خلف فى عدم تناوله )قوله ومن النسساس( أى وهسسم الحنفيسسة والمسسام‬
‫أحمد بن حنبل )قسوله مسن قسسال السسخ( أى محسل الخلف مسا يمكسن فيسه‬
‫إرادة المة معه ولم تقم قرينة على ارادتهم معسسه‪ ،‬بخلف مسسا ليمكسسن‬
‫فيه ذلك فل تدخل المة قطعا نحسسو " ياايهسسا الرسسسول بلسسغ " اليسسة‪ ،‬أو‬
‫قامت قرينة على إرادتهم معه نحسسو" ياأيهسسا النسسبى اذا طلقتسسم النسسساء "‬
‫الية فإن المة يدخلون معه قطعا‪ ،‬فإن ضمير الجمع فى "طلقتسسم" و"‬
‫فطلقوهن " قرينة لفظية تسسدل علسسى السسدخول معسسه‪ ،‬وتخصسسيص النسسبى‬
‫بالنداء تشريف له لنه إمسسامهم وسسسيدهم )قسسوله مسساثبت السسخ( أى لن‬
‫المر للمتبوع أمر لتابعه عرفا‬

‫)فصل( فأما اذا أمر صلى ال عليه وسسسلم أمتسسه بشسسيء لسسم يسسدخل‬
‫هو فيه ومن أصحابنا من قال يدخل فيما يأمر به المة‪ .‬وهسسذا خطسسأ‬
‫لن ماخاطب به المة من الخطاب ليصح لسسه‪ ،‬فل يجسسوز ان يسسدخل‬
‫فيه من غير دليل‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قوله لم يدخل هو فيه( أى لبعد أن يريد المر نفسه‪ ،‬بخلف المخسسبر‬
‫فل يبعد ان يريد نفسه نحوقوله تعالى " وال عليم حكيم " وهسسو عليسسم‬
‫بذاته وصفاته )قوله يدخل الخ( محسسل الخلف اذا لسسم تقسسم قرينسة علسسى‬
‫دخوله أو عدمه فإن قامت عمل بمقتضاها‬

‫)فصل( وأما ما خاطب ال عز وجل به الخلق خطساب المواجهسة‬


‫كقوله تعالى‪ " :‬يا أيها الناس ويا أيها الذين آمنوا " فسسإنه ليسسدخل فيسسه‬
‫سائر مسن لسم يخلسسق مسن جهسة الصسسيغة واللفسظ‪ ،‬لن هسذا الخطسساب‬
‫ليصلح ال لمن هو موجسسود علسسى الصسسفة مسستى ذكرهسسا‪ .‬فأمسسا مسسن لسسم‬
‫يخلق فل يصلح له هذا الخطاب‪ ،‬وكسسذلك اذا خسساطب رسسسول الس‬
‫صلى ال عليه وسلم بخطاب لم يدخل غيسسره فيسسه مسسن جهسسة اللفسسظ‬
‫لن الذى خاطبه به ليتناول غيره‪ ،‬وانما يدخل الغير فسسى حكسسم ذلسسك‬
‫الخطسساب بسسدليل وهسسو قسسوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم‪ " :‬حكمسسى علسسى‬
‫الواحدحكمى على الجماعسسة " والقيسساس وهسسو ان يوجسسد المعنسسى السسذى‬
‫حكم به فيمن حكم عليه فى غيره فيقاس عليه‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قوله ليدخل الخ( أى خلفا للحنابلة وبعسض الحنفيسة‪ ،‬وإنمسا يشسملهم‬
‫بدليل آخر وهو ماعلم من الدين بالضرورة ان كل حكسم متعلسق بأهسسل‬
‫زمانه فهو شامل لجميع المة كما فى قوله تعالى " لنذركم بسسه ومسسن‬
‫بلغ " )قوله لم يخلق( أى وقت ورود الخطاب )قوله لن هذا الخطاب‬
‫السسخ( أى ولنسه اذا امتنسسع خطسساب الصسسبى مسسع وجسوده لقصسسوره عسسن‬
‫الخطاب فالمعسدوم أولسى لن تنساوله أبعسد )قسوله خساطب( أى واحسدا‬
‫مسسن أمتسسه وأصسسحابه )قسسوله غيسسره( أى غيسسر ذلسسك الواحسسد مسسن أمتسسه‬
‫وأصحابه )قوله فى غيره( متعلق على قوله ان يوجسسد أى غيسسر مسسن‬
‫حكم عليه فيقاس هذا الغير عليه‬
‫)فصل( اذا ورد الخطاب بلفظ العموم دخل فيه كل من صلح لسسه‬
‫الخطاب‪ ،‬وليسقط ذلك الفعل عن بعضهم بفعل البعض ال فيما ورد‬
‫الشرع به وقرره أنه فرض كفاية كالجهاد وتكفيسسن الميسست والصسسلة‬
‫عليه ودفنه فإنه اذا قام به من يقع به الكفاية سقط عن الباقين‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫)قوله كل من صلح( أى مسسن المكلفيسسن السسذين لهسسم أهليسسة لسسذلك الفعسسل‬
‫)قوله به( أى بسقوط الفعل عن البعض بفعل البعسسض الخسسر )قسسوله‬
‫كالجهاد( أى جهاد الكفار فى بلدهم )قوله كالجهاد الخ( أى وكسسالمر‬
‫بالمعروف )قوله فانه اذا قام الخ( أى ما ذكر واجسب علسى الكسل لكسن‬
‫اذا قام الخ )قوله سقط عن الباقين( أى ولبعد فى سقوط الفرض عسسن‬
‫الشخص بفعل غيره كسقوط الدين عنه بأداء غيره عنه‬

‫)باب بيان الفرض والواجب والسنة والندب(‬


‫والسسواجب والفسسرض والمكتوبسسة واحسسد‪ ،‬وهسسو مسسا يتعلسسق العقسساب‬
‫بتركه‪ .‬وقال أصحاب أبى حنيفة الواجب ما ثبت وجوبه بدليل مجتهسسد‬
‫فيه كالوتر والضحية عندهم‪ ،‬والفرض ماثبت وجوبه بسسدليل مقطسسوع‬
‫به كالصلوات الخمس والزكوات المفروضة وما أشسسبهها‪ .‬وهسذا خطسسأ‬
‫لن طريق السماء الشرع واللغة والستعمال‪ ،‬وليسسس فسسى شسسيء مسسن‬
‫ذلك فرق بين ما ثبت بدليل مقطوع به أو بطريق مجتهد فيه‪.‬‬
‫‪---------------‬‬
‫)قوله واحسسد( أى بمعنسسى واحسسد )قسسوله وقسسال أصسسحاب السسخ( الخلف‬
‫لفظسسى اذ لخلف بيننسسا وبينهسسم فسسى أن كل مسسن الفسسرض والسسواجب‬
‫مطلوب الفعل طلبا جازما وان ما ثبت بقطعى يكفر جاحده ومسسا ثبسست‬
‫بظنى ل يكفر )قوله كسالوتر والضسحية( أى وكقسراءة الفاتحسة‪ ،‬فيسأثم‬
‫بتركها ولتفسد بها الصلة )قوله وهذا( أى التفرقة فى التسمية‬

‫)فصل( وأما السنة فما رسم ليحتذى به على سبيل السسستحباب ‪,‬‬
‫وهى والنفل والندب بمعنى واحد‪ <36>.‬ومن الناس مسسن قسسال السسسنة‬
‫ماترتب كالسنن الراتبة مع الفرائض‪ ،‬والنفسسل والنسسدب مسسا زاد علسسى‬
‫ذلك‪ .‬وهذا ليصح لن كل ما ورد الشرع باستحبابه فهسسو سسسنة سسسواء‬
‫كان راتبا أو غير راتب‪ ،‬فل معنى لهذا الفرق‬
‫‪----------------‬‬
‫)قوله وهذا( أى الفرق بينها )قوله سنة( أى طريقة وعادة فى الدين‬

‫)فصل( اذا قال الصحابى أمر رسول ال صسسلى ال س عليسسه وسسسلم‬


‫بكذا وجب قبوله ويصير كمسسا لسسو قسسال رسسسول الس صسسلى الس عليسسه‬
‫وسلم أمرت بكذا‪ ،‬وقال داود ليقبل حتى ينقل لفظسسه‪ .‬والسسدليل علسسى‬
‫مسسا قلنسساه هسسو ان السسراوى مصسسدق فيمسسا يرويسسه وهسسو عسسارف بسسالمر‬
‫والنهى لنه لغته فوجب ان يقبل كسائر ما يرويه‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫)قوله أمر( أى أو نهى عن كذا )قسسوله وجسسب قبسسوله( أى لن الظسساهر‬
‫انه روى ذلك عن النبى صلى ال عليه وسلم وعلسسى فسسرض ان هنسساك‬
‫واسطة فمراسيل الصحابة مقبولة عند جمهسسور العلمسساء )قسسوله داود(‬
‫أى هو المام داود بن علسسى بسسن خلسسف الظسساهرى )قسسوله مصسسدق( أى‬
‫لعدالته )قوله لنه لغته( أى فل يمكن ان يجعل ماليس بسسأمر أمسسرا ول‬
‫ما ليس بنهى نهيا لنه قدح فى عدالته وجهل بلغته )قسسوله فسسوجب ان‬
‫يقبل الخ( أى والحتمسسالت البعيسسدة لتمنسسع حمسسل اللفسسظ علسسى ظسساهره‬
‫وليلتفت اليها‬

‫)فصل( وكذلك إن قال من السنة كذا حمل على سنة النبى صسسلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬وأما اذا قسال أمسر فلن بكسذا أو أمرنسا أو نهينسا ولسم‬
‫يسسسم المسسر حمسسل ذلسسك علسسى الرسسسول صسسلى الس عليسسه وسسسلم‪ ،‬وقسسال‬
‫أصحاب أبى حنيفة ل يحمل على ذلسسك >‪ <37‬ال بسسدليل‪ ،‬وهسسو قسسول‬
‫أبى بكر الصيرفى‪ .‬وهذا غير صحيح لن الذى يحتسسج بسسأمره ونهيسسه‬
‫وسنته هو الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فسسإذا أطلسسق الصسسحابى ذلسسك‬
‫وجب ان يحمل عليه‬
‫‪----------------‬‬
‫)قسسوله إن قسسال( أى الصسسحابى‪ ،‬بخلف التسسابعى فالصسسح فيسسه الوقسسف‬
‫)قوله حمل على سنة النبى الخ( أى فيكون مرفوعا حكما ‪ ،‬وذلك لن‬
‫النبى هو المقتدى به والمتبع على الطلق فإضافة مطلقها اليه حقيقة‬
‫والى غيره مجاز )قوله حمل ذلك على الرسسسول( أى لن الظسساهر ان‬
‫المر أو الناهى هسو الرسسسول صسسلى الس عليسه وسسسلم‪ ،‬وكسونه غيسسره‬
‫احتمال ليعارض الظهور فل يلتفت اليسسه )قسسوله ل يحمسسل علسسى ذلسسك‬
‫الخ( أى لحتمال ان يكون المراد غير أمر النبى كأمر القرآن‪.‬‬

‫)باب القول فى النهى(‬


‫)فصل( النهى يقارب المر فى أكثر ماذكرناه‪ ،‬ال أنى أشير اليه‬
‫على جهة الختصار وأبين ما يخسسالف المسسر فيسسه ان شسساء الس تعسسالى‬
‫وبه الثقة‪ .‬فأما حقيقته فهو القول الذى يسسستدعى بسسه تسسرك الفعسسل ممسسن‬
‫هو دونه‪ .‬ومن أصحابنا من زاد على سبيل الوجوب كما ذكرنسساه فسسى‬
‫المر‪.‬‬
‫‪---------------‬‬
‫)قوله القول الخ( المراد به أى القسسول اللفسسظ السسدال عليسسه وضسسعا وهسسو‬
‫صيغة "لتفعل" )قوله ترك الفعل( خرج بسه المسر لنسه طلسب الفعسل‬
‫)قوله ممن دونه( أى دون المستدعى‪ ،‬فخرج اللتماس والدعاء لنسسه‬
‫ل استدعاء فيهما)قسسوله علسسى سسسبيل الوجسسوب( أى الجسسزم بسسالمنع مسسن‬
‫الفعل فخرج النهى للكراهة‬
‫)فصل( وله صيغة تسسدل عليسسه فسسى اللغسسة‪ ،‬وهوقسسوله" ل تفعسسل"‪.‬‬
‫وقالت الشعرية ليس له صيغة‪ ،‬وقد مضى الدليل عليه فى المر‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫)قوله قوله( أى القائل )قوله ليس له صسسيغة( أى خاصسسة بسسه‪ ،‬وذلسسك‬
‫لسسورود هسسذه الصسسيغة لمعسسان أخسسرى كالرشسساد والسسدعاء فل تكسسون‬
‫لحدهما بنصوصه ال بدليل‪ ،‬وإل فتحكم‬

‫)فصل( واذا تجردت صيغته اقتضت التحريم‪ .‬وقالت الشسسعرية‬


‫لتقتضى التحريم ولغيره ال بسسدليل‪ .‬والسسدليل علسسى ماقلنسساه ان السسسيد‬
‫من العرب اذا قال لعبده " لتفعل كذا " ففعل اسسستحق السسذم والتوبيسسخ‪،‬‬
‫فدل على انه يقتضى التحريم‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫)قوله اذا تجردت صيغته( أى عن القرائن الدالسسة علسسى غيسسر التحريسسم‬
‫كالكراهة )قوله لتقتضى الخ( أى لورودها شرعا للتحريسسم والكراهسسة‬
‫وغيرهما فل يتعين احدها ال بدليل‬

‫)فصل( واذا تجردت صيغته اقتضت الترك علسسى السسدوام وعلسسى‬


‫الفور‪ ،‬بخلف المر‪ .‬وذلك ان المر يقتضى ايجاد الفعسسل فسساذا فعسسل‬
‫مرة فى أى زمان فعل سمى ممتثل‪ ،‬وفى النهى ليسمى منتهيا ال اذا‬
‫سارع الى الترك على الدوام‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫)قسسوله اذا تجسسردت صسسيغته( أى عسسن القرينسسة الصسسارفة عسسن السسدوام‬
‫والفور‪ ،‬وإل فاقتضى مايقتضيه القرينة نحو لتسافر اليوم مثل )قوله‬
‫على الدوام( أى لن الصيغة تقتضى المتناع عن إدخال الماهية فسسى‬
‫الوجسسود‪ ،‬ولن العلمسساء لسسم يزالسسوا يسسستدلون بسسالنهى علسسى السسترك مسسع‬
‫اختلف الوقات‬

‫)فصل( واذا نهى عن شيء فإن كان له ضد واحد فهو امر بسسذلك‬
‫الضد كالصوم فى العيدين‪ ،‬وان كان له أضداد كالزنا فهو أمسسر بضسسد‬
‫من أضداده‪ ،‬لنه ليتوصل الى ترك المنهى عنه ال بما ذكرناه‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫)قسسوله فسسإن كسسان لسسه السسخ( أى كالحركسسة فسسإن لهسسا ضسسدا واحسسدا وهسسو‬
‫السكون كقولك " لتتحرك " فإنه أمر بالسكون )قوله فهو( أى النهسسى‬
‫عنه )قوله كالصوم فى العيسسدين( أى فسسإن الصسسوم فيهمسسا منهسسى عنسسه‪،‬‬
‫والنتهسساء عنسه ل يتحقسسق خارجسسا ال بفعسسل ضسسده وهسو الفطسسر )قسسوله‬
‫كالزنا( أى فإن له أضدادا كالوطء المباح والشتغال بسسالبيع والشسسراء‬
‫وغيرهما من المباحات مما ل يجامع المنهى فى آن واحد‬
‫)فصسسل( واذا نهسسى عسسن أحسسد شسسيئين كسسان ذلسسك نهيسسا عسسن الجمسسع‬
‫بينهما‪ ،‬ويجسوز لسسه فعسل أحسسدهما‪ .‬وقسسالت المعتزلسة يكسون ذلسسك نهيسا‬
‫عنهما‪ ،‬فل يجسسوز فعسسل واحسسد منهمسسا‪ .‬والسسدليل علسسى مسسا قلنسساه هسسو ان‬
‫النهى أمر بالترك كما ان المر أمر بالفعسسل‪ ،‬ثسسم المسسر بفعسسل احسسدهما‬
‫ليقتضى وجوبهمسسا‪ ،‬فكسسذلك المسسر بسسترك أحسسدهما ليقتضسسى وجسسوب‬
‫تركهما‪<39> .‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قوله عن أحد شيئين( أى كالحرام المخير )قوله كان ذلسسك نهيسسا السسخ(‬
‫معناه ان متعلق النهى الجمع بينهما وكل واحد منهما ليس منهيا عنسسه‬
‫كالختين فإن كل واحدة منهما ليست محرمة بل المحسسرم هسسو الجمسسع‬
‫بينهما فى نكاح )قوله ماقلناه( أى من أنه نهى عن الجمع بينهما‬

‫)فصسسل( والنهسسى يسسدل علسسى فسسساد المنهسسى عنسسه فسسى قسسول أكسسثر‬
‫أصحابنا كما يدل المر على إجزاء المأمور بسه‪ .‬ثسسم اختلسسف هسسؤلء‪:‬‬
‫فمنهم من قال يقتضى الفساد من جهة الوضع فى اللغسسة‪ .‬ومنهسسم مسسن‬
‫قال يقتضى الفساد من جهة الشسسرع‪ .‬ومسسن أصسسحابنا مسسن قسسال النهسسى‬
‫ليدل على الفساد‪ ،‬وحكى عن الشافعى رحمه ال مايدل عليسسه‪ ،‬وهسسو‬
‫قسسول طائفسسة مسسن أصسسحاب أبسسى حنيفسسة وأكسسثر المتكلميسسن‪ .‬واختلسسف‬
‫القائلون بذلك فى الفصل بين ما يفسد وبين ما ل يفسد‪ .‬فقال بعضسسهم‬
‫إن كان فى فعل المنهى إخلل بشسرط فسى صسحته إن كسان عبسادة أو‬
‫فى نفوذه إن كان عقدا وجب القضاء بفساده‪ .‬وقال بعضسسهم إن كسسان‬
‫النهى يختص بالفعل المنهى عنه كالصلة فى المكان النجس اقتضى‬
‫الفساد‪ ،‬و إن لم يختص المنهى عنه كالصلة فى الدار المغصسسوبة لسسم‬
‫يقتض الفساد‪ .‬والدليل على أن النهى يقتضى الفساد على الطلق >‬
‫‪ <40‬إنه اذا أمر بعبادة مجردة عن النهى ففعل على وجه منهى عنسسه‬
‫فإنه لم يأت بالمسسأمور علسسى السسوجه السسذى اقتضسساه المسسر فسسوجب أن‬
‫تبقى العبادة عليه كما كانت‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله على فساد المنهى عنه( أى بمعنى عدم العتداد به‪ ،‬سسسواء فسسى‬
‫العبادات أو المعاملت )قسسوله علسسى إجسسزاء المسسأمور بسسه( أى بمعنسسى‬
‫كفايته فى سقوط التعبد به اذا وقسسع علسسى السسوجه السسذى أمسسر بسسه )قسسوله‬
‫هؤلء( أى القائلون بفساد المنهى عنه )قوله مسن جهسة اللغسة( أى لن‬
‫أهل اللغة يفهمون من مجرد اللفظ ذلك‪ .‬ورد بسسأن الفسسساد عبسسارة عسسن‬
‫سلب الحكام المترتبة عليه وليس فسسى لفسظ النهسى مسسا يسدل عليسه لغسة‬
‫قطعا )قسسوله مسسن جهسسة الشسسرع( أى اذ ل يفهسسم الفسسساد إل مسسن الشسسرع‬
‫)قوله ليدل على الفساد( أى ل لغة ولشسسرعا )قسسوله عليسسه( أى هسسذا‬
‫القول من أن النهى ليدل على الفساد ل لغسسة ولشسسرعا )قسسوله بسسذلك(‬
‫أى بأن النهى ليدل على الفساد )قوله يختسسص السسخ( أى بسسأن ليتعلسسق‬
‫بغير ذلك الفعل المنهى عنه )قوله كالصلة الخ( أى فإن متعلق النهى‬
‫الصلة الواقعة فى المكان النحس )قوله الفساد( أى عسسدم العتسسداد بسسه‬
‫)قسسوله كالصسسلة السسخ( أى فإنهسسا ذات وجهيسسن ل لسسزوم بينهمسسا وهمسسا‬
‫الصلة والغصب وكسسل منهمسسا يتعقسسل انفكسساكه عسسن الخسسر )قسسوله لسسم‬
‫يقتض الفساد( أى وذلك لنه لو كانت الجهتسسان غيسسر متلزمسستين كسسان‬
‫النهى لمر خارج عن ذات الفعل فل يقتضى الفساد‬

‫))باب القول فى العموم والخصوص ((‬


‫)باب ذكر حقيقة العموم وبيان مقتضاه(‬
‫والعموم كل لفظ عم شيئين فصاعدا‪ ،‬وقد يكسسون متنسساول لشسسيئين‬
‫كقولك عممت زيدا وعمرا بالعطاء‪ ،‬وقد يتناول جميع الجنس كقولك‬
‫عممت الناس بالعطاء‪ .‬و أقله مايتناول شسسيئين ‪ ,‬وأكسسثره مسسا إسسستغرق‬
‫الجنس‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫)قوله العمسسوم( أى ذو العمسسوم وهسسو اللفسسظ العسسام )قسسوله كسسل لفسسظ( أى‬
‫خرج به المعنى‪ ،‬لن الصحيح أن العموم من عوارض اللفاظ )قسسوله‬
‫عسسم( أى تنسساول دفعسسة واحسسدة )قسسوله فصسساعدا( حسسال حسسدف عاملهسسا‬
‫وصاحبها أى فذهب العدد صاعدا عن الشيء من غير حصر )قوله‬
‫عممت الخ( أى شسسملتهما بسسه )قسسوله جميسسع الجنسسس( أى جميسسع أفسسراد‬
‫الجنس من غير حصر )قوله استغرق الجنس( أى تناول جميع أفسسراد‬
‫الجنس‬

‫)فصل(وألفاظه أربعة أنواع‪ :‬أحدها اسم الجمع اذا عرف بسساللف‬


‫واللم >‪ <41‬كالمسلمين والمشركين والبرار والفجسسار ومسسا أشسسبه‬
‫ذلك ‪ ،‬وأما المنكر منه كقولك مسلمون ومشركون و أبرار وفجار فل‬
‫يقتضى العموم‪ .‬ومن أصحابنا من قال هو للعمسسوم‪ ،‬وهسسو قسسول أبسسى‬
‫على الجبائى‪ .‬والدليل على فساد ذلك أنه نكسسرة فلسسم يقتسسض الجنسسس‬
‫كقولك رجل ومسلم‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قوله ألفسساظه( أىاللفسساظ المفيسسدة للعمسسوم المسسستعملة فيسه سسواء علسى‬
‫طريقة الحقيقة أو المجاز أو الشتراك )قوله أربعة أنسسواع( لسسم يقصسسد‬
‫به الحصر بل التسهيل على المبتدى‪ ،‬وإل فالفاظه لتنحصر فيما ذكر‬
‫ككل )قوله اسم الجمع( أى السم الدال علسسى جماعسسة كسسثيرين‪ ،‬فشسسمل‬
‫الجمع صحيحا وهو ما دل على أكثر من اثنيسسن دللسسة تكسسرار الواحسسد‬
‫بالعطف كمسلمين‪ ،‬أو مكسرا كرجال‪ ،‬وشمل اسم الجمع وهو مسسا دل‬
‫على أكثر من اثنين دللة المفرد على جملة أجسسزاء مسسسماه سسسواء لسسه‬
‫واحد من لفظه كصاحب أو ل واحد له مسسن لفظسه كقسسوم‪ ،‬وشسسمل اسسسم‬
‫الجنس الجمعى وهو ما وضع للماهية من حيث هسسى ودل علسسى أكسسثر‬
‫من اثنين وفرق بينه وبين واحسسده بالتساء أو اليسساء كسروم ورومسى وإن‬
‫صدق على قليل وكثير كماء سسسمى إفراديسسا )قسسوله بسساللف واللم( أى‬
‫أل للجنس‪) .‬قوله منه( من اسم الجمسسع )قسسوله ليقتضسسى العمسسوم( أى‬
‫للقطع بأن رجال ليتبادر منه عند إطلقه استغراق جماعسسات‪ ،‬وذلسسك‬
‫اذا كان فى الثبسات‪ ،‬وأمسا الجمسع المنكسر فسى النفسى فيعسم )قسوله هسو‬
‫للعموم( أى سواء كان فى الثبات أوالنفى بدليل صسحة السستثناء فسى‬
‫قوله تعالى " لسو كسان فيهمسا آلهسة إل الس لفسسدتا " )قسوله أبسى علسى‬
‫الجبائى( أى هو محمد بن عبد الوهسساب الجبسسائى أحسسد أئمسة المعتزلسسة‬
‫)قوله فلم يقتض الجنس( أى استغراق أفراده )قوله رجل( أى فرجسسال‬
‫فى الجموع كرجل فى الوحدات‬

‫)فصسسل( والثسسانى اسسسم الجنسسس اذا عسسرف بسساللف واللم كقولسسك‬


‫الرجسسل والمسسسلم‪ .‬ومسسن أصسسحابنا مسسن قسسال هسسو للعهسسد دون الجنسسس‪.‬‬
‫والدليل على أنه للجنس قوله عز وجل "والعصر ان النسسسان لفسسى‬
‫خسر " والمراد به الجنس‪ ،‬أل ترى انه إسستثنى منسه الجمسع فقسال "‬
‫إل الذين آمنوا " وتقول العرب " أهلك الناس الدينار والسسدرهم " و‬
‫يريدون الجنس ‪<42> .‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قسسوله والثسسانى( أى مسسن ألفسساظ العمسسوم )قسسوله هسسو( أى اسسسم الجنسسس‬
‫المعسسسرف بسسساللف واللم )قسسسوله للعهسسسد( أى وذلسسسك لن اللم معنسسساه‬
‫التعريف بالجماع ومعناه العهسسد والتعييسسن والتمييسسز والشسسارة )قسسوله‬
‫لفسسى خسسسر( أى فسسى مسسساعيه وصسسرف عمسسر فسسى مطسسالبه )قسسوله انسسه‬
‫اسسستثنى السسسخ( أى والسسسستثناء معيسسسار العمسسسوم لن شسسرطه دخسسسول‬
‫المستثنى فى المستثنى منه لو لم يذكر‪ ،‬فكسسل مسسا صسسح السسستثناء منسسه‬
‫مما لحصر فيه فهسو عسام )قسوله يريسدون الجنسس( أى أفسراد السدينار‬
‫والدرهم‬

‫)فصل( والثالث السماء المبهمة‪ ،‬وذلك من فيمن يعقل ومسسا فيمسسا‬


‫ليعقل فى الستفهام والشرط والجسسزاء‪ ،‬تقسسول فسسى السسستفهام " مسسن‬
‫عندك وما عندك "‪ ،‬وفى الجزاء تقول "من أكرمنسسى أكرمتسسه ومسسن‬
‫جاءنى رفعته "‪ ،‬وأى فيما يعقل وفيما ليعقسسل فسسى السسستفهام وفسسى‬
‫الشسرط والجسزاء‪ ،‬تقسول فسى السستفهام " أى شسيء عنسدك " ‪ ،‬وفسى‬
‫الشرط والجزاء " أى رجل أكرمنى أكرمتسسه "‪ ،‬وأيسسن وحيسسث فسسى‬
‫المكان‪ ،‬ومتى فى الزمان تقسسول " إذهسسب ايسسن شسسئت وحيسسث شسسئت‬
‫واطلبنى متى شئت "‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قوله والثالث( أى من ألفاظ العموم )قوله السماء المبهمسسة( أى السستى‬
‫ل تتضسسح معانيهسسا ول تعلسسم منهسسا علسسى التعييسسن كأسسسماء الشسسرط‬
‫والسسستفهام والموصسسول )قسسوله مسسن( أى وهسسى تعسسم السسذكور والنسساث‬
‫والحرار والعبيد )قوله فيمن يعقل( أى غالبا‪ ،‬ومن غير الغالب قسسوله‬
‫تعالى " ومنهم من يمشى على أربع " )قوله فيما ليعقسسل( أى غالبسسا‪،‬‬
‫ومن غير الغالب قوله تعالى " فانكحوا ماطاب لكم من النساء ")قسسوله‬
‫فى الستفهام الخ( راجع لمن وما )قوله فى الستفهام السسخ( أى فسسإن‬
‫كانت موصولة نحو مررت بأيهم قام أو صفة نحو مررت برجل أى‬
‫رجل بمعنى كامل أو حال نحو مررت بزيد أى رجل بمعنى كسسامل‬
‫فإنها لتعم )قوله أى شيء عندك( روى انه صلى ال عليه وسلم سئل‬
‫أى الرقسساب افضسسل فقسسال " أغلهسسا ثمنسسا " )قسسوله أى رجسسل السسخ( أى‬
‫وكحديث " ايما إهاب دبغ فقد طهر " )قوله وأين الخ( أى للتعميم فسسى‬
‫المكان شرطيتين نحو قسسوله تعسسالى " اينمسسا تكونسسوا يسسدرككم المسسوت "‬
‫وقسسوله تعسسالى " واقتلسسوا المشسسركين حيسسث وجسسدتموهم " )قسسوله حيسسث‬
‫شئت( الحيثية للتعميم ومن ذلك قوله تعالى " واقتلوا المشركين حيسسث‬
‫وجدتموهم " الية‪.‬‬

‫)فصل( والرابع النفى فى النكسسرات تقسسول " ماعنسسدى شسسيء " و"‬
‫لرجل فى الدار "‪<43> .‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قوله والرابع( أى من ألفاظ العمسسوم )قسسوله النفسسى فسسى النكسسرات( أى‬
‫النكرات فى سياق النفسسى سسواء كسسانت مفسسردة أو مثنسساة أو مجموعسسة‬
‫جمع سلمة أو تكسير‪ ،‬وسسسواء باشسسرها النفسسى نحسسو مسسا أحسسد قسسائم أو‬
‫باشرها عاملها نحو ماقام أحد وسسواء كسان النفسى بمسا أول أو لسن أو‬
‫ليس فإنها تعم فى الجميع‬

‫)فصل( أقل الجمع ثلثسة‪ ،‬فسإذا ورد لفسظ الجمسع كقسوله مسسلمون‬
‫ورجال حمل على ثلثة‪ .‬ومن أصحابنا من قال هو إثنان‪ ،‬وهو قسسول‬
‫مالسسك وابسسن داود ونفطسسويه وطائفسسة مسسن المتكلميسسن‪ .‬والسسدليل علسسى‬
‫ماقلناه ان ابن عباس رضى ال عنهما احتج على عثمسسان رضسسى ال س‬
‫عنه فى حجب الم بالخوين وقسسال ليسسس الخسسوان إخسسوة فسسى لسسسان‬
‫قومك‪ ،‬فقسسال عثمسسان ل أسسستطيع ان انقسسض أمسسرا كسسان قبلسسى وتسسوارثه‬
‫النسساس ومضسسى فىالمصسسار فسسادعى ابسسن عبسساس ان الخسسوين ليسسس‬
‫بإخوة ‪ ،‬فأقره عثمان كرم ال وجهه على ذلسسك‪ ،‬وإنمسسا اعتسسذر عنسسه‬
‫بالجماع‪ ،‬ولنهسسم فرقسوا بيسسن الواحسد والثنيسن والجمسسع فقسسالوا رجسل‬
‫ورجلن ورجال‪ ،‬فلو كان الثنان جمعا كالثلثة لما خالفوا بينهما فسى‬
‫اللفظ‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قوله اقل الجمع( أى أقل عدد تطلق عليسسه صسسيغة الجميسسع )قسسوله مسسن‬
‫قسسال( وهسسو القاضسسى أبسسو بكسسر البسساقلنى )قسسوله إثنسسان( أى لحسسديث "‬
‫الثنسسان فمسسا فوقهمسسا جماعسسة " )قسسوله نفطسسويه( أى هسسو أبسسو عبسسد الس‬
‫إبراهيم بن محمد )قوله فى حجسسب الم بسسالخوين( أى فسسى ردهسسا مسسن‬
‫الثلث الى السدس لقوله تعالى " فإن كسسان لسسه إخسسوة فلمسسه السسسدس "‬
‫)قوله ليس الخوان إخوة( أى حقيقة )قوله توارثه الناس( أى بسسالقبول‬
‫والعمل )قوله ومضى فسسى المصسسار( أى انتشسسر فسسى البلسسدان )قسسوله‬
‫على ذلك( أى على ان الخوين ليس بإخوة )قوله عنه( أى عن الخذ‬
‫بمقتضى اللغسسة )قسوله الجمساع( أى علسى أن الم تسسرث السسدس مسسع‬
‫الخوين‪ ،‬فعلى هذا فل نزاع فى ان أقل الجمع اثنان فى بسساب الرث‬
‫استحقاقا وحجبا )قوله ولنهم( أى العرب‬

‫)باب صيغة العموم وبيان مقتضاه(‬


‫اذا تجردت ألفسساظ العمسسوم السستى ذكرناهسسا اقتضسست العمسسوم واسسستغراق‬
‫الجنس والطبقة‪ .‬وقسسالت الشسسعرية ليسسس للعمسسوم صسسيغة موضسسوعة‪،‬‬
‫وهذه اللفاظ تحتمل العموم والخصوص‪ ،‬فإذا وردت وجسسب التوقسسف‬
‫فيها حتى يدل الدليل على مايراد بها من الخصوص والعموم‪ .‬ومسسن‬
‫الناس من قال لتحمل على العموم فسى الخبسسار‪ ،‬وتحمسل فسسى المسسر‬
‫والنهى‪ .‬ومن الناس من قسسال تحمسسل علسسى أقسسل الجمسسع ويتوقسسف فيمسسا‬
‫زاد‪ .‬والدليل على ما ذكرناه ان العرب فرقسست بيسسن الواحسسد والثنيسسن‬
‫والثلثة فقالوا رجل ورجلن ورجال كما فرقست بيسن العيسان فسى‬
‫السماء فقالوا رجل وفسسرس وحمسسار‪ ،‬فلسسو كسسان احتمسسال لفسسظ الجمسسع‬
‫للواحسسد والثنيسسن كاحتمسساله لمسسا زاد لسسم يكسسن >‪ <45‬لهسسذا التفريسسق‬
‫معنسسى‪ ،‬ولن العمسسوم ممسسا تسسدعو الحاجسسة السسى العبسسارة عنسسه فسسى‬
‫مخاطبساتهم‪ ،‬فل بسد ان يكونسوا قسد وضسعوا لسه لفظسا يسدل عليسه كمسا‬
‫وضعوا لكل ما يحتاجون اليه من العيان‪ .‬فأمسسا مسسن قسسال انسسه يحمسسل‬
‫على الثلث ويتوقف فيما زاد فالسسدليل عليسسه ان تنسساول اللفسسظ للثلث‬
‫ولما زاد عليه واحد‪ ،‬فإذا وجب الحمل على الثلث وجب الحمل على‬
‫ما زاد‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قوله اذا تجردت( أى عسسن قرينسسة العمسسوم وقرينسة الخصسسوص )قسوله‬
‫اقتضسست العمسسوم( أى وذلسسك لن الصسسحابة وأهسسل اللغسسة أجسسروا ألفسساظ‬
‫الكتسساب والسسسنة علسسى العمسسوم ال مسسا دل السسدليل علسسى تخصيصسسه‪،‬‬
‫والقسائلون بهسذا يسسمون أربسساب العمسوم )قسوله اسستغراق الجنسسس( أى‬
‫اسسستغراق جميسسع افسسراد الجنسسس )قسسوله الطبقسسة( عطسسف مسسرادف علسسى‬
‫الجنس )قوله صيغة موضوعة( أى له خاصة به )قوله تحتمسسل السسخ(‬
‫أى ليعلم أهى فى الخصوص أو فى العمسسوم أو فيهمسسا )قسسوله وجسسب‬
‫التوقف( أى وقالوا ان اقل الجمع يدخل لضرورة صسسدق اللفسسظ بحكسسم‬
‫الوضسسع‪ ،‬ولسسذلك يقسسال لهسسم الواقفيسسة )قسسوله فسسى الخبسسار( أى والوعسسد‬
‫والوعيد حتى يدل دليل على العموم والخصوص )قسسوله فسسى المسسر‬
‫والنهى( أى لنسسا متعبسسدون بفهمهمسسا‪ ،‬ورد بسسأن مسسن الخبسسار مسسا تعبسسد‬
‫بفهمه كقوله تعالى " وال بكل شيء عليم " )قوله ويتوقسسف فيمسسا زاد(‬
‫أى علسسى أقسسل الجمسسع‪ ،‬لن المسستيقن أولسسى مسسن المشسسكوك )قسسوله علسسى‬
‫ماذكرناه( أى من انها حقيقة فى العموم مجاز فسسى الخصسسوص )قسسوله‬
‫فرقت السسخ( أى والتفرقسسة فسسى الوضسسع دليسسل الختصسساص )قسسوله كمسسا‬
‫فرقت الخ( أى فكما أن هذه اللفاظ ليدل أحدها علسسى المعنسسى الخسسر‬
‫الغير الموضوع له إل بطريق المجاز كذلك لفظ رجال )قوله لمازاد(‬
‫أى من الثلثة فما فوق )قوله ولن العمسسوم السسى قسسوله العيسسان( ليسسس‬
‫هذا الدليل بشيء اذ الحتياج الى التعبير عنه ليقتضسسى ان يكسسون لسسه‬
‫لفظ متفرد على طريق الحقيقة كالروائح )قوله تدعو( أى تشتد )قسسوله‬
‫فسسى العبسسارة( أى التعسسبير )قسسوله فيمسسا زاد( أى علسسى الثلث )قسسوله‬
‫والدليل عليه( أى الدليل الذى يكون حجة عليه‬

‫)فصل( ولفرق فى ألفاظ العموم بين ما قصد بها المسسدح أو السسذم‬


‫أو قصد بها الحكم فى الحمل على العموم‪ .‬ومن أصحابنا من قسسال إن‬
‫قصد بها المدح كقوله عز وجسسل "والسسذين هسسم لفروجهسسم حسسافظون "‬
‫والذم كقوله تعالى " والذين يكنزون الذهب والفضة "لم يحمسسل علسسى‬
‫العمسسوم‪ ،‬وهسسذا خطسسأ لن ذكسسر المسسدح والسسذم يؤكسسد فسسى الحسسث عليسسه‬
‫والزجر عنه فل يجوز ان يكون مانعا من العموم‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫)قوله المدح( أى كقوله تعالى " ان البرار لفى نعيم " )قوله أوالسسذم(‬
‫أى كقوله تعالى " ان الفجار لفى جحيم " )قسسوله والسسذين هسسم السسخ( أى‬
‫فإنه وان سيق للمدح يعم بظسساهره الخسستين بملسسك اليميسسن‪ ،‬وعارضسسه‬
‫فى عموم الختين فى الوطء بملك اليمين قسسوله تعسسالى " وان تجمعسسوا‬
‫بين الختين " فإنه شامل لجمعهمسسا بملسسك اليميسسن‪ ،‬فحمسسل الول علسسى‬
‫غير جمع الختين بملك اليمين )قوله كقوله تعالى والسسذين السسخ( تمسسام‬
‫اليسسة " والسسذين يكنسسزون السسذهب والفضسسة ولينفقونهسسا فسسى سسسبيل الس‬
‫فبشرهم بعذاب اليم " )قوله لم يحمسسل علسسى العمسسوم( أى مطلقسسا سسسواء‬
‫عورض أم ل )قوله عليه( أى على الفعل )قوله عنه( أى عن الفعل‬

‫)فصسسل( واذا وردت ألفسساظ العمسسوم فهسسل يجسسب اعتقسساد عمومهسسا‬


‫والعمل >‪ <46‬بموجبها قبل البحث عما يخصسسها ؟ اختلسسف أصسسحابنا‬
‫فيه‪ ،‬فقال أبو بكر الصيرفى يجب العمل بموجبها واعتقسساد عمومهسسا‬
‫مالم بعلم مايخصها‪ ،‬وذهب عامسسة أصسسحابنا أبسسو العبسساس وأبسسو سسسعيد‬
‫الصطخرى وأبو إسحق المروزى إلى انه ل يجب اعتقسساد عمومهسسا‬
‫حتى يبحث عن السسدلئل‪ ،‬فسسإذا بحسسث فلسسم يجسسد مايخصسسها اعتقسسد حينئذ‬
‫عمومها‪ ،‬وهسسو الصسسحيح‪ ،‬والسسدليل عليسسه ان المقتضسسى للعمسسوم وهسسو‬
‫الصيغة المتجردة وليعلسسم التجسسرد ال بعسسد النظسسر والبحسسث فل يجسسوز‬
‫اعتقاد العموم قبله‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قوله ألفاظ العموم( أى صيغ العموم )قسسوله فهسسل يجسسب السسخ( أى فسسى‬
‫الحسسال عنسسد سسسماعها)قسسوله اختلسسف أصسسحابنا( أى ومثسسار الختلف‬
‫التردد فى ان التخصيص مانع أو عدمه شرط‪ ،‬فعلى الول الصيرفى‬
‫فيتمسسسك بالعسسام مسسا لسسم يكسسن مخصسسص )قسسوله فيسسه( أى فسسى جسسواب‬
‫الستفهام )قوله يجب العمسسل السسخ( أى لن العسسام قطعسسى الدللسسة علسسى‬
‫العمسسوم فيسسستفاد منسسه الحكسسم العسسام قطعسسا )قسسوله الصسسطخرى( بكسسسر‬
‫الهمزة وفتح الطاء ولد سنة ‪ 244‬هس وتوفى سنة ‪ 328‬هس )قسسوله أبسسو‬
‫إسحق المروزى( هو إبرايهيم بن احمد بسسن إسسسحق المسسروزى تسسوفى‬
‫سنة ‪ 340‬هس )قوله فإذا بحث( أى عن الدلئل )قوله حينئذ( أى حيسسن‬
‫اذ بحث فلم يجد مسسا يخصسسها )قسسوله ليجسسب اعتقسساد عمومهسسا( أى ول‬
‫العمل بموجبها )قوله وهو( هكسسذا فسسى النسسسخ‪ ،‬ولعسسل السسواو زائدة مسسن‬
‫النساخ )قوله الصسسيغة المتجسسردة( أى عسسن قرينسسة الخصسسوص )قسسوله‬
‫الصيغة السسى قسسوله قبلسسه( أى ولن وجسسود المخصسسص عسسارض دللسسة‬
‫العام‪ ،‬اذ العام يحتمل التخصيص وعدمه احتمال على السواء فحملسسه‬
‫علىالعموم ترجيح مسسن غيسسر مرجسسح )قسسوله اعتقسساد العمسسوم( أى ول‬
‫العمل به )قوله قبله( أى قبل النظر والبحث‬

‫)باب مايصح دعوى العموم فيه وما ليصح(‬


‫وجملته ان العموم يصح دعواه فى نطق ظاهر يسسستغرق الجنسسس‬
‫بلفظه >‪ <47‬كاللفاظ التى ذكرناها فسسى البسساب الول‪ ،‬وأمسسا الفعسسال‬
‫فل يصح فيها دعوى العموم لنها تقع على صفة واحدة ؛ فاذا عرفت‬
‫تلك الصفة اختص الحكم بها وإن لم تعرف صار مجمل‪.‬فمسسا عسسرف‬
‫صسسفته مثسسل مسساروى " ان النسسبى صسسلى ال س عليسسه وسسسلم جمسسع بيسسن‬
‫الصلتين فى السفر" فهذا مقصور علسسى مسسا روى فيسسه وهسسو السسسفر‪،‬‬
‫ول يحمل على العموم فيما لم يرد فيه‪ ،‬وما لم يعرف مثسسل مسساروى "‬
‫انه جمع بين الصلتين فى السفر " فل يعلم انه كان فى سفر طويل‬
‫أو سفر قصير إل انه معلوم انه لم يكن ال فى سفر واحد فاذا لم يعلسسم‬
‫ذلك بعينه وجب التوقف فيه حتى يعرف وليدعى فيه العموم‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫)قوله وجملته( أى القول فيه )قوله نطق ظاهر( أى لفسسظ منطسسوق فسسى‬
‫اللسان‪ ،‬خرج به الفعل والقياس والمجمل )قوله يستغرق الجنسسس( أى‬
‫يتناول جميع افراد الجنس من غيسسر حصسسر )قسسوله بلفظسسه( خسسرج بسسه‬
‫المشسسترك فل يمكسسن دعسسواه لنسسه لسسم يوضسسع للجمسسع خلفسسا للقاضسسى‬
‫والشافعى )قوله واما الفعال( المسسراد بهسسا أفعسسال الرسسسول صسسلى الس‬
‫عليه وسلم )قوله لنها تقع الخ( أى فل يجوز ان تكون عامسسة لجميسسع‬
‫الصسسفة )قسسوله صسسار( أى الفعسسل )قسسوله مجمل( أى كسساللفظ المجمسسل‬
‫المتردد بين معان متساوية )قوله فما عسسرف صسسفته( أى فعسسل رسسسول‬
‫ال صلىال عليه وسلم الذى عرفت صسسفته )قسسوله مقصسسور السسخ( أى‬
‫فيختص الجمع فسسى السسسفر )قسسوله فيمسسا لسسم يسسرد فيسه( أى فسسى الحضسسر‬
‫)قوله مالم يعرف( أى فعل الرسول صسلى الس عليسه وسسلم السذى لسم‬
‫تعرف صفته )قوله إل فى سفر واحد( أى لن الجمع الواحسسد ليمكسسن‬
‫ان يكون فى كل منهما )قوله ذلك( أى كون السفر طويل أو قصسسيرا‬
‫)قوله حتى يعرف( أى ذلك السفر‬
‫)فصل( وكذلك القضايا فى العيان ليجوز دعوى العمسسوم فيهسسا‪،‬‬
‫وذلك مثل ان يروى ان النبى صلى ال عليسسه وسسسلم قضسسى بالشسسفعة‬
‫للجار وقضى فى الفطار بالكفارة وما أشسسبه ذلسسك فل يجسسوز دعسسوى‬
‫العموم فيها‪ ،‬بل يجب التوقف فيه لنه >‪ <48‬يجوز ان يكون قضى‬
‫بالشفعة لجار لصفة يختص بها وقضى بكفسسارة بإفطسسار فسسى جمسساع او‬
‫غيره مما يختص به المحكسسوم لسسه‪ ،‬وعليسسه فل يجسسوز ان يحكسسم علسسى‬
‫غيره ال ان يكون فى الخبر لفظ يدل على العموم‪.‬ومن الناس من قال‬
‫ان كان قد روى انه قضى بكفارة بالفطسسار وبالشسسفعة للجسسار لسسم يسسدع‬
‫فيه العموم وان كان قسسد روى انسسه قضسسى بسسأن الكفسسارة فسسى الفطسسار‬
‫وبأن الشفعة للجسسار تعلسسق بعمسسومه لن ذلسسك حكايسسة قسسول فكسسأنه قسسال‬
‫الكفارة فى الفطار والشفعة للجار‪ .‬وقسسال بعضسسهم إن روى انسسه كسسان‬
‫يقضى تعلسق بعمسومه لن ذلسك للسدوام أل تسرى أنسه يقسال فلن كسان‬
‫يقرى الضيف ويصنع المعروف وقال ال تعالى "وكسسان يسسأمر أهلسسه‬
‫بالصلة " و أراد التكرار‪ .‬والصحيح انه ل فرق بيسسن ان يكسسون بلفسسظ‬
‫أن أو غيره لنه قد يسسروى لفظسسة ان فسسى القضسساء بمعنسسى الحكسسم فسسى‬
‫القضية المقضى فيها وليقتضى الحكم فسسى غيرهسسا‪ ،‬ولفسسرق أيضسسا‬
‫بين ان يقول كان وبين غيره لنه وان اقتضى التكرار إل أنسسه يجسسوز‬
‫ان يكسسون التكسسرار علسسى صسسفة مخصوصسسة ليشسساركها فيسسه سسسائر‬
‫الصفات‪<49> .‬‬
‫‪----------------‬‬
‫)قوله وكذلك( أى مثسل افعسال الرسسول صسلى الس عليسه وسسلم )قسوله‬
‫قضى بالشفعة للجار( أى فل يعم قضاؤه كل جار سسسواء كسسان شسسريكا‬
‫او جارا ملصقا )قسسوله قضسسى فسسى الفطسسار( أى فسسى رمضسسان فعنسسد‬
‫الشافعى ليفيد العموم‪ ،‬فيجب كون المفطر بأمر خسساص ل بسسأعم‪ ،‬فل‬
‫دليل فيه على أنه بالجماع وغيره )قسسوله لصسسفة السسخ( أى وهسسى كسسونه‬
‫شريكا قسسديما )قسسوله المحكسسوم لسسه( أى فسسى الشسسفعة )قسسوله وعليسسه( أى‬
‫المحكوم عليه فى الفطار بالكفارة )قوله به( أى بسسالحكم السسذى قضسسى‬
‫الرسول به )قوله على غيسره( أى علسى غيسر المحكسوم لسه والمحكسوم‬
‫عليسه )قسسوله قضسسى بسسأن الكفسسارة السسخ( أى بزيسسادة أن‪ ،‬فيكسسون قضسسى‬
‫بمعنسسى ألسسزم مسسن بسساب الفتيسسا )قسسوله لن ذلسسك( أى قسسول الصسسحابى‬
‫المذكور وهو قضى بأن الكفارة الخ )قسسوله الكفسسارة فسسى الفطسسار( أى‬
‫واجبة فى الفطار بجماع أو غيره )قوله للجسسار( أى ثسسابت لكسسل جسسار‬
‫شريك أو ملصسسق )قسسوله كسسان يقضسسى( أى مسسع المضسسارع وأمسسا مسسع‬
‫الماضسسى فل تسسدل علسسى التكسسرار )قسسوله ذلسسك( أى لفسسظ كسسان مسسع‬
‫المضارع )قوله وقال الس تعسسالى السسخ( أى فسسى شسسأن إسسسماعيل عليسسه‬
‫السلم )قوله ول فرق ايضا الخ( أى فسسى أنسسه ليقتضسسى العمسسوم‪ ،‬لن‬
‫كان فى اللغة لتدل ال على مطلق وقوع الفعل فى الماضى أعسسم مسسن‬
‫كونه تكرر بعد ذلك أو ل انقطسسع أو ل إل أن العسسادة جاريسسة بسسالتكرار‬
‫)قوله ان اقضى التكرار( أى بحسب العادة الجارية‬

‫)فصل( وكذلك المجمل من القول المفتقسر السى إضسمار‪ ،‬ليسدعى‬


‫فسسى إضسسماره العمسسوم‪ ،‬وذلسسك مثسسل قسسوله عسسز وجسسل " الحسسج أشسسهر‬
‫معلومات " فإنه يفتقر السسى إضسسمار ؛ فبعضسسهم يضسسمر وقسست إحسسرام‬
‫الحسسج أشسسهر معلومسسات‪ ،‬وبعضسسهم يضسسمر وقسست أفعسسال الحسسج أشسسهر‬
‫معلومات‪ ،‬فالحمل عليهما ليجوز بل يحمل على ما يدل السسدليل علسسى‬
‫انسه يسسراد بسسه لن العمسسوم مسسن صسسفات النطسسق‪ ،‬فل يجسسوز دعسسواه فسسى‬
‫المعانى‪ ،‬وعلى هذا من جعل قسسوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم " لصسسلة‬
‫لجار المسجد ال فى المسجد " >‪ <50‬و" ل نكاح ال بسسولى " و" ل‬
‫أحل المسجد لجنب ولحائض" و "رفع القلم عن ثلثة " وما أشبهه‬
‫مجمل منع من دعوى العمسسوم فيسسه‪ ،‬لنسسه يجعسسل المسسراد معنسسى غيسسر‬
‫مذكور ويجوز ان يريد شسسيئا دون شسسيء‪ ،‬فل يجسسوز دعسسوى العمسسوم‬
‫فيه‪ .‬ومن الفقهاء مسسن يحمسسل فسسى مثسسل هسسذا علسسى العمسسوم فسسى كسسل مسسا‬
‫يحتمله لنه أعم فائدة‪ .‬ومنهم من يحمله على الحكم المختلف فيسسه لن‬
‫ما سواه معلوم بالجماع‪ .‬وهذا كله خطأ لما بيناه من ان الحمسسل علسسى‬
‫الجميع ليجوز وليس هناك لفظ يقتضى العموم‪ ،‬وليجوز حمله علسسى‬
‫موضسسع الخلف لن احتمسساله لموضسسع الخلف ولغيسسره واحسسد‪ ،‬فل‬
‫يجوز تخصيصه لموضع الخلف‪<51> .‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫)وكذلك المجمل( هذا محترز قوله فى نطق ظسساهر‪ ،‬والمجمسسل مسسا لسسه‬
‫دللة على معنيين فأكثر لمزية لحدهما على الخر )قوله من القسسول‬
‫الخ( خرج بسسه مسسا كسسان إجمسساله بسسسبب تصسسريف كمختسسار أو اشسستراك‬
‫كالقرء )قوله الى إضمار( أى الى تقدير شيء يتضسسح بسسه بسسأن توقسسف‬
‫صدق الكلم أو صحته عقل أو شرعا عليه )قوله فسسى غضسسماره( أى‬
‫مضمره )قوله فبعضهم( أى كإمامنا الشافعى )قوله أشسسهر معلومسسات(‬
‫أى وهى شسسوال وذو القعسسدة وتسسسع ذو الحجسسة )قسسوله وبعضسسهم( أى‬
‫كالمام أبى حنيفة )قسسوله وقسست افعسسال الحسسج( أى وقسست مناسسسك الحسسج‬
‫وأفعاله )قوله ليجوز( أى لن الحاجة تنسسدفع بالواحسسد )قسسوله مسسا يسسدل‬
‫عليه الدليل( أى وقد دل الدليل عنسسد الشسسافعى ومسسن وافقسسه علسسى ارادة‬
‫الحرام بالحج وهو قوله تعالى " فمن فسسرض فيهسسن الحسسج " أى ألسسزم‬
‫نفسه فيهن بالحرام بالحج فأفاد أنسسه ليجسسوز افحسسرام بسسه ال فسسى تلسسك‬
‫الشهر إذ لو جاز فى غيرها كما عليه الحنفية لما كان لقوله تعسسالى "‬
‫فيهن " فائدة‪ .‬وأجيب بأن فائدته كونها وقتا لعماله مسسن غيسسر كراهسسة‬
‫فل يسسستفاد عسسدم جسسواز الحسسرام قبلسسه‪ ،‬فلسسو قسسدم الحسسرام انعقسسد مسسع‬
‫الكراهة‪.‬ومسسدار الخلف أنسسه ركسسن عنسسده وشسسرط عنسسد الحنفيسسة فأشسسبه‬
‫الطهارة فى جواز التقديم على الوقت )قسسوله مسسن صسسفات النطسسق( أى‬
‫من عوارض اللفساظ )قسوله فليجسوز دعسواه فسى المعسانى( أى لسذلك‬
‫المضسسمر فليعسسرض لسسه العمسسوم )قسسوله وعلسسى هسسذا( أى منسسع دعسسوى‬
‫العموم فى المضمر )قوله ورفع القلم عن ثلثة( تمسسامه " عسسن النسسائم‬
‫حتى استيقظ وعن المبتلى حتى يبرأ وعن الصبى حتى يكبر " )قسسوله‬
‫ومسسا أشسسبهه( أى كحسسديث " رفسسع عسسن أمسستى الخطسسأ والنسسسيان " أى‬
‫مؤاخذتهما )قوله مجمل( مفعول ثسسان لجعسسل )قسسوله منسسع( خسسبر مسسن‬
‫الموصولة )قوله فيه( أى فيما ذكر من الحديث )قوله دعوى العمسسوم‬
‫فيه( أى فى هذا المعنى الغير المسسذكور )قسسوله فسسى كسسل مسسايحتمله( أى‬
‫فسسى جميسسع مايصسسح إضسسماره فيسسه )قسسوله لنسسه أعسسم فسسائدة( أى و لن‬
‫اضمار أحد الحكمين ليس بأولى من الخسسر )قسسوله معلسسوم بالجمسساع(‬
‫أى والمجمع عليه مستغن عن الدليل كحديث " إنما العمال بالنيسسات"‬
‫فإنه يحتمل تقرير الثواب والصحة‪ ،‬والثواب مجمع عليه فإنه لثسسواب‬
‫على عمل إل بالنية إجماعسسا‪ ،‬وأمسسا الصسحة فمختلسسف فيهسسا‪ ،‬بهسسا قسدر‬
‫الشسسافعية لن المقصسسود الهسسم مسسن بعثسسة النسسبى بيسسان الصسسحة والحسسل‬
‫والحرمسسة‪ ،‬والحنفيسسة يمنعسسون ذلسسك ويقسسدرون الثسسواب علسسى أن تقسسدير‬
‫الثواب يسستلزم الصسحة )قسوله هسذا كلسه( أى كسسل مسن القسسول بسدعوى‬
‫العموم مطلقا ومن القسسول بحملسه علسى المضسسمر المختلسف فيسه )قسوله‬
‫ليجوز( أى لندفاع الحاجة بواحد وكون العموم مسسن صسسفات النطسسق‬
‫)قسسوله لغيسسره( أى لموضسسع الجمسساع )قسسوله واحسسد( أى ليسسس أحسسد‬
‫الحتمسسالين أقسسوى مسسن الخسسر )قسسوله فل يجسسوز السسخ( أى لئل يلسسزم‬
‫الترجيح من غبر مرجح الممنوع‬

‫)باب القول فى الخصوص(‬


‫التخصيص تمييز بعض الجملة بالحكم‪ .‬ولهذا نقول خص رسول‬
‫ال صلى الس عليسه وسسلم بكسذا وخسص الغيسر بكسذا‪ .‬وأمسا تخصسيص‬
‫العموم فهو بيان مالم يرد باللفظ العام‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله الجملة( أى أفراد الجملسسة )قسسوله الغيسسر( أى غيسسر رسسسول ال س‬
‫صلى الس عليسسه وسسسلم )قسسوله بيسسان السسخ( أى لن اللفسسظ العسسام ظسساهره‬
‫التناول لجميع الفراد المخصصة وغيرها فبذكر المخصسسص علسسم أن‬
‫المتكلم لم يرد ذلك البعض المخرج باللفظ العام وإل كان تناقضا‬

‫)فصل( ويجوز دخول التخصيص فسسى جميسسع ألفسساظ العمسسوم مسسن‬


‫المر والنهى والخبر‪ .‬ومن الناس مسسن قسسال ليجسسوز التخصسسيص فسسى‬
‫الخبر كما ليجوز النسخ‪ ،‬وهذا خطأ لنا قد بينا ان التخصسسيص بيسسان‬
‫مالم يرد باللفظ العام وهذا يصسسح فسسى الخسسبر كمسسا يصسسح فسسى المسسر‬
‫والنهى‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫)قوله المر( أى كقوله تعالى " اقتلوا المشسسركين ال السسذين عاهسسدتم "‬
‫)قوله النهسى( أى كقسوله تعسالى "ولتقربسوهن حستى يطهسرن ")قسوله‬
‫والخبر( أى كقوله تعالى " فلبث فيهسسم ألسسف سسسنة ال خمسسسين عامسسا "‬
‫)قوله ليجوز التخصيص فى الخبر( أى لنه يوجب الكذب فيها لما‬
‫فيهسسا مسسن مخالفسسة المخسسبر للخسسبر‪ .‬والجسسواب أنسسه انسسدفع بالمخصسسص‬
‫بسسالرادة او بالسسدليل علسسى الرادة وذلسسك لنسسا اذا علمنسسا أن اللفسسظ فسسى‬
‫الصل يحتمل التخصيص فقيام الدليل على وقوعه مبين للمراد وانمسا‬
‫يلزم الكذب لو كان المخرج مرادا‬

‫)فصل( ويجوز التخصيص الى ان يبقى من اللفسسظ العسسام واحسسد‪،‬‬


‫وقسسال أبسسو بكسسر القفسسال مسسن أصسسحابنا يجسسوز التخصسسيص فسسى أسسسماء‬
‫الجموع الى ان يبقى ثلثة >‪ <52‬وليجوز أكثر منه‪ .‬والسسدليل علسسى‬
‫جواز ذلك هو انه لفظ من ألفاظ العموم فجاز تخصيصه الى ان يبقى‬
‫واحد دليله السماء المبهمات كمن وما‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله يجوز التخصيص( أى فى جميع ألفاظ العموم )من اللفط العسسام(‬
‫أى سواء كان العام جمعا أو ل )قوله أبو بكر القفال( هسسو محمسسد بسسن‬
‫علسسى بسسن اسسسماعيل الكسسبير الشاشسسى )قسسوله فسسى أسسسماء الجمسسوع( أى‬
‫كالمسلمين والنساء والقوم )قوله ثلثة( أى لنهسسا أقسسل مراتسسب الجمسسع‬
‫على الصحيح )قسسوله ذلسسك( أى التخصسسيص فسسى أسسسماء الجمسسوع السسى‬
‫واحسسد )قسسوله دليلسسه السسسماء المبهمسسات( أى القيسساس علسسى السسسماء‬
‫المبهمات فإنها يجوز تخصيصها الى واحد‬

‫)فصل( واذا خص من العموم شيء لم يصسسر اللفسسظ مجسسازا فيمسسا‬


‫يبقى وقالت المعتزلسسة يصسسير مجسسازا‪ .‬وقسسال الكرخسسى ان خسسص بلفسسظ‬
‫متصل كالستثناء والشرط لم يصر مجازا‪ ،‬وان خسص بلفسظ منفصسل‬
‫صار مجازا‪ .‬وهسو قسول القاضسى أبسى بكسر الشسعرى‪ .‬فالسدليل علسى‬
‫المعتزلة خاصة هو أن الصل فى الستعمال الحقيقسسة و)السسدليل علسسى‬
‫من فرق أنا( قد وجدنا الستثناء والشرط فى الستعمال كغيرهما مسسن‬
‫أنواع الكلم فدل على ان ذلك حقيقة‪ .‬والسسدليل علسسى الجميسسع ان اللفسسظ‬
‫تناول كل واحد >‪ <53‬من الجنسسس فسسإذا خسسرج بعضسسه بالسسدليل بقسسى‬
‫الباقى على ما اقتضاه اللفظ وتناوله فكان حقيقة فيه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)قوله واذا خص الخ( أى متصل كان المخصص أو ل )قسسوله اللفسسظ(‬
‫أى اللفسسظ المخصسسوص منسسه البعسسض )قسسوله فيمسسا يبقسسى( أى بعسسد‬
‫التخصيص‪ ،‬بل هو حقيقسسة فيسسه مطلقسسا لن تنسساول اللفسسظ للبعسسض بعسسد‬
‫التخصيص كتناوله له بل تخصيص لسسه وهسسذا التنسساول حقيقسسى إتفاقسسا‬
‫فليكن ذاك التناول حقيقيا أيضا )قوله وقالت المعتزلة الخ( وقسسال إمسسام‬
‫الحرمين انه حقيقة ومجاز باعتبسسارين حقيقسسة باعتبسسار تنسساول البعسسض‬
‫ومجاز باعتبسسار القتصسسار عليسسه )قسسوله مجسسازا( أى فيمسسا بقسسى )قسسوله‬
‫الكرخى( أى أبو الحسن معروف الكرخى )قوله إ ن خص( أى العسسام‬
‫)قسسوله بلفسسظ متصسسل( أى بمسسا ليسسستقل بنفسسسه )قسسوله كالسسستثناء( أى‬
‫والصفة والبدل )قسوله القاضسى أبسى بكسر الشسعرى( هسو محمسد بسن‬
‫الطيب المعروف بالباقلنى )قوله لم يصر مجازا( أى بسسل هسسو حقيقسسة‬
‫فيه )قوله الحقيقة( أى وليصسسار السسى المجسساز ال بسدليل )قسوله السدليل‬
‫على من فرق أنا( هذه الكلمات بين القوسين زيادة لزمة أخذناها مسسن‬
‫سياق الكلم )قسوله كغيرهسا مسن أنسواع الكلم( أى مسن المخصصسات‬
‫المنفصلة فى أن المقصسسود واحسسد وهسسو التخصسسيص فل معنسسى للفسسرق‬
‫)قوله على الجميع( أى المعتزلة والكرخى )قوله اللفظ( أى العام‬

‫)باب ذكر مايجوز تخصيصه وما ليحوز(‬


‫وجملته انه يجوز تخصسسيص ألفسساظ العمسسوم‪ .‬وامسسا تخصسسيص مسسا‬
‫عرف من فحوى الخطاب كتخصيص ما عرف من قوله عز وجسسل "‬
‫ولتقل لهما أف " فل يجوز لن التخصيص انمسسا يلحسسق القسسول وهسسذا‬
‫معنى القول‪ ،‬ولن تخصيصه نقض للمعنى الذى تعلق المنسسع بسسه‪ ،‬أل‬
‫ترى انه لو قال ولتقل لهما اف ولكسسن اضسسربهما كسسان ذلسسك مناقضسسة‬
‫فصار كتخصيص القياس‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫]قوله وجملته[ أى الكلم فيه )قوله أنه( أى الحال والشأن )قوله ألفاظ‬
‫العموم( أى مطلقا )قوله مسسن فحسسوى الخطسساب( هسسو مفهسسوم الموافقسسة‬
‫)قوله ول تقل لهما أف( أى فإنه يسسدل بمنطسسوقه علسسى تحريسسم التسسأفيف‬
‫وبمفهومه الموافسسق علسسى تحريسسم نحسسو الضسسرب )قسسوله فليجسسوز( أى‬
‫تخصسسيص هسسذا المفهسسوم بسسأن يجسسوز حبسسسهما لسسدين عليهمسسا لولسسدهما‬
‫بحديث " لى الواجد يحسسل عرضسسه وعقسسوبته" )قسسوله لنسسه انمسسا يلحسسق‬
‫القول( أى لنه من عوارض اللفاظ كالعموم )قوله المنسسع( أى النهسسى‬
‫)قوله ول تقل لهما أف( أى كان معناه المفهوم لتؤذهما فلو قال بعده‬
‫ولكن الخ )قوله مناقضة( أى وهى لتجوز فبطل تخصيص الفحوى‬

‫)فصل( وأما تخصيص دليل الخطاب فيجوز‪ ،‬لنه كالنطق فجاز‬


‫تخصيصه فإذا قال فى سائمة الغنم زكسساة فسسدل علسسى أنسسه لزكسساة فسسى‬
‫المعلوفة جاز ان يخسسص لزكسساة فسسى المعلوفسسة فيحمسسل علسسى معلوفسسة‬
‫دون معلوفة‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫]قوله دليل الخطاب[ أى مفهوم المخالفة )قوله لزكاة فسسى المعلوفسسة(‬
‫أى وهو عام يشمل المعلوفة حول كامل ونصسسفه و أقلسسه قسسدرا تعيسسش‬
‫بدونه بل ضرر أو بضرر قصد بسسه قطسسع السسسوم أم ل )قسسوله فيحمسسل‬
‫السسخ( أى فلتجسسب الزكسساة فسسى معلوفسسة معظسسم الحسسول مثل وتجسسب اذا‬
‫علفت قدرا تعيش به بل ضرر بين وذلك لخفة المؤنة‪.‬‬
‫)فصل( وأما النص فل يجوز تخصيصه كقسسوله صسسلى ال س عليسسه‬
‫وسسسسلم لبسسسى بسسسردة >‪ <54‬يجسسسزئك وليجسسسزئ أحسسسدا بعسسسدك‪ ،‬لن‬
‫التخصيص أن يخرج بعض ما تناوله‪ ،‬وهذا ليصح فسى النسص علسى‬
‫شيء بعينه‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫)قوله لبى بردة( حديث ابى بردة فسسى الصسسحيحين وقسسال فيسسه عنسسدى‬
‫جذعة خير من مسنة فقال اذبحها وليجزئ احدا بعدك )قسسوله وهسسذا‬
‫ليصح الخ( أى بل هو بيان للمجمل‬

‫)فصل( وكذلك ماوقع من الفعسسال‪ ،‬ليجسسوز تخصيصسسه لمسسا بينسسا‬


‫فيمسسا تقسسدم ان الفعسسل ليجسسوز ان يقسسع علسسى صسسفتين فيخسسرج احسسداهما‬
‫بدليل‪ ،‬فإن دل الدليل على انه لم يقع ال على صسسفة مسسن الصسسفتين لسسم‬
‫يكن ذلك تخصيصا‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫]قسسوله فيخسسرج السسخ[ أى فهسسو قبسسل البيسسان مجمسسل )قسسوله لسسم يكسسن ذلسسك‬
‫تخصيصا( أى بل هو بيان للمجمل‬

‫)باب بيان الدلة التى يجوز التخصيص بها وماليجوز(‬


‫والدلة التى يجوز التخصسسيص بهسسا ضسسربان‪ :‬متصسسل ومنفصسسل‪.‬‬
‫فالمتصل هو الستثناء والشرط والتقييد بالصفة‪ ،‬ولها ابواب تأتى ان‬
‫شاء ال تعالى وبه الثقسسة‪ .‬وأمسسا المنفصسسل فضسسربان‪ :‬مسسن جهسسة العقسسل‬
‫ومن جهة الشرع‪ .‬فالذى من جهة العقل ضربان‪ :‬احسسدهما مسسا يجسسوز‬
‫ورود الشرع بخلفه وذلك مايقتضسيه العقسسل مسن بسراءة الذمسة فهسذا‬
‫ليجوز التخصيص به‪ ،‬لن ذلك انمسسا يسسستدل بسه لعسسدم الشسسرع‪ ،‬فسساذا‬
‫ورد الشسسرع سسسقط السسستدلل بسسه وصسسار الحكسسم للشسسرع‪ .‬والثسسانى مسسا‬
‫ليجوز ورود الشرع >‪ <55‬بخلفه‪ ،‬وذلك مثسسل مسسا دل عليسسه العقسسل‬
‫من نفى الخلق عسن صسسفاته‪ ،‬فيجسسوز التخصسيص بسه ولهسذا خصصسسنا‬
‫قوله تعالى " ال خالق كل شيء " فى الصفات وقلنسسا المسسراد بسه مسسا‬
‫خل الصفات لن العقسسل قسسد دل علسسى انسسه ليجسسوز ان يخلسسق صسسفاته‪،‬‬
‫فخصصنا العموم به‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله متصل[ أى وهو ما ليستقل بنفسه من اللفظ بأن ليسسستعمل ال‬
‫مقارنسسا للعسسام )قسسوله منفصسسل( وهسسو مايسسستقل بنفسسسه مسسن اللفسسظ بسسأن‬
‫يسسستعمل غيسسر مقسسارن للعسسام )قسسوله التقييسسد( أى تقييسسد العسسام بالصسسفة‪،‬‬
‫والمراد بالصفة ما أفاد معنى فسسى الموصسسوف مسسن نعسست أو حسسال أو‬
‫غيرهما ل الصفة الكاشفة لعدم إفادتها معنى )قسسوله بسسراءة الذمسسة( أى‬
‫مسن التكساليف الشسسرعية‪ ،‬وقسد ورد الشسرع بخلفسسه وهسسو إشسسغال ذمسم‬
‫المكلفين بالتكاليف الشرعية )قوله فإذا ورد الشرع( أى بخلفه )قسسوله‬
‫ما ليجوز الخ( أى ما اقتضاه العقل ول يجوز الخ )قوله بخلفسسه( أى‬
‫بل بوفاقه )قوله فى الصفات( أى والذات )قوله مسا خل الصسفات( أى‬
‫والذات )قوله صفاته( أى وذاته‬

‫)فصل( وأما الذى من جهة الشرع فوجوه‪ :‬نطسق الكتساب والسسنة‬


‫ومفهومهما وأفعال رسول ال صلى ال عليه وسلم وإقسسراره وإجمسساع‬
‫المة والقياس‪ .‬فأما الكتاب فيجوز تخصيص الكتاب به كقسسوله تعسسالى‬
‫" والمحصسسنات مسسن السسذين أوتسسوا الكتسساب " خسسص بسسه قسسوله تعسسالى "‬
‫ولتنكحوا المشركات حتى يؤمن "‪ ،‬ويجوز تخصيص السنة به‪ .‬ومن‬
‫الناس من قال ليجوز‪ .‬والدليل علسسى جسسوازه هسسو ان الكتسساب مقطسسوع‬
‫بصحة طريقه والسسسنة غيسسر مقطسسوع بطريقهسسا‪ ،‬فسسإذا جسساز تخصسسيص‬
‫الكتاب به فتخصيص السنة به أولى‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫]قوله فأما الكتسساب[ أى الخسساص )قسسوله تخصسسيص الكتسساب( أى العسسام‬
‫)قوله تخصيص السنة به( أى لقوله تعالى وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا‬
‫لكل شيء" ومن جملتسه السسنة‪ ،‬وذلسك كقسوله صسلى الس عليسه وسسلم‬
‫"أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان ل إله إل ال س " فسسإنه خسسص‬
‫بقسوله تعسالى "حستى يعطسوا الجزيسسة عسن يسد وهسم صسساغرون" )قسسوله‬
‫ليجوز( أى لقوله تعالى " وأنزلنا إليسسك السسذكر لتسسبين للنسساس مسسا نسسزل‬
‫إليهم "‪ ،‬جعله مبينا للكتسساب فل يكسسون الكتسساب مبينسسا للسسسنة‪ ،‬ورد بسسأن‬
‫السنة من جملة ما نزل اليهسسم لقسوله تعسسالى "ومسا ينطسق عسن الهسسوى"‬
‫)قوله فتخصيص السنة به أولى( أى والحال أن الكل وارد عن لسسسانه‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فهو المبين تارة بالقرآن وتارة بالسنة‬

‫)فصل( فأما السنة فيجسسوز تخصسسيص الكتسساب بهسسا‪ ،‬وذلسسك كقسسوله‬


‫صلى ال >‪ <56‬عليه وسلم " ل يرث القاتسسل " خسسص بسسه قسسوله عسسز‬
‫وجل "يوصسيكم الس فسى أولدكسم "‪ .‬وقسال بعسض المتكلميسن ليجسوز‬
‫تخصسسيص الكتسساب بخسسبر الواحسسد‪ ،‬وقسسال عيسسسى بسسن أبسسان إن دخلسسه‬
‫التخصسسيص بسسدليل جسساز تخصيصسسه بخسسبر الواحسسد‪ ،‬وإن لسسم يسسدخله‬
‫التخصيص لم يجسسز‪ .‬والسسدليل علسسى جسسواز ذلسسك أنهمسسا دليلن أحسسدهما‬
‫خاص والخر عام فقضى بالخاص منهما على العام كما لو كانسسا مسسن‬
‫الكتاب‪ .‬والدليل على من فسسرق بيسسن أن يكسسون قسسد خسسص بغيسسره أو لسسم‬
‫يخص هو أنه إنما خص به اذا دخله التخصسسيص لنسسه يتنسساول الحكسسم‬
‫بلفظ غير محتمل والعموم يتناوله بلفظ محتمل‪ ،‬وهذا المعنسسى موجسسود‬
‫>‪ <57‬وإن لم يدخله التخصيص ‪ .‬ويجوز تخصسيص السسسنة بالسسسنة‪،‬‬
‫وذلك مثل قوله صلى ال عليسسه وسسسلم " هل أخسسذتم إهابهسسا فسسدبغتموه‬
‫فانتفعتم به " يخص به قسسوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم " لتنتفعسسوا مسسن‬
‫الميتة بشيء "‪ .‬ومن الناس من قال ليجوز من جهة ان السنة جعلسست‬
‫بيانا فل يجوز أن يفتقر الى بيان‪ .‬وقال بعض أهل الظسساهر يتعسسارض‬
‫الخاص والعام‪ ،‬وهو قول القاضى أبى بكر الشسسعرى‪ .‬والسسدليل علسسى‬
‫ماقلناه يجيء إن شاء ال تعالى ‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫]قوله فأما السنة[ أى الخاصة )قوله فى أولدكسسم( أى هسسو عسسام شسسامل‬
‫للقاتل وغيره )قوله وقال الخ( ومحل الخلف فى خبر الواحد الذى لم‬
‫يجمعوا على العمسل بسه وإل كقسوله " لميسسراث لقاتسل " و" لوصسسية‬
‫لوارث " فيجوز تخصسسيص العمسسوم بسسه اتفاقسسا لنعقسساد الجمسساع علسسى‬
‫حكمه وإن لم يجمعوا على روايته )قوله وقال بعسسض المتكلميسسن السسخ(‬
‫أى وإليه بعض الحنابلة )قوله ليجوز تخصيص الخ( أى لن الكتاب‬
‫مقطوع به وخبر الواحد مطنون‪ ،‬والمقطوع أولى من المظنون )قوله‬
‫عيس بن ابان( أى بن صدقة )قوله دخله( أى العام من الكتاب والسنة‬
‫المتواترة )قوله بدليل( أى قطعى ثبوتا ودللة )قوله جسساز السسخ( أى إذ‬
‫بعسسد التخصسسيص بسسالقطعى يتسسساويان فسسى الظنيسسة )قسسوله ذلسسك( أى‬
‫تخصيص الكتساب بخسبر الواحسسد )قسسوله فقضسسى السخ( أى ففيسسه إعمسسال‬
‫للدليلين )قوله كما لسسو كانسسا مسسن الكتسساب( هسسذا قيسساس مسسع الفسسارق عنسسد‬
‫الحنفية لنهما قطعيان ثبوتسسا ودللسسة وخسسبر الواحسسد مسسع عسسام الكتسساب‬
‫ليس كذلك )قوله من فرق( وهسسو عيسسس بسسن أبسسان بسسن صسسدقة )قسسوله‬
‫بغيره( أى خبر الواحد وهو القطعى )قوله به( أى بخير الواحد )قسسول‬
‫لنه( أى الخاص )قوله بلفظ غير محتمل( أى فهسسو قطعسى دللسة وان‬
‫كسسان ظنيسسا ثبوتسسا ومحسسل التخصسسيص الدللسسة )قسسوله محتمسسل( أى‬
‫للتخصسسيص )قسسوله وهسسذا المعنسسى( أى التنسساول بلفسسظ محتمسسل )قسسوله‬
‫موجود( أى فى العسسام )قسسوله وان لسسم يسسدخله التخصسسيص( أى بسسدليل‬
‫قطعى‪ ،‬فحيث جاز التخصيص بخبر الواحد الخاص بعسسد التخصسسيص‬
‫الول بقطعى لهذا المعنى فليجسز قبلسه أيضسا لتحقسق هسذا المعنسى فيسه‬
‫)قوله مثل قوله الخ( أى فى شاة ميمونة رضسسى ال س عنهسسا )قسسوله هل‬
‫أخذتم الخ( تمامه " قالوا انها ميتة قال إنما حرم أكلهسسا " )قسسوله بيانسسا(‬
‫أى لغيرها وهو الكتاب قال تعالى " وأنزلنا اليك السذكر لتسبين للنساس‬
‫مسسانزل إليهسسم " )قسسوله فل يجسسوز السسخ( وأجيسسب بسسأنه قسسد وقسسع )قسسوله‬
‫يتعارض الخ( أى فيحتاج الى مرجسسح )قسسوله الخسساص( أى مسسن السسسنة‬
‫)قوله ما قلناه( أى جواز تخصيص الكتاب بالسنة )قسسوله يجيسسء السسخ(‬
‫أى فى فصل تعارض اللفظيسسن‪ ،‬وذلسسك السسدليل أن الخسساص أقسسوى مسسن‬
‫العام لن الخاص يتنسساول الحكسسم بلفسسظ ل احتمسسال فيسسه والعسسام يتنسساوله‬
‫بلفظ محتمل فيه فوجب أن يقضى بالخاص عليه‬

‫)فصل( وأما المفهوم فضربان‪ :‬فحوى الخطاب ودليسسل الخطسساب‪.‬‬


‫فأمسا فحسوى الخطساب فهسو التنسبيه‪ ،‬ويجسوز التلخصسيص بسه كقسوله‬
‫تعسسالى " فلتقسسل لهمسسا أف >‪ <58‬ولتنهرهمسسا " لن هسسذا فسسى قسسول‬
‫الشافعى رحمة ال عليه يدل على الحكسسم بمعنسساه إل أنسسه معنسسى جلسسى‬
‫وعلى قوله يدل على الحكم بلفظه فهسسو كسسالنص‪ .‬وأمسسا دليسسل الخطسساب‬
‫السسذى هسسو مقتضسسى النطسسق فيجسسوز تخصسسيص العمسسوم بسسه‪ .‬وقسسال أبسسو‬
‫العباس بن سريج ليجوز التخصيص به‪ ،‬وهو قول أهل العراق لن‬
‫عندهم أنه ليس بدليل‪ ،‬والكلم معهم يجيء ان شاء ال تعالى‪ ،‬وعندنا‬
‫هو دليل كالنطق فى أحد الوجهين وكالقياس فى الوجه الخر وأيهمسسا‬
‫كان جاز التخصيص‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫]قوله وأما المفهوم[ وهو مادل عليه اللفظ ل فسسى محسسل النطسسق )قسسوله‬
‫فحوى الخطاب( أى ويسمى مفهوم الموافقة )قوله دليل الخطاب( أى‬
‫ويسسسمى مفهسسوم المخالفسسة )قسسوله التنسسبيه( أى بسسالدنى علسسى العلسسى‬
‫وبالعلى على الدنى )قوله فلتقل الخ( أى فهسسذا مفهسسومه يخسسص بسسه‬
‫قوله صلى ال عليه وسلم " لى الواجسسد يحسسل عرضسسه وعقسسوبته" أى‬
‫حبسه الشامل للوالدين‪) .‬قوله لن هذا( أى مفهوم الموافقة )قوله فسسى‬
‫قول الشافعى( أى فى الرسالة )قوله يدل على الحكم بمعناه( يعنسسى ان‬
‫دللسة السدليل علسى المعنسى الموافسق للحكسم المنطسوق قياسسية بطريسق‬
‫الولسسى أو المسسساوى المسسسمى بالقيسساس الجلسسى‪ ،‬والجسسامع فسسى المثسسال‬
‫اليذاء )قوله معنى جلى( أى فكان كالمنطوق فيصح مخصصا )قسسوله‬
‫على قوله( لعله على قول )قوله بلفظه( أى فى محل النطق بسسه )قسسوله‬
‫فيجسسوز تخصسسيص العمسسوم بسسه( أى لنسسه دليسسل شسرعى‪ ،‬وذلسسك كقسسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم " الماء طهور لينجسه شيء ال ما غلب علسى‬
‫ريحه أو طعمه أو لسسونه " وقسسوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم " واذا بلسسغ‬
‫الماء قلتين لسسم يحمسسل الخبسسث " )قسسوله ليجسسوز السسخ( أى لن المفهسسوم‬
‫أضعف دللة من المنطسسوق فيكسسون التخصسسيص بسسه تقسسديما للضسسعف‬
‫على القوى )قوله ليس بدليل( أى شرعى يخص بسسه )قسسوله و الكلم(‬
‫أى فى كونه دليل شرعيا أو ل‬

