Академический Документы
Профессиональный Документы
Культура Документы
حمص
بين الحاضر والماضي
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي
1
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
حاضرا ً
Top of Form
Bottom of Form
حمص كبرى المحافظات السورية وثالثة المدن من حيث الهمية و إحدى أشهر الحواضر العربية
و السلمية يصل ارتفاعها عن سطح البحر إلى ما يزيد على 450كيلو مترا ً تمتاز بمناخ رائع
متنوع وتشتهر بهوائها العليل يمر بها نهر العاصي فيقسمها الى قسمين شرقي وغربي
2
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
العلماء و الدباء و الشعراء والعلم مطلب لزم لكل حمصي يدل على
ذلك كل حجر وزاوية وتكاد تنعدم نسبة المية فيها تنتشر في حمص
المراكز والمنتديات و الجمعيات والملتقيات الثقافية ول يمر يوم عليها
دون تظاهرة أو مهرجان ثقافي وتشمخ على رباها جامعتها العتيدة التي
أنشـأت عام 1979م ) جامعة البعث( وقد أفتتح فيها حاليا العديد من
الجامعات الخاصة .أما بالنسبة الى عدد البنية المدرسية فى جميع
مراحل التعليم ما قبل الجامعي بلغت 1672مدرسة تشمل رياض
الطفال و مرحلة التعليم الساسى و الثانوى و المهنى و المعاهد
المتوسطة الرسمية و الخاصة و بلغ عدد الشعب الصفية 15الفا و 220
قاعة صفية كما بلغ عدد الطلب الجمالى للعام الدراسى الحالى 436
الفا و 490طالبا ً .الزراعة والثروة الحيوانية في حمص تتربع حمص
على مساحات هائلة من الراضي الخصبة المزروعة حسب أحدث
الساليب العصرية حيث تبلغ المساحة المستثمرة المروية /
/424252هكتار و يمر في حمص نهر العاصي الشهير كما تمتاز
بمخزونها الكبير من المياه الجوفية وأهم الحاصلت الزراعية :القماح –
الشوندر السكري -القطن -البطاطا – الذرة الصفراء – الحمص – الخضار
– الفاصولياء الحب -البندورة – الشعير –العدس – الفول – البصل .أما
بالنسبة للشجار المثمرة فأهمها :الزيتون –الكرمة – المشمش – التفاح
– اللوز – الدراق – الفستق الحلبي – الحمضيات .بالنسبة للنتاج
الحيواني :رؤوس البقار /93000/رأس أغنام /1885849/رأس ـ
الماعز /96931/رأس الجمال /2200/خليا النحل /25500/خلية
الدواجن . /3210000/ويبلغ إنتاج اللحم من جميع أنواع الحيوانات /
/52000طن سنويا" والسماك بحدود /350/طن حمص صناعيا ً تحتضن
3
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
5
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
لعل هذا الحدث العظيم هو نقطة التحول الحقيقي في تاريخ مدينتنا الغراء ففي
عام 14للهجرة أكرم الله حمص أعظم تكربم بانتصار جيش المسلمين والفتح
المبين على يد أمين المة أبي عبيدة بن الجراح وسيف الله خالد بن الوليد رضي
الله عنهما.
لعل هذا الحدث العظيم هو نقطة التحول الحقيقي في تاريخ مدينتنا الغراء ففي
7
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
عام 14للهجرة أكرم الله حمص أعظم تكربم بانتصار جيش المسلمين والفتح
المبين على يد أمين المة أبي عبيدة بن الجراح وسيف الله خالد بن الوليد رضي
الله عنهما.
و تشير كتب التاريخ إلى أن أول من دخل حمص رجل من ذي الكلع و أول راية
إسلمية طافت أرجاء حمص في موقف مهيب هي راية ميسرة بن مسروق
و يروى أن أول مولود في حمص بعد الفتح كان أدهم بن محرز بن أسد الباهلي.
و في ما يلي نقل عما جاء في فتح حمص في كتاب ) الروض المعطار في أخبار
القطار (
وافتتحها أبو عبيدة بن الجراح صلحا ً سنة أربع عشرة في خلفة عمر رضي الله
عنه ،وذلك أنه لما تم الصلح بينه وبين أهل بعلبك وكتب لهم كتابًا ،خرج نحو حمص
فجمع له أهلها جمعا ً عظيما ً ثم استقبلوه بجومية فرماهم بخالد بن الوليد رضي الله
عنه ،فلما نظر إليهم خالد قال :يا أهل السلم الشدة الشدة ،ثم حمل عليهم خالد
وحمل المسلمون معه فولوا منهزمين حتى دخلوا مدينتهم ،وبعث خالد ميسرة بن
مسروق فاستقبل خيل ً لهم عظيمة عند نهير قريب من حمص فطاردهم قليل ً ثم
حمل عليهم فهزمهم ،وأقبل رجل من المسلمين من حمير يقال له شرحبيل فعرض
له منهم فوارس فحمل عليهم وحده فقتل منهم سبعة ،ثم جاء إلى نهر دون حمص
مما يلي دير مسحل فنزل عن فرسه فسقاه ،وجاءه نحو من ثلثين فارسا ً من أهل
حمص فنظروا إلى رجل واحد وأقبلوا نحوه ،فلما رأى ذلك أقحم فرسه وعبر الماء
إليهم ،ثم ضرب فرسه فحمل عليهم فقتل أول فارس ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع
ثم الخامس ثم انهزموا وتبعهم وحده ،فلم يزل يقتل واحدا ً واحدا ً حتى انتهوا إلى
دير مسحل وقد صرع منهم أحد عشر رجل ً فاقتحموا جوف الدير واقتحم معهم
فرماه أهل الدير بالحجارة حتى قتلوه رحمه الله ،وجاء ملحان بن زياد وعبد الله بن
قرط وصفوان بن المعطل إلى المدينة فأخذوا يطيفون بها يريدون أن يخرج إليهم
أهلها فلم يخرجوا ،وجاء المسلمون حتى نزلوا على باب الرستن فزعم النضر بن
8
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
شفي أن رجل ً من آل ذي الكلع كان أول من دخل مدينة حمص ،وذلك أنه حمل من
جهة باب الرستن فلم يرد وجهه شيء فإذا هو في جوف المدينة ،فلما رأى ذلك
ضرب فرسه فخرج كما هو على وجهه ،ول يرى إل أنه قد هلك حتى خرج من باب
الرستن فإذا هو في عسكر المسلمين .وحاصر المسلمون أهل حمص حصارا ً
شديدا ً فأخذوا يقولون للمسلمين :اذهبوا نحو الملك فإن ظفرتم به فنحن كلنا لكم
عبيد ،فأقام أبو عبيدة رضي الله عنه على باب الرستن بالناس وبث الخيل في
نواحي أرضهم فأصابوا مغانم كثيرة وقطعوا عنهم المادة والميرة ،واشتد عليهم
الحصار وخشوا السبي فأرسلوا إلى المسلمين يطلبون الصلح ،فصالحهم
المسلمون وكتبوا لهم كتابا ً بأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وعلى أن
يضيفوا المسلمين يوما ً وليلة وعلى أن على أرض حمص مائة ألف دينار وسبعين
ألف دينار ،وفرغوا من الصلح وفتحوا باب المدينة للمسلمين فدخلوها وأمن بعضهم
بعضا ً
http://www.flickr.com/photos/29630435@N04/3320060460/
تقع حمص في القسم الوسط الغربي من سورية ،على طرفي وادي العاصي الوسط والذي يقسمها إلى قسمين،
القسم الشرقي وهو منبسط والرض تمتد حتى قناة ري حمص .والقسم الغربي وهو الكثر حداثة يقع في منطقة
الوعر البازلتية .تبعد حمص عن دمشق 162/كم /وإلى الجنوب من حلب على مسافة 190/كم /وإلى الشرق منها
تبعد تدمر 150/كم /وإلى الغرب منها طرطوس على مسافة 96/كم . /و / 45/جنوب حماة على خط العرض
9
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
) لها العديد من السماء في التاريخ )إميسا ،مملكة ميساء ،صوبا ،حمث الكبرى ،خالد بن الوليد
ولفظة حمص أرامية وتعني الرض اللينة الواطئة وقد يكون ُأخذ اسمها عن ) حمص بن المهرب بن مكلف
( Emesa) .العميلقي ( سماها الرومان قديمًا إيميسا
وقيل اسمها )حمث ( نسبة لسم قبيلة سنتها قديمًا .وروى المؤرخ يوسيفوس أن حمث بن كنعان بنى مدينتي
) .حمث الكبرى ( حمص و) حمث الصغرى ( حماة وقيل أن أرام بن سام اسسها بنفسه
ذكرها الول حين تمكن الفرعون المصري نخو الثاني بن بساماتيك من هزيمة مملكة ناطفة الشورية فلما نزل
بجهات حمص بلغه تمرد اليهود في فلسطين فعزل يهو آخار ملكهم وولى أخاه يهوه باقيم وعاد إلى مصر في
اللف الول قبل الميلد أما سوبيليوما الحثي ١٣٤٧-١٣٨٧ق.م فقد أمتدت فتوحاته إلى نهري دجلة والفرات
.ومملكة كركميش ودمر مملكة قطنا واستولى على مملكة قادش
في القرن الرابع عشر ق.م وقع سيتي الول ابن الفرعون رعمسيس الول معاهدة صلح مع موتناز ملك قادش أما
الفرعون المصري رعمسيس الكبير ابن سيتي الول ١٢٣٤-١٣٠٠ق.م فمن أهم أعماله فتح قادش وتذكر هذه
المناسبة بتحايل أعوان متناز وموتل الحثي عليه وكان الفرعون أن يقع بالسر ) ذكرت الحادثة في صخور
القصر وعلى جدران الكرنك( عاهد حاتوشيل الثالث الحثي في عام ١٢٨٧ق.م رغمسيس الثالث فزوجه ابنته
إثر معركة قادش