‫)فصل( اذا تعسسارض لفظسسان فل يخلسسو إمسسا ان يكونسسا خاصسسين أو‬


‫عامين أو أحدهما خاصا والخر عاما أو كل واحد منهما عامسسا مسسن‬
‫وجه خاصا مسسن وجسسه‪ .‬فسسإن كانسسا خاصسسين مثسسل ان يقسسول ل تقتلسسوا‬
‫المرتسسد واقتلسسوا المرتسسد وصسسلوا مالهسسا سسسبب عنسسد طلسسوع الشسسمس‬
‫ولتصلوا ما لسبب لها عند طلوع >‪ <59‬الشمس فهذا ليجسسوز ان‬
‫يرد إل فى وقتين ويكون أحدهما ناسخا للخر ؛ فإن عرف التاريسخ‬
‫نسخ الول بالثانى‪ ،‬وان لسسم يعسسرف وجسسب التوقسسف‪ .‬وان كانسسا عسسامين‬
‫مثل ان يقول‪ :‬من بدل دينه فاقتلوه ومن بسسدل دينسسه فل تقتلسسوه وصسسلوا‬
‫عنسسد طلسسوع الشسسمس ول تصسسلوا عنسسد طلسسوع الشسسمس فهسسذا ان أمكسسن‬
‫إستعمالهما فى حالين أستعمل كما قال صسسلى الس عليسه وسسسلم " خيسسر‬
‫الشهود من شهد قبل أن يستشهد " وقال " شر الشهود من شهد قبل‬
‫أن يستشهد " فقسسال أصسحابنا الول محمسول عليسه اذا شسهد وصساحب‬
‫الحق ليعلم ان له شاهدا فإن الولى ان يشهد وإن لم يستشهد ليصسسل‬
‫المشهود له الى حقه‪ ،‬والثانى محمول عليه اذا علسسم مسسن لسسه الحسسق ان‬
‫له شاهدا فل يجوز للشاهد ان يبدأ بالشهادة قبل ان يستشسسهد‪ ،‬وإن لسسم‬
‫يمكن استعمالهما وجب التوقف كالقسم السسذى قبلسسه‪ .‬وان كسسان أحسسدهما‬
‫عاما والخر خاصا مثل قسسوله تعسسالى " حرمسست عليكسسم الميتسسة " مسسع‬
‫قوله صلى ال عليه وسلم " أيما إهاب دبغ فقد طهر " وقسسوله " فيمسسا‬
‫سقت السماء العشر " مسسع قسسوله " ليسسس فيمسسا دون خمسسسة أوسسسق مسسن‬
‫التمسسر صسسدقة " >‪ <60‬فسسالواجب فسسى مثسسل هسسذا وأمثسساله ان يقضسسى‬
‫بالخاص على العام‪ .‬ومن اصحابنا من قال إن كان الخاص متسسأخرا‬
‫والعام متقدما نسسسخ الخسساص مسسن العمسسوم بقسسدره بنسساء علسسى ان تسسأخير‬
‫البيان عن وقت الخطاب ليجوز‪ ،‬وهذا قول المعتزلة‪ .‬وقسسال بعسسض‬
‫أهل الظاهر يتعارض الخاص والعام‪ ،‬وهو قول أبى بكر الشسسعرى‪.‬‬
‫وقال أصحاب أبى حنيفة إن كان الخاص مختلفسسا فيسسه والعسسام مجمعسسا‬
‫عليه لم يقض به على العام‪ ،‬وإن كان متفقا عليسسه قضسسى بسسه‪ .‬والسسدليل‬
‫على ماذكرناه ان الخاص هو أقسسوى مسن العسام لن الخسساص يتنسساول‬
‫الحكم بلفظ ل احتمال فيسسه والعسسام يتنسساوله بلفسسظ محتمسسل فسسوجب ان >‬
‫‪ <61‬يقضى بالخاص عليه‪ .‬وأما اذا كان )كل( واحد منهما عاما مسسن‬
‫وجه خاصا من وجه يمكن ان يخص بكل واحسسد منهمسسا عمسسوم الخسسر‬
‫مثل ان يروى ان النبى صلى ال غليه وسلم نهسسى عسسن الصسسلة عنسسد‬
‫طلوع الشمس مع قوله صلى ال عليه وسلم " من نام عن صسسلة أو‬
‫نسيها فليصلها اذا ذكرها " فإنه يحتمل ان يكسسون المسسراد بسسالنهى عسسن‬
‫الصلة عند طلوع الشمس مالسسسبب لهسسا مسن الصسسلوات بسدليل قسسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم " من نام عن صلة أو نسيها فليصلها اذا ذكرها‬
‫" ويحتمل أن يكون المراد بقوله صلى ال عليه وسلم " مسسن نسسام عسسن‬
‫صلة أو نسيها فليصسسلها " فسسى غيسسر حسسال طلسسوع الشسسمس بسدليل مسسا‬
‫روى ان النبى صلى الس عليسسه وسسسلم نهسسى عسسن الصسسلة عنسسد طلسسوع‬
‫الشمس فسسالواجب فسسى مثسسل هسسذا أن ليقسسدم أحسسدهما علسسى الخسسر ال‬
‫بدليل >‪ <62‬شرعى من غيرهما يسسدل علسسى المخصسسوص منهمسسا أو‬
‫ترجيسسح يثبسست لحسسدهما علسسى الخسسر كمسسا روى عسسن عثمسسان وعلسسى‬
‫رضى ال عنهما فى الجمع بيسسن الخسستين بملسسك اليميسسن أحلتهمسسا آيسسة‬
‫وحرمتهما آية والتحريم أولسسى‪ .‬وهسسل يجسسوز ان يخلسسو مثسسل هسسذا مسسن‬
‫الترجيح ؟ من الناس من قال ليجوز‪ ،‬ومنهم من قسسال يجسسوز واذا‬
‫خل تعارضا وسقطا ورجع المجتهد إلى براءة الذمة‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله فى تعارض اللفظين[ أى تقابلهما على سبيل الممانعة )قسسوله اذا‬
‫تعارض لفظان( أى بأن دل كل واحد منهما علسسى خلف مسسادل عليسسه‬
‫الخر كل أو بعضا )قوله وصلوا مالها الخ( أى فيسسه أنسسه ليعسسارض‬
‫قوله الثانى وهو ولتصلوا مالسبب لها السسخ ولعلسسه وصسسلوا مسساليس‬
‫لها سبب عند عند طلوع الشسسمس ولتصسسلوا مسسال سسسبب السسخ )قسسوله‬
‫التاريخ( أى تاريخ ورود أحدهما عن الخر )قسسوله نسسسخ السسخ( أى اذا‬
‫لم يمكن الجمع بينهما‪ ،‬وإن أمكن وجب )قوله وان كان عامين السسخ(‬
‫أى فيطلب الجمع بينهمسسا أول ول عسسبرة بمجسسرد السستراخى)قسسوله خيسسر‬
‫الشهود من الخ( أى فالموصول فى الحديثين عام فى كل شهادة بدون‬
‫استشهاد وقد حكم فى أحدهما بالشرية وفى الخر فى الخيرية وهمسسا‬
‫متنافيان )قوله محمول الخ( أى وإنما حمسسل علسسى ذلسسك لن المبسسادرة‬
‫عند القاضى تقتضى ذمها مطلقا )قوله عليه( أى على من شهد )قسسوله‬
‫شاهدا( أى متحمل للشهادة )قوله وجب التوقف( أى عن العمل بواحد‬
‫منهما الى ظهور مرجح كقوله تعالى " وما ملكت أيمسسانكم " وقسسوله "‬
‫وان تجمعسسوا بيسسن الخسستين " فرجحسسوا التحريسسم لن الصسسل فسسى‬
‫البضاع التحريم فهو أحوط مسسن الحسسل )قسسوله كالقسسسم السسذى السسخ( أى‬
‫وهسسو تعسسارض الخاصسسين )قسسوله عامسسا( أى مطلقسسا )قسسوله خاصسسا( أى‬
‫مطلقا )قوله أن يقضى الخ( أى يجعل الخاص مخصصا للعام إل فيما‬
‫علم تأخر الخسساص عسسن وقسست العمسسل بالعسسام فيكسسون الخسساص حينئذ‬
‫ناسخا للعسسام بالنسسسبة لمسسا تعارضسسا فيسسه بالتفسساق وليجعسسل تخصيصسسا‬
‫لستلزامه تأخير البيسسان عسسن وقسست الحاجسسة وهسسو ممنسسوع قطعسسا‪ ،‬وإن‬
‫تأخر الخسساص عسسن وقسست الخطسساب بالعسسام دون وقسست العمسسل بسسه ففيسسه‬
‫خلف مبنى على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب بالعام )قسسوله‬
‫متأخرا( أى عن وقت الخطاب بالعسسام دون العمسسل )قسسوله متقسسدما( أى‬
‫عليه )قوله عن وقت الخطاب( أى بالعام )قسسوله ليجسسوز( أى وجعلسسه‬
‫مخصصسسا يسسستلزم جسسواز تسسأخير البيسسان عسسن وقسست الخطسساب )قسسوله‬
‫يتعسسارض السسخ( أى لجسسواز ان يكسسون الخسساص سسسابقا فيكسسون منسسسوخا‬
‫بالعام وأن يكون العام سابقا ثم نسخ بالخاص )قوله مجمعسسا عليسسه( أى‬
‫كالعام من الكتاب والمتواترة )قوله به( أى بالخاص )قسسوله عليسسه( أى‬
‫على العمل به )قوله قضى( أى على العام )قوله ماذكرناه( أى من ان‬
‫العام يقضى عليه بالخاص مطلقا سواء تقسسدم الخسساص أو تسسأخر سسسواء‬
‫عرف وقت ورود الخطاب بالعام أو لم يعرف سواء علم التاريسسخ أو‬
‫جهل)قوله أقوى( أى فى الدللة على ذلسسك البعسسض مسسن العسسام )قسسوله‬
‫بلفظ ل احتمال فيه( أى فهو قطعى الدللة عليه )قوله والعام السسخ( أى‬
‫بنسساء علسسى شسسيوع التخصسسيص فسسى العمومسسات فهسسو ظنسسى فيسسه‪ .‬وعنسسد‬
‫الحنفية العام قطعى فى أفسسراده فل يخسسص بظنسسى ال بعسسد التخصسسيص‬
‫بقطعسسى لن التخصسسيص عنسسدهم مغيسسر للحكسسم العسسام ومغيسسر القطعسسى‬
‫ليكون ظنيا‪ ،‬وعند الشافعية التخصيص بيان وتفسير ل تغييسر )قسوله‬
‫كل( هذه الكلمة بين القوسين زيسسادة لزمسسة أخسسذناها مسسن سسسياق الكلم‬
‫)قوله يمكن ان يخص الخ( وذلسسك كحسسديث " اذا بلسسغ المسساء قلسستين لسسم‬
‫ينجس " و " الماء ل ينجسه شسسيء ال مسسا غلسسب علسسى ريحسه وطعمسه‬
‫ولونه " )قوله مثل ما روى الخ( ظسساهره أن هسسذا مثسسال لمسسا يمكسسن أن‬
‫يخص بكل واحد منهمسسا عمسسوم الخسسر وليسسس كسسذلك بسسل مثسسال لمسسا ل‬
‫يمكن )قوله نهى الخ( أى فإنه عام فى الصلة التى لها والتى لسبب‬
‫لها خاص فى الوقت وهو طلوع الشمس )قوله من نسسام السسخ( أى فسسإنه‬
‫عام فى الوقت اذ يشمل أوقات النهى وغيرها خاص فى الصلة السستى‬
‫لها سبب كالفائتة )قوله ما ل سبب الخ( أى أما ما لها سسسبب فصسسلوها‬
‫ولو عند طلوع الشمس‬
‫)قوله بدليل ماروى الخ( أى فيكون الحديث الول مخصصسسا للحسسديث‬
‫الثانى )قوله فى مثل هذا( أى ما كان كل واحد منهمسسا عامسسا وخاصسسا‬
‫)قوله أن ليقدم الخ( أى مطلقا أمكن الجمع أو ل )قوله ال بدليل الخ(‬
‫أى وقد دل الدليل الشرعى هناعلى ان المخصوص منهما هسسو حسسديث‬
‫النهى وهو أنه صلى ال عليه وسسسلم فسساته ركتعسسا سسسنة الظهسسر السستى‬
‫بعده فقضاهما بعد العصر وقيسسس علسسى سسسنة الظهسسر غيرهسسا ممسسا لهسسا‬
‫سبب وعلى وقت بعد العصر غيره من الوقسسات المكروهسسة‪ ،‬فيحمسسل‬
‫النهى حينئذ على الصلة التى ليس لهسسا سسسبب وهسسى النافلسسة المطلقسسة‬
‫)قوله فى الجمع بين الختين( أى فى السسستمتاع )قسسوله أحلتهمسسا آيسسة(‬
‫وهى قوله تعالى " أو ماملكت أيمسسانكم " فسسإنه عسسام فسسى الجمسسع بيسسن‬
‫الختين بملك اليمين )قوله وحرمتهما آيسة( وهسسى قسوله تعسالى " وأن‬
‫تجمعوا بين الخسستين " فإنهسسا تضسسع الجمسسع بينهمسسا مطلقسسا سسسواء كسسان‬
‫بملك اليميسسن أو بالنكسساح )قسسوله والتحريسسم أولسسى( أى لنسسه أحسسوط مسسن‬
‫الحل الذى هو مقتضى الول وهذا ما رجحه على وهو أظهر لحديث‬
‫" اذا اجتمع الحلل والحرام غلب الحسسرام "‪ ،‬وأمسسا عثمسسان فقسسد رجسسح‬
‫التحليسسل )قسسوله والتحريسسم أولسسى( أى لن العمسسل بسسه يخلسسص مسسن‬
‫المحظور يقينا بخلف العمل بالحل فسسإنه ليخلسسص منسسه كسسذلك )قسسوله‬
‫ليجوز( أى خلوه منه لنه يسسؤدى السسى التهمسسة ووقسسوع الشسسبهة )قسسوله‬
‫واذا خل الخ( وفى جمع الجوامع أقوال التخيير أو التساقط أو الوقسسف‬
‫وهو أولى‬

‫)فصل( وأمسسا أفعسسال رسسول الس صسلى الس عليسه وسسلم فيجسسوز‬
‫التخصيص بها‪ ،‬وذلك مثل ان يحرم أشياء بلفظ عام ثم يفعسسل بعضسسها‬
‫فيخص بذلك العام‪ .‬ومسسن النسساس مسسن قسسال ليجسسوز التخصسسيص بهسسا‪،‬‬
‫وهو قول بعض أصحابنا لنه يجوز ان يكون مخصوصا به‪<63> .‬‬
‫والول أصسسح لتسسه و إن جسساز ان يكسسون مخصوصسسا ال أن الصسسل‬
‫مشاركة المة فى الحكام‪ ،‬ولهذا قال ال تعسسالى " لقسسد كسسان لكسسم فسسى‬
‫رسول ال أسوة حسنة "‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫]قوله بها[ أى بالفعال )لنه( أى فعله )قوله بسسه( أى بالرسسسول )قسسوله‬
‫إل أن الصل الخ( أى لن النسسبى لسسه منصسسب القتسسداء او المتبوعيسسة‪،‬‬
‫فالخصوصية ل تثبت ال بدليل كصوم الوصال‬

‫)فصل( وأما القرار فيجوز التخصيص به كما رأى قيسا يصلى‬


‫ركعتى الفجر بعد الصبح فأقره عليه فيخص به نهيه صلى ال عليسسه‬
‫وسلم عن الصلة بعد الصبح لنه ليجوز ان يرى منكرا فيقر عليسسه‪،‬‬
‫فلما أقره دل على جوازه‬
‫‪----------------‬‬
‫]قوله القرار[ أى إقرار النبى صلى الس عليسسه وسسسلم أحسسدا مسسن أمتسسه‬
‫على ما يخالف مقتضى العام )قوله به( أى القسرار )قسوله قيسسسا( هسو‬
‫قيس بن عمرو )قوله كما رأى قيسا يصلى الخ( تمام الحسسديث‪ :‬فسسسأله‬
‫ماهاتان الركعتسسان فقسسال لسسم أكسسن صسسليت ركعسستى الفجسسر فهمسسا هاتسسان‬
‫الركعتان )قوله جوازه( أى الفعل المذكور‬

‫)فصسسل( وأمسسا الجمسساع فيجسسوز التخصسسيص بسسه لنسسه أقسسوى مسسن‬


‫الظواهر فاذا جاز التخصيص بالظواهر فبالجماع أولى‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫]قوله وأما الجمسساع[ أى علسسى خسساص معسسارض للعسسام )قسسوله فيجسسوز‬
‫التخصيص به( ومعناه أنهم يجمعون على تخصيص العام بدليل آخسسر‬
‫هو مستند الجماع )قوله لنه أقوى مسسن الظسسواهر( أى لن الظسسواهر‬
‫تحتمسسل المعسسانى المتعسسددة كمسسا تحتمسسل التخصسسيص بخلف الجمسساع‬
‫فليحتملهما أصل‬

‫)فصل( وأما قول الواحد من الصحابة اذا انتشسسر ولسسم يعسسرف لسسه‬
‫مخالف فهو حجة يجوز التخصسسيص بسسه‪ ،‬وإن لسسم ينشسسر فسسإن كسسان لسسه‬
‫مخالف لم يجز التخصيص به >‪ <64‬وإن لسسم يكسسن لسسه مخسسالف فهسسل‬
‫يجوز التخصيص به ؟ يبنى على القسولين فسى أنسه حجسة أم ل ؛ فسإذا‬
‫قلنا ليس بحجة لم يجز التخصيص به‪ ،‬واذا قلنا إنه حجة فهل يجسسوز‬
‫التخضيض به ؟ فيه وجهان أحدهما يجوز والثانى ليجوز‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قسسوله قسسول الواحسسد مسسن الصسسحابة[ أى بخلف العمسسوم السسوارد عسسن‬
‫الشارع )قوله اذا انتشسسر( أى بيسسن الصسسحابة وعلمسسوا بسسه )قسسوله فهسسو‬
‫حجة( أى لنه إجماع أو حجسسة مقطسسوع بهسسا )قسسوله التخصسسيص( أى‬
‫تخصيص العموم )قسوله لسم يجسز التخصسسيص( أى لنسه ليسسس بحجسة‬
‫قطعا )قوله يبنى( أى جواب الستفهام )قوله ليس بحجة( وهو القول‬
‫الجديسسد لمامنسسا الشسسافعى )قسسوله انسسه حجسسة( وهوالقسسول القسسديم لمامنسسا‬
‫الشسسافعى )قسسوله فيسسه( أى جسسواب السسستفهام )قسسوله يجسسوز( أى لن‬
‫الصسحابة كلهسم عسدول فل يقسول أو يعمسل أحسد منهسم بخلف العمسوم‬
‫الثابت إل لسسدليل )قسسوله ليجسسوز( أى لنسسه قسسد يخسسالف العمسسوم الثسسابت‬
‫لدليل فى ظنه وظنه ليس حجة على غيره لن المجتهد ليقلد مجتهسسدا‬
‫آخر‪.‬‬

‫)فصل( وأما القياس فيجوز التخصيص به ومن أصحابنا من قال‬


‫ليجوز التخصيص به‪ ،‬وهو قول أبى على الجبائى واختيار القاضسسى‬
‫أبى بكر الشعرى‪ ،‬وقال عيسسسى بسسن أبسسان اذا ثبسست تخصيصسسه بسسدليل‬
‫يسسوجب العلسسم جسساز التخصسسيص بسسه وان لسسم يثبسست تخصيصسسه بسسدليل‬
‫يوجب العلم لم يجز‪ .‬وقال بعض أهل العراق ان دخله التخصسسيص‬
‫بدليل غير القياس جاز التخصيص به وان لم يدخله التخصيص بغيره‬
‫لم يجز ‪ .‬والدليل على جواز ذلك ان القياس يتناول الحكم فيما يخصه‬
‫بلفظ غير محتمل فخص به العموم كاللفظ الخاص‪<65> .‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله وأما القياس[ أى قياس نص خاص اذا عارض عموم نص آخر‬
‫)قوله فيجوز الخ( أى مطلقا سواء كان القيسساس قطعيسسا أو ظنيسسا )قسسوله‬
‫ليجوز الخ( أى لن القياس فرع والعمسسوم أصسل وليقسسدم فسرع علسسى‬
‫أصل )قوله أبى على الجبسسائى( هسسو محمسد بسن عبسد الوهساب الجبسسائى‬
‫)قوله جسساز السسخ( أى لمسسساواته للقيسساس فسسى الظنيسة لنسه بتخصيصسسه‬
‫بالقطعى المذكور صار ظنيا )قوله لم يجز( أى تخصيصسسه بسسه )قسسوله‬
‫ان دخله( أى العام )قوله بدليل غير القياس( هذا أعم من ان يكسسون‬
‫الدليل موجبا للعلم أو ل )قوله أن القياس ل يتناول السسخ( أى والعمسسوم‬
‫يتناوله بلفظ محتمل للمجاز والخصوص‬

‫)فصل( وأما قول الراوى فل يجوز تخصيص العموم بسسه وقسسال‬


‫أصحاب ابى حنيفة رحمه ال يجوز‪ .‬والدليل علسسى انسسه ل يجسسوز هسسو‬
‫ان تخصيصه يجوز ان يكون بدليل ويجوز ان يكون بشبهة فل يترك‬
‫الظاهر بالشك وكذلك ليجوز ترك شيء من الظواهر بقوله مثسسل ان‬
‫يحتمل الخبر أمريسن وهسو فسى أحسدهما أظهسر فيصسرفه السراوى السى‬
‫الخر فل يقبل ذلك منسه لمسا بينساه فسى تخصسيص العمسوم‪ .‬وأمسا اذا‬
‫احتمل اللفظ أمرين احتمال واحدا فصرفه الى أحدهما مثسل مسسا روى‬
‫عن عمر كرم ال وجهه انه حمل قوله صلى ال عليه وسلم " السسذهب‬
‫بالذهب ربا إل هاء وهاء " على القبض فى المجلس فقد قيل انه يقبسسل‬
‫ذلك لنه أعرف بمعنى الخطاب‪ ،‬وقال الشيخ المام رحمسسه ال س وفيسسه‬
‫نظر عندى ‪<66> .‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫]قوله قول الراوى[ أى قول الصحابى الراوى بخلف العموم كخسسبر‬
‫البخارى من رواية ابن عباس " من بدل دينسسه فسساقتلوه " مسسع قسسوله ان‬
‫صح عنه‪ :‬لتقتل النساء اذا ارتددن عن السلم لكن يحبسن ويسسدعين‬
‫الى السلم ويجسسبرن عليسسه )قسسوله فليجسسوز تخصسسيص السسخ( أى لن‬
‫الحجسسسة إنمسسسا هسسسى فسسسى العمسسسوم وقسسسوله ليسسسس بحجسسسة فلتعسسسارض‬
‫ولتخصيص )قوله يجوز( أى لنه بعد علمه وروايتسسه للعسسام ليسسترك‬
‫العمل به ال بدليل يدل على التخصيص لن ترك الظاهر بل موجب‬
‫حرام )قوله بشبهة( أى وهى مسسايظن دليل وليسسس بسسه )قسسوله الظسساهر(‬
‫أى العموم الظاهر )قوله من الظواهر( أى من عبارات الشسسارع‪ ،‬لن‬
‫الحجة هى عبارات الشارع )قوله أظهسسر( أى مسسن الخسسر كسسأمر فسسإنه‬
‫ظاهر فى الوجوب مرجوح فى الندب )قوله لمابيناه فى تخصسسيص‬
‫العموم( أى من قوله ان تخصيصه يجوز أن يكون الخ)قسسوله احتمسسال‬
‫واحدا( أى على السواء كاللفظ المشترك والمجمل )قوله فصسسرفه( أى‬
‫الراوى )قوله إل هاء وهسساء( معنسساه خسسذ وهسسات بهمسسزة سسساكنة علسسى‬
‫إرادة الوقسسف )قسسوله ذلسسك( أى الصسسرف )قسسوله وفيسسه( أى فسسى القسسول‬
‫بقبول صرفه وحمله على ذلك )قوله نظر( وجه النظر هو ان صسسرفه‬
‫الى أحدهما يحتمل ان يكون عن سسسماع ويحتمسسل ان يكسسون عسسن رأى‬
‫ورأيه ليجب اتباعه فيه لجواز الخطأ فى اجتهاده ونظره‬

‫)فصل( وأما العرف والعادة فل يجوز تخصيص العمسسوم بسسه لن‬


‫الشرع لم يوضع علسى العسسادة‪ ،‬وانمسسا وضسسع فسى قسسول بعسض النساس‬
‫على حسب المصلحة‪ ،‬وفى قول الباقين على ما أراد ال تعالى وذلسسك‬
‫ليقف على العادة‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫]قوله والعادة[ أى العملية‪ ،‬والمراد تعامل الناس ببعض أفراد العام‬

‫)فصسسل( وأمسسا تخصسسيص أول اليسسة بآخرهسسا وآخرهسسا بأولهسسا‬


‫فليجوز ذلك مثل قوله تعسسالى "والمطلقسسات يتربصسسن بأنفسسسهن ثلثسسة‬
‫قروء " وهسذا عسسام فسسى الرجعيسسة وغيرهسسا ثسسم قسسال فسسى آخسسر اليسسة "‬
‫وبعولتهن أحق بردهن " وهسسذا خسساص بالرجعيسسات فيحمسسل أول اليسسة‬
‫على العموم وآخرها على الخصوص وليخص أولها بآخرهسا لجسسواز‬
‫ان يكسسون قصسسد بسسآخر اليسسة بيسسان بعسسض مسسا اشسستمل عليسسه أول اليسسة‬
‫فليحوز ترك العموم بأولها‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫]قسسوله وأمسسا تخصسسيص السسى قسسوله ذلسسك[ وعسسبر بعضسسهم بقسسوله‪ :‬عسسود‬
‫الضمير الى بعض العام المتقدم ليخصص‬

‫)باب القول فى اللفظ الوارد على سبب(‬


‫وجملته ان اللفظ الوارد على سبب لم يجز ان يخرج السبب منه‬
‫لنه يؤدى الى تأخير البيان عن وقسست الحاجسسة وذلسسك ليجسسوز‪ ،‬وهسسل‬
‫يدخل فيه غيسره ؟ نظسرت فسإن كسان اللفسظ ليسستقل بنفسسه كسان ذلسك‬
‫مقصسسورا علسسى مسسا ورد فيسسه مسسن السسسبب ويصسسير الحكسسم مسسع السسسبب‬
‫كالجملسسة الواحسسدة >‪ <67‬فسسإن كسسان لفسسظ السسسائل عامسسا مثسسل ان قسسال‬
‫أفطرت فقال أعتق حمل الجواب على العموم فى كل مفطر كأنه قسسال‬
‫من أفطر فعليه العتق من جهة المعنى ل من جهة اللفظ‪ ،‬وذلك انه لما‬
‫لم يستفصل دل على انه ليختلف أو لما نقل نقل السبب وهسسو الفطسسر‬
‫فحكم فيه بالعتق صار كسأنه علسل بسذلك لن ذكسر السسبب فسى الحكسم‬
‫تعليل‪ ،‬وإن كان خاصا مثل ان قال جامعت فقال اعتق حمسسل الجسسواب‬
‫على الخصوص فى المجامع ليتعدى الى غيره من المفطريسسن فكسسأنه‬
‫قال من جامع فى رمضسسان فعليسسه العتسسق‪ ،‬وأمسسا اذا كسسان اللفسسظ يسسستقل‬
‫بنفسه أعتبر حكم اللفظ ؛ فإن كان خاصا حمل علسسى خصوصسسه‪ ،‬وان‬
‫كان عاما حمل على عمومه وليخص بالسبب السسذى ورد فيسسه وذلسسك‬
‫مثل ماسئل النبى صلى الس عليسسه وسسسلم عسسن بئر بضسساعة فقيسسل إنسسك‬
‫تتوضأ من بئر بضاعة وإنه >‪ <68‬يطرح فيهسسا المحسسائض ولحسسوم‬
‫الكلب وماينحى النسساس فقسسال صسسلى الس عليسه وسسسلم " المسساء طهسسور‬
‫لينجسه شيء " فهذا يحمل على عمومه وليخص بما ورد فيه من‬
‫السبب‪ ،‬وقال المزنى و أبو ثور وأبو بكر الدقاق من أصحابنا يقصسسر‬
‫على ما ورد فيه من السبب‪ .‬والدليل على ماقلنساه هسو ان الحجسة فسى‬
‫قسسول الرسسسول صسسلى الس عليسسه وسسسلم دون السسسبب فسسوجب ان يعتسسبر‬
‫عمومه‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله أن اللفظ [ أى العسسام )قسسوله علسسى سسسبب( أى وكسسان عامسسا )قسسوله‬
‫لنه( أى اخراج السبب من هذا العام )قوله يؤدى الخ( أى ولن العام‬
‫وارد لجله‪ ،‬فهو قطعى الدخول وليس كغيره من الفراد السستى يجسسوز‬
‫تخصيصها )قوله فيه( أى فى حكم السبب )قسسوله ليسسستقل بنفسسسه( أى‬
‫بأن ل يصح البتداء به وليكون مفيدا ال مقترنا بالسؤال أو الحادثة‬
‫)قوله ذلك( أى الوارد )قوله من السسسبب( أى ل يتعسسداه السسى غيسسره بل‬
‫خلف )قوله مثل أن قسسال( أى السسسائل )قسسوله أفطسسرت( أى فسسى نهسسار‬
‫رمضان متعمدا )قوله فى كل مفطر( أى من جماع أو أكسسل أو شسسرب‬
‫أو غيرها )قوله كأنه( أى الشارع )قوله لم يستفصسسل( أى فسسى حكايسسة‬
‫الحال مع قيام الحتمال دل على العموم فسسى المقسسال)قسسوله ل يختلسسف(‬
‫أى الجسسواب بسساختلف السسسؤال )قسسوله تعليسسل( أى للحكسسم )قسسوله وإن‬
‫كان( أى لفسسظ السسسؤال )قسسوله جسسامعت( أى فسسى نهسسار رمضسسان عمسسدا‬
‫)قوله من المفطرين( أى بالكل أو الشرب سسسوى الجمسساع )قسسوله مسسن‬
‫جامع الخ( أى ونقل السبب فى الحكم تعليل فيدور معه الحكسسم وجسسودا‬
‫وعدما)قوله اللفظ( أى الوارد جوابا للسؤال )قسسوله يسسستقل بنفسسسه( أى‬
‫بأن يكون مفيدا بدون مسسا قبلسسه )قسسوله فسسإن كسسان( أى الجسسواب )قسسوله‬
‫خاصا( أى أخص من السسسؤال فيمسسا سسسئل عنسه )قسسوله وإن كسسان عامسسا‬
‫الخ( أى وأما الجواب المستقل المساوى فواضح )قوله عاما( أى أعسسم‬
‫من السؤال فيما سئل عنه )قوله وذلك( أى الجواب العم )قوله فيهسسا(‬
‫أى لن البئر مؤنث على قوله تعالى " وبئر معطلسسة " ونقسسل الحسسافط‬
‫ابن حجر عنه بأربعين ليلة )قوله المزنى( أى هو المام أبسسو إبراهيسسم‬
‫إسسسماعيل بسسن يحيسسى المزنسسى ناصسسر مسسذهب المسسام الشسسافعى تسسوفى‬
‫شهر ربيع الول سنة ‪ 264‬هس )قوله أبو ثور( أى هو إبراهيسم بسن‬
‫خالد الكلبى البغدادى من أصحاب الشافعى توفى فى شهر صفر سسسنة‬
‫‪ 240‬هسسس)قسسوله أبسسو بكسسر السسدقاق( أى هسسو محمسسد بسسن جعفسسر القاضسسى‬
‫الصولى الشافعى توفى سنة ‪ 392‬هس )قوله يقصر الخ( أى لنسسه لسسو‬
‫عم الجواب الوارد على سبب خاص لم يكن لنقل السسسبب فسسائدة )قسسوله‬
‫ماقلناه( أى من أنه يحمسسل الجسسواب علسسى عمسسومه ول يخسسص بالسسبب‬
‫)قوله ان الحجة فى قول الخ( أى والحكم بلفظه‪ ،‬ولوقال ذلسسك إبتسسداء‬
‫وجب حمله على العموم فكذا اذا صدر جوابا‬

‫)باب القول فى الستثناء(‬


‫والستثناء يجوز تخصيص اللفظ به‪ .‬وهو مأخوذ من قولهم ثنيت‬
‫فلنا عن رأيه اذا صرفته عنه‪ .‬وقيل انه مأخوذ من تثنية الخسسبر بعسسد‬
‫الخبر‪ .‬ومن شرطه ان يكون متصل بالمستثنى منه‪ ،‬وحكى عسسن ابسسن‬
‫عباس رضى ال عنهما جواز تأخيره‪ ،‬وحكى عن قوم جواز تأخيره‬
‫اذا أورد معه كلم يدل على ان ذلك إستثناء مما تقدم وهو ان يقسسول‬
‫جاءنى الناس ثم يقول بعد زمان ال زيدا وهو استثناء مما كنت قلسست‪،‬‬
‫فأما المحكى عن ابن عباس رضى ال س عنهمسسا فالظسساهر انسسه ليصسسح‬
‫عنسسه وهسسو بعيسسد >‪ <69‬لنهسسم ل يسسستعملون السسستثناء ال متصسسل‬
‫بالكلم‪ ،‬أل ترى أنه اذا قال جاءنى الناس ثم قال بعسد شسهر ال زيسدا‬
‫لم يعد ذلك كلما فدل على بطلنه‪ ،‬وما حكى عسسن غيسسره خطسسأ لنسسه‬
‫لو جاز ذلك على الوجه الذى قاله لجاز ان يؤخر خبر المبتدأ ثم يخبر‬
‫به مع كلم يدل عليه بأن يقول زيد ثم يقول بعسسد حيسسن قسسائم ويقرنسسه‬
‫بما يدل على انه خبر عنه وهذا مما ل يقسسوله احسسد وليعسسد كلمسسا فسسى‬
‫اللغة فبطل‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله اذا صرفته عنسسه[ أى والمسسستثنى مصسسروف عسسن حكسسم مسسا قبلسسه‬
‫)قوله ومن شرطه( أى شرط صسسحته والعتسسداد بسسه)قسسوله ان يكسسون‬
‫متصل( بأن ل يتخلل بينهما زمسسان طويسسل )قسسوله جسسواز تسسأخيره( أى‬
‫نقل المازرى عنه جواز الفصل بسنة ونقل المدى وابن الحاجب عنه‬
‫جواز الفصل بشهر ونقل الحافط ابن حجر عنه بسسأربعين ليلسسة )قسسوله‬
‫ال متصل بالكلم( أى فهو جسزء مسن الكلم يحصسل بسه التمسام فسإذا‬
‫انفصل لم يكسسن إتمامسسا )قسسوله فسسدل( أى عسسدم العتسسداد بسسه )قسسوله ومسسا‬
‫حكى( أى مما مر عسسن قسسوم )قسسوله عسسن غيسسره( أى غيسسر ابسسن عبسساس‬
‫)قوله ذلك( أى تأخير الستثناء )قسسوله عليسسه( أى علسسى أنسه خسسبر عسن‬
‫المبتدأ )قوله فبطل( أى فالملزوم مثله فى البطلن‬

‫)فصل( ويجوز ان يتقدم الستثناء على المستثنى منه كمسسا يجسسوز‬


‫ان يتأخر كقول الكميت‪ :‬فمالى ال آل احمد شيعة<>ومالى ال مشعب‬
‫الحق مشعب‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله الكميت[ هو ابن زيد السدى شاعر إسلمى )قسسوله شسسيعة( أى‬
‫أعوان )قوله مشعب( روى بدل مشعب مذهب فقيل ال مذهب الحسسق‬
‫مذهب‬
‫)فصل( ويجوز الستثناء من جنسه كقولك رأيت الناس ال زيدا‪،‬‬
‫وكسسذلك اسسستثناء بعسسض مادخسسل تحسست السسسم كقولسسك رأيسست زيسسدا ال‬
‫وجهه‪ .‬وأما الستثناء مسسن غيسسر الجنسسس فهسسو مسسستعمل‪ ،‬وقسسد ورد بسسه‬
‫القرآن والشعار قال ال عز وجل " فسجد الملئكة كلهم أجمعون ال‬
‫إبليسس " فاسسستثنى إبليسس مسن الملئكسسة وليسس مسن الملئكسة >‪<70‬‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫وقفت فيها أصل ل أسائلها<>اعيت جوابا ومابالربع من أحد‬
‫إل أوارى ليا ما أبينها<>والنؤى كالحوض بالمظلومة الجلد‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله من جنسه[ أى من جنس المستثنى منه )قسسوله كسسذلك( أى يجسسوز‬
‫)قوله من غيرالجنس( أى من غير حنس المستثنى منه )قوله بسسه( أى‬
‫الستثناء بغير الجنس )قوله وليسسس مسسن الملئكسسة( أى بسسل مسسن جنسسس‬
‫الجن حيث قال تعالى " كان من الجن ففسق عن أمسسر ربسسه" فاسسستثنى‬
‫الوارى من الناس‪ ،‬وهل هو حقيقة أم ل ؟ فيه وجهان من أصسسحابنا‬
‫من قال هسو حقيقسة‪ ،‬ومنهسم مسن قسال هسو مجساز‪ ،‬وهسذا الظهسر لن‬
‫الستثناء مشتق من قولهم ثنيت عنان الدابة اذا صرفتها أو مسسن تثنيسسة‬
‫الخبر بعد الخبر وهذا ليوجد ال فيما دخل فى الكلم ثم يخسسرج منسسه‪.‬‬
‫)قوله الشاعر( أى هو النابغة الزبيانى زياد ابن معاوية )قوله أصيل(‬
‫أى وقت العشى من بعد العصسسر السسى الغسسروب )قسسوله أعيسست جوابسسا(‬
‫يعنسسى لسسم تعسسرف وجسسه الجسسواب )قسسوله بسسالربع( بفتسسح السسراء وسسسكون‬
‫الموحدة محلة القوم ومنزلهم )قسسوله أوارى( أى محبسسس الدابسسة )قسسوله‬
‫النؤى( بضم النون وسكون الهمزة الحفير حول الخيمة لمنسسع السسسيل‬
‫)قوله بالمظلومة( أى الرض التى حفر فيها فى غيسسر موضسسع الحفسسر‬
‫)قوله الجلسسد( أى الرض الغليظسسة الصسسعبة مسسن غيسسر حجسسارة )قسسوله‬
‫فاستثنى الوارى من الناس( أى وهى مسسن خلف جنسسسهم )قسسوله هسسو‬
‫حقيقة( أى فى المنقطع أيضا‪ ،‬فيكون الستثناء مشسستركا بينهمسسا )قسسوله‬
‫هو( أى الستثاء من غير الجنس )قوله لن الستثناء الخ( أى وايضا‬
‫سبق الفهم الى المتصل بدون قرينة‪ ،‬وتوقفه عليها فسسى المنقطسسع دليسسل‬
‫علسسى كسسونه مجسسازا فيسسه )قسسوله صسسرفتها( أى منعتهسسا عسسن السسسير فسسى‬
‫الصوب الذى هى متوجهة اليه‬

‫)فصسسل( ويجسسوز ان يسسستثنى الكسسثر مسسن الجملسسة‪ .‬وقسسال أحمسسد ل‬


‫يجوز‪ ،‬وهو قول القاضى أبى بكر الشعرى وابن درسسستويه‪ .‬والسسدليل‬
‫على جوازه ان القرآن ورد >‪ <71‬به قال ال تعالى "ان عبادى ليس‬
‫لسسك عليهسسم سسسلطان ال مسسن اتبعسسك مسسن الغسساوين " ثسسم قسسال " فبعزتسسك‬
‫لغوينهم أجمعين إل عبادك منهم المخلصين " فاسسستثنى الغسساوين مسسن‬
‫العباد واستثنى العباد من الغساوين وأيهمسا كسان أكسثر فقسد اسستثناه مسن‬
‫الخر ولن الستثناء معنى يوجب تخصسسيص اللفسسظ العسسام فجسساز فسسى‬
‫القليل والكثير كالتخصيص بالدليل المنفصل‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله ويجوز أن يستثنى الخ[ أى نحو له على عشسسرة ال تسسسعة وكسسذا‬
‫المساوى للباقى )قوله أحمد( أى المام أحمد بن حنبل الشيبانى تسسوفى‬
‫سنة ‪ 241‬هس )قسوله ابسسن درسسستويه( أى هسسو أبسسو محمسسد عبسسد الس بسسن‬
‫جعفر بن درستويه النحوى ولد سنة ‪ 258‬وتوفى ‪ 347‬هس )قسسوله ثسسم‬
‫قال( أى حكاية عن إبليس )قوله الغاوين( وهم أكثر الناس بدليل قسسوله‬
‫تعالى" وأكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين "‪.‬‬

‫)فصل( اذا تعقب الستثناء جمل عطف بعضها على بعض جمع‬
‫ذلسسك السسى الجميسسع‪،‬وذلسسك مثسسل قسسوله عسسز وجسسل "والسسذين يرمسسون‬
‫المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلسسدة ولتقبلسسوا‬
‫لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ال الذين تابوا "‪ ،‬وقال أصسسحاب‬
‫أبى حنيفة رحمه ال يرجع الى ما يليه‪ ،‬وقال القاضى أبو بكر يتوقف‬
‫فيه وليرد الى شسسيء منهمسسا ال بسسدليل‪ .‬والسسدليل علسسى ماقلنسساه هسسو ان‬
‫الستثناء كالشرط فى التخصيص ثم الشرط يرجع السسى الجميسسع وهسسو‬
‫اذا قال إمرأتى طالق وعبسدى حسسر ومسالى صسدقة إن شساء الس تعسسالى‬
‫فكذلك الستثناء‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله عطف الخ[ أى بالواو ونحوه كالفاء وثم )قوله السسى الجميسسع( أى‬
‫الى كل واحسسد منهسسا إل اذا قسسام السسدليل علسسى خلفسسه )قسسوله وذلسسك( أى‬
‫تعقب الستثناء جمل الخ )قوله ال السسذين تسسابوا( أى فهسسذا السسستثناء‬
‫راجسسع السسى الجملسستين الخيرتيسسن وهمسسا قسسوله تعسسالى " ولتقبلسسوا لهسسم‬
‫شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون " فتقبل شهادتهم ويرتفسسع فسسسقهم ولسسم‬
‫يرجع الى الجملة الولى لمانع وهو ان الجلسسد حسسق الدمسسى فليسسسقط‬
‫بالتوبسسة وإنمسسا يسسسقط بإسسسقاط المسسستحق الدمييسسن )قسسوله يرجسسع( أى‬
‫الستثناء )قوله الى مايليه( أى الى الجملة الخيرة لن الرجوع اليها‬
‫متحقق و الى غيرهسسا محتمسسل )قسسوله منهمسسا( أى مسن الجملسستين )قسسوله‬
‫ماقلناه( أى رجوع الستثناء الى الجميع مالم يقم دليل على خلفه‬

‫)فصل( وإن دل الدليل على أنه ليجوز رجسسوعه السسى جملسسة مسسن‬
‫الجمل المذكورة >‪ <72‬كما فى آية القسسذف ؛ فسسإن السسدليل )دل( علسسى‬
‫أنه ليجوز ان يرجع الستثناء فيها السى الحسد رجسع السى مسابقى مسن‬
‫الجمل‪ ،‬وكذا ان تعقسسب السسستثناء جملسسة واحسسدة ودل السسدليل علسسى انسسه‬
‫ليجوز رجوعه الى بعضها كقوله عز وجسسل " وان طلقتمسسوهن مسسن‬
‫قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة " الى قسسوله تعسسالى " ال ان‬
‫يعفون " فإنه قد دل السسدليل علسسى ان السسستثناء ليجسسوز رجسسوعه السسى‬
‫الصغار والمجانين رجع الى مسسابقى مسسن الجملسسة لن تسسرك الظسساهر‬
‫فيما قام عليه الدليل ليوجب تركه فيما لم يقم عليه الدليل‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله دل[ كلمة دل بين القوسين زيادة معلومة من السياق )قسسوله السسى‬
‫الحسد( أى لنسه حسق الدمسى فل يسسقط بالتوبسة‪ ،‬إنمسا يسسقط بإسسقاط‬
‫المسسستحق مسسن الدمييسسن )قسسوله ال ان يعفسسون( أى ان تهسسب المسسرأة‬
‫البالغة نصسسيبها مسسن الصسسداق للسسزوج فيكسسون الصسسداق للسسزوج جميعسسا‬
‫)قوله لن ترك الظاهر( أى اذ ظاهره يشمل الصغار والمجانين‬

‫)باب التخصيص فى الشرط(‬


‫واعلم ان الشرط ماليصح المشروط ال به‪.‬وقد ثبت ذلسسك بسسدليل‬
‫منفصل‪ ،‬كاشتراط القدرة فى العبادات واشتراط الطهارة فى الصسسلة‪،‬‬
‫وقد دخل ذلك فيما ذكرناه من تخصيص العموم‪ .‬وقسسد يكسسون متصسسل‬
‫بالكلم‪ ،‬وذلك قد يكون بلفظ الشرط كقوله تعالى "فمن لم يجد فصسسيام‬
‫شهرين متتابعين فمن لم يستطع فإطعسسام سسستين مسسسكينا "‪ ،‬وقسسد يكسسون‬
‫بلفظ الغايسسة كقسسوله تعسسالى "حسستى يعطسسوا الجزيسسة عسسن يسسد "‪<73> .‬‬
‫ويجوز تخصيص الحكم بالجميع‪ ،‬فيكون الصيام لمسسن لسسم يجسسد الرقبسسة‬
‫والقتل فيمن لم يؤد الجزية‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله الشرط الخ[ أى هذا تعريف لشرط الصحة‪ ،‬وأما الشرط نفسه‬
‫فما يلزم من عدمه العدم وليلزم من وجسسوده وجسسود ول عسسدم )قسسوله‬
‫كاشتراط القدرة الخ( أى فإنه ثبت بقوله تعالى " ل يكلف ال نفسا ال‬
‫وسعها ")قوله واشتراط الطهارة الخ( أى فإنه ثبت بقوله تعسسالى " يسسا‬
‫أيها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلة فاغسسسلوا وجسسوهكم" اليسسة )قسسوله‬
‫وذلك( أى الشرط المتصل )قوله كقوله تعالى( أى فى كفسسارة الظهسسار‬
‫)قوله حتى يعطوا الخ( تمام اليسسة " قسساتلوا السسذين ليؤمنسسون بسسال ول‬
‫باليوم الخر وليحرمون ما حرم ال ورسوله وليسسدينون ديسسن الحسسق‬
‫"‪.‬‬

‫)فصل( يجوز ان يتقدم الشرط فى اللفسسظ ويجسسوز ان يتسسأخر كمسسا‬


‫يجوز فى الستثناء‪ .‬ولهذا لسم يفسرق بيسن قسوله أنست طسالق إن دخلست‬
‫الدار وبين قوله إن دخلت الدار فأنت طالق‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله كما يجوز[ أى التقدم والتأخر‬

‫)فصل( واذا تعقب الشرط جمل رجع الى جميعها كمسسا قلنسسا فسسى‬
‫الستثناء‪ .‬ولهذا اذا قسسال إمرأتسسى طسسالق وعبسسدى حسسر إن شسساء الس لسسم‬
‫تطلق المرأة ولم يعتق العبد‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله جمل[ أى عطف بعضها على بعض )قوله رجسع السى جميعهسا(‬
‫أى لخلف فيسسه اذا كسسان المعلسسق عليسسه غيسسر مشسسيئة الس ونحسسوه مسسن‬
‫الملئكة والجن )قوله اذا قسسال السسخ( أى وقسسال مالسسك وأحمسسد يتنجسسزان‬
‫لنه علقهما بشرط محقق لنه لو لم يشاء الس طلقهسسا ول إعتاقهسسا لسسم‬
‫يمكنه التلفظ به‬

‫)فصل( فأما اذا دخسسل الشسسرط فسسى بعسسض الجمسسل المسسذكورة دون‬
‫بعض لم يرجع الشرط ال السسى المسسذكورة‪ ،‬وذلسسك مثسسل قسسوله تعسسالى "‬
‫أسكنوهن من حيث سسسكنتم مسسن وجسسدكم " السسى قسسوله تعسسالى "وإن كسسن‬
‫أولت حمل فأنفقوا عليهن "‪ ،‬فشرط الحمل فى النفاق دون السسسكن‪،‬‬
‫فيرجسسع الشسسرط السسى النفسساق وليرجسسع السسى السسسكن‪ ،‬وهكسسذا لسسو ثبسست‬
‫الشرط بدليل منفصل فى بعض الجمل لم يجب إثباته فيما عداه كقسسوله‬
‫عز وجل " والمطلقات يتربصن بأنفسسسهن ثلثسة قسسروء " السسى قسسوله "‬
‫وبعولتهن أحق بردهن "‪ <74> .‬فإن الدليل قسسد دل علسسى ان السسرد‬
‫فى الرجعيات‪ ،‬فيرجع ذلك الى الرجعيات وليسسوجب ذلسسك تخصسسيص‬
‫أول اليسسة‪ ،‬وهكسسذا اذا ذكسسر جمل وعطسسف بعضسسها علسسى بعسسض لسسم‬
‫يقتض الوجسسوب فسسى الجميسسع أو يقتضسسى العمسسوم فسسى الجميسسع ثسسم دل‬
‫الدليل على ان فى بعضها لم يرد الوجوب أو فسسى بعضسسها ليسسس علسسى‬
‫العموم لم يجب حمله فى الباقى علسسى غيسسر الوجسسوب ول علسسى غيسسر‬
‫العموم‪ ،‬وذلك مثل قوله تعالى " كلسسوا مسسن ثمسسره اذا أثمسسر وآتسوا حقسسه‬
‫يسوم حصساده " فسأمر بالكسل وإيتساء الحسق والكسل ليجسب واليتساء‬
‫واجب والكل عام فى القليل والكثير واليتاء خاص فى خمسة أوسق‬
‫فما قام الدليل عليه خرج من اللفظ وبقى الباقى على ظاهره‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله أسكنوهن[ أىالمطلقات المعتدات سواء كن رجعيسسات أم بائنسسات‬
‫حائلت أم حوامل)قوله من وجدكم( أى من وسعكم وطسساقتكم )قسسوله‬
‫فيرجع الشرط الخ( أى وتكون المبتوتة الحامل لها السكن دون النفقسسة‬
‫)قسسوله فيمسسا عسسداه( أى فيمسسا عسسدا بعسسض الجمسسل ال بسسدليل )قسسوله فسسإن‬
‫الدليل( أى المنفصل )قوله فسسإن السسدليل السسخ( أى وهسسو قسسوله تعسسالى "‬
‫فسسإن طلقهسسا فل تحسسل لسسه مسسن بعسسد حسستى تنكسسح زوجسسا غيسسره " )قسسوله‬
‫وليوجب ذلك( أى رجوع الضمير اليها )قوله تخصسسيص أول اليسسة(‬
‫أى بذلك الخاص )قوله وهكذا السسى قسسوله غيسسر العمسسوم( يعنسسى أنسسه اذا‬
‫ذكر جمل وعطف بعضها على بعض وقسسام السسدليل علسسى ان الجملسسة‬
‫الولسسى منهسسا للوجسسوب أو للعمسسوم أوعلسسى ان الولسسى منهسسا ليسسست‬
‫للوجوب أو ليست للعموم لسسم يقتسسض عطفهسسا وقرانهسسا الوجسسوب فسسى‬
‫الباقى أو العموم فيه أو عدم الوجوب فى الباقى أو عسسدم العمسسوم فيسسه‬
‫لن مجرد القسسران فسى السسذكر ل يسوجب القسران فسى الحكسسم‪ ،‬بسل ذلسسك‬
‫موقوف على الدليل )قوله ذكر( أى الشسسارع )قسسوله والكسسل ل يجسسب(‬
‫أى مطلقه )قوله فما قام الخ( أى والحاصل ان هذه المسألة من فسسروع‬
‫قاعدة‪ :‬القران فى الذكر ليوجب القران فى الحكم‬
‫)فصسسل( وهكسسذا كسسل شسسيئين قسسرن بينهمسسا فسسى اللفسسظ ثسسم ثبسست‬
‫لحدهما حكم بالجماع لم يجب أن يثبت ذلك الحكم للخسسر مسسن غيسسر‬
‫لفظ يوجب التسوية بينهما أو علة توجب الجمع بينهما‪ <75> .‬ومن‬
‫أصحابنا من قال اذا ثبت لحدهما حكم ثبت لقرينه مثله‪ ،‬وهسسذا غيسسر‬
‫صحيح لن الحكم الذى ثبت لحدهما ثبت بدليل يخصه من لفسسظ أو‬
‫إجماع وذلك غير موجود فى الخر‪ ،‬فل تجب التسوية بينهما ال بعلة‬
‫تجمع بينهما‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله لم يجب السسخ[ أى فيعطسسف واجسسب علسسى منسسدوب كمسسا فسسى قسسوله‬
‫تعالى " فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال ال الذى آتسساكم‬
‫" فاليتاء واجب‪ ،‬ومباح على واجب كما مر فى " كلوا مسسن ثمسسره "‪.‬‬
‫الية )قوله اذا ثبت السسخ( أى مسسن أمثلتسسه حسسديث " ليبسسولن أحكسسم فسسى‬
‫الماء الدائم وليغتسلن فيه من الجنابة " فسسالبول ينجسسه بشسرطه وهسو‬
‫كون الماء قليل او تغير وكذا الغتسال فيه للقسسران بينهمسسا فسسى الحكسسم‬
‫الذى يتشاركان فيه وهو النهى‬

‫)باب القول فى المطلق والمقيد(‬


‫واعلسسم ان تقييسسد العسسام بالصسسفة يسسوجب التخصسسيص كمسسا يسسوجب‬
‫الشرط والستثناء وذلك كقوله تعالى " فتحرير رقبة مؤمنة " فإنه لسسو‬
‫أطلسسق الرقبسسة لعسسم المؤمنسسة والكسسافرة‪ ،‬فلمسسا قيسسده بالمؤمنسسة وجسسب‬
‫التخصيص‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله العام[ المسسراد بسسه هنسسا مايتنسساول أفسسرادا كسسثيرة سسسواء كسسان هسسذا‬
‫التناول دفعة واحدة وهو المسسسمى بالعسسام حقيقسسة أو علسسى سسسبيل البسسدل‬
‫وهو المسمى بالمطلق وليس بعام حقيقة وهذا هو المبحسسوث عنسسه هنسسا‬
‫)قوله يوجب( مفعول يوجب محذوف لدللسسة مسسا قبلسسه أى التخصسسيص‬
‫)قوله كقوله تعالى( أى فى كفارة القتل‬

‫)فصل( فإن ورد الخطاب مطلقا فى موضع لمقيد له حمل علسسى‬


‫إطلقه‪ ،‬وإن ورد مقيدا لمطلق له حمل على تقييده‪ ،‬وإن ورد مطلقا‬
‫فسسى موضسسع ومقيسدا فسسى موضسسع آخسسر نظسسرت ؛ فسسإن كسسان ذلسسك فسسى‬
‫حكمين مختلفيسسن مثسسل ان يقيسسد الصسسيام بالتتسسابع ويطلسسق الطعسسام لسسم‬
‫يحمل أحدهما على الخسر بسل يعتسبر كسسل واحسد منهمسسا بنفسسه لنهمسسا‬
‫ليشتركان فى لفظ ول معنى‪ ،‬وإن كان ذلسسك فسسى حكسسم واحسسد وسسسبب‬
‫واحد مثل ان >‪ <76‬يذكر الرقبة فى كفارة القتل مقيدة باليمسسان ثسسم‬
‫يعيدها فى القتل مطلقة كان الحكم للمقيد لن ذلك حكم واحد استوفى‬
‫بيانه فى أحد الموضعين ولم يستوف فسسى الموضسسع الخسسر‪ ،‬وان كسسان‬
‫فى حكم واحد وسببين مختلفين نظرت فى المقيد ؛ فإن عارضه مقيسسد‬
‫آخر لم يحمل المطلق على واحد من المقيدين وذلك مثسسل الصسسوم فسسى‬
‫الظهار قيسسده بالتتسسابع وفسسى التمتسسع قيسسده بسسالتفريق وأطلسسق فسسى كفسسارة‬
‫اليمين فل يحمل المطلق فى اليمين على الظهار ول على التمتسسع‪ ،‬بسسل‬
‫يعتبر بنفسه اذ ليس حمله على أحدهما بأولى من الحمل على الخسسر‪،‬‬
‫وإن لم يعارض المقيد مقيد آخر كالرقبة فى كفارة القتسسل والرقبسسة فسسى‬
‫الظهار قيدت باليمان فى القتسسل وأطلقسست فسسى الظهسسار حمسسل المطلسسق‬
‫على المقيد فمن أصحابنا من قال يحمسسل مسن جهسسة اللغسسة لن القسسرآن‬
‫من فاتحته إلى خاتمته كالكلمة الواحسسدة‪ ،‬ومنهسسم مسسن قسسال يحمسسل مسسن‬
‫جهة القياس وهو الصح‪ <77>.‬وقال أصحاب أبى حنيفة رحمه الس‬
‫ل يجوز حمل المطلق على المقيسسد لن ذلسسك زيسسادة فسسى النسسص وذلسسك‬
‫نسخ بالقياس‪ ،‬وربما قسسالوا لنسسه حمسسل منصسسوص‪ .‬والسسدليل علسسى انسسه‬
‫ليحمل من جهة اللغسسة ان اللفسسظ السسذى ورد فيسسه التقييسسد وهسسو القتسسل‬
‫ليتناول المطلق وهو الظهار فليجوز أن يحكم فيه بحكمه من غير‬
‫علة فكذلك ههنا‪ .‬والدليل على انه يحمل عليسه بالقيساس هسو ان حمسل‬
‫المطلق على المقيد تخصيص عموم بالقياس فصار كتخصيص سسسائر‬
‫العمومات‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قسسوله ذلسسك[ أى الطلق والتقييسسد )قسسوله حكميسسن مختلفيسسن( أى مسسع‬
‫اتحادهما فى السسسبب )قسسوله مثسسل ان يقيسد السسخ( أى فكسسل مسن الصسسيام‬
‫المقيد والطعام المطلق حكم و سببه متحد وهو الظهار )قوله ويطلسسق‬
‫الطعسام( أى عسن قيسد التتسابع )قسوله احسدهما( أى الطلق أو التقييسد‬
‫)قوله كان الحكم للمقيد( أى حمل المطلق على المقيد‪ ،‬ول خلف فيسسه‬
‫ال إن تأخر المقيد عن وقت العمل بالمطلق فهو ناسخ‪ ،‬وإن تأخر عن‬
‫وقسست الخطسساب بسسالمطلق أو تسسأخر المطلسسق مطلقسسا أو تقارنسسا أو جهسسل‬
‫تاريخهما حمل المطلق على المقيد جمعا بين الدليلين )قوله لن ذلسسك(‬
‫أى كسسون ذلسسك فىحكسسم واحسسد وسسسبب واحسسد )قسسوله مثسسل الصسسوم فسسى‬
‫الظهار الخ( أى كما ثبت فى قوله تعالى " فمن لم يجد فصيام شهرين‬
‫متتابعين من قبل ان يتماسا " )قوله وفى التمتع الخ( أى كما ثبت فى‬
‫قوله تعالى " فمن لم يجد فصيام ثلثة أيام فى الحج وسبعة اذا رجعتم‬
‫" )قوله وأطلق الخ( أى كما ثبت فى قوله تعالى " فمن لم يجد فصيام‬
‫ثلثسسة أيسسام ذلسسك كفسسارة أيمسسانكم ")قسسوله فليحمسسل السسخ( أى بسسل يبقسسى‬
‫المطلق على إطلقه من جهة اللفظ )قوله حمل المطلق علسسى المقيسسد(‬
‫أى قيد المطلق بقيد المقيد‪ .‬ثم اختلف فيه‪ :‬هل الحمسسل مسسن جهسسة اللغسسة‬
‫أو القياس )قوله من قال الخ( أى كالرويانى تبعا للماوردى )قوله مسسن‬
‫جهة اللغة( أى بمجرد ورود اللفظ من غير حاجسسة السسى جسسامع بينهمسسا‬
‫)قوله كالكلمسسة الواحسسدة( أى يفسسسر بعضسسها بعضسسا )قسسوله مسسن جهسسة‬
‫القياس( أى قياس المطلق على المقيد بجامع بينهما وهو اتحسساد الحكسسم‬
‫)قوله ليجوز حمل الخ( أى فسسى الصسسورتين‪ :‬الولسسى وهسسى اختلف‬
‫الحكم مع اتحاد السبب والثالثة وهى اختلف السبب مع اتحسساد الحكسسم‬
‫)قوله ذلك( أى حمل المطلق على المقيد فى الصورتين )قوله وذلسسك(‬
‫أى الزيادة فى النسسص )قسسوله وربمسسا قسسالوا لنسسه حمسسل منصسسوص( أى‬
‫ربما قالت الحنفية فى الرد علينا هذا قياس باطل لنه حمل منصوص‬
‫على حكمه بمقتضى إطلق النص على منصوص علسسى حكمسسه وهسسو‬
‫المقيد فلم يوجد شرط القياس وهو أن يكون الفرع ل نص فيسسه )قسسوله‬
‫من غير علة( أى جامعة بينهما فى الحكم )قوله يحمل عليه( أى على‬
‫المقيسسد فسسى الصسسورة المسسذكورة )قسسوله كتخصسسيص سسسائر العمومسسات(‬
‫والجواب منع جواز التخصسسيص بالقيسساس مطلقسسا لنسسه إنمسسا يجسسوز اذا‬
‫كان العام مخصوصا‬

‫)باب القول فى مفهوم الخطاب(‬


‫اعلم ان مفهوم الخطاب على أوجه‪ :‬أحدها فحوى الخطاب‪ ،‬وهسسو‬
‫مادل عليه اللفظ من جهة التنبيه كقوله عز وجل " فلتقسسل لهمسا أف "‬
‫وقوله تعالى " ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك " >‬
‫‪ <78‬وما أشبه ذلك مما ينص فيه على الدنى لينبه به على العلسسى‬
‫وعلى العلى لينبه به على الدنى‪ ،‬وهل يعلم مادل عليه التنسسبيه مسسن‬
‫جهة اللفظ أو من جهة القياس ؟ فيسه وجهسان‪ :‬أحسدهما أنسه مسن جهسة‬
‫اللغة‪ ،‬وهو قول أكثر المتكلمين وأهل الظاهر‪ .‬ومنهم من قال هو مسسن‬
‫جهة القياس الجلى‪ ،‬ويحكى ذلك عن الشافعى‪ ،‬وهو الصح لن لفظ‬
‫التأفيف ليتناول الضرب وانما يدل عليسه بمعنساه وهسو الدنسى فسدل‬
‫على أنه قياس‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله مفهوم الخطاب[ أى كون المسكوت عنه موافقا للمنطوق به فسسى‬
‫الحكسسم )قسسوله فل تقسسل لهمسسا أف( أى فسسإنه ينبسسه علسسى تحريسسم ضسسرب‬
‫الوالدين وأنواع اليذاء )قوله ومسسن أهسسل الكتسساب السسخ( أى فسسإنه يسسدل‬
‫على أن من اؤتمن على دينار يرد على المؤتمن بطريق الولى )قوله‬
‫من( أى هو عبد ال بن سلم استودعه قريشى ألفا ومائتى أوقية فأداه‬
‫إليه )قوله بقنطار( أى مال كثير )قوله وما أشبه السسخ( ظسساهر هسسذا أن‬
‫المسسساوى ل يكسسون فحسسوى الخطسساب )قسسوله فيسسه( أى فسسى جسسواب‬
‫الستفهام )قوله أنه من جهة اللغة( أى أن ما دل الخ معلوم مسسن جهسسة‬
‫اللغة لنه مفهوم من فحوى المنصوص مسسن غيسسر حاجسسة إلسسى تأمسسل‬
‫وجامع )قوله هو( أى علم ما ذكر )قسوله القيساس الجلسى( أى الولسى‬
‫أوالمساوى المسمى بسسالجلى لمسسا فيسه مسسن إلحسساق فسسرع وهسو الضسسرب‬
‫ونحوه كما هنا بأصل وهو التأفيف بجامع اليذاء والحكم الحرمة‬

‫)فصل( والثانى لحن الخطاب وهو مادل عليه اللفظ من الضسسمير‬


‫الذى ليتم الكلم إل به‪ ،‬وذلك مثسسل قسسوله عسسز وجسسل " فقلنسسا اضسسرب‬
‫بعصاك الحجر فانفجرت " ومعناه فضرب فانفجرت‪ .‬ومن ذلك أيضا‬
‫حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه كقوله عز وجسسل " واسسسأل‬
‫القريسسة " ومعنسساه أهسسل القريسسة‪ ،‬ولخلف ان هسسذا كسسالمنطوق بسسه فسسى‬
‫الفادة والبيان‪ ،‬وليجوز ان يضمر فى مثسسل هسسذا إل ماتسدعو الحاجسسة‬
‫إليه‪ ،‬فإن استقل الكلم بإضمار واحد لم يجسسز ان يضسساف اليسسه غيسسره‬
‫ال بدليل‪ ،‬فإن تعارض فيه إضماران أضمر مادل عليه الدليل منهمسسا‪.‬‬
‫وقد حكينا فى مثل هذا >‪ <79‬الخلف عمن يقول إنه أضمر فيسسه مسسا‬
‫هو أعم فائدة أو موضع الخلف وبينا فساد ذلك‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله لحن الخطاب[ أى معناه‪ ،‬قال تعالى " ولتعرفنهم فى لحن القول‬
‫" )قسسوله مسسن الضسسمير( أى المضسسمر وهسسو المقسسدر )قسسوله أن هسسذا‬
‫كالمنطوق( أى وتسمى هذه الدللة بدللة القتضاء )قسسوله فسسإن سسستقل‬
‫الكلم( أى بالفادة )قوله وقد حكينا( أى فسسى فصسسل وكسسذلك المجمسسل‬
‫من القسول السخ )قسوله مساهو أعسم فسائدة( أى حيسث ل إجمسال فيسه لن‬
‫إضمار أحد الحكمين ليس بأولى من الخر )قوله أو موضع الخلف(‬
‫أى لن ماسواه معلسسوم بالجمسساع والمجمسسع عليسه مسستغن عسسن السسدليل‬
‫)قوله وبينا( أى فى فصل المجمل من القول‬

‫)فصل( والثالث دليل الخطاب وهو أن يعلق الخكسم علسى إحسسدى‬


‫صسسفتي الشسسيء فيسسدل علسسى أن ماعسسداها بخلفسسه‪ ،‬كقسسوله تعسسالى " إن‬
‫جاءكم فاسق بنباء فتسبينوا " فيسدل علسى أنسه إن جساء عسدل لسم يتسبين‪،‬‬
‫وكقوله صلى ال عليه وسلم " فى سائمة الغنم زكاة " فيسدل علسى أن‬
‫المعلوفة ل زكاة فيها‪ .‬وقال عامة أصسسحاب أبسسى حنيفسسة رحمسسه الس و‬
‫أكسسثر المتكلميسسن ليسسدل علسسى أن ماعسسداه بحلفسسه بسسل حكسسم مسسا عسسداه‬
‫موقوف على الدليل‪ .‬وقال أبو العباس بن سريج إن كان بلفسظ الشسرط‬
‫كقوله تعالى " إن جاءكم فاسق بنباء فتسسبينوا " دل علسسى أن مسسا عسسداه‬
‫بخلفه وإن لم يكن بلفظ الشرط لم يدل‪ ،‬وهسسو قسسول بعسسض أصسسحاب‬
‫أبى حنيفة رحمه ال‪ .‬والدليل علسسى ماقلنسساه ان الصسسحابة اختلفسست فسسى‬
‫إيجاب الغسسسل مسسن الجمسساع مسسن غيسسر إنسسزال ؛ فقسسال بعضسسهم ليجسسب‬
‫واحتجوا >‪ <80‬بدليل الخطاب فى قول النبى صلى ال عليه وسلم "‬
‫الماء من الماء " وأنه لما أوجب من الماء دل على أنسسه ل يجسسب مسن‬
‫غير ماء ومن أوجب ذكر أن " الماء من الماء " منسوخ فدل على ما‬
‫ذكرناه ولن تقييد الحكم بالصفة يوجب تخصيص الخطسساب فاقتضسسى‬
‫بإطلقه النفى والثبات كالستثناء‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله دليل الخطاب[ أى مفهسسوم المخالفسسة )قسسوله فيسسدل السسخ( أى وهسسو‬
‫المسمى بمفهوم الصفة‪ ،‬والمراد بالصفة لفظ مقيد لخر وليس بشسسرط‬
‫ول استثناء ول غاية )قوله فيدل على أنه الخ( أى لن التبين مشروط‬
‫بمجيء الفاسق والمفهوم معتبر على الصحيح فيجب العمل بسسه اذا لسسم‬
‫يكن فاسقا لن حسن الظن يعمل به هنا )قوله فيدل( أى تعليسسق الحكسسم‬
‫على إحدى صفتى الغنم وهى السوم )قوله عامة اصحاب أبى حنيفسسة(‬
‫أى وإمام الحرمين والغزالى منا )قوله ليدل( أى تعليسسق الحكسسم علسسى‬
‫إحسسدى صسسفتى الشسسيء )قسسوله ماعسسداه( أى مسسا عسسدا الموصسسوف بتلسسك‬
‫الصفة )قسوله إن كسان( أى تعليسق الحكسم علسى إحسدى صسفتى الشسيء‬
‫)قوله بعض أصحاب أبى حنيفة( أى وهسسو الشسسيخ المسسام أبسسو الحسسسن‬
‫الكرخى )قوله من الجماع الخ( أى وهسسو المسسسمى بالكسسسال وهسسو أن‬
‫يجامع الرجل فيفتر ذكره بل إنزال )قوله بدليل الخطاب( أى بمفهسسوم‬
‫المخالفة )قوله الماء( أى ماء الغسل )قوله من الماء( أى المنى )قسسوله‬
‫من الماء( أى رؤيته )قسسوله أنسسه( أى اسسستعمال المسساء )قسسوله مسسن غيسسر‬
‫ماء( أى من غير رؤيته )قوله أوجب( أى الغسل )قوله ذكر السسخ( أى‬
‫لسسم يمنسسع مسسن السسستدلل بمفهسسوم هسسذا الحسسديث لكنسسه ذكسسر السسخ )قسسوله‬
‫منسوخ( أى والناسسسخ مسسا رواه أبسسو هريسسرة مرفوعسسا قسسال رسسسول الس‬
‫صلى ال عليه وسسسلم " اذا جلسسس بيسسن شسسعبها الربسسع ثسسم جهسسدها فقسسد‬
‫وجب الغسل " متفق عليسسه وزاد مسسسلم " وإن لسسم ينسسزل " )قسسوله فسسدل‬
‫الخ( أى لتفاق الفريقين على القول بمفهوم المخالفة )قوله تخصسسيص‬
‫الخطاب( أى تخصيص الحكم بمحل النطق والنفسسى عمسسا عسسداه )قسسوله‬
‫النفسسى( أى عمسسا عسسدا المسسذكور )قسسوله الثبسسات( أى للمسسذكور )قسسوله‬
‫كالستثناء( أى كالخطاب المقيد بالستثناء فإنه يقتضى المخالفسسة بيسسن‬
‫المستثنى والمستثنى منه فى الحكم وكذلك الصفة‬

‫)فصل( وأمسسا اذا علسق الحكسسم بغايسسة فسسإنه يسسدل علسسى أن ماعسسداها‬
‫بخلفها‪ ،‬وبه قال أكثر من أنكر القول بدليل الخطاب‪ .‬ومنهم من قسسال‬
‫ليدل >‪ <81‬والدليل على ماقلناه هو أنه لوجسساز أن يكسسون حكسسم مسسا‬
‫بعد الغاية موافقا لما قبلها خرج عن أن يكون غاية وهذا ليجوز‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله بغا ية[ هى مد الحكم بسسإلى أو حسستى كقسسوله تعسسالى " ثسسم أتمسسوا‬
‫الصيام إلى الليل" و " فل تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيسسره "‬
‫)قوله ما عداها( أى حكمه )قوله به( أى بمفهوم الغاية وهو أقوى من‬
‫مفهوم الشرط لما يختص به من الدليل الذى ذكره هنا )قوله أكثر مسسن‬
‫الخ( أى منهم القاضى أبو بكر الباقلنى والقاضسسى عبسسد الجبسسار وأبسسو‬
‫الحسين البصرى فسسإنهم قسسالوا بمفهسسوم الغايسسة وأنكسسروا مفهسسوم الصسسفة‬
‫وهوالمراد بدليل الخطاب هنا خاصة ل جميع أنسسواع مفهسسوم المخالفسسة‬
‫)قوله من قال( أى كأبى العباس بن سريج فإنه أنكر كل من مفهسسومى‬
‫الصفة والغاية)قوله ما قلناه( أى من أن تعليق الحكم بغايسسة يسسدل علسسى‬
‫أن ما عداها بخلفها )قوله خرج الخ( أى خرج الحكم عن كونه مغيسسا‬
‫)قوله وهسسذا( أى خروجسسه عسسن كسسونه غايسسة )قسسوله ليجسسوز( أى لنسسه‬
‫خلف المفروض والواقع‬

‫)فصل( وأما اذا علق الحكم على صفة بلفظ إنما كقوله صلى الس‬
‫عليه وسلم " إنما العمال بالنيات " وقوله صلى ال عليه وسلم " إنما‬
‫الولء لمن أعتسق " دل أيضسا علسى أن مسا عسداها بخلفهسا‪ ،‬وبسه قسال‬
‫كسسثير ممسسن لسسم يقسسل بسسدليل الخطسساب‪ .‬وقسسال بعضسسهم ليسسدل علسسى أن‬
‫ماعداها بخلفهسسا‪ .‬وهسسذا خطسسأ لن هسسذه اللفظسسة لتسسستعمل إل لثبسسات‬
‫المنطوق به ونفى ماعداه‪ ،‬أل ترى أنه ل فرق بين أن يقول إنمسسا فسسى‬
‫الدار زيد وبين أن يقول ليس فى الدار إل زيد وبين أن يقول إنما السس‬
‫واحد وبيسن أن يقسول ل إلسه إل واحسد‪ ،‬فسدل علسى أنسه يتضسمن النفسى‬
‫والثبات‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله الولء[ هو صفة تشبه القرابة )قوله دل السسخ( أى لن إنمسسا تفيسسد‬
‫الحصر بالمنطوق أو بالمفهوم على خلف )قوله ما عسسداها( أى وهسسو‬
‫المحصور فيسسه )قسسوله بخلفهسسا( يعنسسى خلف الحكسسم المعلسسق بالصسسفة‬
‫)قوله به( أى بمفهوم الصسسفة )قسسوله كسسثير( أى كسسالغزالى وأبسسى بكسسر‬
‫الباقلنى )قوله ليدل الخ( أى لن إنما تفيد تأكيد الثبسسات ل الحصسسر‬
‫وهو الصحيح عند النحاة)قوله ما عداها( أى مسسا عسسدا المتصسسف بتلسسك‬
‫الصفة )قوله بخلفها( أى بخلف المتصف بها )قوله لتستعمل السسخ(‬
‫أى فسى اللغسسة العربيسة الفصسسحى بسسل هسى تفيسسد الحصسر بسسالمنطوق أو‬
‫المفهسسوم علسسى خلف )قسسوله النفسسى( أى عسسن غيسسر المسسذكور )قسسوله‬
‫الثبات( أى للمذكور‬

‫)فصل( فأما اذا علق الحكم على صفة فى جنس كقوله صلى ال س‬
‫عليه وسلم " فى سائمة الغنم زكسساة " دل ذلسسك علسسى نفسسى الزكسساة عسسن‬
‫معلوفة الغنم دون ماعداها‪ <82>.‬ومن أصحابنا مسسن قسسال يسسدل علسسى‬
‫نفيها عما عداها فى جميع الجنسساس‪ .‬وهسسذا خطسسأ لن السسدليل يقتضسسى‬
‫النطق فإذا اقتضى النطق اليجاب فى سائمة الغنم وجسسب ان يقتضسسى‬
‫الدليل نفيها عن معلوفة الغنم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله فأما اذا علق الخ[ أى فهل يفيد نفى الزكاة عن المعلوفسسة مطلقسسا‬
‫أو هو مخصوص بالمعلوفة من الغنم وجهان )قوله دون ماعداها( أى‬
‫من معلوفة البل والبقر )قوله نفيهسسا( أى الزكسساة )قسسوله يسسدل السسخ( أى‬
‫نظرا الى السوم فقط لترتب الزكاة عليه فى غير الغنسسم فسسى غيسسر هسسذا‬
‫الحديث )قوله عما عداها الخ( أى عن المعلوفة مطلقا سواء كانت من‬
‫البل والبقر والغنم )قوله يقتضى( لعله يقتفى بمعنى يتبع‬

‫)فصل( فإذا علق الحكم على مجرد السم مثل أن يقول فى الغنسسم‬
‫زكاة فإن ذلك ليدل على نفى الزكاة عما عسسدا الغنسسم‪ .‬ومسسن أصسسحابنا‬
‫من قال يدل كالصفة‪ .‬والمذهب الول لنه يخص السم بالسسذكر وهسسو‬
‫وغيسسره سسسواء‪ ،‬أل تسسرى أنهسسم يقولسسون " إشسستر غنمسسا و إبل وبقسسرا "‬
‫فينص على كسسل واحسسد منهسسا مسسع إرادة جميعهسسا وليضسسم الصسسفة إلسسى‬
‫السم وهسى وغيرهسا سسواء‪ ،‬أل تسسرى أنهسم ليقولسون " إشستر غنمسا‬
‫سائمة " وهى والمعلوفة سواء فافترقا‪<83> .‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله فإذا علق السخ[ أى وهسذا هسو المسسمى بمفهسوم اللقسسب أى السسم‬
‫الجامد الشامل للعلم الشخصى واسسسم الجنسسس )قسسوله يسسدل( أى تعليسسق‬
‫الحكم على مجرد السم على ان ماعداه بخلفسسه )قسسوله كالصسسفة( أى‬
‫وذلك لن السماء موضسسوعة لتمييسسز الجنسساس والشسسخاص كإنسسسان‬
‫وزيد والصفات موضوعة لتمييز النعوت والحوال كطويسسل وقصسسير‬
‫وقائم وقاعد فلما كان التقييد بالصفات يدل على نفيسسه عمسسا عسسداه كسسان‬
‫التقييد بالسسسم كسذلك ولنسسه لسسو لسسم يسوجب ذلسسك لمسسا كسسان للتخصسسيص‬
‫بالسسذكر فسسائدة واللزم باطسسل وكسسذلك الملسسزوم )قسسوله المسسذهب( أى‬
‫الصحيح )قوله أل ترى السسخ( أى فلسسو كسسان قسسولهم إشسستر غنمسسا ينفسسى‬
‫سواه من البل والبقر لكان ذكرهما بعد ذلسسك تناقضسسا )قسسوله وليضسسم‬
‫الخ( أى فل يقول المتكلم إشتر إبل سائمة وغيرهسسا لنسسه تنسساقض مسسن‬
‫المتكلم )قوله وغيرها( أى عدمها )قوله أنهم ليقولون الخ( أى وإنمسسا‬
‫يقولون ذلك لن السائمة بخلف المعلوفسسة )قسسوله فافترقسسا( أى الصسسفة‬
‫ومجرد السم‪ ،‬فالقياس حينئذباطل‬

‫)فصل( اذا أدى القول بالدليل إلسسى إسسسقاط الخطسساب سسسقط السسدليل‬
‫وذلك مثل قوله صلى الس عليسسه وسسسلم " لتبسسع مسساليس عنسسدك " فسسإن‬
‫دليله يقتضى جواز بيع ما هو عنده وان كسسان غائبسسا عسسن العيسسن‪ ،‬واذا‬
‫أجزنا ذلك لزمنا ان نجيز بيع ماليس عنده لن أحدا لم يفرق بينهمسسا‪،‬‬
‫واذا أجزنا ذلك سقط الخطاب وهو قوله صلى ال عليه وسلم " لتبع‬
‫مسساليس عنسسدك " فيسسسقط السسدليل ويبقسسى الخطسساب لن السسدليل فسسرع‬
‫الخطاب وليجوز أن يعترض الفرع على الصل بالسقاط‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قسسوله القسسول بالسسدليل[ أى العمسسل بسسدليل الخطسساب السسذى هسسو مفهسسوم‬
‫المخالفة بجميع أنواعه)قسسوله السسى إسسسقاط الخطسساب( أى السسى مناقضسسة‬
‫المنطسسوق )قسسوله مسساليس عنسسدك( أى مسسا ليسسس فسسى ملكسسك لنسسه سسسبب‬
‫الورود)قوله فإن دليله( أى مفهومه المخالف )قوله ماهو عنده( أى ما‬
‫هسسو فسسى ملكسه وتحسست تصسسرفه )قسوله وان كسسان السسخ( أى مسسع أن بيسسع‬
‫المملوك الغائب عن العين ليجوز إل فى السلم مع شروطه )قوله لسسم‬
‫يفرق بينهما( أى لن عند تستعمل فى الحاضر القريب وفيما هسو فسسى‬
‫حوزتك وإن كان بعيدا )قوله لن الدليل( أى دليل الخطاب‬

‫))الكلم فى المجمل والمبين((‬


‫)باب ذكر وجوه المبين(‬
‫فأما المبين فهو ما استقل بنفسه فى الكشف عسسن المسسراد وليفتقسسر‬
‫فى معرفة المراد إلى غيره‪ .‬وذلك على ضربين ‪ :‬ضرب يفيد بنطقسسه‬
‫وضرب يفيد بمفهومه‪ .‬فالذى يفيد بنطقه هو النص والظاهر والعموم‪.‬‬
‫فالنص كل لفظ دل على الحكم بصسسريحه علسسى وجسسه ل احتمسسال فيسسه‪،‬‬
‫وذلسسك مثسسل قسسوله عسسز وجسسل " محمسسد رسسسول الس " وكقسسوله تعسسالى "‬
‫ولتقربوا الزنا " ول تقتلوا النفس التى حرم ال إل بسسالحق " وكقسسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم " فى كل خمس شاة فى أربع وعشرين من البل‬
‫فما دونها الغنم" >‪ <84‬وغيرذلسسك مسسن اللفسساظ الصسسريحة فسسى بيسسان‬
‫الحكام‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله ما استقل الخ[ أى ما يكون كافيا فى إفادة معناه )قسسوله الظسساهر(‬
‫أى ما احتمل أمرين وهو فى أحدهما أظهر )قوله كقسسوله صسسلى السسخ(‬
‫هكذا فى جميع النسخ وفيه تقديم و تأخير والصسسل هكسسذا‪ :‬فسسى أربسسع‬
‫وعشرين من البل فمادونها الغنم فى كل خمس شاة‬

‫)فصل( وأما الظاهر فهسو كسل لفسظ احتمسل أمريسن وفسى أحسدهما‬
‫أظهسسر كسسالمر والنهسسى وغيرذلسسك مسسن أنسسواع الخطسساب الموضسسوعة‬
‫للمعانى المخصوصة المحتملة لغيرها‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫]قوله وأما الظاهر[ أى كلفسسظ السسسد )قسسوله وفسسى أحسسدهما أظهسسر( أى‬
‫وهو فى أحدهما أظهر من الخر )قوله كالمر والنهى( أى كصيغتى‬
‫المر والنهى فإن صيغة المر عنسسد تجردهسسا عسسن القرينسسة تسسدل علسسى‬
‫الوجوب مع انها تحتمسسل النسسدب و الباحسسة وغيرهمسسا وكسسذا صسسيغة‬
‫النهى فإنهسسا عنسسد تجردهسسا عسسن القرينسسة تسسدل علسسى التحريسسم وتحتمسسل‬
‫احتمال مرجوحا معنى التنزيه )قوله المحتملة( صفة ثانية للنواع‬

‫)فصل( والعموم كل لفظ عم شيئين فصاعدا كقوله تعالى " اقتلوا‬


‫المشركين " وقوله تعالى "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما" وغير‬
‫ذلك‪ ،‬فهذه كلها من المبين السذى ليفتقسسر فسسى معرفسة المسراد إلىغيسره‬
‫وإنما يفتقر إلى غيره فى معرفسة مساليس بمسراد بسه فيصسح الحتجساج‬
‫بهسسذه النسسواع‪ .‬وقسسال أبسسو ثسسور وعيسسسى بسسن أبسسان العمسسوم اذا دخلسسه‬
‫التخصيص صار مجمل ل يحتج بظاهره وقال أبسسو الحسسسن الكرخسسى‬
‫إن خص بدليل متصل لم يصر مجمل وإن خص بدليل منفصل صار‬
‫مجمل‪ <85> .‬وقال أبو عبد ال البصرى إن كان حكمسسه يفتقسسر إلسسى‬
‫شروط كآية السرقة فهى مجملة ليحتج بهسسا إل بسسدليل‪ ،‬وإن لسسم يفتقسسر‬
‫إلى شروط لسسم يصسر مجمل‪ .‬والسدليل علسسى مسا قلنساه هسو أن المجمسل‬
‫ماليعقل معناه من لفظه ويفتقر فسسى معرفسسة المسسراد إلسسى غيسسره وهسسذه‬
‫اليات يعقل معناها من لفظهسسا وليفتقسسر فسسى معرفسسة المسسراد بهسسا إلسسى‬
‫غيرها فهى كغيرها من اليات‬
‫‪-------------------‬‬
‫] قوله والعموم كل الخ[ أى لغة وأما اصطلحا فهو شمول السسخ كمسسا‬
‫مر )قوله فهذه( أى النسسص والظسساهر والعمسسوم )قسسوله فسسى معرفسسة مسسا‬
‫ليس بمراد( أى ككون المر للندب وكون النهى للتنزيه وكون العام‬
‫مخصوصا وكون الظاهر المراد به المرجوح )قوله بهذه النواع( أى‬
‫الثلثة وهى النسسص والظسساهر والعمسسوم )قسسوله أبسسو الثسسور وعيسسس بسسن‬
‫أبان( أى من كبار الحنفية )قوله ليحتج بظاهره( أى مطلقا )قوله إن‬
‫خص( أى العام )قوله متصل( أى غير مستقل )قوله لم يصر مجمل(‬
‫أى بل هو حجة يعمل به )قوله صار مجمل( أى ل يحتسسج بسسه سسسواء‬
‫كان المخصص متصل أو منفصل )قوله إن كان الخ( أى حكم العام‬
‫يمتنع تعلقه بالسم العام ويفتقر الخ)قوله كآيسسة سسسرقة( أى فسسإن الحكسسم‬
‫وهو القطع يفتقر فى تعليقه بعموم اسم السسسارق السسى شسسروط لينسسبىء‬
‫ظاهر هذا السم عنها فل يكون حجة فمن الشسسروط اعتبسسار النصسساب‬
‫وحرز المثل وكون المسسسروق لشسسبهة فيسسه )قسسوله وان لسسم يفتقسسر( أى‬
‫تعلق الحكم بالسم العام‪ ،‬وذلك كقوله تعالى " اقتلوا المشركين " فسسإن‬
‫لفظ المشركين بعد التخصيص بالسسذمى ينسسبىء عسسن البسساقى السسذى هسسو‬
‫الحربى بل توقف على تأمل فيكون حجة بعسسد التخصسسيص )قسسوله لسسم‬
‫يصر( أى العام )قوله ماقلناه( أى من صحة الحتجسساج بهسسذه النسسواع‬
‫الثلثة )قسسوله وهسسذه اليسسات( أى الثلث المسسذكورة وهسسى آيسسة السسسرقة‬
‫وقتل المشركين والزنا‬

‫)فصل( وأما مايفيد بمفهومه فهو فحوى الخطاب ولحن الخطسساب‬


‫ودليل الخطاب‪ ،‬وقد بينتها قبل هذا الباب فأغنى عن العادة‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله فحوى الخطاب[ أى وهو المسمى بمفهوم الموافقة )قسسوله لحسسن‬
‫الخطاب( أى ما دل عليه اللفظ من المضمر الذى ليتم الكلم إل بسسه‬
‫ويسسسمى دللسسة اقتضسساء )قسسوله دليسسل الخطسساب( أى وهسسو المسسسمى‬
‫بمفهوم المخالفة‬

‫)باب ذكر وجوه المجمل(‬


‫وأما المجمل فهو ما ليعقل معنسساه مسسن لفظسسه ويفتقسسر فسسى معرفسسة‬
‫المراد إلى غيره وذلك على وجوه ‪ :‬منهسسا أن يكسسون اللفسسظ لسسم يوضسسع‬
‫للدللة علسسى شسسيء بعينسسه كقسسوله تعسسالى " وآتسسوا حقسسه يسسوم حصسساده "‬
‫وكقوله صلى ال عليه وسلم " أمرت أن أقاتل النسساس حسستى يقولسسو ل‬
‫إله إل ال فإذا قالوها عصموا منسسى دمسساءهم وأمسسوالهم إل بحقهسسا " >‬
‫‪ <86‬فإن الحق مجهول الجنس والقدر فيفتقر إلى البيان‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله وأما المجمل الخ [ أى اصطلحا وأما لغة فهو المبهم )قوله فإن‬
‫الحق الخ( أى فإن الحق الواجب إيتسساؤه مجهسسول الجنسسس والقسسدر معسسا‬
‫والحق الذى ل عصمة للدم مع ثبوته فى الحديث مجهول الجنسسس‬
‫فقط )قوله فيفتقر إلى البيان( أى فالحق فى الية بينسست جنسسسه آيسسة‬
‫الزكاة وهى قوله تعالى " وآتوا الزكاة " ويبن قدره قسسوله صسسلى ال س‬
‫عليه وسلم " فيما سقت السماء العشر " وبين القدر السسذى يؤخسسذ منسسه‬
‫الحق وهو الذى يسمى نصابا قوله صلى ال عليه وسسسلم " ليسسس فيمسسا‬
‫دون خمسة أوسق صدقة " وأمسسا الحسسق فسسى الحسسديث المجهسسول جنسسسا‬
‫فقط فقد بينه قسسوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم " ليحسسل دم امرىسسء مسسسلم‬
‫يشهد أن ل إله إل ال وأنى رسول ال إل بإحدى ثلث الثيب الزانسسى‬
‫والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة "‬

‫)فصل( ومنها أن يكسسون اللفسسظ فسسى الوضسسع مشسستركا بيسسن شسسيئين‬


‫كالقرء يقع على الحيض ويقع على الطهر فيفتقر الى البيان‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قسسوله ومنهسسا[ أى مسسن وجسسوه الجمسسال )قسسوله كسسالقرء( بفتسسح القسساف‬
‫وضمها )قسسوله فيفتقسسر السسى البيسسان( أى فحملسسه الشسسافعية علسسى الطهسسر‬
‫والحنفية على الحيض‬

‫)فصل( ومنها أن يكسون اللفسظ موضسوعا لجملسسة معلومسة إل أنسه‬


‫دخلها إستثناء مجهول كقوله عز وجل " أحلت لكسسم بهيمسسة النعسسام إل‬
‫ما يتلى عليكم غير محلى الصيد " فإنه قد صار مجمل بما دخلسسه مسن‬
‫الستثناء‪ ،‬ومن هذا المعنى العموم إذا علسم أنسه مخصسسوص ولسم يعلسم‬
‫ماخص منه‪ ،‬فهذا أيضا مجمل لنه ليمكن العمل بسسه قبسسل معرفسسة مسسا‬
‫خص منه >‪<87‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫]قوله النعام[ أى وهى البل والبقر والغنم )قوله من السسستثناء( أى‬
‫المجهول‪ ،‬وقد بينه قسسوله تعسسالى " حرمسست عليكسسم الميتسسة والسسدم ولحسسم‬
‫الخنزيسسر ومسسا أهسسل لغيسسر السس بسسه والمنخنقسسة والموقسسوذة والمترديسسة‬
‫والنطيحة وما أكل السبع إل ما ذكيتم " الية )قوله ومن هذا المعنى(‬
‫أى من قبيسسل المجمسسل بسسدخول السسستثناء المجهسسول )قسسوله فهسسذا ايضسسا‬
‫مجمل( أى كما أن الجملة التى دخلها استثناء مجهول مجملة‬

‫)فصل( ومن ذلك أيضا أن يفعل رسول ال صلى اله عليه وسلم‬
‫فعل يحتمل وجهين إحتمال واحدا مثل ما روى أنه جمسسع فسسى السسسفر‬
‫فإنه مجمل لنه يجوز ان يكون فى سفر طويل أو فى سفر قصير فل‬
‫يجوز حمله على أحدهما دون الخر ال بدليل‪ ،‬وكذلك اذا قضى فسسى‬
‫عين تحتمل حسسالين إحتمسسال واحسسدا مثسسل ان يسسروى ان الرجسسل أفطسسر‬
‫فأمره صلى اله عليه وسلم بالكفارة فهو مجمل فإنه يجوز أن يكسسون‬
‫أفطسسر بجمسساع ويجسسوز أن يكسسون أفطسسر بأكسسل فل يجسسوز حملسسه علسسى‬
‫أحدهما دون الخسسر إل بسسدليل‪ ،‬فهسسذه الوجسسوه ل يختلسسف المسسذهب فسسى‬
‫إجمالها وافتقارها إلى البيان‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قسسوله ومسسن ذلسسك[ أى وجسسوه الجمسسال )قسسوله إل بسسدليل( أى وقسسد دل‬
‫الدليل على أن الجمسسع فسسى سسسفر طويسسل )قسسوله إل بسسدليل( أى وقسسد دل‬
‫الدليل على أن الفطار بالجماع‬

‫)فصل( واختلف المذهب فى ألفاظ‪ :‬فمنها قوله تعالى " وأحل ال‬
‫البيع وحرم الربا " وفيه قولن ؛ قال فى أحدهما هسسو مجمسسل لن ال س‬
‫تعالى أحل البيع وحرم الربا والربا هو الزيادة وما من بيسسع إل وفيسسه‬
‫زيادة وقد أحل ال البيع وحرم الربا فافتقر الى بيان مايحل ومايحرم‪.‬‬
‫وقال فى القول الثانى ليس بمجمل‪ ،‬وهو الصح لن البيع معقول فسسى‬
‫اللغة فحمل على العموم ال فيما خصه الدليل‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله فى ألفاظ[ أى فى إجمالها )قوله قولن( أى للشسسافعى )قسسوله إل‬
‫فيما خصه الدليل( أى وهو قوله تعالى " وحرم الربا "‪.‬‬

‫)فصل( ومنها اليات التى ذكر فيها السماء الشرعية وهو قوله‬
‫عز وجل " وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة " وقسسوله " فمسسن شسسهد منكسسم‬
‫الشهر فليصمه " وقوله تعالى " ول علسسى النسساس حسسج السسبيت " فمسسن‬
‫أصحابنا من قال هسسى عامسسة غيسسر مجملسسة فتحمسسل الصسسلة علسسى كسسل‬
‫دعاء والصوم على كل إمساك والحج على كل قصد إل ما قام السسدليل‬
‫عليه‪ ،‬وهذه طريقة من قال ليسسس فسسى السسسماء شسيء منقسسول‪<88> .‬‬
‫ومنهم من قال هى مجملة لن المراد بها معان ل يدل اللفظ عليها فى‬
‫اللغة وإنما تعرف من جهة الشرع فافتقر الى البيان كقسوله عسز وجسسل‬
‫" وآتوا حقه يوم حصسساده " وهسسذه طريقسسة مسسن قسسال إن هسسذه السسسماء‬
‫منقولة وهو الصح‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله ومنها[ أى مما اختلف المذهب فى إجماله )قوله منقول( أى من‬
‫معانيها اللغوية إلى معان شرعية‪ ،‬و إنما الشارع أضاف الى معانيهسسا‬
‫اللغوية أمورا إعتبرها فيها كشسسروط وأركسسان )قسسوله منقولسسة( أى مسسن‬
‫معانيها اللغوية الى معان شرعية‬

‫)فصل( ومنها اللفسساظ السستى علسسق التحليسسل والتحريسسم فيهسسا علسسى‬


‫أعيان كقوله تعالى " حرمسست عليكسسم الميتسسة "‪ ،‬فقسسال بعسسض أصسسحابنا‬
‫إنهسسا مجملسسة لن العيسسن ل توصسسف بالتحليسسل والتحريسسم وإنمسسا السسذى‬
‫يوصف بذلك أفعالنا وافعالنا غير مذكورة‪ ،‬فسسافتقر إلسسى بيسسان مسسايحرم‬
‫من الفعال مما ليحسسرم‪ .‬ومنهسسم مسن قسسال إنهسسا ليسسست بمجملسسة‪ ،‬وهسسو‬
‫الصسسح لن التحليسسل والتحريسسم فسسى مثسسل هسسذا إذا أطلسسق عقسسل منهسسا‬
‫التصرفات المقصودة فسسى اللغسسة أل تسسرى أنسسه اذا قسسال لغيسسره حرمسست‬
‫عليك هذا الطعام عقل منه تحريم الكل‪ ،‬وما عقل المراد من لفظه لم‬
‫يكن مجمل‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله على أعيان[ أى ذوات )قوله حرمت الخ( أى وكقسسوله تعسسالى "‬
‫حرمت عليكم أمهاتكم " و " أحلت لكم بهيمة النعام " )قسسوله الميتسسة(‬
‫أى تناولها )قسسوله لن العيسسن السسخ( أى لنهسسا غيسسر مقسسدورة لنسسا )قسسوله‬
‫فافتقر الخ( أى وليجسسوز تقسسدير كسسل الفعسسال لنسسدفاع الحاجسسة بواحسسد‬
‫)قوله فى مثل هسسذا( أى تعليقهمسسا علسسى أعيسسان )قسسوله عقسسل( أى فهسسم‬
‫عرفا )قوله أل تسرى( أى وقسولهم ليسس الضسمار لبعسض بسأولى مسن‬
‫الخر ممنوع بسسالعرف‪ ،‬فسسإنه يقتضسسى إضسسافة التحليسسل والتحريسسم السسى‬
‫الفعل المعين المقصود من تلك المعانى‬

‫)فصل( وكذلك اختلفوا فى اللفاظ التى تتضمن نفيا وإثباتا كقوله‬


‫صلى ال عليه وعلى آله وسلم " إنما العمال بالنيات " وقوله صلى‬
‫ال عليه وسلم " لنكاح إل بسسولى " ومسسا أشسسبهه ؛ فمنهسسم مسسن قسسال إن‬
‫ذلك مجمل لن الذى نفاه هو العمل والنكاح وذلسسك موجسسود فيجسسب أن‬
‫يكون المراد به نفى صفة غير مذكورة فافتقر الى بيان تلسسك الصسسفة‪.‬‬
‫>‪ <89‬ومنهم من قال ليس بمجمل‪ ،‬وهو الصح لن صاحب الشرع‬
‫لينفى وليثبت المشاهدات وإنما ينفى ويثبت الشسسرعيات‪ ،‬فكسسأنه قسسال‬
‫ل عمسسل فسسى الشسسرع إل بنيسسة ولنكسساح فسسى الشسسرع إل بسسولى‪ ،‬وذلسسك‬
‫معقول من اللفظ فليجوز ان يكون مجمل‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله ومسسا أشسسبهه[ أى كقسسوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم " لصسسيام لمسسن‬
‫ليبيت النية من الليل ")قوله لعمل( أى صحيح وهسسذا التقسسدير أولسسى‬
‫لن تقدير الصحة أقرب الى نفسسى السسذات السستى هسسى الحقيقسسة لن مسسا‬
‫ليصسسح كالعسسدم فسسى عسسدم الجسسدوى وهسسو ليوافسسق الشسسرع بخلف مسسا‬
‫ليكمل‬

‫)فصل( وكذلك اختلفوا فى قوله صلى ال عليه وسلم " رفع عسسن‬
‫أمتى الخطأ والنسيان "فمنهم من قال هو مجمل لن السسذى رفعسه هسسو‬
‫الخطأ وذلك موجود فيجب أن يكسسون المسسراد بهسسا معنسسى غيسسر مسسذكور‬
‫فافتقر الى البيان‪ .‬ومنهم من قال غير مجمل وهو الصح لنه معقول‬
‫المعنى فى اللغة‪ ،‬أل ترى أنه اذا قال لعبده رفعت عنك جنايتك عقسسل‬
‫منه رفع المؤاخذة بكل مسسايتعلق بالجنايسسة مسسن التبعسسات فسسدل علسسى أنسسه‬
‫)غير( مجمل‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله والنسيان[ تمامه " وما استكرهوا عليه" )قسسوله وذلسسك موجسسود(‬
‫أى متحقق فى الواقع‪ ،‬فل بد من تقدير شيء وهو متردد بيسسن أمسسور‬
‫لحاجة إلى جميعها ولمرجح لبعضها فكان مجمل )قوله فيجب الخ(‬
‫أى لتصحيح الكلم )قوله بها( أى بالخطسسأ والنسسسيان ومااسسستكرهوا‬
‫عليسه )قسوله غيسر مجمسل( أى لن العسرف يقتضسى بسأن المسراد رفسع‬
‫المؤاخذة )قوله معقول المعنى( أى فمعنى الحديث‪ :‬رفسسع عسسن أمسستى‬
‫المؤاخذة والعقوبة بها )قوله غيسسر( كلمسسة غيسسر الواقعسسة بيسسن القوسسسين‬
‫ليست موجودة فى جميع النسخ زدناها وهى لزمة‬

‫)فصل( وأما المتشابه فاختلف أصحابنا فيه ؛ فمنهم مسسن قسسال هسسو‬
‫والمجمل واحد‪ ،‬ومنهم من قال المتشابه مسسا اسسستأثر الس تعسسالى بعلمسسه‬
‫ومسسالم يطلسسع عليسسه أحسسدا مسسن خلقسسه >‪ <90‬ومسسن النسساس مسسن قسسال‬
‫المتشابه هو القصص والمثال والحكم والحلل والحرام ومنهسسم مسسن‬
‫قال المتشابه الحسروف المجموعسة فسى أوائل السسور كسألمص وألمسر‬
‫وغير ذلك‪ .‬والصحيح هو الول لن حقيقة المتشابه ما اشسستبه معنسساه‪،‬‬
‫وأما ماذكروه فل يوصف بذلك‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله هو والمجمل واحد[ أى لن كل منهما ليعقسسل معنسساه مسسن لفظسسه‬
‫)قوله المتشابه الخ( أى وعليه الحنفية‪ ،‬وهذه طريقسسة السسسلف ومسسذهب‬
‫عامة أهل السنة والجماعة حسستى حكسسوا بسسأن السسسؤال عنسسه بدعسسة بنسساء‬
‫على أن الوقف على " إل ال " )قسسوله مسسا اسسستأثر السسخ( أى كخسسروج‬
‫الدجال )قوله ماذكروه( أى من القوال الثلثة فى معنى المتشابه‬

‫)باب الكلم فى البيان ووجوهه(‬


‫اعلم أن البيان هو الدليل الذى يتوصل بصحيح النظر إلسسى مسساهو‬
‫دليل عليه‪ .‬وقال بعض أصحابنا هو إخراج الشيء من حيسسز الشسسكال‬
‫إلى حيز التجلى‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله البيان الخ[ أى اصسسطلحا وامسسا لغسسة فهسسو عبسسارة عسسن الظهسسار‬
‫)قوله يتوصل( أى يمكن أن يتوصل )قوله بصحيح النظر( أى النظسسر‬
‫الصحيح فيه )قسسوله السسى مسسا السسخ( أى وهسسو المطلسسوب الخسسبرى )قسسوله‬
‫إخراج الخ( أى فالتيان بالظاهر مسسن غيسسر سسسبق إشسسكال يسسسمى بيانسسا‬
‫اصطلحا )قوله حيسسز( أى المكسسان أو الصسسفة فإضسسافته السسى الشسسكال‬
‫بيانية أى حيز هو الشكال‬
‫)فصسسل( ويقسسع البيسسان بسسالقول ومفهسسوم القسسول والفعسسل والقسسرار‬
‫والشارة والكتابة فأما البيان بالقول فكقوله صلى ال عليه وسلم " فى‬
‫الرقة ربع العشر " وقوله صلى ال عليه وسلم " فى خمس من البل‬
‫شاة "‪ .‬وأما المفهوم فقد يكون تنبيها كقوله تعسالى " فلتقسل لهمسا أف‬
‫" فيدل على أن الضرب أولى بالمنع‪ ،‬وقد يكون دليل كقسسوله صسسلى‬
‫ال عليه وسلم " فى سائمة الغنسسم زكسساة " فيسسدل علسسى أنسسه لزكسساة فسسى‬
‫المعلوفة‪ <91> .‬وأمسسا بالفعسسل فمثسسل بيسسان مسسواقيت الصسسلة وأفعالهسسا‬
‫والحج ومناسكه بفعله صلى ال عليسسه وسسسلم‪ .‬وأمسسا القسسرار فهسسو كمسسا‬
‫روى أنه رأى قيسسا يصسلى بعسسد الصسبح ركعسستين فسسأله فقسال ركعتسا‬
‫الفجر ولم ينكر‪ ،‬فدل على جسواز التنفسل بعسد الصسبح‪ .‬وأمسا الشسسارة‬
‫فكما قال صلى ال عليه وسلم " الشهر هكذا وهكسسذا " وحبسسس إبهسسامه‬
‫فسسى الثالثسسة ‪ .‬وأمسسا الكتابسسة فكمسسا بيسسن فسسرائض الزكسساة وغيرهسسا مسسن‬
‫الحكام فى كتب كتبها‪ .‬وأما القياس فكما نص على أربعة أعيسسان فسسى‬
‫الربا ودل القياس على أن غيرها من المطعومات مثلها‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله فسسى الرقسسة[ بكسسسرالراء وفتسسح القسساف الفضسسة‪ ،‬والصسسل السسورق‬
‫حسسذفت السسواو وعسسوض عنهسسا الهسساء )قسسوله تنبيهسسا( أى بسسالدنى إلسسى‬
‫العلى‪ ،‬أو بالعلى إلى الدنى )قوله فمثسل بيسسان السخ( أى وكسسل ذلسك‬
‫مذكور فى كتب الحسسديث )قسسوله قيسسسا( أى قيسسس ابسسن عمسسرو )قسسوله‬
‫يصلى بعد الصبح الخ( أى وقد كان النبى صلى ال عليه وسسلم نهسى‬
‫عن الصلة بعد صلة الفجر حتى تطلع الشمس )قوله فسسدل( أى‬
‫عدم إنكاره )قوله جواز التنفل( أى بنافلة لها سسسبب )قسسوله هكسسذا السسخ(‬
‫أى فإشارته بالبهام بالمرة الثالثسسة تسسدل علسسى أن الشسسهر تسسارة يكسسون‬
‫تسعا وعشرين يوما كما أنه تارة يكون ثلثين يوما )قوله فسسى كتسسب‬
‫كتبها( أى وهى مذكورة فى كتب الحديث )قوله نص( أى الشارع فى‬
‫الحديث )قوله أربعة أعيان( أى مسسن المطعومسسات وهسسى التمسسر والسسبر‬
‫والشعير والطمح )قوله مثلها( أى فى حرمة بيعها بجنسسسها متفاضسسل‪،‬‬
‫أو متساوية لكن أحدهما نسيئة‬

‫)باب تأخير البيان(‬


‫وليجوز تأخير البيان عن وقت الحاجسسة لنسسه ليمكسسن الحتفسسال‬
‫من غير بيسان‪ .‬وأمسا تسأخيره عسن وقست الخطساب ففيسه ثلثسة أوجسه‪:‬‬
‫أحسسسدها يجسسسوز‪ <92> ،‬وهسسسو قسسسول أبسسسى العبسسساس وأبسسسى سسسسعيد‬
‫الصطخرى وأبى بكر القفال‪ .‬والثسسانى أنسسه ليجسسوز‪ ،‬وهسسو قسسول أبسسى‬
‫بكر الصيرفى وأبى إسحق المروزى‪ ،‬وهو قسسول المعتزلسسة‪ .‬والثسسالث‬
‫أنه يجوز تأخير بيان المجمل وليجوز تأخير بيان العموم‪ ،‬وهو قسسول‬
‫أبى الحسن الكرخى ‪ .‬ومن النسساس مسسن قسسال يجسسوز ذلسسك فسسى الخبسسار‬
‫دون المر والنهسى‪ .‬ومنهسم مسن قسال يجسوز فسى المسر والنهسى دون‬
‫الخبار‪ .‬والصحيح أنه يجسسوز فسسى جميسسع مسسا ذكرنسساه لن تأخيرهسسا ل‬
‫يخل بالمتثال فجاز كتأخير بيان النسخ‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله ليجوز[ أى ليقع )قوله تأخير البيان( أى لمجمسسل أو ظسساهر لسسم‬
‫يرد ظاهره )قوله عن وقت الحاجسسة( أى حاجسسة المكلفيسسن السسى الفعسسل‬
‫وهو الوقت الذى قام الدليل على إيقاع الفعل فيه )قوله ليمكسسن السسخ(‬
‫أى فيكسسون تكليفسسا بمسسا ليطسساق وهسسو ليجسسوز علسسى الصسسح )قسسوله‬
‫الحتفسسال( هكسسذا فسسى أكسسثر النسسسخ ولعلسسه المتثسسال )قسسوله عسسن وقسست‬
‫الخطسساب( أى بالمجمسسل أو الظسساهر كالعسسام إلسسى وقسست الحاجسسة إلسسى‬
‫الفعل)قوله ابى العبسساس( أى ابسسن سسسريج )قسسوله أبسسى بكسسر القفسسال( أى‬
‫الصولى وهو محمد بن على بن إسماعيل الشاشى ل الفقيه)قوله انسسه‬
‫ليجوز( أى لخلله بالفهم لن المجمل ليفهسسم منسسه شسسيء والظسساهر‬
‫يفهسم منسه غيسر المسسراد )قسوله تسسأخير بيسان المجمسسل( أى عسن وقست‬
‫الخطاب )قوله بيان العموم( أى و بيان المطلق لن لكل منهما ظاهرا‬
‫يحمل عليه فلو تأخر بيانهما عن وقت ورود الخطاب بهمسسا لفهسسم منسسه‬
‫غير المراد وعمل بموجبه )قسوله أبسسوبكر الكرخسسى( أى مسن الحنفيسسة‪،‬‬
‫فل يجوز عنده تأخير المخصص المستقل عن العمسسوم‪ ،‬بسسل لبسسد مسسن‬
‫مقا رنته اياه بخلف مذهبنا الشافعى حيث ل يشترط المقارنة‪ .‬فيه بل‬
‫يجوز التأخير )قسسوله دون المسسر والنهسسى( أى لنهمسسا محسسل التكسساليف‬
‫اعتقسسادا وعمل فليجسسوز تسسأخير بيانهمسسا للسسزوم التكليسسف بمسسا ليطسساق‬
‫)قوله يجوز فى المر والنهسسى( أى لن بيانهمسسا يحصسسل عنسسد الحاجسسة‬
‫الى الفعل الذى هو المقصود الصلى‬

‫))الكلم فى النسخ((‬
‫)باب بيان النسخ والبداء (‬
‫والنسخ فى اللغة يستعمل فى الرفع والزالة يقال نسخت الشمس‬
‫الظل ونسسسخت الريسساح الثسسار إذا أزالتهسسا‪ ،‬ويسسستعمل فسسى النقسسل يقسسال‬
‫نسخت الكتاب اذا نقلسست مسافيه وإن لسم تسسزل شسيئا عسن مواضسسعه‪> .‬‬
‫‪ <93‬وأما فى الشرع على الوجه الول فى اللغة وهسسو الزالسسة فحسسده‬
‫الخطاب الدال على ارتفاع الحكم الثابت بالخطاب المتقسسدم علسى وجسه‬
‫لوله لكان ثابتسسا بسسه مسع تراخيسسه عنسه‪ .‬وليلسسزم ماسسسقط عسن النسسسان‬
‫بالموت‪ ،‬فإن ذلك ليس بنسخ لنه ليس بخطاب‪ .‬ول يلزم رفع ماكانوا‬
‫عليه كشرب الخمر وغيره‪ ،‬فإنه ليس بنسسسخ لنسسه لسسم يثبسست بخطسساب‪.‬‬
‫وليلزم ما أسقطه بكلم متصل كالستثناء والغاية كقسسوله تعسسالى " ثسسم‬
‫اتموا الصيام الى الليل " فإنه ليس بنسخ لنه غير متراخ عنه‪ .‬وقالت‬
‫المعتزلة هو الخطاب الدال على أن مثل الحكم الثابت المنسسسوخ غيسسر‬
‫ثابت على وجه لوله لكان ثابتسسا بسسالنص الول‪ .‬وهسسذا فاسسسد لنسسه اذا‬
‫حد بهذا لم يكن الناسخ مزيل لما ثبت بالخطاب الول لن مثل الحكم‬
‫ما ثبت بالمنسوخ حتى يزيله بالناسخ‪ ،‬وقد بينا أن النسخ فى اللغة هسسو‬
‫الزالة والرفع‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله يستعمل فى النقل[ أى ومنه قوله تعالى " انا كنا نستنسخ ماكنتم‬
‫تعملون " )قوله الخطاب( هذا شامل للفسسظ والفحسسوى والمفهسسوم )قسسوله‬
‫على ارتفسساع الحكسسم( أى مسسن حيسسث تعلقسسه بالفعسسل )قسسوله ثابتسسا( أى‬
‫مستمرا فى جميع الزمنسة المسستقبلة )قسوله مسا سسقط( أى مسن الحكسم‬
‫)قوله بالموت( أى والجنون )قوله كانوا( أى فى أيسسام الجاهليسسة )قسسوله‬
‫كشرب الخمر( أى فإن الناس يشربون الخمر فى أيام الجاهلية )قسسوله‬
‫فإنه( أى رفعه بالخطابات الواردة )قوله بخطسساب( أى شسسرعى )قسسوله‬
‫هو( أى النسخ )قوله ماثبت( ما نافية‬
‫)فصسسل( والنسسسخ جسسائز فسسى الشسسرع‪ .‬وقسسالت طائفسسة مسسن اليهسسود‬
‫ليجوز‪ ،‬وبه قال شرذمة من المسلمين‪ .‬وهسسذا خطسسأ لن التكليسسف فسسى‬
‫قول بعض الناس إلى ال تعالى يفعسسل مسسا يشسساء‪ <94> ،‬وعلسسى قسسول‬
‫بعضهم التكليف على سبيل المصلحة ؛ فإن كان الى مشسسيئته فيجسسوز‬
‫أن يشاء فى وقت تكليف فرض وفى وقسست إسسسقاطه‪ ،‬وإن كسسان علسسى‬
‫وجه المصلحة فيجوز أن تكون المصلحة فى وقت فى أمر وفى وقت‬
‫آخر فى غيره‪ ،‬فل وجه للمنع منه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله جائز[ أى جوازا عقليا عند المسلمين )قوله طائفة مسسن اليهسسود(‬
‫وهم الشمعونية )قوله شرذمة من المسلمين( أى جماعة قليلون منهسسم‪،‬‬
‫قال المدى ولم يخالف فى ذلك من المسلمين سوى أبسسى مسسسلم محمسسد‬
‫بن بحر الصفهانى المعتزلى الملقسب بالجساحظ )قسوله بعسض النساس(‬
‫أى وهم أهل السنة والجماعة )قوله إلى الس السسخ( أى بحكسسم المالكيسسة‬
‫من غير نظر الى حكمة ومصلحة )قوله بعضسسهم( أى وهسسم المعتزلسسة‬
‫)قوله تكليف فرض( أى كما لو أمر بصيام فى نهسسار رمضسسان ونهسسى‬
‫عنه يوم العيد)قوله فل وجه للمنع منه( أى من النسسسخ لن المصسسالح‬
‫مما تختلف باختلف الشخاص والحوال والزمنة‬

‫)فصل( وأما البداء فهو أن يظهر له ما كان خفيا عليه من قولهم‬


‫بدا لى الفجر اذا ظهسسر لسسه‪ .‬وذلسسك ليجسسوز فسسى الشسسرع‪ ،‬وقسسال بعسسض‬
‫الرافضة يجوز البداء على ال تعالى وقال منهم زرارة بن أعين فى‬
‫شعره‪:‬‬
‫فتلك أمارات تجيء بوقتها<>ومالك عما قسدرال مذهسب‬
‫ولول البسدا سميته غير هائب<>وذكر البدا نعت لمن يتقلسب‬
‫ولول البدا ما كان فيه تصرف<>وكان كنار دهسرها تتلهسب‬
‫وكان كضوء مشرق بطبيعة<>وبال عن ذكر الطبائع يرغب‬
‫وزعم بعضهم أنه يجوز علسسى الس تعسسالى البسسداء فيمسسا لسسم يطلسسع عليسسه‬
‫عباده‪ ،‬وهذا خطأ لنهم إن أرادوا بالبداء مابيناه من أنه يظهسسر لسسه مسسا‬
‫كان خفيا عنه فهذا كفر وتعالى ال عز وجسسل عسسن ذلسسك علسسوا كسسبيرا‪،‬‬
‫وإن كانوا أرادوا به تبديل العبادات والفسسروض فهسسذا >‪ <95‬لننكسسره‬
‫إل أنه ليسمى بداء لن حقيقة البداء مابينا ولم يكن لهذا القول وجه‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله خفيا[ أى فى الزمان الماضسسى )قسسوله ومسسن قسسولهم بسسدا السسخ( أى‬
‫ومنه قسسوله تعسسالى "وبسسدالهم مسسن الس مسسالم يكونسسوا يحتسسسبون" )قسسوله‬
‫الرافضة( هم طائفة من الشيعة )قوله زرارة( هو أبو الحسن عبد السس‬
‫بن محمد )قوله فى شعره( يخبر عن علمات ظهور المهسسدى )قسسوله‬
‫فتلك السسخ( هسسذا السسبيت مسسن زيسسادتى )قسسوله سسسميته( أى وأخسسبرت عسسن‬
‫خروج المام المهدى بتعيين )قوله لننكره( أى بل ذلسسك جسسائز )قسسوله‬
‫ليسمى بداء( أى بل يسمى نسحا )قوله لهذا القول( أى بجسواز البسداء‬
‫له تعالى )قوله وجه( أى دليل صحيح يصح العتماد عليه عندنا‬

‫)فصل( فأما نسسسخ الفعسسل قبسسل دخسسول وقتسسه فيجسسوز‪ ،‬وليسسس ذلسسك‬
‫ببسسداء‪ .‬ومسسن أصسسحابنا مسسن قسسال ليجسسوز ذلسسك‪ ،‬وهسسو قسسول المعتزلسسة‬
‫وزعموا أن ذلك بداء‪ .‬والسسدليل علسسى جسسواز ذلسسك ان الس تعسسالى أمسسر‬
‫إبراهيم عليه السلم بذبح ابنسسه ثسم نسسسخه قبسل وقسست الفعسسل فسسدل علسى‬
‫جوازه‪ .‬والدليل على أنه ليس ببداء ما بيناه من أن البسسداء ظهسسور مسسا‬
‫كان خفيا عنه وليس فى النسخ قبل الوقت هذا المعنى‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله نسخ الفعل[ أى بعد علم المكلف بوحوبه عليه )قوله قبل دخسسول‬
‫وقته( أى قبل التمكن من فعله‪ ،‬أمسسا بعسسده فل خلف )قسسوله مسسن قسسال(‬
‫وهو أبو بكسسر الصسسيرفى )قسسوله ليجسسوز( أى لعسسدم اسسستقرار التكليسسف‬
‫وهو إنما يستقر بعد دخول السسوقت ومضسسى زمسسان يسسسع‪ ،‬ورفعسسه قبسسل‬
‫ذلك رفع لما لم يستقر فل يجوز عقل‪ .‬والجسسواب منسسع توقسسف الجسسواز‬
‫العقلى على استقرار التكليف وانما يتوقف على وجود اصل التكليف‪،‬‬
‫وفسسائدته البتلء للعسسزم ووجسسوب العتقسساد )قسسوله بذبسسح ابنسسه( وهسسو‬
‫اسماعيل عليه السلم عند حمهور العلماء وقيل إسحاق عليه السلم‬
‫)قوله قبل وقت الفعل( أى قبل التمكن من الفعل )قسسوله هسسذا المعنسسى(‬
‫أى ظهور ماكان خفيا عنه‬

‫)باب بيان ما يجوز نسخه من الحكام وماليجوز(‬


‫اعلسسم أن النسسسخ ليجسسوز إل فيمسسا يصسسح وقسسوعه علسسى وجهيسسن‬
‫كالصوم والصلة والعبادات الشرعية‪ .‬فأما ما ل يجسسوز أن يكسسون إل‬
‫علسسى وجسسه واحسسد مثسسل التوحيسسد وصسسفات السسذات كسسالعلم والقسسدرة‬
‫وغيرذلك فل يجوز فيه النسخ‪ <96> .‬وكذلك ما أخبر ال عز وجسسل‬
‫عنه من أخبار القرون الماضية والمم السالفة‪ ،‬فليجسسوز فيهسسا النسسسخ‬
‫وكذلك ما أخبر عن وقوعه فى المستقبل كخروج الدخال وغير ذلسسك‪،‬‬
‫لم يجز فيه النسخ‪ .‬وحكسى إن أبسى بكسر السدقاق أنسه قسال مسا ورد مسن‬
‫المر بصيغة الخبر كقوله عز وجل " والمطلقات يتربصن بأنفسسسهن‬
‫ثلثة قروء " ليجسسوز نسسسخه ‪.‬ومسسن النسساس مسسن قسسال ليجسسوز مطلقسسا‪.‬‬
‫والدليل على القائل الول أن قوله تعالى " والمطلقات يتربصن " وإن‬
‫كان لفظه لفسظ الخسبر إل أنسه أمسر‪ ،‬أل تسرى أنسه يجسوز أن يقسع فيسه‬
‫المخالفة‪ ،‬ولو كان خبرا لم يصح أن يقع فيه المخالفة‪ ،‬واذا ثبسست أنسسه‬
‫أمر جاز نسخه كسائر الوامسسر‪ .‬والسسدليل علسسى القسسائل الخسسر أنسسا إذا‬
‫جوزنا النسخ فى الخبر صار أحد الخبرين كذبا وهذا ليجوز‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قسسوله فيمسسا[ أى حكسسم شسسرعى )قسسوله علسسى وجهيسسن( أى المشسسروعية‬
‫وعدمها أو التسسوقيت والتأبيسسد )قسسوله كالصسسوم السسخ( أى فسسإن الصسسوم‬
‫والصسسلة والعبسسادات الشسسرعية يصسسح ان تكسسون مؤقتسسة السسى غايسسة‬
‫ويحتمل أن ل تكون كذلك )قوله وغيسسر ذلسسك( أى ممسسا يسسؤدى نسسسخه‬
‫إلى كذب )قوله بصيغة الخبر( وعدوله تعالى فى الية الى المضارع‬
‫لسرعة امتثال المكلف لنه اذا ورد النشاء بصيغة الخبر كان أدعسسى‬
‫للمكلف فى قبسسول المتثسسال )قسسوله مطلقسسا( أى سسسواء كسسان ماضسسيا أو‬
‫مستقبل وعدا أو وعيدا‪ ،‬وعليه المام الرازى)قسسوله إل أنسسه أمسسر( أى‬
‫معناه معنى المر فهو انشاء معنى والنظر إلى المعنى ل إلسسى اللفسسظ‬
‫)قوله أحد الخبرين( أى الناسخ والمنسوخ )قوله صسسار السسخ( أى وإل‬
‫لزم اجتماع نقيضين‬

‫)فصل( وكذلك ليجوز نسسسخ الجمسساع لن الجمسساع ليكسسون إل‬


‫بعد موت رسسسول الس صسسلى الس عليسسه وسسسلم والنسسسخ ليجسسوز بعسسد‬
‫موته‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله وكذلك[ أى عدم جسسواز النسسسخ )قسسوله نسسسخ الجمسساع( أى نسسسخ‬
‫الحكم الثابت بالجماع )قوله والنسخ الخ( أى والناسخ لبسسد أن يكسسون‬
‫متسأخرا‪ ،‬ولسو كسان متقسدما علسى ذلسك الجمساع لكسان إجمساعهم علسى‬
‫خلف ما اقتضاه خطاء‪ ،‬وهو غير متصور من المة‬

‫)فصل( وكذلك ليجوز نسسسخ القيسساس لن القيسساس تسسابع الصسسول‬


‫والصول >‪ <97‬ثابتة فل يجوز نسخ تابعها‪ .‬فأما اذا ثبت الحكم فى‬
‫عين بعلة وقيس عليها غيرهسسا ثسسم نسسسخ الحكسسم فسسى تلسسك العيسسن بطسسل‬
‫الحكم فى الفرع المقيس عليه‪.‬ومن أصحابنا من قال ليبطل وهو قول‬
‫أصحاب أبى حنيفة رحمسسه السس‪ ،‬وهسسذا غيسسر صسسحيح لن الفسسرع تسسابع‬
‫للصل فإذا بطل الحكم فى الصل بطل فى الفرع‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله كذلك[ أى عدم جواز النسخ )قوله نسخ القياس( أى نسخ الحكم‬
‫الثابت بالقياس مطلقا )قوله ثابتة( أى دائمة وباقية فيدوم حكم القياس‬
‫بدوامها )قوله تابعها( أى مع بقائها )قوله نسخ الحكم( أى بنسص آخسسر‬
‫مشتمل على علة متحققة فى الفرع المقيسسس عليسسه )قسسوله ليبطسسل( أى‬
‫الحكم فى الفرع المقيس عليه‬

‫)باب بيان وجوه النسخ(‬


‫)فصل( اعلم أن النسخ يجوز فى الرسم دون الحكم كآية " الشيخ‬
‫والشيخة إذا زنيا فارجموها البتسة " فهسسذا نسسخ رسسسمه‪ ،‬وحكمسه بسساق‪.‬‬
‫ويجوز فى الحكم دون الرسم كالعسسدة كسانت حسول ثسسم نسسسخت بأربعسة‬
‫أشسهر وعشسسرا‪ ،‬ورسسسمها بسساق وهسسو قسسوله " متاعسسا إلسسى الحسسول غيسسر‬
‫إخراج "‪ .‬ويجوز فى الرسم والحكم كتحريسسم الرضسساع‪ <98> ،‬كسسان‬
‫بعشر رضعات وكان مما يتلى فنسسسخ الرسسسم والحكسسم جميعسسا‪ .‬وذهسسب‬
‫طائفة إلى أنسسه ليجسسوز نسسسخ الحكسسم وبقسساء التلوة لنسه يبقسسى السسدليل‬
‫ولمدلول معه‪ .‬وقالت طائفة ليجوز نسخ التلوة مع بقاء الحكم لن‬
‫الحكم تابع للتلوة فليجوز ان يرتفع الصل ويبقى التابع‪ .‬وهذا خطأ‬
‫لن التلوة والحكسسم فسسى الحقيقسسة حكمسسان فجسساز رفسسع أحسسدهما وتبقيسسة‬
‫الخر كما تقول فى عبادتين يجوز أن تنسخ احداهما وتبقى الخرى‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قسسوله فسسى الرسسسم دون الحكسسم[ أى فل يثبسست للمنسسسوخ رسسسما مسساثبت‬
‫للقرآن من الحكام)قوله كآية الشيخ الخ( فقسسد روى إمامنسسا الشسسافعى‬
‫والترمذى وغيرهما عن عمر رضى ال عنه انسه قسال ممسا أنسزل الس‬
‫فى كتابه " الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة " والمراد بالشيخ‬
‫والشيخة المحصن والمحصنة )قوله وحكمه باق( أى لنسسه صسسلى الس‬
‫عليه وسلم قد رجم المحصنين كماأحرجه الشسسيخان)قسسوله كالعسسدة( أى‬
‫لقوله تعالى " والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لزواجهم‬
‫متاعا إلى الحول غير اخراج " )قوله ثم نسخت بأربعة أشسسهر( أى‬
‫لقسسوله تعسسالى " والسسذين يتوفسسون منكسسم ويسسذرون أزواجسسا يتربصسسن‬
‫بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا " )قوله ورسمها( أى رسسسم آيسسة العسسدة‬
‫فى الحول )قوله كتحريم الرضساع السخ( فقسد روى مسسلم عسن عائشسة‬
‫رضسسى ال س عنهسسا أنهسسا قسسالت " كسسان فيمسسا أنسسزل عشسسر رضسسعات‬
‫يحرمن " فتوفى رسول ال صسسلى الس عليسسه وسسسلم وهسسى تتلسسى فسسى‬
‫القرآن )قوله جميعا( أى فنسخ رسم العشر وحكمسسه معسسا‪ ،‬وأمسساالخمس‬
‫فنسخ رسمه وبقى حكمه لن الصحابة لما جمعوا القرآن لسسم يثبتوهسسا‬
‫رسسسما‪ ،‬وحكمهسسا بسساق عنسدهم )قسسوله حكمسسان( أى أمسسران مسستقلن ل‬
‫تلزم بينهما فى الوجود ول فى النتفاء‬

‫)فصل( ويجوز النسسسخ إلسسى غيسسر بسسدل كالعسسدة نسسسخ مسسازاد علسسى‬
‫أربعة أشهر وعشرا إلى غير بدل‪ .‬ويجسسوز النسسسخ إلسسى بسسدل كنسسسخ‬
‫القبلة من بيسست المقسسدس إلسسى الكعبسسة‪ .‬ويجسسوز النسسسخ إلسسى أخسسف مسسن‬
‫المنسوخ كنسخ مصابرة الواحد للعشرة نسخ إلى اثنين‪ .‬ويجوز إإلسسى‬
‫ما هو أغلظ منه كالصوم كان مخيرا بينه وبين الفطر ثسسم نسسسخ إلسسى‬
‫النحتام بقوله عز وجل " فمن شهد منكم الشهر فليصمه "‪ .‬ويجسسوز‬
‫النسخ فى الحظر إلى الباحة كقوله تعالى " علم ال انكم تختانون‬
‫أنفسسسكم فتسساب عليكسسم وعفسسا عنكسسم فسسالن باشسسروهن " حسسرم عليهسسم‬
‫المباشرة ثم أبيح لهم ذلك‪ <99>.‬وقال بعض أصحابنا ليجوز النسخ‬
‫الى ما هو أغلظ من المنسوخ‪ ،‬وهو قسسول أهسسل الظسساهر‪ .‬وهسسذا خطسسأ‬
‫لنا وجدنا ذلك فسسى الشسسرع وهسسو التخييسسر بيسسن الصسسوم والفطسسر السسى‬
‫انحتام الصوم ولنه اذا جاز أن يوجب تغليظا لم يكسسن فلن يجسسوز أن‬
‫ينسخ واجبا بما هو أغلظ أولى‬
‫‪----------------------‬‬
‫]قوله ويجوز الخ[ أى وعليه الجمهور )قوله إلى غيسسر بسسدل( أى مسسن‬
‫حكم شرعى )قوله كالعدة( أى وكصدقة النجوى )قوله ويجسسوز السسخ(‬
‫وهذا لخلف فيه )قوله نسخ القبلسسة( أى كنسسسخ اسسستقبال القبلسسة‪ ،‬فقسسد‬
‫روى البخارى عن البراء أنه لما قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا وكان صلى ال عليه وسلم‬
‫يحب أن يتوجه الى الكعبة فأنزل ال تعالى " قسسد نسسرى تقلسسب وجهسسك‬
‫فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها " الية )قوله النسخ الى أخسسف( أى‬
‫نسسسخ الشسسد السسى الخسسف )قسسوله السسى اثنيسسن( أى السسى مصسسابرة اثنيسسن‬
‫للعشرة )قوله ويجوز الخ( وعليه الجمهور خلفا للظاهرية )قوله الى‬
‫ما هو أغلظ( أى نسخ الخف الى ما الخ )قوله وبين الفطر( أى مسسع‬
‫الفدية لقوله تعالى " وعلى الذين يطيقونه فدية طعسسام مسسسكين " قسسوله‬
‫يطيقونه أى ل يطيقونه )قوله ثم نسخ( أى كونه مخيرا بين الصوم‬
‫والفطر )قوله حرم الخ( أخرج البخارى عن البراء قال كان لمسا نسزل‬
‫صسسوم رمضسسان كسسانوا ليقربسسون النسسساء رمضسسان كلسسه فكسسان رجسسال‬
‫يخونسون أنفسسسهم فسسأنزل الس " علسسم الس " السسخ )قسسوله والمباشسسرة( أى‬
‫مباشرة النساء )قوله ليجوز الخ( أى واستدلوا على هذا بقوله تعالى‬
‫" يريسسد ال س بكسسم اليسسسر و ليريسسد بكسسم العسسسر" والنقسسل السسى الثقسسل‬
‫والغلظ تعسير‪.‬‬

‫)باب بيان ما يجوز به النسخ وماليجوز(‬


‫ويجوز نسخ الكتاب بالكتاب لقسسوله تعسسالى " ماننسسسخ مسسن آيسسة أو‬
‫ننسها نأت بخير منها أو مثلها "‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله نسخ الكتاب بالكتاب[ أى نسخ بعض آى الكتاب ببعضها )قسسوله‬
‫بخير( أى فى النفع والثواب او فى أحدهما فقط‬

‫)فصل( وكذلك يجوز نسخ السنة بالسنة كما يجوز نسخ الكتاب‬
‫بالكتساب؛ الحساد بالحساد‪ ،‬والتسسواتر بسالتواتر‪ ،‬والحسساد بسسالتواتر‪.‬فأمسا‬
‫التواتر بالحاد فل يجوز لن التواتر يوجب العلم فل يجوز نسخه بما‬
‫يوجب الظن‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله الحاد[ أى وهو ما لم يروه جمع يستحيل تواطؤهم على الكسسذب‬
‫)قسسوله فل يجسسوز( أى وقسسوعه عنسسد الجمهسسور وأمسسا جسسوازه عقل فل‬
‫خلف )قوله العلم( أى علم اليقين‬

‫)فصل( ويجوز نسخ الفعل بالفعسل لنهمسا كسالقول مسع القسسول‪> ،‬‬
‫‪ <100‬وكذلك نسخ القول بالفعل‪ ،‬والفعل بالقول‪ .‬ومن الناس من قال‬
‫ليجوز نسخ القول بالفعل‪ .‬والدليل على جوازه ان الفعل كسسالقول فسسى‬
‫البيان فكما يجوز بالقول جاز بالفعل‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله نسخ الفعسل بالفعسل السسخ[ أى فعسل الرسسول‪ ،‬مثسساله مسا ثبست فسسى‬
‫الصحيح من قيامه صلى ال عليه وسلم للجنازة ثسسم تسسرك فكسسان ذلسسك‬
‫ناسخا )قوله نسخ القول بالفعل( مثاله أنه صلى ال عليه وسسسلم قسسال "‬
‫الثيب بالثيب جلد مائة والرجم " ثم رجم ماعزا ولم يجلده فكان ذلسسك‬
‫ناسخا لجلد مسسن ثبسست عليسسه الرجسسم )قسسوله فكمسسا يجسسوز( أى النسسسخ أو‬
‫البيان‬

‫)فصل( وأما نسخ السنة بسسالقرآن ففيسسه قسسولن‪ :‬أحسسدهما ليجسسوز‬


‫لن ال تعالى جعسسل السسسنة بيانسسا للقسسرآن فقسسال تعسسالى " لتسسبين للنسساس‬
‫مانزل اليهم " فلو جوزنسسا نسسسخ السسسنة بسسالقرآن لجعلنسسا القسسرآن بيانسسا‬
‫للسنة‪ .‬والثسسانى أنسسه يجسسوز‪ .‬وهسسو الصسسحيح لن القسسرآن أقسسوى مسسن‬
‫السنة‪ ،‬فإذا جاز نسخ السنة بالسنة فلن يجوز بالقرآن أولى‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قسسوله لجعلنسسا القسسرآن بيانسسا للسسسنة[ أى والشسسيء الواحسسد يكسسون مبينسسا‬
‫ومبينا‪ .‬قلنا لمانع من كون القرآن بيانا للسنة لنهمسسا معسسا مسسن عنسسد‬
‫ال فيجوز ان يكون كل منهما مبينا للخر‪ ،‬فالمراد بالذكر فى اليسسة‬
‫المذكورة هو المنزل أعم من أن يكون قرآنا أو سنة وقد قسسال تعسسالى‬
‫" ونزلنا عليك الكتاب تبيانسسا لكسسل شسسيء " والسسسنة مسسن جملسسة الشسسيء‬
‫)قوله والثانى أنه يجوز( أى وعليه جمهور الفقهسساء والشسسافعية كنسسسخ‬
‫تحريم مباشرة الصائم أهله ليل بالسسسنة بقسسوله تعسسالى " أحسسل لكسم ليلسة‬
‫الصيام الرفث الى نسائكم " )قوله فلن يجوز( أى نسخ السنة )قسسوله‬
‫أولى( أى ولن الناسخ فى الحقيقة هو ال والكل من عنده‬

‫)فصل( وأما نسخ القرآن بالسنة فليجوز من جهة السسسمع‪ .‬ومسسن‬


‫أصسسحابنا مسسن قسسال ليجسسوز مسسن جهسسة السسسمع ول مسسن جهسسة العقسسل‪.‬‬
‫والول أصح وقال أصحاب أبى حنيفة يجوز بسسالخبر المتسسواتر‪ ،‬وهسسو‬
‫قول أكثر المتكلمين‪ <101> ،‬وحكسسى ذلسسك عسسن أبسسى العبسساس بسسن‬
‫سريج ‪ .‬والدليل على ذلك من جهة العقل أنه ليس فى العقل ما يمنع‬
‫جوازه‪ ،‬والدليل على أنه ليجوز من جهة السمع قولع تعسسالى " مسسا‬
‫ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها " والسنة ليسسست مثسسل‬
‫القرآن أل ترى أنسسه ليثسساب علسسى تلوة السسسنة كمسسا يثسساب علسسى تلوة‬
‫القرآن ول إعجاز فى لفظه كما فى لفظ القسسرآن‪ ،‬فسسدل علسسى أنسسه ليسسس‬
‫مثله‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله بالسسسنة[ أى مطلقسسا )قسسوله مسسن جهسة السسمع( أى مسن جهسسة أدلسة‬
‫السسسمع‪ ،‬وأمسسا مسسن جهسسة العقسسل فيجسسوز )قسسوله الول( أى القسسول بعسسدم‬
‫الجواز سمعا )قوله أصح( أى للدلة السمعية علسسى امتنسساعه منهسسا مسسا‬
‫يأتى )قوله ذلك( أى جواز نسخه بها عقل )قوله فدل( أى هسسذا السسدليل‬
‫)قوله أنه( أى ماذكر من السنة‬

‫)فصل( وأما النسخ بالجماع فل يجوز لن الجماع حادث بعسسد‬


‫موت النبى صلى ال عليه وسلم فل يجوز أن ينسسسخ مسسا يتقسسرر فسسى‬
‫شرعه‪ ،‬ولكن يستدل بالجماع على النسخ‪ ،‬فإن المة ل تجتمسسع علسسى‬
‫الخطأ‪ ،‬فإذا رأيناهم قد أجمعوا علسسى خلف مسسا ورد بسسه الشسسرع دلنسسا‬
‫ذلك على أنه منسوخ‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله بالجماع [ أى على حكم معارض لحكم آخر )قوله يستدل الخ(‬
‫أى فالجمسساع حينئذ كاشسسف عسسن التسسأخر والنسسسخ ل أنسسه ناسسسخ )قسسوله‬
‫ذلك( أى الجماع على خلف ما ورد به الشسسرع )قسسوله منسسسوخ( أى‬
‫بنص هو مستند اجماعهم‬

‫)فصل( ويجوز النسسسخ بسسدليل الخطسساب لنسسه معنسسى النطسسق علسسى‬


‫المسذهب الصسحيح ‪ .‬ومسن أصسحابنا مسن جعلسه كالقيسساس ‪ ،‬فعلسسى هسذا‬
‫ليجوز النسخ به‪ ،‬والول أظهر‪ .‬وأما النسخ بفحسسوى الخطسساب وهسسو‬
‫التنبيه فل يجوز لنه قياس‪ <102> .‬ومن أصحابنا مسسن قسسال يجسسوز‬
‫النسخ به لنه كالنطق‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قسسوله بسسدليل الخطسساب[ أى بمفهسسوم المخالفسسة )قسسوله لنسسه فسسى معنسسى‬
‫النطق( أى لن اللفظ يدل عليه التزاما )قوله جعلسسه كالقيسساس( أى فسسى‬
‫عسسدم جسسواز النسسسخ بسسه )قسسوله فعلسسى هسسذا( أى جعلسسه كالقيسساس )قسسوله‬
‫والول( أى القسسسول بجسسسوازه )قسسسوله بفحسسسوى الخطسسساب( أى بمفهسسسوم‬
‫الموافقة )قوله التنسسبيه( أى بسسالدنى علسسى العلسسى أو بالمسسساوى علسسى‬
‫المساوى )قسوله لنسه قيساس( أى جلسسى‪ ،‬والقيساس لينسسخ بسه لنسه إن‬
‫عارض نصا او اجماعا لم يعتبر به معهمسسا‪ ،‬وإن عسسارض قياسسسا فسسإن‬
‫كان أحدهما راجحا تعين العمل به وإن استويا وجسسب الترجيسسح )قسسوله‬
‫كالنطق( أى بل قد يكون أقوى منه كتحريم الضرب‬

‫)فصل( وليجوز النسخ بالقياس‪ .‬وقال بعسسص أصسسحابنا يجسسوز‬


‫بالجلى منه دون الخفى ومن الناس من قال يجوز بكسسل دليسسل يقسسع بسه‬
‫البيان والتخصيص‪ .‬وهذا خطأ لن القياس إنما يصح اذا لم يعارضه‬
‫نص‪ ،‬فإذا كان هناك نص يخالف القياس لم يكن للقياس حكم فليجوز‬
‫النسخ به‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله وليجوز النسسسخ[ أى للنسسص أو الجمسساع أو القيسساس‪ ،‬فل يجسسوز‬
‫نسخ شيء من هذه بالقياس حذرا من تقديم على النص الذى هو اصل‬
‫فسسى الجملسسة‪ ،‬ولنسسه حينئذ فاسسسد الوضسسع لن شسسرطه ان ليكسسون فسسى‬
‫الصل مسسا يخسسالفه‪ ،‬ولنسه ظنسى ونسسسخ المقطسوع بسسالمظنون ليجسوز‬
‫)قوله بالجلى( أى وهو ما قطع فيه بنفى الفارق )قسسوله نسص( أى مسسن‬
‫كتاب وسنة و اجماع‬

‫)فصل( وليجسوز النسسسخ بأدلسة العقسل لن دليسل العقسسل ضسربان‪:‬‬


‫ضرب ليجوز أن يرد الشرع بخلفه‪ ،‬فليتصور نسخ الشرع بسسه‪.‬‬
‫وضسسرب يجسسوز أن يسسرد الشسسرع بخلفسسه‪ ،‬وهسسو البقسساء علسسى حكسسم‬
‫الصل‪ ،‬وذلسسك إنمسسا يسسوجب العمسسل بسسه عنسسد عسسدم الشسسرع‪ ،‬فسسإذا وجسسد‬
‫الشرع بطلت دللته فليجوز النسخ به‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قسسوله ضسسرب ليجسسوز السسخ[ مثسساله مسسا دل عليسسه العقسسل مسسن وجسسوب‬
‫اتصاف ال تعالى بصفات الكمال وتنزهه عن صسسفات النقسسص )قسسوله‬
‫وضرب يجوز الخ( أى فهذا الضرب من دليل العقسسل ليجسسوز النسسسخ‬
‫به‬

‫)باب مايعرف به الناسخ من المنسوخ(‬


‫واعلم أن النسخ قد يعلم بتصريح النطق كقوله عز وجسسل " الن‬
‫خفف الس عنكسسم "‪ ،‬وقسسد يعلسسم بإجمسساع وهسسو أن تجمسسع المسسة علسى‬
‫خلف ما ورد من الخبر فيستدل بذلك على أنه منسسسوخ لن المسسة ل‬
‫تجتمع على الخطأ‪ <103> ،‬وقد يعلم بتأخير أحد اللفظين عن الخر‬
‫مع التعارض وذلك مثل ما روى أنسسه قسسال " السسثيب بسسالثيب جلسسد مسسائة‬
‫والرجم " ثم روى أنسسه رجسسم مسساعزا ولسسم يجلسسده فسسدل علسسى ان الجلسسد‬
‫منسوخ‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله النطق[ أى لفظ المنطوق )قوله الن الخ( أى فإنه يقتضى نسسسخ‬
‫ثبات الواحد للعشرة كما مر )قوله علسسى أنسسه منسسسوخ( أى فالجمسساع‬
‫على أن له ناسخا ل على انه هو الناسخ كإجماع الصحابة على نسخ‬
‫وجوب صوم عاشوراء )قوله بتأخير احسسد اللفظيسسن( أى فسسى السسورود‬
‫والنسسزول وإن كسسان متقسسدما فسسى التلوة )قسسوله تعسسارض( أى السسذى ل‬
‫يمكن معه الجمع بينهما )قوله الثيب بالثيب( أى حد زنا الثيب بالثيب‬
‫)قوله ماعزا( اسمه غريب بسسن مالسسك السسسلمى )قسسوله فسسدل( أى عسسدم‬
‫الجلد‬

‫)فصل( ويعلم التأخير فى الخبار بالنطق كقوله صسسلى الس عليسسه‬


‫وسلم " كنت نهيتكم عن زيسسارة القبسسور فزوروهسسا "‪ ،‬ويعلسسم بإخبسسار‬
‫الصحابة أن هذا نزل بعد هسسذا و ورد هسسذا بعسسد هسسذا كمسسا روى " أنسسه‬
‫كان آخر المرين من رسول ال صلى ال عليه وسلم تسسرك الوضسسوء‬
‫ممسسا مسسست النسسار "‪ .‬فأمسسا اذا كسسان راوى أحسسد الخسسبرين أقسسدم صسسحبة‬
‫والخر أحدث صحبة كابن مسعود وابسسن عبسساس لسسم يجسسز نسسسخ خسسبر‬
‫القدم بخبر الحدث لنهما عاشا الى ان مسات رسسول الس صسلى الس‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فيجوز أن يكون القدم سمع ما رواه بعد سماع الحدث‪،‬‬
‫ولنه يجوز ان يكون الحدث أرسله عمن قسسدمت صسسحبته ولتكسسون‬
‫روايته متأخرة عن رواية القدم فليجوز النسخ مسسع الحتمسسال‪ .‬وأمسسا‬
‫اذا كان راوى أحد الخبرين أسلم بعد موت الخر أو بعسسد قصسسته مثسسل‬
‫ماروى طلق بن على ان النبى صلى ال عليسسه وسسسلم سسسئل عسسن مسسس‬
‫الذكر وهو يبنى مسجد المدينة فلم يوجب منسسه الوضسسوء وروى أبسسو‬
‫هريسرة إيحسساب الوضسوء وهسو >‪ <104‬أسسلم عسسام حنيسن بعسد بنساء‬
‫المسجد‪ ،‬فيحتمل ان ينسسخ حسديث طلسق بحسديثه لن الظساهر أنسه لسم‬
‫يسمع مارواه إل بعد هذه القصة فنسسسخه ويحتمسسل أن لينسسسخ لجسسواز‬
‫ان يكون قد سمعه قبل أن يسلم و أرسله عمن قدم اسلمه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله كنت الخ[ تمام الحسديث " فإنهسسا تسسذكر الخسسرة " )قسسوله ويعلسم‬
‫بإخبسسار السسخ( أى ومنسسه مسسا يعسسرف بالتاريسسخ وهسسو كسسثير )قسسوله كسسابن‬
‫مسعود( أى فإنه أقدم صحبة من ابن عباس )قوله يجوز( أى يحتمل‬
‫)قوله أرسسسله( أى رواه مرسسسل )قسسوله طلسق بسسن علسسى( أى بسن منسسذر‬
‫)قوله ايجاب الوضسسوء( أى مسسن مسسس السسذكر)قسسوله عسسام حنيسسن( وهسسو‬
‫السنة الثامنة من الهجرة )قوله بعد بناء المسجد( وهو السسسنة الولسسى‬
‫من الهجرة‬

‫)فصل( فأما اذا قال الصحابى هذه الية منسوخة أو هسسذا الخسسبر‬
‫منسوخ لم يقبل منه حتى يبين الناسخ فينظر فيه‪ .‬ومن الناس مسن قسال‬
‫ينسخ بخبره ويقلد فيه‪ .‬ومنهم من قال إن ذكر الناسخ لم يقلد بل ينظر‬
‫فيه‪ ،‬وإن لم يذكر الناسخ نسخ وقلد فيه‪ .‬والدليل علسسى انسسه ليقبسسل هسسو‬
‫انه يجوز ان يكون قد اعتقد النسخ بطريق ل يوجب النسخ ول يجوز‬
‫ان يترك الحكم الثابت من غير نظر وبال التوفيق‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله لم يقبل منه[ أى بخلف ما لو قال هذا بعد ذاك او ورد هذا بعد‬
‫ذاك فإنه يقبل بالتفاق لنسسه إخبسسار عسسدل ل مسسساغ للسسرأى فيسسه )قسسوله‬
‫ومن الناس( أى العلماء )قوله من قسسال( أى وهسسم الحنفيسسة )قسسوله فيسسه(‬
‫أى فى خبره لن الناسخ ل يكسسون ال عسسن علسسم بالتاريسسخ والتعسسارض‬
‫)قوله ذكر الناسخ( أى وعينه )قوله انه( أى قول الصسسحابى المسسذكور‬
‫)قسسوله يجسسوز السسخ( ورد بسسأن هسسذا الحتمسسال غيسسر ثسسابت فل يعسسارض‬
‫الظهور‬

‫)باب الكلم فى نسخ بعض العبادة والزيادة فيها (‬


‫اذا نسخ شيئا يتعلق بالعبادة لم يكن ذلك نسخا للعبادة‪ .‬ومن الناس‬
‫من قال إن ذلك نسخ للعبادة‪ .‬ومن الناس من قال إن كان ذلك بعضا‬
‫من العبادة >‪ <105‬كالركوع والسجود من الصسسلة كسسان ذلسسك نسسسخا‬
‫لها‪ ،‬وإن كان شيئا منفصل منها كالطهارة لم يكسسن نسسسخا لهسسا‪ .‬وقسسال‬
‫بعض المتكلمين إن كان ذلك مما ليجزئ العبادة قبل النسخ به إل بسسه‬
‫كان نسخا لها سواء كان جزءا منها أو منفصل عنها‪ ،‬وإن كسسان ممسسا‬
‫تجزئ العبادة قبل النسخ مع عدمه كالوقوف على يمين المام ودعسساء‬
‫التوجه وما أشبهه لم يكن ذلك نسخا لها‪ .‬والدليل علسسى أن ذلسسك ليسسس‬
‫بنسخ أن الباقى من الجملة علسسى مسسا كسسان عليسسه لسسم يسسزل فلسسم يجسسز أن‬
‫يجعل منسوخا كما لو أمر بصوم وصلة ثم نسخ أحدهما‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله اذا نسخ[ أى الشسسارع )قسسوله شسسيئا( أى سسسواء كسسان هسسذا الشسسيء‬
‫شرطا للعبادة كالوضوء للصلة أو شطرا منها كركعة منها )قسسوله لسسم‬
‫يكسسن السسخ( أى لنسسه لوكسسان نسسسخا فسسى العبسسادة بأجمعهسسا لفتقسسرت فسسى‬
‫وجوبها الى دليل آخر غير الول وهسو باطسل اتفاقسا‪ ،‬بسل كسان ذلسك‬
‫نسخا لذلك الشيء اتفاقا بيننا وبين الحنفية )قسسوله ومسن قسسال( أى وهسسم‬
‫الحنفيسسة )قسسوله ذلسسك( أى المنسسسوخ )قسسوله للعبسسادة( أى بأجمعهسسا لن‬
‫الواجب كسسان هسسو الكسل ول وجسسود ولصسسحة لسه شسرعا بسدون جسزئه‬
‫وشرطه وبعد نسخ الشسسرط أو الشسسطر صسسار البسساقى واجبسسا موصسسوفا‬
‫بالصحة والجزاء بدون ذلك الشرط أو الشطر بعد أن كسسان ليصسسح‬
‫بدونه‪ ،‬فقد ارتفع حكم وهو عدم الصحة بدون ذلسسك وثبسست حكسسم وهسسو‬
‫الصحة بدونه )قوله من قال( وهو القاضى عبد الجبسسار مسسن المعتزلسسة‬
‫)قوله ذلك( أى المنسوخ )قوله ان ذلك( أى نسخ البعسسض)قسسوله كسسان‬
‫ذلك نسخا لهسسا( أى لن العبسسادة هسسى المجمسسوع مسن الجسسزاء لمجسسرد‬
‫الباقى )قوله مما لتجزىء الخ( أى ما يتوقف صسحة المشسسروع عليسه‬
‫داخل كان فيه أو خارجا عنسسه )قسسوله دعسساء التسسوجه( وهسسو مسسا يقسسوله‬
‫المصلى بعد تكبيرة الحرا م " إنى وجهسست وجهسسى " السسخ )قسسوله مسسا‬
‫أشبهه( أى مما ليتوقف عليه صسسحة العبسسادة المشسسروعة )قسسوله لهسسا(‬
‫أى للعبادة بأجمعها )قوله الباقى( أى بعد النسخ )قوله مسسا كسسان عليسسه(‬
‫أى من الوجوب بالوجوب الول ولم يتجدد له وجوب )قسسوله كمسسا لسسو‬
‫أمر الخ( أى فل يكون نسخ أحدهما نسخا للخر‪ .‬واعترض بسسأن هسسذا‬
‫قياس مع الفارق فإنه ل خلف فى أن العبادة المستقلة نسسسخها وحسسدها‬
‫ل يوجب نسخ الخرى‬

‫)فصل( فأما اذا زاد فى العبادة شيئا لم يكن ذلك نسخا‪.‬وقال أهسسل‬
‫العراق >‪ <106‬إن كانت الزيادة تسسوجب تغييسسر الحكسسم المزيسسد عليسسه‬
‫كإيجاب النية فى الوضوء والتغريب فسسى الحسسد كسسان نسسسخا‪ ،‬وإن كسسان‬
‫ذلك فى نسص القسسرآن لسسم يجسز بخسبر الواحسسد والقيسساس‪ .‬وقسسال بعسض‬
‫المتكلميسسن إن كسسانت الزيسسادة شسسرطا فسسى المزيسسد كزيسسادة ركعسسة فسسى‬
‫الصلة كانت نسخا‪ ،‬وإن لم تكن شرطا فسسى المزيسسد لسسم تكسسن نسسسخا‪.‬‬
‫والدليل على ماقلناه هو ان النسخ هو الرفع والزالة‪ ،‬وهذا لم يرفسسع‬
‫شيئا ولم يزله فلم يكن ذلك نسخا ‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله زاد[ أى الشارع )قوله شيئا( أى على انسسه شسرط فيهسسا أو شسسطر‬
‫منها وكان متأخرا عن المزيد عليه بزمان يصح القول بالنسخ كزيادة‬
‫التغريب فى الحد )قسسوله نسسسخا( أى للعبسسادة المزيسسد عليهسسا لن حقيقسسة‬
‫النسخ وهى رفع أو تبديل لم توجد فى هذه الزيادة لن الزيسسادة تقريسسر‬
‫للحكم وضم حكم آخر اليه والتقرير ضسسد الرفسسع )قسسوله تسسوجب تغييسسر‬
‫السخ( أى كزيسادة الجسزء والشسرط والصسفة )قسوله تغييسر( وفسى أكسثر‬
‫النسخ تعييسسن وهسسو تحريسسف )قسسوله كسسان نسسسخا( أى للمزيسسد عليسسه لن‬
‫النص اذا ورد مطلقا عسن الزيسادة كسان دال علسى الجسسزاء بسدونها أو‬
‫معها والتقييد بالزيادة ينافيه لنسه يقتضسسى عسدم الجسسزاء بسسدونها فهسسذا‬
‫التقييد رافع للحكم الثابت وهو الجزاء بدونها )قوله نص القرآن( أى‬
‫المفيد للعلم )قوله لم يجز الخ( أى خلفا للشافعى فإنها لما كانت عنده‬
‫بيانا محضا جازت بهمسسا كمسسا ذهسسب اليسسه فسسى تخصسسيص العسسام )قسسوله‬
‫والقياس( أى المفيسسد للظسسن )قسسوله شسسرطا( لعلسسه شسسطرا )قسسوله كسسانت‬
‫نسخا( أى لنه يلزم من انتفاء الجزء انتفاء الكسسل )قسسوله وإن لسسم تكسسن‬
‫شرطا( لعله شطرا كما تقسسدم أى بسسأن كسسانت شسسرطا )قسسوله وهسسذا( أى‬
‫ماذكر من الزيادة )قوله ذلك( أى الزيادة‬

‫)باب القول فى شرع من قبلنا وماثبت فى الشرع ولم يتصل‬


‫بالمة(‬
‫اختلف أصحابنا فى شرع من قبلنا على ثلثة أوجسه‪ :‬فمنهسم مسن‬
‫قال ليس بشرع لنا‪ .‬ومنهم من قال هو شرع لنا إل ماثبت نسسسخه‪> .‬‬
‫‪ <107‬ومنهم من قال شرع إبراهيم صلوات ال عليه وحده شرع لنا‬
‫دون غيره‪ .‬ومنهم من قال شرع موسى شرع لنا إل ما نسخ بشريعة‬
‫عيسى صلوات ال عليه‪ .‬ومنهم مسسن قسسال شسسريعة عيسسسى صسسلى الس‬
‫عليه وسلم شرع لنا دون غيره‪ .‬وقال الشيخ المام رحمسسه الس ونسسور‬
‫ضريحه‪ :‬والذى نصرت فى التبصرة أن الجميع شسسرع لنسسا إل مسساثبت‬
‫نسخه‪ ،‬والذى يصح الن عندى أن شيئا مسسن ذلسسك ليسسس بشسسرع لنسسا‪.‬‬
‫والدليل عليه ان رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يرجع فى شسسيء‬
‫من الحكام ول أحد من الصحابة الى شيء من كتبهم و ل الى خسسبر‬
‫من أسلم منهم‪ ،‬ولو كان ذلك شرعا لنا لبحثوا عنسسه ورجعسسوا إليسسه‪،‬‬
‫ولما لم يفعلوا ذلك دل ذلك على ماقلناه ‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫]قوله فى شرع من قبلنا[ أى هل هو شرع لنا أو ل )قوله ولسسم يتصسسل‬
‫بالمة( أى هل ثبت فى حق المسة أو ل )قسوله ليسس بشسرع لنسا( أى‬
‫فلكل نبى شريعة تنتهى بوفاته أو بعثة نسسبى آخسسر لقسسوله تعسسالى " لكسسل‬
‫جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " أى طريقا واضحا )قسسوله هسسو شسسرع لنسسا‬
‫الخ( أى فكل شريعة نبى من النبياء السابقين باقية فى حق مسسن بعسسده‬
‫الى قيام الساعة حتى يقوم السسدليل علسسى النسسسخ لقسسوله تعسسالى " اولئك‬
‫الذين هدى ال فبهداهم اقتده " والهدى اسسسم لليمسسان والشسسرائع )قسسوله‬
‫شرع ابراهيم الخ( أى لقسوله تعسالى "ان اتبسع ملسة ابراهيسم حنيفسا" و‬
‫"ومن يرغب عن ملة ابراهيم إل من سفه نفسه" )قوله شسسرع موسسسى‬
‫السخ( أى لفسسوله تعسالى "انسا انزلنسا التسوراة فيهسا هسسدى ونسور " )قسسوله‬
‫شريعة عيسى الخ( أى لن شريعته آخر الشرائع قبل شسسريعته صسسلى‬
‫ال عليه وسلم)قوله الجميع( أى جميع شرع من قبلنا )قوله أن رسول‬
‫ال الخ( أى فلو كسسان متبعسسدا للزمسسه مراجعتهسسا والبحسسث عنهسسا ولكسسان‬
‫لينتظر الوحى )قوله ذلك( أى البحث والرجسسوع )قسسوله مسسا قلنسساه( أى‬
‫ليست شريعة مسسن قبلنسسا بشسسريعتنا‪ .‬وأمسسا مسسا مسسر مسسن اليسسات فسسالمراد‬
‫وجوب المتابعة فيما ليختلف باختلف الشرائع وهو اصول السسديانات‬
‫والكليسسسات الخمسسسس‪ :‬حفسسسظ النفسسسوس والعقسسسول والمسسسوال والنسسسساب‬
‫والعراض‬

‫)فصسسل( مسسا ورد بسسه الشسسرع أو نسسزل بسسه السسوحى علسسى الرسسسول‬
‫صلى ال عليه وسلم ولم يتصل بالمة من حكم مبتسسدأ أو نسسسخ أمسسر‬
‫كانوا عليه فهل يثبت ذلك فى حق المة ؟ فيه وجهان‪ :‬مسسن أصسسحابنا‬
‫من قال انه يثبسست فسسى حسسق المسسة‪ <108> ،‬فسسإن كسسانت فسسى عبسسادة‬
‫وجب القضاء‪ .‬ومنهم من قسسال ليجسسب القضسساء‪ .‬وهسسو الصسسحيح لن‬
‫القبلة قسسد حسسولت السسى الكعبسسة وأهسسل قبسساء يصسسلون السسى بيسست المقسسدس‬
‫فأخبروا بذلك وهم فى الصلة فاستداروا ولم يسسؤمروا بالعسسادة‪ ،‬فلسسو‬
‫كان قد ثبت فى حقهم ذلك لمروا بالقضاء‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله ولم يتصسسل بالمسسة[ أى فلسسم يعلمسسوه )قسسوله فيسسه( أى فسسى جسسواب‬
‫الستفهام )قوله قد حولت( أى مسسن بيسست المقسسدس )قسسوله يصسسلون( أى‬
‫صلة الظهر )قوله بذلك( أى تحويل القبلة‬

‫)باب القول فى حروف المعانى(‬


‫واعلم ان الكلم فى هسذا البسساب كلم فسى بسساب مسن أبسواب النحسو‬
‫غير أنه لما كثر احتياج الفقهاء اليسسه ذكرهسسا الصسسوليون‪ ،‬وأنسسا أشسسير‬
‫الى ما يكثر من ذلك ان شاء ال تعالى‪ ،‬فمن ذلك )من( ويسسدخل ذلسسك‬
‫فسى السستفهام والشسرط والجسزاء والخسبر تقسول فسى السستفهام‪ :‬مسن‬
‫عندك ومن جاءك‪ ،‬وتقول فى الشرط والجزاء‪ :‬مسسن جسساءنى أكرمتسسه‬
‫ومن عصانى عاقبته‪ ،‬وتقول فى الخبر‪ :‬جسساءنى مسسن أحبسسه‪ .‬ويختسسص‬
‫بذلك من يعقل دون ما ليعقل‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قسسوله فسسى حسسروف المعسسانى[ أى الحسسروف الموضسسوعة للدللسسة علسسى‬
‫معان مخصوصة )قوله مسسن( وهسسى تعسسم السسذكور والنسساث والحسسرار‬
‫والعبيسسد )قسسوله فسسى السسستفهام( أى كقسسوله تعسسالى " فمسسن ربكمسسا يسسا‬
‫موسى" )قوله فى الشرط( أى كقوله تعالى " من يعمل سوء يجز بسسه‬
‫" )قسسوله وتقسسول فسسى الخسسبر( أى كقسسوله تعسسالى "ولس يسسسجد مسسن فسسى‬
‫السموات والرض")قوله بذلك( أى بالستفهام وما بعده‬