لعل أقدم موقع سكني في مدينة حمص هو تل حمص أو قلعة أسامة ،ويبتعد هذا التل عن نهر العاصي حوالي
2.5كم ،ولقد أثبتت اللقى الفخارية أن هذا الموقع كان مسكونًا منذ النصف الثاني لللف الثالث ق.م ،ولقد ورد
اسمها حمص محرفًا في وثائق ايبل .وتدل أخبار موثقة التي تمت في تل النبي مندو قرب حمص ،أن مدينة
حمص عادت للحضور ،وما زالت الدراسات الثرية قاصرة عن تحديد تاريخ حمص في العصر البرونزي
والحديدي ،ولكن تاريخ حمص في العصر السلوقي يبدو أكثر وضوحًا ،ذلك أن قبيلة شمسيغرام كانت قد أقامت
.سللة ملكية عرفنا أسمائها من عام 99م وحتى عام 133م .ثم كانت قبيلة كويرينا وقبيلة كوليتا في حقبة متأخرة
كانت أسرة شمسيغرام قد انتزعت السلطة من أيدي السلوقيين عام 96م واتخذت مقرًا لها مدينة الرستن ،واشتدت
سيطرتها على المنطقة حتى أصبحت خطرًا على روما .إذ صك ملوك هذه السرة النقود باسمهم .وإلى عصر هذه
.السرة يعود بناء صومعة حمص
ورد اسم حمص ايميزا في العصر السلوقي والعصر الروماني حيث حظيت حمص برعاية الباطرة الرومان
وبخاصة الباطرة السوريون الحمصيون الذين حكموا روما .كما كانت
علقة حمص بتدمر وشيجة وكان الشاعر جوفينال ) شاعر روما الساخر ( يتحدث باستنكار عن نفوذ سورية
على روما وقال ) :لقد أصبح نهر العاصي يصب في نهر التيبر أتيًا معه باللغة والعادات والفن ( .وفي العصر
المسيحي تبنت حمص رسميًا المسيحية وهي ديانة السلطة البيزنطية الحاكمة منذ القرن الخامس الميلدي .وكان
.منها رجال كنيسة مرموقون
سكنت حمص قبل السلم ،قبائل عربية من بني تنوخ وبني كلب وقبائل يمنية ،ازداد نفوذ اليمانيين في حمص
بعد السلم .وخلل قرنين قبل الميلد كان في حمص معبد الشمس ،واكتشفت حجرة مذبح هذا المعبد في قلعة
10
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
حمص ،وهذا المعبد مخصص لله الجبل ايلغابال وكان في هيكله الحجر المقدس الذي نقل إلى روما في عصر
المبراطور السوري إيلغابال الذي حمل اسمًا مقدسًا بوصفه حامي الهيكل .ابتدأ العصر السلمي في حمص
بعد أن فتحها خالد بن الوليد 637م وإليه تنسب المدينة ،ولعل قبره فيها .وشهدت منطقة حمص عام 1281إحدى
المعارك الفاصلة الظافرة بقيادة السلطان قلوون ضد المغول وهي معركة الخزندار وفي تقرير لمدير آثار حمص
ذكر أنه :لم يبق من حمص القديمة إل الشيء القليل ،فلقد زالت مدافن ونصب أسرة شمسيغرام ،واختفت المقابر
الرومانية وتخرب ما بقي من سور حمص الشرقي ،وردم خندق السور في الستينات ،وزالت معالم البواب
القديمة ،باب تدمر وباب الدريب وباب السباع وباب هود وباب السوق ،وأتى الهدم على أجزاء كاملة من أحياء
المدينة القديمة ،وكان آخرها في عام 1986-1985حي الربعين ،ولم يبق إل بضعة أبنية سكنية تعود إلى
عصور متأخرة ،وقلعة حمص أو قلعة أسامة والباب المسدود ،في الجنوب الغربي من السور ،وجزء من سور
باب هود وأبراجه في موقع حي الربعين شرقي دار الحكومة ،وجزء من السور الشرقي بين باب تدمر وباب
الدريب .ومن المباني التي تذكر مبنى جامع خالد بن الوليد الذي شيده السلطان عبد الحميد على أنقاض جامع
مملوكي ،وقبله الجامع النوري الكبير الذي جدد زمن نور الدين زنكي ،وهناك بضعة دور سكنية في المدينة
.القديمة لها صفة القدم ،وتحمل الطابع المعماري المحلي مثل دار آل الزهراوي
اما دار البلدية القديمة التي أنشئت في بداية القرن العشرين فقد أصبحت مقرا لمتحف حمص .وحمص القديمة كما
يصفها التقرير ،متطاولة من الغرب إلى الشرق تظهر في بعض أطرافها أجزاء صغيرة من السور القديم،
وبخاصة في الشرق وفي الغرب ،يتألف المخطط العام من
محورين رئيسيين متعامدين ،ومحاور ثانوية أخرى تنفذ إلى الجهات الربع وإلى الجهات الفرعية الخرى خارج
مسار السور .وفي بقاع صغيرة داخل المدينة القديمة انتشرت البيوت المبنية على النحو الوربي ،وكذلك في
أحياء الطراف التي ظهرت في أواخر العصر العثماني ،وأثناء النتداب الفرنسي ظهرت أحياء باب هود
والبغطاسية وجورة الشياح ووادي السباع والمريجة وغيرها .ويجري تنظيم حمص الحديثة وفق المخطط الجديد
لعام ،1962الذي قامت بوضعه شركة دوكسيادس اليونانية ،ثم المخطط المعدل عام .1985-1975وتمتد البنية
الحديثة الن في حمص باتجاه أطرافها الشمالية والشرقية والجنوبية ،وفي الجزء الواقع غرب نهر العاصي أي
في منطقة الوعر ،وفي غرب المدينة تقوم المصفاة .وقد شهدت المدينة اتساعًا واسعًا في الربع الخير من القرن
العشرين ،مع ظهور أحياء جديدة شعبية بناها القادمون من الريف ،إلى جانب أبنية القسم الغربي من مركز المدينة
التجاري وأحياء الغرب وبخاصة أحياء الغوطة والحمراء والملعب البلدي والمحطة وجزء من حي النشاءات
وبخاصة الوعر ،حيث أخذت تنتشر البنية المنفردة المترفة الواسعة المساحة .ومن مظاهر هذا التساع الكبير
اتصال أبنية المدينة بالقرى المجاورة لها مثل بابا عمرو في الجنوب الغربي ودير بعلبه في الشمال وزيدل في
الشرق .وظهرت على أطراف الشارع الرئيسي وفي مداره وفي الشوارع الخرى المتفرعة منه نحو حي الغوطة
وجورة الشياح الجديدة وشارع طريق حماة والميماس وشارع طريق الشام أبنية تجارية وإدارية ومساحات
.خضراء وحدائق مثل أبنية دار الحكومة ودار البلدية والمركز الثقافي والبنك التجاري
وتأتي حمص في المرتبة الثالثة بعدد السكان بعد مدينتي دمشق وحلب .وتشهد المدينة ،شأنها في ذلك شأن مراكز
المحافظات ومراكز المناطق والمدن الخرى في القطر استقبال أعداد كبيرة من المهاجرين إليها من الرياف،
.لوجود فرص عمل في المشروعات المختلفة ،وللستفادة من مغريات المدينة
ومدينة حمص ملتقى لعدد كبير من النشاطات السياحية والثقافية ،فهي من ناحية هدف سياحي ترويحي عن النفس
يقصدها أو يمر بها الراغبون في التوجه إلى مراكز الثار في تدمر أو قلعة الحصن ،أو المسافرون إلى شاطئ
البحر .وتتوفر على نهر العاصي وقناة الري وبحيرة قطينة للزائرين أو لهلها الراغبين بالنزهة والترفيه عن
النفس خدمات سياحية .فقد أشتهرت بمنتزهاتها ومقاصدها السياحية موقع
عاصي الميماس وعاصي الجديدة وعاصي الخراب والمقاهي والمطاعم القائمة على قناة الري وبحيرة قطينة.
بالضافة إلى المنطقة التي توفرها الخضرة في البساتين والمزارع الصغيرة والمحيطة بالمدينة .ولقد وصف
.موريس باريس هذه المناطق في كتابه على ضفاف العاصي 1921
تزايد دورها الثقافي منذ أن بدأ إنشاء جامعة البعث في عام ،1980وافتتاح كليات الداب والهندسة والمعصر
البتروكيميائي ،والقيام بتشييد البنية الجامعية فيها .وفيها قصر الثقافة ومتحف حمص .الذي يشغل حاليًا قصر
11
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
:القناع الفضي
ولقد عثر في حمص على كثير من القطع الثرية تعود إلى العصور الكلسية لعل أبرزها قناع القائد العسكري،
ل عن الحجم الطبيعي فهو ×20×20 المحفوظ في المتحف الوطني بدمشق ،وحجم هذا الثر الهام والثمين يزيد قلي ً
25سم .والقناع مؤلف من إكليل معدني مغلف بالفضة يحيط الرأس ويغلف القذال بواقية مزخرفة .ويعلو من
12
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
الوسط شعار وفي أسفله مفصلة لرفع القناع عن الوجه .والوجه يمثل الوجه النساني بشكل واقعي رائع التعابير
ودقيق التنفيذ ،وهو من معدن الفضة الصرف .ويغطي القناع كامل أقسام الرأس حتى الذنين ،أما العينان فلقد
انفتح فيها شق عرضاني لتسهيل الرؤية .ويعود هذا القناع إلى عصر أسرة شمسيغرام ،ولعله مخصص لحد
ملوك هذه السرة ،ويعتقد أنه صنع في إنطاكية إذ كانت مشهورة بمثل هذه الصناعة الدقيقة ،ولقد عثر على هذا
القناع الثمين في المقبرة الملكية التي تقع في جورة أبي صابون .حيث عثر أيضًا على نفائس ذهبية وفضية .كما
اكتشف أثاث جنازي في أحياء مدينة حمص وفي مقبرة تقع في طريق حماة مقابل جامع خالد بن الوليد
:المساكن
من أبرز المباني القديمة قصر الزهراوي ,ويتألف من طابقين وله باحة مربعة وايوان ،وتحت الدار أقبية وقاعات.
ومن الصعب تحديد تاريخ إنشاء عناصر المعمارية.وثمة قصر آخر يعود إلى العصر المملوكي هو قصر مفيد
المين وقصر ثالث هو بيت عبد ال فركوح المبني في بداية القرن العشرين ،وبيت آل نسيم في حي الورشة غرب
قصر المين.ومعظم البنية بنيت جدرانها الخارجية من الحجر السود الصم أو بني أساسها من الحجر السود,
وفوقها جدران من الجر المجفف بالشمس المستور بطبقة من الطين وسقوف المنازل من العقود الحجرية
والتراب أو من الخشب والطين.إن أبنية السواد العظم متواضعة قليلة المرات صغيرة المساحة ذات باحة داخلية
صغيرة تكثر في بنائها مادة الطين.أما البنية القديمة لدى الموسرين فكبيرة المساحة لها باحة داخلية واسعة أرض
الدار رصفت أرضها بالحجارة السوداء الملساء المزينة أحيانًا بحجارة بيضاء ،وفي جانبها أو في وسطها بئر أو
بركة للماء ,تصطف حولها حجرات تشرف عليها ،لها أبواب ونوافذ واسعة وجدران سميكة قوامها
الحجروالطين ،وتتميز من بين الحجرات القاعة لكبيرة للضيوف واليوان المكشوف نحو جهة الشمال وحجرة
.المطبخ
:صومعة حمص
حتى الحرب العالمية الولى ،كان ثمة صومعة نستطيع
تحديد ملمحها من المصادر التاريخية ،تعود هذه الصومعة
.إلى عصر أسرة شمسيغرام
كانت الصومعة ضريحًا تذكاريًا أنشئ تخليدًا لهذه السرة
.وهكذا يعود تشييدها إلى عام 79م كما هو منقوش عليها
والصومعة بناء مربع عند قاعدته ،ويتألف من طابقين ،ويعلو الطابق الثاني هرم تدمري الطابع .ويتألف الطابق الرضي من
قاعة مضاءة عبر ثلث فتحات ،وكان سقفها عقد يقوم على ثمانية محاريب ،وامتازت واجهة الطابقين بوجود خمسة
أهم المواقع الثرية في مدينة حمص
:قلعة حمص
تقع في الطرف الجنوبي الغربي من حمص القديمة على رابية طبيعية يحيط بها خندق وهي أقدم موقع تم السكن فيه من حوالي
2400ق.م )وجود قرائن أثرية عبارة عن كسر فخارية تعود إلى هذه الفترة( لعبت قلعة حمص دورًا مرموقًا في التاريخ خاصة
في عهد الدولتين التابكية واليوبية وفي عهد المماليك .وقد اهتم اليوبيون بالقلعة خاصة الملك المجاهد شيركوه بن محمد،
حيث خلد ذكره بكتابين على أبراجها في عامي 1173و 1178م
:كنيسة أم الزنار
13
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
من أقدم الكنائس في العالم شيدت في عام 59م كانت قبوًا تحت الرض وكانت العبادة تتم فيها بالسر خشية
الحكم الوثني الروماني .ثم وسع بناؤها في العهد المسيحي ،وتضم اليوم ذخيرة ثمينة هي زنار السيدة العذراء
.المكتشف عام 1953م في جرن حجري تحت مذبح الكنيسة
14
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
15
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
16
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
17
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
18
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
19
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
20
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
21
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
يقوم قرب باب السوق )وسط المدينة الحالية( ويظن انه كان يشغل مكان هيكل الشمس المقدس الذي بني في عهد آل
.شمسغرام ،السرة الوثنية التي حكمت حمص أواخر العهد السلوقي
22
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
بني في عهد الملك الظاهر بيبرس وجدد بناؤه في أواخر العهد العثماني على الطراز البيزنطي العثماني
23
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
الممزوج بالطراز العربي حيث انتهى في عام 1910م وفيه ضريح الصحابي الجليل خالد بن الوليد
24
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
25
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
26
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
27
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
28
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
29
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
30
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
31
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
تشغل مساحة السواق الثرية من المدينة القديمة حيزًا واسعًا ويعود تاريخ تشييد جزء كبير منها إلى العهدين اليوبي
والمملوكي والعثماني
32
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
33
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
34
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
35
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
36
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
كما أن هناك عددًا من الحمامات الثرية التي تعود إلى نفس الفترة كالحمام الصغير وحمام العصياتي والحمام
العثماني ،وفي حمص مباني وقصور قديمة من أشهرها قصر الزهراوي الذي جرى تحويله إلى متحف تقاليد
.شعبية
37
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
:القصور
38
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
متحف حمص
مبنى المتحف الوطني في حمص مبنى قديم يعود تاريخه إلى بداية القرن العشرون وكان مبنى البلدية
قطع من متحف حمص
39
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
40
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
42
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
44
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
45
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
46
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
47
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
48
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
49
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
50
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
الكاثوليك بناء رائع في منتصف الشارع تقريبا تقع مطرانية السريان من المتحف إلى شارع الحميدية
بالحجر البازلتي السود
51
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
52
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
53
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
54
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
بالقرب من كنيسة أم الزنار رأيت هذا المشهد الرائع هلل يعلو قبة ناقوس
55
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
56
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
المدرسة الخالدية
Top of Form
Bottom of Form
المدرسة الخالدية
57
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
و كان خارج مدينة حمص حيث تكية أنشأها الظاهر بيبرس وفيها يتم تدريس التلميذ و إطعام
الفقراء الذين يؤمون المسجد أو الجوالين ,و بعد هدم الجامع و التكية في أوائل القرن العشرين
أقيم المسجد الحالي
58
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
59
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
وتم بناء المدرسة الشرعية الحالية التابعة إلى دائرة الوقاف بحمص عام 1948الذي أسهم في
تأسيسها الشيخ عبد القادر الخوجة ومعه الشيخ عبد العزيز عيون السود ومن دّرس فيها الشيخ
راغب الوفائي و الشيخ طاهر الرئيس و الشيخ عبد الفتاح الدروبي و الشيخ محمود جنيد و الشيخ
محمود السباعي
60
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
61
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
62
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
63
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
64
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
65
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
66
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
67
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
68
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
69
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
70
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
71
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
في حي باب تدمر العريق وفي شارع عمر المختار تحديدا ً يطل
72
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
و أحدث قسم فيه يقع بجهة الغرب والذي سكنه الشيخ عبد
الحميد الزهراوي أواخر العهد العثماني .
أما موقع القصر فهو قديم جدا ويعود للعهد البيزنطي كما يدل
المدفن الموجود تحت الجناح الجنوبي
73
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
عمارة القصر مميزة اذا تدخل القصر عبر بوابة تعلوها قنطرة
لتجد نفسك أمام ساحة مربعة الشكل
74
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
75
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
76
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
أبواب حمص
Top of Form
أبواب حمص السبعة
باب السباع:
يقع في الجانب الجنوبي بعد القلعة مباشرة و يتجه نحو الجنوب ,و من موقع باب السباع يبدأ
سور المدينة الجنوبي من جهة الغرب و هو الباب المؤدي إلى حسيا و دمشق الشام ,وهو المنفذ
التجاري للمدينة ,و منه تخرج قافلة الحج ,وهو المدخل العسكري الول الذي يجاور القلعة و
مدخلها الرئيسي ,و موضعه الن في وسط الطريق )شارع باب السباع( و قد أزالت البلدية هذا
الباب عند توسيع الطريق المؤدي إلى ظاهر المدينة سنة 1925م بعد طول الهمال ,و بقى من
آثاره عدة صخور كلسيه كبيرة في الجهة الغربية من السور المحاذي للباب.
باب الدريب:
يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية للسور و يتجه نحو الشرق ,و من موقع باب الدريب يبدأ سور
77
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
المدينة الشرقي من الجنوب ,وهو الباب المؤدي إلى القرى الشرقية و الشرقية الجنوبية من
المدينة و الراضي الزراعية المجاورة بواسطة عدة طرق فرعية )دروب( غير معبدة و لعله
اكتسب اسمه لهذا السبب ,و قد أزالت البلدية هذا الباب سنة 1925م و لم يبق من آثاره ما يدل
عليه.
باب تدمر:
يقع في الزاوية الشمالية الشرقية للسور و يتجه نحو الشرق ,و عنده ينتهي سور المدينة الشرقي
في الشمال و من موقع باب تدمر يبدأ سور المدينة الشمالي من الشرق ,و موضعه الن وسط
الشارع المؤدي إلى ساحة باب تدمر الداخلية ,و أطلقت عليه هذه التسمية لنه الباب المؤدي
إلى تدمر عاصمة الصحراء و هو الطريق ذو الهمية التجارية الكبيرة .و قد أزالت البلدية هذا
الباب سنة 1925م بعد طول الهمال و لم يبق من آثاره ما يدل على وصفه المعماري.
باب السوق:
و يطلق عليه كذلك تسمية باب المدينة أو باب الرستن و يقع في وسط السور الشمالي تقريبا ,و
إلى الغرب من الجامع النوري الكبير ,و يتجه نحو الشمال و هو الباب الوحيد في السور الشمالي
للمدينة و الذي يؤدي إلى مدينة حماه و حلب و المدن الشمالية و مقر دار الخلفة العثمانية
)الستانة( و أتت تسميته بذلك لنه يؤدي إلى أسواق المدينة كافة و يعتبر المنفذ التجاري في
المدينة و موضعه في وسط شارع باب السوق قديما ساحة الشهداء حاليا ,و قد أزيل هذا الباب
بعد التوسع العمراني الذي شهدته المدينة بعد سنة 1869م ,وهو الباب الذي دخل منه جيش
الفاتحين المسلمين بقيادة البطل هشام بن عتبة بن أبي وقاص.
باب هود:
يقع في السور الغربي للمدينة و في وسط الشارع الرئيسي و يتجه نحو الغرب و هو الباب الذي
يؤدي إلى تلكلخ و الحصن و المدن الساحلية و طرابلس و هو المنفذ التجاري الرئيسي القريب
من أسواق المدينة باتجاه الساحل و الميناء ,و قد أهمل هذا الباب بعد التوسع العمراني للمدينة
ثم أزيلت بعض أجزائه فيما بعد إلى أن أتت سنة 1925م و أزالت البلدية باقي أجزائه لتوسيع
الطريق العام.
الباب المسدود:
و يقع إلى الجنوب من باب هود في السور الغربي للمدينة ,و يتجه أيضا نحو الغرب و موضعه إلى
الغرب من مسجد دحية الكلبي,و قد كان يؤدي قديما إلى ساحة الميدان و مسبحه الكبير المكان
المقصود من قبل الكثير من الشباب و الفتيان لممارسة هواية الفروسية و الرماية و السباحة و
78
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
قد كان كذلك طريق البساتين و الطريق الموصول بطريق طرابلس و تلكلخ و الحصن و المدن
الساحلية وهو الباب الوحيد الذي ما تزال ركائزه الجانبية قائمة بعد سقوط ساكفه على أيدي
البلدية ,و يذكر أن هذا الباب قد سد بالحجارة و الطين في الفترة العثمانية ,ثم تم فتحه بعد
الحرب العالمية الولى و لهذا حفظ من التداعي و النيل منه ,و من ذلك تمت تسميته بالباب
المسدود,
باب التركمان:
يقع إلى الجنوب من الباب المسدود و في نهاية السور الغربي الملصق للقلعة ,و موضعه في
وسط شارع باب التركمان وهو يتجه نحو الغرب و ما تزال بقايا الصخور الكلسية الضخمة
مرصوفة تحت جدران أحد المنازل المجاورة ,و تسميته باب التركمان أتت من نزول بعض عشائر
التركمان فيه بعد دخول العثمانيين المدينة ,وهو الباب المؤدي إلى البساتين و يرتبط مع الطريق
المؤدية إلى دمشق الشام ثم مع طريق طرابلس و الحصن و المدن الساحلية و هو المدخل
العسكري الذي يجاور القلعة ,و ٌقد أزيل هذا الباب عند توسيع الطريق المؤدي إلى ظاهر المدينة
سنة 1925م.
http://w w w .homslife.com/site/index.php?option=com_content&view
71 com_content vote تقييم
=article&id=71:2009-03-19-06-25-06&catid=16&Itemid=80
جيد سيئ
Bottom of Form
الخميس 19 ,مارس 05:52 2009
الجامع النوري الكبير في حمص من أعظم وأقدم المساجد
القديمة في مدينة حمص ,ويشبه في طرازه المعماري إلى حد
كبير المساجد الموية في بلد الشام وخاصة الجامع الموي في
دمشق من حيث تخطيطه وهندسته المعمارية ,له أربعة مداخل
اثنتان من جهة الغرب وواحدة من جهة الجنوب ورابعة من جهة
الشمال وجداره الشرقي والشمالي كانا يرتكزان على أسوار
المدينة القديمة .