‫)فصل( و )أى( تدخل فى السسستفهام والشسسرط والجسسزاء والخسسبر‬


‫تقول فى الستفهام >‪ <109‬أى شيء تحبه و أى شيء عنسسدك‪ ،‬وفسسى‬
‫الشرط والجزاء تقول‪ :‬أى رجل جاءنى أكرمته‪ ،‬وفى الخبر‪ :‬أيهم قسسام‬
‫ضربته‪ .‬ويستعمل ذلك فيمن يعقل وماليعقل‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله الستفهام [ أى كقوله تعسسالى " أيكسسم زادتسسه هسسذه إيمانسسا " )قسسوله‬
‫وفى الشرط( أى كقوله تعالى " ايما الجلين قضيت فل عسدوان علسى‬
‫" )قوله وفى الخبر( أى كقوله تعسسالى " لننزعسسن مسسن كسسل شسسيعة أيهسسم‬
‫أشد " )قوله وفيما ليعقل( أى كقولك‪ :‬أى ثوب لبسته‪.‬‬

‫)فصل( و)ما( تدخل للنفى والتعجب والستفهام‪ ،‬تقول فى النفى‪:‬‬


‫ما رأيت زيدا‪ ،‬وفى التعجب تقول‪ :‬ما أحسن زيدا‪ ،‬وفى الستفهام‪ :‬ما‬
‫عندك‪ ،‬ويدخل فى الستفهام عما ليعقل‪ .‬وقد قيل إنه يدخل أيضا لما‬
‫يعقل كقوله تعالى " والسماء وما بناها "‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قسوله مسا أحسسن زيسدا[ أى فمسسا نكسسرة تعجبيسسة مبتسسدأ ومابعسسدها خسسبره‬
‫ويسوغ البتداء بها التعجب‬

‫)فصل( و)من( تدخل لبتداء الغاية والتبعيض والصلة‪ ،‬تقول فى‬


‫ابتسسداء الغايسسة ‪ :‬سسسرت مسسن البصسسرة وورد الكتسساب مسسن فلن‪ ،‬وفسسى‬
‫التبعيض تقول‪ :‬خذ مسسن هسسذه السسدراهم و أخسسذت مسسن علسسم فلن‪ ،‬وفسسى‬
‫الصلة تقول‪ :‬ماجاءنى من أحد وما بالربع من أحد‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله لبتداء الغايسسة[ أى لبتسداء ذى الغايسسة سسواء فسسى المكسان كقسوله‬
‫تعالى " من المسجد الحرام الى المسجد القصسسى " أو الزمسسان كقسسوله‬
‫تعالى " من أول يوم " او غيرهما كقوله تعالى " إنه من سليمان وانه‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم " )قسسوله الصسسلة( أى الزيسسادة وهسسى الداخلسسة‬
‫على نكرة )قوله بالربع( أى بالدار‬

‫)فصل( و)الى( تدخل لنتهاء الغاية كقولك‪ :‬ركبت الى زيد‪ .‬وقسسد‬
‫تستعمل بمعنى مسع إل انسه ليحمسسل علسسى ذلسك ال بسسدليل كقسوله عسز‬
‫وجل " وأيديكم الى المرافق " والمراد به مع المرافق‪ .‬وزعم قوم من‬
‫أصحاب أبى حنيفة انه يستعمل فسسى معنسسى مسسع علسسى سسسبيل الحقيقسسة ‪.‬‬
‫وهذا خطأ لنه لخلف انه لو قال‪ :‬لفلن على من درهم السسى عشسسرة‬
‫لم يلزمه الدرهم العاشر‪ ،‬وكذلك اذا قال لمرأتسسه أنسست طسسالق مسسن >‬
‫‪ <110‬من واحد الى ثلث لم تقع الطلقة الثالثة‪ ،‬فدل على انه للغاية‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله لنتهاء الغاية[ أى للدللة على ان مابعدها منتهى حكم ماقبلهسسا‪.‬‬
‫وهل يدخل ما بعسسدها فيمسسا قبلهسسا فيسسه مسسذاهب‪ :‬أحسسدها ل والثسسانى نعسسم‬
‫والثسالث إن كسان مسن جنسسه دخسل وإل فل )قسوله بسه( أى بقسوله السى‬
‫المرافق )قوله لخلف( أى بيننا وبين المام أبى حنيفة )قسسوله فسسدل(‬
‫أى عدم لزوم العاشر وعدم وقوع الثالثة )قوله للغاية( أىل للمعية‬

‫)فصسسل( و)السسواو( للجمسسع والتشسسريك فسسى العطسسف‪ .‬وقسسال بعسسض‬


‫أصحابنا هى للترتيب‪ ،‬وهذا خطأ لنه لسسو كسسان للسسترتيب لمسسا جسساز أن‬
‫يستعمل فيه لفظ المقارنة وهو ان تقول‪ :‬جاءنى زيد وعمرو معا كمسسا‬
‫ليجوز ان يقال‪ :‬جاءنى زيد ثم عمرو معا‪ .‬وتدخل بمعنى رب فسسى‬
‫ابتسسداء الكلم كقسسوله‪ :‬ومهمسسه مغسسبرة أرجسساؤه أى ورب مهمسسه‪ ،‬وفسسى‬
‫القسم تقوم مقام الباء تقول وال بمعنى بال‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله للجمع السسخ[ أى لمطلسسق الجمسسع والتشسسريك بيسسن المعطسسوفين فسسى‬
‫العراب والحكم من غير تعرض للمعية والتقسسدم والتسسأخر )قسسوله فسسى‬
‫العطف( خرج بالعطف واو مع و واو الحال فإنهما علسسى المعيسسة بل‬
‫شك)قوله لما جاز الخ( أى وللزم التكرار فى نحو‪ :‬جاء زيسسد وعمسسرو‬
‫بعسسده‪ ،‬ولكسسن ليعسسد تكسسرارا )قسسوله وهسسو( أى اسسستعمال لفسسظ المقارنسسة‬
‫)قوله ومهمه( مجرور برب محذوفة نابت عنها السسواو )قسسوله مغسسبرة(‬
‫أى ملونة بالغبرة‬

‫)فصسل( و)الفسساء( للتعقيسسب والسترتيب تقسول‪:‬جساءنى زيسسد فعمسرو‬


‫ومعناه‪:‬جاءنى عمر عقيب زيد‪ ،‬واذا دخلت السوق فاشتر كذا يقتضى‬
‫ذلك عقيب الدخول‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله للتعقيب[ أى للدللة على ان المعطوف بهسسا متصسسل بل مهلسسة‪،‬‬
‫وتعقيب كل شيء بحسبه فيقال‪ :‬تزوج فلن فولد له اذا لم يكن بينهما‬
‫إل مدة الحمل ولحظة‪ ،‬ودخل البصرة فبغداد اذا لسسم يقسسم فسسى البصسسرة‬
‫ول بين البلدين‬
‫)قوله والترتيب( أى المعنوى‪ ،‬وقد تكون للترتيب الذكرى بسسأن يكسسون‬
‫لحوق المعطوف بها بحسب الذكر واللفظ‬

‫)فصل( و)ثم( للترتيب مع المهلة والتراخى تقسسول‪ :‬جسساءنى زيسسد‬


‫ثم عمر ويقتضى ان يكون بعده بفصل‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله أن يكون[ أى مجيىء عمرو‬
‫)فصل( و)أم( للسسستفهام تقسسول‪ :‬أكلسست أم ل‪ .‬وتسسدخل بمعنسسى أو‬
‫تقول‪ :‬سواء أحسنت أم لم تحسن‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قسسوله أم[ وهسسى إمسسا متصسسلة وهسسى المسسسبوقة بهمسسزة التسسسوية وإمسسا‬
‫منقطعة وهى السستى لسسم تسسسبق باسسستفهام ول تسسسوية اصسسل بسسل بسسالخبر‬
‫المحض‬

‫)فصسسل( و)أو( تسسدخل فسسى الشسسك للخسسبر تقسسول‪ :‬كلمنسسى زيسسد أو‬
‫عمرو‪ .‬وتدخل فى التخيير فسى المسسر كقسوله تعسالى " اطعسام عشسرة‬
‫مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم " وقال بعضهم فى‬
‫النهى تدخل للجمع‪ .‬والول هو الصح لن النهى أمر بالترك كالمر‬
‫أمر بالفعل‪ ،‬فإذا لم يقتض الجمع فى المر لم يقتض فى النهى‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قسسوله أو السسخ[ وهسسى مختصسسة بالخبسسارات بخلفهسسا فسسى اليجسساب‬
‫والوامر والنواهى فإنها لتوجب شكا‬

‫)فصل( و)الباء( تسسدخل لللصسساق كقولسسك‪ :‬مسسررت بزيسسد وكتبسست‬


‫بالقلم‪ .‬وتدخل للتبعيض كقوله‪ :‬مسحت بسسالرأس‪ .‬وقسسال أصسسحاب أبسسى‬
‫حنيفة رحمه ال لتدخل للتبعيض‪ .‬وهذا غيسسر صسسحيح لنهسسم أجمعسسوا‬
‫على الفرق بين قوله‪ :‬أخذت قميصسسه وبيسسن قسسوله‪ :‬أخسسذت بقميصسسه‪،‬‬
‫فعقلوا من الول أخذ جميعه ومسن الثسسانى الخسسذ ببعضسسه‪ ،‬فسسدل علسسى‬
‫ماقلناه‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫]قوله لللصاق[ وهو تعليق شيء وإيصاله بشيء آخر )قسسوله مسسررت‬
‫بزيد( أى ألصسسقت مسسرورى بمكسسان يقسرب منسه زيسسد )قسوله مسسسحت‬
‫بالرأس( أى ببعضه ‪ ,‬وكقسوله تعسالى " عينسا يشسرب بهسا عبساد الس "‬
‫)قوله فعقلوا( أى ففهموا )قوله ومسسن الثسسانى( أى ففهمسسوا مسسن الثسسانى‬
‫)قوله فدل( أى إجماعهم على الفرق بينهما )قوله ماقلنسساه( أى مسسن ان‬
‫الباء للتبعيض‬

‫)فصسسل( و)اللم( تقتضسسى التمليسسك‪ .‬وقسسال بعسسض أصسسحاب أبسسى‬


‫حنيفة رحمه ال تقتضى الختصاص دون الملك‪ .‬وهذا غيسسر صسسحيح‬
‫لنه لخلف أنه لو قال‪ :‬هذه الدار لزيد اقتضى انها ملكه‪<112> ،‬‬
‫فدل على أن ذلك مقتضاه‪ .‬وتسسدخل أيضسسا للتعليسسل كقسسوله عسسز وجسسل "‬
‫لئل يكون للنساس علسى الس حجسة بعسد الرسسل "‪ .‬وتسدخل للغايسة فيسه‬
‫والصيرورة كقوله عز وجل " فالتقطه آل فرعون ليكسسون لهسسم عسسدوا‬
‫وحزنا "‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله اللم تقتضى التمليك[ وهى الواقعة بيسسن ذاتيسسن ملكسست أخراهمسسا‬
‫أولهما كقوله تعالى " ل ما فى السسسموات ومسسا فسسى الرض " )قسسوله‬
‫الختصاص( وهى الواقعة بين ذاتين لتملك أخراهمسسا أولهمسسا نحسسو‪:‬‬
‫الجنة للمؤمنين أى نعيمها مختص بهم )قوله فدل( أى القتضاء )قوله‬
‫ذلسسك( أى الملسسك )قسسوله مقتضسساه( أى اللم )قسسوله حجسسة( أى معسسذرة‬
‫يعتذرون بها‬

‫)فصل( و)على( لليجاب كقوله‪ :‬لفلن على كذا‪ ،‬ومعناه واجب‪.‬‬


‫‪--------------------‬‬
‫]قوله لليجاب[ أى لن الواجب مسسستعل والسسدين يعلسسو المكلسسف معنسسى‬
‫)قوله ومعناه واجسسب( أى لفلن واجسسب علسسى كسسذا‪ ،‬وتسسأتى للمصسساحبة‬
‫نحو قوله تعالى " آتى المال على حبه "‬

‫)فصل( و)فى( للظرف تقول‪ :‬على تمسسر فسسى جسسراب‪ ،‬معنسساه ان‬
‫ذلك فيه‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله للظرف[ أى بأن يشتمل المجرور على متعلقه اشتمال مكانيا او‬
‫زمانيا‬
‫)قوله فيه( أى مظروف في الجراب‬

‫)فصل( و)متى( ظرف زمان تقول‪ :‬متى رأيته‪.‬‬


‫‪--------------------‬‬
‫]قوله ظرف زمان[ أى لعموم الزمنة‬

‫)فصل( و)أين( ظرف مكان تقول‪ :‬أين جلست‪.‬‬


‫‪--------------------‬‬
‫]قوله ظرف مكان[ أى لعموم المكنة‬

‫)فصل( و)اذ واذا( ظرف للزمان إل ان اذ لما مضى تقول‪ :‬أنسست‬


‫طالق إذ دخلت الدار معنسساه فسسى المسساض‪ ،‬واذا للمسسستقبل تقسسول‪ :‬أنسست‬
‫طالق اذا دخلت الدار ومعناه فى المستقبل‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫] قوله للمستقبل[ أى غالبا وقد تجيىسسء للماضسسى نحسسو قسسوله تعسسالى "‬
‫واذا رأوا تجارة أو لهوا " الية فإنها نزلت بعد الرؤية والنفضاض‪،‬‬
‫وللحال نحو " والليل اذا يغشى " فإن الغشيان مقارن لليل‬

‫)فصل( و )حتى( للغاية كقوله تعسالى " حستى مطلسع الفجسر "‪> .‬‬
‫‪ <113‬وتسسدخل للعطسسف كسسالواو إل انسسه ليعطسسف بسسه إل علسسى وجسسه‬
‫التعظيم والتحقير تقسسول فسسى التعظيسسم‪ :‬جسساءنى النسساس حسستى السسسلطان‪،‬‬
‫وتقول فى التحقير‪ :‬كلمنى كل أحد حسستى العبيسسد‪ .‬وتسسدخل ليبتسسدأ الكلم‬
‫بعده كقولك‪ :‬قام الناس حتى زيد قائم‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله للغاية[ أى لنتهاء ذى الغاية‪ ،‬وهى إما جارة لسم صريح كمسا‬
‫هنا أو مصدر مؤول كقوله تعالى "حتى يرجسسع الينسسا موسسسى " )قسسوله‬
‫كسسالواو( أى لمطلسسق الجمسسع فل تفيسسد المعيسسة ول التقسسديم ول التسسأخير‬
‫فيجوز أن يقال‪ :‬مات كل اب لى حتى آدم عليه السسسلم )قسسوله إل أنسسه‬
‫السسخ( أى فهسسى تفيسسد ترتيسسب اجسسزاء مسسا قبلهسسا ذهنسسا مسسن القسسوى السسى‬
‫الضعف وعكسه )قوله ليبتدأ الخ( أى بأن تأتى بعده جملسسة اسسسمية أو‬
‫فعلية نحو‪ :‬مرض فلن حتى ل يرجونه‬

‫)فصل( و)إنما( للحصر‪ ،‬وهو جمع الشيء فيما أشير اليسسه ونفيسسه‬
‫عما سواه تقول‪ :‬إنما فى السسدار زيسسد أى ليسسس فيهسسا غيسسره وإنمسسا الس‬
‫واحد أىل إله ال واحد‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله جمع الشيء الخ[ أى اثبسسات الحكسسم للمسسذكور ونفيسسه عسسن غيسسر‬
‫المسسذكور )قسسوله فيمسسا أشسسير اليسسه( أى وهسسو إمسسا مسسسند اليسسه إن كسسان‬
‫المقصور المسند أو المسند إن كان مسسندا اليسه والمقصسور عليسه هسو‬
‫المتسسأخر )قسسوله انمسسا فسسى السسدار زيسسد( المحصسسور عليسسه هسسو المتسسأخر‬
‫والمحصور هو الول )قوله إنما ال واحسسد( إنمسسا أتسسى بالمثسسالين هنسسا‬
‫للشارة فى الول الى قصر الصفة علسسى الموصسسوف والثسسانى مسن‬
‫باب قصر الموصوف على الصفة‬

‫)باب الكلم فى أفعال رسول ال صلى ال عليه وسلم(‬


‫وجملته ان الفعال ل تخلو إمسا ان تكسون قربسة أو ليسست بقربسة‪.‬‬
‫فإن لم تكن قربة كالكل والشسرب واللبسس والقيسام والقعسود فهسو يسدل‬
‫على الباحة لنه ل يقر على الحرام‪ .‬فإن كان قربة لم يخل من ثلثة‬
‫أوجه‪ :‬أحدها ان يفعل بيانا لغيره فحكمه مأخوذ من المبين ؛ فإن كان‬
‫المبين واجبا كان البيان واجبا‪ ،‬وإن كان ندبا كان البيان ندبا‪ .‬ويعرف‬
‫بأنه بيان لذلك بأن يصرح بأن ذلك بيسسان لسسذلك أو يعلسسم فسسى >‪<114‬‬
‫القرآن آية مجملة تفتقر الى البيان ولم يظهر بيانهسسا بسسالقول فيعلسسم ان‬
‫هسسذا الفعسسل بيسسان لهسسا‪ .‬والثسسانى ان يفعسسل امتثسسال لمسسر فيعتسسبر أيضسسا‬
‫بالمر ؛ فإن كان على الوجوب علمنا انه فعل واجبا‪ ،‬وان كسسان علسسى‬
‫الندب علمنا انه فعل نسسدبا‪ .‬والثسسالث ان يفعسسل ابتسسداء مسسن غيسسر سسسبب‪،‬‬
‫فاختلف أصحابنا فيه على ثلثة أوجه‪ :‬أحدها انه على الوجوب إل ان‬
‫يدل الدليل علسسى غيسسره‪ ،‬وهسسو قسسول أبسسى العبسساس وأبسسى سسسعيد‪ ،‬وهسسو‬
‫مذهب مالك واكثر أهل العراق‪ .‬والثانى انسسه علسسى النسسدب إل ان يسسدل‬
‫السسدليل علسسى الوجسسوب‪ .‬والثسسالث انسسه علسسى الوقسسف‪ ،‬فل يحمسسل علسسى‬
‫الوجوب ول على النسسدب ال بسسدليل‪ ،‬وهسسو قسسول أبسسى بكسسر الصسسيرفى‪،‬‬
‫وهو الصح‪.‬والدليل عليه أن احتمال الفعل للوجوب كاحتمسساله للنسسدب‬
‫فوجب التوقف فيه حتى يدل الدليل‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله قربة[ أى وطاعة )قوله فإن لم تكن قربة( أى بأن كانت جبليسسة‬
‫محضة )قوله والقعود( أى وغير ذلك مما هو جبلى )قسسوله يسسدل علسسى‬
‫الباحسسة( أى لسسه ولمتسسه )قسسوله بيسسان لغيسسره( أى مسسن مجمسسل كفعسسل‬
‫الصلوات الخمس )قوله لذلك( أى المبين )قوله آيسسة مجملسسة( أى كآيسسة‬
‫الصلة والزكاة وغيرهما )قوله فيعتبر( أى فسسى حكمسسه )قسسوله ايضسسا(‬
‫أى كما يعتبر بحكم المبين فى الول )قسسوله مسسن غيسسر سسسبب( أى مسسن‬
‫غير وجود المجمل والمر )قوله أنه على الوجوب( أى لقسسوله تعسسالى‬
‫" قل ان كنتم تحبون ال فاتبعونى يحببكم السس" ولن الحتيسساط حمسسل‬
‫الشيء على أعلى مراتبه )قوله أبسسى العبسساس( أى ابسسن سسسريج )قسسوله‬
‫أبى سعيد( أى الصطخرى )قوله على الندب( أى لقوله تعالى " لقسسد‬
‫كان فى رسول ال أسوة حسسسنة " فسسإن وصسسف السسسوة بالحسسسنة يسسدل‬
‫على الرجحان‪ ،‬والوجوب منتف لكونه خلف الصل ولقوله " لكسسم "‬
‫ل "عليكم " فتعين الندب )قسوله قسول ابسو بكسر الصسيرفى( أى وأكسثر‬
‫أصحابنا )قوله عليه( وفى نسخة فيه )قوله الدليل( أى علسسى الوجسسوب‬
‫أو على الندب‬

‫)فصل( اذا فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم شيئا وعرف انه‬
‫فعله على وجه الوجوب أو على وجه الندب كسسان ذلسسك شسسرعا لنسسا إل‬
‫ان يدل الدليل على تخصيصه بذلك‪ .‬وقسسال أبسسو بكسسر السسدقاق ليكسسون‬
‫ذلك شرعا لنا ال بدليل ‪ .‬والدليل على فساد ذلك قوله عز وجل‪ " :‬لقد‬
‫كان لكم فى رسول ال أسوة حسنة " >‪ <115‬ولن الصسسحابة كسسانوا‬
‫يرجعون فيما أشكل عليهم الى أفعاله فيقتدون به فيها‪ ،‬فسسدل علسسى انسسه‬
‫شرع فى حق الجميع‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله ليكون الخ[ أى لحتمال الخصوصية )قوله فسسدل( أى اقتسسداؤهم‬
‫بسسه فيهسسا )قسسوله علسسى أنسسه السسخ( أى لن الصسسل المشسساركة ول تثبسست‬
‫الخصوصية ال بدليل‬

‫)فصسسل( ويقسسع بالفعسسل جميسسع أنسسواع البيسسان مسسن بيسسان المجمسسل‬


‫وتخصيص العموم وتأويل الظاهر والنسخ‪ .‬فأما بيان المجمل فهو كما‬
‫فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم للصسسلة والحسسج‪ ،‬فكسسان فسسى فعلسه‬
‫بيان المجمل الذى فى القرآن‪ .‬وأما تخصيص العمسسوم فكمسسا روى انسسه‬
‫صسسلى الس عليسسه وسسسلم نهسسى عسسن الصسسلة بعسسد العصسسر حسستى تغسسرب‬
‫الشمس ثم روى انه صلى ال عليه وسلم صلى بعسسد العصسسر صسسلة‬
‫لها سبب فكان فى ذلك تخصيص عموم النهى‪ .‬وأمسسا تأويسسل الظسساهر‬
‫فكما روى عنه صلى ال عليه وسلم انه نهى عسسن القسسود فسسى الطسسرف‬
‫قبل الندمال‪ ،‬فيعلسسم ان المسسراد بسسالنهى الكراهيسسة دون التحريسسم‪ .‬وأمسسا‬
‫النسخ فكما روى عنه صلى ال عليه وسلم انه قال " البكر بالبكر جلد‬
‫مائة وتغريب عام والثيب بالثيب جلدة مسسائة والرجسسم " ثسسم روى انسسه‬
‫صسسلى الس عليسسه وسسسلم رجسسم مسساعزا ولسسم يجلسسده‪ ،‬فسسدل علسسى ان ذلسسك‬
‫منسوخ‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫]قوله فكان فى فعله الخ[ أى فعله صلى ال عليه وسلم للصلة وقسسال‪:‬‬
‫صلوا كما رأيتمونى أصلى‪ ،‬فإنه بيان لقسسوله تعسسالى " أقيمسسوا الصسسلة‬
‫" ‪ .‬وفعل صلى ال عليسسه وسسسلم للحسسج وقسسال‪ :‬خسسذوا عنسسى مناسسسككم‪،‬‬
‫الحسسديث‪ ،‬فسسإنه بيسسان لقسسوله تعسسالى "ولس علسسى النسساس حسسج السسبيت مسسن‬
‫استطاع اليه سبيل" )قوله عموم النهى( أى الشسسامل مالهسسا سسسبب ومسسا‬
‫ليس لها سبب‬

‫)فصسسل( وإن تعسسارض قسسول وفعسسل فسسى البيسسان ففيسسه أوجسسه‪ :‬مسسن‬
‫أصحابنا من قال القول أولى‪ .‬ومنهم مسن قسسال الفعسسل أولسسى‪ .‬ومنهسسم‬
‫من قال هما سسسواء‪ <116> .‬والول أصسسح لن الصسسل فسسى البيسسان‬
‫هو القول‪ ،‬أل تراه يتعدى بصسسيغته والفعسسل ليتعسسدى إل بسسدليل فكسسان‬
‫القول أولى‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله وان تعارض الخ[ أى بأن كان كل منهما صالحا لبيسسان المجمسسل‬
‫السابق عليهما )قوله ففيه( أى فى تعارضهما )قسسوله القسسول أولسسى( أى‬
‫بالخذ من الفعل لنه يدل بنفسه بخلف الفعل )قوله الفعل أولسسى( أى‬
‫من القول لن الفعسسل أوضسسح اذ ليسسس الخسسبر كالمعاينسسة ولسسذا يسسبين بسسه‬
‫القول كالصلة‬

‫)باب القول فى القرار والسكت عن الحكم(‬


‫والقرار أن يسمع رسول ال صلى ال عليه وسلم شيئا فلينكسسره‬
‫أو يرى فعل فلينكره مع عدم الموانع‪ ،‬فيدل ذلسسك علسسى جسسوازه مثسسل‬
‫ماروى انه سسسمع رجل يقسسول الرجسسل يجسسد مسسع امرأتسسه رجل إن قتسسل‬
‫قتلتمسسوه وإن تكلسسم جلسسدتموه وإن سسسكت سسسكت علسسى غيسسظ أم كيسسف‬
‫يصنع ؟ ولم ينكر عليه فدل ذلك على انه اذا قتل قتل واذا قذف جلد‪،‬‬
‫وكما روى انه صلى ال عليه وسلم رأى قيسا يصسسلى ركعسستى الفجسسر‬
‫بعد الصبح فلم ينكر عليه فدل على جواز مسسا لهسسا سسسبب بعسسد الصسسبح‬
‫لنه ل يجوز ان يرى منكرا فلينكره مع القسسدرة عليسسه لن فسسى تسسرك‬
‫النكار إيهام ان ذلك جائز‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله فعل[ أى ممن يقبل حكمه بالقلب واللسسسان ل مسسن الكسسافر )قسسوله‬
‫الموانع( أى كما لوفعل الكافر فعل عاصسسيا فسسسكت النسسبى صسسلى الس‬
‫عليه وسلم فإنه ليدل سكوته على أن ذلك الفعل جائز )قوله تكلم( أى‬
‫قذف )قوله رأى قيسا الخ( تمامه فقال الرسول صلى ال عليسسه وسسسلم‬
‫ما هذا ياقيس فقال هاتان ركعتا الصبح‪ ،‬فيدل فعلسسه مسسع قسسول النسسبى "‬
‫لصلة بعد الصبح حتى تطلع الشمس " على جواز فعل الصسسلة لهسسا‬
‫سبب بعد الصبح )قوله ذلك( أى المنكر‬

‫)فصل( وأما ما فعل فى زمانه صلى الس عليسسه وسسسلم فلسسم ينكسسره‬
‫فإنه ينظر فيه ؛ فإن كان ذلك مما ليجوز ان يخفى عليسسه مسسن طريسسق‬
‫العادة كان بمنزلة ما لو رآه فلم ينكره‪ ،‬وذلسسك مثسسل مسساروى ان معسساذا‬
‫كان يصلى العشاء مع النبى صلى ال عليه وسسسلم ثسم يسأتى قسسومه فسسى‬
‫بنى سلمة فصلى بهم هى له تطسسوع ولهسسم فريضسسة العشسساء‪<117> ،‬‬
‫فيدل ذلك على جواز الفتراض خلف المتنفل‪ ،‬فإن مثل ذلك ليجسسوز‬
‫ان يخفى عليه‪ ،‬فإن كان ليجوز لنكسسر‪.‬وأمسسا مسسا يجسسوز خفسساؤه عليسسه‬
‫وذلك مثل ماروى عن بعض النصار انه قال كنسسا نجسسامع علسى عهسد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ونكسسسل ولنغتسسسل فهسسذا ليسسدل علسسى‬
‫الحكم لن ذلك يفعل سرا ويجوز ان ليعلم به رسسسول ال س صسسلى ال س‬
‫عليه وسلم وهم ليغتسلون لن الصل ان ليجب الغسل فل يحتج به‬
‫فى إسقاط الغسل‪ ،‬ولهذا قال عمسسر كسسرم الس وجهسسه حيسسن روى لسسه‬
‫ذلك أو علم رسول ال صسسلى الس عليسه وسسسلم فسسأقركم عليسه فقسسالوا ل‬
‫فقال فمه‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله كان بمنزلة ما الخ[ أى فيدل على الجواز )قسسوله معسساذا( أى بسسن‬
‫جبل )قسسوله فيصسسلى( أى العشسساء )قسسوله الفسستراض( أى القتسسداء فسسى‬
‫صلة الفرض )قوله المتنفسسل( أى المسسام المتنفسسل )قسسوله ليجسسوز( أى‬
‫عادة )قوله لنكر( أى فلمالم ينكر دل على جوازه‪ .‬وقد اسستدل امامنسا‬
‫الشافعى بهذا الحديث على صحة اقتداء المفترض بالمتنفل بناء علسى‬
‫ان معاذا كان ينسسوى بالصسسلة الولسسى الفسسرض وبالثانيسسة النفسسل )قسسوله‬
‫نكسل( يقال أكسل الرجل فى جمسساعه اذا ضسسعف عسسن النسسزال )قسسوله‬
‫فهذا( أى عدم انكاره )قوله ليدل علىسسالحكم( أى علسسى عسسدم وجسسوب‬
‫الغسل فيه )قوله ذلك( أى الجماع )قوله به( أى بسسسكوته )قسسوله ذلسسك(‬
‫أى ما قاله بعض النصار )قوله عليه( أى على ما فعلتم )قسسوله فمسسه(‬
‫أى انكفوا عن القول به‪ .‬قال النووى وقد أجمسسع علسسى وجسسوب الغسسسل‬
‫متى غابت الحشفة الفرج‬

‫)فصل( وأما السسسكت عسسن الحكسسم فهسسو ان يسسرى رجل يفعسسل فعل‬
‫فل يوجب فيه حكما فينظر فيه ؛ فإن لم يكسسن ذلسسك موضسسع حاجسسة لسسم‬
‫يكن فى سكوته دليل على اليجاب ول علسى إسسقاط لجسواز ان يكسون‬
‫قد أخر البيان الى وقت الحاجة >‪ <118‬وإن كان موضع حاجة مثل‬
‫العرابى الذى سأله عن الجماع فى رمضان فأوجب عليه العتق ولسسم‬
‫يوجب على المرأة دل سكوته على انه غير واجسسب عليهسسا لن تسسأخير‬
‫البيان عن وقت الحاجة ليجوز‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله فيه[ أى فسسى رؤيتسسه ذلسسك )قسسوله موضسسع حاجسسة( أى السسى بيسسان‬
‫حكمه )قوله الى وقت الحاجة( وهو جائر‪ ،‬بخلف التأخير السسى وقسست‬
‫العمل‪) .‬قوله مثل العرابى الخ( روى انه جاء رجل الى النبى صلى‬
‫ال عليه وسلم فقسسال هلكسست قسسال مسسا أهلكسسك قسسال واقعسست امرأتسسى فسسى‬
‫رمضان قال هل تجد ما تعتق رقبة قال ل قال فهل تستطيع ان تصوم‬
‫شهرين متتابعين قال ل قال فهل تجد ماتطعم ستين مسكينا قسسال ل ثسسم‬
‫جلس فأتى النبى بعرق فيه تمسسر فقسسال تصسسدق بهسسذا فقسسال أأفقسسر منسسا‬
‫يارسول ال ما بين لبتيها أهسسل أحسسوج اليسسه منسسا فضسسحك رسسسول الس‬
‫صلى ال عليه وسلم حسستى بسدت أنيسسابه ثسم قسال اذهسسب فسسأطعمه أهلسسك‬
‫)قوله غير واجب( أى فإن الشافعية ليوجبون الكفارة علىالمرأة لن‬
‫جماعها غير تام‬

‫)باب القول فى الخبار(‬


‫والخبر هو الذى ليخلو من ان يكون صدقا أو كذبا‪ .‬ولسسه صسسيغة‬
‫موضوعة فى اللغة تدل عليه‪ ،‬وهو قوله زيد قائم وعمسسرو قاعسسد ومسسا‬
‫أشبههما‪ .‬وقالت الشعرية لصيغة له والدليل على فساد ذلك ان أهل‬
‫اللغة قسموا الكلم أربعة أقسام فقالوا ‪ :‬أمر ونهى وخسسبر واسسستخبار ‪,‬‬
‫فالمر قولك افعل‪ ،‬والنهى قولك لتفعل‪ ،‬والخبر قولك زيد فى الدار‪،‬‬
‫والستخبار أزيد فى الدار‪ ،‬فدل على ماقلناه >‪<119‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله فى الخبار[ وهو يطلق على صيغته وعلى معناها وهو المعنى‬
‫القائم بالنفس )قسسوله ليخلسسوا السسخ( أى مسسن حيسسث مضسسمونه السسذى هسسو‬
‫النسبة )قوله صدقا( هو مطابقة النسة للواقع )قسسوله كسسذبا( هسسو غيسسر‬
‫مطابقة النسبة للواقع )قوله و هو( أى ما ذكسسر مسسن الصسسيغة )قسسوله ل‬
‫صيغة له( أى خاصة به لن صسسيغتها تسسرد فسسى النشسساء أيضسسا )قسسوله‬
‫ذلك( أى قول الشعرية )قوله فدل( أى هذا التقسيم‪ ،‬ولسو لسسم يسدل لمسسا‬
‫فائدة فى التقسيم )قوله على ما قلناه( أى من ان له صسسيغة موضسسوعة‬
‫له‪.‬‬

‫)باب القول فى الخبر المتواتر(‬


‫اعلم ان الخبر ضربان‪ :‬متواتر وآحاد‪ .‬فأما الحاد فله بسساب يسسأتى‬
‫الكلم فيه ان شاء ال تعالى وبه الثقة‪ .‬وأمسسا المتسسواتر فهسسو كسسل خسسبر‬
‫علم مخبره ضرورة‪ ،‬وذلك ضربان ؛ تواتر من جهة اللفسسظ كالخبسسار‬
‫المتفقسسة عسسن القسسرون الماضسسية والبلد النائيسسة ‪ ،‬وتسسواتر مسسن طريسسق‬
‫المعنى كالخبار المختلفة عن سخاء حاتم وشجاعة على رضسسى ال س‬
‫عنه وما أشبه ذلك‪ ،‬ويقع الكلم بكل الضربين‪ .‬وقال البراهمسسة ليقسسع‬
‫العلم بشيء من الخبار‪ .‬وهذا جهل فإنا نجد أنفسنا عالمسسة بمسسا يسسؤدى‬
‫اليها الخبر المتواتر من أخبار مكسسة وخراسسسان وغيرهمسسا كمسسا نجسسدها‬
‫عالمسسة بمسسا تسسؤدى اليسسه الحسسواس‪ ،‬فكمسسا ليجسسوز انكسسار العلسسم الواقسسع‬
‫بالحواس لم يجز انكار العلم الواقع بالخبار‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله واما المتواتر[ أى اصطلحا وأما لغة فهسسو المتتسسابع )قسسوله علسسم‬
‫مخبره( أى علم وجوده )قوله من جهة اللفظ( أى كحديث " من كسسذب‬
‫على متعمدا فليتبوء مقعده من النار " )قوله عن القرون الماضية( أى‬
‫عن أهل القرون الماضسسية كقسسوم موسسسى وقسسوم هسود وغيرهمسسا )قسوله‬
‫النائية( أى البعيدة )قوله كالخبار الخ( أى من جهة المعنى كسسأن نقسسل‬
‫عن حسساتم مثل أنسسه أعطسسى جمل وآخسسر أنسسه أعطسسى فرسسسا وآخسسر أنسسه‬
‫أعطى دينارا وهلم فيتواتر القدر المشترك بين أخبارهم وهو العطاء‬
‫)قسسوله يقسسع العلسسم( أى الضسسرورى )قسسوله البراهمسسة( هسسى ديانسسة مسسن‬
‫الديانات الهندية نسبة الى رجل من الهند يقال له برهام من رأيه نفسسى‬
‫النبسسوة أصسسل )قسسوله ليقسسع السسخ( أى لجسسواز الكسسذب علسسى كسسل مسسن‬
‫المخبرين بتعمد أو نسيان )قوله وهذا( أى قول البراهمة‬

‫)فصسسل( والعلسسم السسذى يقسسع بسسه ضسسرورى‪ .‬وقسسال البلخسسى مسسن‬


‫المعتزلة العلم الواقع به نظسرى ‪ ،‬وهسسو قسول ابسسى بكسر السسدقاق‪ .‬وهسذا‬
‫خطأ لنه ليمكن نفى مايقع به >‪ <120‬من العلسسم عسسن نفسسسه بالشسسك‬
‫والشبهة‪ ،‬فكان ضروريا كالعلم الواقع عن الحواس‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله يقع به[ أى يحصسسل بسسالمتواتر )قسسوله ضسسرورى( أى مسن غيسسر‬
‫احتياج الى نظر )قوله البلخى( وهو أبو القاسم عبد ال الكعبى )قسسوله‬
‫نظرى( وفى غسسالب النسسسخ الكتسساب بسسدل قسسوله نظسسرى ول يخفسسى أنسسه‬
‫تحريف‪ .‬وقد فسر إمام الحرمين كونه نظريا كما أفصسسح بسسه الغزالسسى‬
‫التابع له أخذا من كلم البلخى الكعسسبى بتسسوقفه علسسى مقسسدمات حاصسسلة‬
‫عند السامع وهى المحققة لكون الخبر متسسواترا مسسن كسسونه خسسبر جمسسع‬
‫وكونهم بحيث يمتنع تواطؤهم على الكذب وكونه عسسن محسسسوس‪ ،‬فل‬
‫خلف فى المعنى فى أنسسه ضسسرورى لن تسسوقفه علسسى تلسسك المقسسدمات‬
‫لينافى كونه ضروريا)قوله عن نفسه وبالشك( كلهما يتعلقان بقوله‬
‫نفى الخ‬

‫)فصسسل( وليقسسع العلسسم الضسسرورى بسسالتواتر ال بثلث شسسرائط‪:‬‬


‫احداها ان يكون المخبرون عددا ليصح منهم التواطسسؤ علسسى الكسسذب‪،‬‬
‫وان يستوى طرفاه ووسطه فيروى هذا العدد عن مثله الى ان يتصسسل‬
‫بالمخبر عنه‪ ،‬وان يكون الخسسبر فسسى الصسسل عسسن مشسساهدة او سسسماع‪.‬‬
‫فأما اذا كان عن نظر واجتهاد مثل ان يجتهد العلماء فيؤديهم الجتهاد‬
‫الى شيء لم يقع العلم الضرورى بذلك‪ .‬ومن أصحابنا مسسن اعتسسبر ان‬
‫يكون العدد مسلمين‪ .‬ومن النساس مسن قسال ليجسوز ان يكسون العسدد‬
‫أقل من اثنى عشسسر‪ .‬ومنهسسم مسسن قسسال أقلسسه سسسبعون‪ .‬ومنهسسم مسسن قسسال‬
‫ثلثمسسائة وأكسسثر‪ .‬وهسسذا كلسسه خطسسأ >‪ <121‬لن وقسسوع العلسسم بسسه‬
‫ليختص بشيء مما ذكروه فسقط اعتبار ذلك‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله ليصسسح السسخ[ تفسسسير للعسسدد بمعنسسى أن المعتسسبر فسسى ذلسسك العسسدد‬
‫بلسسوغهم حسستى يمتنسسع عنسسد العقسسل تواطسسؤهم علسسى الكسسذب )قسسوله وأن‬
‫يستوى( أى فى الكثرة ل فى العدد بعينسه فل يضسر اختلف الطبقسات‬
‫فى العدد )قوله طرفاه( أى الطبقة المشاهدة للمخبر عنه والطبقة السستى‬
‫أخبرتنا بوجوده )قوله ووسسسطه( أى الطبقسسة الواسسسطة بيسسن المخسسبرين‬
‫)قوله عن مشسساهدة أو سسسماع( أى فل تسسواتر فسسى العقليسسات )قسسوله اذا‬
‫كان( أى مستند روايتهم )قوله بذلك( أى بما كسسان عسسن نظسسر واجتهسساد‬
‫)قوله من اعتبر الخ( أى لئل يرد إخبار النصسارى بقتسل المسسيح ابسن‬
‫مريم )قوله العدد( أى عدد المخبرين )قوله من اثنى عشر( أى كعدد‬
‫النقباء لموسى عليه السلم فى قوله تعالى " وبعثنسسا منهسسم اثنسسى عشسسر‬
‫نقيبا " )قوله سبعون( أى لقوله تعالى " واختار موسى سسسبعين رجل‬
‫لميقاتنا " فكونهم على هذا العدد ليس إل لنسسه اقسسل مسسا يفيسسد العلسسم فسسى‬
‫ذلك )قوله ثلثمسسائة وأكسسثر( وهسذا العسسدد عسدد أهسسل غسسزوة بسسدر وهسسو‬
‫ثلثمائة وبضعة عشر‪ .‬وقيسسل أربعسسة قياسسسا علسسى شسسهود الزنسسا‪ ،‬وقيسسل‬
‫خمسة قياسا على اللعان )قوله لن وقسسوع السسخ( أى وللقطسسع بحصسسول‬
‫العلم به بإخبار الجماعة من غير علسسم بعسسدد مخصسسوص )قسسوله ذلسسك(‬
‫أى ما ذكروه‬

‫)باب القول فى اخبار الحاد(‬


‫واعلم ان خبر الواحد ما انحط عسسن حسسد التسسواتر‪ .‬وهسسو ضسسربان‪:‬‬
‫مسند ومرسل‪ .‬فأما المرسل فله باب يجيء ان شاء ال تعسسالى‪ .‬وأمسسا‬
‫المسند فضربان‪ :‬احدهما يوجب العلم‪ ،‬وهو علسسى أوجسسه ؛ منهسسا خسسبر‬
‫ال عز وجل وخبر رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ومنها ان يحكى‬
‫الرجل بحضرة رسول ال صلى ال عليسسه وسسسلم شسسيئا ويسسدعى علمسسه‬
‫فلينكر عليه فيقطع بسسه علسسى صسسدقه‪ ،‬ومنهسسا ان يحكسسى الرجسسل شسسيئا‬
‫بحضرة جماعة كثيرة ويدعى علمهم فلينكرونه فيعلسسم بسسذلك صسسدقه‪،‬‬
‫ومنها خبر الواحد الذى تلقته المة بالقبول فيقطع بصدقه سواء عمسسل‬
‫الكل به او عمل البعض وتأوله البعض‪ ،‬فهذه الخبسسار تسسوجب العمسسل‬
‫ويقع العلسسم بهسسا اسسستدلل‪ <122>.‬والثسسانى يسسوجب العمسسل وليسسوجب‬
‫العلم‪ ،‬وذلك مثل الخبسسار المرويسسة والسسسنن والصسسحاح ومسسا أشسسبهها‪.‬‬
‫وقال بعض اهل العلم توجب العلم‪ .‬وقسسال بعسسض المحسسدثين مسسايحكى‬
‫اسناده أوجب العلسسم‪ .‬وقسسال النظسسام يجسسوز ان يسسوجب العلسسم اذا قسسارنه‬
‫سبب مثل ان يرى رجل مخرق الثياب فيجيسسء ويخسسبر بمسسوت قريسسب‬
‫له‪ .‬وقال القاشانى وابن داود ليوجب العلم‪ ،‬وهسسو مسسذهب الرافضسسة‪.‬‬
‫ثم اختلف هؤلء فمنهم من قال العقل يمنع العمل به‪ ،‬ومنهسسم مسسن قسسال‬
‫العقل ليمنع ال ان الشرع لم يرد به‪ .‬فالدليل على انه ليوجب العلسسم‬
‫انه لو كان يوجب العلم لوقع العلم بخبر كل مخبر ممسسن يسسدعى النبسسوة‬
‫او مآل على غيره‪ ،‬ولما لم يقع العلم بذلك دل على انه ليوجب العلم‪.‬‬
‫وأما الدليل على ان العقل ليمنع من التعبد به هو انسسه اذا جسساز التعبسسد‬
‫بخبر المفتى وشهادة >‪ <123‬الشاهد ولم يمنع العقل منه جسساز بخسسبر‬
‫المخسسبر‪ .‬وأمسسا السسدليل علسسى وجسسوب العمسسل بسسه مسسن حهسسة الشسسرع ان‬
‫الصحابة رضى ال عنهم رجعت اليها فى الحكام‪ ،‬فرجسع عمسسر السى‬
‫حديث حمل بن مالك فى دية الجنيسن وقسال لسو لسم نسسمع هسذا لقضسينا‬
‫بغيره‪ ،‬ورجع عثمان كرم ال وجهسسه فسسى السسسكنى السسى حسسديث فريعسسة‬
‫بنسست مالسسك‪ ،‬وكسسان علسسى كسسرم ال س وجهسسه يرجسسع السسى اخبسسار الحسساد‬
‫ويستظهر فيها باليمين وقال‪ :‬اذا حدثنى احد عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم احلفته فإذا حلف لى صدقته ال أبا بكر وحدثنى ابسسو بكسسر‬
‫وصدق ابسسو بكسسر‪ ،‬ورجسسع ابسسن عمسسر السسى خسسبر رافسسع بسسن خديسسج فسسى‬
‫المخابرة‪ ،‬ورجعت الصحابة الى حديث عائشة رضسسى ال س غنهسسا فسسى‬
‫التقاء الختانين فدل على وجوب العمل به‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله ما انحط الخ[ أى لم تبلغ رواته فسسى الكسسثرة مبلسسغ عسسدد التسسواتر‪،‬‬
‫سواء كان المخبر واحدا أو أكثر )قوله مسند( هو ما اتصل كل واحسسد‬
‫من رواته )قوله ومرسل( وهو ما اسقط بعض رواتسسه واحسسدا كسسان أو‬
‫أكثر )قوله يوجب العلم( أى بصدقه )قسسوله خسسبر السس( المسسراد بسسه هسسو‬
‫القرآن )قوله خبر رسسسول السس( المسسراد بسسه السسسنة مسسن أقسسواله وأفعسساله‬
‫وتقريراته )قوله بحضرة رسول ال( أى بمستمع منه )قوله عليه( أى‬
‫فيما حكاه وادعاه به )قسسوله شسسيئا( أى أمسسرا محسوسسسا )قسسوله بحضسسرة‬
‫الخ( أى بمسمع منهم )قوله كثيرة( أى بحيث يبلغ عددهم عدد التواتر‬
‫)قسسوله فلينكرونسسه( أى وليكسسذبونه )قسسوله بسسذلك( أى بعسسدم انكسسارهم‬
‫)قوله فيقطع بصدقه( أى فهو قريب من افادة العلم الضسسرورى )قسسوله‬
‫فهذه الخبار( أى الخبار المسندة الربعة )قوله العمل( أى بها )قوله‬
‫فى السنن( أى كالسنن الربعة لبسسى داود والترمسسذى والنسسسائى وابسسن‬
‫مسساجه )قسسوله الصسسحاح( أى كصسسحيح البخسسارى ومسسسلم وكالصسسحاح‬
‫الثلثة لبن حبان والخزيمسسة والحسساكم )قسسوله مسسا اشسسبهها( أى كمسسساند‬
‫الئمة الثلثة أبى حنيفة والشافعى وأحمسسد بسسن حنبسسل )قسسوله مسسايحكى‬
‫السسخ( أى ومسسا ل فل‪ .‬وهسسذا بعيسسد جسسدا فسسإن السسسند قسسد يكسسون رجسساله‬
‫ضابطين عدول وقد ل‪ ،‬ولنسسا نعلسسم ضسسرورة أنسسا لنصسسدق كسسل خسسبر‬
‫نسسسمعه )قسسوله رجسسل مخسسرق الثيسساب السسخ( أى معسسروف بالمحافظسسة‬
‫للمروآت‪ ،‬فإن كل عاقل سمع هسسذا الخسسبر وشسساهد هسسذه القسسرائن قسساطع‬
‫بصحة خبره وحاصل له العلم به )قوله القشسسانى( هسسو ابسسو محمسسد بسسن‬
‫أحمد المسسروزى الشسسافعى )قسسوله ل يسسوجب العمسسل( أى بسسل يمتنسسع بسسه‬
‫)قوله هؤلء( أى القائلون بعدم جواز العمل به )قوله العقل يمنع الخ(‬
‫أى لنه لوكان حجة فى العمليسسات لكسسان حجسسة ايضسسا فسسى العتقسسادات‬
‫قياسا على العمليات‪ ،‬وليس كذلك باتفاق )قوله ليمنسسع( أى العمسسل بسسه‬
‫)قوله لم يرد بسسه( أى بسسل ورد الشسسرع بسسالمنع منسسه فسسى قسسوله تعسسالى "‬
‫ولتقف ماليس لك به علم " الية‪ .‬ورد بأن المتبع هو الجمسساع علسسى‬
‫وجوب اتبسساع الظسسواهر‪ ،‬وبسسأنه مسسؤول بمسسا المطلسسوب فيسه اليقيسسن مسسن‬
‫أصول السسدين ل العمسل مسن الشسرائع )قسسوله مسسآل( أى رجوعسا )قسوله‬
‫رجعسست اليهسسا( أى أخبسسار الحسساد فكسسان اجماعسسا منهسسم علسسى قبولهسسا‬
‫والحتجاج بها )قوله الى حديث حمل بن مالسسك( وهسسو ان عمسسر أنشسسد‬
‫الناس من حديث النبى صلى ال عليه وسلم فى دية الجنين فقال حمل‬
‫بن مالك كنت بين امرأتين فضربت احداهما الخرى بمسسسطح فقتلتهسسا‬
‫وجنينها فقضى رسول ال فى ديتها بغرة وأن تقتل )قوله فى السكنى(‬
‫أى فسسى أن عسسدة الوفسساة فسسى منسسزل السسزوج )قسسوله فريعسسة( بضسسم الفسساء‬
‫مصسسغرا صسسحابية جليلسسة أخسست أبسسى سسسعيد الخسسدرى )قسسوله بسساليمين(‬
‫والتحليف إنما هو للحتياط فى سياق الحديث ل لتهمسسة الكسسذب )قسسوله‬
‫ال أبا بكر( أى فإنه كان ل يكذب )قوله فدل( أى رجوعهم اليه‬

‫)فصل( ولفرق بيسن ان يرويسه واحسد او اثنسان‪ .‬وقسال أبسو علسى‬


‫الجبائى ليقبل حتى يرويه اثنان عن اثنين‪ .‬وهذا خطأ لنه إخبار عن‬
‫حكم شرعى‪ ،‬فجاز قبوله من واحد كالفتيا‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله لفرق الخ[ أى فى قبول خبر الواحد ووجوب العمل به )قوله‬
‫حتى يرويه( أى وهكذا‬

‫)فصل( ويجب العمل به فيما تعم بسسه البلسسوى وفيمسسا لتعسسم‪ .‬وقسسال‬
‫أصحاب >‪ <124‬أبى حنيفة رحمه ال ليجوز العمل به فيما تعم بسسه‬
‫البلوى‪ .‬والدليل على فساد ذلك انه حكم شرعى يسسسوغ فيسسه الجتهسساد‬
‫فجاز اثباته بخبر الواحد قياسا على ما لتعم به البلوى‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله به[ أى بخبر الواحد )قوله فيما تعسسم بسسه البلسسوى( أى فيمسسا تمسسس‬
‫حاجسسة النسساس اليسسه فسسى عمسسوم الحسسوال كجسسديث " مسسن مسسس ذكسسره‬
‫فليتوضأ " رواه المام أحمد وصححه )قوله ليجوز الخ( أى لن ما‬
‫تعم به البلوى يكثر السؤال عنه فتقتضسسى العسسادة بنقلسه متسواترا لتسوفر‬
‫الدواعى على نقله فل يعمل بالحاد به‬

‫)فصل( ويقبل ان خالف القياس ويقدم عليه‪ .‬وقال أصحاب مالسسك‬


‫رحمه ال اذا خالف القياس لم يقبل‪ .‬وقال أصحاب أبى حنيفسسة رضسسى‬
‫ال عنه اذا خالف القياس والصول لم يقبسسل‪ ,‬وذكسسروا ذلسسك فسسى خسسبر‬
‫التفليس والقرعة والمصراة >‪ <125‬والدليل على أصحاب مالسسك ان‬
‫الخبر يدل على قصد صاحب الشسسرع بصسسريحه والقيسساس يسسدل علسسى‬
‫قصده بالسستدلل والصسريح أقسوى فيجسب ان يكسون بالتقسديم أولسى‪.‬‬
‫وأما أصحاب أبى حنيفة رحمه ال فإنهم ان ارادوا بالصول القيسساس‬
‫على ماثبت بالصول فهو الذى قاله أصحاب مالسسك‪ ،‬وقسد دللنسسا علسى‬
‫فساده‪ ،‬وان أرادوا نفس الصول التى هى الكتسساب والسسسنة والجمسساع‬
‫فليس معهم فى المسائل التى ردوا فيها خبر الواحد كتاب ولسسسنة ول‬
‫إجماع‪ ،‬فسقط ماقالوه‬
‫‪----------------------‬‬
‫]قوله ويقبل الخ[ أى اذا لم يمكن معه الجمع‪ ،‬فيقدم خبر الواحد )قسسوله‬
‫لم يقبل( أى خبر الواحسسد )قسسوله و الصسسول( السسواو ليسسست فسسى جميسسع‬
‫النسخ وقد زادها شيخنا محمد ياسين الفسسادانى وهسسى لزمسسة كمسسا هسسو‬
‫ظاهر )قوله الصول( أى الثلثة التى هى الكتسساب والسسسنة والجمسساع‬
‫)قوله لم يقبل( أى ليعمسسل بسسه )قسسوله ذلسسك( أى مخالفسسة خسسبر الواحسسد‬
‫للصول الثلثة )قوله خبر التفليس( وهو ما رواه الشسسيخان عسسن أبسسى‬
‫هريرة قال قال رسسسول الس صسسلى الس عليسسه وسسسلم " مسسن أدرك مسساله‬
‫بعينه فهو أحق به من غيره " وهو مخالف لقسسوله تعسسالى " وان كسسان‬
‫ذو عسرة فنظرة الى ميسرة " )قسسوله القرعسسة( وهسو مسسا أخسسرج أبسسو‬
‫داود وغيره عسن عمسران بسن حسسين ان رجل أعتسق سستة أعبسد عنسد‬
‫موته لم يكن له مال غيره فبلغ ذلك النبى صلى الس عليسسه وسسسلم فقسسال‬
‫له قول شديدا ثم دعسساهم فجزءهسسم ثلثسسة أجسسزاء فسسأقرع بينهسسم فسسأعتق‬
‫اثنين وأرق أربعة‪ ،‬فهذا الحديث مخالف للجماع لن الجماع انعقسسد‬
‫على أن العتق بعد ما نزل فى المحل لم يمكن رده والعتق قد دخل فى‬
‫ذلك العبيد )قوله والمصراة( وهو ما مارواه البخارى وغيره عن أبى‬
‫هريرة قال رسول ال صلى الس عليسسه وسسسلم " لتصسسروا الغنسسم ومسسن‬
‫ابتاعها فهو بخيسر النظريسن بعسد ان يحتلبهسا إن رضسيها أمسسسكها وإن‬
‫سخطها ردها مع صاع من تمر " فهذا مخسسالف للحسسديث الخسسر وهسسو‬
‫قوله صلى ال عليه وسلم "الخراج بالضمان "‪.‬‬

‫)باب القول فى المراسيل(‬


‫والمرسل ما انقطع اسناده‪ ،‬وهسسو ان يسسروى عمسسن لسسم يسسسمع منسسه‬
‫فيترك بينه وبينه واحد فى الوسط‪ .‬فل يخلو ذلسسك مسسن احسسد امريسسن ؛‬
‫إما ان يكون مسسن مراسسسيل الصسسحابة أو مسسن غيسسر هسسا‪ ،‬فسسإن كسسان مسسن‬
‫مراسيل الصحابة وجب العمسل بسه لن الصسحابة رضسى الس عنهسم‬
‫مقطوع بعدالتهم‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله المرسل ما انقطسع السخ[ أى فالمرسسل عنسد الصسوليين مسرادف‬
‫للمنقطع‪ .‬والمرسل عند أهسل الحسديث قسول التسابعى قسال رسسول الس‪،‬‬
‫والمنقطسسع مسسا سسسقط منسسه واحسسد )قسسوله أو مسسن غيرهسسا( أى كمراسسسيل‬
‫التسسابعين )قسسوله مقطسسوع بعسسدالتهم( أى لنسسه إمسسا سسسمع بنفسسسه أو مسسن‬
‫صحابى آخر وهم عدول فل اعتداد بمن خالف لنه إنكار للواضح‬
‫)فصل( وان كان مسن مراسسيل غيرهسم نظسرت ؛ فسإن كسان مسن‬
‫مراسيل غير سعيد بن المسيب لم يعمل به‪ .‬وقسسال مالسسك وأبسسو حنيفسسة‬
‫رضى ال عنهما يعمل به كالمسند‪ .‬وقال عيسى بن أبان ان كان مسسن‬
‫مراسيل التابعين وتابعى التابعين قبل‪ ،‬وان كان من مراسيل غيرهم‬
‫لم يقبل ال ان يكون المرسل إماما‪ <126>.‬فالدليل على ماقلنسساه ان‬
‫العدالة شرط فى صحة الخبر والسسذى تسسرك تسسسميته يجسسوز ان يكسسون‬
‫عدل ويجوز ان ليكون عدل‪ ،‬فليجوز قبول خبره حتى يعلم‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله غيرهم[ أى غير الصحابة )قوله لم يعمسل بسه( أى وإن اتفسق أن‬
‫ما أرسله كان ل يسسروى إل عسسن ثقسسة لن التوثيسسق المبهسسم غيسسر كسساف‬
‫)قوله قبل( أى مطلقا )قوله إماما( أى مسسن ائمسسة هسسذا الشسسأن العسسارفين‬
‫بشرائط القبسول )قسوله مسا قلنساه( أى مسن أن مراسسيل غيسر سسعيد بسن‬
‫المسيب لسم يعمسل بهسا )قسوله حستى يعلسم( أى أن السذى تسرك تسسميته‬
‫عدل‪ ،‬ولن العدل قد يروى عن غير العدل ايضا‬

‫)فصسسل( وان كسسان مسن مراسسسيل ابسسن المسسسيب فقسسد قسسال الشسسافعى‬
‫رضى ال عنه مراسيله عندنا حسن‪ ،‬فمن أصحابنا من قال مراسسسيله‬
‫حجة لنها تتبعت فوجدت كلها مسانيد‪ .‬ومنهم من قسسال هسسى كغيرهسسا‪،‬‬
‫وانما استحسنها الشافعى رضى ال عنسسه استئناسسسا بهسسا ل انهسسا حجسسة‪.‬‬
‫فأمسسا اذا قسسال أخسسبرنى الثقسسة عسسن الزهسسرى فهسسو كالمرسسسل لن الثقسسة‬
‫مجهول عندنا فهو بمنزلة من لم يذكره أصسل‪ .‬وأمسا خسبر العنعنسة اذا‬
‫قال أخبرنا مالسسك عسن الزهسسرى فهسو مسسند‪ .‬ومسن النساس مسن قسال‬
‫حكمه حكم المرسل‪ .‬وهذا خطأ لن الظاهر انسسه سسسماع عسسن الزهسسرى‬
‫وان كان بلفظ العنعنة‪ ،‬فوجب ان يقبل‬
‫‪----------------------‬‬
‫]قسسوله ابسسن المسسسيب[ بكسسسر اليسساء وفتحهسسا وهسسو سسسعيد بسسن المسسسيب‬
‫المخزومى رأس علماء التابعين‪ ،‬ولد سنة ‪ 15‬هس وتوفى سنة ‪ 93‬هس س‬
‫)قوله مراسيله عندنا حسن( أى بخلف مراسيل غيره )قوله مسانيد(‬
‫أى مرويسسة بأسسسانيد صسسحيحة‪ ،‬وهسسى فسسى الغسسالب عسسن صسسهره أبسسى‬
‫هريرة)قوله كغيرها( أى فى عسسدم الحتجسساج بهسسا اذلسسم توجسسد بأسسسانيد‬
‫صحيحة للجهل بالساق)قوله استحسنها الخ( أى لن فى مراسيله مالم‬
‫يوجد مسندا بحال من وجه صحيح )قوله اذا قسسال( أى السسراوى )قسسوله‬
‫الثقة( أى أو نحوه من غير أن يسميه لن فى ترك التسمية ريبة توقع‬
‫ترددا فى القلب )قوله بمنزلة من لم يذكره أصسسل( أى لنسسه وإن كسسان‬
‫ثقة عند السراوى المرسسل فربمسا لسو سسماه لكسان ممسن جرحسه غيسره‬
‫)قوله العنعنة( أى مسسارواه بعسسن )قسوله حكمسسه حكسسم المرسسسل( أى لن‬
‫عن لتشعر بشيء من أنواع التحمل والسمع‬
‫)فصل( وأما اذا قال أخبرنى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جسسده‬
‫عن النبى >‪ <127‬صلى ال عليه وسلم فيحتمل ان يكون ذلسسك عسسن‬
‫الجد الدنى وهو محمد بن عبد ال بن عمرو فيكون مرسل ويحتمسسل‬
‫ان يكسسون عسسن جسسده العلسسى فيكسسون مسسسندا فليحتسسج بسسه لنسسه يحتمسسل‬
‫الرسال والسناد‪ ،‬فليجوز اثباته بالشك ال ان يثبت انه ليس يسسروى‬
‫ال عن جده العلى فحينئذ يحتج به‬
‫‪----------------------‬‬
‫]قوله اذا قال[ أى الراوى )قوله عمرو بن شسعيب( أى بسن محمسد بسن‬
‫عبد ال بن عمرو بسن العساص)قسوله ذلسك( أى الخسبر المسروى )قسوله‬
‫فيكون مرسسسل( أى لن محمسسد بسسن عبسسد الس تسسابعى )قسسوله عسسن جسسده‬
‫العلى( أى وهو عبد ال بن عمرو )قوله فل يحتج به( أى ول يجوز‬
‫إثباته بالشك‬

‫)باب صفة الراوى ومن يقبل خبره(‬


‫واعلم انسسه ليقبسسل الخسسبر حسستى يكسسون السسراوى فسسى حسسال السسسماع‬
‫مميسسزا ضسسابطا لنسسه اذا لسسم يكسسن بهسسذه الصسسفة عسسن السسسماع لسسم يعلسسم‬
‫مايرويه‪ .‬وان لم يكسن بالغسا عنسد السسماع جساز‪.‬ومسسن النساس مسن قسال‬
‫يعتبر ان يكون فى حال السماع بالغا‪.‬وهذا خطأ لن المسلمين أجمعوا‬
‫على قبول خبر أحداث الصحابة والعمل بما سمعوه فى حسسال الصسسغر‬
‫كابن عباس وابن الزبيسسر والنعمسسان بسسن بشسسير وغيرهسسم‪ ،‬فسسدل علسسى‬
‫ماقلناه >‪<128‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قسسوله مميسسزا[ وقسسد اختلسسف فسسى أقسسل السسسن السسذى يحصسسل بسسه التمييسسز‬
‫والصح عدم التقسسدير بالسسسن )قسسوله ضسسابطا( أى متيقظسسا غيسسر مغفسسل‬
‫)قوله وإن لم يكن بالغا( أى لن الصبى ليضبط غالبا فيما تحمله فى‬
‫صباه )قوله عند السماع( أى ل عند الداء )قوله يعتسسبر السسخ( أى لن‬
‫الصبى ل يضبط غالبا ما تحمله فى صباه بخلف الكافر )قسوله كسسابن‬
‫عباس( هو عبد الس بسن عبسساس رضسسى الس عنهمسسا فسسإنه ولسسد لثلث‬
‫سنين قبل الهجرة فيكون عمره حين وفاة الرسول ثلث عشسسرة سسسنة‬
‫فل يتحقق البلوغ عند التحمل)قوله ابن زبير( هو عبسسد ال س بسسن زبيسسر‬
‫بن العوام السدى ولد بعد الهجرة بعشرين شهرا وتوفى مقتول بمكسسة‬
‫سنة ‪ 73‬هس )قوله والنعمان بن بشير( توفى الرسول صلى الس عليسسه‬
‫وسلم وهو ابن ثمان وتوفى مقتسول بالشسسام سسنة ‪ 64‬هسسس‪ ،‬فمجمسسوع‬
‫مسموعاته كانت قبل البلوغ‪ ،‬فإن مدة إقامته مع النسسبى بالمدينسسة عشسسر‬
‫سنين )قوله وغيرهم( أى كأنس بن مالك النصارى‪ ،‬كان ابسسن عشسسر‬
‫سنين لما قدم رسول ال صلى ال عليسه وسسلم المدينسة وابسن عشسرين‬
‫لما توفى صلى ال عليه وسلم )قسسوله فسسدل( أى إجمسساعهم علسسى قبسسول‬
‫أحداث الصحابة )قوله ماقلناه( أى من انه يقبل المميز الضابط‬
‫)فصل( وينبغى ان يكون عدل مجتنبا للكبائر متنزهسسا عسسن كسسل‬
‫مايسقط المروءة من المجون والسخف والكل فى السوق والبول فسسى‬
‫قارعة الطريق لنه اذا لم يكن بهذه الصفة لم يسسؤمن مسسن ان يتسسساهل‬
‫فى رواية ما ل اصسسل لسسه‪ .‬ولهسسذا رد اميسسر المسسؤمنين علسسى كسسرم الس‬
‫وجهه حديث أبى سنان الشجعى وقال‪ :‬بوال على عقيبه‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله ينبغسسى[ أى يجسسب )قسسوله أن يكسسون( أى السسراوى )قسسوله مجتنبسسا‬
‫الخ( تفسير للعدالة بمعنى ما يدل عليهسسا وأمسسا هسسى نفسسسها فملكسسة فسسى‬
‫النفس تمنعها من اقتراف الكبائر وصغائر الخسة كسرقة لقمسسة )قسسوله‬
‫للكبائر( أى لكل فرد من أفرادها فبارتكاب فسسرد منهسسا تنتفسسى العدالسسة‪،‬‬
‫والكبيرة ما توعد عليه بخصوصه أو كل جريمة تسسؤذن بقلسسة اكسستراث‬
‫مرتكبها بالدين ورقة الديانة )قوله متنزهسسا عسسن كسسل مسسا السسخ( أى لن‬
‫حفظها مسسن الحيسساء ومسسن ليسسس لسسه حيسساء يصسسنع مسسا شسساء )قسسوله مسسن‬
‫المجون( أى عدم المبالة بالنفس )قوله والسخف( أى ضسسعف العقسسل‬
‫)قوله والكل فى السوق( أى فى طريقه لغير سوقى‪ ،‬أما لو أكسسل فسسى‬
‫السوق داخل حانوت أو مطعم مستترا فل يخل المروءة )قوله ولهسسذا(‬
‫أى هذا الشرط )قوله حديث ابن سنان الشجعى( وهو أن رسسسول الس‬
‫صلى ال عليه وسلم قضى فى بروع بنسست واشسسق بمهسسر مثسسل نسسسائها‬
‫حين مات عنها زوجها هلل بن مسسرة الشسسجعى ولسسم يسسدخل بهسسا ولسسم‬
‫يفرض لهسسا صسسداقها )قسسوله وقسسال بسسوال علسسى عقيبسسه( تمسسامه‪ :‬حسسسبها‬
‫الميراث ل مهر لها‬

‫)فصل( وينبغى ان يكون ثقة مأمونا ليكون كذابا ول ممن يزيد‬


‫فى الحديث ماليس منه‪ .‬فإن عرف بشيء من ذلك لم يقبل حديثه لنسسه‬
‫ليؤمن >‪ <129‬ان يضيف الى رسول ال صسسلى ال س عليسسه وسسسلم‬
‫مالم يقله‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله ثقة[ أى ليكون كذابا )قوله من ذلك( أى الكذب والزيادة‬

‫)فصسسل( وكسسذلك يجسسب ان يكسسون غيسسر مبتسسدع يسسدعو النسساس السسى‬


‫البدعة‪ ،‬فإنه ليؤمن ان يضع الحديث على وفق بسسدعته‪ .‬وأمسسا اذا لسسم‬
‫يدع الناس الى البدعة فقد قيسسل ان روايتسسه تقبسسل‪ .‬قسسال الشسسيخ المسسام‬
‫رحمه ال والصحيح عندى انها لتقبسسل لن المبتسسدع فاسسسق فليجسسوز‬
‫ان يقبل خبره‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله غير مبتدع[ أى غير كافر ببدعته كمنكرى حدوث العسالم )قسوله‬
‫فل يجسسوز السسخ( أى لقسسوله تعسسالى " إن جسساءكم فاسسسق بنبسسأ فتسسبينوا "‬
‫والفاسق عام فى الكافر وفى الفاسق فى عرفنا وهو المؤمن المرتكسسب‬
‫للكبيرة‪ .‬والجواب عن الول أن دينه ليصسسده عسسن الكسسذب مطلقسسا بسسل‬
‫عن الكذب الذى يضر هواه‬

‫)فصل( وينبغى ان يكون غير مسسدلس‪ .‬والتسسدليس هسسو ان يسسروى‬


‫عمن لم يسمع منه ويوهم انسه سسمع منسه ويسروى عسن رجسل يعسسرف‬
‫بنسب أو اسم فيعدل عن ذلك الى مايعرف بسسه مسسن اسسسمائه يسسوهم انسسه‬
‫غير ذلك الرجل المعروف‪ .‬وقال كثير من اهسسل العلسسم يكسسره ذلسسك ال‬
‫انه ليقدح ذلك روايته‪ ،‬وهو قسسول بعسسض اصسسحابنا لنسسه لسسم يصسسرح‬
‫بكذب‪ .‬ومن الناس من قال برد حديثه لنه فى اليهام عمن لم يسمع‬
‫توهيم ما ل أصل له فهو كالمصرح بالكذب‪ ،‬وفى العدول عسسن السسسم‬
‫المشهور الى غيره تغرير عمن لعلسسه غيسسر مرضسسى‪ ،‬فسسوجب التوقسسف‬
‫عن حديثه >‪<130‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قسسوله ان يكسسون[ أى السسراوى )قسسوله غيسسر مسسدلس( أى فل يقبسسل ممسسن‬
‫عرف بذلك إل ماصرح به بالتصال كسمعت)قوله السسى مسسا ليعسسرف‬
‫به( أى ول يشتهر به )قوله ذلك( أى التدليس‬

‫)فصل( ويجب ان يكون ضابطا حال الرواية محصل لما يرويه‪.‬‬


‫فأما اذا كان مغفل لم يقبل خبره فإنه ليؤمن ان يروى بما لم يسسسمعه‪.‬‬
‫فإن كان له حال غفلة وحال تيقظ فما يرويه فسسى حسسال تيقظسه مقبسسول‪،‬‬
‫وان روى عنه حديثا ولم يعلم انه رواه فسسى حسسال السستيقظ أو الغفلسسة لسسم‬
‫يعمل به‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله محصل[ أى تحصيل صدر أو كتاب‬

‫))باب القول فى الجرح والتعديل((‬


‫وجملته ان الراوى ليخلو إما ان يكون معلوم العدالسسة أو معلسسوم‬
‫الفسق أو مجهول الحال‪.‬فإن كانت عدالته معلومسسة كالصسسحابة رضسسى‬
‫ال س عنهسسم أو أفاضسسل التسسابعين كالحسسسن وعطسساء والشسسعبى والنخعسسى‬
‫واجلء الئمة كمالك وسفيان وابى حنيفسسة والشسسافعى وأحمسسد وإسسسحق‬
‫ومن يجرى مجراهم وجب قبول خبره ولم يجب البحث عسسن عسسدالته‪.‬‬
‫وذهبت المعتزلة والمبتدعة الى ان فى الصسسحابة فسسساقا ‪ ،‬وهسسم السسذين‬
‫قتلسسوا عليسسا كسسرم ال س وجهسسه مسسن أهسسل العسسراق واهسسل الشسسام‪ ،‬حسستى‬
‫اجترءوا ولم يخافوا الس عسسز وجسسل وأطلقسسوا هسسذا القسسول علسسى طلحسسة‬
‫والزبير وعائشة رضى ال عنهم‪.‬‬
‫وهذا قول عظيم فى السلف‪ .‬والدليل على فساد قولهم ان عسسدالتهم قسسد‬
‫ثبتت >‪ <131‬ونزاهتهم قد عرفت‪ ،‬فليجوز ان تزول عمسسا عرفنسساه‬
‫ال بدليل قاطع‪ ،‬ولنهسسم لسسم يظهسسر منهسسم معصسسية اعتمسسدوها وإنمسسا‬
‫دارت بينهم حروب كانوا فيها متأولين‪ .‬ولهسسذا امتنسسع خلسسق كسسثير مسسن‬
‫خيار الصحابة والتابعين عن معاوية فى قتسال علسى كسرم الس وجهسه‬
‫على ذلك واستعفوا عن القتال معه لما دخل عليهم من الشبهة فى ذلك‬
‫كسعد بن ابى وقسساص وأصسسحاب ابسسن مسسسعود وغيرهسسم‪ .‬ولهسذا كسسان‬
‫على رحمة الس عليسسه يسسأذن فسسى قبسسول شسسهادتهم والصسسلة معهسسم‪ ،‬فل‬
‫يجوز ان يقدح ذلك فى عدالتهم‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قسسوله أومجهسسول الحسسال[ أى غيسسر معلسسوم عسسدالته ول فسسسقه )قسسوله‬
‫كالصحابة( أى فإنهم عدول كما عليسسه السسسلف وجمهسسور الخلسسف قسسال‬
‫تعالى " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " )قوله الحسن( أى البصرى ولسسد‬
‫سنة ‪ 21‬هس وتوفى سنة ‪ 110‬هس )قوله عطار( هو أبو محمد عطاء‬
‫بن أبى رباح توفى بمكة سنة ‪ 114‬هس )قوله الشعبى( هو أبسسو عمسسرو‬
‫عامر بن شراحيل الحميرى الشعبى ولد فى خلفة عمر وتسسوفى سسسنة‬
‫‪ 103‬هس )قوله النخعى( هسسو أبسسو عمسسران النحعسسى ولسسد سسسنة ‪ 50‬هسس‬
‫وتوفى سنة ‪ 96‬هس )قوله مالك( أى بن انس بن مالك )قوله السفيان(‬
‫أى الثورى وهو ابو عبد ال سفيان بن سعيد ولد سنة ‪ 77‬هس وتسسوفى‬
‫بالبصرة ‪ 161‬هس )قوله أبى حنيفة( هو النعمان بسسن ثسسابت ولسسد سسسنة‬
‫‪ 80‬هس وتوفى سنة ‪ 150‬هس )قوله الشافعى( هو أبو عبسسد ال س محمسسد‬
‫بن ادريس بن العباس الشافعى )قوله احمد( هو أبو عبد ال أحمد بن‬
‫محمد الحنبلى )قوله إسحاق( هو اسحاق بن ابراهيم بن مخلد ولد سنة‬
‫‪ 161‬هس وتسسوفى سسسنة ‪ 238‬هسس )قسسوله قبسسول خسسبره( أى مسسن عسسدالته‬
‫معلومة )قوله لم يجب الخ( أى لحديث " خير القرون قرنى ثم السسذين‬
‫يلونهم ثم الذين يلونهم " )قوله طلحة( هو أبو محمسسد طلحسسة بسسن عبسسد‬
‫الس أحسسد العشسسرة المبشسسرين بالجنسسة )قسسوله قسسول عظيسسم( أى وبهتسسان‬
‫وهذيان‪ ،‬فإن ممن قاتل عليا أم المؤمنين عائشة الصديقة والزبيسسر بسسن‬
‫العسسوام وطلحسسة وعسسدالتهم جليسسة ظسساهرة كظهسسور الشسسمس فسسى رابعسسة‬
‫النهار )قوله متأولين( أى مجتهدين فسسأدى اجتهسسادهم السسى مسسا ارتكبسسوه‬
‫)قوله واستعفوا( أى امتنعوا )قوله كسعد الخ( والذى اعتزل الفتنة فلم‬
‫يحارب مع على ول مع معاوية عدد قليل)قوله سعد بن وقاص( وهو‬
‫أحد العشرة المبشرة بالجنة )قوله ولهسسذا( أى عدالسسة الصسسحابة )قسوله‬
‫يأذن الخ( أى ولو كانوا غير عدول لما قبل شهادتهم‬

‫)فصل( فأما أبو بكرة ومن جلد معه فى القذف فإن أخبارهم تقبل‬
‫لنهم لم يخرجوا مخرج القذف بل أخرجسسوه مخسسرج الشسسهادة‪ ،‬وإنمسسا‬
‫جلدهم عمر كسرم الس وجهسه باجتهسساده‪ ،‬فلسم يجسسز ان يقسسدح بسذلك فسسى‬
‫عدالتهم ولم يرد خبرهم >‪<132‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله ابو بكرة[ وهو نفيع بن الحارث الثقفى توفى سنة ‪ 51‬هس‬
‫)قوله ومن جلد معه( أى ممن شهد على المغيرة بن شعبة بالزنا وهو‬
‫سهل بسن معبسد ونسسافع بسن الحسسارث‪ ،‬فسإن هسسؤلء وزيسساد بسن الحسسارث‬
‫أربعتهم شهدوا على المغيرة بن شعبة بالزنا‪ ،‬فلما أبطسسأ وتوقسسف زيسساد‬
‫فى الشهادة جلد عمر بن الخطاب الثلثة الباقين ثم استتابهم فتسسابوا ال‬
‫أبا بكرة فإنه صمم على الشهادة فكان خير هؤلء الشهود‬
‫)قوله فلم يجز الخ( أى لنهم انما جلسسدوا وهسسم قسسد شسسهدوا بالزنسسا دون‬
‫أربعة شهداء لعدم نصاب الشهادة وعدم كمال نصابها ليس مسن فعسل‬
‫الشاهد المحدود حتى يعاقب برد شهادته وعدم قبول خبره‬

‫)فصل( وان كان معلوم الفسق لسسم يقبسسل خسسبره سسسواء كسسان فسسسقه‬
‫بتأويل أو بغير تأويل‪ .‬وقال بعض المتكلمين يقبسسل الفاسسسق بتأويسسل اذا‬
‫كان أمينا فى دينه حتى الكافر‪ .‬والدليل على ماقلناه قوله عسسز وجسسل‪:‬‬
‫" ان جاءكم فاسسق بنبسأ فتسبينوا " ولسم يفسرق‪ ،‬ولنسه اذا لسم يخرجسه‬
‫التأويل عن كونه كسسافرا أو فاسسسقا لسسم يخرجسسه عسسن ان يكسسون مسسردود‬
‫الخبر‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله وإن كان[ أى الراوى )قوله سواء السسخ( أى سسسواء علسسم أن مسسا‬
‫أتى به فسق أو ل )قسسوله بتأويسسل( أى كمسسن شسسرب النبيسسذ مثل معتقسسدا‬
‫اباحته أوغير معتقسسد شسسيئا )قسسوله اذا كسسان أمينسسا( أى بسسأن كسسان يحسسرم‬
‫الكذب مطلقا على الناس وعلى ال ورسسسوله )قسسوله حسستى الكسسافر( أى‬
‫حتى من كان من لسسوازم بسسدعته أنسسه كسسافر عنسسدنا‪ .‬والفسسرق بيسسن لسسزوم‬
‫الكفسسر واللسستزام أن الملسستزم كسسافر دون مسسن لزمسسه وهسسو ليسسرى ذلسسك‬
‫وليعتقد كفسق الخوارج المبيحة دماء المسلمين )قوله ماقلناه( أى من‬
‫أنه ليقبل خبر الفاسق مطلقا )قوله ولم يفرق( أى فيه بيسسن أن يكسسون‬
‫بتأويل أو ل‬

‫)فصل( فإذا كان مجهول الحال لم يقبل حتى تثبت عسسدالته‪ .‬وقسسال‬
‫أصحاب أبى حنيفة رحمه ال يقبل‪ .‬والدليل على ما قلناه ان كل خبر‬
‫لم يقبل من الفاسق لم يقبل من مجهول العدالة كالشهادة‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله لم يقبل[ أى لنتفاء تحقق الشرط )قسسوله يقبسسل( أى اكتفسساء بظسسن‬
‫حصول الشرط فإنه يظن من عدالته فى الظاهر عدالته فى الباطن‬

‫)فصل( ويجب البحسسث عسن العدالسسة الباطنسسة كمسسا يجسسب ذلسسك فسسى‬
‫الشهادة‪ .‬ومن أصحابنا من قال يكفى السؤال عن العدالة فى الظاهر‪،‬‬
‫فإن مبناه على الظاهر وحسن الظن‪ <133> ،‬ولهذا يجوز قبوله من‬
‫العبد‬
‫‪----------------------‬‬
‫]قوله عن العدالة الباطنة[ وهى ما فى نفس المر‪ ،‬وهسسى السستى ترجسسع‬
‫الى أقوال المزكين )قوله وحسن الظن( أى بسسالراوى بخلف الشسسهادة‬
‫فإنها تكون عند الحكام فل يتعذر عليهسسم معرفسسة عسسدالتهم فسسى البسساطن‬
‫)قوله ولهذا يجسسوز السسخ( أى ولنسسه قسسد ثبسست بالجمسساع جسسواز رجسسوع‬
‫العسسامى فسسى الفتسسوى السسى مسسن رآه منتصسسبا للفتسسوى ورأى المسسسلمين‬
‫يأخذون عنه )قوله قبوله من العبد( أى قبول الخبر المروى من العبد‬