79
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
يتميز الجامع بمنارة مربعة مرتفعة تعلوها قبة ثمانية الشكل ونوافذ أنيقة ترى المنارة من بعيد
ولذا كانت تتخذها بقية المساجد أساسا ً لمعرفة اوقات الذان بالعلم ) الراية ( الذي يرفع نهارا ً
وبإضاءة النوار عليها ليل ً .
وصفه الرحالة المسلمون خلل مراحل متعددة من تاريخ المدينة بأنه من محاسن البنية
السلمية ومن أكبر المساجد وأعظمها في بلد الشام قاطبة .
لقي الجامع من كبار القوم رعاية مستمرة بمده بالمياه إليه وإضافة الروقة وتزويده بالدعم
المستمر وكان يؤتى بمصحف عثمان بن عفان إليه بالمناسبات الدينية وبخاصة عند صلة
الستسقاء وتبلغ مساحته الكلية 5323متر مربع .
وفي هذا الجامع حدثت أمور جسام في أوائل القرن العشرين ففيه أنشئت أولى المدارس
النظامية ومن على منبره ألقيت خطب أثرت في مجرى التاريخ عندما ألهب خطيب الجامع وفقيه
الشافعية جمال الدين الجمالي الجماهير ضد النتداب الفرنسي وأثر في الضابط فوزي
القاووقجي لينضم ويقود الثورة وسط سورية بعدما كان ضابطا ً في الجيش الفرنسي .
وقد جدده نور الدين زنكي المعروف بـ )نور الدين الشهيد ( بين سنة 549هـ1154 /م 577 -هـ/
1181م بعد الزلزال الكبير الذي أتى على معظم بلد الشام سنة 565هـ1169 /م حيث قام
بتجديد بناء الجامع كليا ً حيث وجه عنايته فيه حتى نسب إليه وقد أطلق عليه بعد هذا التجديد
الكلي اسم الجامع النوري الكبير .
80
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
ففي القرن السادس الهجري زار الدريسي مدينة حمص وقال في جامعها ....) :وبها جامع كبير
وهو أكبر جوامع مدن الشام(...
ويقول أبو الفضائل الحموي في أحداث سنة 627هـ1229/م ...) :وفيها شرع السلطان الملك
مر مدرسة جميلة غير المدرسة النورية أو ً
ل( وفي ذلك المجاهد صاحب حمص في ...و ...وع ّ
إشارة إلى أن المدرسة النورية التي شادها نور الدين زنكي كانت قائمة قبل هذا التاريخ .
وذكره كذلك ابن فضل العمري في النصف الول من القرن الثامن الهجري فقال ...) :وللمدينة
من العاصي ماء مرفوع يجري إلى دار النيابة وبعض مواقع فيها ,ومنها الجامع العظم وهو جامع
كبير حسن البناء وبه عمود يقال إنه من الكحل الصفهاني(...
وفي القرن الثامن الهجري يصفه كذلك ابن بطوطة بقوله ...) :وجامعها مميّز بالحسن الجامع ,
وفي وسطه بركة ماء(...
وفي سنة 1152هـ1739 /م شيد المصلى الخارجي في الجهة الشمالية من صحن الجامع ,وفي
داخله غرف خاصة لطلبة العلم والمدرسين ,وشيد وسط الروقة مئذنة صغيرة لها وظيفتان ,
الولى للميقاتي الذي يصعد إليها ليبلغ المؤذن وقت دخول الصلة والثانية لقراءة الوامر
السلطانية ,والمصلى يستند إلى السور الشمالي للمدينة وقد شيده متسلم مدينة حمص محمد
آغا الجندي .
وعندما أتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلدي وظهر الخلل الواضح في سقف
الجامع الذي أزعجهم وشغلهم كثيرا ً في ترميمه وإصلحه ,أراد أبناء المدينة والمسؤولون عن
الجامع أن يجددوا سقف هذا الجامع ويستبدلوا القديم بشكل أفضل ,فتم استدعاء معماري معّلم
81
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
من مدينة طرابلس واتفقوا معه على عقده بالحجر المحلي ,وفعل المعماري فعلته وأفقد الجامع
فنه المعماري المميز والموصوف بأنه من محاسن البنية في البلد السلمية فـأزال العمدة
الرخامية وتيجانها الجميلة وقواعدها الضخمة ,واستعمل العمدة والتيجان والقواعد والحجار
المسقولة في أساسات البناء بعد أن كانت تزّين الجامع من جوانبه كافة ,ولم يبق من آثاره إل
المحراب الذي تزدان نصف قبته بلوحة من الفسيفساء المذهبة الجميلة والتي يظن أنها من العهد
الموي أو العباسي .
ويحدثنا الشيخ عبدالهادي الوفائي الذي شهد الجامع قبل وبعد تجديده ودونها في كتابه التاريخ
الحمصي فيقول :
) قد كنت أعرفه قبل عقده ,فكان عوض الركائز عواميد ,والسقف مراوس وبدود وطرح
جميعه ,وكان دائم الوقات تنسكر منه بدود ويهبط ويصلحوه إلى أن آن أوان عقده سنة
ت رأيهم على عقده فأرسلوا إلى طرابلس كتاب لبعض
1269هـ1853 /م إجتمعت العلماء وب ّ
زواتها لن يرسل لهم معلم عماره يكون عنده معرفة بهذه المصلحة ,وأفهموه قضية الجامع ,
ما حضر نظر إلى الجامع و أفهم الهالي أن العقد ليصلح فحال ً أرسل معلم ذو معرفة ولياقة ,فل ً
ما لم ترتفع العواميد وعمل كلفة حساب الجامع فوافق العلماء ,فحال ً أمروه بالمباشرة وأحضروا
الحجار والكلس وجميع ما يلزم وهدوا القناطر ورفعوا العواميد ,وصارت الهالي من فقير وغني
كلمت حضر إلى الصلة يشتغل بالجامع ,ون َّبهوا على جميع الحارات أن تشتغل بالجامع ,فصار
كل يوم تنزل حارة لجل الشغل ,وحضرت الطبول و الزمور وصارت كل يوم تضرب الطبول
والعالم تشتغل بكل همة ,والغانم الذي بده الثواب ,فلما نظر معلم العمارة إلى شغل العالم
من دون أمر صار يشكر حمّية المسلمين فقالت العلماء :أيها المعلم غذا ً ترى الشغل من الهالي
أكثر مما تراه الن ,فانسّر المعلم لذلك وصار يشتغل بكل همة فما استقام العقد بين يديه أكثر
ما تم البناء والعقد شكر الله تعالى وأثنوا على المعلم وحمدوه وشكروا همته
من شهرين ,فل َِ
فقال لهم :لو كنت أعرف حجركم به هذه القوة التامة كنت أعقد الجامع عقدا ً واحدا ً بدون ركائز
ولكن مضي الذي مضى وهكذا يكون أقوى و أمكن و هو يستقيم جيل ً بعد جيل .
ثم بعد ذلك عقدوا الشقفة الشرقية وهذه كانت حوش وحدها ,وكان بها مدار البحرة الكبيرة ,
وقيل هذه كانت في الزمن القديم قبل الفتوح معبد الكنيسة ,وبها قبر تزوره النصارى ,وقد
أخبرني بعض القدمين بأن المنارة التي فوق رواقات الجامع هي حادثة عمروها لجل قراءة
صح منارة
الفرمان السلطاني ,والبعض من العامة يقولون هي منارة لقوس تلك الكنيسة ,وال ّ
أحدثتها الهالي لجل قراءة الفرمان السلطاني ,وفي سنة 1313هـ1895 /م جددوا الميضئات
الحالية وجعلوها شمالي الجامع نظرا ً لما كانوا يجدون من الرائحة من الميضئات القديمة التي
82
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
ففي صحن الجامع على صحن المصّلى حجر موضوعا ً عوضا ً عن محراب لجل المام ,فهذا
الحجر مثقوب جملة ثقوب فسألت عن كيفية هذا الوضع وما المراد به فقال :إن من وضع
أصابعه بها وكان في أصابعه عروق ملح فإنها تذهب ...وأيضا ً موجود في حائط الحرم حجر
أسود ...وكان أيضا ً بجوار البئر شجرة تين لم ير الرائي مثلها ,فمن رآها ل يحسبها إل قاعدة
جوز لكبرها وعلوها ,وكان تينها شتوي ,وقد أخبرني بعض المسنين أن درويشا ً من الهند نصبها
في ذلك المكان ,ولم يعرفوا من أين أتى بها .
وكان المتولي على هذا الجامع السيد سعيد أفندي الجابي السباعي ,ومن بعده ولده السيد
محمد سعيد أفندي السباعي وقبلهما جدهما المحرر اسمه في باب الجامع الغربي ,وهو الذي
مر باب الجامع ورقم اسمه عليه .وفي سنة 1317هـ1899 /م حضر أبو الخير العلواني ناظرا ً
ع ّ
على الوقاف من قبل نظارة الوقاف بالستانة ,وصار يضع يده على الوقاف الغير أهلية ,فوضع
يده على الجامع المذكور فتأثرت الهالي من ذلك نظرا ً لما يعهدوه في المذكورين من المانة
والعفة والشفقة لمصلحة الوقف المذكور ,وجميع أهالي البلدة ل يعرفون سواهم واضع يده على
الوقف المذكور( .
وفي شهر تشرين الثاني من عام 1316هـ1898 /م تم توسيع الشارع من الباب الغربي للجامع
والمؤدي إلى ساحة باب السوق البحرة ,فأزيل الباب والمخازن التجارية التابعة لوقف الجامع .
83
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
ساحة السواق في مدينة حمص في نهاية القرن التاسع العشر ومطلع القرن
العشرين ,إلى الشرق تظهر قبة المشهد في الجامع الكبير المخصصة لعلماء
المدينة للنظر في أمور الناس وإصدار الفتاوى ,وكذلك المئذنة التي يعلوها
السارية لرفع العلم الحمر إشعارا ًُ بدخول وقت الذان وإلى الشرق من القبة
يظهر السور الشمالي للجامع وهو سور المدينة الشمالي الذي يستند عليه أروقة
الجامع
84
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
85
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
86
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
87
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
مصادر البحث
88
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
89
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
وقد صمم هذه الناعورة الحديدية الحمصي عمر الدالتي الذي كان يعمل في مختلف المهن
اليدويةالميكانيكية ،ومنها سكب المعادن ،وعرف بحبه وإتقانه لهذه
المهنة
ولد أبي في مدينة حمص عام 1889ميلدية ،ومنذ نشأته اتجه إلى
مزاولة مختلف العمال النشائية والمدنية ،ومن أعماله تصميم
معمل للمياه الغازية ) الكازوز ( ،ومعمل الثلج على طريق
الكورنيش في وقت كانت فيه المهن اليدوية كل شيء .
وكان قد تلقى خبرته الفنية والميكانيكية أثناء أدائه خدمته العسكرية في الجيش التركي في
مدينة مرسين ،إذ عمل آنذاك ضابطا في صناعة السلحة تحت اسم ) تفكجي ( .
عندما زارت والدة السلطان عبد الحميد الثاني مدينة حمص خطر ببالها ولدى استضافتها في
قصر عبد الحميد باشا الدروبي أن تجعل لها ذكرى في مدينة خالد بن الوليد بإنشاء سبيل ماء .
وبعد إنشاء هذا السبيل اتضح أن المياه التي ترد إلى هذا السبيل بواسطة الناعورة القديمة
الخشبية لم تعد كافية بسبب الضرار التي لحقت بها ،لذلك تقرر إنشاء ناعورة حديثة من
دي الكبر الحاج حسينالحديد ،فقام رئيس بلدية حمص الباشا عاطف التاسي باستدعاء ج ّ
الدالتي لخذ رأيه في هذا الموضوع لكونه خبيرا ً في هذا المجال وعرض عليه فكرة إنشاء ناعورة
حديدية بدل ً من الناعورة الخشبية البالية والتي كانت بالقرب من التكية المولوية بجانب التكية
السلطانية وتسقي الجامع الكبير والتكية السلطانية .
وقد كلف الحاج حسين حفيده الكبر عمر بن محمد علي الدالتي الذي خلف جده في العمال
الميكانيكية والفنية بإنشاء هذه الناعورة .
يضيف الحاج زكريا الدالتي :قام والدي بإنشاء مكان الناعورة بالعمال المدنية وإرساء قواعدها
المتينة وبدأ العمل بتصميم الناعورة مطلع العام 1922على نفقة بلدية حمص .وصنعت أقسام
الناعورة من الحديد الخالص حتى الدعائم الداخلية ،وكانت ) المضاجع ( من النحاس المسكوب ،
90
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
أما محور الناعورة فكان من الفولذ الخالص وعلب رفع الماء من الحديد الصاج .وقد بلغ طول
القطر إثني عشر مترا وأكثر بعد النتهاء من العمل وقبل التشغيل البدائي .
وجدير بالذكر أن عضائد وألواح الناعورة كانت تثبت بواسطة مسامير ) التبشيم ( إذ لم يكن
لحام الكهرباء معروفا ً وقتئذ ٍ ،وكانت هذه الناعورة مصممة على نمط برج إيفل ،حيث أنه أثناء
وجوده في باريس أيام خدمته في الجيش التركي شاهد عظمة تصنيع برج إيفل وأخذ الفكرة ،
فكانت الناعورة قمة الصناعة في ذلك العصر في حمص والمدن المجاورة لخامتها وبراعة
تصميمها ،وظلت تعمل على طاقة المياه الواردة من ساقية " الدبلن " المتفرعة عن ساقية
الري إلى أن قام مجموعة من العابثين بتهديمها ،وتم نقلها إلى الشمال الغربي من مدينة حمص
ثم نقلت إلى جسر الشغور حيث ما زالت قائمة وقيد العمل هناك .
جامع الربعين
Top of Form
Bottom of Form
في قلب حمص التجاري وبين أبنية حديثة عالية بقف بشموخ وعزة حصن من حجار سود
ناشرا هيبة و وقارا على مركز مدينة حمص انه جامع الربعين أو ما كان يعرف قديما جدا بجامع
الكوجكي كما ورد في وقفية الجلبي المؤرخة في 976هجرية 1568 /ميلدية و يعود سبب هذه
التسمية الى أن أمراء السرة الكوجكية قد أسسوا في هذا المسجد مدرسة عالية التخصص
يؤمن فيها للطلب القامة و الطعام و اللباس و العلم لمدة سبع سنوات ,و أوقف لجل هذه
الغاية أوقافا كثيرة.
91
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
فوق احدى أحصنة سور المدينة القديم ولتصل الى الجامع ل بد
لك أن تصعد درجا مهيبا و كأنك تتخطى احدى بوابات الحاميات
92
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
93
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
94
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
95
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
جامع الدالتي
Top of Form
http://w w w .homslife.com/site/index.php?option=com_content&view
41 com_content vote =article&catid=16&id=41&Itemid=80
Bottom of Form
أطلق على هذا المسجد عند شيد للمرة الولى اسم جامع
السلطان عبد الحميد و اشتهر كذلك بين أهل البلد باسم جامع
"الدك" و تم استخدام العمدة و الحجارة المتبقية من إعادة بناء
و توسعة جامع النوري الكبير في بناءه و بعد تجديده عام /1315/
أطلق عليه اسم جامع الدالتي تيمنا باسم بانيه الحاج حسين
الدالتي و بمساعدة الحاج إسماعيل كريدية و )الشيخ محمد
رسول الشعار في رواية أخرى(
96
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
97
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
98
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
99
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
100
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
101
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
102
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
قلعة حمص
Top of Form
تقع قلعة حمص في الطرف الجنوبي الغربي للمدينة القديمة على تل شكله مخروط ناقص يرجح أن
أسفله طبيعي صخري و أعله صناعي و جوانبه مبلطة بصفائح من الحجر السود ,ترتفع عن
مستوى الطريق العام نحو 32م و عن سطح البحر نحو 495م و كان يحيط بها خندق دفاعي و
سور المدينة الذي كان يمتد من باب التركمان غربا و حتى باب السباع جنوبا و بقيت معالم غير
واضحة من آثار هذا السور حتى تمت إزالتها من أجل توسيع الطريق حول القلعة و ردم الخندق و
تم تحويله مؤخرا الى حديقة عامة,
و تاريخ هذه القلعة قديم جدا يعود الى الحثيين و الراميين و أثبتت الدراسات التي أجريت على
اللقى الثرية أن الموقع كان مأهول منذ النصف الثاني من اللف الثالثة قبل الميلد ,و اكتشف في
القلعة صهريج بعمق 27مترا يعود الى العهد اليوبي مكون من بضع طوابق لها أدراج طول ضلع
مربعه 5أمتار.
103
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
104
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
105
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
106
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
107
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
108
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
اسلم الصحابي الجليل خالد ابن الوليد ابن المغيرة أو) سيدي خالد( كما يلقبه أبناء مدينة حمص
بعد الحديبية و شهد غزوة مؤتة و لقبه النبي)صلى الله عليه و سلم( يومئذ بسيف الله المسلول و
شهد خيبر و فتح مكة و حنينا ,و كان من المشهورين بالشجاعة و الشرف و ثبت في صحيح
البخاري عنه انه قال) :لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما ثبت في يدي إل صفيحة
يمانية( ,و قال الزبير بن بكارة و غيره ) :كان خالد هو المقدم على خيول قريش في الجاهلية و
لم يزل من حين أسلم يوليه رسول الله )صلى الله عليه و سلم( أعنة الخيل فيكون في مقدمتها,
و أمره أبو بكر )رضي الله عنه( على قتال مسيلمة الكذاب و المرتدين باليمامة و كان له في
قتالهم الثر العظيم ,و له آثاره العظيمة أيضا في قتال الروم بالشام و الفرس في العراق و فتح
دمشق ,و توفي في خلفة عمر بن الخطاب سنة إحدى و عشرين للهجرة و كانت وفاته في
حمص و دفن فيها.
اسلم الصحابي الجليل خالد ابن الوليد ابن المغيرة أو) سيدي خالد( كما يلقبه أبناء مدينة حمص
بعد الحديبية و شهد غزوة مؤتة و لقبه النبي)صلى الله عليه و سلم( يومئذ بسيف الله المسلول و
شهد خيبر و فتح مكة و حنينا ,و كان من المشهورين بالشجاعة و الشرف و ثبت في صحيح
البخاري عنه انه قال) :لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما ثبت في يدي إل صفيحة
يمانية( ,و قال الزبير بن بكارة و غيره ) :كان خالد هو المقدم على خيول قريش في الجاهلية و
لم يزل من حين أسلم يوليه رسول الله )صلى الله عليه و سلم( أعنة الخيل فيكون في مقدمتها,
109
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
و أمره أبو بكر )رضي الله عنه( على قتال مسيلمة الكذاب و المرتدين باليمامة و كان له في
قتالهم الثر العظيم ,و له آثاره العظيمة أيضا في قتال الروم بالشام و الفرس في العراق و فتح
دمشق ,و توفي في خلفة عمر بن الخطاب سنة إحدى و عشرين للهجرة و كانت وفاته في
حمص و دفن فيها.
و تم بناء الجامع و تجديد المقام في عهد السلطان الظاهر بيبرس عام 664هجرية 1265م حيث
لم قبر الصحابي خالد ابن الوليد آنذاك سوى مقاما من المقامات التي كثرت في حمص في ذلك
العصر,و قد أمر السلطان ببناءه عند مروره بمدينة حمص أثناء زحفه للغارة على آخر معاقل
الصليبيين في كيليكيا و أنطاكيا و حصن الكراد )قلعة الحصن( و المرقب و عكار و طرابلس.
يعود بناء الجامع الحالي إلى العهد العثماني المتأخر في أيام الوالي ناظم باشا أحد ولة الشام
في عهد السلطان عبد الحميد الثاني و قائمقام حمص إحسان بك الذي هدم البناء القديم و شرع
بإقامة البناء الجديد و تم استملك و شراء الدور المجاورة له من الجهة الشمالية للفناء الخارجي,
و في العامين 1961م و 1962تم تحويل مقبرة آل السباعي التي كانت أمام الجامع إلى حديقة
عامة.
و البناء الحالي من الحجر مساحته الجمالية 4399م 2و يتألف من ثلثة مداخل رئيسية تعلو
الوسط منها لوحة رخامية دون عليها )ل اله إل الله محمد رسول الله( ,و أبعاد الحرم )30.5م *
30.5م( تقريبا يتكون سقفه من خمس قباب نصف كروية ,الوسطى منها مرتفعة قطرها 12م و
ارتفاعها 30م تقريبا و أربعة أنصاف بيضوية الشكل تحملها جميعا أربعة دعائم مربعة و مقواة
بعضائد و في الزاوية الجنوبية الغربية ضريح خالد ابن الوليد و ضريح ولده عبد الرحمن و في
الزاوية الشمالية الغربية ضريح ثالث لعبد الله بن عمر بن الخطاب )رضي الله عنه(.
ويحتوي من الداخل على مسجد ضمنه ثلثة محاريب للصلة و منبر للخطابة ويحوي أيضا سدة
لوقوف المصلين يصعد إليها بدرجين خشبيين ,و غرفة لوضع أمتعة الجامع ,و مئذنتين يصعد
إليهما بدرجين حجريين و ثمانية غرف ليواء الفقراء و مطبخ و بيت للحطب و ممر و بيت للخلء
و غرفة للوضوء و غرفة لتدريس طلبة العلم و غرفة بحالة الخراب.