‫)فصسل( فسإن اشسترك رجلن فسى السسم والنسسب واحسدهما عسدل‬


‫والخر فاسق فروى خبر عن هذا السم لم يقبسسل حسستى يعلسسم انسسه عسسن‬
‫عدل‬

‫)فصل( ويثبت التعديل والجرح فى الخبر بواحد‪ .‬ومسسن أصسسحابنا‬


‫مسسن قسسال ليثبسست ال مسسن نفسسسين كتزكيسسة الشسسهود‪ .‬والول أصسسح لن‬
‫الخبر يقبل من واحد فكذلك تزكية المخبر‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله بواحد[ أى وإن كان عبسسدا أو امسسرأة لن التزكيسسة بمنزلسسة الحكسسم‬
‫وهوليشترط فيه العدد‬

‫)فصل( وليقبل التعديل ال ممن يعرف شروط العدالة وما يفسق‬


‫به النسان لنا لو قبلنا ممن ليعرف لم نأمن ان نشهد بعدالة من هو‬
‫فاسق أو فسق من هو عدل‬

‫)فصل( ويكفى فى التعديل ان يقول هو عدل‪ .‬ومن أصحابنا مسسن‬


‫قال يحتاج ان يقول هو عدل على ولى‪ .‬ومن الناس من قال لبد مسسن‬
‫ذكر ما صار به عدل‪ .‬والدليل على انه يكفى قوله عدل ان قوله عدل‬
‫يجمع انه عدل عليه وله وليحتاج الى الزيادة عليه‪ .‬والدليل على انه‬
‫ليحتاج الى ذكرما يصير به عدل أنا لنقبل ال قول من تعرف فيه‬
‫شروط العدالة فل يحتاج الى بيان شروط العدالة‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قسسوله ان يقسسول[ أى المزكسسى )قسسوله هسسو عسسدل( أى مسسن غيسسر ذكسسر‬
‫أسباب التعديل لنها كثيرة فيشق ذكرها )قوله على( أى عندى )قسسوله‬
‫لبد من ذكر الخ( أى لحتمال ان يبسسادر السسى التعسسديل عمل بالظسساهر‬
‫)قوله عدل( أى هو عدل )قوله أنا لنقبل الخ( أى ومقتضسسى هسسذا أنسسه‬
‫يكتفى بقول العدل من غير ذكر السبب اكتفاء بعلمه بخلف الجرح‬

‫)فصل( وليقبل الجسسرح ال مفسسسرا فأمسسا اذا قسسال هسسو ضسسعيف أو‬
‫فاسق >‪ <134‬لم يقبل‪ .‬وقال أبو حنيفة رحمه ال اذا قال هسسو فاسسسق‬
‫قبل من غير تفسير‪ .‬وهذا غير صحيح لن الناس يختلفون فيمسسا يسسرد‬
‫به الخبر ويفسق به النسان‪ ،‬فربما اعتقسسد فسسى أمسسر انسسه جسسرح وليسسس‬
‫بجرح فوجب بيانه‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله ال مفسرا[ أى مذكورا سبب الجرح لختلف الناس فيما يجرح‬
‫به )قوله اذا قال( أى الجارح )قوله لم يقبل( أى لحتمال انه فسقه بما‬
‫لم يكن مفسقا )قوله فوجب بيانه( أى ما يرد به الخبر ومسسا يفسسسق بسه‬
‫النسان‬

‫)فصل( فإن عدله واحد وجرحه آخر قسسدم الجسسرح علسسى التعسسديل‬
‫لن مع شاهد الجرح زيادة علم فقدم على المزكى‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله عدله[ أى الراوى للحديث )قوله قدم الجسسرح السسخ( أى وان كسسان‬
‫عدد المعدلين اكثر‪ .‬وقيل ان كان عدد المعدلين أكثر قدم التعديل‬

‫)فصل( فإن روى عن المجهول عدل لم يكن ذلسسك تعسسديل‪ .‬وقسسال‬


‫بعض أصحابنا ان ذلك تعديل‪ .‬والدليل على فسسساد ذلسسك هسسو أنسسا نجسسد‬
‫العدول يروون عن المدلسين والكذابين‪ .‬ولهذا قسسال الشسسعبى‪ :‬أخسسبرنى‬
‫الحارث العور وكان وال كذابا‪ ،‬فلم يكن فى الرواية عنه دليل على‬
‫التعديل‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله عن المجهول[ أى مجهول العدالة )قسوله ذلسك( أى روايسة عسدل‬
‫عن المجهول )قوله تعديل( أى لذلك المجهول )قوله ان ذلك تعسسديل(‬
‫أى كمسسا صسسححه شسسيخ السسسلم فسسى اللسسب )قسسوله انسسا نجسسد السسخ( أى‬
‫ولحتمال أن يترك عادته )قوله الحارث( هو أبو زهيسسر الحسسارث بسسن‬
‫عبد ال الهمدانى من كبار الشيعة‬

‫)فصل( فأما اذا عمل العدل بخبره وصرح بأنه عمل بخبره فهو‬
‫تعديل لنه ليجسسوز ان يعمسسل بسسه ال وقسسد قبلسسه‪ .‬وإن عمسسل بمسسوجب‬
‫خبره ولم يسمع منه انه عمل بالخبر لم يكن ذلك تعديل لنه قد يعمل‬
‫بموجب الخبر من جهة القياس ودليل غيره‪ ،‬فلم يكن ذلك تعديل‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله فهو[ أى العمل بخبره )قوله تعديل( أى لذلك المجهول‪ .‬وقيل ل‬
‫إذ العمل بخبره يحتمل أن يكون احتياطا أو لدليل آخر )قوله بمسسوجب‬
‫خبره( أى بمقتضى خبره‬

‫)باب القول فى حقيقة الرواية وما يتصل به(‬


‫والختيار فى الروايسسة ان يسسروى الخسسبر بلفظسسه لقسسوله صسسلى الس‬
‫عليه وسلم‪ ":‬نضر ال امرأ سمع مقالتى فوعاها ثسسم أداهسسا كمسسا سسسمع‬
‫رب حامل فقه الى مسسن هسسو تفقسسه منسسه "‪ .‬فسسإن اورد الروايسسة بسسالمعنى‬
‫نظرت ؛ فإن كان ممن ليعرف معنى الحديث لم يجسسز لنسسه ليسسؤمن‬
‫ان يغيسسر معنسسى الحسسديث‪ .‬وإن كسسان ممسسن يعسسرف معنسسى الحسسديث‬
‫نظرت ؛ فإن كان ذلك فى خبر محتمسسل لسسم يجسسز ان يسسروى بسسالمعنى‬
‫لنه ربما نقل بلفظ ليؤدى مراد الرسول صلى الس عليسسه وسسسلم فل‬
‫يجوز ان يتصرف فيه‪ ،‬وان كان خسسبرا ظسساهرا ففيسسه وجهسسان‪ :‬مسسن‬
‫أصحابنا من قال ليجوز لنه ربما كان التعبد باللفظ كتكبير الصلة‪.‬‬
‫والثانى انه يجوز‪ ،‬وهو الظهر لنه يؤدى معنسساه فقسسام مقسسامه‪ ،‬ولهسسذا‬
‫روى عن النبى صلى ال عليه وسلم انه قال " اذا اصسسبت فل بسسأس‬
‫"‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله كمسا سسمع[ أى بلفظسه )قسوله لسم يجسز( أى أن يرويسه إل بلفظسه‬
‫)قوله ذلك( أى الرواية بالمعنى )قوله فى خبر محتمسسل( أى بسسأن كسسان‬
‫مشتركا أو مجمل أو مشكل )قوله فيه( أى فى الخبر المحتمسسل )قسسوله‬
‫وان كسسان خسسبرا ظسساهرا( أى إن كسسان اللفسسظ ظسساهر المعنسسى )قسسوله‬
‫ليجوز( أى روايته بالمعنى‬

‫)فصل( والولسسى ان يسسروى الحسسديث بتمسسامه‪ .‬فسسإن روى البعسسض‬


‫وترك البعض لسسم يجسسز ذلسسك علسسى قسسول مسسن يقسسول ان نقسسل الحسسديث‬
‫بالمعنى ليجوز‪ ،‬وأما على قول من قال ان ذلك جائز فقد اختلفوا فى‬
‫هذا ؛ فمنهم من قال ان كان قد نقل ذلك هسسو او غيسسره بتمسسامه مسسرة‬
‫جاز ان ينقل البعض‪ ،‬وان لم يكن قسسد نقسل ذلسك لهسو ول غيسره لسم‬
‫يجز‪ <136> .‬ومنهم من قال ان كان يتعلق بعضه ببعسسض لسم يجسسز‪.‬‬
‫فإن كان الخبر يشتمل على حكمين ليتعلق احدهما بسسالخر جسساز نقسسل‬
‫احد الحكمين بترك الخسسر‪ ،‬وهسسو الصسسحيح‪ .‬ومسسن النسساس مسسن قسسال‬
‫ليجوز بكل حال‪ .‬والدليل علسى الصسحيح هسو انسه اذا تعلسق بعضسه‬
‫ببعض كان فى ترك بعضه تغريسسر لنسسه ربمسسا عمسسل بظسساهره فيخسسل‬
‫بشسسرط مسسن شسسروط الحكسسم‪ ،‬واذا لسسم يتعلسسق بعضسسه ببعسسض فهسسو‬
‫كالخبرين يجوز نقل احدهما دون الخر‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قسسوله لسسم يجسسز ذلسسك[ أى روايسسة البعسسض وتسسرك البعسسض لن حسسذف‬
‫الحديث ورواية بعضه ربما أحدث خلل فيه )قسسوله ذلسسك( أى الحسسديث‬
‫)قوله جاز أن ينقل البعض( أى ويترك البعض الخر‪ .‬ومحل الجواز‬
‫فيما اذا كان الراوى رفيع المنزلة مشهورا بالضبط والتقان بحيث ل‬
‫يظن به زيادة ما لم يسمعه أو نقصان ما سمعه بخلف من ليس كذلك‬
‫)قسوله لسم يجسز( أى نقسل البعسض وتسرك البعسض )قسوله إن كسان( أى‬
‫الحديث المروى )قوله لم يجز( أى سسسواء كسسان تعلقسسه لفظيسسا كالتقييسسد‬
‫بالستثناء والشرط والغاية والصفة أو معنويسسا كالخسساص بالنسسسبة السسى‬
‫العام والمقيد بالنسبة الىالمطلق والمبين بالنسبة الى المجمل والناسسسخ‬
‫بالنسبة الى المنسوخ )قوله ليتعلق الخ( أى بأن يكون البسساقى مسسستقل‬
‫بمفهوم الحكم كقوله صلى ال عليسسه وسسسلم فسسى البحسسر‪ :‬الطهسسور مسساؤه‬
‫الحل ميتته )قوله بكل حال( أى سواء نقل هسسو أو غيسسره بتمسسامه أول‬
‫وسواء تعلق بعضه ببعض أو ل )قوله فيخل( أى العمل به‬
‫)فصل( وينبغى لمن ليحفظ الحديث ان يرويه مسسن الكتسساب‪ .‬فسسإن‬
‫كان يحفظ فالولى ان يرويسسه مسسن كتسساب لنسسه أحسسوط‪ .‬فسسإن رواه مسسن‬
‫حفظه جاز‪.‬وأما اذا لم يحفظ وعنده كتاب وفيسسه سسسماعه بخطسسه وهسسو‬
‫يذكر انه سمع جاز ان يرويسه وان لسم يسذكر كسل حسديث فيسه‪ .‬وان لسم‬
‫يذكر انه سمع هذا الخبر فهل يجسسوز ان يرويسسه فيسسه وجهسسان‪ :‬احسسدهما‬
‫يجوز‪ ،‬وعليه يدل قوله فى الرسالة‪ .‬والثانى ليجسسوز‪ ،‬وهسسو الصسسحيح‬
‫لنه ليأمن ان يكون قد زور على خطسه‪ ،‬فل تجسوز الروايسة بالشسك‬
‫>‪<137‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله فإن كان يحفظ[ أى بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء وهسسو‬
‫المسمى بضبط الصدر )قوله فيه( أى فى جواب هذا الستفهام )قسسوله‬
‫يدل قوله( أى المام الشافعى )قوله فى الرسالة( أى فى أصسسول الفقسسه‬
‫)قوله ليجوز( أى أن يرويه اذا لم يذكر سماعه‬

‫)فصل( فأما اذا روى عن شيخ ثم نسى الشيخ الحديث لسم يسسقط‬
‫الحديث‪ .‬وقسسال الكرخسسى مسسن أصسسحاب أبسسى حنيفسسة رحمسسه الس يسسسقط‬
‫الحديث‪.‬وهذا غير صسسحيح لن السسراوى عنسسه ثقسسة‪ ،‬ويجسسوز ان يكسسون‬
‫الشيخ قد نسى فل تسسسقط روايسسة صسسحيحة فسسى الظسساهر‪.‬فأمسسا اذا جحسسد‬
‫الشيخ الحديث وكذب الراوى عنه سقط الحسسديث لنسسه قطسسع بسسالجحود‬
‫ورد الحديث فتعارض روايته وجحود الشسيخ فسسقطا‪ ،‬وليكسون هسذا‬
‫التكذيب قدحا فى الرواية عنه لنه كما يكذبه الشيخ فهو ايضسسا يكسسذب‬
‫الشيخ‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله اذا روى[ أى الثقة )قوله عن شيخ( أى ثقة )قوله ثم نسسسى السسخ(‬
‫أى ولم ينكره ولم يكذبه بأن قال ل أعرفه أو ل أذكره )قوله لم يسسسقط‬
‫الحديث( أى عن الحتجاج به بل هو حجة يعمل بها )قوله جحسسد( أى‬
‫أنكر )قوله وليكون الخ( أى ول يثبت جرحه )قسوله لنسه كمسسا يكسذبه‬
‫الخ( أى ولن الظاهر من حالهما عسسدم تعمسسد الكسسذب اعتقسسادا بسسل ظنسسا‬
‫وهو ليضر العدالة‬

‫)فصسسل( فسسإذا قسسرأ الشسسيخ الحسسديث عليسسك جسساز ان تقسسول سسسمعته‬


‫وحدثنى وأخبرنى وقرأ علسسى سسسواء قسسال اروه عنسسى أو لسسم يقسسل‪ .‬وان‬
‫أملى عليسك جساز جميسع ماذكرنسسا‪ .‬ويجسوز ان يقسسول أملسى علسى لن‬
‫جميع ذلك صدق‪ .‬فأما اذا قرأت عليه الحديث وهسسو سسساكت يسسسمع لسسم‬
‫يجز ان تقسول سسمعته ولحسدثنى ول أخسبرنى‪ .‬ومسن النساس مسن قسال‬
‫يجوز ذلك‪ .‬وهذا خطأ لنه لم يوجد شيء من ذلك‪ .‬فسسإن قسسال لسسه هسسو‬
‫كما قرأت عليك فاقرأ به جاز ان يقول أخبرنى ول يقول حدثنى لن‬
‫الخبار يستعمل فى كل ما يتضمن العلم‪ ،‬والحسسديث ليسسستعمل ال‬
‫فيمسسا سسسمعه مشسسافهة‪ .‬فأمسسا اذا أجسسازه لسسم يجسسز ان يقسسول حسسدثنى ول‬
‫أخبرنى ويجوز ان يقول أجازنى وأخبرنى إجسسازة‪ <138> ،‬ويجسسب‬
‫العمل به‪ .‬وقال بعض أهل الظاهر ليجب العمل بسه‪ .‬وهسسذا خطسأ لن‬
‫القصد ان يثبت ذلك عن النبى صسسلى الس عليسسه وسسسلم‪ ،‬فل فسسرق بيسسن‬
‫النطق وبين مايقوم مقامه‪ .‬فأما اذا كتب اليه رجل وعرف خطه جاز‬
‫ان يقول كتب الى به فأخبرنى كتابة‪ .‬ومسسن أصسسحابنا مسسن قسسال ليقبسسل‬
‫بسالخط كمسا ليعمسل فسى الشسهادة‪ .‬وهسذا غيسر صسحيح لن الخبسار‬
‫مبناها على حسن الظن‬
‫‪----------------------‬‬
‫]قوله فاذا قرأ الشيخ[ أى من حفظه أو كتابه )قسوله أن تقسول( أى فسى‬
‫روايتك )قوله أملى( أى الحديث )قوله فأما اذا قسسرأت( أى سسسواء مسسن‬
‫حفظك أو من كتابك وكذا لو قرأ عليه غيسسرك )قسسوله أن تقسسول( أى‬
‫فى روايتسسه )قسسوله مسسن ذلسسك( أى السسسماع والتحسسديث والخبسسار )قسسوله‬
‫العلم( أى سواء كان بمشافهة أو كتاب أو رسسسول أو غيرهسسا )قسسوله‬
‫اذا أجازه( وقد اخنلف فى جواز الرواية بالجازة‪ ،‬والصسسحيح جسسوازه‬
‫)قوله العمل به( أى بالمروى بالجازة )قوله مايقوم مقسسامه( أى وهسسو‬
‫الجازة )قوله وعسرف خطسه( أى وإن لسم تقسسم بينسة عليسه‪.‬ومنهسم مسن‬
‫شرط البينة عليه لن الخط يشبه بالخط )قوله ان يقول( أى المكتسسوب‬
‫اليه‬

‫)باب بيان مايرد به خبر الواحد(‬


‫اذا روى الخسسسبر ثقسسسة رد بسسسأمور‪ :‬احسسسدها ان يخسسسالف موجبسسسات‬
‫العقول‪ ،‬فيعلم بطلنه لن الشرع إنما يسسرد بمجسسوزات العقسسول‪ ،‬وأمسسا‬
‫بخلف العقول فل‪ .‬والثانى ان يخالف نسسص كتسساب أو سسسنة متسسواترة‪،‬‬
‫فيعلم انه ل أصل له أو منسوخ‪ .‬والثالث ان يخالف الجماع‪ ،‬فيسسستدل‬
‫به على انه منسوخ او ل أصل له لنه ليجوز ان يكون صحيحا غير‬
‫منسوخ وتجمع المة على خلفه‪ .‬والرابع ان ينفرد الواحد برواية مسسا‬
‫يجب على الكافة علمه‪ ،‬فيدل ذلك على انه ل أصسسل لسسه لنسسه ليجسسوز‬
‫ان يكسسون لسسه أصسسل وينفسسرد هسسو بعلمسسه مسسن بيسسن الخلسسق العظيسسم‪> .‬‬
‫‪ <139‬والخامس ان ينفرد برواية ماجرت به العسسادة ان ينقلسسه أهسسل‬
‫التواتر‪ ،‬فل يقبل لنه ليجوز ان ينفرد فى مثل هذا بالرواية‪ .‬فأمااذا‬
‫ورد مخالفا للقياس او انفرد الواحد برواية ما تعم به البلوى لم يرد‪،‬‬
‫وقد حكينا الخلف فى ذلك‪ ،‬فأغنى عن العادة‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله موجبات العقول[ أى مقتضيات العقسسول )قسسوله فل( أى فل يسسرد‬
‫الشرع‪ .‬ومن المخالف للعقل مارواه الجوزى‪ :‬ان سسسفينة نسسوح طسسافت‬
‫بالبيت العتيق سبعا وصلت عند المقام ركعتين )قوله نص كتاب( أى‬
‫كخبر مدعى الرسالة بعد النسسبى صسسلى الس عليسسه وسسسلم‪ ،‬فسسإنه يخسسالف‬
‫قوله تعالى " ولكن رسول ال وخاتم النبيين " وقوله صسسلى ال س عليسسه‬
‫وسلم " أنا خاتم النبيين ولنبى بعدى " )قوله الجماع( أى كخبر قتل‬
‫شارب الخمرة فى المرة الرابعة‪ ،‬فسسإنه منسسسوخ بالجمسساع علسسى تسسرك‬
‫العمل به )قوله ان ينفرد الخ( أى مثل ما نقله الشيعة مسن قسوله صسلى‬
‫ال عليه وسلم لعلى " أنت الخليفة بعدى "‪ ،‬فمثل هذا تتوفر الدواعى‬
‫الى معرفته لنه يتعلق به كافة الناس على ما يجب علمه وقد أجمعوا‬
‫على خلفة أبى بكر بعسد رسسول الس صسلى الس عليسه وسسلم‪ ،‬ولسو‬
‫صح وثبست مساذكروه لعلمسه الصسحابة ولمسا عسدلوا عنسه السى خلفتسه‬
‫)قسسوله أن ينفسسرد( أى الواحسسد )قسسوله مسساجرت السسخ( أى كمسسا لسسو انفسسرد‬
‫بالخبر عن سقوط الخطيب عن المنبر بمشسسهد مسسن اهسسل المدينسسة لنسسه‬
‫يقطسسع بتكسسذيبه )قسسوله ورد( أى خسسبر الواحسسد )قسسوله الخلف( أى فسسى‬
‫أوائل الباب‪ ،‬والصح أنه مقبول ويقدم علسسى القيسساس )قسسوله ذلسسك( أى‬
‫وروده مخالفا للقياس‬

‫)فصل( فأما اذا انفرد بنقل حديث واحد ليرويه غيسسره لسسم يسسرد‬
‫خبره‪ .‬وكذلك لوانفرد بإسناد ما أرسله غيره او رفع ما وقفه غيره او‬
‫بزيسسادة ل ينقلهسسا غيسسره‪ .‬وقسسال بعسسض أصسسحاب الحسسديث يسسرد‪ .‬وقسسال‬
‫أصحاب أبى حنيفة رحمه ال اذا لم ينقل نقل الصسسل لسسم يقبسسل‪ .‬وهسسذا‬
‫خطأ لنه يجوز ان يكون أحسسدهم سسسمع الحسسديث كلسسه والخسسر سسسمع‬
‫بعضه أو احدهم سمعه مسندا او مرفوعا فل نترك روايسة الثقسة لسسذلك‬
‫>‪<140‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله ما أرسله غيره[ أى ما رواه غيره مرسل )قسسوله لسسو رفسسع السسخ(‬
‫أى رفع الى النبى ما وقفه غيره على الصحابى أو من دونسسه)قسسوله أو‬
‫بزيادة( أى أو انفرد بزيادة )قوله لم ينقل غيره( أى من العدول‪ .‬هكذا‬
‫فى جميع النسخ‪ ،‬والظساهر أنسه محسرف ولعسل صسوابه‪ :‬اذا لسم يغفسل‬
‫غيره عادة‪ ،‬يعنى اذا كان غير من زاد مما تقتضى العادة ان ليغفسسل‬
‫مثلهم عن مثلها لم تقبل‪ ،‬وأما اذا اقتضت العسسادة ان يغفسسل مثلهسسم عسسن‬
‫مثلها فإنها تقبل سواء كانت معارضة أو غير معارضة فتدبر )قوله‬
‫لذلك( أى لرسال غيره أو وقفه او عدم زيادته‬

‫)باب القول فى ترجيح احد الخبرين على الخر(‬


‫وجملته اذا تعارض خبران وأمكن الجمع بينهما وترتيب احسسدهما‬
‫على الخر فى السسستعمال فعسسل‪ .‬وان لسسم يمكسسن ذلسسك و أمكسسن نسسسخ‬
‫احدهما بالخر فعل على ما بينته فسسى بسساب بيسسان الدلسسة السستى يجسسوز‬
‫التخصيص لها وما ليجوز‪ .‬فإن لسسم يمكسسن ذلسسك رجسسح احسسدهما علسسى‬
‫الخسسر بسسوجه مسن وجسسوه الترجيسسح‪ .‬والترجيسسح يسسدخل فسسى موضسسعين‬
‫احدهما فى السناد والخر فى المتن‪.‬فأما الترجيح فسسى السسسناد فمسسن‬
‫وجوه‪ :‬احدها ان يكون احد الراويسسن صسسغيرا والخسسر كسسبيرا‪ ،‬فيقسسدم‬
‫الكبير لنه أضبط‪ ،‬ولهذا قدم ابن عمر روايته فى الفراد على رواية‬
‫انس فقال ان أنسا كان صغيرا يتولسسج علسسى النسسساء وهسسن متكشسسفات‬
‫وانا آخذ بزمام ناقة رسول ال صسسلى ال س عليسسه وسسسلم يسسسيل علسسى‬
‫لعابها‪ .‬والثانى ان يكون احدهما أفقه من الخر‪ ،‬فيقدم على من دونسسه‬
‫لنه اعرف بما يسمع‪ .‬والثالث ان يكون احدهما أقرب الى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فيقدم لنه أوعسسى‪ .‬والرابسسع ان يكسسون احسسدهما‬
‫مباشسسرا للقصسسة او تتعلسسق القصسسة بسسه لنسسه اعسسرف مسسن الجنسسبى‪.‬‬
‫والخامس ان يكون احسسد الخسسبرين اكسسثر رواة >‪ <141‬فيقسسدم علسسى‬
‫الخبر الخر‪ .‬ومن أصحابنا من قال ليقدم كما لتقدم الشهادة بكثرة‬
‫العدد‪ .‬والول أصسسح لن قسسول الجماعسسة أقسسوى فسسى الظسسن وأبعسسد عسسن‬
‫السهو‪ ،‬ولهذا قال الس تعسسالى " ان تضسسل احسسداهما فتسسذكر احسسداهما‬
‫الخرى "‪ .‬والسادس ان يكون احسسد الراويسسن أكسسثر صسسحبة‪ ،‬فروايتسه‬
‫أولى لنسه أعسرف بمسا دام مسن السسنن‪ <142> .‬والسسابع ان يكسون‬
‫احدهما أحسن سياقا للحديث‪ ،‬فيقدم لحسن عنايته بالخبر‪ .‬والثامن ان‬
‫يكون احدهما متأخر السلم فيقدم لنه يحفظ آخر المرين من النبى‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكذلك اذا كان احدهما متأخر الصحبة كسسابن‬
‫عبسساس وابسسن مسسسعود‪ ،‬فروايسسة المتسسأخر منهمسسا تقسسدم‪ .‬وقسسال بعسسض‬
‫اصحاب أبى حنيفسسة رحمسسه الس ليقسسدم بالتسسأخير لن المتقسسدم عسساش‬
‫حتى مات رسسول الس صسلى الس عليسه وسسلم فسساوى المتسأخر فسى‬
‫الصسسحبة وزاد عليسسه بالتقسسدم‪ .‬وهسسذا غيسسر صسسحيح لنسسه وان كسسان قسسد‬
‫سسساوى المتسسأخر فسسى الصسسحبة ال ان سسماع المتسسأخر متحقسسق التسسأخر‬
‫وسماع المتقدم يحتمل التأخر والتقدم‪ ،‬فما تأخر بيقين أولى‪.‬ولهذا قسسال‬
‫ابن عباس كنا نأخسذ مسن أوامسسر رسسول الس صسلى الس عليسه وسسلم‬
‫بالحدث فالحدث‪ .‬والتاسسسع ان يكسسون احسسد الراوييسسن أورع أو أشسد‬
‫احتياطا فيما يروي‪ ،‬فتقدم روايته لحتيسساطه فسسى النقسسل‪ .‬والعاشسسر ان‬
‫يكون احدهما قد اضطرب لفظه والخر لم يضطرب‪ ،‬فيقسسدم مسسن لسسم‬
‫يضسسطرب لفظسسه لن اضسسطراب لفظسسه يسسدل علسسى ضسسعف حفظسسه‪> .‬‬
‫‪ <143‬والحسسادى عشسسر ان يكسسون احسسد الخسسبرين مسسن روايسسة اهسسل‬
‫المدينة‪ ،‬فيقدم على رواية غيرهم لنهم يرثون افعال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وسنته التى مات عليها‪ ،‬فهم اعرف بذلك من غيرهسسم‪.‬‬
‫والثانى عشر ان يكون راوى احد الخبرين قسد اختلفست الروايسة عنسه‬
‫والخسسر تختلسسف عنسسه فسساختلف اصسسحابنا فسسى ذلسسك ؛ فمنهسسم مسسن قسسال‬
‫تتعارض الروايتان عمن اختلفت الرواية عنه وتسقطان وتبقى روايسسة‬
‫من لم تختلف عنه الرواية‪ .‬ومنهم من قال ترجح احسسدى الروايسستين‬
‫عمن اختلفت الرواية عنه على الرواية الخرى برواية من لم تختلسسف‬
‫الرواية عنه‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله وجملتسسه[ أى جملسسة القسسول )قسسوله اذا تعسسارض( أى فسسى الظسساهر‬
‫بحسب ظن المجتهد )قوله و أمكن الخ( أى بسسأن حمسسل أحسسدهما علسسى‬
‫مالم يحمل عليه الخر )قوله وأمكن نسخ السسخ( أى بسسأن علسسم المتسسأخر‬
‫منهما فى الواقع )قوله فى السناد( المراد بالسناد هنا رجسسال السسرواة‬
‫بالحديث )قوله صغيرا( أى حين التحمسسل والسسسماع )قسسوله كسسبيرا( أى‬
‫بالغا حين التحمل )قسسوله لنسسه اضسسبط( أى وأفهسسم للمعسسانى )قسسوله فسسى‬
‫الفراد( أى بالحج )قوله رواية أنس( أى التى تمسك بهسا الحنفيسة فسى‬
‫أن القسسران أفضسسل مسسن الفسسراد‪ ،‬وهسسى أنسسه سسسمع النسسبى يلسسبى بالحسسج‬
‫والعمرة جميعا )قوله يتولج( أى يسسدخل )قسسوله أحسسدهما( أى الراوييسسن‬
‫)قوله أفقه( المراد بالفقه هنسسا السسذى يتعلسسق بسسه المسسروى حسستى اذا كسسان‬
‫متعلقا بالبيوع قدم خبر الفقيه بها علسسى خسسبر الفقيسسه بمسسا عسسداها )قسسوله‬
‫مباشرا للقصة( أى كترجيخ خبر أبى رافع أنه صلى ال س عليسسه وسسسلم‬
‫تزوح ميمونة حلل رواه الترمذى على خبر ابن عباس أنه صلى ال‬
‫عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم رواه الشيخان‪ .‬وذلك لكسون أبسى‬
‫رافع مباشرا للقصة حيث قال وكنسست السسسفير بينهمسسا )قسسوله أو تتعلسسق‬
‫القصة بسه( أى كترجيسسح الصسحابة خسبر عائشسة رضسسى الس عنهسسا ان‬
‫رجل سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الرجل يجامع أهله ثسسم‬
‫يكسل وعائشة جالسة فقال النبى صلى ال عليسسه وسسسلم‪ :‬إنسسى ل أفعسسل‬
‫ذلك أنا وهذه ثم نغتسل‪ ،‬رواه مسسسلم علسسى خسسبر ابسسن عبسساس‪ :‬إنمسسا ان‬
‫الماء من الماء‪ .‬وذلك لكون عائشسسة تتعلسسق القصسسة بهسسا فيجسسب الغسسسل‬
‫بالجماع وإن لم ينسسزل )قسسوله فيقسسدم( أى خسسبر السسراوى المباشسسر علسسى‬
‫الجنبى وإن كسسان أكسسثر )قسسوله فيقسسدم علسسى الخسسبر الخسسر( أى السسذى‬
‫رواته أقل‪ ،‬كترجيح حديث الوضوء‪ :‬من مس الذكر‪ ،‬إذ رواه نفر من‬
‫الصحابة عن النبى‪ .‬وأمسسا حسسديث الرخصسسة فل يحفسسظ ال مسسن حسسديث‬
‫طلق بن على اليمامى )قوله ليقدم( أى ماكان رواته أكثر )قسسوله كمسسا‬
‫لتقدم الخ( أى فسإن شسهادة اثنيسن كمسسا تعسارض شسهادة اثنيسن آخريسسن‬
‫تعسسارض شسسهادة الربعسسة )قسسوله لن قسسول الجماعسسة السسخ( أى مسسع أن‬
‫المقصود من الدليل ظن الحكم وكلما كان الظسسن اقسسوى كسسان اعتبسساره‬
‫أولسى بخلف الشسهادة فسإن مقصسودها فصسل الخصسومات فضسبطت‬
‫بنصاب معين لن اعتبار الكثرة يفضى الى تطويل الخصومة )قسسوله‬
‫فروايته الخ( أى كترجيح حسسديث أم سسلمة‪ :‬ان رسسسول الس صسسلى الس‬
‫عليه وسلم كان يصبح جنبا ثم يصسسوم‪ ،‬علسسى حسسديث أبسسى هريسسرة أنسسه‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬من أصبح جنبا فل صوم لسسه‪ .‬وذلسسك لن أم‬
‫سلمة أدوم صحبة فتكون أعرف بمسا يسدوم مسن السسسنن )قسسوله أحسسن‬
‫سياقا( أى وأبلغ استقصاء )قوله فيقدم لحسن الخ( أى كترجيح حديث‬
‫جسسابر فسسى الفسسراد‪ .‬قسسال إمامنسسا الشسسافعى أخسسذت بروايسسة جسسابر لتقسسدم‬
‫صحبته وحسن سياقه لبتداء الحديث لنه وصسسف خسسروج النسسبى مسسن‬
‫المدينسسة مرحلسسة مرحلسسة ودخسسوله بمكسسة وحكسسى مناسسسكه علسسى ترتيسسب‬
‫انصسسرافه‪ ،‬وغيسسره لسسم يضسسبط ماضسسبطه )قسسوله فيقسسدم لنسسه السسخ( أى‬
‫لظهور تأخر خبره عن معارضه )قسسوله أحهمسسا متسسأخر الصسسحبة( أى‬
‫اذا علم ان سماع المتأخر بعد اسلمه وال فل يقدم)قوله كابن عباس(‬
‫هو عبد ال بن عباس‪ ،‬فإنه أحسسدث صسسحبة ومتسسأخر مسسن ابسسن مسسسعود‬
‫)قوله متحقق التسأخر( أى حيسث أن تسأخر إسسلمه قرينسة ظساهرة فسى‬
‫تأخر مرويه فى الخارج اذا علسسم أن سسسماعه بعسسد إسسسلمه عسسن متقسسدم‬
‫السلم فيكون ناسخا له فيقدم عليه)قوله أورع( السسورع هسسو العتنسساء‬
‫بالتيان بالمستحبات والجتناب عن المكروهات )قوله أن يكسسون احسسد‬
‫الخبرين الخ( أى كتقديم صاع أهل المدينة على غيرهسسم )قسسوله لنهسسم‬
‫يرثون الخ( أى ولنها دار هجرة ومجمع المهاجرين والنصار )قوله‬
‫وتبقى( أى سالمة عن المعارض فيعمل بها‬

‫)فصسسل( وأمسسا ترجيسسح المتسسن فمسسن وجسسوه‪ :‬احسسدها ان يكسسون احسسد‬


‫الخبرين موافقا لسدليل آخسر مسن كتساب أو سسنة أو قيساس‪ ،‬فيقسدم علسى‬
‫الخر لمعاضدة الدليل له‪ <144> .‬والثانى ان يكسون احسد الخسبرين‬
‫عمل به الئمة‪ ،‬فهو أولى لن عملهم به يدل على انه آخسسر المريسسن‬
‫و أولهما‪ ،‬وهكذا اذا عمل بأحد الخسسبرين أهسسل الحرميسسن فهسسو أولسسى‬
‫لن عملهم به يدل على انه قد استقر عليسسه الشسسرع وورثسسوه‪ .‬والثسسالث‬
‫ان يكسسون احسسدهما يجمسسع النطسسق والسسدليل‪ ،‬فيكسسون أولسسى ممسسا يجمسسع‬
‫احسسدهما لنسسه أبيسسن‪ .‬والرابسسع ان يكسسون احسسدهما نطقسسا والخسسر دليل‬
‫فالنطق أولى من الدليل لن النطق مجمع عليه والدليل مختلسسف فيسسه‪.‬‬
‫والخامس ان يكون احدهما قول وفعل والخسسر احسسدهما فالسسذى يجمسسع‬
‫القول والفعل أولى لنه اقوى لتظاهر الدليلين وان كسسان احسسدهما قسسول‬
‫والخر >‪ <145‬فعل ففيه اوجه قد مضسست فسسى الفعسسال‪ .‬والسسسادس‬
‫ان يكون احدهما قصد به الحكم والخر لم يقصسسد بسسه الحكسسم فالسسذى‬
‫قصد به الحكم أولسسى لنسسه ابلسسغ فسسى بيسسان الغسسرض وافسسادة المقصسسود‪.‬‬
‫والسابع ان يكسسون احسسدهما ورد علسسى سسسبب والخسسر ورد علسسى غيسسر‬
‫سسسبب فالسسذى ورد علسسى غيسسر سسسبب أولسسى لنسسه متفسسق علسسى عمسسومه‬
‫والسسوارد علسسى سسسبب مختلسسف فسسى عمسسومه‪ .‬والثسسامن ان يكسسون احسسد‬
‫الخبرين قضى به على الخر فالذى قضى به منهما أولسى لنسه ثبست‬
‫لسسه حسسق التقسسدم‪ .‬والتاسسسع ان يكسون احسسدهما اثباتسسا والخسسر نفيسسا فيقسسدم‬
‫الثبات لن مع المثبت زيادة علم فالخذ بروايتسسه اولسسى‪ .‬والعاشسسر ان‬
‫يكون >‪ <146‬احدهما نسساقل والخسسر مبقيسسا فالناقسسل أولسسى لنسسه يفيسسد‬
‫حكمسسا شسسرعيا‪ .‬والحسسادى عشسسر ان يكسسون احسسدهما يقتضسسى الحظسسر‬
‫والخر الباحة ففيه وجهان‪ :‬احسسدهما انهمسسا سسسواء‪ .‬والثسسانى ان السسذى‬
‫يقتضى الحظر أولى‪ ،‬وهو الصحيح لنه أحوط‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله من كتاب[ أى كترجيح حديث‪ :‬من نسسام عسن صسلة فليصسلها اذا‬
‫ذكرها‪ ،‬على نهيه صلى الس عليسسه وسسسلم عسسن الصسسلة فسسى الوقسسات‬
‫المكروهسسة لن الحسسديث الول يعضسسده قسسوله تعسسالى " حسسافظوا علسسى‬
‫الصلوات " الية فليكون قضسساء الصسسلوات منهيسسا عنسسه فسسى الوقسسات‬
‫المكروهة )قوله أو سنة( أى كجديث‪:‬ل نكاح ال بولى‪ .‬فإنه يعارضسسه‬
‫حسسديث‪ :‬ليسسس للسسولى مسسع السسثيب امسسرة‪ .‬إل أن الحسسديث الول يرجسسح‬
‫لموافقته لحديث آخسسر وهسسو قسسوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم‪ :‬أيمسسا امسسرأة‬
‫نكحت بغير اذن وليها فنكاحها باطل )قوله أو قياس( أى كحديث أبسسى‬
‫هريرة عن النبى صلى اله عليه وسلم قال‪ :‬ليسس علسسى المسسلم صسسدقة‬
‫فى عبده ول فرسه‪ .‬فإنه يعارضه حديث ابى هريسسرة أيصسسا قسسال قسسال‬
‫صلى ال عليه وسلم فى الخيل‪ :‬ثم لم ينس حق ال فى ظهورهسسا‪ .‬إل‬
‫أن الول أرجسسح لنسسه يوافسسق القيسساس وهسسو لن السسذكور الخلسسص مسسن‬
‫الخيل متفق على عدم وجوب الزكاة فيها فيقال‪ :‬ما لتجب الزكاة فسسى‬
‫ذكوره لتجب فى إناثه كسائر الحيوانات )قوله فيقدم على الخر( أى‬
‫السسذى لسسم يوافسسق لن الظسسن فسسى الموافسسق أقسسوى )قسسوله أن يكسسون احسسد‬
‫الخبرين الخ( كترجيح رواية مسسن روى فسسى تكسسبيرات صسسلة العيسسدين‬
‫سبعا فى الولى وخمسا فى الثانية على رواية من روى أربعسسا فيهمسسا‬
‫كالجنسسائز‪ ،‬وذلسسك لن مسسا فسسى الولسسى قسسد عمسسل بسسه أبسسو بكسسر وعمسسر‬
‫وغيرهما وهم أكثر اهل العلم من الصحابة والتابعين والئمة )قسسوله‬
‫قسسد اسسستقر بسسه الشسسرع( أى دون الخسسر )قسسوله النطسسق والسسدليل( أى‬
‫المنطوق ومفهوم المخالفسسة )قسسوله فيكسسون أولسسى( أى كترجيسسح حسسديث‬
‫جابر ان النبى صلى ال عليه وسلم‪ :‬قضى بالشفعة فيما لم يقسسسم فسسإذا‬
‫وقعسست الحسسدود وصسسرفت الطسسرق فلشسسفعة‪ ،‬علسسى حسسديث سسسمرة بسسن‬
‫جندب ان النبى صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬جار الدار أحق بالدار من‬
‫غيره‪ .‬وذلك لن الول يدل بمنطسسوقه علسسى ان الشسسفعة فيمسسا لسسم يقسسسم‬
‫ويدل بمفهومه على أنه لشفعة فيما قد قسم وقد صسسرح بهسسذا المفهسسوم‬
‫فقال فإذا وقعت الحدود الخ وأما الحديث الثانى فيسسدل بمنطسسوقه علسسى‬
‫ان الشسسفعة للجسسار المجسساور )قسسوله دليل( أى دليسسل الخطسساب )قسسوله‬
‫والسسدليل مختلسسف فيسسه( أى مفهسسوم المخالفسسة المسسسمى بسسدليل الخطسساب‬
‫بخلف مفهوم الموافقة فل خلف )قسوله فالسذى يجمسع السخ( أى كمسا‬
‫روى ان رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬كسسان يسسسعى ويقسسول اسسسعوا‬
‫فإن ال كتب عليكم السعى‪ ،‬فإنه أدل علسى المقصسود مسن قسوله صسلى‬
‫ال عليه وسسلم‪ :‬الحسسج عرفسة‪) .‬قسوله لتظساهر السدليلين( أى لتعاونهمسسا‬
‫وتعاضدهما )قوله اوجه قد مضت( أى من الصحاب من قسسال القسسول‬
‫أولى لنه أقوى فى الدللسسة علسسى الشسسرع والفعسسل يحتمسسل التخصسسيص‬
‫بالنبى وهو الصح‪ ،‬منهم من قال الفعل أولى‪ ،‬و منهسسم مسسن قسسال همسسا‬
‫سواء )قوله فالذى قصد به الحكسسم أولسسى( أى كترجيسسح حسسديث إمامسسة‬
‫جبريل وفيه ان جبريل صلى بسسالنبى صسلى الس عليسه وسسلم العصسسر‬
‫حين صار ظل كل شيء مثليسسه علسسى حسسديث ابسسن عمسسر فسسى ان وقسست‬
‫العصر مصير طل كل شسيء مثلسسه‪ .‬وذلسسك لن حسسديث إمامسسة جبريسسل‬
‫قصسسد بسسه بيسسان الحكسسم بخلف حسسديث ابسسن عمسسر فسسإنه ورد فسسى غيسسر‬
‫مقصود )قوله ورد( أى عاما علسسى سسسبب خسساص )قسسوله عمسسومه( أى‬
‫الوارد على غير السبب )قسوله فالسذى قضسى السخ( أى كحسديث‪ :‬ليسس‬
‫فيمسسا دون خمسسسة أوسسسق صسسدقة‪ ،‬فسسإنه يعارضسسه حسسديث‪ :‬فيمسسا سسسقت‬
‫السماء العشر‪ .‬والتعارض فيما دون خمسة أوسق فسسإنه يقسسدم الخسساص‬
‫فل تجب الزكسساة فيمسسا دون خمسسسة أوسسسق )قسسوله فيقسسدم الثبسسات( أى‬
‫كترجيسسح حسسديث بلل ان النسسبى صسسلى ال س عليسسه وسسسلم دخسسل السسبيت‬
‫وصلى فيه على حديث أسامة أنه صلى ال عليسسه وسسسلم دخسسل السسبيت‬
‫أى بيت ال ولم يصل فيسسه‪ ،‬وكترجيسسح مسسا روى أنسسه صسسلى الس عليسسه‬
‫وسلم احتجم وهو صائم‪ ،‬على خبر‪ :‬أفطسسر الحسساجم والمحجسسوم )قسسوله‬
‫فيقدم الثبات( وقيل عكسه لعتضسساد النسسافى بالصسسل اذ الصسسل فسسى‬
‫كل شيء عدمه)قوله ناقل( أى عن البراءة الصلية )قسسوله مبقيسسا( أى‬
‫على البراءة الصسسلية ومؤيسسدا لهسسا )قسسوله فالناقسسل أولسسى( أى كترجيسسح‬
‫حديث أبى هريرة فى ايجاب الوضسسوء مسسن مسسس السسذكر علسسى حسسديث‬
‫طلق بن على فى عدم اليجاب لن الول ناقل عن الصل السسذى هسسو‬
‫براءة الذمة )قوله لنه الخ( أى ولن الناقل يستفاد منه ما ليعلسسم مسسن‬
‫غيسسره )قسسوله الباحسسة( أى جسسواز الفعسسل والسسترك فسسدخل المكسسروه‬
‫والمندوب والمباح )قوله أنهمسسا سسسواء( أى لنهمسسا حكمسسان شسسرعيان‪،‬‬
‫وهذا قول القاضى والغزالى‬

‫))القول فى الجماع((‬
‫)باب ذكر معنى الجماع واثباته(‬
‫الجماع فى اللغة يحتمل معنيين‪ :‬احدهما الجماع على الشسسيء‪،‬‬
‫والثانى العزم على المر والقطع به من قولهم أجمعسست علسسى الشسسيء‬
‫اذا عزمت عليه‪ .‬وأما فسسى الشسسرع فهسو اتفسساق علمسساء العصسسر علسسى‬
‫حكم الحادثة‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله الجمساع علسى الشسيء[ أى اتفساق طائفسة عليسه سسواء كسان مسن‬
‫المورالدينية أوالدنيوية)قوله العزم السسخ( أى لقسسوله تعسسالى " فسسأجمعوا‬
‫أمركم" أى اعزموا )قوله اتفاق علماء العصسسر( أى مجتهسسدى زمسسان‬
‫من الزمان بعد وفاة الرسول‬

‫)فصل( وهو حجسسة مسسن حجسسج الشسسرع ودليسسل مسسن أدلسسة الحكسسام‬
‫مقطوع على مغيبه‪ .‬وذهب النظام والرافضة السسى انسسه ليسسس بحجسسة‪>.‬‬
‫‪ <147‬ومنهسسم مسسن قسسال ليتصسسور انعقسساد الجمسساع ولسسسبيل السسى‬
‫معرفته‪ .‬فالدليل على انه يتصور انعقاده هو ان الجماع انمسسا ينعقسسد‬
‫عن دليل من نص او اسستنباط وأهلسه مسأمورون بطلسب ذلسك السدليل‬
‫ودواعيهم متسسوفرة فسسى الجتهسساد وفسسى اصسسابته‪ ،‬فصسسح اتفسساقهم علسسى‬
‫ادراكه والجماع موجبه كما يصح اجتماع الناس على رؤيسسة الهلل‬
‫والصوم والفطر بسببه‪ .‬والدليل على امكسسان معرفسسة ذلسسك مسسن جهتهسسم‬
‫صحة السماع ممن حضروا الخبار عمن غاب يعسسرف بسسذلك اتفسساقهم‬
‫كمسسا تعسسرف أديسسان اهسسل الملسسل مسسع تفرقهسسم فسسى البلد وتباعسسدهم فسسى‬
‫الوطسسان‪ .‬والسدليل علسى انسه حجسسة قسوله عسز وجسسل‪ " :‬ومسن يشسساقق‬
‫الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المسسؤمنين نسسوله‬
‫ماتولى ونصله جهنسسم وسسساءت مصسسيرا " فتوعسسد علسسى اتبسساع غيسسر‬
‫سبيلهم‪ ،‬فدل على ان اتباع سبيلهم واجسسب ومخسسالفتهم حسسرام‪ ،‬وايضسسا‬
‫قوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم " لتجتمسسع امسستى علسسى خطسسأ " وروى "‬
‫لتجتمع امتى على الضللة " وقوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم " مسسن‬
‫فارق الجماعة ولو قيد شبر فقد خلع ربقة السلم من عنقه " ونهى‬
‫عن الشذوذ وقال " من شذ شذ فسسى النسسار " فسدل علسى وجسسوب العمسسل‬
‫بالجماع‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قسسوله علسسى مغيبسسه[ أى الحسسادث السسذى حسسدث بعسسده بعيسسدا عسسن زمسسان‬
‫الجماع )قوله النظام( وهو أول من أنكر الجماع والقيسساس الشسسرعى‬
‫)قوله الى أنه ليس بحجة( يعنسسى أنسسه يتصسسور ويمكسسن وجسسوده ال أنسسه‬
‫ليس بحجة لن المجتهسسدين غيسسر معصسسومين )قسسوله ليتصسسور انعقسساد‬
‫الجماع( أى فهو ممتنع عادة‪ .‬وأجيسسب بسسأن المجتهسسدين لهسسم داع السسى‬
‫الجتماع على حكم واحد فى وقت واحد وهو النص القسساطع أو الظسسن‬
‫الغالب )قوله ول سبيل الى معرفته( أى سلمنا بتصوره لكن لطريسسق‬
‫السى معرفتسه )قسوله عسن دليسسل( أى عسن مسسستند فل بسد منسه )قسوله أو‬
‫اسسسستنباط( أى قيسسساس جلسسسى أو خفسسسى )قسسسوله دواعيهسسسم( أى أسسسسبابهم‬
‫وشسسروطهم )قسسوله وفسسى إصسسابته( أى فسسى ان يكسسون الجتهسساد صسسوابا‬
‫)قوله ذلك( أى الجماع )قوله فدل( أى مجموع هذه الحاديث‬

‫)فصل( والجماع حجة من جهة الشرع‪ .‬ومن النسساس مسسن قسسال‬


‫هو حجسسة مسسن جهسسة العقسسل والشسسرع جميعسسا‪ .‬وهسسذا خطسسأ لن العقسسل‬
‫ليمنع اجماع الخلق الكثير >‪ <148‬على الخطأ‪ .‬وبهذا اجمع اليهسسود‬
‫على كثرتهم والنصارى على كسسثرتهم علسسى مسسا هسسم عليسسه مسسن الكفسسر‬
‫والضلل‪ ،‬فدل على ان ذلك ليس بحجة من جهة العقل‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله من قال[ أى منهم إمام الحرمين )قوله من جهسسة العقسسل والشسسرع‬
‫جميعسسا( أى لن الجمسساع يسسدل علسسى وجسسود دليسسل قسساطع فسسى الحكسسم‬
‫وامتناع اجتماع مثلهم على مظنون )قوله أجمع اليهسسود السسخ( أى وكسسم‬
‫أجمع الفلسفة على قسدم العسالم )قسوله علسى كسثرتهم( أى مسع كسثرتهم‬
‫)قوله فدل( أى هذا التعليل )قوله ليس بحجة من جهسسة العقسسل( أى بسسل‬
‫من جهة الشرع‬

‫)باب ما ينعقد به الجماع وماجعل حجة فيه(‬


‫اعلم ان الجماع لينعقد ال عن دليل فسسإذا رأيسست اجمسساعهم علسسى‬
‫حكسسم علمنسسا ان هنسساك دليل جمعهسسم سسسواء عرفنسسا ذلسسك السسدليل او لسسم‬
‫نعرفه‪ .‬ويجوز ان ينعقد عن كل دليل يثبت به الحكم كأدلة العقل فسسى‬
‫الحكام ونص الكتاب والسنة وفحواهما وافعال رسول ال صلى ال س‬
‫عليه وسسسلم واقسسراره والقيسساس وجميسسع وجسسوه الجتهسساد‪ .‬وقسسال داود‬
‫وابن جرير ليجوز ان ينعقسد الجمساع مسن جهسة القيساس‪ .‬فأمسا داود‬
‫فبناه على ان القيسساس ليسسس بحجسسة‪ ،‬ويجيسسء الكلم عليسسه ان شسساء الس‬
‫تعالى‪ .‬وأما ابن جرير فالدليل على فسسساد قسسوله هسسو ان القيسساس دليسسل‬
‫من أدلة الشرع‪ ،‬فجاز ان ينعقد الجماع من جهته كالكتاب والسنة‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله وماجعل الخ[ أى من المور التى جعل الجماع حجة فيهسسا مسسن‬
‫الدينيات والعقليات والدنيويات وغيرها )قوله عن دليل( أى قطعى أو‬
‫ظنى )قوله علمنا ان الخ( أى لن القسسول فسسى السسدين بل مسسستند خطسسأ‪،‬‬
‫كإجماعهم على جسسواز الجسسارة و بيسسع المعاطسساة )قسسوله فحواهمسسا( أى‬
‫مفهومهما الموافق )قوله ابن جرير( هو محمد بن جرير الطبرى ولسسد‬
‫سنة ‪ 224‬هس وتوفى سنة ‪ 310‬هس وهو من القسسائلين بجسسواز القيسساس‬
‫وحجيته )قوله فجاز الخ( أى وليست الظنية مانعة من صلحيته لذلك‬
‫كخبر الحاد فإنه ينعقد به الجماع وهو ظنى‬

‫)فصل( والجماع حجة فى جميع الحكسسام الشسسرعية كالعبسسادات‬


‫والمعاملت واحكام الدماء والفروج وغير ذلسسك مسسن الحلل والحسسرام‬
‫والفتسساوى والحكسسام >‪ <149‬فأمسسا الحكسسام العقليسسة فعلسسى ضسسربين‪:‬‬
‫احدهما يجب تقديم العمل به على العلم بصحة الشرع كحسسدوث العسسالم‬
‫واثبات الصانع واثبات صفاته واثبات النبسسوة ومسسا أشسسبهها‪ ،‬فل يكسسون‬
‫الجماع حجة فيه لنا قد بينا ان الجماع دليل شسسرعى ثبسست بالسسسمع‬
‫فل يجوز ان يثبت حكمسسا يجسسب معرفتسه قبسسل السسمع كمسسا ليجسوز ان‬
‫يثبت الكتاب بالسنة والكتاب يجب العمل بسسه قبسسل السسسنة‪ .‬والثسسانى مسسا‬
‫ليجب تقديم العمل به على السمع‪ ،‬وذلك مثل جواز الرؤيسسة وغفسسران‬
‫ال تعالى للمذنبين وغيرهما مما يجوز ان يعلم بعد السمع‪ ،‬فالجمسساع‬
‫حجة فيها لنه يجوز ان يعلم بعد الشرع والجماع من أدلة الشرع‪،‬‬
‫فجاز اثبات ذلسسك بسسه‪ .‬وأمسسا أمسسور السسدنيا كتجهيسسز الجيسسوش وتسسدبير‬
‫الحروب والعمسارة والزراعسة وغيرهسسا مسن مصسالح السدنيا فالجمساع‬
‫ليس بحجة فيها لن الجمسساع فيهسسا ليسسس بسسأكثر مسن قسسول رسسسول الس‬
‫صلى ال عليسسه وسسسلم وقسسد ثبسست ان قسسوله انمسسا هسسو حجسسة فسسى اجمسساع‬
‫الشرع دون مصالح الدنيا‪ ،‬ولهذا روى انسسه صسسلى الس عليسسه وسسسلم >‬
‫‪ <150‬نزل منزل فقيل له انه ليس برأى فتركه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله المعاملت[ أى معاملت الخلق كالبيع )قوله أحكسسام السسدماء( أى‬
‫والجنايات )قوله والفسسروج( أى والمناكحسسات )قسسوله تقسسديم العمسسل بسسه(‬
‫المسسراد بالعمسسل هنسسا مايشسسمل عمسسل الجسسوارح وعمسسل القلسسب وهسسو‬
‫العلم)قوله بصحة الشرع( أى بوروده )قوله واثبات الصانع الخ( أى‬
‫لن اصول الحكام تنبنى عليها )قسسوله ومسسا أشسسبهها( أى مسسن وجسسوب‬
‫صدق الرسل وأمانتهم وفطانتهم وتبليغهم )قوله ثبسست( أى كسسونه دليل‬
‫شرعيا )قسسوله فل يجسوز أن يثبست السخ( أىسساذ لسو جسساز لسزم المحسسال‪.‬‬
‫ووجه ذلك أن صحة الستدلل بالكتاب والسسسنة موقوفسسة علسسى وجسسود‬
‫الصسسانع وعلسسى كسسونه متكلمسسا وعلسسى النبسسوة‪ ،‬فلسسو اثبتنسسا هسسذه الشسسياء‬
‫بالجماع لزم السسدور لن صسسحة الجمسساع متوقفسسة علسسى النسسص السسدال‬
‫علىعصمة المة عن الخطاء الموقوف على صدق الرسسسل الموقسسوف‬
‫علسسى دللسسة المعجسسزة علسسى صسسدقهم الموقسسوف علسسى وجسسود البسسارى‬
‫وإرساله‪ ،‬فلو توقفت صسسحة هسسذه الشسسياء علسسى صسسحة الجمسساع لسسزم‬
‫الدور )قوله جواز الرؤية( أى رؤية ال تعالى فى الخرة )قوله روي‬
‫أنه إلخ( وقال فى تلقيح النخل‪ :‬أنتم أعلم بأمر دنيسساكم )قسسوله إنسسه ليسسس‬
‫برأى( أى مصيب‪.‬‬

‫)باب ما يعرف به الجماع(‬


‫اعلم ان الجماع يعرف بقول وفعل وقول وإقرار وفعل وإقسسرار‪.‬‬
‫فأما القول فهو ان يتفق قول الجميع على الحكم بأن يقولوا كلهسم هسذا‬
‫حلل او حرام‪ .‬والفعل ان يفعلوا كلهم الشيء‪ .‬وهل يشترط انقراض‬
‫العصر فى هذا أم ل ؟ فيه وجهان من اصحابنا من قال يشسسترط فيسسه‬
‫انقراض العصر‪ ،‬واذا لم ينقرض العصر لم يكن اجماعا ولحجسسة‪.‬‬
‫ومنهم من قال انه اجمساع‪ ،‬وليشسترط فيسه انقسراض العصسر‪ .‬وهسو‬
‫الصح لقوله صلى ال عليه وسلم‪ " :‬لتجتمسع امستى علسى ضسللة "‬
‫ولن من جعل قوله حجة لم يعتسبر مسوته فسى كسونه حجسة كالرسسول‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ .‬فإذا قلنا ان ذلك اجماع فإذا اجمعت الصسسحابة‬
‫على قول ولم ينقرضوا لسسم يجسسز لحسسد منهسسم ان يرجسسع عمسسا اتفقسسوا‬
‫عليه‪ ،‬وان كبر منهم صغير وصار من اهل الجتهاد بعسسد اجمسساعهم‬
‫لم يعتبر قسسوله ولسسم تجسسز لسسه مخسسالفتهم‪ <151> .‬واذا قلنسسا انسسه ليسسس‬
‫بإجماع وان انقسسراض العصسسر شسسرط جسساز لهسسم الرجسسوع عمسسا اتفقسسوا‬
‫عليه‪ ،‬وجاز لمن كبر منهم وصار من اهل الجتهاد ان يخالفهم‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله يعرف[ أى يتحقق )قوله وقول وإقرار( أى وفعل وإقرار )قوله‬
‫قول الجميع( أى جميع مجتهدى العصر )قوله انقسسراض العصسسر( أى‬
‫عصر المجمعين بأن يموتوا جميعا بعد اتفاقهم علسسى الحكسسم)قسسوله فسسى‬
‫هذا( أى الجماع القولى والفعلسسى )قسسوله يشسسترط فيسسه( أى فسسى انعقسساد‬
‫الجماع وحجيته بأن يموتوا كلهم بعده لتمكين المجمعين من الرجوع‬
‫)قوله إنه إجماع( أى وحجة )قوله ول يشترط الخ( أى بسسل لسسو اتفقسست‬
‫كلمة المجمعين ولو فى لحظة واحسسدة انعقسسد الجمسساع )قسسوله ان ذلسسك(‬
‫أى التفاق قبل النقراض )قوله ولم ينقرضوا( أى لسسم يموتسسوا جميعسسا‬
‫)قوله لسسم يعتسسبر قسسوله( أى لن الجمسساع قسسد انعقسسد )قسسوله لسسم تجسسز لسسه‬
‫مخالفتهم( أى لنه لو جوزنا المخالفة لتعذر الجماع مطلقا مسسع كسسونه‬
‫حجة متبعة )قوله إنه( أى الجماع قبل النقراض )قوله الرجوع( أى‬
‫الى ماينافيه‬
‫)فصل( وأما القول والقرار فهو ان يقسول بعضسهم قسول فينتشسر‬
‫ذلك فى الباقين فيسكتوا عن مخالفته‪ .‬والفعسسل والقسسرار هسسو ان يفعسسل‬
‫بعضهم شيئا فيتصل بالباقين فيسكتوا عن النكار عليه ؛ فالمسسذهب ان‬
‫ذلك حجة واجماع بعد انقسسراض العصسسر‪ .‬وقسسال الصسسيرفى هسسو حجسسة‬
‫ولكن ليسمى اجماعا‪ .‬وقال أبو على بن أبى هريرة ان كان ذلك فتيسسا‬
‫فقيه فسكتوا عنه فهو حجة‪ ،‬وان كان حكسسم إمسسام أو حسساكم >‪<152‬‬
‫لم يكن حجة‪ .‬وقال داود ليس بحجة بحال‪ .‬والدليل على مسسا قلنسساه ان‬
‫العادة ان اهل الجتهاد اذا سسسمعوا جوابسسا فسسى حادثسسة حسسدثت اجتهسسدوا‬
‫فسسأظهروا مسسا عنسسدهم‪ ،‬فلمسسا لسسم يظهسسروا الخلف فيسسه دل علسسى انهسسم‬
‫راضون بذلك‪ .‬وأما قبل انقراض العصر ففيه طريقان‪ :‬من اصحابنا‬
‫من قال ليس بحجة وجهسسا واحسسدا‪ .‬ومنهسسم مسسن قسسال هسسو علسسى وجهيسسن‬
‫كالجماع من جهة القول والفعل‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله بعضسسهم[ أى بعسسض المجمعيسسن والمجتهسسدين )قسسوله فينشسسر( أى‬
‫بحيسسث يبلغهسسم فيمضسسى زمسسان يتمكنسسون فيسسه عسسادة مسسن النظسسر )قسسوله‬
‫فيسكتوا( أى الباقون بأن لم ينكروه ول تظهر أمارة رضسسا أو سسسخط‬
‫منهم‪ .‬ولينافى ذلك قول الشسسافعى‪ :‬ل ينسسسب إلسسى سسساكت قسسول‪ ،‬لنسسه‬
‫محمول على الجمسساع القطعسسى فل ينسسافى كسسونه إجماعسسا ظنيسسا )قسسوله‬
‫فيتصل( أى فينتشر )قوله فالمذهب( أى الصحيح )قوله ذلك( أى قول‬
‫البعض أو فعله وسكوت الباقين )قوله حجة( أى لن هؤلء السسساكتين‬
‫لسسولم يسسساعدوا البعسسض القسسائل أو الفاعسسل لعترضسسوا عليسسه )قسسوله‬
‫وإجماع( أى لن سكوتهم فى مثل ذلك يظن منه موافقتهم عسسادة فكسسان‬
‫كالنطق حتى يتسسم بسسه الجمسساع غيسسر أنسسه يسسسمى مقيسسدا فيقسسال إجمسساع‬
‫سسسكوتى كمسسا يسسسمى مطلقسسا )قسسوله بعسسد انقسسراض العصسسر( أى بعسسد‬
‫انقراض عصر بعض القائل أو الفاعسسل وانقسسراض السسساكتين جميعهسسم‬
‫بأن يموتوا‪ .‬وذلك لجواز ان يكون من لم ينكر إنمسسا لسسم ينكسسر لنسسه لسسم‬
‫يجتهسسد بعسسد فل رأى لسسه فسسى المسسسألة )قسسوله ليسسسمى إجماعسسا( أى‬
‫لختصاص مطلق الجماع بالقطعى والجماع السكوتى ظنى‪ ،‬وعلى‬
‫هذا فليسمى إجماعا إل مقيدا بالسكوتى )قوله حجة( أى وإن لم يكسسن‬
‫إجماعا لن الفتيا يبحث فيها عادة‪ ،‬فالسسسكوت عنهسسا رضسسا بهسسا )قسسوله‬
‫حكم إمام( أى فسكتوا عنه )قسسوله لسسم يكسسن حجسسة( أى لن العستراض‬
‫على المام أو الحاكم يعد سوء أدب‪ ،‬فلعل سسسكوتهم كسسان لسسذلك )قسسوله‬
‫ليس بحجة بحال( أى بكل حال‪ .‬وهذا موافسسق بقسسول المسسام الشسسافعى‪:‬‬
‫لينسب السسى سسساكت قسسول )قسسوله ليسسس بحجسسة بحسسال( أى ول إجماعسسا‬
‫لحتمال السكوت لغيسسر الموافقسسة )قسسوله وأمسسا قبسسل السسخ( أى أمسسا قسسول‬
‫البعض أو فعله وسكوت الباقين قبسسل السسخ )قسسوله ماقلنسساه( أى مسسن أنسسه‬
‫حجة أو اجماع )قوله جواب( أى من بعض المجتهدين )قوله فيه( أى‬
‫فى ذلك الجواب )قوله فدل( أى عسسدم اظهسسارهم الخلف )قسسوله ففيسسه(‬
‫أى قول البعض أو فعله مع سكوت الباقين )قوله وجها واحدا( أى بل‬
‫خلف )قوله على وجهين( وقد تقدم فيه انسسه اذا لسسم ينقسسرض العصسسر‬
‫فيه وجهان‪ :‬احدهما ليس اجماعا ولحجة‪ ،‬والثانى انه اجماع وحجة‬

‫)باب مايصح من الجماع وماليصح ومن يعتبر قوله ومن‬


‫ليعتبر(‬
‫واعلم ان اجماع سائر المم سوى هذه المة ليسسس بحجسسة‪ .‬وقسسال‬
‫بعض الناس اجماع كسل امسة حجسة‪ ،‬وهسو اختيسار الشسيخ أبسى اسسحق‬
‫السفرائينى‪ .‬والدليل علسسى فسسساد ذلسسك مابينسسا ان الجمسساع انمسسا صسسار‬
‫حجة بالشرع‪ ،‬والشسسرع لسسم يسسرد ال بعصسسمة هسسذه >‪ <153‬المسسة‪،‬‬
‫فوجب جواز الخطأ على من سواها من المم‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله هذه المة[ أى المحمدية )قوله حجة( اى فى ملتنا بناء علسسى ان‬
‫شرعهم شرع لنا مالم يرد ناسخ )قوله وهسسو( أى قسول البعسسض )قسوله‬
‫أبى اسحق السفرئينى( هو ابراهيم بن محمد بن ابراهيم السفرائينى‬
‫الصولى الشسسافعى تسسوفى فسسى شسسهر عاشسسوراء سسسنة ‪ 418‬هسس )قسسوله‬
‫بالشرع( أى بطريق الشرع من الكتاب والسنة )قوله بعصمة الخ( أى‬
‫لحديث "ان امتى لتجتمع على ضللة "رواه ابن ماجه وغيسسره)قسسوله‬
‫فوجب جواز الخ( أى فليكون اجماعهم حينئذ حجة فى حق احسد مسن‬
‫هذه المة‪.‬‬

‫)فصل( وأما هذه المة فإجماع علماء كل عصر منهم حجة على‬
‫العصر الذى بعدهم وقسسال داود اجمسساع غيسسر الصسسحابة ليسسس بحجسسة‪.‬‬
‫والدليل على ما قلنا قوله تعالى‪ " :‬ومن يشاقق الرسسسول مسسن بعسسد مسسا‬
‫تبين له الهدى" الية ولم يفرق قوله صلى الس عليسه وسسسلم‪" :‬ليخلسسو‬
‫عصر من قائم ل عز وجل بحجة" ولنه اتفسساق مسسن علمسساء العصسسر‬
‫على حكم الحادثة فأشبه الصحابة‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قسسوله فإجمسساع علمسساء السسخ[ أى فيشسسمل عصرالصسسحابة وعصسسر مسسن‬
‫بعدهم الى آخر الزمان)قوله حجة( أى لن الدلسسة الدالسسة علسسى حجيسسة‬
‫الجماع لم تفصل بين عصر وعصر‪ ،‬فهى عامة لعلماء كل عصسسر‬
‫)قوله على العصر( أى على الناس الذين حسدثوا بعسد انعقساد الجمساع‬
‫او بعد انقراض عصر المجمعين وغيرهسم‪ ،‬فيمتنسع خلف مسن حسدث‬
‫من المجتهدين من بعد اجماعهم)قوله ليس بحجسسة( أى لن الجمسساع‬
‫انما يكون عن توقيسسف والصسسحابة هسسم السسذين شسساهدوا التوقيسسف )قسوله‬
‫على ما قلناه( أى اجمسساع كسسل عصسسر السسخ )قسسوله ولسسم يفسسرق( أى لن‬
‫"من" مسسن صسسيغ العمسسوم وقسسد توعسسد علسسى ذلسسك‪ ،‬فسسدل علسسى ان اتبسساع‬
‫سبيلهم واجب وليكون اتباع سبيلهم واجبا ال اذا كان حجة فى نفسه‬
‫)قوله فأشبه( أى فأشبه اتفاقهم اتفاق الصحابة على مسئلة حادثسسة‪ ،‬فل‬
‫معنى لختصاصه بهم‬
‫)فصسسسل( ويعتسسسبر فسسسى صسسسحة الجمسسساع اتفسسساق جميسسسع علمسسساء‬
‫العصسسرعلىالحكم‪ .‬فسسإن خسسالف بعضسسهم لسسم يكسسن ذلسسك اجماعسسا‪ .‬ومسسن‬
‫الناس من قال ان كان المخالفون اقسسل عسسددا مسسن المسسوافقين لسسم يعتسسد‬
‫بخلفهم‪ .‬وقال بعضهم ان كان المخالفون >‪ <154‬عددا ليقسسع العلسسم‬
‫بخبرهم لم يعتد بهم‪ .‬ومن الناس من قال اذا اجمع اهل الحرمين مكة‬
‫ومدينة والمصرين والبصرة والكوفة لسسم يعتسسد بخلف غيرهسسم‪ .‬وقسسال‬
‫مالك اذا اجتمع اهل المدينة لم يعتد بخلف غيرهم ‪ .‬وقسسال البهسسرى‬
‫من اصحابه انما أراد بسسه فيمسسا طريقسسه الخبسسار كالجنسساس والصسساع‪،‬‬
‫وقال بعض أصحابه انما اراد به الترجيح بنقلهم‪ ،‬وقسسال بعضسسهم انمسسا‬
‫أراد به فى زمن الصسسحابة والتسسابعين وتسسابعى التسسابعين‪ .‬وقسسال بعسسض‬
‫الفقهاء اذا اجمع الخلفاء الربعة رضوان ال عليهم لم يعتد بغيرهسسم‪.‬‬
‫وقسسال الرافضسسة اذا قسسال علسسى كسسرم الس وجهسسه شسسيئا لسسم يعتسسد بغيسسره‪.‬‬
‫والدليل على فساد هذه القاويل ان ال تعالى سبحانه انمسسا أخسسبر عسن‬
‫عصمة جميع المة‪ ،‬فدل على جواز الخطأ على بعضهم‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله فإن خسسالف السسخ[ أى ولسسو كسسان البعسسض واحسسدا )قسسوله ذلسسك( أى‬
‫التفاق الذى خالف فيسسه البعسسض )قسوله لسسم يعتسسد بخلفهسسم( أى العسسبرة‬
‫بقول الكثر لقسسوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم "عليكسسم بالسسسواد العظسسم"‬
‫)قوله قال بعضهم( وهم المالكية والمعتزلة )قوله عددا السسخ( أى عسسدد‬
‫التواتر )قوله والبصرة( لعله بإسسسقاط السسواو )قسسوله البهسسرى( نسسسبة‬
‫الى أبهر اسم قرية‪ ،‬وهو القاضى ابو بكر محمد بن عبد ال س التميمسسى‬
‫شسسيخ المالكيسسة فسسى العسسراق تسسوفى فسسى شسسوال سسسنة ‪ 375‬هس س )قسسوله‬
‫الخبار( أى والنقل )قوله بنقلهم( أى روايتهم )قسسوله بعسسض الفقهسساء(‬
‫وهو القاضى أبو خسسازم مسسن أصسسحاب أبسسى حنيفسسة والمسسام أحمسسد فسسى‬
‫احدى الروايتين عنه )قوله لم يعتسسد بغيرهسسم( وذلسسك لقسسوله صسسلى ال س‬
‫عليسه وسسلم " عليكسم بسسنتى وسسنة الخلفساء الراشسدين المهسديين مسن‬
‫بعدى تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ " رواه ابو داود والترمذى‬
‫وصححه الحاكم‬

‫)فصل( ويعتبر فى صحة الجماع اتفاق كسسل مسسن كسسان مسسن اهسسل‬
‫الجتهاد سواء كان مدرسا مشهورا أو خسسامل مسسستورا وسسسواء كسسان‬
‫عسسدل أمينسسا أو فاسسسقا متهتكسسا لن المعسسول فسسى ذلسسك علسسى الجتهسساد‪،‬‬
‫والمحجور كالمشهور والفاسق كالعدل فى ذلك >‪<155‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله مشهورا[ أى بسسأنه مسسن اهسسل الجتهسساد )قسسوله مسسستورا( أى انسسه‬
‫ليعرف من المجتهدين )قوله أمينا( أى صادقا )قوله فى ذلك( أى فى‬
‫انعقسساد الجمسساع )قسسوله المحجسسور السسخ( أى ان المجتهسسد المحجسسور‬
‫كالمجتهد المشهور فى اهليسسة الجتهسساد والجمسساع )قسوله والفاسسسق كسسا‬
‫لعسسدل( أى والمجتهسسد الفاسسسق كالمجتهسسد العسسدل فسسى اهليسسة الجتهسساد‬
‫والجماع‬

‫)فصل( ول فرق بين ان يكون المجتهد من اهل عصرهم أو لحق‬


‫بهسسم مسسن العصسسر السسذى بعسسدهم وصسسار مسسن اهسسل الجتهسساد عنسسد‬
‫الحادثة‪،‬كالتابعى اذا ادرك الصحابة فى حال حدوث الحادثة وهو مسسن‬
‫اهسسل الجتهسساد‪ .‬ومسسن اصسسحابنا مسسن قسسال ليعتسسد بقسسول التسسابعين مسسع‬
‫الصسسحابة‪ .‬والسسدليل علسسى ماقلنسساه هسو ان سسسعيد بسسن المسسسيب والحسسسن‬
‫واصسسحاب عبسسد السس بسسن مسسسعود كشسسريح والسسسود وعلقمسسة كسسانوا‬
‫يجتهدون فى زمسسن الصسسحابة ولسسم ينكرعليهسسم احسسد ولنسسه مسسن اهسسل‬
‫الجتهاد عند حدوث الحادثة فاعتد بقوله كأصساغر الصسحابة رضسسى‬
‫ال عنهم‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قوله صار[ أى المجتهد اللحق )قوله عند الحادثسسة( أى عنسسد حسسدوث‬
‫الحادثة )قوله وهو من اهل الخ( أى فإن التابعى معتبر معهسسم ويكسسون‬
‫اجمسساعهم لينعقسسد مسسع مخسسالفته )قسسوله مسسع الصسسحابة( أى مسسع اجمسساع‬
‫الصحابة فلو خالفهم ليعتبر الختلف )قوله علسسى مسسا قلنسساه( أى مسسن‬
‫عدم الفرق بين المجتهدين فى العصرين )قوله الحسسسن( أى البصسسرى‬
‫المام المشسسهور )قسسوله كالشسسريح( أى ابسسن الحسسرث بسسن قيسسس الكنسسدى‬
‫توفى سنة ‪ 80‬هس )قوله السود( أى بن زيد بسسن قيسسس النخعسسى تسسوفى‬
‫سنة ‪ 74‬هس روى انه حج ثمانين حجة وعمرة )قوله علقمسسة( أى بسسن‬
‫قيسس بسن عبسد الس النخعسى تسوفى سسنة ‪ 63‬هسس )قسوله يجتهسدون( أى‬
‫ويفتون )قوله احد( أى من الصحابة‪ ،‬فلو كان قول التابعى بسساطل لمسسا‬
‫ساغ للصحابة تجويزه‬

‫)فصسسل( وأمسسا مسسن خسسرج مسسن الملسسة بتأويسسل أو مسسن غيسسر تأويسسل‬
‫فليعتد بقوله فى الجماع‪ .‬فإن اسلم وصسار مسن اهسل الجتهساد عنسد‬
‫الحادثة اعتبر قوله‪ .‬وان انعقد الجماع وهو كسسافر ثسسم اسسسلم وصسسار‬
‫من اهل الجتهاد ؛ فإن قلنا ان انقراض العصر ليس بشرط لسم يعتسبر‬
‫قوله‪ <156> ،‬وان قلنا انه شرط اعتبر قوله ؛ فإن خالفهم لم يكن‬
‫اجماعا‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫]قسسوله مسسن الملسسة[ أى السسسلمية )قسسوله فسسى الجمسساع( أى فسسى انعقسساد‬
‫الجماع )قوله أعتبر قوله( أي لن اسم المسسة يتنسساوله فهسسو مسسن أهسسل‬
‫الكرامة )قوله لم يعتبر قوله( أي قول كافر أسسسلم فسسي انعقسساد الجمسساع‬
‫وحجيته )قوله وإن قلنا إلخ( لكن هذا على القول بسسأن فسسائدة الشسستراط‬
‫جواز رجوع البعض ودخول مجتهد قبل انقراضهم وأمسا علسى القسول‬
‫بأن فائدته جواز الرجسسوع فقسسط فينبغسسى أن ل يعتسبر أيضسسا )قسسوله إنسسه‬
‫شرط( أي في انعقاد الجمسساع )قسسوله فسسإن خسسالفهم( أي أهسسل الجتهسساد‬
‫)قوله لم يكن( أي إجماعهم‪.‬‬

‫)فصل( وأمامن لسسم يكسسن مسسن اهسسل الجتهسساد فىالحكسسام كالعامسسة‬


‫والمتكلمين والصوليين لسسم يعتسسبر قسسولهم فسسى الجمسساع‪ .‬وقسسال بعسسض‬
‫المتكلمين يعتير قول العامة فسى الجمسساع‪ .‬وقسسال بعضسسهم يعتسبر قسول‬
‫المتكلمين والصوليين‪ .‬وهذا غير صحيح لن العامة ليعرفون طرق‬
‫الجتهاد‪ ،‬فهسم كالصسبيان‪ .‬وأمسا المتكلمسون والصسوليون فليعرفسون‬
‫جميع طرق الحكام‪ ،‬فليعتبر قولهم كالفقهاء اذا لم يعرفسسوا اصسسول‬
‫الفقه‬
‫‪------------------‬‬
‫]قسسوله كالعامسسة[ أىعامسسة المسسسلمين )قسسوله الصسسوليين( أى السسذين‬
‫ليتمكنسسون مسسن الجتهسساد و ال فكسسل مجتهسسد أصسسولى وال لمسسا أمكنسسه‬
‫الجتهاد فيعتبر قولهم حينئذ )قوله بعض المتكلمين( وهو القاضى أبو‬
‫بكر الباقلنى )قوله وهذا( أى المذكور مسسن القسسولين )قسسوله كالفقهسساء(‬
‫أى فإنه ليعتد قولهم لعدم الشروط المعتبرة‬
‫)باب الجماع بعد الخلف(‬
‫اذا اختلف الصحابة فى المسسسئلة علسسى قسسولين وانقسسرض العصسسر‬
‫جسساز للتسسابعين ان يتفقسسوا علسسى احسسدهما‪ .‬ومسسن اصسسحابنا مسسن قسسال‬
‫ليتصور ذلك لن اختلفهم >‪ <157‬علسسى قسسولين حجسسة فسسى جسسواز‬
‫الخذ بكل واحسسد منهمسسا ليجوزعليهسسا الخطسسأ واجمسساع التسسابعين علسسى‬
‫تحريم احدهما حجة ليجوز عليها الخطأ‪ ،‬فل يصح اجتماعهما‪ .‬وهذا‬
‫غير صحيح لن الصحابة اذا اجتمعت على جسسواز الخسسذ بكسسل واحسسد‬
‫من القولين صار التابعون فسسى القسسول بتحريسسم احسسدهما بعسسض المسسة‪،‬‬
‫والخطأ جائز على بعض المة‬
‫‪------------------‬‬
‫]قسسوله فسسى المسسسئلة[ أى فسسى حكمهسسا )قسسوله جسساز للتسسابعين( هسسذا ليسسس‬
‫مخصوصا للتابعين مع الصحابة‪ .‬وذلسسك كاتفسساق التسسابعين علسسى منسسع‬
‫بيع المهات بعد اختلف الصحابة فيه )قوله من قال( أى كأبى بكسسر‬
‫الصيرفى وأبى الحسسسن الشسسعرى‪ ،‬وبسسه قسسال المسسام احمسسد بسسن حنبسسل‬
‫)قوله ليتصور ذلك( أى التفاق على احدهما‪ ،‬لنه يؤدى الى انعقسساد‬
‫نقيضين )قوله حجة( أى اجماع منهم )قوله على تحريسسم احسسدهما( أى‬
‫على احد القولين )قوله اجتماعهمسسا( أى لنهمسسا نقيضسسان واجتماعهمسسا‬
‫محال‬