و المحراب مرصوف بفسيفساء رخامية ملونة بشكل هندسي و المنبر من الرخام بالضافة إلى
وجود منبر خشبي مزخرف و قد صنعت واجهته على طريقة الدهان العجمي الجميل و لها
مقرنص لطيف ,و قد أمر بصنعه إسماعيل السباعي في 1197هجرية 1782م.
110
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
من زعماء النهضة السياسية في سورية ،وأحد شهداء العرب في ديوان )عاليه(.
ولد بحمص ،وقاوم السياسة الحميدية قبل الدستور العثماني فأصدر جريدة سماها )المنير( كان
يطبعها على )الجلتين( ويوزعها سرا.
من زعماء النهضة السياسية في سورية ،وأحد شهداء العرب في ديوان )عاليه(.
ولد بحمص ،وقاوم السياسة الحميدية قبل الدستور العثماني فأصدر جريدة سماها )المنير( كان
يطبعها على )الجلتين( ويوزعها سرا.
وسافر إلى الستانة فساعد في إنشاء جريدة )معلومات( التركية ،فنفته السلطة الحميدية إلى
دمشق ،فأقام يكتب إلى جريدة )المقطم( المصرية ،فعلم به والي دمشق )ناظم باشا( فأرسله
مخفورا إلى الستانة.وتوسط في أمره أبو الهدى الصيادي ،فأعيد إلى حمص.ثم فر إلى مصر،
وعمل في الصحافة إلى أن أعلن الدستور العثماني )سنة 1327ه 1908 ،م( فعاد إلى
سورية.وانتخب مبعوثا عن حماة ،فذهب إلى الستانة.واشترك في تأسيس حزب )الحرية
والعتدال( و )حزب الئتلف( ولما ظهرت الحركة الصلحية في سورية ،وانعقد المؤتمر العربي
الول في باريس ،انتخب الزهراوي رئيسا له.
ثم استماله التحاديون وأقنعوه بعزمهم على الصلح وجعلوه من أعضاء مجلس العيان العثماني.
ونشبت الحرب العامة الولى ،فقبضوا عليه وجيء به إلى )ديوان عاليه العرفي( فحكم عليه
بالموت ،ونفذ به الحكم شنقا في دمشق.
وكان من رجال العلم بالدين والسياسة
وهذه كارثة طبيعية ثانية ,حلت بحمص بعد الولى بسنتين ,وصارت مبدأ تاريخ محلي أيضا ً عند
الحمصيين .والذي يذكره الطفل منها أنه كان مع أمه في ضيافة عند أهلها ,وفي أصيل يوم بدأ
تهطال الثلوج ,ويظهر أنه لم يكن قد رأى الثلج من قبل ,فأعجبه منظره البيض الناصع ,وجلس
111
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
في شباك مع خاله الذي يكبره ببضع سنوات ,وراحا يتأملن هذا الثوب البيض الجميل الذي
فرش الرض وكسا الغصون العارية لشجرات كانت في صحن الدار ,ويشهدان العصافير التي
كانت على الغصان كيف هبت تطير هنا وهناك مزقزقة مرّوعة ,كأنها تبحث عن كن تأوي إليه .
وكأنما أحب الخال أن يداعب ابن أخته فقال له ) :ان الثلج ينزل في دارنا فقط ,أما داركم
فليس فيها أثر منه ( .وأثار هذا التحدي ثائرة الطفل فهرع إلى أمه يطالبها بالعودة إلى دارهم .
وتأبى الم ويصر هو ويثور ويبكي ,ويخرج إلى صحن الدار يهددها بالتمرغ بالثلج ,حتى تذعن له
وترتدي ملءتها وتودع أهلها وتتجه معه نحو باب الدار ,فتوعز أمها إلى أخيها الذي كان سبب هذه
)الهيصة( أن يرافقها إلى دارها وأن ينام عندها ,فالوقت ل يتيح له العودة قبل هبوط الظلم .
وفي الطريق كان الطفل يرتاح لخشخشة الثلج تحت قدميه ,ويبتهج لرؤية الولد يشكلون
حلقات يدورون فيها متماسكي اليدي وهم يهزجون ) :كّبر وانزل قد المغزل ( )كّبر واشلح قد
أو يهتف أحدهم ) :سنتك بيض ا( فيرد عليه الخرون ) :يا بيضا ( ويمضي الهتاف ) (1 المشلح (
ويستمرون في الرد ,مصفقين راقصين كأنهم في فرحة عرس أو مهرجان عيد .ولكم تمنى لو
م بالوصول إلى الدار ليرى هل هي خالية من الثلج كما يزعم خاله
يشاركهم لعبهم ,ولكنه الن مهت ّ
.
ويخلصون من أزقة الحارة ليصبحوا على مشارف السوق .فاذا الناس يهرعون إلى منازلهم ,
منهم من ينشر فوق رأسه مظلة ومنهم من يرفع فوقه عباءته أو جبته يدعمها بساعديه فيجعل
منها ما يشبه الخيمة ,ومنهم من يهرول مكشوفا ُ كأن الثلج أعجله عن اتخاذ وقاء .ولكم راقه
منظر النسوة الملتفات بملءاتهن السود وقد رقشها الثلج فصرن كالضفادع التي كان يراها في
جدول صغير يجري قريبا ً من دار أخواله ,فيعجب بهذا المنظر ويضحك في سره من مرأى
ضفدعة بهذا الحجم الكبير .
ويبلغون الدار ويفتح لهم الباب ,فاذا صحنها مفروش بطبقة من الثلج أسمك مما في دار خاله
فيصيح بكل صوته )) :آه يا كذاب ! الثلج بداركم بس ؟؟ شوف ما أكثروا بدارنا !! (( وكأنما شعر
بزهو المنتصر ,فاندفع يركض في صحن الدار ويثب هنا وهناك مرددا ً ما سمعه من الولد ) :كبر
ما أخطأ في حقه .
وانزل ...كبر واشلح ( ...ويتبعه خاله يحتضنه ويقبله ويداعبه كأنه يعتذر ع ّ
ويدخلون الغرفة ويؤتون بالمنقل تتأجج نيرانه فيلتفون حوله يتدفؤون ,وتكون تلك اللحظة بداءة
حبس للطفل في هذه الغرفة استمر أربعين يوما ً متوالية .
112
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
الشباك يفتحه ويزيل ما تراكم على ظاهره من ثلج خلل الليل ,ليستطيع رؤية ما يجري خارج
الغرفة ,ثم يستوي على الكرسي ما يبارحه إل لضرورة حتى يكون المساء .
مه )زوج عمته وكان يناديه :عمي ( يتقدمان رجال ً يتنكبون رفوشا ً
وفي اليوم الول رأى أباه وع َ
خشبية ,فيعمدون إلى سّلم ينصبونه ويرتقون فيه إلى السطوح يقشون ما عليها من ثلوج ,فما
كان على السطوح الشرقية والشمالية ألقوا به في الشارع وما كان على السطح الغربي ألقوه
في صحن الدار لنخفاض مستواه عن سائر السطوح .
ولم تمض إل أيام قليلة حتى تراكمت الثلوج هنا وجاوزت أقواس الشبابيك ,فاستغنى العمال بذلك
عن السلم وصاروا يغرسون رفوشهم في تلل الثلج ويعمدون عليها في ارتقائه وبلوغ السطح ,
وكانوا في أثناء عملهم يهزجون مجتمعين بأهازيج تبلغ سمع الطفل فيستريح إلى نغماتها وان
أعياه أن يفهم شيئا ً منها .فاذا انتهوا من عملهم نزلوا إلى صحن الدار فش ّ
قوا فيه ممرات ضيقة
بين الغرف وباب الدار ومرافقها ,وشرعوا ما يكون فيها من ثلج إزاء الجدران ,فيتراكم ويعلو
حتى يبلغ أقواس الشبابيك هنا أيضا ً ,فتصبح الدار بذلك أكواما ً متراصة من الثلوج تخترقها هذه
الممرات الضيقة .
وأقلعت السماء ذات ليلة ,وأشرقت الشمس في صباحها ,وما ارتفع الضحى حتى رأى الطفل
رجلين يدخلن الدار مع أبيه ,يحمل أحدهما عصوين مربوطتين من وسطهما بمسمار فهما
كالمقص ,ويحمل الخر قفة فيها شيء كالتراب ولكنه أسود اللون ,وبيده خشبة عريضة
مسطحة ذات مقبض .واعتليا السطوح وتبعهما أبوه ,وبدأ يسمع خبطا ً متقطعا ً فوق السطوح
تتلوه دحرجة جسم يصاحبها صرير متلحق متواتر .فيشتاق إلى رؤية ما يجري هناك ,فيحمله
أبوه على ذراعه ويرتقي به في السلم حتى ذروته ,فيرى صاحب القفة ينثر مما فيها على جانب
م يخبط فوقه بالخشبة التي في يده وينتقل إلى جانب آخر يصنع فيه الصنيع نفسه .
من السطح ث ّ
ويأتي صاحب العصوين فيلتقط بطرفيها السفليين حجرا ً أسطوانيا ً كان على السطح ,ويمضي
يجره ذهابا ً وجيئة فوق القسم الذي مهده له زميله ,ومنه ينبعث الصرير .وما يزالن كذلك حتى
ما أنزل إلى الرض استوضح أباه ما يقوم به العاملن ,فعرف أنهما
يفرغا من السطوح كلها .ول ّ
يدحوان السطوح لتتماسك طينتها ويمتنع وكف السقوف ) .(2وكانت عملية الدحو هذه عامة
شاملة حتى ماتسمع في الحارة كلها إل أصداء الخبط والدحرجة و الصرير .
وكان يساكن )الشيخ العجوز( في الدار صهره ,وهو ذو ولد يافع يكبر صغيرنا ببضع سنوات ,
فهما عيلتان مستقلتان في النفقة متعاونتان في المنافع والخدمات .
وكان الرجال من العيلتين ,في تلك الثناء ,ل يكادون يغادرون الدار نهارا ً إل لماما ً ,بعض لتفقد
113
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
دكانه وصيانة بضائعه من الوكف ,وبعض لتدارك حاجات الدار ,وبعض لزيارة القارب وتفقد
أحوالهم ,ثم يعودون سراعا ً للعمل في صيانة الممرات وتنظيفها كلما غمرتها هزات الثلج ,
ما ما يهطل ليل ً
ولعتلء السطوح عدة مرات لقش ما يتجمع عليها من ثلج في أثناء النهار ,أ َ
فتتكفل به رفوش العمال المأجورين في صباح اليوم التالي .
ن يبكرن بمسح أرض الغرف لتنشيفها مما قد يكون عليها من رشاش الوكف ,ثم
أما النسوة فك ّ
ينصرفن إلى طهو الطعام )الذي كان في أيام الثلج ل يعدو البرغل ,فمرة هو -مجدرة -وأخرى -
برغل محمص -وثالثة -مخلوطة ...أو كبة حيلة ...الخ( ويثّنين بصنع الخبز ,يخبزنه في التنور
فالفران مغلقة ,والسرة التي ل تنور لديها تستخدم )الصاج( على الطريقة البدوية ,أو تحمل
عجينها إلى الجيران تخبزه في تنورهم .ولكم شاهد الطفل نساء جيرانهم يأتين دارهم لهذا
الغرض .