‫)فصل( واذا اجتمسسع التسسابعون علسى احسسد القسولين لسم يسسزل بسذلك‬
‫خلف الصحابة‪ ،‬ويجوز لتابع التابعين الخذ بكل واحد مسسن القسسولين‪.‬‬
‫وقال ابن خيرون والقفسسال يسسزول الخلف وتصسسير المسسسئلة اجماعسسا‪،‬‬
‫وهو قول المعتزلة‪ .‬والسسدليل علسسى مسسا قلنسساه ان اختلفهسسم علسسى قسسولين‬
‫اجماع على جوازالخذ بكل واحد من القولين وما اجتمعسست الصسسحابة‬
‫على جوازه ليجسسوز تحريمسسه بإجمسساع التسسابعين كمسسااذا اجمعسسوا علسسى‬
‫تحليل شيء لم يجز تحريمه بإجماع التابعين‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قسسوله اذا اجتمسسع[ أى اذا اجمسسع )قسسوله علسسى احسسد القسسولين( أى قسسولى‬
‫الصحابة )قوله خلف الصحابة( أى فسسى المسسسئلة علسسى قسسولين )قسسوله‬
‫ابسسن خيسسران( وهسسو المسسام أبسسو علسسى الحسسسين بسسن صسسالح بسسن خيسسران‬
‫البغدادى توفى يوم الثلثاء من ذى الحجة سنة ‪ 320‬هس )قوله القفال(‬
‫أى الكبير محمد بن على الشاشسى )قسوله بسزوال الخلف( أى خلف‬
‫الصحابة )قسسوله علسسى مسسا قلنسساه( أى مسسن عسسدم زوال خلف الصسسحابة‬
‫بإجماع التابعين على احد القولين )قوله على جوازه( أى علسسى جسسواز‬
‫الخذ به )قوله ليجوز الخ( أى لن اجماع عصر الثسسانى علسسى احسسد‬
‫القولين يستلزم امتناع الخذ‬
‫بالخر فينافى اجماع اهل العصر الول‬

‫)فصل( وأما اذا اختلفت الصحابة على قولين ثم اجتمعسست علسسى‬


‫احسسدهما نظسسرت ؛ فسسإن كسسان ذلسسك >‪ <158‬قبسسل ان يسسبرد الخلف‬
‫ويستقر كخلف الصحابة لبى بكر رضى ال عنهم فى قتال مسسانعى‬
‫الزكاة واجماعهم بعسد ذلسسك زال الخلف وصسسارت المسسئلة بعسد ذلسك‬
‫اجماعا بل خلف‪ ،‬و ان كان ذلسسك بعسسد مسسا بسسرد الخلف واسسستقر ؛‬
‫فإن قلنا انسه اذا اجتمسسع التسسابعون زال الخلف بإجمسساعهم فبإجمسساعهم‬
‫أولى ان يزول‪ ،‬واذا قلنا بإجماع التابعين ليزول الخلف بنيت على‬
‫انقراض العصر ؛ فإن قلنا ان ذلك شرط فى صسسحة الجمسساع جسساز‬
‫لن اختلفهم على قولين ليس بأكثر من اجتماعهم على قول واحسسد‪،‬‬
‫فإذا جاز لهم ان يرجعوا قبل انقراض العصر فرجوعهم عما اختلفسسوا‬
‫فيه أولى‪ ،‬واذا قلنا ان انقسسراض العصسسر ليسسس بشسسرط لسسم يجسسز ان‬
‫يجمعوا لن اختلفهسسم علسسى قسسولين حجسسة ل يجسسوز عليهسسا الخطسسأ فسسى‬
‫تجويز الخذ بكل واحد من القولين‪ ،‬فل يجوز الجمسساع علسسى تسسرك‬
‫حجة ليجوز عليها الخطأ‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله نظرت[ أى المسئلة )قوله ذلك( أى الجماع علسسى احسسد القسسولين‬
‫بعد اختلف‬
‫)قوله قبل ان يسسبرد الخلف( أى بسسأن كسسانوا فسسى مهلسسة النظسسر وتبسسادل‬
‫الراء ولم يستقر لهم قول )قسسوله زال الخلف( أى لنسسه ليسسس لواحسسد‬
‫قبسل اسستقرارالخلف قسول بسل لكسل واحسد منهسم مجسرد نظسر وبحسث‬
‫لصابة القول )قوله اذا اجتمع التابعون( أى على احسسد القسسولين )قسسوله‬
‫فبإجماعهم الخ( أى وتصسسير المسسسئلة اجماعيسسة )قسسوله علسسى انقسسراض‬
‫العصر( اى على الخلف فى اشتراط النقراض فسسي الجمسساع )قسسوله‬
‫جاز( أى اجماعهم بعسد الختلف )قسسوله ان يرجعسسوا( أى عسسن القسسول‬
‫الواحد الذي اتفقوا عليه )قوله أولسسى( أى بسسالجواز )قسسوله بشسسرط( أى‬
‫فى صحة الجماع )قوله لم يجزأن يجمعوا( أى على احد القولين لهم‬
‫بعد استقرار خلفهم ومضي مهلة النظر‬

‫)باب القول فى اختلف الصحابة على قولين(‬


‫واعلم اذا اختلفسست الصسسحابة فسسى المسسسئلة علسسى قسسولين وانقسسرض‬
‫العصر عليه لم يجسز للتسابعين إحسسداث قسول ثسسالث‪ .‬وقسال بعسض أهسل‬
‫الظاهر >‪ <159‬يجوز ذلك‪ .‬والدليل على فساد ذلك هو ان اختلفهم‬
‫على قولين اجماع على إبطال كل قول سواهما كما ان اجماعهم على‬
‫قول كل واحد اجماع على ابطال كل قول سواه‪ ،‬فلما لم يجسسز احسسداث‬
‫قول ثان فيما اجمعوا فيه على قول واحد لسسم يجسسز احسسداث قسسول ثسسالث‬
‫فيما اجمعوا فيه على قولين‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله فى المسئلة[ أى الواحسسدة )قسسوله عليسسه( أى علسسى هسسذا الختلف‬
‫)قوله لم يجز الخ( أى لستلزام الحداث إبطال ما اجمعسسوا عليسسه لن‬
‫اختلفهم على قولين يقتضسسى وجسسوب الخسسذ بأحسسدهما واحسسداث ثسسالث‬
‫يرفع ذلك كلسه )قسسوله يجسسوز ذلسك( أى احسسداث قسول ثسالث مطلقسا لن‬
‫اختلفهم على قسولين دليسل تسسويغ الجتهساد فسى احسداث ثسالث )قسوله‬
‫اختلفهم( أى اختلف الصحابة او المة فى أى عصر من العصسسار‬
‫)قوله اجماع( أى من جهة المعنى )قوله لم يجز احداث السسخ( أى لن‬
‫تجسسويزه مبطسسل لوجسسوب الخسسذ بأحسسد القسسولين وكسسان مبطل للجمسساع‬
‫المنعقد أول وذلك باطل‬

‫)فصل( فأما اذا اختلفت الصحابة فى مسئلتين على قولين فقسسالت‬


‫طائفسسة بالتحليسسل‪ ،‬وقسسالت طائفسسة بسسالتحريم ولسسم يصسسرحوا بالتسسسوية‬
‫بينهما فى الحكم جاز للتسسابعى ان يأخسسذ فسسى احسسدى المسسسئلتين بقسسول‬
‫طائفة وفى المسئلة الخرى بقول الطائفة الخرى فيحكم بالتحليل فسسى‬
‫احدى المسئلتين وبسسالتحريم فسسى المسسسئلة الخسسرى‪ .‬ومسسن النسساس مسسن‬
‫زعم ان هذا إحداث قول ثالث‪ .‬وهذا خطأ لنه وافق فىكل واحد مسسن‬
‫المسئلتين فريقا من الصحابة‪.‬وأمسا اذا صسرح الفريقسان بالتسسوية بيسن‬
‫المسئلتين فقال احد الفريقيسن الحكسم فيهمسا واحسسد وهسو التحريسسم وقسال‬
‫الفريق الخر الحكم فيهما واحد وهو التحليل واخذ بقول فريسسق فسسى‬
‫احداهما وبقول فريق فى >‪ <160‬الخرى فقال شيخنا القاضسسى أبسسو‬
‫الطيب رحمه ال يحتمل ان يجسسوز ذلسسك لنسسه لسسم يحصسسل الجمسساع‬
‫على التسوية بينهما فى حكم‪ .‬والول أصح لن الجماع قسسد حصسسل‬
‫من الفريقين على التصسسريح بالتسسسوية بينهمسسا‪ ،‬فمسسن فسسرق بينهمسسا فقسسد‬
‫خالف الجماع‪ ،‬وذلك ليجوز‬
‫‪---------------------‬‬
‫]قوله فى الحكم[ أى كما هنا‪ ،‬أو فى العلة كتوريث العمسسة أو الخالسسة ؛‬
‫فإن من ورثهما جعل علة التوريث كونهمسسا مسسن ذوى الرحسسام‪ ،‬ومسسن‬
‫منعه جعله علة المنع فل يجوز التفصيل لنه رفع مجمع عليسسه )قسسوله‬
‫فيحكسسم السسخ( مثسسال ذلسسك اختلف العلمسساء فسسى تعسساطى الكسسل وفعسسل‬
‫الجماع ناسسيا ؛ فقسال بعضسهم يفطسران وقسال بعضسهم ليفطسران‪ ،‬ثسم‬
‫فصل السفيان الثورى بينهمسسا مسسع اتحادهمسسا فسسى العلسسة فقسسال الجمسساع‬
‫ناسيا يفطر والكل ناسيا ليفطر لبعد النسيان فى الجمسساع دون الكسسل‬
‫)قوله ومن الناس من زعم الخ( أى فهو ممنوع مطلقسسا لنهسسم أجمعسسوا‬
‫على عدم التفصيل )قوله بالتسسسوية( أى فسسى الحكسسم والعلسسة )قسسوله أبسسو‬
‫الطيب( هو طاهر بن عبد ال توفى سنة ‪ 450‬هس )قوله يحتمسسل السسخ(‬
‫أى كما يحتمل ان ليجوز ذلك )قوله والول( أى القسسول بعسسدم جسسواز‬
‫احداث التفصيل فيما صرحوه بالتسوية‬

‫)باب القول فى قول الواحد من الصحابة وترجيح بعضهم على‬


‫بعض(‬
‫اذا قال بعض الصحابة قول ولم ينتشر ذلك فى علماء الصسسحابة‬
‫ولم يعرف له مخالف لسسم يكسسن ذلسسك اجماعسسا‪ ،‬وهسسل هسسو حجسسة ؟ فيسسه‬
‫قولن‪ :‬قسسال فسسى القسسديم هسو حجسسة ويقسسدم علسى القيسساس‪ ،‬وهسو قسول‬
‫جماعة من الفقهاء‪ ،‬وهو قول أبى علسسى الجبسسائى‪ .‬وقسسال فسسى الجديسسد‬
‫ليسسس بحجسسة‪ ،‬وهسسو الصسسحيح‪ .‬وقسسال اصسسحاب أبسسى حنيفسسة اذا خسسالف‬
‫القياس فهو توقيف يقدم على القياس‪ ،‬وذكروا ذلك مسسن كسسل وجسسه فسسى‬
‫قول ابن عباس فيمن نسسذر ذبسسح ابنسسه‪ ،‬وفسسى قسسول عائشسسة رضسسى الس‬
‫عنهسسا فسسى >‪ <161‬قصسسة زيسسد بسسن أرقسسم وغيسسر ذلسسك مسسن المسسسائل‪.‬‬
‫والدليل على انه ليس بحجة ان ال سبحانه وتعالى إنمسسا أمسسر باتبسساع‬
‫سبيل جميع المؤمنين‪ ،‬فدل على ان اتباع بعضهم ل يجب ولنسه قسول‬
‫عالم يجوز اقراره على الخطأ فلم يكن حجة كقسسول التسسابعى‪ .‬والسسدليل‬
‫على انه ليس بتوقيف انه لو كان توقيفا لنقل فى وقسست مسن الوقسسات‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فلما لم ينقل دل على انسسه ليسسس‬
‫بتوقيف‬
‫‪----------------------‬‬
‫]قوله له[ أى لهسسذا القسسول )قسسوله ذلسسك( أى قسسول بعسض الصسسحابة بعسسد‬
‫انتشاره‪ ،‬فل يلحق بالجماع السكوتى )قوله فيه( أى فسسى جسسواب هسسذا‬
‫الستفهام )قوله حجة( أى مطلقسا )قسوله وهسو( أى قسول الشسافعى فسى‬
‫القسسديم )قسسوله جماعسسة مسسن الفقهسساء( منهسسم مالسسك واحمسسد وجماعسسة مسسن‬
‫الحنفيسسة )قسسوله الجبسسائى( وهسسو ابسسو علسسى بسسن عبسسد الوهسساب الجبسسائى‬
‫المعتزلى )قسسوله ليسسس بحجسسة( أى ال فسسى الحكسسم التعبسسدى لظهسسور ان‬
‫مستنده فيه التوقيف من النسسبى)قسسوله الصسسحيح( أى لجمسساع الصسسحابة‬
‫علسسى جسسواز مخالفسسة بعضسسهم لبعسسض )قسسوله فهسسو( أى قسسول بعسسض‬
‫الصحابة المخالف للقياس )قوله لتوقيف( أى تعليم من الشارع فيكون‬
‫حجة يجب العمل به )قوله فى قول ابن عبسساس السسخ( أى عبسسد الس بسسن‬
‫عباس قال انه يذبسسح شسساة‪ .‬وقيسسل ليصسسح لن النسسذر علسسى ذبسسح البسسن‬
‫معصية )قوله زيد بسن الرقسم( أى الخزرجسسى )قسوله فسدل( أى هسذا‬
‫السسدليل )قسسوله كقسسول االتسسابعى( أى بعسسض التسسابعين )قسسوله توقيفسسا( أى‬
‫تعليما من الرسول )قوله دل( أى عدم النقل‬

‫)فصل( واذا قلنا بقوله القديم وانه حجة قسسدم علسسى القيسساس ويلسسزم‬
‫التابعى العمل به وليجوز له مخالفته‪ ،‬وهل يخص العموم به ؟ فيسسه‬
‫وجهان‪ :‬احدهما يخص به لنه اذا قدم على القياس فتخصيص العموم‬
‫أولى‪ .‬والثانى ليخص به لنهم كانوا يرجعون الى العموم ويسستركون‬
‫ماكانوا عليه‪ ،‬فدل على انه ليجوز التخصيص به‪ .‬واذا قلنا انه ليسسس‬
‫بحجة فالقياس مقدم عليه ويسوغ للتابعى مخسسالفته‪ .‬وقسسال الصسسيرفى‬
‫ان كان معه قياس ضعيف كان قوله مع القياس الضعيف أولسسى مسسن‬
‫قياس قوى ‪ .‬وهذا خطأ لن قوله ليس بحجة والقياس الضسسعيف ليسسس‬
‫بحجة فل يجوز ان يترك بمجموعهما قياس هو حجة >‪<162‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫]قوله بقوله[ أى المام الشافعى )قوله وانه( أى قول بعسسض الصسسحابة‬
‫)قوله قدم علسسى القيسساس( أى عنسسد معارضسسته لسسه )قسسوله يلسسزم التسسابعى‬
‫العمل( أى لنسسه فسسى حكسسم المرفسسوع فسسى غيسسر الصسسحابى مثلسسه )قسسوله‬
‫ليجوز( أى لنه ملحسسق بالسسسنة بالنسسسبة للتسسابعى )قسسوله فيسسه( أى فسسى‬
‫جواب هذا الستفهام )قوله تخصيصا لعمسسوم( أى بسسه أى قسسول بعسسض‬
‫الصحابة )قوله أولى( أى من تخصسسيص العمسسوم بالقيسساس لنسسه حجسسة‬
‫فسسوق القيسساس فقسسدم عليسسه )قسسوله فسسدل( أى هسسذا السسدليل مسسن رجسسوعهم‬
‫الىسسالعموم )قسسوله التخصسسيص بسسه( أى تخصسسيص العسسام بقسول بعسسض‬
‫الصسسحابة )قسسوله وهسسذا( أى قسسول الصسسيرفى )قسسوله مجموعهمسسا( أى‬
‫مجموع قول بعض الصحابة مسسع القيسساس الضسسعيف )قسسوله قيسساس هسسو‬
‫حجة( وهو القياس القوى‬

‫)فصل( فأما اذا اختلفوا على قسسولين بنيسست علسسى القسسولين فسسى انسسه‬
‫حجة أو ليس بحجة ؛ فإذا قلنا انه ليس بحجسسة لسسم يكسسن قسسول بعضسسهم‬
‫حجة على البعض ولم يجز تقليد واحد فى الفريقين بل يجب الرجسسوع‬
‫السسى السسدليل‪ .‬واذا قلنسسا انسسه حجسسة فهمسسا دليلن تعارضسسا فيرجسسح احسسد‬
‫القولين على الخر بكثرة العسسدد ؛ فسسإذا كسسان علسسى احسسد القسسولين اكسسثر‬
‫اصحابه وعلى القول الخر القل قدم عليه الكسسثر لقسسوله صسسلى ال س‬
‫عليه وسلم " عليكم بالسواد العظم "‪ ،‬فسسإن اسسستويا فسسى العسسدد قسسدم‬
‫بالئمة ؛ فإن كان على احدهما امسسام وليسسس علسسى الخسسر قسسدم السسذى‬
‫عليه المام لقوله صلى ال عليه وسلم‪ " :‬عليكم بسنتى وسنة الخلفسساء‬
‫الراشدين من بعدى "‪ ،‬فسسإن كسسان علسسى احسسدهما الكسسثر وعلسسى الخسسر‬
‫القل ال ان مع القل إماما فهمسسا سسسواء لن مسسع احسسدهما زيسسادة عسسدد‬
‫ومع الخر إماما فتسسساويا‪ ،‬وان اسسستويا فسسى العسسدد والئمسسة ال ان فسسى‬
‫احدهما احد الشيخين وفى الخر غيرهما ففيه وجهان‪ :‬احدهما انهمسسا‬
‫سواء لقوله صلى ال عليسسه وسسسلم‪":‬أصسسحابى كسسالنجوم بسسأيهم اقتسسديتم‬
‫اهتديتم"‪ ،‬والثانى ان الذى فيسسه احسسد الشسسيخين أولسسى لقسسوله صسسلى ال س‬
‫عليه وسلم‪ " :‬اقتدوا باللسسذين مسن بعسدى أبسسى بكسسر وعمسسر " فخصسهما‬
‫بالذكر >‪<163‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫]قسسوله اذا اختلفسسوا[ أى الصسسحابة )قسسوله بنيسست( أى مسسسئلة الختلف‬
‫)قوله فى انه( أى قسسول الصسسحابى )قسسوله فسسإذا قلنسسا( أى جرينسسا علسسى‬
‫القول )قوله فهما( أى القولن للصحابة )قوله القل( أى من الصحابة‬
‫)قوله قدم الخ( أى على ما عليه القل )قوله فإن اسسستويا( أى القسسولن‬
‫)قوله قدم( أى احدهما )قوله الكثر( أى عسسددا )قسسوله احسسد الشسسيخين(‬
‫وهما أبو بكر وعمر‪ ،‬اذا اطلق فسسى الصسسحابة الشسسيخان فسسالمراد بهمسسا‬
‫ابو بكر وعمر )قوله ففيه( أى فى اسسستوائهما فسسى العسسدد والئمسسة السسخ‬
‫)قوله ان الذى فيسه احسسد السسخ( أى مسن السسذى ليسس فيسه احسسدهما )قسسوله‬
‫اقتدوا السسخ( أى وفسسى روايسسة زيسسادة فانهمسسا حبسسل الس المحسسدود فمسسن‬
‫تمسك بهما تمسك بالعروة الوثقى ل انفصام لها‪.‬‬

‫))الكلم فى القياس((‬
‫)باب بيان حد القياس(‬
‫واعلم أن القياس حمل فرع على أصل فى بعض أحكامه بمعنسى‬
‫يجمع بينهما‪ .‬وقال بعض أصحابنا القيسساس هسسو المسسارة علسسى الحكسسم‪.‬‬
‫وقال بعض الناس هو فعل القائس‪ .‬وقال بعضهم القياس هو الجتهاد‪.‬‬
‫والصحيح الول لنه يطرد وينعكسسس‪ ،‬أل تسسرى أنسسه يوجسسد بوجسسوده‬
‫وبعدمه يعدم القياس‪ ،‬فدل على صسسحته‪ .‬فأمسسا المسسارة فل تطسسرد‪ ،‬أل‬
‫ترى أن زوال الشمس أمارة على دخول الوقت وليس بقياس‪ .‬وفعسسل‬
‫القائس أيضا لمعنى له‪ ،‬لنه لوكان ذلسسك صسسحيحا لسسوجب أن يكسسون‬
‫كل فعل يفعله القائس من المشى والقعسسود قياسسسا‪ ،‬وهسسذا ليقسسوله أحسسد‪،‬‬
‫فبطل تحديد بذلك‪ .‬وأما الجنهاد فهو أعسسم مسسن القيسساس لن الجتهسساد‬
‫بذل المجهود فى طلب الحكسسم‪ ،‬وذلسسك يسسدخل فيسسه حمسسل المطلسسق علسسى‬
‫المقيد وترتيب العام على الخاص وجميسسع الوجسسوه السستى يطلسسب منهسسا‬
‫الحكم‪ ،‬وشيء من ذلك ليس بقياس فلمعنى لتحديد القياس به‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله حمل فرع على أصل[ أى ويسمى الفرع مقيسا والصسسل مقيسسسا‬
‫عليه )قوله بمعنى( أى علسسة )قسسوله المسسارة( أى العلمسسة علسسى ثبسسوت‬
‫الحكم‪ ،‬فإنه غير مثبت حقيقة اذا المثبت حقيقة هو ال )قسسوله القسسائس(‬
‫المراد بسه الفقيسه المجتهسد )قسوله والصسحيح( أى فسى تعريسف القيساس‬
‫)قوله فدل( أى قوله مطردا و منعكسسسا )قسسوله فلتطسسرد( أى ليوجسسد‬
‫بوجودها القياس )قوله صحيحا( أى حدا صحيحا للقياس )قوله وهذا(‬
‫أى ان يكون كل فعل الخ )قوله بذل المجهود( أى الوسع‬

‫)باب إثبات القياس وماجعل حجة فيه(‬


‫وجملته أن القياس حجة فى إثبسسات الحكسسام العقليسسة وطريسسق مسسن‬
‫طرقهسسا >‪ <164‬وذلسسك مثسسل حسسدوث العسسالم وإثبسسات الصسسانع وغيسسر‬
‫ذلك‪.‬ومن الناس من أنكر ذلك‪ .‬والدليل على فساد قوله أن إثبسسات هسسذه‬
‫الحكسسام ل يخلسسو إمسسا أن يكسسون بالضسسرورة أو السسستدلل‪ ،‬والقيسساس‬
‫ليجوز أن يكون بالضرورة لنسسه لسسو كسسان كسسذلك لسسم يختلسسف العقلء‬
‫فيها فثبت أن إثباتها بالقياس والستدلل بالشاهد على الغائب‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله وجملته[ أى جملة الكلم فيه أى اثبات القياس )قوله وذلسسك( أى‬
‫كون القياس حجة فسسى إثبسسات الحكسسام العقليسسة )قسسوله مسسن أنكسسر ذلسسك(‬
‫لستغناء العقليات عن القياس بالعقل )قوله بالشاهد( وهسسو المخلوقسسات‬
‫)قوله الغائب( وهو الخالق‬

‫)فصل( وكذلك هو حجة فى الشرعيات وطريق لمعرفة الحكسسام‬


‫ودليل من أدلتها من جهة الشرع‪ .‬وقسسال أبسسو بكسسر السسدقاق هسسو طريسسق‬
‫من طرقها يجب العمل به مسسن جهسسة العقسسل والشسسرع‪ .‬وذهسسب النظسسام‬
‫والشيعة وبعض المعتزلسسة البغسسداديين السسى أنسسه ليسسس بطريسسق للحكسسام‬
‫الشرعية وليجوز ورود التعبد به من جهة العقل‪ .‬وقسسال داود وأهسسل‬
‫الظاهر يجوز أن يرد التعبد به مسسن جهسسة العقسسل إل أن الشسسرع ورد‬
‫بحظره والمنع منه‪ <165>.‬والدليل على أنه ليجب العمل بسسه مسسن‬
‫جهة العقل ان تعليق تحريسسم التفاضسسل علسسى الكيسسل أو الطعسسم فسسى‬
‫العقل ليس بأولى مسسن تعليسسق التحليسسل عليهمسسا ولهسسذا يجسسوز أن يسسرد‬
‫الشرع بكل واحد من الحكمين بدل عن الخر‪ ،‬واذا استوي المران‬
‫فى التجويز بطل أن يكون العقل موجبا لذلك‪ .‬وأما الدليل على جسسواز‬
‫ورود التعبد به من جهة العقل هو أنه اذا جسساز أن يحكسسم فسسى الشسسيء‬
‫بحكم لعلة منصوص عليها جاز أن يحكسم فيسه بعلسة غيسر منصسوص‬
‫عليها وينصب عليها دليل يتوصل به اليها أل ترى انه لما جسساز ان‬
‫يؤمر من عاين القبلة بالتوجه اليها جاز أيضا أن يؤمر من غاب عنها‬
‫أن يتوصل بالدليل اليها‪ .‬وأما الدليل علسى ورود الشسرع بسه ووجسوب‬
‫العمسل فإجمساع الصسحابة‪ ،‬وروى أن أبسا بكسر الصسديق رضسى الس‬
‫عنه كان اذا ورد عليه حكم نظر فى كتسساب الس عسسز وجسسل ثسسم فسسى‬
‫سنة رسول ال صسسلى الس عليسسه وسسسلم فسسإن لسسم يجسسد جمسسع رؤسسساء‬
‫الناس فاستشارهم‪ ،‬فإذا اجتمع رأيهم علسسى شسسيء قضسسى بسسه‪ ،‬وكتسسب‬
‫عمر رضسسى الس عنسه السسى أبسسى موسسى الشسسعرى رحمسسه الس فسسى‬
‫الكتاب الذى اتفق الناس على صحته‪ :‬الفهم الفهم فيما أدى اليك ممسسا‬
‫ليس فى قرآن ول سنة‪ ،‬ثم قسسس المسسور عنسسد دلسسك‪ .‬وقسسال لعثمسسان‬
‫رضى ال عنه ‪ :‬إنى رأيت فى الجد رأيا فاتبعونى‪ ،‬فقال عثمسسان ان‬
‫نتبع رأيك فرأيك رشيد وإن نتبع رأى من قبلك فنعسسم ذا السسرأى كسسان‪.‬‬
‫وقال على كرم ال وجهسسه‪ :‬كسسان رأيسسى ورأى أميسسر المسسؤمنين عمسسر‬
‫رضى ال أن لتباع أمهات الولد ورأيى الن أن يبعن >‪<166‬‬
‫فقسسال لسسه عبيسسدة السسسلمانى‪ :‬رأى ذوى عسسدل أحسسب الينسسا مسسن رأيسسك‬
‫وحدك‪ ،‬وفى بعض الروايات من رأى عدل واحد‪ ،‬فسسدل علسسى جسسواز‬
‫العمل بالقياس‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قسسوله مسسن جهسسة الشسسرع[ أى والعمسسل بسسه فسسى الشسسرعيات جسسائز عقل‬
‫وواجب شرعا )قوله من جهة العقل( أى لنه لولم يكن التعبد بالقياس‬
‫واجبا لخل أكثر الوقسائع عسن الحكسام لن النصسوص ل تفسى بجميسع‬
‫الحكام لتناهيها وعسسدم تنسساهى الحكسسام )قسوله أنسه ليسسس السخ( أى لن‬
‫النصوص تستوعب جميع الحوادث بالسماء اللغوية من غيسسر حاجسسة‬
‫الى قياس )قوله ول ليجوز ورود الخ( أى لن القيسساس طريسسق غيسسر‬
‫مأمون من الخطأ والعقل يمنع من سسسلوكه )قسسوله التعبسسد( أى التكليسسف‬
‫)قوله ان الشرع ورد الخ( أى بالكتاب والسنة والجماع أمسسا بالكتسساب‬
‫فكقوله تعالى " ولتقف ما ليس لك به علم" وقوله تعالى "وان الظسسن‬
‫ليغنى من الحق شيئا" فقد نهى عسسن اتبسساع مسساليس بعلسسم ومسسن جملتسسه‬
‫الظن والقياس يفيد الظن‪ ،‬وأمسسا السسسنة فكقسسوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم‬
‫"ستفترق أمتى على بضع وسبعين فرقة أعظمها على أمتى فتنسسة قسسوم‬
‫يقيسون الدين برأيهم يحرمون ما أحل ال ويحلون ما حرم السس" وأمسسا‬
‫بالجمسساع فقسسد نقسسل عسسن بعسسض الصسسحابة مسسن ذم السسرأى مسسن غيسسر‬
‫نكيرفكان اجماعا )قوله ووجوب العمل( أى به )قوله فان لم نجد الخ(‬
‫أى فى الكتاب والسنة حكما )قوله أبى موسى( هو عبسد الس بسن قيسسس‬
‫الشعرى )قوله فى الكتاب الذى الخ( أى ولينكره أحد مسسن الصسسحابة‬
‫)قوله الفهم الخ( تمام الكتاب "واعسرف المثسال ثسم اعمسد فيمسا تسرى‬
‫الى أحبها الى الس وأشسبهها بسالحق" )قسوله رأيسا( أى وهسو أنسه أولسى‬
‫بالرث من الخوة )قوله من قبلك( أى وهو أبو بكسسر الصسسديق )قسسوله‬
‫عبيدة( بفتح العين المهملة هو ابن عمر السسسلمانى تسسوفى سسسنة ‪ 72‬هسس‬
‫)قوله ذوى عدل( أى وهما أبو بكر وعمر )قوله فدل( أى إجماعهم‬

‫)فصل( ويثبت بالقياس جميع الحكام الشرعية جملها وتفصيلها‬


‫وحدودها وكفاراتها ومقسسدراتها‪ .‬وقسسال أبسسو هاشسسم ليثبسست بالقيسساس ال‬
‫تفصسسيل مسساورد النسسص عليسسه وأمسسا إثبسسات جمسسل لسسم يسسرد بهسسا النسسص‬
‫فليجسسوز بالقيسساس‪ ،‬وذلسسك كميسسراث الخ ليجسسوز ان يبتسسدأ ايجسسابه‬
‫بالقياس‪ ،‬ولكن اذا ثبسست بسسالنص ميراثسسه جسساز اثبسسات ارثسسه مسسع الجسسد‬
‫بالقياس‪ .‬وقال اصحاب ابى حنيفة لم يدخل للقياس فسسى اثبسسات الحسسدود‬
‫والكفسسارات والمقسسدرات كالنصسسب فسسى الزكسسوات والمسسواقيت فسسى‬
‫الصلوات‪ ،‬وهو قول الجبائى‪ .‬ومنهم من قال يجوز ذلك بالسسستدلل‬
‫دون القياس‪ .‬والدليل على ماقلناه ان هذه الحكام يجوز اثباتهسسا بخسسبر‬
‫الواحد‪ ،‬فجاز اثباتها بالقياس كسائر الحكام >‪<167‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قسسوله جميسسع الحكسسام السسخ[ أى إل مسسا لمجسسال للقيسساس فيسسه مسسن‬
‫المسموعات والمرويات والعداد )قسسوله وحسسدودها( أى كحسسد النبسساش‬
‫بالقياس على السارق فى أخذ المال خفية )قوله كفاراتها( أى كإيجسساب‬
‫كفارة قاتل النفس عمدا قياسا علسسى القاتسسل خطسسأ )قسسوله مقسسدراتها( أى‬
‫كتقسسدير نفقسسة الزوجسسة علسسى الموسسسر بمسسدين مثل بالقيسساس علسسى فديسسة‬
‫الحج)قوله أبو هاشم( هو عبد السلم بن أبى علسسى البصسسرى الجبسسائى‬
‫مسسن كبسسار المعتزلسسة تسسوفى ببغسسداد فسسى شسسعبان سسسنة ‪ 312‬هس س )قسسوله‬
‫لمدخل( أى لمجال )قوله والمقدرات( أى لن العقل ليدرك المعنى‬
‫فى اعتبار خصوص المقدار وما ليعقل معنسساه ليجسسوز القيسساس عليسسه‬
‫والحسسدود والكفسسارات مشسستملة علسسى التقسسدير )قسسوله كالنصسسب( جمسسع‬
‫نصاب )قسسوله ومنهسسم( أى مسسن أصسسحاب أبسسى حنيفسسة )قسسوله ذلسسك( أى‬
‫إثبات الحدود والمكفارات والمقدرات )قسسوله بالسسستدلل( أى كمفهسسوم‬
‫الموافقة )قوله ماقلناه( أى من ثبوت جميع الحكام الشسسرعية بالقيسساس‬
‫)قوله بخبر الواحد( أى وهو ظنى‬

‫)فصل( فأمسسا السسسماء واللغسسات فهسسل يجسسوز اثباتهسسا بالقيسساس فيسسه‬


‫وجهان‪ :‬أصحهما أنه يجوز وقد مضى فى أول الكتاب‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله السماء واللغات[ أى كقياس النبيذ علسى الخمسسر )قسوله فيسه( أى‬
‫فى جواب الستفهام )قوله يجسسوز( أى لن اللغسسات لتسسستوعب جميسسع‬
‫الحوادث )قوله فى أول الكتاب( أى فى بيان الوجوه التى تؤخسسذ منهسسا‬
‫السماء واللغات‬

‫)فصل( وأما ماطريقه العادة والخلقة كأقل الحيض وأكسسثره وأقسسل‬


‫النفاس واكثره وأقل الحمل وأكثره فلمجال للقيسساس فيسسه لن معناهسسا‬
‫ليعقل‪ ،‬بل طريسسق اثباتهسسا خسسبر الصسسادق‪ ،‬وكسسذلك مسساطريقه الروايسسة‬
‫والسماع كقران النبى صلى ال س عليسسه وسسسلم وإفسسراده ودخسسوله السسى‬
‫مكة صلحا او عنوة‪ ،‬فهذا كله لمجال للقياس فيه‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله الخلقة[ أى الفطرة )قوله لمجال( أى لمدخل )قسسوله لن معنسساه‬
‫ليعقل( أى والقياس مبنى علسسى ادراك معنسسى الصسسل والفسسرع )قسسوله‬
‫خبر الصادق( أى الموثوق به كخبر المام الشافعى بإثباته علسسى أقسسل‬
‫الحيسسض بيسسوم وليلسسة باسسستقرائه )قسسوله فهسسذا( أى مسسا طريقسسه الروايسسة‬
‫والسماع‬

‫)باب اقسام القياس(‬


‫قسسال الشسسيخ المسسام الوحسسد نسسور الس قسسبره وبسسرد مضسسجعه قسسد‬
‫ذكرت فى الملخص فى الجدل أقسام القياس مشروحا وأنسسا اعيسسد ذلسسك‬
‫ههنسسا علسسى مايقتضسسيه هسسذا الكتسساب ان شسساء الس تعسسالى فسسأقول وبسسال‬
‫التوفيسسق‪ :‬إن القيسساس علسسى ثلثسسة اضسسرب قيسساس علسسة وقيسساس دللسسة‬
‫وقياس شبه‪ .‬فأما قياس العلة فهو ان يرد الفسسرع السسى الصسسل بالبينسسة‬
‫التى علق الحكم عليها فى الشرع‪ ،‬وقد يكون ذلك معنى يظهسسر وجسسه‬
‫الحكمة فيه للمجتهد كالفساد الذى فى الخمر ومافيها من الصد عسسن‬
‫>‪ <168‬ذكر ال عز وجل وعن الصلة‪ ،‬وقد يكسسون معنسسى اسسستأثر‬
‫ال عز وجل بيانه فيه بوجه الحكمة كالطعم فى تحريم الربا والكيسسل‪.‬‬
‫وهذا الضرب من القياس ينقسم قسمين‪ :‬جلى وخفى‪ .‬فأما الجلسسى فهسسو‬
‫ماليحتمل إلمعنى واحدا وهو مسساثبتت عليتسسه بسسدليل قسساطع ليحتمسسل‬
‫التأويل‪ ،‬وهو أنواع بعضها أجلى من بعسسض فأجلهسسا ماصسسرح فيسسه‬
‫بلفظ التعليل كقوله تعالى ‪ ":‬كيل يكون دولة بيسسن الغنيسساء منكسسم "‬
‫وكقوله صلى ال عليه وسسلم‪" :‬انمسا نهيتكسم لجسل الدافسة " فصسرح‬
‫بلفظ التعليل‪ ،‬ويليه مادل عليه التنبيه من جهة الولى كقوله تعالى‪":‬‬
‫فلتقل لهمسسا أف " فنبسسه علسسى ان الضسسرب أولسسى بسسالمنع وكنهيسسه عسسن‬
‫التضحية بالعوراء فإنه يسسدل علسسى ان العميسساء اولسسى بسسالمنع ‪ ،‬ويليسسه‬
‫مافهم من اللفظ مسن غيسر جهسة الولسى كنهيسه عسن البسول فسى المساء‬
‫الراكد الدائم والمر بإراقة السمن الذائب اذا وقعت فيسسه الفسسأرة فسسإنه‬
‫يعرف من لفظه ان الدم مثل البول والشيرج مثل السمن‪ ،‬وكسسذلك كسسل‬
‫ما استنبط من العلل وأجمع المسلمون عليها فهو جلى كإجماعهم على‬
‫أن الحد للردع والزجرعن ارتكاب المعاصى ونقصان حد العبسسد عسسن‬
‫حد الحر لرقه‪ ،‬فهذا الضرب مسسن القيسساس ليحتمسسل ال معنسسى واحسسدا‬
‫وينقسسض بسسه حكسسم الحسساكم اذا خسسالفه كمسسا ينقسسض اذا خسسالف النسسص‬
‫والجماع‬
‫‪--------------------‬‬
‫]قوله الشسسيخ[ أى أبسسو إسسسحاق الشسسيرازى )قسسوله ان يسسرد الفسسرع السسخ(‬
‫يجعل الفرع راجعا اليه ومساويا له فى الحكم )قوله بالبينة( أى بالعلة‬
‫بأن تكون العلة مقتضية للحكم بحيث ليحسن تخلف الحكم عنها عقل‬
‫فى الفرع )قوله مسسا ليحتمسسل السسخ( أى أو مسسا قطسسع فيسسه بنفسسى الفسسارق‬
‫)قوله التنبيه( أى من الدنى الى العلى )قوله مسسن جهسسة الولسسى( أى‬
‫ما فهم من اللفظ بطريق مفهوم الموافقة الولى )قوله مسسن غيسسر جهسسة‬
‫الولى( أى ما فهم من اللفظ بطريق مفهوم الموافقسسة المسسساوى )قسسوله‬
‫ان الدم( أى ومثل ذلك سائر النجاسات )قوله به( أى القياس فسسى هسسذا‬
‫الضرب‬

‫)فصل( وأما الخفى فهسسو مسسا كسسان محتمل‪ ،‬وهسسو مسساثبت بطريسسق‬
‫محتمل وهو أنواع بعضها أظهسر مسن بعسض‪ ،‬فأظهرهسا مسادل عليسه‬
‫ظاهر مثل الطعم فى الربا فإنه >‪ <169‬علسسم مسسن نهيسسه صسسلى الس‬
‫عليه وسلم عن بيع المطعوم فى قوله‪ ":‬لتسسبيعوا الطعسسام بالطعسسام ال‬
‫مثل بمثل " فإنه علق النهى على الطعم فالظاهر أنه علسسة وكمسسا روى‬
‫ان بريرة أعتقت فكان زوجها عبسدا فخيرهسا رسسول الس صسلى الس‬
‫عليسسه وسسسلم فالظسساهر أنسسه خيرهسسا لعبوديسسة السسزوج‪ ،‬ويليسسه مسساعرف‬
‫بالستنباط ودل عليه التأثير كالشدة المطربة فى الخمر فإنه لما وجسسد‬
‫التحريم بوجودها وزال بزوالها دل على أنه هى العلة‪ .‬وهذا الضرب‬
‫من القياس محتمل لنه يحتمل أن يكون الطعام أراد به مايطعم ولكسسن‬
‫حرم فيه التفاضل لمعنى غيرالطعم‪ ،‬وكذلك حديث بريرة يحتمسسل أنسسه‬
‫ثبت الخيار لرقه ويحتمسسل أن يكسسون لمعنسسى آخسسر ويكسسون ذكسسر رق‬
‫السسزوج تعريفسسا‪ ،‬وكسسذلك التحريسسم فسسى الخمسسر يجسسوز أن يكسسون للشسسدة‬
‫المطربة ويجوز أن يكون لسم الخمر‪ ،‬فإن السم يوجد بوجود الشسسدة‬
‫ويزول بزوالها‪ ،‬فهذا لينقض به حكم الحاكم >‪<170‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫]قوله محتمل[ أى لغير العلية احتمال مرجوحا )قوله ماثبت السسخ( أى‬
‫ما ثبتت عليته بطريسسق محتمسسل لغيسسر العليسسة احتمسسال مرجوحسسا )قسسوله‬
‫فإنه( أى كون الطعم علة )قوله مثل بمثسسل( نصسسبهما علسسى الحسسال أى‬
‫متماثلين )قوله فإنه علق الخ( أى فهذا دليل على أن غير الطعسسم ليسسس‬
‫بعلة )قسسوله فالظسساهر السسخ( أى مسن هسسذا التعليسسق وهسسو ان الطعسسم علسة‬
‫للنهى‪ .‬وذلك لن الطعام مشتق من الطعسسم ومسستى ترتسسب الحكسسم علسسى‬
‫اسم مشتق كان مأخذ الشتقاق علسسة لسسه )قسسوله ان بريسسرة( هسسى مسسولة‬
‫عائشسسة رضسسى الس عنهسسا صسسحابية جليلسسة )قسسوله أعتقسست( أى أعتقهسسا‬
‫السسيدة عائشسة )قسسوله فخيرهسسا( أى بيسسن فسسخ نكاحهسسا ودوامسه )قسوله‬
‫فالظاهر( أى من تخيير النبى صلى ال عليه وسسسلم بيسسن فسسسخ النكسساح‬
‫ودوامه )قوله لعبودية( أى لكون الزوج عبدا )قوله ويليسسه( أى مسسادل‬
‫عليه الظاهر )قوله عليه( أى ما عرف بالستنباط )قوله المطربة( أى‬
‫المزيلسسة للعقسسل )قسسوله دل( أى وجسسود التحريسسم وزوالسسه )قسسوله وهسسذا‬
‫الضرب( أى الخفى من قياس العلة )قوله غير طعم( أى وهو القسسوت‬
‫والدخار كما هو مذهب المالكية )قوله لمعنسسى آخسسر( أى وهسسو ملكهسسا‬
‫بضعها كما هو قول الحنفية )قسسوله تعريفسسا( أى بيانسسا لوصسسف السسزوج‬
‫)قوله لسم الخمر( أى لكونه خمرا عند من يقول بمفهوم اللقب )قوله‬
‫فهذا( أى الضرب‬

‫)فصل( وأما الضرب الثانى من القياس وهو قيسساس الدللسة فهسسو‬


‫أن ترد الفرع الى الصل بمعنى غير المعنى الذى علسسق عليسسه الحكسسم‬
‫فى الشرع إل أنه يدل على وجود علة الشرع‪ .‬وهسسذا علسسى أضسسرب‪:‬‬
‫منها أن يستدل بخصيصة مسسن خصسسائص الحكسسم علسسى الحكسسم‪ ،‬وذلسسك‬
‫مثل أن يسسستدل علسسى منسسع وجسسوب سسسجود التلوة بجسسواز فعلهسسا علسسى‬
‫الراحلة فإن جوازه على الراحلة مسن أحكسام النوافسل‪ ،‬ويليسه مايسستدل‬
‫بنظير الحكم على الحكم كقولنا فى وجوب الزكاة فى مال الصبى أنسسه‬
‫يجب العشر فى زرعه فوجبت الزكسساة فسسى مسساله كالبسسالغ وكقولنسسا فسسى‬
‫ظهار الذمى أنه يصح طلقسسه فيصسسح ظهسساره‪ ،‬فيسسستدل بالعشسسر علسسى‬
‫ربع العشر وبالطلق على الظهار لنهما نظيران فيدل احسسدهما علسسى‬
‫الخر وهذا الضرب من القياس يجرى مجرى الخفى من قياس العلة‬
‫فى الحتمال ال ان يتفق فيه مايجمع على دللته فيصير كالجلى فسسى‬
‫نقض الحكم به >‪<171‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله ان ترد الخ( أى تجعل الفرع راجعا الى الصل ومساويا له فى‬
‫الحكم )قوله )قوله وهذا( أى الضسسرب الثسسانى )قسسوله بخصيصسسة( أى‬
‫بخاصة من خواص الحكم وخاصة الشيء ما يوجد فيه وليوجسسد فسسى‬
‫غيره )قوله من خصائص الحكم( أى فى الصل )قسسوله علسسى الحكسسم(‬
‫أى فى الفرع )قوله مسسن أحكسسام النوافسسل( أى ومسسن خصائصسسها )قسسوله‬
‫ويليه( أى هذا الضسسرب )قسوله علسى الحكسسم( أى علسسى ثبسوته بسسالنظير‬
‫الخر )قوله فى مال الصسسبى( أى الزكسسوى كالسسذهب الفضسسة والسسزرع‬
‫وغيرها من أموال الزكاة)قسوله فسى مساله( أى فسى مسال الصسبى غيسر‬
‫السزرع )قسوله انسه يجسب السخ( هسذا هسو الصسل المقيسس عليسه )قسوله‬
‫كالبالغ( أى كما يجب العشر فى زرعه فتجب الزكاة فسسى مسساله )قسسوله‬
‫العشر( أى فى المال )قوله لنهما( أى العشر وربسسع العشسسر والطلق‬
‫والظهار )قوله نظيسسران( أى شسسيئان مشسستركان فسسى الوصسساف )قسسوله‬
‫فيه( أى فى المعنى الجامع بين الفرع والصل )قوله على دللته( أى‬
‫على الحكم فى الفرع )قوله فيصير( أى ما يجمسسع علسسى دللتسسه )قسسوله‬
‫نقيض الحكم( أى حكم الحاكم )قوله به( أى هذا الضرب‬

‫)فصل( والضرب الثالث هو قيسساس الشسسبه وهسسو أن تحمسسل فرعسسا‬


‫علسسى الصسسل بضسسرب مسسن الشسبه‪ ،‬وذلسسك مثسسل أن يسستردد الفسسرع بيسسن‬
‫أصلين يشبه أحدهما فسسى ثلثسسة أوصسساف ويشسسبه الخسسر فسسى وصسسفين‬
‫فيرد الى أشبه الصلين به وذلك كالعبسسد يشسسبه الحسسر فسسى أنسسه آدمسسى‬
‫مخاطب مثاب معاقب ويشبه البهيمة فسسى أنسه مملسوك مقسسوم فيلحسق‬
‫بما هو أشبه به وكالوضوء يشبه التيمم فى إيجاب النيسسة مسسن جهسسة‬
‫أنه طهارة عن حدث ويشسسبه إزالسسة النجاسسسة فسسى أنسسه طهسسارة بمسسائع‬
‫فيلحق بما هو أشبه به‪ ،‬فهذا اختلف أصسسحابنا فيسسه فمنهسسم مسسن قسسال إن‬
‫ذلك يصح‪ ،‬وللشافعى مايدل عليه‪ .‬ومنهسسم مسسن قسسال ليصسسح وتسسأول‬
‫ماقال الشافعى على أنسسه أراد بسسه أنسسه يرجسسح بسسه قيسساس العلسسة بكسسثرة‬
‫الشبه‪ .‬واختلف القائلون بقياس الشبه‪ .‬فمنهم من قال الشبه السسذى يسرد‬
‫الفرع الى الصل يجب أن يكون حكمسسا‪ .‬ومنهسم مسن قسسال يجسسوز أن‬
‫يكون حكما ويجون أن يكون صفة‪ .‬قسسال الشسسيخ المسسام رحمسسه السس‪:‬‬
‫والشبه عندى قيساس الشسبه ليصسح لنسه ليسس بعلسة الحكسم عنسد الس‬
‫تعالى ولدليل على العلة‪ ،‬فليجوز تعليق الحكم عليه‬
‫‪------------------‬‬
‫)قوله علسسى الصسسل( أى المقيسسس عليسسه )قسسوله فيسسرد السسخ( أى فيجعسسل‬
‫مساويا له )قوله مقوم( أى يباع ويوهب ويشترى ويوصسسى بسسه وغيسسر‬
‫ذلك مما يصح تعليقه بالمال )قسسوله فيلحسسق السسخ( أى مسسن غيسسر اعتقسساد‬
‫علية الوصاف التى شابه الفرع بها الصل )قوله ان ذلك يصسسح( أى‬
‫إل انه أضعف مراتب القياس وليصار اليه إل اذا لم يمكسسن المصسسير‬
‫الى رتبة فوقه )قوله ليصح( أى ول يكون حجة )قوله واختلسسف( أى‬
‫فيماذا يعتبر الشبه )قوله الشيخ المام( أى الشيرازى )قوله والشسسبه(‬
‫أى والقرب الى الصواب‬

‫)فصل( وأما السسستدلل فسسإنه يتفسسرع علسسى ماذكرنسساه مسسن أقسسسام‬


‫القياس‪ ،‬وهوعلى أضرب‪ :‬منها الستدلل ببيان العلة‪ ،‬وذلك ضسسربان‬
‫أحدهما أن يبين علة الحكم فى الصل ثم يبين أن الفرع يسسساويه فسسى‬
‫العلة مثل أن يقول >‪ <172‬إن علة إيجاب القطسسع السسردع والزجسسر‬
‫عن أخذ الموال‪ ،‬فهذا المعنى موجود فى سسسرقة الكفسسن‪ ،‬فسسوجب أن‬
‫يجب فيها القطع‪ .‬والثانى أن يبين علة الحكم فى الصل ثسسم يسسبين أن‬
‫الفرع يساويه فى العلة ويزيد عليه مثل أن يقسسول إن الكفسسارة انمسسا‬
‫وجبت فى القتل بالقتل الحرام‪ ،‬وهذا المعنى يوجد فى العمد ويزيسسد‬
‫عليه الثم فهو بإيجاب الكفارة أولى‪ .‬فهذا حكمسسه حكسسم القيسساس فسسى‬
‫جميع أحكامه‪ .‬وفرق أصحاب أبى حنيفة رحمه ال بين القياس وبين‬
‫السسستدلل‪ ،‬فقسسالوا الكفسسارة ليجسسوز إثباتهسسا بالقيسساس ويجسسوز إثباتهسسا‬
‫بالستدلل‪ ،‬وذكروا فى إيجاب الكفارة بالكل ان الكفارة تجب بسسالثم‬
‫ومأثم الكل كمسسأثم الجمسساع‪ ،‬وربمسسا قسسالوا هسسو أعظسسم‪ ،‬فهسسو بالكفسسارة‬
‫أولى‪ .‬وهذا سهو عن معنسسى القيسساس‪ ،‬وذلسسك أنهسسم حملسسوا الكسسل علسسى‬
‫الجماع لتسساويهما فسى العلسة الستى تجسب فيهسا الكفسارة‪ ،‬وهسذا حقيقسة‬
‫القياس‪ .‬ومنها الستدلل بالتقسسيم‪ ،‬وذلسك ضسربان‪ :‬أحسدهما أن يسذكر‬
‫جميع أقسام الحكم فيبطل جميها ليبطل الحكسسم لسسه‪ ،‬كقولنسسا فسسى اليلء‬
‫انه ليوجب وقسسوع الطلق بانقضسساء المسسدة‪ ،‬لانسسه ليخلسسو إمسسا ان‬
‫يكون صسريحا أو كنايسة فليجسوز ان يكسون صسريحا ول يجسوز ان‬
‫يكون كناية‪ ،‬فاذا لم يكسن صسريحا ولكنايسة فل يجسوز إيقساع الطلق‬
‫به‪ <173> .‬والثانى ان يبطل جميع القسسسام ال واحسسدا ليصسسح ذلسسك‬
‫الواحد‪ ،‬وذلك مثل ان يقولن القذف يوجب رد الشسسهادة لنسسه اذا حسسد‬
‫ردت شسسهادته فل يخلسسو إمسسا ان يكسسون ردت شسسهادته للحسسد أو للقسسذف‬
‫أولهما‪ ،‬فليجسوز ان يكسون للحسد وللهمسا فثبست انسه إنمسا رد للقسذف‬
‫وحسسده‪ .‬ومنهسسا السسستدلل بسسالعكس‪ ،‬وذلسسك مثسسل ان يقسسول لسسو كسسان دم‬
‫الفصد ينقض الوضوء لسسوجب ان يكسسون قليلسسه ينقسسض الوضسسوء كمسسا‬
‫نقول فى البول والغائط والنوم وسائر الحداث‪ .‬واختلف أصحابنا فيه‬
‫فمنهم من قال انه ليصح لنه استدلل على الشسسيء بعكسسسه ونقضسسه‪.‬‬
‫ومنهم من قال يصح ‪ .‬وهو الصسح لنسه قيساس مسدلول علسى صسحته‬
‫بشهادة الصول‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قسسوله أن يسسبين( أى المسسستدل )قسسوله فسسى الصسسل( أى المقيسسس عليسسه‬
‫)قوله إن علة إيجاب القطع( أى فى السرقة )قوله عسسن أخسسذ المسسوال(‬
‫أى أموال الناس )قوله فهذا المعنى( أى الردع والزجر )قسسوله فسسوجب‬
‫الخ( وقال الحنفية ليجب قطع النباش لعدم حرز المثل لن القبر ليس‬
‫حرزا )قوله الثانى( أى الضرب الثانى )قوله يزيد عليه( أى فى العلة‬
‫قوة )قوله فى القتل( أى خطسسأ )قسسوله فهسسذا المعنسسى( أى القتسسل الحسسرام‬
‫)قسسوله أولسسى( أى مسسن الخطسسأ )قسسوله والكفسسارة( أى وكسسذلك الحسسدود‬
‫والمقدرات )قوله بالكل( أى فى نهار رمضان )قوله كمسسأثم الجمسساع(‬
‫أى فى نهار رمضان )قوله أولى( أى مسسن الجمسساع‪) .‬قسسوله وهسسو( أى‬
‫قسول أصسحاب أبسى حنيفسة )قسوله ذلسك( أى سسهوهم )قسوله وهسو( أى‬
‫الحمل )قوله بانقضاء المدة( أى وهى أربعة اشهر كمسسا عليسسه الحنفيسسة‬
‫)قوله كناية( أى عسسن الطلق )قسسوله صسسريحا( أى فسسى الطلق )قسسوله‬
‫به( أى بانقضاء المدة خلفا للحنفية حيث قالوا فيه بانقضاء المدة تقسسع‬
‫الفرقة بائنا )قوله ذلك( أى إبطال جميع القسام ال واحسسدا )قسسوله رد‬
‫الشهادة( أى كما فى قوله تعالى " ولتقبلسسوا لهسسم شسسهادة أبسسدا " )قسسوله‬
‫انما رد للقذف وحده( وهذا متفق عليسه قبسل التوبسة‪ ،‬وأمسا بعسدها ففسى‬
‫قبول شهادته قولن فعند الشافعى ومالك وأحمسسد تقبسسل وأمسسا عنسسد أبسسى‬
‫حنفية فل )قوله دم الفصد( أى الكثير من دم الفصد )قوله لوجب الخ(‬
‫أى لكنه لينقض الوضوء باتفاق )قوله كما يقول السسخ( أى كمسسا يقسسول‬
‫بنقض الوضوء بكل من البسسول السسخ سسسواء كسسان قليل أوكسسثيرا )قسسوله‬
‫وهو( أى القول بالصحة )قوله بشسسهادة الصسسول( أى كمسسا فسسى قيسساس‬
‫الدللة‬

‫)باب الكلم فى بيان مايشتمل القياس عليه على التفصيل(‬


‫وجملتسسه ان القيسساس يشسستمل علسسى أربعسسة أشسسياء‪ :‬علسسى الصسسل‬
‫والفرع والحكم‪ .‬فأما الفرع فهو ماثبت حكمسسه بغيسسره‪ ،‬وقسسد بينسسا ذلسسك‬
‫فى باب إثبات القياس وماجعل القياس حجة فيه‪ ،‬والكلم هنا فى بيسسان‬
‫الصل والعلة وفى كل واحد من ذلك باب مفرد‪<174>.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)قوله وجملته( أى جملة الكلم )قوله الصل( أى المقيس عليه )قسسوله‬
‫والفرع( أى المقيس )قوله والحكم( أى حكم الصل )قوله ماثبت الخ(‬
‫أى المحل المشبه بالصل وثبت حكمه به كالنبيذ المشبه بسسالخمر فسسإنه‬
‫يثبت حكمه وهو الحرمة بحرمة الخمر‬

‫)باب بيان الصل ومايجوز ان يكون أصل وماليجوز(‬


‫اعلم ان الصل تستعمله الفقهاء فى أمرين‪ :‬احسدهما فسى اصسسول‬
‫الدلة وهى الكتاب والسنة والجماع‪ ،‬ويقولون هى الصل وما سوى‬
‫ذلك من القياس ودليل الخطاب وفحوى الخطاب معقول الصل‪ ،‬وقد‬
‫بينت هذا فى الملخص فى الجدل ويستعملونه فى الشيء الذى يقاس‬
‫عليه كالخمر اصل للنبيذ والسسبر اصسسل للرز‪ .‬وحسسده مسساعرف حكمسسه‬
‫بنفسه‪ .‬وقال بعض اصحابنا ماعرف به حكسسم غيسسره‪ .‬وهسسذا ليصسسح‬
‫لن الثمان اصل فى الربا وإن لم يعرف بها حكم غيرها‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قسسوله تسسستعمله( أى لفسسظ الصسسل )قسسوله دليسسل الخطسساب( أى مفهسسوم‬
‫المخالفة )قوله وفحسسوى الخطسساب( أى مفهسسوم الموافقسسة )قسسوله معقسسول‬
‫الصل( أى ما عقل وأخذ منه )قوله ويستعملونه فى الشيء الخ( قيل‬
‫الصل حكم المحل )قوله حده( أى الصل فى باب القيسساس )قسسوله مسسا‬
‫عرف حكمه الخ( أى بناء على أن الصل محل الحكسسم وهسسو الصسسح‬
‫)قوله ما عرف به الخ( أى بناء على أن الصل دليل حكم المحل‬

‫)فصسسل( واعلسسم ان الصسسل قسسد يعسسرف بسسالنص‪ ،‬وقسسد يعسسرف‬


‫بالجماع‪ .‬فما عرف بالنص فضربان‪ :‬ضسسرب يعقسسل معنسساه وضسسرب‬
‫ليعقسسل معنسساه‪ .‬فمسسا ليعقسسل معنسساه كعسسدد الصسسلوات والصسسيام ومسسا‬
‫اشبههما ليجوز القياس عليه لن القياس ليجوز ال بمعنى >‪<175‬‬
‫يقتضى الحكم فإذا لم يعقل ذلك المعنى لم يصح القياس‪ .‬وأمسسا مايعقسسل‬
‫معناه فضربان‪ :‬ضرب يوجد معناه فى غيره‪ ،‬وضرب ليوجد معنسساه‬
‫فسسى غيسسره‪ .‬فماليوجسسد معنسساه فسسى غيسسره ليجسسوز قيسساس غيسسره عليسسه‪،‬‬
‫ومايوجد كعناه فسى غيسره جساز القيساس عليسه سسواء كسان مساورد بسه‬
‫النص مجمعا علسسى تعليلسسه او مختلفسسا فيسسه مخالفسسا لقيسساس الصسسول او‬
‫موافقا له‪ .‬وقال بعض الناس ليجسسوز القيسساس ال علسى اصسسل مجمسسع‬
‫على تعليله‪ .‬وقال الكرخى وغيسسره مسسن اصسسحاب ابسسى حنيفسسة ليجسسوز‬
‫القياس على اصل مخالف للقياس ال ان يثبت تعليله بنسسص اواجمسساع‬
‫اوهنسساك اصسسل آخسسر يسسوافقه‪ ،‬ويسسسمون ذلسسك القيسساس علسسى موضسسع‬
‫الستحسسسان‪ .‬فالسدليل علسى جسسواز القيسساس علسسى الصسل وان لسم يكسن‬
‫مجمعا على تعليله هو انه ليخلو إما ان يعتبر اجماع المة كلها فهذا‬
‫يوجب إبطسسال القيسساس لن نفسساة القيسساس مسسن المسسة وأكسسثرهم علسسى ان‬
‫الصول غير معللة او يعتبر اجماع مثبتى القياس‪ ،‬فسسذلك لمعنسسى لسسه‬
‫لن اجمسساعهم ليسسس بحجسسة علسسى النفسسراد‪ ،‬فكسسان القيسساس إلسسى مسسا‬
‫اجمعوا عليه كالقياس على ما اختلفوا فيه‪ .‬وأما السسدليل علسسى الكرخسسى‬
‫ومن قال بقوله هو ان ما ورد به النص مخالفا للقيسساس اصسسل ثسسابت‬
‫كما ان ماورد به النص موافقا للقياس اصل ثابت‪ ،‬فإذا جاز القيسساس‬
‫على ما كان موافقا للقياس جاز على ما كان مخالفا‪<176> .‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قسسوله الصسسل( أى المقيسسس عليسسه )قسسوله بسسالنص( أى مجسسرد الكتسساب‬
‫والسنة )قوله وما أشبهها( أى كمقادير الزكوات والنصباء )قسسوله ال‬
‫بمعنى( أى بعلة‪) .‬قوله الحكم( أى فى الفرع )قوله وما يوجد الخ( أى‬
‫كالخمر )قسسوله مجمعسسا علسسى تعليلسسه( أى علسسى أنسسه معلسسل )قسسوله علسسى‬
‫أصل( أى مقيس عليه )قسسوله الكرخسسى( أى معسسروف الكرخسسى )قسسوله‬
‫تعليله( أى تعليل ذلك الصل المقيس عليه )قوله إل أن يثبت الخ( أى‬
‫لن على العلة تنصيص على وجوب القياس لن كل فرد وجدت فيسسه‬
‫تلك العلة يصير كالمنصوص والجماع كالنص )قوله أصل آخر( أى‬
‫غير الصل الذى يراد القياس عليه )قوله ذلك( أى القياس )قسسوله إمسسا‬
‫أن يعتبر الخ( أى على تعليل الصل )قوله فهذا( أى اعتبسسار اجمسساع‬
‫المة )قوله فذلك( أى اعتبار اجماع مثبتى القياس )قسسوله مخالفسسا( أى‬
‫للقياس‬

‫)فصل( واما ماعرف بالجماع فحكمه حكم مسساثبت بسسالنص فسسى‬


‫جواز القيسساس عليسسه وعلسسى التفصسسيل السسذى قسسدمته فسسى النسسص‪ .‬ومسسن‬
‫اصحابنا من قال ليجوز القياس عليه مالم يعرف النص الذى اجمعوا‬
‫لجلسسه‪ .‬وهسسذا غيسسر صسسحيح لن الجمسساع اصسسل فسسى اثبسسات الحكسسام‬
‫كالنص‪ ،‬فسسإذا جسساز القيسساس علسسى مسساثبت بسسالنص جسساز علسسى مسسا ثبسست‬
‫بالجماع‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قوله فى النص( أى الصل الذى عرف بالنص )قسسوله عليسسه( أى مسسا‬
‫عسسرف بالجمسساع )قسسوله ليجسسوز السسخ( أى لحتمسسال كسسون الجمسساع‬
‫منعقدا من قياس فيكون مانعا‬

‫)فصل( و اما ماثبت بالقياس على غيره فلخلف انسسه يجسسوز ان‬
‫يستنبط منه المعنى الذى ثبت به ويقاس عليسه غيسسره‪ ،‬وهسسل يجسسوز ان‬
‫يستنبط منه معنى غير المعنى الذى قيس به على غيسسره ويقسساس عليسسه‬
‫غيره‪ ،‬مثل ان يقاس الرز على السبر فسى الربسا بعلسة انسه مطعسوم ثسم‬
‫يستنبط من الرز انه نبت ليقطع الماء عنه ثم يقاس عليه النيلوفر‬
‫فيه وجهان‪ :‬مسسن اصسسحابنا مسسن قسسال يجسسوز‪ ،‬ومسسن اصسسحابنا مسسن قسسال‬
‫ليجوز‪ ،‬وهو قول ابى الحسسن الكرخسسى‪ .‬وقسسد نصسرت فسى التبصسسرة‬
‫جواز ذلك‪ ،‬والذى يصح عندى انه ليجوز لنه اثبات حكم فى الفسسرع‬
‫بغير علة الصل وذلك ان علة الصسسل هسسى الطعسسم‪ <177> ،‬فمسستى‬
‫قسنا النيلوفر عليه بماذكرناه رددنا الفرع الى الصل بغير علة وهذا‬
‫ليجوز‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله ماثبت الخ( أى الفرع الذى ثبت بالقياس على أصل ثبت حكمسسه‬
‫بنص أو اجمسساع )قسسوله غيسسره( أى الصسسل لسسذى ثبسست حكمسسه بسسالنص‬
‫)قسسوله ويقسساس عليسسه السسخ( أى بسسذلك المعنسسى الثسسانى المسسستنبط )قسسوله‬
‫النيلوفر( بفتح النون وكسرها نبت فى المياه الراكدة له أصل كسسالجزر‬
‫وساق أملس يطول بحسسسب عمسسق المسساء )قسسوله فيسسه( أى فسسى اسسستنباط‬
‫المعنى الثانى مما ثبت بالقياس بالمعنى الول )قوله من أصحابنا( أى‬
‫كالحنابلسسة )قسسوله يجسسوز( أى لنسسه ليجسسب المسسساواة فسسى العلسسة )قسسوله‬
‫ليجوز( أى لعدم مساواة الفرع للصل فى العلسسة )قسسوله جسسواز ذلسسك(‬
‫أى استنباط المعنى الثانى وهو نبت لينقطع الماء عنه )قوله أنسسه( أى‬
‫القياس بالمعنى الثانى )قوله علة الصسسل( أى وهسسو الرز )قسسوله بمسسا‬
‫ذكرناه( أى بسسأنه نبسست لينقطسسع المسساء عنسسه )قسسوله ليجسسوز( أى لعسسدم‬
‫مساواة الصل الفرع فى العلة‬

‫)فصل( اما مالم يثبت من الصول بأحد هذه الطرق‪ ،‬او كسسان قسسد‬
‫ثبت ثم نسخ فليجوز القياس عليه‪ ،‬لن الفرع انما يثبت بأصل ثسسابت‬
‫فإذا كان الصل غير ثابت لم يجز اثبات الفرع من جهته‬
‫‪------------------------‬‬
‫)قوله بأحد هذه الطرق( أى بنص أو اجماع أو قياس علسسى وجسسه كمسسا‬
‫سبق )قوله فل يجوز القياس عليه( أى اتفاقا‬

‫)باب القول فى بيان العلة ومايجوز ان يعلل به وماليجوز(‬


‫واعلم ان العلة فى الشرع هى المعنى الذى يقتضى الحكم‪ .‬وامسسا‬
‫المعلول ففيه وجهان‪ :‬من اصحابنا من قال هوالعين التى تحلهسسا العلسسة‬
‫كالخمر والبر‪ .‬ومنهم من يقول هو الحكم‪ .‬واما المعلسسل فهسسو الصسسل‪.‬‬
‫واما المعلل لسسه فهسسو الحكسسم‪ .‬وامسسا المعلسسل فهسسو الناصسسب للعلسسة‪ .‬وامسسا‬
‫المعتل فهو المستدل بالعلة‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله يقتضى الحكم( أى يطلب الحكم عند المجتهد )قوله العيسسن السسخ(‬
‫يعنى محل الحكم ل نفسسس الحكسسم )قسسوله تحلهسسا( مثلسسث الحسساء اذا كسسان‬
‫بمعنى النزول وضمها اذا كان بمعنى الفتك وكسسسرها اذا كسسان بمعنسسى‬
‫ضد الحرام )قوله هو الحكسسم( أى علسسى حسسسب اختلفهسسم فسسى الصسسل‬
‫)قوله وأما المعلل فهو الصل( أى وهو إما المحل وإما الحكسسم )قسسوله‬
‫الناصب( أى الذى نصب نفسه لتعليل الحكم بعلة‬

‫)فصل( واعلم ان العلة الشرعية أمارة على الحكم ودللسسة عليسسه‪.‬‬


‫ومن اصحابنا من قال موجبة للحكم بعد ما جعلت علة‪ ،‬أل ترى انسسه‬
‫يجب إيجاد الحكم بوجودها‪ .‬ومنهم من قسسال ليسسست بموجبسسة لنهسسا لسسو‬
‫كانت موجبة لما جاز ان توجد فى >‪ <178‬حسسال ولتسسوجب كالعلسسل‬
‫العقلية ونحن نعلم ان هذه العلسل كسانت موجسودة قبسل الشسرعولم تكسن‬
‫موجبة للحكم فدل على انه غير موجبة‬
‫‪-----------------------‬‬
‫]قوله أمارة[ أى علمة يعرف بها الحكم )قوله ودللسسة( أى ل تسسأثير‬
‫لها أصل لن المؤثر فى الشياء كلها هو ال تعسسالى )قسسوله مسسن قسسال(‬
‫وهسسو الغزالسسى )قسسوله موجبسسة( أى مسسؤثرة )قسسوله لتسسوجب( أى العلسسة‬
‫الحكم )قوله كالعلل العقلية( أى فسسإن التخلسسف فيهسسا ممتنسسع )قسسوله هسسذه‬
‫العلل( أى الشرعية )قوله فدل( أى كونها موجبة للحكم‬
‫)فصل( ولتدل العلة العلى الحكم الذى نصبت لسسه فسسإن نصسسبت‬
‫للثبات لم تدل على النفى‪ ،‬او إن نصبت للنفى لم تدل علسسى الثبسسات‪،‬‬
‫وإن نصبت للنفى والثبات وهى العلة الموضوعة لجنس الحكسم دلست‬
‫على النفى والثبات‪ ،‬فيجب ان يوجد الحكم بوجودها ويزول بزوالها‪.‬‬
‫ومسسن النسساس مسسن قسسال ان كسسل علسسة تسسدل علسسى حكميسسن علسسى الثبسسات‬
‫والنفى‪ ،‬فإذا نصبت للثبات اقتضت الثبات عند وجودها والنفى عند‬
‫عدمها‪ ،‬وان نصبت للنفى اقتضت النفى عند وجودهسسا والثبسسات عنسسد‬
‫عدمها‪ .‬وهسسذا خطسسأ لن العلسسة الشسسرعية دليسسل‪ ،‬ولهسسذا كسسان يجسسوز ان‬
‫ليوجب ماعلق عليهسسا مسسن الحكسسم‪ ،‬والسسدليل العقلسسى السسذى يسسدل بنفسسسه‬
‫يجوز ان يدل على وجود الحكم فى الموضع الذى وجد فيه ثسسم يعسسدم‬
‫ويثبت الحكسسم بسسدليل آخسسر والسسدليل الشسسرعى السسذى صسسار دليل بجعسسل‬
‫جاعل اولى بذلك‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قوله للثبات( أى إثبات الحكم عند وجودهسسا )قسسوله علسسى النفسسى( أى‬
‫انتفاء الحكم عند انتفائها )قوله للنفى( أى لنتفاء الحكسم عنسد وجودهسا‬
‫)قوله على الثبات( أى عند انتفائها )قوله للنفى والثبسسات( أى انتفسساء‬
‫الحكسسم عنسسد انتفائهسسا واثبسسات الحكسسم عنسسد وجودهسسا )قسسوله لن العلسسل‬
‫الشرعية دليل( أى ولن العدم ليصح للتأثير )قسسوله دليسسل( أى أمسسارة‬
‫على الحكم لموجبة له )قوله يدل بنفسسسه( أى ل بجعسسل جاعسسل )قسسوله‬
‫بذلك( أى بالدللة على وجود الحكم ثم يعدم الحكم ويثبت بدليل آخر‬

‫)فصسسل( ويجسسوز ان يثبسست الحكسسم الواحسسد بعلسستين وثلثسسة واكسسثر‬


‫كالقتل يجب بالقتسسل والزنسسا والسسردة‪ ،‬وتحريسسم السسوطء يثبسست بسسالحيض‬
‫والحرام والصوم والعتكاف والعدة‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله ويجوز الخ( أى سواء كسسان واحسسدا بسسالنوع اتفاقسسا كتعليسسل اباحسسة‬
‫قتسسل عمسسرو بردتسسه وزيسسد بالزنسسا وخالسسد بالقتسسل أو واحسسدا بالشسسخص‬
‫بالختلف كتعليل قتل زيد بكونه قتل وزنى‬

‫)فصسسل( وكسسذلك يجسسوزان يثبسست بعلسسة واحسسدة احكسسام متماثلسسة‪،‬‬


‫كالحرام يوجب نحريم الوطء والطيب واللبسساس وغيسسر ذلسسك‪ .‬وكسسذلك‬
‫يجوز ان يثبت بالعلة احكام مختلفة‪ ،‬كسسالحيض يسسوجب تحريسسم السسوطء‬
‫وإحلل ترك الصسسلة ولكسسن ليجسسوز ان يثبسست بالعلسسة الواحسسدة احكسسام‬
‫متضادة كتحريم الوطء وتحليله لتنافيهما‬
‫‪-----------------------‬‬
‫]قسسوله كسسالحرام السسخ[ أى وكغسسروب الشسسمس علسسة لجسسواز الفطسسار‬
‫ووجوب صلة المغرب )قوله غير ذلسسك( أى مسسن محرمسسات الحسسرام‬
‫)قوله واحلل ترك الصلة( أى والصوم وغيره )قوله لتنافيهمسسا( أى‬
‫بالنسبة الى محل واحد‬

‫)فصل( وكذلك يجوز ان تكون العلة لثبسسات الحكسسم فسسى البتسسداء‬


‫كالعدة فى منع النكاح‪ ،‬وقد تكوم بعلة البتسسداء والسسستدامة كالرضسساع‬
‫فى إبطال النكاح >‪<180‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله وكسسذلك( أى يجسسوز ثبسسوت الحكسسام بعلسسة واحسسدة )قسسوله لثبسسات‬
‫الحكم فى البتداء( أى بمعنى أنها دافعة للحكم فى البتداء غير رافعة‬
‫له فى الثناء )قوله كالعلة( لعله كالعدة فى منع النكاح فإنها مانعة من‬
‫حل النكاح ابتداء من غير الزوج ولترفع حل النكاح فى الثناء وكذا‬
‫الحرام يمنع ابتداء وليقطع‪ ،‬فيغتفر فى الدوام ماليغتفر فى البتسسداء‬
‫)قوله بعلة البتداء والسستدامة( أى دافعسة ورافعسة للحكسم معسا )قسوله‬
‫كالرضاع( أى فإنه دافع مانع من ابتداء النكاح ورافسسع مسسن دوامسسه اذا‬
‫طرأ وكذا اللعان اذا طرأ قطع ومنع البتداء وحرم على التأبيد‬

‫)فصسسل( ولبسسد فسسى رد الفسسرع السسى الصسسل مسسن علسسة يجمسسع بهسسا‬
‫بينهما‪ .‬وقال بعض الفقهاء من اهل العسسراق يكفسسى فسسى القيسساس تشسسبيه‬
‫الفرع بالصل بما يغلب على الظن انه مثله ؛ فسسإن كسسان المسسراد بهسسذا‬
‫انه ليحتاج الى علة موجبة للحكم يقطع بصسسحتها كالعلسسل العقليسسة فل‬
‫خلف فى هذا‪ ،‬وإن ارادوا انه يجوز بضرب من الشبه على ما يقول‬
‫القائلون بقياس الشبه فقد بينا ذلك فسسى اقسسسام القيسساس‪ ،‬وإن ارادوا انسسه‬
‫ليس هاهنا معنى مطلوب يوحي إلحاق الفرع بالصل فهذا خطأ لنسسه‬
‫لوكان المر على هسذا لمسسا احتيسسج السسى الجتهسساد بسسل كسسان يجسسوز رد‬
‫الفرع الى كل اصل من غير فكر‪ ،‬وهذا مما ليقوله احد فبطل القسسول‬
‫به‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله بعض الفقهسساء( أى بعسسض الحنفيسسة )قسسوله مثلسسه( أى فسسى الحكسسم‬
‫)قوله فلخلف( أى بيننا وبينهم )قوله انه( أى رد الفرع الى الصسسل‬
‫)قوله بقياس الشبه( وهو رد الفرع الى أشسسبه الصسسلين بسسه )قسسوله هسسا‬
‫هنا( أى فى التشبيه بما يغلسسب علسسى الظسسن انسسه مثلسسه )قسسوله فهسسذا( أى‬
‫المراد )قوله على هسذا( أى علسى هسسذا المسسراد )قسسوله كسسان( أى الحسسال‬
‫والشأن )قوله وهذا( أى جواز رد الفرع الى كل أصل من غير فكر‬

‫)فصسسل( والعلسسة السستى يجمسسع بهسسا بيسسن الفسسرع والصسسل ضسسربان‪:‬‬


‫منصوص عليها ومستنبطة‪ .‬فالمنصوص عليها مثل ان يقول حرمسست‬
‫الخمر للشدة المطربة‪ ،‬فهذا يجوز ان يجعل علة‪ ،‬والنص عليها يغنسسى‬
‫عن طلسسب السسدليل علسسى صسسحتها مسسن جهسسة السسستنباط والتسسأثير‪ .‬ومسسن‬
‫الناس من قال ليجسسوز ان يجعسسل المنصسسوص عليسه علسسة‪ ،‬وهسسو قسول‬
‫بعض نفاة القياس‪ .‬ومن الناس من قال هو علة فى العين المنصسسوص‬
‫عليها وليكون علة فى غيرها ال بأمر ثان‪ .‬فالدليل على انه علة هسسو‬
‫انه اذا جاز ان يعرف بالستنباط ان الشدة المطربة علة للتحريم فسسى‬
‫الخمسر ويقساس غيرهسا عليهسا جساز بسالنص ويقساس غيرهسا >‪<181‬‬
‫عليها‪ .‬واما الدليل على من قال انه علة فى العين التى وجد فيهسسا دون‬
‫غيرها هو انه اذا لم يصسسر علسسة فيهسسا وفسسى غيرهسسا ال بسسالنص عليهسسا‬
‫سقط النظر والجتهاد لنه اذا نص علسسى انسسه علسسة فيهسسا وفسسى غيرهسسا‬
‫استغنينا بالنص عن الطلب والجتهاد‬
‫‪------------------------‬‬
‫)قوله ومستنبطة( وهى الحاصلة عسسن رأى المجتهسسد )قسسوله ان يقسسول(‬
‫أى الشارع )قوله بعض نفاة القياس( ومنهم ابن حزم )قوله جسساز( أى‬
‫جاز أن يعرف بالنص بالولى )قوله إنسسه( أى الوصسسف المنصسسوص‬
‫عليسه )قسوله عليهسسا( أى علسسى عليتهسسا فسسى العيسن وغيرهسا )قسسوله عسن‬
‫الطلب( أى النظر‬

‫)فصل( واما المستنبطة فهو كالشسسدة المطربسسة فسسى الخمسسر‪ ،‬فإنهسسا‬


‫عرفت بالستنباط‪ ،‬فهذا يجسسوز ان يكسون علسسة‪ .‬ومسسن النسساس مسسن قسسال‬
‫ليجوز ان تكون العلة ال ماثبت بالنص او الجماع‪ .‬وهسسذا خطسسأ لمسسا‬
‫روى عن النبى صلى ال عليه وسلم انسسه قسسال لمعسساذ رحمسسه السس‪ :‬بسسم‬
‫تحكم ؟ قال بكتاب ال‪ ،‬قال فإن لم تجد قال بسنة رسول ال صلى الس‬
‫عليه وسلم‪ ،‬قال فإن لم تجد قال اجتهد رأيى‪ .‬فلو كان ليجوز التعليسسل‬
‫ال بما ثبت بنص او اجماع لم يبق بعد الكتاب والسنة مايجتهد فيه‬
‫‪------------------------‬‬
‫]قسسوله وأمسسا المسسستنبطة[ أى الحاصسسلة عسسن رأى المجتهسسد )قسسوله أو‬
‫الجماع( أى كالجماع على ان العلة فى حديث " ليحكم أحدكم بيسسن‬
‫اثنين وهو غضبان " تشويش الفكر فيقاس بالغضب غيره نحو الجوع‬
‫والعطش المفرطين وكالجماع على ان العلسة فسسى تقسديم الخ الشسسقيق‬
‫فى الرث على الخ لب اختلط النسبين فقيس بسسه تقسسديمه عليسسه فسسى‬
‫ولية النكاح وصلة الجنازة )قوله لمعاذ( أى معاذ بن جبل بن عمرو‬
‫بن أوس رحمه ال )قوله فإن لم تجد( أى الحكم من الكتاب )قوله فإن‬
‫لم تجد( أى الحكم من السنة )قوله فلو كسسان ل يجسسوز السسخ( أى وبهسسذا‬
‫بطل تخصيصهم القياس بما كانت علته منصوصة‬

‫)فصل( وقسسد تكسسون العلسسة معنسسى مسسؤثرا فسسى الحكسسم يوجسسد الحكسسم‬
‫بوجوده ويزول بزواله‪ ،‬كالشدة المطربة فى تحريسسم الخمسسر والحسسرام‬
‫بالصلة فى تحريم الكلم‪ .‬وقد تكون دليل ولتكون نفس العلة كقولنسسا‬
‫فى ابطال النكاح الموقوف‪ <182> ،‬انه نكاح ليملك الزوج المكلف‬
‫ايقاع الطلق فيه‪ ،‬وفى ظهار الذمى انه يصسسح طلقسسه فصسسح ظهسساره‬
‫كالمسلم‪ .‬وهل يجسوز ان يكسون شسبها ليسزول الحكسسم بزوالسسه وليسدل‬
‫على الحكم‪ ،‬كقولنا فى الترتيب فى الوضسوء انسه عبسادة يبطلهسا النسوم‬
‫فوجب فيها الترتيب كالصلة على ماذكرناه مسسن السسوجهين فسسى قيسساس‬
‫الشبه‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قسسوله دليل( أى علسسى الحكسسم ولتكسسون مقتضسسية لسسه )قسسوله النكسساح‬
‫الموقوف( وهو نكاح الفضولى وهو من ليس لسسه وليسسا ولوكيل‪ .‬قيسسل‬
‫لهذا النكاح النكاح الموقوف لنه ينعقد عند الحنفية موقوفا على اجازة‬
‫من عقد له وهو الولى‪ ،‬واما عند الشافعية فباطل كبيع الفضولى وهسسو‬
‫بيع مال الغير )قوله إنه نكسساح السسخ( هسسذا فسسى الحقيقسسة اسسستدلل بحكسسم‬
‫شرعى وكذا ما بعده )قوله مسسن السسوجهين( أحسسدهما وهسسو الصسسح أنسسه‬
‫ليصح لنه ليس علة الحكم ول يدل عليه‪ ،‬والثانى أنسسه يصسسح إل أنسسه‬
‫أضعف مراتب القياس‬

‫)فصل( وقد يكون وصف العلة معنى يعرف به وجه الحكمة فسسى‬
‫تعلق الحكم به كالشدة المطربة فى الخمر‪ .‬وقد يكون معنسسى ليعسسرف‬
‫وجه الحكمة فى تعلق الحكم به كالطعم فى البر‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قسسوله الحكمسسة( وهسسى المسسر المناسسسب لشسسرع الحكسسم )قسسوله كالشسسدة‬
‫المطربة فى الخمر( أى فإن هذا الوصف يناسب ان يحرم بسسه الخمسسر‬
‫لجلسسه لن بسسه ذهسساب العقسسل السسذى هسسو منسساط التكليسسف وسسسبب لفقسسد‬
‫السعادتين المعاشية والمعادية )قوله وقد يكسسون معنسسى السسخ( أى وإنمسسا‬
‫يصح للمظنة )قوله كالطعم فى البر( أى فى كسسونه مطعومسسا وكجسسواز‬
‫القصر فى السفر فى لحظة بل مشقة‬

‫)فصسسل( وقسسد يكسسون وصسسف العلسسة صسسفة كقولنسسا فسسى السسبر انسسه‬
‫مطعوم‪ .‬وقد يكون اسما كقولنا تراب وماء‪ .‬وقد يكون حكمسسا شسسرعيا‬
‫كقولنا يصح وضوءه او تصح >‪ <183‬صلته‪ .‬ومن الناس من قسسال‬
‫ليجوز ان يكون السم علة‪ .‬وهذا خطأ لن كل معنى جسساز ان يعلسسق‬
‫الحكم عليه من جهة النص جاز ان يستنبط من الصل ويعلسسق الحكسسم‬
‫عليه كالصفات والحكام‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله صفة( أي ل حكمسسة غيسسر منضسسبطة كالمشسسقة فسي السسسفر )قسوله‬
‫اسما( أى جامدا غير مشتق وهو المعسسبر باسسسم اللقسسب كتعليسسل نجاسسسة‬
‫بول ما يؤكل لحمه بأنه بول كبول الدمى وكتعليل الخمر بأنه خمسسر‪.‬‬
‫وقيسسل ليجسسوز اذ معلسسوم بالضسسرورة أنسسه ل اثسسر فسسى تحريسسم الخمسسر‬
‫لتسميته خمرا )قوله وقد يكون حكما شرعيا( أى سواء كسسان المعلسسول‬
‫كذلك كما هنا أم ل كتعليل ثبوت الحياة للشعر بحرمته بالطلق وحلسسه‬
‫بالنكاح كاليد )قسسوله ليجسسوز السسخ( أى لن التعليسسل بالسسسماء الجامسسدة‬
‫يشسسبه التعليسسل بسسالطرد وهسسو مسسا علسسم مسسن الشسسارع الغسساؤه كسسالطول‬
‫والذكورة فى العتق وهو فاسسسد بخلف السسسماء المشسستقة فسسإن التعليسسل‬
‫بها تعليل بما منه اشتقاقها‬

‫)فصل( ويجوز ان يكون الوصف نفيا او اثباتسا‪ ,‬فالثبسات كقولنسا‬


‫لنسسه وارث‪ ،‬والنفسسى كقولنسسا لنسسه ليسسس بسسوارث وليسسس بسستراب‪ .‬ومسسن‬
‫الناس من قال ليجوز ان يجعل النفى علة‪ .‬والدليل على ماقلناه ان ما‬
‫جاز ان يعلل به نصا جاز ان يعلل به استنباطا كالثبات ‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله الوصف( أى وصف العلسسة )قسسوله نفيسسا( أى فسسى الحكسسم العسسدمى‬
‫اتفاقا كتعليل عدم صحة التصرف لعدم العقل وكذا الوجودى على مسسا‬
‫عليه المصنف كما يقال يجب قتل المرتسسد لعسسدم اسسسلمه )قسسوله وليسسس‬
‫بتراب( أى الجص مثل )قوله علة( أى للحكم الثبوتى لن العلسسة لبسسد‬
‫ان تكون أجلى من المعلول والنفى أخفى من الثبوت‬

‫)فصسسل( ويجسسوز ان تكسسون العلسسة ذات وصسسف ووصسسفين واكسسثر‬


‫وليس لها عدد محصور‪ .‬وحكى عسسن بعسسض الفقهسساء انسسه قسسال ليسسزاد‬
‫على خمسة اوصاف‪ .‬وهذا لوجه له‪ ،‬لن العلل شرعية فإذا جسساز ان‬
‫يعلسسق الحكسسم فسسى الشسسرع علسسى خمسسسة اوصسساف جسساز ان يعلسسق علسسى‬
‫مافوقها‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قسسسوله ذات وصسسسف( أي لن المركسسسب مناسسسسب للحكسسسم ودائر معسسسه‬
‫والمناسبة والدور يفيدان العلية )قوله وأكثر( أى من الوصفين كتعليل‬
‫وجوب القصاص بالقتل العمسسد عسسدوانا لمكسسافئ لن المركسسب مناسسسب‬
‫للحكسسم ودائر معسسه والمناسسسبة والسسدور يفيسسدان العليسسة )قسسوله لهسسا( أى‬
‫الوصاف )قوله ليزاد الخ( أى فإن زاد عليها لم يجز التعليل به‬

‫)فصل( ويجوز ان تكون العلسسة واقفسسة‪ <184> ،‬كعلسسة اصسسحابنا‬


‫فسسى السسذهب والفضسسة‪ .‬وقسسال بعسسض اصسسحاب أبسسى حنيفسسة رحمسسه الس‬
‫ليجوز ان تكون الواقفة علة‪ .‬وهسسذا غيسسر صسسحيح لمسسا بينسسا ان العلسسل‬
‫أمارات شرعية‪ ،‬فيجوز ان تجعل المارة معنى ليتعسسدى كمسسا يجسسوز‬
‫ان تجعل معنى ليتعدى‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله واقفة( أى قاصرة غير متعدية لكونها محل الحكم كتعليل حرمة‬
‫الربا فى الذهب بكونه ذهبا أو جزءه كتعليل نقض الوضسوء بالخسارج‬
‫من السبيلين بالخروج أو وصفه الخاص كما هنا )قوله كعلة أصحابنا‬
‫الخ( أى فإنهم عللوا الربا فيهما بكونهما جوهرى الثمسسان أى كونهمسسا‬
‫مخلوقين للثمنية وهذه العلة قاصرة )قوله بعض أصحاب ابى حنيفسسة(‬
‫وهسسو أبسسو الحسسسن الكرخسسى مسسن المتقسسدمين وأبسسو زيسسد الدبوسسسى مسسن‬
‫المتأخرين رحمهما الس )قسسوله ليجسسوز السسخ( أى لعسسدم فائدتهسسا )قسسوله‬
‫أمسسارات شسسرعية( أى ومسسن فوائدهسسا معرفسسة المناسسسبة فيكسسون أدعسسى‬
‫للقبول من التعبد المحض اذ النفس السسى قبسسول مسسا تعسسرف علتسسه أميسسل‬
‫منها الى قبول ما تجهل علته‬

‫)باب بيان الحكم(‬


‫اعلم ان الحكم هو الذى تعلسق علسى العلسة مسن التحليسل والتحريسم‬
‫والستنباط‪ .‬وهو على ضربين‪ :‬مصرح به ومبهسم‪ .‬فالمصسرح بسه ان‬
‫نقول فجاز ان يجب او فوجب ان يجب وما اشبه ذلك‪ .‬والمبهسسم علسسى‬
‫اضرب‪ :‬منها ان نقول فأشبه كذا‪ .‬فمن الناس من قال ان ذلك ليصسسح‬
‫لنه حكم مبهم‪ .‬ومنهم من قال انه يصح‪ .‬وهو الصح لن المسسراد بسسه‬
‫فأشبه كذا فى الحكم الذى وقع السسسؤال عنسسه‪ ،‬وذلسسك حكسسم معلسسوم بيسسن‬
‫السائل والمسئول‪ ،‬فيجوز ان يمسك عسسن بيسسانه اكتفسساء بسسالعرف القسسائم‬
‫بينهما‪ .‬ومنها ان يعلق عليها التسوية بيسسن حكميسسن كقولنسسا فسسى ايجسساب‬
‫النية فسسى الوضسسوء انسسه طهسسارة فاسسستوى جامسسدها ومائعهسسا فسسى النيسسة‬
‫كإزالة النجاسة‪ .‬ومن اصحابنا من قال ان ذلك ليصح لنسسه يريسسد بسسه‬
‫التسوية بين المائع والجامد فى الصل فى اسقاط > ‪ <185‬النية وفى‬
‫الفرع فى ايجاب النية وهما حكمان متضادان‪ ،‬والقياس ان يشتق حكم‬
‫الشيء من نظيره لمن ضده ونقيضه‪ .‬ومنهم من قال ان ذلك يصسسح‪.‬‬
‫وهو الصحيح لن حكسسم العلسسة هسسو التسسسوية بيسسن المسسائع والجامسسد فسسى‬
‫اصل النية‪ ،‬والتسوية بين المائع والجامد فى النية موجود فى الصسسل‬
‫والفرع من غير اختلف‪ ،‬وإنما يظهر الختلف بينهما فسسى التفصسسيل‬
‫وليس ذلك حكم علته‪.‬ومنها ان يكون حكم العلسسة اثبسات تسسأثير لمعنسى‪،‬‬
‫مثل قولنا فى السواك للصائم انه تطهير يتعلق بالفم مسسن غيسسر نجاسسسة‬
‫فسسوجب ان يكسسون للصسسوم تسسأثير فيسسه كالمضمضسسة‪ ،‬فهسسذا يصسسح لن‬
‫للصوم تأثيرا فى المضمضة وهو منع المبالغة‪ ،‬كما ان للصوم تسسأثيرا‬
‫فى السواك وهو فى المنع منه بعد الزوال‪ ،‬وإن كان تأثيرهمسسا مختلفسسا‬
‫واختلفهما فى كيفية التأثير ليمنع صحة الجمسسع لن الغسسرض اثبسسات‬
‫تأثير الصوم فى كسسل واحسد منهمسسا‪ ،‬وقسسد اسسستويا فسى التسسأثير فليضسسر‬
‫اختلفهما فى التفصيل >‪<186‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قسوله فأشسبه( أى المسر )قسسوله إن ذلسسك( أى قولنسا فأشسبه كسذا )قسسوله‬
‫كإزالسسة النجاسسسة( أى وهسسو الصسسل المقيسسس عليسسه أى فإنهسسا طهسسارة‬
‫استوى جامدها ومائعها فسى النيسة )قسوله ان ذلسك( أى تعليسق التسسوية‬
‫على العلة )قوله فى الصل( وهسو ازالسة النجاسسة )قسوله فسى الفسرع(‬
‫وهو الوضوء والتيمم‪).‬قوله وهمسسا( أى السسسقاط واليجسساب )قسسوله ان‬
‫ذلك( أى تعليق التسوية عليها )قوله والتسوية السسى قسسوله اختلف( أى‬
‫فيقال مثل الجامد والمائع فى ازالة النجاسة مستويان فى سسسقوط النيسسة‬
‫وفى الوضوء والتيمم مستويان فى وجوب النية )قسسوله فسسى التفصسسيل(‬
‫أى بين السقوط والوجوب )قوله من غير نجاسة( أى فسسى الفسسم )قسسوله‬
‫فيه( أى فى السسسواك أى بسسالمنع منسه بعسد السزوال للصسسائم )قسوله منسسع‬
‫المبالغة( أى لخشية بطلن الصوم )قوله تأثيرهما( أى تسسأثير السسسواك‬
‫والمضمضة )قوله مختلفا( أى فإن تأثير الصوم فى منع المبالغسسة فسسى‬
‫المضمضة لخشية فساد الصسسوم فسسإن ذلسسك يمنسسع مسسن أول النهسسار السسى‬
‫آخره وتأثير الصوم فى منع السواك لئل تزول الرائحسسة الكريهسسة مسسن‬
‫فم الصائم فإنها عند ال أطيب من رائحسسة المسسسك فلسسذا اختسسص المنسسع‬
‫بعد الزوال لنه وقت حصولها )قوله فى التأثير( أى بسسالمنع عسسن كسسل‬
‫واحسسسد منهمسسسا )قسسسوله فسسسى التفصسسسيل( أى بيسسسن خشسسسية البطلن فسسسى‬
‫المضمضة وبين زوال الرائحة فى السواك‬

‫)باب بيان مايدل على صحة العلة(‬


‫وجملته ان العلة لبد من الدللة على صسسحتها لن العلسسة شسسرعية‬
‫كما ان الحكم شرعى‪ ،‬فكما لبد من الدللسسة علسسى الحكسسم فكسسذلك لبسسد‬
‫من الدللة على صحة العلة‬
‫‪-------------------‬‬
‫)قسسوله وجملتسسه( أى جملسسة الكلم علسسى ذلسسك )قسسوله شسسرعية( أى لن‬
‫طريق معرفتها شسسرع )قسسوله فكمسسا لبسسد السسخ( أى ليجسسوز القسسول فسسى‬
‫الشرع من غير دليل‬

‫)فصل( والذى يدل على صحة العلة شيئان‪ :‬اصل واستنباط‪.‬فأمسسا‬


‫الصل فهو قول ال عز وجل وقول رسول ال صلى ال عليسسه وسسسلم‬
‫وافعاله والجماع‪ .‬فأما قول الس تعسسالى وقسسول رسسسول الس صسسلى الس‬
‫عليسسه وسسسلم فسسدللتهما مسسن احسسد وجهيسسن‪ :‬احسسدهما مسسن جهسسة النطسسق‬
‫والثانى من جهة الفحوى والمفهوم‪ .‬فأما دللتهما من جهة النطق فمن‬
‫وجوه بعضها اجلى مسن بعسسض‪ .‬فأجلهسسا ماصسسرح فيسه بلفسسظ التعليسسل‬
‫كقوله تعالى‪ " :‬من اجل ذلك كتبنا على بنى اسرائيل " وكقوله صسسلى‬
‫الس عليسسه وسسسلم‪ " :‬انمسسا نهيتكسسم لجسسل الدافسسة " وقسسوله‪ " :‬انمسسا جعسسل‬
‫الستئذان من اجل البصر " وقوله‪ " :‬أينقص الرطب اذا يبس ؟ فقيسسل‬
‫نعم فقال فل اذن " أى من اجله‪ ،‬فهذا صريح فسسى التعليسسل‪ .‬ويليسسه فسسى‬
‫البيان والوضوح ان يذكر صفة ليفيد ذكرهسسا غيسسر التعليسسل كقسسوله >‬
‫‪ <187‬تعالى فى الخمر‪ ":‬انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العسسداوة‬
‫والبغضاء " الية وكقوله صلى ال عليه وسلم فى دم الستحاضة "‬
‫انسسه دم عسسرق‪ " :‬وكقسسوله فسسى الهسسرة " انهسسا مسسن الطسسوافين عليكسسم‬
‫والطوافات " وقوله صلى ال عليه وسلم حين قيل له ان فى دار فلن‬
‫هرة فقال " الهرة سبع " وفى بعضسسها " الهسسرة ليسسست بنجسسسة " فهسذه‬
‫الصفات وان لسسم يصسسرح فيهسسا بلفسسظ التعليسسل ال انهسسا خارجسسة مخسسرج‬
‫التعليل اذ لفائدة فى ذكرها سوى التعليل‪ .‬ويليسسه فسسى البيسسان ان يعلسسق‬
‫الحكم على عين موصوفة بصفة‪ ،‬فالظسساهر ان تلسسك الصسسفة علسسة وقسسد‬
‫يكون هذا بلفظه الشرط كقوله تعالى‪ " :‬وان كسسن اولت حمسسل فسسأنفقوا‬
‫عليهن " وكقوله صلى ال عليه وسلم‪ " :‬مسسن بسساع نخل بعسسد ان يسسؤبر‬
‫فثمرتهسسا للبسسائع ال ان يشسسترطها المبتسساع " فالظسساهر ان الحمسسل علسسة‬
‫لوجوب النفقة والتأبير علة لكون الثمرة للبسسائع وقسسد تكسسون بغيسسر لفسسظ‬
‫الشرط كقوله تعالى‪ " :‬والسارق والسارقة فاقطعوا أيسسديهما " وكقسسوله‬
‫صسسلى ال س عليسسه وسسسلم‪ " :‬لتسسبيعوا الطعسسام بالطعسسام ال مثل بمثسسل "‬
‫فالظاهر ان السرقة علة لوجوب القطع والطعم علة لتحريم التفاضسسل‪.‬‬
‫وأما دللتهما من جهسسة الفحسسوى والمفهسسوم فبعضسسها ايضسسا اجلسسى مسسن‬
‫بعض‪ .‬فأجلها ما دل عليه التنبيه كقولع تعالى‪ " :‬فلتقسسل لهمسسا اف "‬
‫وكنهيه صلى ال عليه وسسسلم عسسن التضسسحية بسسالعوراء‪ ،‬فيسسدل بسسالتنبيه‬
‫عنسسد سسسماعه ان الضسسرب اولسسى بسسالمنع >‪ <188‬وان العميسساء اولسسى‬
‫بالمنع ويليه فى البيان ان يذكر صفة فيفهسسم مسسن ذكرهسسا المعنسسى السستى‬
‫تتضمنه تلك الصفة من غير جهة التنبيه كقوله صلى ال عليه وسسسلم‪:‬‬
‫" ليقضى القاضى وهو غضبان " وكقوله صلى ال عليسسه وسسسلم فسسى‬
‫الفأرة تقع فى السمن‪ ":‬ان كسسان جامسسدا فألقوهسسا ومسسا حولهسسا وان كسسان‬
‫مائعا فأريقوه " فيفهم بضرب من الفكسسر انسسه انمسسا منسسع الغضسسبان مسسن‬
‫القضاء لشتغال قلبه وان الجائع والعطشان مثلسسه‪ ،‬وانمسسا امسسر بإلقسساء‬
‫ماحول الفأرة من السمن ان كان جامدا وإراقتسه ان كسان مائعسا لكسونه‬
‫جامدا او مائعا وان الشيرج والزيت مثله‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قسسوله واسسستنباط( أى اسسستنباط الفقهسساء )قسسوله والجمسساع( أى اجمسساع‬
‫الفقهاء على كون الوصف علة )قسسوله مسسن جهسسة الفحسسوى( أى فحسسوى‬
‫الخطاب )قوله والمفهوم( أى مفهوم الموافقة )قوله ماصسرح السخ( أى‬
‫بلفظ يدل علسسى العليسسة بالوضسسع مسسن غيسسر احتيسساج السسى نظرواسسستدلل‬
‫)قوله لجل الدافة( أى لجل توسعة علسسى القافسسة السستى قسسدمت المدينسسة‬
‫أيسام التشسريق )قسوله أينقسص السخ( أى حينمسا سسئل عسن بيسع الرطسب‬
‫بالتمر )قوله إذن( أى ينقص اذا يبس )قسسوله مسسن أجلسسه( أى مسسن أجسسل‬
‫نقصانه اذا يبس )قوله ان يذكر( أى الشارع )قسسوله غيسسر التعليسسل( أى‬
‫تعليل الحكم الذى اقترنت بسسه تلسسك الصسسفة )قسوله فسسى الخمسسر( أى فسسى‬
‫تحريمها )قوله انه دم عرق( تتمته‪ :‬وليس بالحيضة )قوله فى الهسسرة(‬
‫أى فسسى عسسدم نجاسسستها )قسسوله وفسسى بعضسسها( أى الروايسسات )قسسوله اذ‬
‫لفائدة الخ( أى فلو لم يكسسن للتعليسسل لكسسان بعيسسدا عسسن الشسسارع )قسسوله‬
‫ويليه( أى ذكر صفة ليفيد ذكرها غير التعليل )قوله وقسسد يكسسون( أى‬
‫تعليق الحكم على عين موصوفة بصفة )قسسوله المبتسساع( أى المشسسترى‬
‫)قوله إل مثل بمثل( أى متماثل )قوله وامسسا دللتهمسسا( أى دللسسة قسسول‬
‫ال ورسوله )قوله والمفهسسوم( أى مفهسسوم الموافقسسة الولسسى والمسسساوى‬
‫)قوله التنبيه( أى بالدنى على العلى أو بالعلى على الدنسسى )قسسوله‬
‫بالتنبيه( أى بالدنى علسسى العلسسى )قسسوله المعنسسى( أى الحكمسسة )قسسوله‬
‫جامدا( وهسسو مسسا لسسو اغسسترف منسسه ليسستراد سسسريعا )قسسوله وان الجسسائع‬
‫والعطشان( أى وغيريهما ممن قام به ما يشوش قلبه )قسسوله مثلسسه( أى‬
‫فى اللقاء ان كان جامدا والراقة ان كان مائعا‬

‫)فصل( وأما دللة افعال الرسسول صسلى الس عليسه وسسلم فهسو ان‬
‫يفعل شيئا عند وقوع معنى من جهته او من جهة غيره‪ ،‬فيعلم انسسه لسسم‬
‫يفعل ذلك ال لما ظهر من المعنسسى فيصسسير ذلسسك علسسة فيسسه وهسسذا مثسسل‬
‫ماروى‪ " :‬انه سهى رسول ال صلى ال عليه وسلم فسجد " فيعلم ان‬
‫السهو علة للسجود " وان اعرابيا جسسامع فسسى رمضسسان فسسأوجب عليسسه‬
‫عتق رقبة " فيعلم ان الجماع علة ليجاب الكفارة‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قوله دللة افعال الخ( أى على عليسة الشسسيء )قسوله مسن المعنسسى( أى‬
‫العلة )قوله ذلك( أى ما ظهر من المعنى )قوله فيه( أى فعل الرسسسول‬
‫)قوله فسجد( أى للسهو )قوله وأن أعرابيا السسخ( مثسال ثسان لفعلسسه مسن‬
‫جهسسة الغيسسر )قسسوله ليجسساب الكفسسارة( أى كفسسارة الجمسساع فسسى نهسسار‬
‫رمضان‪ ،‬وإل لخل السؤال عن الجواب‬

‫)فصل( واما دللة الجماع فهو ان تجمع المة علسسى التعليسسل بسسه‬
‫كمسسا روى >‪ <189‬عسسن عمسسر رضسسى الس عنسسه انسسه قسسال فسسى قسسسمة‬
‫السواد‪ :‬لوقسمت بينكم لصارت دولة بين اغنيائكم ولم يخالفوه‪ .‬وكمسسا‬
‫قال على كرم ال وجهه فى شارب الخمسسر‪ :‬انسسه اذا شسسرب سسسكر واذا‬
‫سكر هذى واذا هذى افترى فأرى ان يحد حسسد المفسسترى‪ ،‬فلسسم يخسسالفه‬
‫احد فى هذا التعليل‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله دللة الجماع( أى على علية الشيء‪ .‬وهو إما إجماع على علة‬
‫معينة كتعليل ولية المسسال بالصسسغر وإمسسا اجمسساع علسسى اصسسل التعليسسل‬
‫دون العلة كإجماعهم على أن الربا فى الصناف معلل واختلفهم فسسى‬
‫العلة )قوله به( أى بالوصف )قسسوله السسسواد( أى قسسرى العسسراق )قسسوله‬
‫دولة( أى أمرا يتداوله الغنيسساء بينهسسم )قسسوله أحسسد( أى مسسن الصسسحابة‬
‫)قوله هذا التعليل( أى وكتعليل ولية المال على الصغار‬

‫)فصل( واما الضرب الثسانى مسن السدليل علسى صسسحة العلسسة فهسو‬
‫السسسستنباط وذلسسسك مسسسن وجهيسسسن‪ :‬احسسسدهما التسسسأثير والثسسسانى شسسسهادة‬
‫الصول‪.‬فأما التأثير فهو ان يوجد الحكسسم بوجسسود معنسسى فيغلسسب علسسى‬
‫الظن انه لجله ثبت الحكم‪ ،‬ويعرف ذلك من وجهين‪ :‬احدهما بالسلب‬
‫والوجود وهو ان يوجد الحكم بوجوده ويزول بزواله وذلك مثل قسسوله‬
‫فى الخمر انه شراب فيه شسدة مطربسة‪ ،‬فسإنه قبسل حسدوث الشسسدة كسان‬
‫حلل ثم حدثت الشدة فحرم ثم زالت الشدة فحل‪ ،‬فعلم انسسه هسسو العلسسة‪.‬‬
‫والثانى بالتقسيم وهو ان يبطل كل معنى فى الصسسل الواحسسدا‪ ،‬فيعلسسم‬
‫انه هسسو العلسسة‪ ،‬وذلسسك مثسسل ان يقسسول فسسى الخسسبر انسسه يحسسرم فيسسه الربسسا‬
‫فليخلو إما ان يكسسون للكيسسل او للطعسسم او للسسوزن ثسسم يبطسسل ان يكسسون‬
‫للكيل والوزن فيعلم انه للطعم‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله الحكم( وهو الدائر )قوله معنى( وهو المدار )قوله بالسسسلب( أى‬
‫اذا وجد الوصف وجسسد الحكسسم واذا انتفسسى انتفسسى )قسسوله هسسو( أى ذلسسك‬
‫المعنى )قوله ان يوجد الحكم( أى بعد ان كان معدوما )قوله ويسسزول(‬
‫أى التأثير بالسلب والوجود )قوله مطربة( أى مسكرة أو مزيلة للعقل‬
‫)قوله ثم زالت( أى كمسسا اذا تخللسست الخمسسر )قسسوله ان يبطسسل( أى بعسسد‬
‫حصره )قسسوله ال واحسسدا( أى وصسسفا واحسسدا يصسسلح للعليسسة )قسسوله ان‬
‫يكون( أى حرمة الربا فى الخبز )قوله يبطل( أى بطريسسق مسسن طسسرق‬
‫البطال‬

‫)فصل( واما شسسهادة الصسسول فيختسسص بقيسساس الدللسسة‪ ،‬وهسسو ان‬


‫يدل على صحة العلة شهادة الصسسول‪ <190> ،‬وذلسسك ان يقسسول فسسى‬
‫القهقهة ان مالينقض الطهر خارج الصلة لسسم ينقسسض داخسسل الصسسلة‬
‫كالكلم‪ ،‬فيدل عليها بأن الصول تشسسهد بالتسسسوية بيسن داخسسل الصسسلة‬
‫وخارجهسسا‪ ،‬أل تسسرى ان مسساينقض الوضسسوء داخسسل الصسسلة ينقسسض‬
‫خارجها كالحداث كلها‪ ،‬وما لينقض خارج الصلة لينقض داخلها‪،‬‬
‫فيجب ان تكون القهقهة مثلها‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله وذلك( أى شهادة الصول )قوله فى القهقهة( أى داخل الصسسلة‬
‫)قوله كالكلم( أى فإنه ينقض الطهر داخل الصسلة وخارجهسا باتفساق‬
‫بيننا وبين الحنفية )قوله بالتسوية( أى تسوية القهقهسسة فسسى عسسدم نقسسض‬
‫الوضوء )قوله مثلها( أى مثل الحداث فى التسوية بين داخل الصلة‬
‫وخارجها‬

‫)فصل( ومسسا سسسوى هسسذه الطسسرق فل يسسدل علسسى صسسحة العلسسة‪ .‬وقسسال‬
‫بعض الفقهاء اذا لم يجد مايعارضسسها ولمايفسسسدها دل علسسى صسسحتها‪.‬‬
‫وقال ابو بكر الصيرفى فسسى طردهسسا يسدل علسسى صسسحتها‪ .‬فأمسسا السسدليل‬
‫على ماقال ان عدم مايفسدها دليل صحتها فهسسو انسسه لوجسساز ان يجعسسل‬
‫هذا دليل على صسسحتها لسسوجب اذا اسسستدل بخسسبر ليعسسرف صسسحته ان‬
‫يقال عدم ما يعارضه وما يفسده يدل على صحته‪ ،‬وهذا ليقسسوله احسسد‬
‫>‪ <191‬واما الدليل علسسى الصسسيرفى فهسسو ان الطسسرد فعسسل القسسائس‪،‬‬
‫وفعل القائس ليس بحجة فى الشرع‪ ،‬ولن قوله انها مطردة معناه انسسه‬
‫ليس ها هنا نقسسض يفسسسدها‪ ،‬وقسسد بينسسا ان عسسدم مايفسسسدها ليسسدل علسسى‬
‫الصحة‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قوله هذه الطرق( أى طرق الدللة على العلة مسسن الطسسرد والسسدوران‬
‫ونحوهما )قوله اذا لم يجد الخ( أى اذا سلمت العلة عن علة تعارضها‬
‫تقتضى نقيض حكمها كقول الشافعية فسسى مسسسح السسرأس فسسى الوضسسوء‬
‫مسح فيسن التثليث كالستجمار فيقال مسسسح فليسسسن كسسالخف إجماعسسا‬
‫)قوله دل( أى عدم الوجسسدان )قسسوله طردهسسا يسسدل علسسى صسسحتها( أى‬
‫اطرادها بأن يثبت الحكم مع الوصف الذى لسسم يعلسسم كسسونه مناسسسبا ول‬
‫مستلزما للمناسب ول الغاؤه كقسسول بعضسسهم فسسى عسسدم صسسحة التطهسسر‬
‫بالخل‪ :‬مائع لتبنى القنطرة علسسى جنسسسه عسسادة فل تسسزال بسسه النجاسسسة‬
‫كالدهن بخلف الماء‪ ،‬فبناء القنطسسرة وعسسدمه ل مناسسسبة فيهمسسا للحكسسم‬
‫وان كان مطردا ل نقض عليه )قوله هسذا( أى عسدم مايفسسدها )قسوله‬
‫اذا استدل( أى المستدل )قوله وهذا( أى عدم مايعارضها وما يفسسسدها‬
‫يدل على صحتها )قوله الصيرفى( أى المام أبو بكرالصيرفى )قسسوله‬
‫ان الطرد فعل القائس( فيه نظر فالمراد بالطرد كونه مطسسردا ل فعسسل‬
‫القسائس‪ ،‬والولسسى ان يحتسج بانتفسساء المناسسبة فسى الطسسرد )قسوله علسى‬
‫الصحة( أى صحة الخبر أو العلة‬

‫)باب بيان مايفسد العلة(‬


‫قال الشيخ المام الوحد رحمه ال ورضى ال عنه قد ذكرت فى‬
‫الملخص فى الجدل فيما يفسد العلة خمسة عشر نوعا‪ ،‬وانا اذكر ههنا‬
‫مايليق بهذا الكتاب ان شاء الس تعسسالى‪ ،‬فسسأقول‪ :‬ان السسذى يفسسسد العلسسة‬
‫عشرة اشياء‪ .‬احدها ان ليكون على صسسحتها دليسسل‪ ،‬فيسسدل ذلسسك علسسى‬
‫فسادها لنى قد بينت فى البسساب قبلسسه ان العلسسة شسسرعية فسساذا لسسم يكسسن‬
‫على صحتها دليل من جهة الشرع دل على انها ليست بعلة‪ ،‬فوجب‬
‫الحكم بفسادها‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله على صحتها( أى فيما اذا كانت العلة شسسرعية )قسسوله دليسسل( أى‬
‫شرعى )قوله فى الباب( أى فى بيان ما يدل على ما يفسد العلة )قوله‬
‫ان العلة شرعية( أى لن طريق معرفتها شرع‬

‫)فصل( والثانى ان تكون العلة منصوبة لما ليثبت بالقياس كأقسسل‬


‫الحيض واكثره واثبات السماء واللغات على قول من ليجيز اثباتهسسا‬
‫بالقياس وغير ذلك من الحكام السستى لمسسدخل للقيسساس فيهسسا علسسى مسسا‬
‫تقدم شرحها‪ ،‬فيدل ذلك على فسادها‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قسسوله لمسسا ليثبسست بالقيسساس( أى ممسسا طريقسسه الخلقسسة والعسسادة )قسسوله‬
‫وغيرذلك( أى كأعداد الركعات ومقادير الزكوات وما طريقه الرواية‬
‫والسماع‬

‫)فصل( والثالث ان تكون العلة منتزعة من اصسسل ليجوزانسستزاع‬


‫العلة منه‪ ،‬مثل ان يقيس علسسى اصسسل غيسسر ثسسابت كأصسسل منسسسوخ او‬
‫اصل لم يثبت الحكم فيسسه‪ <192> ،‬لن الفسسرع ليثبسست ال بالصسسل‪،‬‬
‫فإذا لم يثبت الصل لم يجز اثبات الفسسرع مسسن جهتسسه وهكسسذا لسسو كسسان‬
‫الصل قد رود الشسسرع بتخصيصسسه ومنسسع القيسساس عليسسه‪ ،‬مثسسل قيسساس‬
‫اصحاب ابى حنيفة رحمه ال غير رسول ال صسسلى ال س عليسسه وسسسلم‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم فى جواز النكاح بلفظ الهبة‪ ،‬وقد‬
‫ورد الشرع بتخصيصه بذلك‪ .‬فهذا ايضسسا ليجسسوز القيسساس عليسسه لن‬
‫القياس انما يجوز على مسا لسم يسسرد الشسسرع بسالمنع منسه‪ .‬فأمسسا اذا ورد‬
‫الشرع بالمنع منه فليجوز‪ ،‬ولهذا ليجوز القيسساس اذا منسسع منسسه نسسص‬
‫او اجماع‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قسوله أن يقيسس( أى القسائس )قسوله لن الفسرع السخ( أى فثبسوته تسابع‬
‫لثبوت الصل )قسسوله بلفسسظ الهبسسة( أى كوهبتسسك نفسسسى يسسا فلن )قسسوله‬
‫بتخصيصسسه( أى تخصسسيص النكسساح بانعقسساده بلفسسظ الهبسسة وذلسسك لقسسوله‬
‫تعالى " وامرأة مؤمنة وهبت نفسها للنبى ان اراد النبى ان يسسستنكحها‬
‫خالصسسة لسسك مسسن دون المسسؤمنين " )قسسوله فهسسذا( أى الصسسل السسوارد‬
‫بتخصيصه الشرع‬

‫)فصسسل( والرابسسع ان يكسسون الوصسسف السسذى جعسسل علسسة ل يجسسوز‬


‫التعليل به‪ ،‬مثل ان تجعل العلة اسم لقب او نفى صفة على قول من ل‬
‫يجيز ذلك اوشبها على قول من ليجيز قياس الشبه او وصفا لم يثبسست‬
‫وجوده فى الصل وفى الفرع‪ ،‬فسسدل علسسى فسسسادها‪ ،‬لن الحكسسم تسسابع‬
‫للعلة واذا كانت العلة لتفيد الحكم او لم تثبت >‪ <193‬لم يجز اثبات‬
‫الحكم من جهتها‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله أن تجعل( اى أنت )قوله اسم لقب( المراد به السم الجامسسد لن‬
‫اللقب ليس فيه رائحة التعليل ولعدم اشتماله على الحكمة التى يسسترتب‬
‫عليها الحكم )قوله على قول من ليجيز ذلسسك( كلمسسة ل النافيسسة ليسسست‬
‫موجودة فى غالب النسخ أى التمثيل بما ذكر ل يجوز على قسسول مسسن‬
‫قال ليجوز ان يكون وصف العلة اسما وعلى قول مسسن قسسال ليجسسوز‬
‫ان يكون النفى علة وقد تقدم جوازهما وهو الصسسح كتعليسسل الشسسافعى‬
‫نجاسة بول ما يؤكل لحمه بأنه بول كبول الدمى )قوله ليجيز قيسساس‬
‫الشبه( وقد تقدم أنه يجوز ال أنه اضعف مراتب القياس )قوله فيدل(‬
‫أى ما ذكر من كون العلة اسم لقب أو نفى صفة أو شبها أو وصفا لسسم‬
‫يثبت وجوده فى الصل والفرع‬

‫)فصل( والخامس ان لتكون العلة مؤثرة فى الحكسسم‪ ،‬فيسسدل ذلسسك‬


‫على فسادها‪ .‬ومن اصحابنا من قال ان ذلسسك ليسسوجب فسسسادها‪ ،‬وهسسى‬
‫طريقة من قال ان طردها يدل على صحتها‪ ،‬وقد دللسست علسسى فسسساده‪.‬‬
‫ومن اصحابنا من قال ان دفعه للنقض تأثير صحيح‪ ،‬وهذا خطسسأ لن‬
‫المؤثر ماتعلق الحكم به فى الشرع‪ ،‬ودفع النقض عسسن مسسذهب المعلسسل‬
‫ليس بدليل على تعلسق الحكسم بسه فسى الشسرع‪ ،‬وإنمسا يسدل علسى تعلسق‬
‫الحكم به عنده‪ ،‬وليس المطلسسوب علسسة المعلسسل وانمسسا المطلسسوب علسسة‬
‫الشسسرع‪ ،‬فسسسقط هسسذا القسسول وفسسى أى موضسسع يعتسسبر تسسأثير العلسسة فيسسه‬
‫وجهان‪ :‬من اصحابنا من يطلب تأثيرها فى الصسسل لن العلسسة تتفسسرع‬
‫من الصل اول ثم يقاس الفسسرع عليسه‪ ،‬فسسإذا لسسم يسسؤثر فسسى الصسسل لسسم‬
‫تثبت العلة فيه فكأنه رد الفرع الى الصل بغير علسسة الصسسل‪ .‬ومنهسسم‬
‫من قال يكفى ان يؤثر فى وضسع مسن الصسسول‪ ،‬وهسسو اختيسار شسيخنا‬
‫القاضى ابى الطيب الطبرى رحمه ال‪ ،‬وهو الصحيح عندى لنها اذا‬
‫أثرت فى موضسسع مسسن الصسسول دل علسسى صسسحتها واذا صسسحت فسسى‬
‫موضع وجب تعليق الحكم عليها حيث وجدت >‪<194‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قوله ان لتكون العلة الخ( أى بأن ليكون فيها مناسبة لثبات الحكسسم‬
‫ولنفيه ككونها وصفا طرديا كطول شيء )قوله ذلسسك( أى عسسدم كسسون‬
‫العلة مؤثرة فى الحكم )قوله وهى( أى هذه الطريقسسة )قسسوله مسسن قسسال(‬
‫وهو أبو بكر الصيرفى )قوله ان طردها( أى مقارنة الوصسسف للحكسسم‬
‫من غير مناسبة )قوله دللت( أى أقمت دليل )قوله النقض( أى تخلسف‬
‫الحكم عسن العلسسة )قسوله المعلسل( أى مسن نصسسب نفسسه لثبسات الحكسسم‬
‫)قوله تأثير العلة( أى تأثير فى كون الوصسسف علسسة بمعنسسى أن الطسسرد‬
‫يدل على تأثير الوصف فيه باندفاع النقض عنه )قوله عنسسده( أى عنسسد‬
‫المعلل )قوله تأثيرها( أى بأن وجد الحكم فيه بوجودها )قوله تتفسسرع(‬
‫أى تتولد )قوله دل( أى تأثير ها فيه‬

‫)فصسسل( والسسسادس ان تكسسون منقضسسة‪ ،‬وهسسى ان توجسسد ولحكسسم‬


‫معها‪ .‬وقال اصحاب ابى حنيفة وجود العلة من غير حكم ليس بنقض‬
‫لها‪ ،‬بل هو تخصيص لها وليس بنقض‪ .‬والدليل علسسى فسسساد ذلسسك هسسو‬
‫انها علة مستنبطة‪ ،‬فإذا وجدت من غير حكم وجسسب الحكسسم بفسسسادها‪،‬‬
‫دليله العلل العقلية‪ .‬واما وجود معنى العلة ولحكم‪ ،‬وهو السسذى سسسمته‬
‫المتفقهة الكسر والنقض مسسن طريسسق المعنسسى‪ ،‬وهسسو ان تبسسدل العلسسة او‬
‫بعض اوصافها بما هو فى معناه ثم يوجد ذلك مسسن غيسسر حكسسم‪ ،‬فهسسذا‬
‫ينظر فيه ؛ فإن كان الوصسسف السسذى ابسسدله غيسسر مسسؤثر فسسى الحكسسم دل‬
‫على فساد العلة لنه اذا لم يكن مؤثرا وجسسب اسسسقاطه واذا سسسقط لسسم‬
‫يبق شيء فإما ان ليبقى شيء فيسقط السسدليل او يبقسسى شسسيء فينتقسسض‬
‫فيكون الفساد راجعا الى عسسدم التسسأثير او النقسسض وقسسد بيناهمسسا‪ .‬وان‬
‫كان الوصف الذى ابدله مؤثرا فى الحكم لسسم تفسسسد العلسسة لن المسسؤثر‬
‫فى الحكم ليجوز اسقاطه فليتوجه على العلة من جهتسه فسساد‪ .‬فأمسا‬
‫وجود الحكم مسن غيسر علسة فينظسر فيسه ؛ >‪ <195‬فسإن كسانت العلسة‬
‫لجنس الحكم فهو نقض‪ ،‬وذلك مثل ان نقول العلسسة فسسى وجسسوب النفقسسة‬
‫التمكين فى الستمتاع فأى موضع وجبت النفقة من غيسسر تمكيسسن فهسسو‬
‫نقض‪ ،‬وأى موضع وجد التمكين من غير نفقة فهو نقض‪ ،‬لنسسه زعسسم‬
‫ان التمكين علة هذا الحكم أجمع لعلة له سواه‪ ،‬فكأنه قال أى موضع‬
‫وجد وجب وأى موضع فقسسد سسسقط‪ ،‬فسسإذا وجسسد ولسسم يجسسب او فقسسد ولسسم‬
‫يسقط فقد انتقض التعليل‪ .‬وان كانت العلة للحكسسم فسسى أعيسسان للجنسسس‬
‫الحكم لسسم يكسسن ذلسسك نقضسسا لنسه يجسسوز ان يكسسون فسسى الموضسسع السسذى‬
‫وجدت العلة يثبت الحكم بوجود هذه العلة وفى الموضع الذى عسسدمت‬
‫يثبت لعلة أخرى‪ ،‬كقولنا فى الحائض يحرم وطؤها للحيسض ثسسم يعسدم‬
‫الحيض فى المحرمة والمعتدة ويثبت التحريم لعلة أخرى‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله والسادس( أى مما يسسدل علسسى فسسساد العلسسة )قسسوله أن توجسسد( أى‬
‫العلة )قوله تخصيصلها( أى كتعليل نقض الوضوء فى قسسوله تعسسالى "‬
‫أو لمستم النساء " بسسأن اللمسسس مظنسسة التمتسسع فيخسسرج بسه مسسن النسسساء‬
‫المحارم فل ينقض لمسهن الوضسسو ء )قسسوله دليلسسه العلسسل العقليسسة( أى‬
‫دليل فسادها العلل العقلية‪ ،‬فإنها يمتنع تخلفهسسا عسسن معلولهسسا ال لمسسانع‬
‫كالحراق بالنار فإنه تخلف عن ابراهيم )قسسوله فإمسسا ان ل يبقسسى السسخ(‬
‫أى بعد سسسقوط ذلسسك الوصسسف السسذى لتسسأثير فيسسه )قسسوله فينتقسسض( أى‬
‫الشيء الباقى كما يقال فى المثسسال‪ :‬ليسسس كسسل مسسا يجسسب قضسساؤه يجسسب‬
‫أداؤه بدليل الحائض أى صومه )قسسوله الفسسساد( أى فسسساد العلسسة )قسسوله‬
‫عدم التأثير( أى عسسدم وجسسود بقسساء شسسيء بعسسد اسسسقاط الوصسسف غيسسر‬
‫المؤثر )قوله النقض( أى بقاء شيء بعد اسقاط الوصف غيسسر المسسؤثر‬
‫)قوله فأما وجود الحكم من غير علة( وقد يقال لهذا تخلف العلسسة عسسن‬
‫الحكم )قوله العلة( وهى العلة المنصوبة للنفى عنسسد انتفائهسسا والثبسسات‬
‫عند وجودها كالسكر فسسى عصسسير العنسسب علسسة للحرمسسة)قسسوله وجسسوب‬
‫النفقة( أى للزوجة )قوله التمكين( أى تمكين نفسسسها للسسستمتاع )قسسوله‬
‫ذلك( أى وجود الحكم من غير العلة )قوله وفى الموضسسع السسذى السسخ(‬
‫أى بناء على جواز تعدد العلل على معلول واحد )قسسوله لعلسسة أخسسرى(‬
‫وهى الحرام فى المحرمة والعدة فى المعتدة‬

‫)فصل( والسابع ان يمكن قلب العلة‪ ،‬وهو ان يعلق عليها نقيسسض‬


‫ذلك الحكم ويقاس على الصل‪ .‬فهسسذا قسسد يكسسون بحكسسم مصسسرح‪ ،‬وقسسد‬
‫يكون بحكم مبهم‪ <196> .‬فأما المصسسرح فهسسو ان تقسسول عضسسو مسسن‬
‫اعضاء الوضوء فل يتقسدر فرضسه بسالربع كسالوجه‪ ،‬فيقسول المخسالف‬
‫عضومن اعضاء الوضوء فليجزى فيه مسسايقع عليسسه السسسم كسسالوجه‪،‬‬
‫فهذا يفسد العلة‪ .‬ومن اصحابنا من قال ان ذلك ليفسد العلسسة وليقسسدح‬
‫فيهسسا لنسسه فسسرض مسسسئلة علسسى العلسسل‪ .‬ومنهسسم مسسن قسسال ان ذلسسك‬
‫كالمعارضة بعلة اخرى‪ ،‬فيصار فيهما السسى الترجيسسح‪ .‬والصسسحيح انسسه‬
‫يوجب الفساد‪ .‬والدليل على انه يقدح انه عارضه بمسسا ليمكسسن الجمسسع‬
‫بينه وبين علته‪ ،‬فصار كما لو عارضه بعلة مبتدأة‪ .‬والدليل علسسى انسسه‬
‫يوجب الفساد انه يمكن ان يعلق عليها حكمان متنافيان‪ ،‬فوجب الحكسسم‬
‫بالفساد‪ .‬وأما القلب بحكم مبهم فهو قلب التسوية‪ ،‬وذلك مثسسل ان يقسول‬
‫الحنفى >‪ <197‬طهسسارة بمسسائع فلسسم يفتقسسر الىالنيسسة كإالسسة النجاسسسة‪،‬‬
‫فيقول الشافعى رحمسسه الس طهسسارة بمسسائع فكسسان مائعهسسا كجامسسدها فسسى‬
‫وجوب النية كازالة النجاسة‪ ،‬فمن اصحابنا مسسن قسسال ان ذلسسك ليصسسح‬
‫لنه يريد التسوية بين المائع والجامد فى الصل فى اسقاط النية وفسسى‬
‫الفرع فى ايجاب النية‪ .‬ومنهم من قسسال ان ذلسسك يصسسح‪ ،‬وهسسو الصسسح‬
‫لن التسوية بين المائع والجامد لتنافى علة المستدل فى اسسسقاط النيسسة‬
‫فصار كالحكم المصرح به‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله والسابع( أى من مفسدات العلة )قوله قلسسب العلسسة( أي وهسو إمسسا‬
‫لبطال مسذهب المسسستدل فقسسط كمسسا فسسى مثسسال المصسسنف وإمالتصسسحيح‬
‫مذهب المعترض وإبطال مذهب المستدل كما يقال فى بيع الفضسسولى‪:‬‬
‫عقد بل ولية فل يصح كشراء الفضولى فيقسال‪ :‬عقسد فيصسح كشسراء‬
‫الفضولى )قوله أن تقول( أى أنسست أيهسسا الشسسافعى مسسستدل علسسى مسسسح‬
‫الرأس )قوله فرضسسه( أى وهسسو المسسسح )قسسوله بسسالربع( أى كمسسا عليسسه‬
‫الحنفية )قوله المخسسالف( وهسو الحنفسسى )قسسوله السسم( أى اسسسم المسسسح‬
‫)قوله كالوجه( أى فإنه ليكفى فى غسسسله ذلسسك‪ .‬فهسسذا قسسد نفسسى مسسذهب‬
‫المستدل صريحا من غير تعرض لمذهب المعترض لجواز ان يكسسون‬
‫الحق فى الستيعاب كما قاله المام مالك )قوله فهذا( أى القلب بحكسسم‬
‫مصرح )قوله ذلك( أى القلب بحكم مصرح )قوله على المعلل( أى ل‬
‫لسسه )قسسوله كالمعارضسسة( أى والمعارضسسة لتفسسسد العلسسة بسسل تمنسسع مسسن‬
‫التعلسسق بهسسا )قسسوله فيهمسسا( أى علسستى المعسسترض والمسسستدل )قسسوله‬
‫الترجيح( أى من دليل خارج )قوله بقدح( أى فى العلسسة )قسسوله علتسسه(‬
‫أى المستدل )قوله انسسه( أى المعسسترض )قسسوله فصسسار( أى المعارضسسة‬
‫)قوله قلب التسوية( وهو أن يكون فى جهسسة الصسسل حكمسسان أحسسدهما‬
‫منتف عن جهة الفرع باتفاق الخصمين والخسسر متنسسازع فيسسه بينهمسسا‪،‬‬
‫ففى المثال احد الحكمين عدم وجوب النية فى الطهسسارة بالجامسسد وهسسو‬
‫منتف من جهة الفرع اتفاقا‪ ،‬والخر عدم وجوبها فسسى الطهسسارة بمسسائع‬
‫وهو المختلف فيه )قوله ان يقول الخ( أى مسستدل علسى عسدم وجسوب‬
‫النية فى الوضوء والغسل )قوله طهارة( أى كل من الوضوء والغسل‬
‫طهارة )قوله كإزالة النجاسة( أى فإنها لتفتقر الى النية بخلف التيمم‬
‫فسسإنه يفتقسسر اليهسسا لنسسه بسستراب )قسسوله فيقسسول الشسسافعى( أى معترضسسا‬
‫بطريق قلب التسوية )قوله فكان مائها كجامسسدها( المسسراد بمائعهسسا فسسى‬
‫الفرع الوضوء والغسسسل وبجامسسدها فيسسه السستيمم وبمائعهسسا فسسى الصسسل‬
‫ازالسسة النجاسسسة بالمسساء وبجامسسدها فيسسه السسستنجاء )قسسوله فكسسان مائعهسسا‬
‫كجامدها( أى ويلسسزم مسن التسسوية فسسى الفسرع انتفسساء مسسذهب المسستدل‬
‫)قوله فى وجوب النيسسة( أى وقسسد وجبسست النيسسة فسسى السستيمم فتجسسب فسسى‬
‫الوضوء والغسل عمل بمقتضى التسسسوية )قسسوله كإزالسسة النجاسسسة( أى‬
‫يستوى جامدها ومائعها فى سقوط النية )قوله فى الصل( وهو إزالسسة‬
‫النجاسة )قوله وفى الفرع( وهو الوضوء والغسل )قوله يريد الخ( أى‬
‫فالتسوية فى جهة الفرع غير التسوية فى جهة الصل‪ ،‬والقياس ل بسد‬
‫منه من مسساواة الفسرع للصسل فسى الحكسم لعلسة جامعسة بينهمسا وهنسا‬
‫لمساواة فيه لن الحاصل فيه نفى واثبات )قوله من قال( وهو المام‬
‫الستاذ ابو اسحاق السفرائينى )قوله لن التسسسوية( أى فسسى الوصسسف‬
‫السذى جعسسل جامعسسا وهسسو الطهسارة )قسسوله لتنسسافى السسخ( أى فل يضسسر‬
‫اختلف حكم الصل والفسسرع فسسى النفسسى والثبسسات )قسسوله فصسسار( أى‬
‫الحكم المبهم‬

‫)فصل( والثامن ان ليوجب العلسسة حكمهسسا فسسى الصسسل‪ ،‬وذلسسك‬


‫على ضربين‪ :‬احدهما ان يفيد الحكم فى الفرع بزيادة اونقصسسان عمسسا‬
‫يفيدها فى الصل ويدل على >‪ <198‬فسادها‪ ،‬وذلسسك مثسسل ان يقسسول‬
‫الحنفى فى اسقاط تعيين النية فى صوم رمضان لنه مسسستحق العيسسن‬
‫فليفتقر الى التعيين كرد الوديعة‪ ،‬فهذا ليصسسح لنسسه يفيسسد فسسى الفسسرع‬
‫غير حكم الصل لنه يفيد فى الصل اسقاط التعييسسن مسسع النيسسة رأسسسا‬
‫وفى الفرع يفيد اسقاط التعيين‪ ،‬ومن حكسسم العلسسة ان يثبسست الحكسسم فسسى‬
‫الصل ثم يتعدى الى الفرع فينقل حكم الصل اليه‪ ،‬فإذا لم ينقسسل ذلسسك‬
‫الحكم اليه دل على بطلنها‪ .‬والثانى ان ليفيد الحكم فى نظائره علسسى‬
‫الوجه الذى افاد فى الصل‪ ،‬وذلك مثسسل ان يقسسول الحنفسسى فسسى اسسسقاط‬
‫الزكاة فى مال الصبى انه غيسسر معتقسسد لليمسسان فل تجسسب الزكسساة فسسى‬
‫ماله كالكافر‪ ،‬فإن هسسذا فاسسد لنسه ليسوجب الحكسم فسى النظسسائر علسسى‬
‫الوجه الذى يوجب فى الصل‪ ،‬ألترى انه ليوجب اسقاط العشر فسسى‬
‫زرعه ول زكاة الفطر فسسى مسساله كمسسا يسسوجب فسسى الصسسل‪<199> ،‬‬
‫فدل على فسادها لنهسسا لسسو كسسانت تسسوجب الحكسسم فسسى الفسسرع لوجبسست‬
‫الحكم فى نظائره على الوجه الذى أوجب فى الصل‬
‫‪------------------------‬‬
‫)قوله والثامن( أى من مفسسسدات العلسسة )قسسوله وذلسسك( أى ان لتسسوجب‬
‫العلة حكمها فى الصل )قوله ان يفيد( اى وصف العلة )قوله ويسسدل(‬
‫أى إفادته فى الفرع بزيادة أو نقصان )قوله وذلسسك( أى هسسذا الضسسرب‬
‫)قوله ان يقول الخ( أى فإن صوم رمضان يصح عند الحنفية بمطلسسق‬
‫النية وعندنا يشترط فيه التعيين لنه يفتقر الى نية الفرضية وقد ثبتسست‬
‫القاعدة ان ما يفتقر الى نية الفرضية يجب فيه التعيين كما قال‪:‬‬
‫فنية التعيين فيه معتبر <> وكل ما لنية الفرض افتقر‬
‫)قوله لنه مستحق العين( بمعنى أنه معين فل يحتاج الى تعيينه لنسسه‬
‫تحصيل الحاصل‬
‫)قوله كرد الوديعة( أى فانها معينة فل تحتاج الى تعييسسن )قسسوله غيسسر‬
‫حكم الصسسل( أى بنقصسسان عمسسا يفيسسده فسسى الصسسل مسسن الحكسسم )قسسوله‬
‫رأسا( أى أصل لنه ليشسسترط لسسرد الوديعسسة النيسسة فسسى الخسسروج عسسن‬
‫عهسسدة الوجسسوب بسسل ترتسسب الثسسواب )قسسوله اسسسقاط التعييسسن( أى دون‬
‫مطلق النية )قوله ان يثبت( أى بها )قوله اذا لم ينقل( وفسسى نسسسخة اذا‬
‫لم ينتقل )قوله دل( أى عدم النتقال )قوله وذلك( أى الضسسرب الثسسانى‬
‫)قوله فان هذا( أى القول )قوله لنه( أى وصف العلة )قسسوله يسسوجب(‬
‫أى الحكم وهو عدم وجوب الزكاة فى ماله )قوله ول زكاة الفطر فى‬
‫ماله( أى ول اسقاطها )قوله يوجب( أى السقاط )قوله فدل( أى عسسدم‬
‫ايجاب الحكم فى نظائره علسسى مسسا ذكسسر )قسسوله الحكسسم( أى وهسسو عسسدم‬
‫وجوب الزكاة )قوله نظائره( أى كالعشر فى زرعه وزكاة الفطر فسسى‬
‫ماله‬

‫)فصسسل( والتاسسسع ان يعتسسبر حكمسسا بحكسسم مسسع اختلفهمسسا فسسى‬


‫الموضع‪ ،‬وهو الذى تسميه المتفقهة فساد العتبار‪ .‬ويعرف ذلسسك مسسن‬
‫طريقين‪ :‬عن جهة النطق‪ ،‬بأن يرد الشرع بالتفرقة بينهما‪ ،‬فيسسدل ذلسسك‬
‫علسسى بطلن الجمسسع بينهمسسا‪ ،‬مثسسل ان يعتسسبر الطلق بالعسسدة فسسى ان‬
‫العتبار فيه فى رق المرأة وحريتها‪ ،‬فهذا فاسد لن النسسبى صسسلى الس‬
‫عليه وسلم فرق بينهما فسسى ذلسسك >‪ " <200‬الطلق بالرجسسال والعسسدة‬
‫بالنساء " فيكون الجمع بسساطل بسسالنص‪ .‬ويعسسرف بالصسسول‪ ،‬وهسسو ان‬
‫يعتبر مابنى على التخفيف فى ايجاب التخفيف كاعتبار العمسسد بالسسسهو‬
‫والضمان بالحد‪ ،‬أو بما بنى على التأكيسسد فسى السسسقاط بمسا بنسسى علسى‬
‫التضعيف كاعتبار العتسسق بسسالرق والضسسمان بالحسسد‪ ،‬او بمسسا بنسسى علسسى‬
‫التخفيف فى التغليظ كاعتبار السهو بالعمد‪ ،‬او مابنى على التغليظ بما‬
‫بنى على التخفيف‪ ،‬او مابنى على التضعيف بما بنى على التأكيسسد فسسى‬
‫اليجاب كاعتبار الرق >‪ <201‬بالحرية والحد بالضمان‪ ،‬فيدل ذلسسك‬
‫على فسادها لن اختلفهما فى الوضع يدل على اختلف علتهما‪.‬وقسسد‬
‫قيل ان ذلك ليدل علىالفساد اذا دلت الدللة على صحة العلة‬
‫‪------------------------‬‬
‫)قوله التاسسسع( أى مسسن مفسسسدات العلسسة )قسسوله أن يعتسسبر( أى المجتهسسد‬
‫)قوله مسسع اختلفهمسسا( أى بالضسسدية أو النقيضسسية )قسسوله المتفقهسسة( أى‬
‫الجماعة المتأهلة للفقه )قوله ذلك( أى اعتبار حكم بحكم مع اختلفهما‬
‫فى الموضع )قوله من طريقين( الولى منهمسسا تسسسمى فسسساد العتبسسار‬
‫وهو أن يخالف الدليل نصا أو اجماعسسا والثانيسسة تسسسمى فسسساد الوضسسع‬
‫وهسسو أن يكسسون السسدليل علسسى هيئة صسسالحة لن يسسترتب عليسسه الحكسسم‬
‫المطلوب اثباته كأن يكون صالحا لضد ذلك الحكسسم أو نقيضسسه )قسسوله‬
‫عن جهة النطق( أى النسسص )قسسوله بسسأن يسسرد السسخ( البسساء للتصسسوير ل‬
‫للستقصاء أى وكأن يرد الجماع بخلفسسه كمسسا يقسسال ليجسسوز للسسزوج‬
‫تغسسسيل زوجتسسه الميتسسة لحرمسسة النظسسر اليهسسا كالجنبيسسة فهسسذا مخسسالف‬
‫للجماع السكوتى على تغسيل على فاطمة فإنه لينكر عليه أحسسد مسسن‬
‫الصسسحابة )قسسوله بينهمسسا( أى الحكميسسن )قسسوله ذلسسك( أى ورود الشسسرع‬
‫بالتفرقة )قوله أن يعتبر( أى المجتهد وهو الشافعى )قوله الطلق( أى‬
‫عدد الطلق )قوله فى رق المرأة( أى لرق الزوج وحريته أى فعدة‬
‫المة حيضتان ولزوجهسسا وان كسسان حسسرا طلقتسسان وعسسدة الحسسرة ثلثسسة‬
‫أطهسسار ولزوجهسسا وإن كسسان عبسسدا ثلث تطليقسسات )قسسوله بينهمسسا( أى‬
‫الطلق والعسسسدة )قسسسوله فهسسسذا( أى الجمسسسع )قسسسوله فاسسسسد( أى فاسسسسد‬
‫العتبار)قوله فى ذلك( أى ذلك العدد )قوله الطلق بالرجال( أى مسسن‬
‫حيث العدد )قوله والعدة بالنساء( أى من حيث العدد )قسسوله ويعسسرف(‬
‫أى فساد العتبار )قوله أن يعتبر السسخ( بمعنسسى أنسسه أثبسست حكمسسا علسسى‬
‫وجه التخفيف بدليل يقتضى التغليظ )قوله كاعتبار العمسد بالسسهو( أى‬
‫كما استدل الشسافعى فسسى حسل ذبيحسة الشسخص المسسسلم بسدون التسسسمية‬
‫مطلقا‪ .‬وعند الحنفية لتحل اذا كان ترك التسمية عمدا وهذا فاسد لن‬
‫مناسبة العمد التغليسسظ ومناسسسبة السسسهو التخفيسسف فل يجسسوز تسسسويتهما‬
‫)قوله فالضمان بالحد( أى لن الضمان من حقوق الدمى مبنى علسسى‬
‫التغليظ والحد مسسن حقسسوق الس مبنسسى علسسى التخفيسسف )قسسوله والضسسمان‬
‫بالحد( أى مثل أن يقول المستدل الحنفى ليجب على السارق ضسسمان‬
‫المال المسروق بعد ما تلف فى يسده وبعسد القطسع لوجسود الشسبهة كمسا‬
‫ليجب الحد عند وجود الشبهة‪ ،‬فيقول المعترض الشافعى هسسذا قيسساس‬
‫فاسسسد الوضسسع لن الضسسمان لحسسق العبسسد وحقسسوق العبسساد مبنيسسة علسسى‬
‫المشاحة وعدم المسسامحة فيناسسسب التغليسسظ‪ ،‬وحقسسوق الس فسسى الحسدود‬
‫مبنية على المسامحة فيناسب التخفيف )قوله كاعتبسسار العتسسق بسسالرق(‬
‫أى كاعتبار الحكم فى الحر بحكم الرقيق فسسإن الحريسسة تناسسسب التأكيسسد‬
‫كاعتبار الحر بما فى الرقيق فى اسقاط القصاص بقتله )قوله كاعتبار‬
‫السهو( أى كاعتبار الكلم سسسهوا بسسالكلم عمسسدا فسسى كسسون كسسل منهمسسا‬
‫يفسد الصلة )قوله ما بنى على التغليظ الخ( أى كاعتبار الكلم عمسسدا‬
‫بسسالكلم سسسهوا فسسى عسسدم بطلن الصسسلة بهمسسا )قسسوله كاعتبسسارالرق‬
‫بالحريسسة( أى كاعتبسسار الرقيسسق بسسالحر فسسى ان كل منهمسسا لسسه ثلث‬
‫تطليقات )قسسوله ذلسسك( أى مسسا ذكسسر مسسن العتبسسارات المتضسسادة )قسسوله‬
‫اختلفهما( أى العتبارين كالتخفيف والتغليظ فى شسسرع الحكسسم فيهمسسا‬
‫)قوله إن ذلك( أى فساد الوضع )قوله على الفساد( أى فساد العلة‬

‫)فصل( والعاشر ان يعارضها ماهو اقوى منهسسا مسسن نسسص كتسساب‬


‫أو سنة أو اجمساع‪ ،‬فيسسدل ذلسك علسسى فسسادها لن هسذه الدلسة مقطسوع‬
‫بصحتها فليثبت القياس معها‪.‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫]قوله معها[ أى مع معارضتها‬

‫)باب القول فى تعارض العلتين(‬


‫إذا تعارضت العلتان لم يخل إما ان يكونا من اصل واحد او من‬
‫اصسلين‪ .‬فسإن كانتسسا مسن اصسسلين‪ ،‬وذلسسك مثسل علتنسسا فسسى ايجساب النيسة‬
‫والقيسساس علسسى السستيمم وعلتهسسم فسسى اسسسقاط النيسسة والقيسساس علسسى ازالسسة‬
‫النجاسة‪ ،‬وجب اسقاط احداهما بما ذكرناه من وجوه الفساد اوترجيح‬
‫احداهما على الخرى بما نسسذكره ان شسساء ال س تعسسالى‪ .‬وإن كانتسسا مسسن‬
‫اصل واحد لم يخل إما ان تكون احداهما داخلة فى الخرى او تتعدى‬
‫احداهما الى ما لتتعدى اليه الخرى‪ ،‬فإن كسسانت احسسداهما داخلسسة فسسى‬
‫الخرى نظرت ؛ فإن اجمعوا على انه ليس له ال علة واحدة‪ ،‬وذلك‬
‫مثل ان يعلل الشافعى رضى ال عنه البر بأنه مطعوم جنسسسى ويعلسسل‬
‫المالكى بأنه مقتات مدخر لم يجز القول >‪ <202‬بالعلتين بسسل يصسسار‬
‫الى البطال او الترجيح‪ ،‬وإن لم يجمعوا على ان له علسة واحسسدة مثسل‬
‫ان يعلل الشافعى رضى ال عنه فى مسسسئلة ظهسسار السسذمى بسسأنه يصسسح‬
‫طلقه فصح ظهاره كالمسلم‪ ،‬ويعلسسل الحنفسسى فسسى المسسسلم بسسأنه يصسسح‬
‫تكفيره‪ ،‬فقد اختلف اصحابنا فيه علسى وجهيسن‪ .‬فمنهسسم مسن قسال نقسول‬
‫بالعلتين لنهما ليتنافيان بل هما متفقان على اثبات حكم واحد‪ .‬ومنهم‬
‫من قال لنقول بهما بل يصار الى الترجيح‪ .‬والول اصح لنه يجوز‬
‫ان يكون للحكم علتان وثلثة وبعضها يتعدى وبعضها ليتعسسدى‪ .‬وإن‬
‫كانت كل واحدة منهما تتعدى الى فروع لتتعدى اليها الخسرى‪ ،‬مثسل‬
‫ان يعلل الشافعى البر بأنه مطعسسوم جنسسس ويعلسسل الحنفسسى بسسأنه مكيسسل‬
‫جنس‪ ،‬فهاتان مختلفتان فسسى فروعهمسسا فل يمكسسن القسسول بهمسسا فيكسسون‬
‫حكمهمسسا حكسسم العلسستين مسسن اصسسلين‪ ،‬فإمسسا ان يفسسسد احسسداهما وإمسسا ان‬
‫ترجح احداهما على الخرى‬
‫‪------------------------‬‬
‫)قوله لم يخل( أى تعارضسهما )قسوله وذلسك( أى كونهمسا مسن أصسلين‬
‫)قوله فى ايجاب النية( أى فسى الوضسوء والغسسل )قسوله وعلتهسم( أى‬
‫الحنفية )قوله بما ذكرناه( أى كقلب المساواة هنا )قوله أنه( أى الحكسسم‬
‫المعلول )قوله وذلك( أى اجماعهم على انسسه ليسسس لسسه ال علسسة واحسسدة‬
‫)قوله السسى البطسسال( أى بمسسا ذكسسر مسن المفسسسدات‪) .‬قسسوله بسسأنه يصسسح‬
‫تكفيره( أى فيصح ظهاره بخلف الذمى فل يصح تكفيره لعدم صسحة‬
‫نيته )قوله لنهما ليتنافيان( أى لمكان الذمى مسن التكفيسر ايضسا بمسا‬
‫عدا الصوم حسسال وبسسه بعسسد اسسسلمه )قسسوله فهاتسسان مختلفتسسان السسخ( أى‬
‫فالتفاح مثل يتعدى اليه الطعم ول يتعدى اليسسه الكيسسل )قسسوله أن تفسسسد(‬
‫أى بإحدى المفسدات )قوله ترجح( أى بإحدى المرجحات التية‬

‫)باب القول فى ترجيح احدى العلتين على الخرى(‬


‫واعلم ان الترجيح ليقع بين دليلين موجبين للعلم ولبيسسن علسستين‬
‫موجبتين للعلم لن العلم ليتزايد وإن كسسان بعضسسه اقسسوى مسسن بعسسض‪،‬‬
‫وكذلك ليقع الترجيح بيسن دليسل مسوجب للعلسم او علسة موجبسة للعلسم‪،‬‬
‫وبيسسن دليسسل او علسسة موجبسسة للظسسن لمسسا ذكرنسساه ولن المقتضسسى للظسسن‬
‫ليبلسسغ رتبسسة المسسوجب للعلسسم‪ <203> ،‬ولسسو رجسسح بمسسا رجسسح لكسسان‬
‫الموجب للعلم مقدما عليه فلمعنى للترجيح‬
‫‪-------------------------‬‬
‫)قوله ان الترجيح( أى تقوية أحد الدليلين )قوله دليلين موجبين للعلسسم(‬
‫أى علم اليقين سواء كانا نقليين أو عقليين كسسدال علسسى حسسدوث العسسالم‬
‫ودال علسسى قسسدمه )قسسوله لن العلسسم ليتزايسسد( أى ولمتنسساع التعسسارض‬
‫بينهما )قوله لما ذكرناه( أى من أن العلم ليتزايسسد )قسسوله ولسسو رجسسح(‬
‫أى أحدهما )قسوله لكسان المسوجب السخ( أى لنتفساء الظسن عنسد القطسع‬
‫بالنقيض فل تعارض )قوله فل معنى للترجيسسح( أى إذ الترجيسسح فيمسسا‬
‫فيه تعارض ولتعارض بين الموجب للعلم والموجب للظن‬

‫)فصل( ومتى تعارضت علتان احتيج فيهما السسى الترجيسسح رجسسح‬


‫احداهما على الخرى بوجه مسسن وجسسوه الترجيسسح‪ ،‬وذلسسك مسسن وجسسوه‪:‬‬
‫احدها ان تكون احداهما منتزعة من اصل مقطوع بسسه والخسسرى مسسن‬
‫اصل غير مقطوع به‪ ،‬فالمنتزعة من المقطسسوع بسسه اولسسى لن اصسسلها‬
‫اقوى‪ .‬والثانى ان يكون اصل احداهما مسسع الجمسساع عليسسه قسسد عسسرف‬
‫دليله على التفصيل فيكون اقوى مما اجمعسسوا عليسسه ولسسم يعسسرف دليلسسه‬
‫على التفصيل‪ ،‬لن ما عرف دليله يمكن النظسسر فسسى معنسساه وترجيحسسه‬
‫على غيره‪ .‬والثالث ان يكون اصل احداهما قد عسسرف بنطسسق الصسسل‬
‫واصسسل الخسسرى بمفهسسوم او اسسستنباط‪ ،‬فمسسا عسسرف بسسالنطق اقسسوى‬
‫والمنتزع منه اقوى‪ .‬والرابع ان يكون اصل احداهما عموما لم يخص‬
‫واصسسل الخسسرى عمسسوم دخلسسه التخصسسيص‪ ،‬فسسالمنتزع ممسسا لسسم يسسدخله‬
‫التخصيص اولى لن ما دخله التخصيص اضعف لن من الناس مسسن‬
‫قال قد صار مجازا بدخول التخصيص فيه‪ .‬والخامس ان يكون اصل‬
‫احداهما قد نص علسسى القيسساس عليسه واصسسل الخسسرى لسسم ينسسص علسسى‬
‫القياس عليه‪ ،‬فما ورد النص بالقياس عليه اقوى‪ <204> .‬والسادس‬
‫ان يكون اصل احداهما من جنس الفرع فقياسسسه عليسسه اولسسى علسسى مسسا‬
‫ليسسس مسسن جنسسسه‪ .‬والسسسابع ان تكسسون احسسداهما مسسردودة السسى اصسسل‬
‫والخرى الى اصول‪ ،‬فما وردت السسى اصسسول اولسسى‪ .‬ومسسن اصسسحابنا‬
‫مسسن قسسال همسسا سسسواء‪ .‬والول اظهسسر لن مسسا كسسثرت اصسسوله اقسسوى‪.‬‬
‫والثامن ان تكون احدى العلتين صفة ذاتيسسة والخسسرى صسسفة حكميسسة‪،‬‬
‫فالحكميسسة اولسسى‪ .‬ومسسن اصسسحابنا مسسن قسسال الذاتيسسة اولسسى لنهسسا اقسسوى‪.‬‬
‫والول اصسسح لن الحكسسم بسسالحكم اشسسبه‪ ،‬فهسسو بالدللسسة عليسسه اولسسى‪.‬‬
‫والتاسع ان تكون احداهما منصوصا عليها والخرى غير منصوص‬
‫عليها‪ ،‬فالعلة المنصوص عليها اولى لن النص اقوى من السسستنباط‪.‬‬
‫>‪ <205‬والعاشر ان تكون احداهما نفيسسا والخسسرى اثباتسسا‪ ،‬فالثبسسات‬
‫اولسسى لن النفسسى مختلسسف فسسى كسسونه علسسة‪ ،‬او تكسسون احسسداهما صسسفة‬
‫والخرى اسما فالصفة اولى لن من الناس مسسن قسسال السسسم ليجسسوز‬
‫ان يكسسون علسسة‪ .‬والحسسادى عشسسر ان تكسسون احسسداهما اقسسل اوصسسافا‬
‫والخرى اكثر اوصافا‪ ،‬فمن اصحابنا من قال القليلة الوصاف اولسسى‬
‫لنها اسلم‪ .‬ومنهم من قال ماكثرت اوصافه اولى لنهسا اكسثر مشسابهة‬
‫للصل‪ .‬والثانى عشر ان تكون احداهما اكسسثر فروعسسا مسسن الخسسرى‪،‬‬
‫فمن اصحابنا من قال ماكثرت فروعه اولى لنها اكسسثر فسسائدة‪ .‬ومنهسسم‬
‫من قال هما سواء‪ .‬والثالث عشر ان تكون احداهما متعدية والخسسرى‬
‫واقفة‪ ،‬فالمتعدية اولى لنها مجمع على صحتها والواقفسة مختلسف فسى‬
‫صحتها‪ <206> .‬والرابع عشسر ان تكسون احسداهما تطسرد وتنعكسس‬
‫والخرى تطرد ولتنعكس‪ ،‬فالتى تطسسرد وتنعكسسس اولسسى لن العكسسس‬
‫دليل على الصحة بل خلف والطرد ليسسس بسسدليل علسسى قسسول الكسسثر‪.‬‬
‫والخسسامس عشسسر ان تكسسون احسسداهما تقتضسسى احتياطسسا فسسى فسسرض‬
‫والخرى لتقتضى الحتياط‪ ،‬فالتى تقتضى الحتياط اولى لنها اسلم‬
‫فسسى المسسوجب‪ .‬والسسسادس عشسسر ان تكسسون احسسداهما تقتضسسى الحظسسر‬
‫والخرى تقتضى الباحة فمن اصحابنا من قال هما سواء‪.‬ومنهم من‬
‫قال التى تقتضى الحظر اولى لنها احسسوط‪ <207> .‬والسسسابع عشسسر‬
‫ان تكسون احسسداهما تقتضسسى النقسسل عسن الصسسل السسى شسسرع والخسسرى‬
‫تقتضى البقاء على الصسل‪ ،‬فالناقلسة اولسى‪ .‬ومسن اصسحابنا مسن قسال‬
‫المبقية اولسى‪ .‬والول اصسح لن الناقلسة تفيسد حكمسا شسرعيا‪ .‬والثسامن‬
‫عشر ان تكون احسسداهما تسسوجب حسسدا والخسسرى تسسسقطه‪ ،‬او احسسداهما‬
‫توجب العتق والخرى تسقطه‪ ،‬فمسسن النسساس مسسن قسسال ان ذلسسك يرجسسح‬
‫لن الحد مبنى على الدرء والعتق على اليقاع والتكميسسل‪ .‬ومنهسسم مسسن‬
‫قال انه ليرجح لن ايجاب الحسسد واسسسقاطه والعتسسق والسسرق فسسى حكسسم‬
‫الشسسرع سسسواء‪ .‬والتاسسسع عشسسر ان تكسسون احسسداهما يوافقهسسا عمسسوم‬
‫والخرى ليوافقها‪ ،‬فما يوافقها العمسسوم اولسسى‪ .‬ومسسن النسساس مسسن قسسال‬
‫التى توجب التخصيص اولى‪ .‬والول اصح لن العموم دليسسل بنفسسسه‪،‬‬
‫فإذا انضم الى القياس قواه‪ .‬والعشسسرون ان يكسسون مسسع احسسداهما قسسول‬
‫صحابى‪ ،‬فهو اولى لن قول الصحابى حجة فى قول بعسسض العلمسساء‪،‬‬
‫فإذا انضم الى القياس قواه‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله علتان( أى ظنيتان )قوله من أصل مقطوع بسسه( أى كسسأن يكسسون‬
‫متواترا مجمعا عليه )قوله من أصل غير مقطوع به( أى كسسأن يكسسون‬
‫خبر آحاد )قوله فالمنتزعة من المقطوع به( المقطسوع هنسسا الصسسل ل‬
‫العلة أما هى فمظنونة فوقع الترجيح )قسسوله أولسسى( أى بالتقسسديم )قسسوله‬
‫فيكون( أى الصل السسذى قسسد عسسرف دليلسسه )قسسوله بنطسسق الصسسل( أى‬
‫بمنطوقه )قسسوله فمسسا عسسرف بسسالنطق اقسسوى( أى ممسسا عسسرف بسسالمفهوم‬
‫والستنباط )قوله من الناس( أى وهم المعتزلة )قوله قد صار( أى مسسا‬
‫دخله التخصيص )قوله مجازا( أى والمجاز دون الحقيقسسة فسسى الدللسسة‬
‫)قوله أقوى( أى مما لم يرد النص بالقياس عليه )قوله أصل إحسسداهما‬
‫الخ( أى والصل الخسسر ليسسس مسن جنسسس الفسسرع )قسسوله فقياسسه عليسسه‬
‫أولى الخ( أى فقياسه على ما هو من جنسه أولى من قياسه علسسى مسسا‬
‫ليسسس مسسن جنسسسه مثسسل قيسساس الشسسافعى مسسا دون أرش الموضسسحة مسسن‬
‫الجروح التى ليس لها أرش مقدر كالدامية على أرشسسها وهسسو نصسسف‬
‫دية صاحبها فى تحمل العاقلة فيما اذا كسسانت الجنايسسة خطسسأ مثل أولسسى‬
‫لكون فرعه من جنس اصله الذى هو الجنايسسة علسسى البسسدن مسسن قيسساس‬
‫الحنفى ذلك على ضمان الموال فى عدم تحملها وانما كان أولى لن‬
‫فرد الجنس بفرد الجنس أشبه )قوله الى أصسول( أى بسأن عللست بهسا‬
‫)قوله أولى( أى فى التقديم لن شسسهادة كسسل واحسسد مسسن الصسسول دليسسل‬
‫على اعتبار تلك العلة )قوله هما( أى العلة المردودة الى أصل والعلة‬
‫المردودة الى أصول )قوله سواء( أى لترجيسسح بينهمسسا )قسسوله أقسسوى(‬
‫أى مما قلسست أصسسوله )قسوله صسسفة ذاتيسة( أى صسسفة قائمسة فسسى السذات‬
‫كالسكار فإنه وصف قائم بذات الخمر )قوله حكميسسة( أى صسسفة ثبسست‬
‫تعلقها بالذات شرعا كالنجاسسسة والحسسل والحرمسسة فإنهسسا لتعلسسم ال مسسن‬
‫الشرع )قوله ومن أصحابنا( ومنهم صاحب لب الصول تبعا لصسسله‬
‫)قوله أقوى( أى من الحكمية لنها ليعرفها ال حملسسة الشسسرع كقيسساس‬
‫النبيذ على الخمر لعلة السكار فإنه أولى من قياسه عليه لعلة النجاسة‬
‫)قسسوله منصسسوص عليهسسا( أى بكتسساب او سسسنة )قسسوله أقسسوى( أى فسسى‬
‫الدللة )قوله أولى( أى بناء على قاعدة‪ :‬اذا تعسارض المثبست والنسافى‬
‫قدم المثبت )قوله علة( أى فى الحكم الثبوتى وأما فسسى الحكسسم العسسدمى‬
‫فمحل وفاق كما ان الثبات مطلقا كذاك )قوله اسما( أى جامدا )قسسوله‬
‫أولى( أى من السم الجامسسد المسسسمى باسسسم اللقسسب )قسسوله ل يجسسوز ان‬
‫يكون علة( أى لعدم اشتماله علسى الحكمسسة الستى يسترتب عليهسسا الحكسم‬
‫)قوله من قال القليلة الخ( أى وعليه صاحب لب الصول )قوله أسلم(‬
‫أى لقلة العتراض عليها فأقلها أوصسسافا أقلهسسا اعتراضسسا )قسسوله أكسسثر‬
‫مشابهة للصل( أى مثل تعليل وجوب القصاص بالقتل العمد العدوان‬
‫لمكافئ لغير والد ويقول الحنفى بالقتل العمد العدوان فقسسط )قسسوله مسسا‬
‫كثرت فروعه( أى بأن توجد فى أكثر جزئياتها )قوله أكثر فسسائدة( أى‬
‫مما قلست فروعسه كسالطعم السذى هسو علسة عنسدنا فسى بساب الربسا فسإنه‬
‫موجود فى البر مثل قليله وكسسثيره بخلف الكيسل السذى هسسو علسة عنسد‬
‫الحنفية فل يوجد فى قليله فجسسوزوا بيسسع الحفنسسة منسسه بسسالحفنتين )قسسوله‬
‫واقفة( أى قاصرة )قوله علسسى صسسحتها( أى لنهسسا أفيسسد باللحسساق بهسسا‬
‫بخلف القاصرة فانها لتلحق بها )قوله مختلف فى صحتها( أى بيننا‬
‫وبين أصحاب أبى حنيفة فعندنا يجوز التعليل بها كما مر ومن فسسوائده‬
‫معرفة المناسبة فيكون أدعى للقبول من التعبد المحسسض )قسسوله تطسسرد‬
‫وتنعكس( المطردة هى التى استلزم وجودها وجود الحكم والمنعكسسسة‬
‫هى التى استلزم عدمها عدم الحكم )قوله أولى( أى من المطردة فقسسط‬
‫وكذا المطردة فقط أولسسى مسسن المنعكسسسة فقسسط لنهسسا أشسسد ضسسعفا لعسسدم‬
‫اطرادها )قوله لن العكس( أى والطرد معا )قوله علسسى الصسسحة( أى‬
‫صحة العلة )قوله والطرد( أى فقط )قوله ليسسس بسسدليل( أى بنسساء علسسى‬
‫اشتراط النعكاس فى العلة )قوله على قسسول الكسسثر( أى خلفسسا لبسسى‬
‫بكر الصسسيرفى فسسإنه قسسال طردهسسا يسدل علسى صسسحتها كمسسا مسسر )قسسوله‬
‫احتياطا( الحتياط هو الخذ بأوثق الوجوه وطلسسب الحسسظ )قسسوله فسسى‬
‫فرض( خص الفرض بالذكر لنه محل احتياط اذ ل يحتاط فى الندب‬
‫)قوله أولى( أى مما لتقتضسسى الحتيسساط مثسسل تعليسسل نقسسض الوضسسوء‬
‫بلمس المرأة فقط سواء بشهوة أو بدونها فإنه أحوط من تعليله باللمس‬
‫بشهوة لعدم الحتياط فيه للغسسرض وهسسو الطهسسارة )قسسوله الباحسسة( أى‬
‫جسسواز الفعسسل‪ ،‬فسسدخل المكسسروه والمنسسدوب والمبسساح )قسسوله همسسا( أى‬
‫المقتضسسسيةللحظر والمقتضسسسية للباحسسسة )قسسسوله سسسسواء( أى لتسسسساوى‬
‫مرجحهما مسسن أن الباحسسة اعتضسسدت بالصسسل العسسدمى وفسسى الحظسسر‬
‫الحتيسساط )قسسوله لنهسسا أحسسوط( أى لن الحظسسر لسسدفع مفسسسدة واعتنسساء‬
‫الشارع به أشد )قسوله النقسل( أى نقسل الحكسم )قسوله عسن الصسل( أى‬
‫البراءة الصلية كالباحة )قوله الى شرع( أى حكم شرعى كالحرمسسة‬
‫)قوله فالناقلة أولسسى( أى لن فيهسا زيسسادة علسى الصسسل )قسسوله المبقيسسة‬
‫أولى( أى للصل لنها تعتضد بحكم العقل السسذى يسسستقل بسسالنفى لسسول‬
‫هذه العلة )قوله تفيد حكما شرعيا( أى الذى لم يكن فى الصل )قسسوله‬
‫ذلك( أى ما يوجب حدا أو عتقا )قسوله يرجسح( أى يرجسح كسل واحسدة‬
‫من الربع على مقابلها‪ .‬وفى اللب الصح تقديم مسسسقط الحسسد لمسسا فيسسه‬
‫مسن اليسسسر الموافسسق لقسسوله تعسسالى " يريسد الس بكسسم اليسسسر " ولخسسبر "‬
‫ادرؤوا الحدود بالشبهات " )قوله سواء( أى فل أرجحية لشسسيء منهسسا‬
‫)قسسوله أولسسى( أى ممسسا ل يوافقهسسا )قسسوله أولسسى( أى ممسسا لتسسوجب‬
‫التخصيص لنها عرفت ما لم يعرف العموم فكسسانت كالمتعديسسة )قسسوله‬
‫قواه( أى حتى يصير القياس به قويا )قوله حجة( أى على غيره ممسسن‬
‫بعده وأما على الخرمن الصحابة فغيسر حجسة قطعسا )قسوله قسواه( أى‬
‫حتى يصير القياس به قويا‬