ويبدأ السمر ,فيتبادلون أحاديث ما رآه كل منهم ,نهاره ,أو ما سمعه من غيره عن كوارث
الثلوج .فآل فلن انقض جدار منزلهم فخر عليهم السقف ,واستخرجت جثثهم من تحت النقاض
أشلء ومزقا ً .وآل فلن نجوا بأعجوبة من هذه الموتة الفاجعة .وفلن كان يقش الثلج عن سطح
ن الله رحيم .وفلن
بيته فهوى إلى الطريق ,ولول أنه وقع على كومة ثلج لتهشمت عظامه ولك ّ
الذي كان في قرية قريبة من البلد ,أشفق على عياله أن يحل بهم مكروه ,فغامر بنفسه وركب
الطريق وحيدا ً ,حتى إذا بلغ مشارف البلد ثارت عاصفة مجنونة من الثلج فاحتوته في طياتها .
وأبطأ على أهله فهبوا مع أولي النجدة يبحثون عنه حتى عثروا عليه جثة هامدة مدفونة في الثلوج
...و)المتعّيش( المسكين الذي كان يركب حمارا ً حمل عليه بعض المتاع ليبيعه في القرى ,
عرضت له ضبع على طريق )السلمية( ورشته ببولها ) فضبعته ( وأصبح يتبعها حيثما سارت ,
فقادته حتى ابتعدت به عن الطريق وأكلته مع حماره ,ولم يعثر له ول للحمار على أثر ,إل بقايا
مزق من القمشة يحملها الحمار .
114
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
ويعقب )الشيخ( الجد على هذين الخبرين )) :مساكين أولد هذين الرجلين الذين كانوا ينظرون
أبويهم حاملين لهم القوت ليسدوا جوعتهم ,لقد أصبحوا أيتاما ً بائسين يستحقون العون الرحمة .
فعلى الطفال -الذين ينعمون بما يجلبه لهم آباؤهم من طعام وكساء ,وبما يؤمنونه لهم من دفء
وراحة وأمان -أن يحمدوا الله ويشكروه على هذه النعم السابغة (( .
وتستمر الحاديث في الليالي المتعاقبة ,فاذا الثلوج قد نفّرت وحوش البراري من أوكارها ,
وبخاصة الضباع ,فاندفعت نحو المدينة تبحث فيها عن أقواتها .وقد شوهدت في شوارع كذا وكذا
آثار حوافرها وحارس الحي الفلني أطلق النار على ضبع فأرداها ,وحارس حي آخر طارد ضبعا ً
ففاتته ولم يعرف أين اختفت .وفي طرف البلد عند البرية اقتحمت ضبع إحدى الدور ,وكان من
لها ,فتصدى لها صاحب الدار بقضيب من حديد فقتلها واحتفظ بجروها يريد أن )(3 وراءها جرو
ويعقـب ) الشيخ ( )(4 يربيه حتى يكبر فيجعله )فرجة للولد ( ويتقاضى منهم بعض )المتليكات (
على ذلك )) :ان دارنا كائنة في وسط البلد ,بعيدا ً عن البرية ,فل تصل الضباع إليها والحمد
لله ((
وينتقل الحديث إلى المؤن وفقدان العديد من أصنافها ,فقد احتكرها أولئك الذين ليس في
كمون بأسعارها تبعا ً لطمعهم وجشعهم ,وبخاصة الطحين فقد
قلوبهم شفقة ول رحمة ,وباتوا يتح ّ
قطعت الثلوج طرق الطواحين وأصبح الوصول إليها مغامرة تستوجب رفع أجور الطحانة ,
فيغتنمها المحتكرون فرصة ذهبية ويرفعون أسعار الدقيق أضعاف أضعاف ما زادت أجور
الطحانين ,المر الذي حمل الحكومة على تأليف فرق كثيرة من العمال وتجهيزها بالمعدات
اللزمة لفتح طرق الطواحين .
ويستطردون إلى الحديث عن الفقراء الذين أصبحوا يعانون آلم الجوع ,وعن الغنياء ,من سخا
منهم وعطف على أولئك الفقراء ,ومن بخل وأمسك يده عنهم ,مرددين أقوال الناس في هؤلء
وهؤلء بما يستحق .
وهنا تنطلق عبارات الحمد والشكر لله الكريم الذي ألهم الجماعة السامرة حول المنقل أن
تؤمن قبل ابتداء الثلجة طحنة من الدقيق تكفي العيلتين أكثر من شهرين ,وعندهم من مؤن
البرغل والعدس والزيت والدبس وغيرها ,ومن الفحم والحطب والجلة وزيت الكاز ما يكفي لكثر
من هذه المدة .هذا إلى أن الضائقة لن تستمر طويل ً بإذن الله ,فهذا شهر شباط قد انتصف أو
كاد ,ول ينتظر استمرار الثلج بعده كثيرا ً .
115
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
سط النفس إلى تعقيباته على ما يدور من أحاديث ,وبخاصة أحاديث الضباع التي ألقت في منب ِ
روعه شيئا ً من الفزع عند سماعها .وكثيرا ً ما كان يستولي عليه النوم وهو في وضعه ذاك .فاذا
استيقظ صباحا ً ألفى نفسه ما يزال في حضن الجد ,ولكن فوق الفراش الوثير .
والصواني والصحون وما إليها من أوعية تتلقى قطرات الوكف ,حتى اذا امتلت أو كادت أفرغ
ماؤها في صحن الدار وردت إلى أماكنها ,لتمتلئ ثم تفرغ ...وهكذا .
ول ينسى النسوة ,بعد ذلك ,أن يعددن للصباح عدته ,فيعمدن إلى قدر ذات غطاء مملوءة ماًء
حارا ً ,فيلففنها بجلود الغنم وقطع البسط وما شابه ذلك ,ويأتين بمنقل فيه بقايا من فحم
وفن رماده ويملن التجويف بكمية من )الدق( فتات الفحم وكسارته ,ويطمرن فيه
مشتعل ,فيج ّ
قطعة أو اثنتين من الفحم الصلب ,ويغمرن ذلك كله بالرماد .فاذا أصبحن كان لديهن قدر كاف
من الماء الدافئ للوضوء ,وجذوة مشتعلة ليقاد نار جديدة للتدفئة .
وكان صوت الجد الحنون الهامس ,وما يرافقه من أصوات متباينة النغمات تنبعث من اصطدام
قطرات الوكف بالوعية التي تتلقاها فارغة أو ممتلئة ,تؤلف ترنيمة سحرية تهدهد أعصاب
الطفل فيغفو على ايقاعها .فاذا استيقظ صباحا ً ألفى نفسه ,اما مستريحا ً على صدر جده وهو
ف ) اليوك ( ومدثرا ً بأغطية
في جلسته تلك من أول الليل ,واما ممدا ً على حشيـة صغيرة تحت ر ّ
ثقيلة وقاية له من أذى البرد .وهكذا ,كان يجد في هذه السهرات من النس والمتعة والجو
الحالم ما يحببها اليه ,ويجعله يترقبها بشوق ولهفة .
أما أثناء النهار ,فكثيرا ً ما كان يسأم طول المكوث في الشباك ,فيغتنم خلو الدار من الرجال
ويندفع إلى ) بيت المونة ( حيث النسوة يقمن بتحضير العجين واعداد المواد التي يراد طبخها ,
116
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
فيعبث ويشغب حتى يضقن به ,فيأمرنه بالعودة إلى الشباك ,ولكنه ينطلق إلى المطبخ وهو
يتعجج من دخان )الجّلة ( الذي ينفثه التنور كالبركان ساعة احمائه ,فيتأذى وتدمع عيناه ,فيرتد
إلى صحن الدار يعدو في الممرات الضيقة بين الثلوج ,باسطا ُ كفيه الصغيرتين يتلقى بهما نديف
الثلج ,أو نافشا ً شعره ليستوعب أكبر كمية منه ,رافعا ً صوته بأهزوجة الثلج ) :كّبر وانزل , ( ...
حتى تدركه أمه فتجره إلى الغرفة جرا ً أو تحمله بيديها النحيلتين حتى تبلغ به عتبتها ,فتنفض ما
علق بشعره وثيابه من الثلج ,وتعيده إلى كرسيه في الشباك .
الصبرة -الصقيع
وذات صباح كان الثلج قد توقف عن التهطال في ليلته ,تفقد العمال الذين كانوا يقشون الثلوج
فلم يقف لهم على أثر .فهم بالخروج من الغرفة ,وإذا أمه تنبهه إلى ) الصبره ( الصقيع الذي
يكسو وجه الرض ,وتحذره من النزلق عليها محاولة صرفه عن مغادرة الغرفة ,ولم تدر أنها
أعطته السبب الكافي للخروج ,فما هي هذه ) الصبره ( التي تحذره منها ؟ لقد أصبح مشتاقا ً
لرؤيتها .وفتح الباب ,وكان أول ما فجأه قناديل كالّبلور متدلية من الميازيب الفقية المسلطة
على صحن الدار ,فيعجب لها ,ويروح يسائل نفسه :ما شأنها ,ومن أين جاءت ؟ ويعود إلى أمه
يستوضحها أمرها ,فيعلم منها أنها هي ) الصبره ( التي حذرته منها ,وتأخذ يده وتخرج به إلى
صحن الدار تريه تلك الممرات الضيقة كيف تكسوها طبقة شفافة كالزجاج ,وتضع كفه على
أكوام الثلج ,وكان يعهدها طرية ه ّ
شة فإذا هي متجمدة صلبة ,ويأتي ابن عمته بمطرقة يكسر بها
صقيع الممرات ويكنسها ,فيأخذ شيئا ً من تلك الكناسة فاذا عي تشبه نثار الزجاج ولكنها ما تلبث
أن تذوب في يده .
ويتعالى الضحى والشمس مشرقة ,وتبدأ قناديل الميازيب ترسل قطرات من الماء يروقه
صفاؤها فيرغب إلى أمه أن تضع تحتها أوعية تتجمع فيها تلك القطرات الصافية ,ويكون له ما
أراد ,وإذا به يكتشف متعة جديدة مضافة إلى متعة صفاء الماء ,هي تلك النغمات المنبعثة من
اصطدام قطرات الماء بالوعية ) :طق . . .ططق . . .طرطق ( ..فتذكره بليالي الوكف
المزعجة ,ولكن شتان ما بين الحالين .
ومرة ألفى باب الدار مفتوحا ً ,فانسل في غفلة من النسوة وخرج إلى الزقاق ,فاذا هو مترع
بالثلوج حتى السطوح ,وليس فيه إل ممر ضيق في وسطه ل يكاد يتسع لكثر من سائر واحد .