‫)باب القول فى الستحسان(‬


‫الستحسان المحكسسى عسسن ابسسى حنيفسسة رحمسسه الس هسسو الحكسسم بمسسا‬
‫يستحسنه من غير دليل‪ .‬واختلف المتأخرون من اصسحابه فسى معنساه‪:‬‬
‫فقال بعضهم هو تخصيص العلسسة بمعنسسى يسسوجب التخصسسيص‪ .‬وقسسال‬
‫بعضسهم تخصسيص بعسض الجملسة مسن الجملسة بسدليل يخصسها‪ .‬وقسال‬
‫بعضهم هو قول بأقوى الدليلين‪ ،‬وقسسد يكسسون هسسذا السسدليل اجماعسسا وقسسد‬
‫يكون نصا‪ ،‬وقد يكون قياسا‪ ،‬وقد يكون استدلل‪ ،‬فالنص مثسسل قسسولهم‬
‫ان القيسساس ان ليثبسست الخيسسار فسسى السسبيع لنسه غسسرر ولكسسن استحسسسناه‬
‫للخسسبر‪ ،‬والجمسساع مثسسل قسسولهم ان القيسساس ليجسسوز دخسسول الحمسسام ال‬
‫بأجرة معلومة لنه انتفسساع مكسسان ول الجلسسوس فيسسه ال قسسدرا معلومسسا‪،‬‬
‫ولكسسن استحسسسناه للجمسساع‪ ،‬والقيسساس مثسسل قسسولهم فيمسسن حلسسف انسسه‬
‫ليصلى‪ ،‬ان القيسساس انسسه يحنسسث بالسسدخول فسسى الصسسلة لنسسه ليسسسمى‬
‫مصسسليا >‪ <209‬ولكسسن استحسسسناه انسسه ليحنسسث ال ان يسسأتى بسسأكثر‬
‫الركعة لن ما دون اكسسثر الركعسسة ليعتسسد بسسه فهسسو بمنزلسسة مسسا لسسو لسسم‬
‫يكبر ‪ .‬والستدلل مثل قولهم ان القياس ان من قال ان فعلت كذا فأنسسا‬
‫يهودى او نصرانى انه ليكون حالفا لنه لم يحلف بال تعالى‪ ،‬ولكسسن‬
‫استحسنا انه يحنث بضرب مسسن السسستدلل‪ ،‬وهسسو ان الهاتسسك للحرمسسة‬
‫بهذا القول بمنزلة الهاتك لحرمة قوله وال‪ ،‬وهذا ايضا قياس ال انهسسم‬
‫يزعمون ان هذا الستدلل ويفرقون بين القياس والستدلل‪ .‬فإن كان‬
‫الستحسان هو الحكم بما يهجس فى نفسه ويستحسسسنه مسسن غيسسر دليسسل‬
‫فهذا ظسساهر الفسسساد لن ذلسسك حكسسم بسسالهوى واتبسساع للشسسهوة والحكسسام‬
‫مأخوذة من ادلة الشرع ل مما يقع فى النفسسس‪ .‬وان كسسان الستحسسسان‬
‫مايقوله اصحابه من انه تخصيص العلة‪ ،‬فقسسد مضسسى القسسول فسسى ذلسسك‬
‫ودللنا على فساده‪ .‬وان كان تخصيص بعض الجملة من الجملة بسسدليل‬
‫يخصسسها او الحكسسم بسسأقوى السسدليلين فهسسذا ممسسا لينكسسره احسسد‪ ،‬فيسسسقط‬
‫الخلف فى المسئلة ويحصل الخلف فى أعيان الدلة التى يزعمسسون‬
‫انها ادلة خصوا بها الجملة او دليل اقوى من دليل‪<210> .‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قسوله بمسا يستحسسنه[ أى يستحسسنه المجتهسد بعقلسسه )قسوله تخصسسيص‬
‫العلة الخ( وهو المعبر عنه بالنقض )قسسوله تخصسسيص العلسسة( أى علسسة‬
‫القياس الجلى )قوله بمعنسسى( أى بسسدليل يسسوجب تخصيصسسها مسسن نسسص‬
‫الكتاب أو السنة والجمسساع علسسى خلف القيسساس الجلسسى )قسسوله بعسسض‬
‫الجملة( أى جملة العلة )قوله بسسدليل يخصسسها( أى مسسن قيسساس خفسسى أو‬
‫نص أو اجماع جاء على خلف الجلى وهذا بمعنسسى الول )قسسوله هسسو‬
‫قول بأقوى الدليلين( قريب من تفسير اللب فإنه عدول من قيسساس السسى‬
‫قياس أقوى فهسسذا لخلف فيسسه لن أقسسوى السسدليللين مقسسدم علسسى غيسسره‬
‫قطعا )قوله هذا الدليل( أى الدليل القوى من القياس الجلى )قوله لنه‬
‫غرر( أى وقد نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيسسع الغسسرر‪.‬‬
‫ولن شسسرط الخيسسار يخسسالف مقتضسسى العقسسد وهسو اللسسزوم )قسسوله قسسدرا‬
‫معلوما( أى من الزمان لن ذلك اجارة وهى لبد لها من تعيين أجسسرة‬
‫ومنفعتها )قوله استحسناه( أى جواز دخوله بل أجرة معلومة وتعييسسن‬
‫زمسسان الجلسسوس فيسسه )قسسوله بالسسدخول فسسى الصسسلة( أى بسسالتحرم بهسسا‬
‫اعتبسسارا فيسسه بالصسسوم )قسسوله ليحنسسث( أى بسسالتحرم بهسسا )قسسوله بسسأكثر‬
‫الركعة( المراد بأكثر الركعة الركعة بتمامها وتمامهسسا بالسسسجدة )قسسوله‬
‫ليعتد به( اى لن الصلة عبارة عن الركان المختلفسة فسإذا لسم يسؤت‬
‫بجميعها لتسمى صلة والركعة اشتملت على الركسسان كلهسسا وبعسسدها‬
‫تكسسرار بخلف الصسسوم لن المسسساك ركسسن واحسسد )قسسوله فهسسو( أى‬
‫الدخول فى الصسسلة )قسسوله للحرمسسة( أى الحاصسسلة بهسسذا القسسول )قسسوله‬
‫قياس( أى والمقيس عليه تحريم المباح )قوله والسسستدلل( أى بدللسسة‬
‫النصوص وهو المسمى عندنا بمفهسوم الموافقسة )قسوله فسى نفسسه( أى‬
‫نفس المجتهد )قوله من غيسسر دليسسل( أى شسسرعى )قسسوله فسسى ذلسسك( أى‬
‫وهو المسمى عندنا بسسالنقض )قسسوله وإن كسسان( أى الستحسسسان )قسسوله‬
‫فهذا( أى الستحسان بهذا المعنسسى )قسسوله أحسسد( أى منسسا ومنهسسم )قسسوله‬
‫ويحصل الخلف الخ( وأما استحسسسان الشسسافعى التحليسسف بالمصسسحف‬
‫فليس‪.‬فهو بمعناه اللغوى وهو عده حسنا لما قام عنده مسسن أدلسسة فقهيسسة‬
‫)قوله يزعمون( أى الحنفية )قوله الجملة( أى جملة العلة‪.‬‬

‫)باب القول فى بيان الشياء قبل الشرع واستصحاب الحال والقول‬


‫بأقل ما قيل وايجاب الدليل على الباقى(‬
‫واختلسسف اصسسحابنا فسسى العيسسان المنتفسسع بهسسا قبسسل ورود الشسسرع‪.‬‬
‫فمنهم من قال انها إلى الوقسسف ليقضسسى فيهسسا بحظسسر ولاباحسسة‪ ،‬وهسسو‬
‫قول ابى على الطبرى‪ ،‬وهو مذهب الشعرية‪.‬ومن اصحابنا مسسن قسسال‬
‫هو على الباحة‪ ،‬وهو قول ابى العباس وأبسسى اسسسحق فسسإذا رأى شسسيئا‬
‫جاز له تملكه وتناوله‪ ،‬وهو قول المعتزلة البصريين‪ .‬ومنهم مسسن قسسال‬
‫هو على الحظر فليحل له النتفاع بها ولالتصرف فيهسسا‪ ،‬وهسسو قسسول‬
‫ابى على بن أيى هريرة‪ ،‬وهو قول المعنزلة البغداديين‪ .‬والول اصح‬
‫لنه لو كان العقل يوجب فى هذه العيان حكمسسا مسسن حظسسر او اباحسسة‬
‫لما ورد الشرع فيها >‪ <211‬بخلف ذلسسك ولمسسا جسساز ورود الشسسرع‬
‫بالباحة مرة وبالحظر مرة اخسسرى‪ ،‬دل علسسى ان العقسسل ليسسوجب فسسى‬
‫ذلك حظرا ول اباحة‬
‫‪--------------------‬‬
‫)قوله قبل ورود الشرع( أى قبسسل بعثسسة الرسسسول‪ .‬وأمسسا بعسسدها فأصسسل‬
‫المنسافع الحسسل وأصسل المضسار الحظسسر )قسسوله علسسى الوقسف( أى هسسى‬
‫موقوفة على ورود الشرع )قوله ليقضى فيها بحظسسر ول اباحسسة( أى‬
‫ول بغيرهمسسا مسسن الحكسسام الشسسرعية لنتفسساء لزم الحكسسم مسسن ترتسسب‬
‫الثواب والعقاب بقوله تعالى " وما كنا معسذبين حسستى نبعسسث رسسسول "‬
‫)قوله هو( أى المذكور من العيان المنتفع بهسسا )قسسوله علسسى الباحسسة(‬
‫أى لن ال تعالى خلق العبد وما ينتفع به حيث قال تعالى " خلق لكسسم‬
‫ما فى الرض جميعا " فلو لم يبح له كسسان خلقهمسسا عبثسسا )قسسوله وأبسسى‬
‫العبسساس( أى بسسن سسسريج )قسسوله وأبسسى إسسسحاق( وهسسو أبسسو اسسسحاق‬
‫السفرائينى )قوله شيئا( أى مما لم يملكه احد )قوله على الحظسسر( أى‬
‫الحرمسسة لن النتفسساع بالعيسسان تصسسرف فسسى ملسسك الغيسسر بغيسسر اذن‬
‫المالك فيحسسرم )قسسوله والول( وهسسو الوقسسف )قسسوله هسسذه العيسسان( أى‬
‫المنتفسسع بهسسا قبسسل ورود الشسسرع )قسسوله بخلف ذلسسك( أى مسسا يسسوجبه‬
‫العقسسل واقتضسساه )قسسوله دل( أى جسسواز ورود الشسسرع بالباحسسة مسسرة‬
‫وبالحظر مرة أخرى‬

‫)فصل( واما استصحاب الحال فضربان‪ :‬استصحاب حال العقسسل‬


‫واستصحاب الجماع‪ .‬فأما استصحاب حال العقل فهو الرجسسوع السسى‬
‫براءة الذمة فى الصل‪ ،‬وذلك طريسسق يفسسزع اليسسه المجتهسسد عنسسد عسسدم‬
‫ادلة الشرع‪ ،‬ولينتقل عنها ال بسسدليل شسسرعى ينقلسسه عنسسه ؛ فسسإن وجسسد‬
‫دليل من أدلة الشرع انتقل عنه سواء كان السسدليل نطقسسا او مفهومسسا او‬
‫نصا او ظاهرا‪ ،‬لن هذه الحال انما استصحبها لعدم دليل شرعى فأى‬
‫دليل ظهر من جهة الشرع حرم عليه استصحاب الحال بعده‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قسسوله استصسسحاب الحسسال( أى لمسسر وجسسودى أو عسسدمى عقلسسى أو‬
‫شرعى‪ .‬وهو ثبوت أمر فى زمان ثان لثبسسوته فسسى الزمسسان الول لفقسسد‬
‫تغيير ما فى الثانى من الول )قوله استصحاب حال العقل( وهو نفسسى‬
‫ما نفاه العقل ولم يثبته الشرع كصوم رجسسب )قسسوله بسسراءة الذمسسة( أى‬
‫من التكاليف الشرعية وهو المسمى باستصحاب العدم الصسسلى)قسسوله‬
‫أو نصا( أى ليحتمل غيره )قوله ظسساهرا( أى يحتمسسل التأويسسل )قسسوله‬
‫بعده( أى بعد ظهور الدليل من جهة الشرع‬

‫)فصل( والضرب الثانى استصحاب حسسال الجمسساع‪ ،‬وذلسسك مثسسل‬


‫ان يقول الشافعى رضى ال عنه فى المستيمم اذا رأى المساء فسى اثنساء‬
‫صلته انه يمضى فيهسسا لنهسسم اجمعسسوا قبسسل رؤيسة المسساء علسسى انعقسساد‬
‫صلته‪ ،‬فيجب ان تستصحب هسسذه الحسسال بعسسد >‪ <212‬رؤيسسة المسساء‬
‫حتى يقوم دليل ينقله عنه‪ ،‬فهذا اختلف اصحابنا فيه‪ :‬فمنهم من قال ان‬
‫ذلك دليل وهو قول ابى بكر الصيرفى من اصحابنا ومنهم من قال ان‬
‫ذلك ليس بدليل‪ ،‬وهسسو الصسسحيح لن السسدليل هسسو الجمسساع‪ ،‬والجمسساع‬
‫انما حصل قبل رؤية الماء واذا رأى الماء فقد زال الجماع فليجوز‬
‫ان يستصحب حكم الجماع فى موضع الخلف من غيسسر علسسة تجمسسع‬
‫بينهما‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله استصحاب حال الجمسساع( أى استصسسحاب الصسسورة السستى وقسسع‬
‫فيها الجماع فيما اذا أجمع على حكم فى حال ثم اختلف فيه فى حسسال‬
‫آخسسر فل يحتسسج باستصسسحاب ذلسسك الحسسال فسسى هسسذا الحسسال )قسسوله فسسى‬
‫المتيمم( أى لفقد الماء )قوله فيجب ان تستصحب الخ( فهذا أيضا مسسن‬
‫فروع قاعدة‪ :‬يغتفر فى الدوام ماليغتفر فى البتداء‪) .‬قوله دليسسل( أى‬
‫على أن الرؤية قاطعة )قسوله عنسه( أى عسن الستصسحاب )قسوله مسن‬
‫قال( أى كالمام المزنسسى والمسسام أبسسى ثسسور )قسسوله هسسو الجمسساع( أى‬
‫السابق على انعقاد صلة المتيمم )قوله بينهما( أى بين حكسسم الجمسساع‬
‫وموضع الخلف‬

‫)فصل( فأما القول بأقل ماقيل فهسسو ان يختلسسف النسساس فسسى حادثسة‬
‫على قولين او ثلثة قضسسى بعضسسهم فيهسسا بقسسدر وقضسسى بعضسسهم فيهسسا‬
‫بأقسسل مسسن ذلسسك القسسدر‪ ،‬وذلسسك مثسسل اختلفهسسم فسسى ديسسة اليهسسودى‬
‫والنصرانى ؛ فمنهم من قال تجب فيه دية مسلم‪ .‬ومنهم من قال تجب‬
‫فيه نصف دية مسلم‪ .‬ومنهم من قال تجسسب فيسسه ثلسسث ديسسة مسسسلم‪ .‬فهسسذا‬
‫الستدلل به من وجهين‪ :‬احدهما من جهسسة استصسسحاب الحسسال فسسى >‬
‫‪ <213‬براءة الذمة‪ ،‬وهو ان يقول الصسسل بسسراءة الذمسسة ال فيمسسا دل‬
‫الدليل عليه من جهة الشرع‪ ،‬وقد دل الدليل على اشتغال ذمتسسه بثلسسث‬
‫الدية وهو الجماع وما زاد عليه باق على بسسراءة الذمسسة‪ .‬والثسسانى ان‬
‫يقول هذا القول متيقن وما زاد مشكوك فيه‪ ،‬فليجسسوز ايجسسابه بالشسسك‪.‬‬
‫فهذا ليصح لنه ليجوز ايجاب الزيادة بالشك‪ ،‬فليجوز ايضا اسقاط‬
‫الزيادة بالشك‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قوله وأما القول بأقل مسسا قيسسل( أى التمسسسك بأقسسل مسسا قيسسل مسسن أقسسوال‬
‫العلماء حيث ل دليل سواه حق لنه تمسسسك بمسسا أجمسسع عليسسه علسسى أن‬
‫الصل عدم وجوب مسسا زاد عليسسه‪ .‬فسسإن دل دليسسل مسسن نسسص او كتسساب‬
‫على وجوب الكثر أخسسذ بسسه كغسسسلت ولسسوغ الكلسسب قيسسل انهسسا ثلث‬
‫وقيل إنها سبع فأخذ بسبع لخبر النبى صلى ال عليسسه وسسسلم " طهسسور‬
‫إناء احدكم اذا ولغ الكلسسب ان يغسسسل سسسبع مسسرات احسسداهن بسسالتراب "‬
‫)قوله فهو( أى القول بأقل ما قيل )قوله فى دية اليهودى والنصرانى(‬
‫أى بخلف المجوسى الذمى فديته ثلثا عشر دية المسلم )قوله بسسه( أى‬
‫بالقول بأقل ما قيسسل‪) .‬قسسوله فسسى بسسراءة الذمسسة( أى السستى تقتضسسى عسسدم‬
‫الوجوب )قوله أن يقول( أى المسسستدل )قسسوله عليسسه( أى علسسى وجسسوبه‬
‫)قوله ذمته( أى ذمة القاتل )قوله وهو الجماع( أى لن كل قول مسسن‬
‫القوال الثلثة يوجب ثلث الدية فإن ايجاب الكسسثر مسسن الديسسة الكاملسسة‬
‫أو نصفها يستلزم إيجاب القل )قوله باق على على بسسراءة الذمسسة( أى‬
‫إذ الصل عدم وجوبه )قوله ايجسسابه( أى إيجسساب مسسا زاد عليسسه )قسسوله‬
‫فهذا( أى استصحاب الحسال فسى بسسراءة الذمسة )قسسوله مسسا زاد( أى مسن‬
‫النصف والكل )قوله مشكوك فيه( أى لنه لم يقم عليه دليل‬

‫)فصل( واما النافى للحكم فهو كالمثبت فسسى وجسسوب السسدليل عليسسه‬
‫ومن اصحابنا من قال النافى لدليل عليسسه ومسسن النسساس مسسن قسسال ان‬
‫كان ذلك فى العقليات فعليه الدليل‪ ،‬وان كان فى الشسسرعيات لسسم يكسسن‬
‫عليه دليل ‪.‬والدليل على ماقلناه هسسو ان القطسسع بسسالنفى ليعلسسم ال عسن‬
‫دليل كمسسا ان القطسسع بالثبسسات ليعلسسم >‪ <214‬ال عسسن دليسسل‪ ،‬وكمسسا‬
‫ليقبل الثبات ال بدليل فكذلك النفى‬
‫‪-------------------------‬‬
‫)قسسسوله كسسسالمثبت السسسخ( أى اذا لسسسم يعلسسسم النفسسسى ضسسسرورة لن غيسسسر‬
‫الضرورى قد يشتبه فيطلسب دليلسه لينظسر فيسه هسل هسو صسحيح أو ل‬
‫بخلف الضرورى فإنه ليشتبه اشتباها يحوج الى الدليل )قوله النافى‬
‫ل دليل فيه( أى ليجسسب السسدليل عليسسه لن الصسسل فسسى الشسسياء النفسسى‬
‫وهو غير محتاج الى دليل فمن نفى الحكم لسسه أن ينفسسى بالستصسسحاب‬
‫)قوله ذلسك( أى نفسى الحكسم )قسوله علسى مسا قلنساه( أى مسن أن النسافى‬
‫كالمثبت فى وجوب السسدليل )قسسوله هسسو أن القطسسع السسخ( أى وان حكسسم‬
‫كسسون الشسسيء حلل مثل حكسسم مسسن أحكسسام السسدين كالثبسسات والحكسسام‬
‫لتثبت ال بدليلها )قوله ال عن دليل( أى يقتضى النفى‬

‫)باب فى بيان ترتيب استعمال الدلة واستخراجها(‬


‫واعلم انه اذا نزلت بالعالم نازلة وجب عليه طلبها فى النصوص‬
‫والظواهر فى منطوقها ومفهومها وفى افعال الرسول صلى ال عليسسه‬
‫وسلم وإقراره وفى اجماع علماء المصار‪ .‬فسإن وجسد فسى شسيء مسن‬
‫ذلك ما يدل عليه قضى به‪ .‬وان لم يجسسد طلبسسه فسسى الصسسول والقيسساس‬
‫عليها‪ ،‬وبدأ فى طلب العلة بالنص‪ .‬فإن وجد التعليسل منصوصسا عليسه‬
‫عمل به‪ .‬وان لم يجسسد المنصسسوص عليسسه يسسسلم ضسسم اليسسه غيسسره مسسن‬
‫الوصاف التى دل الدليل عليها‪ .‬فسسإن لسسم يجسسد فسسى النسسص عسسدل السسى‬
‫المفهسسوم‪ ،‬فسسإن لسسم يجسسد فسسى ذلسسك نظسسر فسسى الوصسساف المسسؤثرة فسسى‬
‫الصول من ذلك الحكم واختبرها منفردة‪ ،‬فمسسا سسسلم منهسسا منفسسردا او‬
‫مجتمعا علق الحكم عليه‪ .‬وإن لم يجد علل بالشباه الدالة علسسى الحكسسم‬
‫على ما قدمناه‪ .‬فإن لم يجد علل بالشسسبه وان كسسان ممسسن يسسرى مجسسرد‬
‫الشبه وإن لم تسلم له علسة فسسى الصسل علسم ان الحكسسم مقصسسور علسى‬
‫الصل ليتعداه‪ .‬فإن لم يجسسد فسسى الحادثسسة دليل يسسدله عليهسسا مسسن جهسسة‬
‫الشسسرع لنصسسا ول اسسستنباطا >‪ <215‬أبقسساه علسسى حكسسم الصسسل فسسى‬
‫العقل على ما قدمناه‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله نازلة( أى مسسئلة حادثسة )قسسوله عليسه( أى المسسستدل )قسسوله فسإن‬
‫وجد( أى المستدل‬
‫)قوله عليه( أى على حكم تلسك النازلسسة )قسسوله بسه( أى بمسسا يسدل عليسه‬
‫)قوله طلبه( أى طلب المستدل حكم تلك النازلة )قوله عليها( أى على‬
‫عليتها )قوله فإن لم يجسسد( أى العلسسة )قسسوله السسى المفهسسوم( أى وصسسف‬
‫العلسسة المفهسسوم )قسسوله الوصسساف المسسؤثرة( أى السستى اذا وجسسدت وجسسد‬
‫الحكم واذا انتفسست انتفسسى )قسسوله وإن لسسم يجسسد( أى الوصسساف المسسؤثرة‬
‫)قسوله بالشسباه( اى العلسل المشسبهة )قسوله الدالسة علسى الحكسم( أى ل‬
‫المقتضية له )قوله على ما قدمناه( أى فى فصسل قيساس الدللسة )قسوله‬
‫بالشبه( أى بأشبه الوصفين الذى ليزول الحكم بزواله ول يدل على‬
‫الحكم )قوله ليتعداه( أى الى الفرع المطلوب حكمه )قسسوله أبقسساه( أى‬
‫المذكور من الحادثة )قوله على حكسسم الصسسل( أى استصسسحاب العسسدم‬
‫الصلى )قوله على ما قدمناه( أى فى فصل استصحاب الحال‬

‫)القول فى التقليد(‬
‫)باب بيان مايسوغ فيه التقليد وما ليسوغ ومن يسوغ له‬
‫التقليد ومن ليسوغ(‬
‫قد بينا الدلة التى يرجع اليها المجتهد فسسى معرفسسة الحكسسم‪ ،‬وبقسسى‬
‫الكلم فى بيان مايرجع اليه العامل فى العمل وهو التقليد‪ .‬وجملتسسه ان‬
‫التقليد قبسسول القسسول مسسن غيسسر دليسسل‪ .‬والحكسسام علسسى ضسسربين‪ :‬عقلسسى‬
‫وشرعى‪ .‬فأما العقلى فليجوز فيسسه التقليسسد كمعرفسسة الصسسانع وصسسفاته‬
‫ومعرفسسة الرسسسول صسسلى ال س عليسسه وسسسلم وغيسسر ذلسسك مسسن الحكسسام‬
‫العقلية‪ .‬وحكى عن عبيد ال بن الحسن العنبرى انه قال يجوز التقليد‬
‫فى اصول الدين‪ ،‬وهذا خطأ لقول ال تعالى‪ " :‬انا وجدنا آباءنسسا علسسى‬
‫أمة وانا على آثارهم مقتدون " فذم قوما اتبعوا آباءهم فى الدين‪ ،‬فسسدل‬
‫علسسى ان ذلسسك ليجسسوز >‪ <216‬لن طريسسق هسسذه الحكسسام العقسسل‪،‬‬
‫والناس كلهم يشتركون فى العقل فلمعنى للتقليد فيه‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله وجملته( أى جملسسة الكلم فسسى مسسا ذكسسر )قسسوله التقليسسد( هسسو لغسسة‬
‫وضع الشيء فى العنق مع الحاطة فيسسه )قسسوله أن التقليسسد قبسسول السسخ(‬
‫أى اصطلحا )قوله قبول القول( أى قول الغير وخرج به اخسسذ قسسول‬
‫ليختص بالغير كالمعلوم من الدين بالضرورة )قوله مسن غيسر دليسل(‬
‫أى من غير معرفة دليله على وجسسه السسستنباط فخسسرج الجتهسساد لنسسه‬
‫معرفة الدليل على وجه الستنباط و دخل فيه قبوله مع دليلسسه ل علسسى‬
‫وجه الستنباط )قوله فأما العقلى( أى العتقادى )قوله فل يجوز الخ(‬
‫أى فيجب النظر فيه لن المطلوب فيه اليقين وليقين مع التقليد )قوله‬
‫الصسسانع( أى صسسانع كسسل شسسيء )قسسوله يجسسوز السسخ( أى اكتفسساء بالعقسسد‬
‫الجسسازم )قسسوله فسسى أصسسول السسدين( هسسو علسسم يبجسسث فيسسه عمسسا يجسسب‬
‫اعتقاده)قوله لقوله تعالى " إنا الخ( أى ولقسسوله تعسسالى " واعلسسم انسسه ل‬
‫اله ال ال " فقد أمر بالعلم دون التقليد وقيس بالوحدانية غيرهسسا)قسسوله‬
‫فسسدل( أى ذمهسسم )قسسوله ان ذلسسك( أى التقليسسد فسسى أصسسول السسدين )قسسوله‬
‫العقل( أى والنظر‬

‫)فصسسل( وأمسسا الشسسرعى فضسسربان‪ :‬ضسسرب يعلسسم ضسسرورة مسسن ديسسن‬


‫رسول ال كالصسسلوات الخمسسس والزكسسوات وصسسوم رمضسسان والحسسج‬
‫وتحريم الزنا وشرب الخمر ومسا اشسبه ذلسك‪ .‬فهسذا ليجوزالتقليسد فيسه‬
‫لن الناس كلهم يشتركون فى ادراكه والعلم به‪ ،‬فل معنى للتقليد فيسسه‪.‬‬
‫وضرب ل يعلم ال بالنظر والستدلل كفروع العبسسادات والمعسساملت‬
‫والفروج والمناكحات وغير ذلك من الحكام‪ ،‬فهذا يسوغ فيسسه التقليسسد‪.‬‬
‫وحكى عن ابى على الجبسسائى انسسه قسسال ان كسسان ذلسسك ممسسا يسسسوغ فيسسه‬
‫الجتهاد جاز‪ ،‬وان كان مما ليجسوز فيسسه الجتهساد لسسم يجسسز‪ .‬والسدليل‬
‫على ما قلناه قوله تعالى‪ " :‬فاسسسئلوا اهسسل السسذكر ان كنتسسم لتعلمسسون "‬
‫ولنا لو منعنا التقليد فيه لحتاج كل احد ان يتعلم ذلسسك‪ ،‬وفسسى ايجسساب‬
‫ذلك قطع عسن المعساش وهلك الحسرث والسسزرع فسوجب ان يسسقط >‬
‫‪<217‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫)قوله ضرب يعلم ضرورة الخ( أى بسسأن ل يتوقسسف علمسه علسسى نظسسر‬
‫واسسستدلل ويشسسترك فسسى معرفتسسه الخسسواص والعسسوام مسسن غيسسر قبسسول‬
‫للتشكيك )قوله ومسسا أشسسبه ذلسسك( أى ممسسا يعلسسم مسسن السسدين بالضسسرورة‬
‫)قوله فهذا( أى هذا الضرب )قسسوله مسسن الحكسسام( أى النظريسسة )قسسوله‬
‫يسوغ فيه التقليد( أى بل يجب لمن لم يبلغ درجة الجتهاد )قسسوله أبسسى‬
‫على الجبسسائى( أى المعسستزلى )قسسوله جسساز( أى التقليسسد فيسسه )قسسوله ممسسا‬
‫ليجوز الخ( أى من المور التى طريقهسسا القطسسع ل الكتسسساب )قسسوله‬
‫والدليل على ما قلناه الخ( وأما ما قسسال لسسه الممسسة أصسسحاب المسسذاهب‬
‫من منع التقليسسد إن صسسح فإنمسسا هسسو لحسسث أصسسحابهم علسسى النظسسر فسسى‬
‫أقوالهم والبحث عن مأخذهم ليتثبتوا فى أمرها تمسسام التثبسست )قسسوله إن‬
‫كنتم ل تعلمون( أى فإنها عامة فى جميع من ل يعلم العلم )قوله علسسى‬
‫ما قلناه( أى جواز التقليد فى غير ما يعلم من الدين بالضسسرورة)قسسوله‬
‫فيه( أى فى هذا الضسسرب السسذى ليعلسسم ال بسسالنظر والسسستدلل )قسسوله‬
‫ذلك( أى ذلك الضرب )قوله ان يسقط( أى القول بمنع التقليد فيه‬

‫)فصل( وأما من يسوغ له التقليد فهو العامى وهو الذى ليعسسرف‬


‫طرق الحكام الشرعية‪ .‬فيجوز له ان يقلد عالما ويعمسل بقسوله‪ .‬وقسال‬
‫بعض الناس ليجوز حتى يعرف علة الحكم‪ .‬والسسدليل علسسى مسسا قلنسساه‬
‫هو أنا لوألزمناه معرفسسة العلسسة أدى السسى ماذكرنسساه مسسن النقطسساع عسسن‬
‫المعيشة‪ ،‬وفى ذلك خراب الدنيا فوجب ان ليجب‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله وأما من الخ( أى ممن ليس مجتهدا مطلقسسا )قسسوله فهسسو العسسامى(‬
‫أى وكذا العالم الذى لم يبلغ رتبة الجتهاد مطلقسسا )قسسوله فيجسسوز السسخ(‬
‫أى بل يجب عليه وإن كان مجتهدا فى بعسسض المسسسائل )قسسوله عالمسسا(‬
‫أى ولو ميتا لقول الشافعى رحمه ال تعالى " المذاهب لتموت بموت‬
‫أربابهسسا " )قسسوله ليجسسوز السسخ( أى لن القسسول بوجسسوب التقليسسد مطلقسسا‬
‫يؤدى الى وجوب اتباع الخطأ لجواز الخطأ عليهم )قوله علسسة الحكسسم(‬
‫أى ومستنده )قوله على ما قلناه( أى من أنه يجوز للعامى تقليد عسسالم‬
‫)قوله أدى( أى إلزامه‬

‫)فصل( وأما العالم فينظسسر فيسسه ؛ فسسإن كسسان السسوقت واسسسعا يمكنسسه‬
‫الجتهاد لزمه طلب الحكم بالجتهاد‪ .‬ومن النسساس مسسن قسسال يجسسوز لسسه‬
‫تقليد العالم‪ ،‬وهو قول أحمد واسحق وسفيان الثورى‪ .‬وقال محمسسد بسسن‬
‫الحسن يجوز له تقليد من هو اعلم منه‪ ،‬ول يجوز له تقليد مثله‪ .‬ومسسن‬
‫الناس من قال إن كان فى حادثة نزلت به جاز له ان يقلسسد ليعمسسل بسسه‪،‬‬
‫وان كان فى حادثة نزلت بغيره لم يجز ان يقلد ليحكسسم بسسه او يفسستى >‬
‫‪ <218‬فالدليل على ما قلناه هو ان معه آلة يتوصسسل بهسسا السسى الحكسم‬
‫المطلوب‪ ،‬فليجوز له تقليد غيره كما قلنا فى العقليات‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قسسوله العسسالم( أى المجتهسسد)قسسوله لزمسسه السسخ( أى فيحسسرم عليسسه التقليسسد‬
‫لتمكنه مسن الجتهسساد السسذى هسو أصسسل للتقليسسد ول يجسسوز العسدول عسن‬
‫الصل الممكن الى بدله )قسسوله يجسسوز لسسه السسخ( أى لعسسدم علمسسه حينئذ‬
‫والمعتبر الظن وهو حاصل باجتهاد غيره )قوله محمد بن حسن( هسسو‬
‫أبو عبد ال محمد بن حسن الشيبانى ولسد سسنة ‪ 132‬هسس وتسوفى سسنة‬
‫‪ 189‬هس )قوله تقليد من هو أعلم منه( أى لرجحانه عليه )قسسوله تقليسسد‬
‫مثله أى وكذا دونه بالولى )قوله ومن الناس( أى وهسسم أهسسل العسسراق‬
‫)قوله وإن كان( أى الحكم )قوله ليعمل به( أى فى حسسق نفسسسه خاصسسة‬
‫)قوله ليحكم به( أى بالحكم الذى قلده فيه )قوله على ما قلناه( أى مسسن‬
‫أنه لزم الجتهاد‬

‫)فصل( وان كان قد ضاق عليه السسوقت وخشسسى فسسوت العبسسادة ان‬
‫اشتغل بالجتهاد ففيه وجهان‪ :‬احدهما ليجوز‪ ،‬وهو قول ابى اسحق‪.‬‬
‫والثانى يجسوز‪ ،‬وهسو قسول ابسى العبساس‪ .‬والول اصسح لن معسه آلسة‬
‫يتوصل بها الى الجتهاد‪ ،‬فأشبه اذا كان الوقت واسعا‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله يجوز( أى له التقليد )قسسوله أبسسى العبسساس( أى بسسن سسسريج )قسسوله‬
‫فأشبه( أى هذا الجتهاد عند الضيق‬

‫)باب صفة المفتى و المستفتى(‬


‫وينبغى ان يكون المفسستى عارفسسا بطسسرق الحكسسام وهسسى الكتسساب‪،‬‬
‫والسسذى يجسسب ان يعسسرف مسسن ذلسسك مسسا يتعلسسق بسسذكر الحكسسام والحلل‬
‫والحسسرام دون مسسا فيسسه مسسن القصسسص والمثسسال والمسسواعظ والخبسسار‪.‬‬
‫ويحيط بالسنن المروية عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فسسى بيسسان‬
‫الحكام ويعرف الطسسرق السستى يعسسرف بهسسا مايحتسساج اليسسه مسسن الكتسساب‬
‫والسسسنة مسسن احكسسام الخطسساب ومسسوارد الكلم ومصسسادره مسسن الحقيقسسة‬
‫والمجسساز والعسسام والخسساص والمجمسسل والمفصسسل والمطلسسق والمقيسسد‬
‫والمنطوق والمفهوم‪ .‬ويعرف من اللغة والنحو مايعرف بسه مسسراد الس‬
‫تعالى ومراد رسوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم فسسى >‪ <219‬خطابهمسسا‪.‬‬
‫ويعرف احكام افعال رسسسول الس صسسلى الس عليسه وسسسلم وماتقتضسسيه‪.‬‬
‫ويعرف الناسخ من ذلسك مسن المنسسوخ واحكسام النسسخ ومسايتعلق بسه‪.‬‬
‫ويعرف اجماع السلف وخلفهم ويعرف مايعتد به من ذلك وما ليعتد‬
‫بسسه‪ .‬ويعسسرف القيسساس والجتهسساد والصسسول السستى يجسسوز تعليلهسسا ومسسا‬
‫ليجسسوز والوصسساف النسسى يجسسوز ان يعلسسل بهسسا ومسساليجوز وكيفيسسة‬
‫انتزاع العلل‪ .‬ويعرف ترتيب الدلة بعضها على بعض وتقديم الولى‬
‫منها ووجوه الترجيح‪ .‬ويجب ان يكون ثقة مأمونا ليتسسساهل فسسى امسسر‬
‫الدين‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قوله وينبغى( أى يجب كما أقول فى الثمرات الحاجينية‪:‬‬
‫وينبغى الغلب للمندوب<>وربما يطلق للوجوب‬
‫)قسسوله المفسستى( أى العسسالم الفقيسسه المجتهسسد )قسسوله عارفسسا( أى معرفسسة‬
‫متوسطة )قوله الكتاب( أى وإن لم يحفظه على ظهسسر قلسسب )قسسوله مسسا‬
‫يتعلق بذكر الحكام( أى بدللته عليها )قوله دون ما فيه من القصص‬
‫الخ( أى مما لتعلق له بالحكام فل تلزمه معرفته )قسسوله ويحيسسط( أى‬
‫إحاطة متوسطة )قوله من أحكام الخ( بيان للطرق )قوله ويعرف مسسن‬
‫اللغة الخ( أى بحيث يميز العبارة الصحيحة من الفاسدة والراجحة من‬
‫المرجوحة‪ .‬ومثل النحوالصرف والمعانى والبيان )قوله أحكسسام أفعسسال‬
‫الخ( أى من وجوب وغيسسره )قسسوله ومسسا تقتضسسيه( أى مسسن تخصسسيص‬
‫لعموم أوبيان لمجمل أو غير ذلك )قوله وما يتعلق به( أى من شروط‬
‫وغيرها مما مر فى باب النسخ )قوله ويعرف إجماع السلف السسخ( أى‬
‫لئل يخرقه لنه حرام )قوله والصول( أى المقيس عليهسسا )قسسوله ومسسا‬
‫ليجوز( أى التعليل بها )قوله وتقديم العلى منها( أى على الدنى‬

‫)فصل( ويجب عليه ان يفسستى مسسن اسسستفتاه ويعلسسم مسسن طلسسب منسسه‬
‫التعليم‪ ،‬فإن لم يكن فى القليم الذى هو فيه غيره يتعين عليسسه التعليسسم‬
‫والفتيا‪ ،‬وان كان هناك غيره لم يتعين عليه بل كان ذلك من فسسروض‬
‫الكفاية‪ ،‬اذا قام به بعضهم سقط الفرض عن البسساقين‪ .‬ويجسسب ان يسسبين‬
‫الجواب‪ ،‬فإن كان الذى نزلت به النازلة حاضرا وعرف منسسه النازلسسة‬
‫على جهتها جاز ان يجيب على حسب ماعلم مسسن حسسال المسسسئلة‪ ،‬وان‬
‫لم يكن حاضرا واحتملت المسئلة تفصسسيل فصسسل الجسسواب وبيسسن‪> ،‬‬
‫‪ <220‬وان لم يعرف المستفتى لسان المفتى قبل فيسسه ترجمسسة عسسدل‪.‬‬
‫وان اجتهد فى حادثسسة مسرة فأجسساب فيهسسا ثسسم نزلسست تلسسك الحادثسسة مسسرة‬
‫اخسسرى فهسسل يجسسب عليسسه اعسسادة الجتهسساد ام ل ؟ فيسسه وجهسسان‪ :‬مسسن‬
‫اصحابنا من قال يفسستى بالحتهسساد الول‪ .‬ومنهسسم مسسن قسسال يحتسساج ان‬
‫يجدد الجتهاد‪ .‬والول اصح‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله عليه( أى على المفتى )قسسوله أن يفسستى السسخ( أى لنسسه قسسائم مقسسام‬
‫النبى صلى ال عليع وسلم لقوله صلى ال عليه وسلم " العلماء ورثة‬
‫النبياء " فوجب التبليغ قاله الشاطبى )قوله فيسسه( أى فسسى هسسذا القليسسم‬
‫)قوله يتعين( أى صار فرضا عينيا عليسسه )قسسوله هنسساك( أى فسسى إقليسسم‬
‫هو فيه )قوله غيره( أى ممسسن يتأهسسل للفتسساء )قسسوله ذلسسك( أى الفتسساء‬
‫والتعليم )قوله بعضهم( أى بعض أهل الجتهاد )قوله وبين( أى تبيينا‬
‫يزول به الشكال‪) .‬قوله لسسسان المفسستى( أى لغتسسه )قسسوله فيسسه( أى فسسى‬
‫جواب المفتى )قوله ثم نزلت تلك الحادثة السسخ( أى ولسسم يسذكر السسدليل‬
‫الول‪ .‬وأمسا اذا ذكسره فليحتساج السى العسادة قطعسا اذ لحاجسة اليسه‬
‫)قوله فيه( أى فى جواب هذا الستفهام )قوله يفتى الخ( أى بناء علسسى‬
‫قوة الظن السابق )قوله يحتاج الخ( أى لنه لو أفتى بالول وقسسد نسسسى‬
‫دليله لكان اخذا بشيء من غير دليل وذلك غير جائز‬

‫)فصسسل( وامسسا المسسستفتى فل يجسسوز ان يسسستفتى مسسن شسساء علسسى‬


‫الطلق لنه ربما استفتى مسن ليعسرف الفقسه‪ ،‬بسل يجسب ان يتعسرف‬
‫حال الفقيه فسسى الفقسسه والمانسسة‪ ،‬ويكفيسسه فسسى معرفسسة ذلسسك خسسبر العسسدل‬
‫الواحد‪ .‬فإذا عرف انه فقيه نظر‪ ،‬فإن كان وحده قلده‪ ،‬وان كان هنسساك‬
‫غيره فهل يجب عليه الجتهاد ؟ فيه وجهان‪ :‬مسسن اصسسحابنا مسسن قسسال‬
‫يقلد من شاء منهم‪ .‬وقال ابو العباس والقفال يلزمه الجتهاد فى اعيان‬
‫المفتين‪ ،‬فيقلد اعلمهم واورعهم‪ .‬والول اصسسح لن السسذى يجسسب عليسسه‬
‫ان يرحع الى قول عالم ثقة‪ ،‬وقد فعل ذلك فيجب ان يكفيه‬
‫‪------------------------‬‬
‫)قوله غيره( أى من المجتهدين )قوله الجتهسساد( لعسسل المسسراد بسسه هنسسا‬
‫الترجيح )قوله يقلد الخ( أى بل بحث عسن الرجسح منهسم لن الجميسع‬
‫أهل )قوله يلزمه الخ( أى لن أقوال المجتهدين فى حق المقلد بمنزلسسة‬
‫الدلة فى حق المجتهد‪ ،‬فكما يجسب الخسذ بالراجسح مسن الدلسة كسذلك‬
‫يجب الخذ بالراجح من القسسوال )فيقلسسد السسخ( وعلسسى هسسذا القسسول فل‬
‫يجوز تقليد المفضول مع وجسسود الفضسسل )قسسوله عليسسه( أى المسسستفتى‬
‫)قوله ذلك( أى الرجوع الى قول عالم ثقة‬

‫)فصل( فإن استفتى رجلين نظرت ؛ فإن اتفقا فى الجسسواب عمسسل‬


‫بما قال وان >‪ <221‬اختلفا فأفتاه احدهما بسالحظر والخسسر بالباحسسة‬
‫فاختلف اصحابنا فيه على ثلثة اوجه‪ :‬منهسم مسن قسال يأخسذ بمسا شساء‬
‫منهما‪ .‬ومنهم من قال يجتهد فيمن يأخذ بقوله منهما‪ .‬ومنهم مسسن قسسال‬
‫يأخذ بأغلظ الجوابين لن الحق ثقيل‪ .‬والصحيح هو الول لنا قد بينسا‬
‫انه ليلزمه الجتهاد والحق ايضا ليختسص بسأغلظ الجسوابين بسل قسد‬
‫يكون الحق فى الخف كيف وقد قال ال تعالى‪ " :‬يريد ال بكم اليسسسر‬
‫وليريد بكم العسر " وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬بعثت‬
‫بالحنيفية السهلة ولم ابعث بالرهبانية المبتدعة "‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله فيه( أى فى اختلف الرجلين )قسسوله يأخسسذ بمسسا شسساء( أى سسسواء‬
‫كان بالخف أم بالغلظ بقول الفاضل أم بقول المفضول)قسسوله يجتهسسد‬
‫الخ( أى فيأخذ بفتوى العلم والورع )قوله بأغلظ الجوابين( أى لنه‬
‫أكثر ثوابا وأحوط )قوله الجتهاد( أى الترجيح )قوله وقال رسول ال‬
‫السسخ( أى ولخسسبر " يسسسروا ولتعسسسروا " )قسسوله الحنيفيسسة( أى الملسسة‬
‫البراهيمية المائلة الى الحق‬

‫))القول فى الجتهاد((‬
‫)باب القول فى اقوال المجتهدين وان الحق منهما فى واحد او كل‬
‫مجتهد مصيب(‬
‫الجتهاد فى عرف الفقهسساء اسسستفراغ الوسسسع وبسسذل المجهسسود فسسى‬
‫طلب الحكم الشرعى‪ .‬والحكام ضربان‪ :‬عقلى وشرعى‪ .‬فأما العقلسسى‬
‫فهو كحسسدوث العسسالم واثبسسات الصسسانع واثبسسات النبسسوة وغيسسر ذلسسك مسسن‬
‫اصول الديانات‪ .‬والحق فى هذه المسائل فى واحسسد ومسسا عسسداه باطسسل‪.‬‬
‫وحكى عن عبيسد الس بسسن الحسسن العنسسبرى انسه قسال كسل مجتهسد فسى‬
‫الصول مصيب‪ .‬ومن الناس من حمل هذا القول منسسه علسسى انسسه إنمسسا‬
‫اراد >‪ <222‬فسسى اصسسول السسديانات السستى يختلسسف فيهسسا اهسسل القبلسسة‬
‫ويرجسع المخسالفون فيهسا السى آيسات وآثسار محتملسة للتأويسل‪ ،‬كالرؤيسة‬
‫وخلق الفعال والتجسيم وما أشبه ذلسسك‪ ،‬دون مسسايرجع السسى الختلف‬
‫بين المسلمين وغيرهم من اهل الديان‪ .‬والدليل علسسى فسسساد قسسوله هسو‬
‫ان هذه القوال المخالفة للحسسق مسسن التجسسسيم ونفسسى الصسسفات ليجسسوز‬
‫ورود الشرع بها‪ ،‬فل يجوز ان يكون المخالف فيهسسا مصسسيبا‪ ،‬كسسالقول‬
‫بالتثليث وتكذيب الرسل‬
‫‪---------------------‬‬
‫)قوله استفراغ الوسع الخ( أى استقصاء الطاقة فى نظر الدلة بحيسسث‬
‫تحس النفس بالعجز عن المزيد )قوله فى طلسسب الحكسسم الشسسرعى( أى‬
‫فى تحصيل الظن بالحكم الشرعى )قوله عقلى( أى وهو مسا ليتوقسف‬
‫على سمع )قوله والحق الخ( أى والمخطئ فيها آثم )قسسوله فسسى واحسسد(‬
‫أى وهو الذى صسسادف الحسسق )قسسوله ومسسا عسسداه باطسسل( أى اذ ليمكسسن‬
‫اجتماع النقيضين فى نفس المسسر )قسسوله كسسل مجتهسسد السسخ( و فيسسه مسسع‬
‫خرقه الجمسساع تصسسويب لضسسللت الفلسسسفة )قسسوله أهسسل القبلسسة( أى‬
‫المسسلمون )قسوله كالرؤيسة( أى رؤيسة الس )قسوله وخلسق الفعسال( أى‬
‫أفعال عباده الختيارية )قوله والتجسيم( أى تجسسسيم الس تعسسالى )قسسوله‬
‫دون ما يرجع الخ( أى كالتثليث‪ .‬ودون كفريات الفلسفة ايضا )قسسوله‬
‫ونفى الصفات( أى صفاته تعالى الذاتية كالحياة وهى ثمان ثابتسسة عنسسد‬
‫أهل السنة )قوله كالقول بالتثليث( أى كالقول بأن ال ثالث ثلثة‬

‫)فصل( واما الشسسرعية فضسسربان‪ :‬ضسسرب يسسسوغ فيسسه الجتهسساد‪،‬‬


‫وضرب ليسسسوغ فيسسه الجتهسساد‪ .‬فأمسسا ماليسسسوغ فيسسه الجتهسساد فعلسسى‬
‫ضسسربين‪ :‬احسسدهما مسساعلم مسسن ديسسن الرسسسول صسسلى الس عليسسه وسسسلم‬
‫ضرورة‪ ،‬كالصسسلوات المفروضسسة والزكسسوات الواجبسسة وتحريسسم الزنسسا‬
‫واللواط وشرب الخمر وغيرذلك‪ .‬فمن خالف فى شيء مسسن ذلسسك بعسسد‬
‫العلم فهو كافر لن ذلسسك معلسسوم مسسن ديسسن الس تعسسالى ضسسرورة‪ ،‬فمسسن‬
‫خالف فيه فقسسد كسسذب الس تعسسالى ورسسسوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم فسسى‬
‫خبرهما‪ ،‬فحكم بكفره‪ .‬والثانى مالم يعلم من ديسسن الرسسسول صسسلى ال س‬
‫عليه وسلم ضرورة‪ ،‬كالحكام السستى تثبسست بإجمسساع الصسسحابة وفقهسساء‬
‫العصار‪ ،‬ولكنها لسسم نعلسسم مسسن ديسسن الرسسسول صسسلى الس عليسسه وسسسلم‬
‫ضرورة‪ ،‬فالحق مسن ذلسسك واحسسد وهسسو مسسا اجمسسع النسساس عليسسه‪ .‬فمسسن‬
‫خالف >‪ <223‬فى شسسيء مسسن ذلسسك بعسسد العلسسم بسسه فهسسو فاسسسق‪ .‬وأمسسا‬
‫مايسوغ فيه الجتهاد وهو المسائل التى اختلف فيهسسا فقهسساء المصسسار‬
‫على قولين واكثر فقد اختلف اصحابنا فيه ؛ فمنهم من قال الحسسق مسسن‬
‫ذلك فى واحد وما عسسداه باطسسل ال ان الثسسم موضسسوع عسسن المخطسسئ‬
‫فيه‪ .‬وذكر هذا القائل ان هذا مذهب الشافعى رحمه ال تعالى ل قسسول‬
‫له غيره‪ .‬ومن اصحابنا من قال فيه قولن‪ :‬احسسدهما ماقلنسساه‪ .‬والثسسانى‬
‫ان كل مجتهد مصيب‪ ،‬وهو ظاهر قول مالك رحمه ال س وابسسى حنيفسسة‬
‫رحمسه الس‪ ،‬وهسو مسذهب المعتزلسة وابسى الحسسن الشسعرى‪ ،‬وحكسى‬
‫القاضى ابو بكر الشعرى عن ابى على بن ابى هريرة مسسن اصسسحابنا‬
‫انه كان يقول بآخرة ان الحق من هذه القاويل فسسى واحسسد مقطسسوع بسسه‬
‫عند ال تعالى وان مخطئه مأثوم والحكم بخلفه منقوض‪ ،‬وهسسو قسسول‬
‫الصم بن علية وبشر المريسسسى‪ .‬واختلسسف القسسائلون مسسن اصسسحابنا ان‬
‫الحق فى واحد فى هل الكل مصيب فى اجتهاده أم ل ؟ فقال بعضهم‬
‫ان المخطئ فى الحكم مخطئ فى الجتهسساد‪ <224> .‬وقسسال بعضسسهم‬
‫ان الكل مصيب فى الجتهاد وان جاز ان يخطئ فسسى الحكسسم‪ ،‬وحكسسى‬
‫ذلك عن ابى العباس‪ .‬واختلف القائلون بأن كل مجتهد مصيب ؛ فقسسال‬
‫بعض اصحاب ابسى حنيفسة رحمسه الس ان عنسد الس عسز وجسل أشسبه‬
‫مطلسسوب‪ ،‬ربمسسا اصسسابه المجتهسسد وربمسسا اخطسسأه‪ .‬ومنهسسم مسسن أنكسسر‬
‫ذلك‪.‬والقائلون بالشسسبه اختلفسسوا فسسى تفسسسيره‪ .‬فمنهسسم مسسن أبسسى تفسسسيره‬
‫بأكثر من انه أشبه‪ .‬وحكى عن بعضهم انه قال الشسسبه عنسسد ال س فسسى‬
‫حكم الحادثة قوة الشسسبه بقسسوة المسسارة‪ .‬وهسسذا تصسسريح بسسأن الحسسق فسسى‬
‫واحد يجب طلبه‪ .‬وقال بعضهم الشبه عند ال تعالى ان عنده فى هذه‬
‫الحادثة حكما لو نص عليه وبينه لم ينسسص ال عليسسه‪ .‬والصسسحيح مسسن‬
‫مذهب اصحابنا هو الول‪ ،‬وان الحق فى واحد وما سواه باطسسل‪ ،‬وان‬
‫الثم مرفوع عن المخطئ‪ .‬والدليل على ذلك قسسوله صسسلى الس عليسسه‬
‫وسلم‪ " :‬اذا اجتهد الحاكم فأصاب فلسه اجسسران وان اجتهسسد فأخطسأ فلسه‬
‫اجر واحد " ولنه لو كان الجميع حقا وصوابا لم يكن للنظر والبحسسث‬
‫معنى‪ .‬واما الدليل على وضسسع المسسأثم عسسن المخطسسئ فمسسا ذكرنسساه مسسن‬
‫الخبر‪ ،‬ولن الصحابة رضى ال عنسه اجمعسست علسسى تسسسويغ الحكسسم‬
‫بكل واحسسد مسسن القاويسسل المختلسسف فيهسسا >‪ <225‬وإقسسرار المخسسالفين‬
‫على ما ذهبوا اليه من القاويل‪ ،‬فدل على انه لمأثم على واحد منهم‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قوله ماعلم( أى علما ضسسروريا بسسأن يشسسترك فسسى معرفتسسه الخسسواص‬
‫والعوام من غير قبول للتشكيك )قوله واللسسواط( أى السسوطء فسسى السسدبر‬
‫)قوله وغيرذلك( أى كوجوب الحج )قوله من ذلك( أى ممسسا علسسم مسسن‬
‫الدين بالضرورة )قوله والثانى( أى مما ليسوغ فيسسه الجتهسساد )قسسوله‬
‫العصار( جمع عصر )قوله ولكنها ل تعلم الخ( أى بحيث ليشسسترك‬
‫فى معرفتها الخواص والعوام ويقبل التشكيك )قسسوله المصسسار( جمسسع‬
‫مصر أى بلد )قوله وأكثر( أى من القولين )قوله فيه( أى فيمسسا يسسسوغ‬
‫فيه الجتهاد )قسسوله الحسسق السسخ( أى لن النسسبى صسسلى الس عليسسه وسسسلم‬
‫صوب مجتهدا تارة وخطئه أخرى كما فى الحديث )قسوله موضسوع(‬
‫أى مرفوع مالم يقصر )قوله فيه( أى الجتهسساد فسسى ذلسسك بخلفسسه فسسى‬
‫العقليات فإنه آثم قطعا )قسسوله ان هسسذا( أى هسسذا القسسول )قسوله فيسسه( أى‬
‫فيما يسوغ فيه الجتهاد )قوله ما قلناه( أى من أن المصيب فى واحسسد‬
‫وما سواه مخطئ )قوله ان كل مجتهد مصيب( أى فى الفسسروع )قسسوله‬
‫ظاهر قول مالك( أى لقوله صلى ال عليه وسلم " أصسسحابى كسسالنجوم‬
‫بأيهم اقتديتم اهتديتم " )قوله بآخرة( أى بمرة آخرة )قوله مقطوع به(‬
‫أى معيسسن بسسه عنسسده قبسسل الجتهسساد )قسسوله وأن مخطئه( أى بحيسسث‬
‫ليصيب ذلك المقطوع بسه )قسوله مسأثوم( أى لنسه مقصسر )قسوله فسى‬
‫اجتهاده( أى ل فى مصادفته الحق )قوله فسسى الحكسسم( أى فسسى إصسسابته‬
‫الحكم الحسسق )قسسوله مخطسسئ فسسى الجتهسساد( أى والمصسسيب فسسى الحكسسم‬
‫مصسسيب أيضسسا فسسى الجتهسساد )قسسوله ان يخطسسئ فسسى الحكسسم( أى بسسأن‬
‫ليصادف الحكم الحق فهو مصيب ابتداء ومخطئ انتهاء )قوله عنسسد‬
‫ال( أى قبل الجتهاد اذ لبد للطلب من المطلوب )قوله مطلسسوب( أى‬
‫معين )قوله ربما أصابه الخ( أى فإن أصابه فهو مصسسيب وإن أخطسسأه‬
‫فهو مخطئ )قوله من أنكر ذلك( أى بل عنده أن حكم الس تسسابع تعينسسه‬
‫لظن المجتهد فما ظنه من الحكم فهو حكم الس )قسسوله أبسسى السسخ( أى اذ‬
‫ما من مسئلة ال ولها مشابهة ومناسبة بحكم معين بحيث لسسو اراد ال س‬
‫الحكم على التعيين لحكم )قسسوله بقسسوة المسارة( أى بقسسوة السدليل )قسوله‬
‫ذلسسك( أى ومسسا الحسسق فسسى واحسسد سسسواه باطسسل وان الثسسم مرفسسوع عسسن‬
‫المخطئ )قوله فله أجران( أى على اجتهاده و اصابته )قوله فله أجسسر‬
‫واحسسد( أى علسسى اجتهسساده )قسسوله للنظسسر( أى الجتهسساد )قسسوله بتسسسويغ‬
‫الحكم( أى تجويزه )قوله فدل( أى اجماعهم‬

‫)فصل( ليجوز ان تتكافأ الدلة فى الحادثة‪ ،‬بل لبد مسسن ترجيسسح‬


‫احد القولين على الخر‪ .‬وقال ابو علسسى وابسسو هاشسسم يجسسوز ان تتكافسسأ‬
‫الدلة فيتخير المجتهد عند ذلك من القولين المختلفين‪ ،‬فيعمل بما شسساء‬
‫منهما‪ .‬والدليل على ما قلناه انه اذا كان الحق فى واحد على مابيناه لم‬
‫يجز ان تتكافأ الدلة فيه كالعقليات‬
‫‪------------------------‬‬
‫)قوله ان تتكافأ الدلة( أى بأن دل كل منهما على منافى ما يدل عليسسه‬
‫الخر )قوله فى الحادثة( أى الواحدة )قوله أبو على وأبسسو هاشسسم( أى‬
‫الجبائيان المعتزليان )قوله فيتخير المجتهسسد( وقيسسل يتسسساقطان فيرجسسع‬
‫المجتهد الى البراءة الصلية وقيل الوقسسف )قسسوله عنسسد ذلسسك( أى عنسسد‬
‫تكسسافئ الدلسسة )قسسوله فسسى واحسسد( أى مسسن القسسوال المختلفسسة )قسسوله‬
‫كالعقليات( أى فى أن المصيب فيها واحد قطعا فيمتنع التعادل فيها‬

‫)باب القول فى تخريج المسئلة على قولين(‬


‫يجوز للمجتهد ان يخرج المسألة على قولين‪ ،‬وهو ان يقسسول هسسذه‬
‫المسألة تحتمل قولين‪ ،‬على معنى ان كل قول سسواهما باطسل‪ .‬وذهسسب‬
‫قوم ليعتد بهم الى انه ليجوز ذلك‪ .‬وهذا خطسسأ لنسسه ان كسسان المسسراد‬
‫بالمنع من تخريج القولين ان يكون له قولن على وجسسه الجمسسع‪ ،‬مثسسل‬
‫ان يقول هذا الشيء حلل وحسسرام علسسى سسسبيل الجمسسع‪ ،‬فهسسذا ليجسسوز‬
‫ايضا عندنا‪ ،‬وان كان المراد ان يكون له قولن فى الشيء انسسه حلل‬
‫او حسسرام علسسى سسسبيل التخييسسر فيأخسسذ بمسسا شسساء منهمسسا‪ ،‬فهسسذا ايضسسا‬
‫ليجسسوز‪ .‬وان كسسان المسسراد >‪ <225‬ان يقسسول هسسذه المسسسئلة تحتمسسل‬
‫قولين ليبطل ما سواهما‪ ،‬فهذا جائز‪ .‬والدليل عليه ان المجتهد قد يقوم‬
‫له الدليل على ابطال كل قسسول سسسوى قسسولين وليظهسسر لسسه السسدليل فسسى‬
‫تقديم احد القولين فى الحال‪ ،‬فيخرج على قولين ليدل بسسه علسسى ان مسسا‬
‫سواهما باطل‪ .‬وهذا كما فعل عمر كرم ال وجهه فى الشسسورى‪ ،‬فسسإنه‬
‫قال‪ :‬الخليفة بعدى احد هؤلء الستة‪ ،‬ليدل على انه ليجسسوز ان تكسسون‬
‫الخلفة فيمن سواهم‪ .‬واما تخريج الشافعى رحمه ال تعسسالى المسسسائل‬
‫على قولين فعلى اضرب‪ :‬منها ما قال فيها قولين فى وقتين فقسسال فسسى‬
‫القديم فيها بحكم وفى الجديد رجع عنه‪ ،‬فهذا جائز بل كلم لما روى‬
‫عن على كرم ال وجهه انه قال كان رأيى ورأى امير المؤمنين عمر‬
‫ان لتباع امهات الولد ورأيى الن ان يبعن‪ ،‬وعلى الروايسسات السستى‬
‫عن ابى حنيفة رحمه ال تعالى ومالسسك رحمسسه الس تعسسالى‪ ،‬فسسإنه روى‬
‫عنهما روايات ثم رجعوا عنها الى غيرهسسا‪ .‬ومنهسسا مسسا قسسال فسسى وقسست‬
‫واحد هذه المسئلة على قولين ثم بين الصسسحيح منهمسسا‪ <227> ،‬بسسأن‬
‫يقول ال ان احدهما مدخول او منكسر وغيسسر ذلسسك مسسن الوجسسوه السستى‬
‫يعرف بها الصحيح من الفاسد‪ ،‬فهذا ايضا جائز لتبيين طرق الجتهاد‬
‫أنه احتمل هذين القولين ال ان احدهما يلزم عليسسه كسسذا وكسسذا فسستركته‪،‬‬
‫فيفيد بذلك تعلم طرق الجتهاد كمسسا قسسال ابوحنيفسسة رحمسسه الس تعسسالى‪:‬‬
‫القياس يقتضى كذا وكسسذا ال أنسسى تركتسسه للخسسبر‪ .‬ومنهسسا مسسانص علسسى‬
‫قولين فى موضعين فيكون ذلسسك علسسى اختلف حسسالين‪ ،‬فليكسسون هسسذا‬
‫اختلف قول فى مسئلة‪ ،‬بل هذا فسى مسسئلتين‪ ،‬فيصسير كسالقولين عسن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فى موضعين علسسى معنييسن مختلفيسسن‪.‬‬
‫ومنها مانص فيه على قسسولين ولسسم يسسبين الصسسحيح منهمسسا حسستى مسسات‬
‫رحمه ال تعالى‪ ،‬ويقال ان هذا لم يوجد ال فى سسسبعة عشسسر مسسسئلة‪،‬‬
‫وهذا جائز لنه يجوز ان يكون قد دل الدليل عنسسده علسسى إبطسسال كسسل‬
‫قول سوى القولين وبقى له النظر فسسى القسسولين فمسسات قبسسل يسسبين كمسسا‬
‫رويناه فى قصة عمر كرم ال وجهه فى امر الشورى وكمسسا قسسال ابسسو‬
‫حنيفة رحمه ال تعالى فى الشك فى سؤر الحمار‬
‫‪-------------------------‬‬
‫)قوله أن يخرج المسئلة( أى يستنبطها )قوله ذلك( أى تخريج المسئلة‬
‫على قولين )قوله لنه( أى الشأن )قوله فهذا( أى أن يكون لسسه قسسولن‬
‫على وجه الجمع )قوله أيضا( أى كمسسا ليجسوز عنسدهم )قسوله عنسدنا(‬
‫أى معاشر أصحاب القول الول )قوله فهذا( أى ان يكسسون لسسه قسسولن‬
‫فى الشيء على وجه التخيير )قوله ليبطل الخ( أى بمعنى أنه ليجوز‬
‫العمل بغيرهما )قوله عليه( أى على هذا المسسراد )قسسوله احسسد القسسولين(‬
‫أى المذكورين )قوله ليدل( أى المجتهد )قوله به( أى بالتخريسسج علسسى‬
‫قولين )قوله وهذا( أى التخريج )قوله كما فعل عمر( أى ابن الخطاب‬
‫لما أحس بقرب وفاته )قوله بعدى( أى بعد موتى )قوله هؤلء الستة(‬
‫وهم على بن أبى طالب وعثمان بن عفان وزبير بن العوام وسعد بسسن‬
‫أبى وقاص وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيسسد الس رضسسى الس‬
‫عنهم )قوله ليدل( أى قول عمر رضى ال عنه )قوله فى القديم( وهو‬
‫ما قساله الشسافعى بسالعراق قبسل دخسوله المصسر )قسوله وفسى الجديسد(‬
‫وهو ما قاله الشافعى رحمه ال تعالى بعد دخوله المصر )قسوله رجسع‬
‫عنه( أى فالقديم حينئذ فى معنى المنسسسوخ ليعمسسل بسسه مسسا لسسم يعضسسده‬
‫حديث لمعارض له وإل فهو معمول اذ قد صسسح انسسه قسسال‪ :‬اذا صسسح‬
‫الحديث فهو مذهبى )قوله فهذا( أى الضرب )قوله جائز( أى وواقسسع‬
‫)قوله وعليه( أى هذا الضرب )قوله فهذا( أى الضرب )قسسوله أيضسسا(‬
‫أى كما يجوز الضسسرب الول )قسسوله كسسذا وكسسذا( كنايسسة عسسن الشسسكال‬
‫)قوله بذلك( أى بقوله )قوله ذلك( أى النص على قولين فى موضعين‬
‫)قوله ما نص( أى فى وقت واحد )قوله ولم يبين الخ( فهذا ل بسسد مسسن‬
‫ترجيسسح فقيسسل مخسسالف أبسسى حنيفسسة أرجسسح مسسن مسسوافقه وقيسسل عكسسسه‬
‫والصسسح أن الترجيسسح بسسالنظر السسى السسدليل‪ ،‬ومسسن تبحسسر وتمكسسن مسسن‬
‫ترجيح يقال له مجتهد الفتوى كالشيخين )قوله عنده( أى عند الشافعى‬
‫)قوله فى قصة عمر الخ( أى فإنه توفى قبل أن يبين احد السسستة علسسى‬
‫التعيين‬

‫)فصل( فأما اذا ذكر المجتهد قول ثسسم ذكسسر آخسسر بعسسد ذلسسك كسسان‬
‫ذلك رجوعا عن الول‪ .‬ومن اصحابنا من قال ليس ذلسسك برجسسوع بسل‬
‫تخريج للمسئلة على قولين‪ .‬وهذا غير صحيح لن الثانى من القسسولين‬
‫يناقض الول‪ ،‬فكان ذلك رجوعا عن الول كالنصين فى الحادثة‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله فأما اذا ذكر الخ( هذا مثل ما تقدم للشافعى مسسن الضسسرب الول‬
‫)قوله بعسسد ذلسسك( أى بعسسد ذكسسر القسسول )قسسوله رجوعسسا عسسن الول( أى‬
‫ونسخا )قوله تخريج الخ( أى فى وقت واحد ففيه ماتقدم فسسى الضسسرب‬
‫الثانى والرابع للشافعى )قسسوله كالنصسسين( أى اذا تعارضسسا ولسسم يمكسسن‬
‫الجمع وعلم تأخر واحد منهما عن الخسسر فسسإنه يسسترك المتقسسدم ويعمسسل‬
‫المتأخر‬

‫)فصل( فأمسسا اذا نسص علسى قسسولين ثسسم اعساد المسسسئلة فأعسساد احسسد‬
‫القولين كان ذلك اختيارا للقول المعاد‪ .‬ومسسن اصسسحابنا مسسن قسسال ليسسس‬
‫ذلك باختيار‪ .‬والول اصح لن الثانى يضاد القول الول‪ ،‬فصار كمسسا‬
‫لو نص فى البتداء على احد القولين ثم نص على القول الخر‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله فأما اذا نص على قولين( أى فى وقت واحد ولم يرجح أحسسدهما‬
‫)قوله اختيارا للقسسول المعسساد( أى وترجيحسسا لسسه )قسسوله ليسسس السسخ( أى‬
‫فيبقى القولن على حالهما )قوله باختيار( أى للقول المعاد )قسسوله لن‬
‫الثانى( أى المعاد )قوله فصار( أى المر )قوله ثم نص الخ( أى بعسسد‬
‫ذلك فكان رجوعا عن الول كالنص على القولين فى وقتين‬
‫)فصل( فأما اذا قال المجتهد فى الحادثسسة بقسسول ثسم قسسال ولسو قسسال‬
‫قسسائل كسسذا وكسسذا كسسان مسسذهبا لسسم يجسسز ان يجعسسل ذلسسك قسسول لسسه‪ .‬ومسسن‬
‫اصحابنا من قال يجعل ذلك قسسول آخسسر‪ .‬وهسسذا غيسسر صسسحيح لن هسسذا‬
‫إخبار عن احتمال المسئلة قول آخر‪ ،‬فليجوز ذلك مذهبا له‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله كذا وكذا( كناية عن قول مخالف لقوله المسسذكور )قسسوله لسسه( أى‬
‫لذلك المجتهد‬
‫)قوله قول آخر( أى له‬

‫)فصل( وأما ما يقتضيه قياس قول المجتهسسد فليجسسوز ان يجعسسل‬


‫قول له‪ .‬ومن اصحابنا من قال يجسوز ان يجعسل ذلسك قسول لسه‪ .‬وهسذا‬
‫غير صحيح لن القول مانص >‪ <229‬عليه‪ ،‬وهسسذا لسسم ينسسص عليسسه‬
‫فليجوز ان يجعل قول له‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله وأما ما يقتضيه الخ( أى مما لم ينص عليه )قسسوله قسسول لسسه( أى‬
‫ل مطلقا ول مخرجا )قوله يجوز الخ( أى وعليه صاحب اللب )قسسوله‬
‫قول له( أى مخرجا خرجه الصسسحاب علسسى ذلسسك القسسول المنصسسوص‬
‫عليه‬

‫)فصل( اذا نص فى حادثة على حكم ونص فى مثلهسسا علسسى ضسسد‬


‫ذلك الحكم لم يجز نقل القول فى احسسد المسسسئلتين السسى الخسسرى‪ .‬ومسسن‬
‫اصحابنا من قال يجوز نقل الجواب فى كل واحدة من المسسسئلتين السسى‬
‫الخرى وتخريجهما على قولين‪ .‬وهذا غير صحيح لنه لم ينص فسسى‬
‫كل واحدة منهما ال على قول‪ ،‬فل يجسسوز ان ينسسسب اليسسه مسسالم ينسسص‬
‫عليه‪ ،‬ولن الظاهر انه قصد الفرق بين المسئلتين‪ ،‬فمسسن جمسسع بينهمسسا‬
‫فقد خالفه‬
‫‪------------------------‬‬
‫)قوله ونص فى مثلها( أى ولم يظهر ما يصلح للفسسرق بيسسن الحسسادثتين‬
‫)قوله لم يجز الخ( أى لحتمال أن يسسذكر فرقسسا بينهمسسا لسسو روجسسع فسسى‬
‫ذلك )قوله نقل القول الخ( أى ونقل القسسول فسسى الخسسرى السسى الحسسدى‬
‫)قوله يجوز نقل الخ( أى فيحكسسم علسسى الولسسى بجسسواب الثانيسسة وعلسسى‬
‫الثانية بجواب الولى )قوله وتخريجهماعلى قسسولين( أى فيحصسسل فسسى‬
‫كل من المسئلتين قولن منصوص ومخرج فالمنصسسوص فسسى الولسسى‬
‫مخرج فى الثانية والمنصوص فى الثانية مخرج فى الولى‬

‫)باب القول فى اجتهاد رسول ال صلى ال عليه وسلم(‬


‫يجوز الجتهاد بحضرة رسول ال صسسلى الس عليسسه وسسسلم‪ .‬ومسسن‬
‫اصحابنا من قال ليجوز‪ .‬دليلنا ان النبى صسسلى الس عليسسه وسسسلم أمسسر‬
‫سعدا ان يحكم فى بنى قريظسسة >‪ <230‬فاجتهسسد بحضسسرته‪ ،‬ولن مسسا‬
‫جاز الحكم به فى غيبة رسول ال صلى ال عليه وسلم جاز الحكم بسسه‬
‫فى حضرته كالنص‬
‫‪----------------------‬‬
‫)قوله ويجوز( أى ويقع والوقوع أقوى ادلسسة الجسسواز )قسسوله ليجسسوز(‬
‫أى الجتهاد بحضرة الرسول للقدرة على اليقين فسسى الحكسسم بسسالرجوع‬
‫الى النبى صلى ال عليه وسلم وتلقينه منسسه فل يجسسوز ارتكسساب الظسسن‬
‫وهو الجتهاد مع إمكسسان اليقيسسن‪ .‬ورد هسسذا القسسول بسسأنه لسسو كسسان عنسسده‬
‫وحى فى ذلك لبلغه للناس وقيل جائز بسسإذنه وقيسسل جسسائز للبعيسسد عنسسه‬
‫وقيل جائز للولة‪) .‬قوله سعدا( أى بن معسساذ الوسسسى )قسسوله فاجتهسسد(‬
‫أى وحكم بقتلهم وسبى ذراريهم فقال النبى " لقد حكمت بحكم ال "‪.‬‬

‫)فصل( وقد كان يجوز لرسول ال صلى ال عليه سسسلم ان يحكسسم‬


‫فى الحوادث بالجتهاد‪ .‬ومن اصحابنا من قال ما كان له ذلك‪ .‬لنا هسسو‬
‫انه اذا جاز لغيره من العلمسساء الحكسسم بالجتهسساد فلن يجسسوز للرسسسول‬
‫صلى ال عليه وسلم وهو اكمل اجتهادا اولى‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله يجوز الخ( أى لقوله تعالى " ما كان للنبى ان يكسسون لسسه اسسسرى‬
‫حتى يثخن فسسى الرض " عسسوتب علسسى اسسستبقاء اسسسرى بسسدر بالفسسداء‪،‬‬
‫والعتاب ليكون فيما صدر عن وحى فيدل على ان ذلسسك عسسن اجتهسساد‬
‫)قوله من قال( وهو أبو على الجبائى )قوله ما كان له ذلك( أى الحكم‬
‫فى الحوادث بالجتهاد لقدرته على اليقين بانتظار الوحى وقال تعسسالى‬
‫" ان هو ال وحى يوحى "‪ .‬ورد بأن انزال الوحى ليسسس علسسى قسسدرته‬
‫)قوله لنا هو أنه الخ( أى لنا دليل على ذلك هو انه الخ‬

‫)فصل( وقد كسسان الخطسسأ جسسائزا عليسسه ال انسسه ليقسسر عليسسه‪ .‬ومسسن‬
‫اصحابنا من قال ما كان يجوز عليه الخطأ‪ .‬وهذا خطأ لقسسوله تعسسالى‪:‬‬
‫" عفا ال عنك لم اذنت لهم " فدل على انه اخطأ ولن من جاز عليسسه‬
‫السهو والنسيان جاز عليه الخطأ كغيره >‪<231‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله عليه( أى على اجتهاد رسول ال صسسلى الس علسسي وسسسلم )قسسوله‬
‫ليقر عليه( أى على هسسذا الخطسسأ بسسل ينبهسسه الس تعسسالى سسسريعا كقسسوله‬
‫تعالى " ما كان للنبى ان يكون له اسرى حسستى يثخسسن الرض" )قسسوله‬
‫ما كان الخ( أى تنزيها لمنصب النبوة عن الخطأ فسسى الجتهسساد )قسسوله‬
‫لهسسم( أى لمسسن ظهسسر نفسساقهم حسستى اسسستأذنوك واعتلسسوا بأكسساذيب وهل‬
‫توقفت‪ .‬ورد بأن التنبيه فى هذه الية ليس على الخطأ بسسل علسسى تسسرك‬
‫الولى )قوله السهو( وقد سهى النبى مرارا فى صلواته‬

‫)فصل( ويجوز ان يتعبد الس تعسسالى نسسبيه صسسلى الس عليسسه وسسسلم‬
‫بوضع الشرع فيقول له افرض وسسن مسا تسرى انسه مصسلحة للخلسق‪.‬‬
‫وقال اكثر القدرية ليجوز‪ .‬وهذا خطأ لنه ليس فى ذلك تجويز احالة‬
‫ول فساد‪ ،‬فوجب ان يكون جائزا وال اعلم‬
‫‪-----------------------‬‬
‫)قوله ويجوز الخ( والصح على الجسواز أنسه ليقسسع لقسسوله صسلى الس‬
‫عليه وسلم " لول أن أشق على أمتى لمرتهم بالسواك عند كل صلة‬
‫" )قوله ان يتعبد الخ( وهذا هو المسمى بسسالتفويض )قسسوله فسسى ذلسسك(‬
‫أى فى تعبد ال نبيه بوضع الشرع‪.‬‬
‫هذا ما تيسسر لسي جمعسه مسن تعليقسات قصسيرة علسى ألفساظ اللمسع‬
‫أخذتها من الشروح والحواشى في أصول الفقه حسب الميسسسور علسسى‬
‫أني في ذلك قليل البضاعة وضعيف الستطاعة فالمرجو ممسسن اطلسسع‬
‫علسسى عيسسب أو خلسسل فسسي هسسذه التعليقسسات التصسسويب والتصسسحيح مسسع‬
‫النصاف على إعطاء كل ذي حق حقه كما أرجو ال تعسسالى أن ينفسسع‬
‫بها كما نفع بمتنها لكل طالب ويبارك له فيها وصلى ال س علسسى سسسيدنا‬
‫محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

Вам также может понравиться