وكان بعض الرجال الذين يعبرونه ينتعلون قباقيب عالية ) شبراوّية ( ويعتمدون في السير على
عكاكيز .فيخطر له أن يجرب السير فيه وإذا برجله تغوص في حفرة تملؤها المياه ,فيكف عن
متابعة التجربة ويرتد إلى داخل الدار حيث ينال نصيبه من تأنيب الم وتأديبها .
117
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
نهاية الثلجة
ويصبح الناس ذات يوم على سماء مقلعة وشمس ساطعة وريح غربية رخاء ,فيوقنون بانكشاف
الكربة ,وينهدون إلى الثلوج المتراكمة في الدور ينثرونها في الطرقات ,حيث تذوب تحت وطء
الناس والدواب ,فتشكـل مياهها جداول تنحدر حتى تجد لها مصرفا ً يبتلعها .ويأتي المساء على
الدور خالية من كل أثر للثلج ,وعلى الطرقات ليس فيها إل النذر اليسير منه .فيتباشر الناس
بالفرج ويهّنئ بعضهم بعضا ً ويكون ذلك في اليوم الول من ربيع الول عام 1329هـ .
ونحن نستمد هذا التاريخ الوثيق من قصيدة عامية نظمتها -شيخة -حمصية تدعى ) صديقة بنت
الشيخ سعد الدين شمسي باشا ( تتحدث فيها عن الثلجة وكوارثها ,في تقول :
ثم تقول )) :أول يوم في ربيع شهر النبي شفيع أتانا فصل الربيع ولحـــت البشاير
..........
فاذا كانت الثلجة التي دامت أربعين يوما ً قد انتهت في اليوم الول من ربيع الول عام 1329
فمعنى ذلك أنها بدأت في 19أو 20محرم من تلك السنة ,وهما يوافقان 20أو 21كانون
الثاني 1911م .وشيء آخر نستفيده من هذه القصيدة وهو أن ) الثلجة ( لم تكن قاصرة على
حمص بل هي كما تقول الشيخة )) :قد شمل كل البلدان من حلب لحد معان ((
هذا وإن المعمرين ليذكرون حادثا ً آخر وقع بين )الطوفة ( و ) الثلجة ( أ ي سنة 1910ويسمونه
)النهيب ( اذ هاجم بعض الجياع المحرومبن مستودعات الحبوب والمؤن في المحطة وغيرها من
الماكن ونهبوا محتوياتها .وليس لصغيرنا أي ذكرى عن هذا الحادث ,لبعده عن بيئته ومدارج
طفولته .
=============================================
) (1اشلح :فعل أمر باللهحة العامية معناه )ارم( .والمشلح العباءة .
) (2العصوان المربوطتان هما )القوس( ,والسطوانة الحجرية هي المدحاة )المعرجلنة ( وفي
مركز كل من قاعدتيها نقرة تدخل منها تدخل فيها خشبة صغيرة معترضة في أدنى عصا القوس ,
118
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
وتشد العصوان من أعلى بخشبة مستطيلة تسمى )السيف ( ,وهي لها شكله ,فتلتقط القوس
)المعرجلنة ( بحيث يمكن دحرجتها .والمادة السوداء التي في القفة هي )نقارة الحجر السود( ,
تختلط بطيبنة السطح حين تخبط وتدحا ,فتكسبها تماسكا ً ومتانة .
) (3يقول الثعالبي في كتابه )فقه اللغة( ان اسم ولد الضبع )الفرعل ( بضم الفاء والعين ,ولكني
آثرت السم العام لولد كل حيوان مفترس )الجرو ( لخفته على السمع وقربه من الفهام .
) (4مفردها )متليك( وهو وحدة نقدية تركية تساوي ربع قرش .
) (5واحدها )يوك( وهو عقد واسع في أحد جدران الغرفة تنضد فيه الفرش و اللحف وسائر
أمتعة النوم .
) (6واحدها ) بلس ( وهو بساط منسوج شعر ,يمنع تسرب الماء .
------------------------------------------------------------------------------------
Bottom of Form
-1كانت هناك براميل للبترول كتب عليها بالعربية )شل( وبالنلكليزية ) (Shellفقام أحد الظرفاء
الحمصيين فأخذ برميل ً منها وعندما قبض عليه سأله الحاكم :لماذا سرقت البرميل يا رجل ؟ قال
المتهم :سيدي أنا لم أسرقه ,ولكني وجدت عليه فعل المر شل وماضيه شال ومضارعه يشيل
فأخذته .
119
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
-2كان الخواجة )سمعان سمعان ( أحد موظفي دار السينما في حمص صاحب النكتة الهاتفية
حيث كان ُيسأل على الهاتف ,من أنت ؟ أنا سمعان ! فيكرر السائل قوله :أنا أعرف أنك سمعان
)سامع( ولكن من أنت ؟! أنا سمعان سمعان .فيكرر السائل قوله :أنا أعرف أنك سمعان ولكن
من المتكلم معي ؟ ويتكرر ذلك لعدة مرات إلى أن يقول للسائل يا أخي أنا اسمي سمعان وكنية
عائلتي أيضا ً سمعان .
-3يتناقل الحمصيون قصة مفادها بأن أحد رؤساء البلدية كان يقتني لركوبه وتنقله حمارا ً أبيضا ً ,
وكان مقر البلدية في حينه مكان مديرية الثار )في شارع القوتلي (وهي مقابلة لبناء دار الحكومة
عندئذ )مكان الميتم السلمي والمسيحي الن ( ,وكان هذا الحمار ُيربط على باب بناء البلدية .
ويتندر الحمصيون من كبار السن بأن ذلك الحمار إذا اتجه برأسه نحو الجنوب فهذا يعني أن
رئيس البلدية لدي السيد متصرف حمص ,وإذا كان الحمار العتيد المربوط إلى جدار البلدية
متجها ً إلى جدار البلدية فهذا يعني ان رئيس البلدية موجود في البلدية ,وإذا لم يجد المواطنون
الحمار فهذا يدل على أن رئيس البلدية لم يحضر بعد .
-4كان يقال للسيدات اللواتي يشاهدن السينما للمرة الولى من سيدات أخريات يحببن
المداعبة بأن يغطين وجوههن عند ظهور أبطال الشاشة الذكور ,إلى أن يتكشف لهن سر هذه
الخيالت .
-5تحدث كبراء السن عن امرأة حمصية مسنة ركبت سيارة )بوسطة( للمرة الولى تريد السفر
جلة :أين عريش العربة؟ أين الخيل ؟ وأين العليقة لها ؟! وعندما سارت
فكانت تتساءل و ِ
السيارة )البوسطة( بقيت المرأة تولول وتستغيث ولم تقتنع بوجود السيارة بدون خيل حتى تعبت
واقتنعت !
-6المعروف عن )المليس( أنه يستعمل آلة الصقل برشاقة وليونة ليأتي الكساء السمنتي أو
الترابي ناعما ً .بينما )الفاعل( الذي يخلط التراب بالتبن والماء ليدعكه برجله ,فإنه يعمل الجبلة
بجهد وتعب ولكن أجرته أقل من أجرة المليس المختص .وحدث مرة أن رجل ً طلب إصلح
جداره من المليس والفاعل ,بنهاية العمل أعطى الفاعل أجرة أعلى من أجرة المليس فاحتج
الخير فأجابه الرجل -أنت عملك بسيط ) حلس ملس ( ,بينما زميلك عمله صعب وهو دوما ً
)شبط لبط ( .
-7روى لنا السيد أحمد الضاهر الحادثة التالية :جاء البدوي زائرا ً شريكه في المدينة يحمل علبة
لبن )حليب رائب( قائل ً وهو يبدي الحزن على غنمات الرجل :عشرة شلهن الديب )أكلهن
الذئب ( .وعشرة ماتوا من الصقيع و وعشرة ضاعوا ,وعشرة ما أدري أين ذهبت !! وتابع قوله :
120
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
والحين جبت لك اللبنات )أتيت لك باللبن ( هدية من الجوار .فما كان من صاحب الغنم إل أن
تناول علبة اللبن وسكبها على رأس البدوي وهو يتميز سخطا ً وغضبا ً .فما كان من البدوي إل قال
ببرود :الحمد على بياض الوجه يا شريجي )شريكي( -------- .
المصدر :معالم وأعلم من حمص الشام في القرن العشرين ) محمد فيصل شيخاني -طارق
اسماعيل كاخيا(
بكاء الشرايين
Top of Form
للدكتور محمد طاهر الحمصي في رثاء ولده الدكتور عبد الحليم الحمصي الذي وافته المنية في
المملكة العربية السعودية إثر حادث أليم
121
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
م واللم خ ّ
لني يامن إلى الغ ّ
***
دِع الدموع َ لرباب الطلول فقد
خر الدمع في تّنور أحزاني
تب ّ
***
ف
لئن بكتك عيون القوم من أس ٍ
ن
على ربيٍع ذوى في عّز نيسا ِ
***
لقد بكتك شراييني وأوردتي
جوانحي وضلوعي قبل أجفاني
***
ت مصطَبر
ت حتى ل َ
إني تصّبر ُ
ن
أشكو إلى الله ل أشكو لنسا ِ
***
ت في لحد َ
ك السّراءَ أجمَعها ألحد ُ
ك سلواني ب في ذكرا َت أطل ُورح ُ
***
ي مسكُنهك في عين ّ ل شخص َ ما با ُ
م به ساكنا ً قلبي ووجداني
أكر ْ
***
ب بطلعت َ
ك الغّراء تسلبني أحب ِ ْ
مي وتحيي زهر بستاني
مي وه ّ
غ ّ
***
ويا لبسمت َ
ك الخجلى تهدهدني
ن
ف وتحنا ِ
كالطفل في مهد ألطا ٍ
***
حني
ب في سمعي يرن ّ ُ وصوت ُ َ
ك العذ ُ
ت آذاني
واحسرتا كم ُتعيد الصو َ
***
122
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
د .محمد طاهر الحمصي في رثاء ولده د .عبد الحليم رحمه الله
123
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
124
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
125
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
126
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
ء فيبرأ
لدغ العقرب منفعة بّينة ,وهو أن يشرب الملسوع منه بما ٍ
لوقته .
وفي حمص من المزارات والمشاهد :مشهد علي بن أبي
طالب )رض( فيه عمود عليه موضع إصبعه رآه بعضهم في
المنام ,وفيها دار خالد بن الوليد )رض( وقبره فيما ُيقال
ح ,وعند قبر
وبعضهم يقول إنه مات بالمدينة ودفن بها وهو الص ّ
خالد قبر عياض بن غنم ال ُ
قَرشي )رض( الذي فتح بلد الجزيرة
وفيها قبر زوجة خالد بن الوليد وقبر ابنه عبد الرحمن ,وبها
قبور لولد جعفر بن أبي طالب ) (3وهو جعفر الطّيار وبها مقام
كعب الحبار ) (4وغيرهم .
قال عبد الصمد بن سعيد القاضي :سمعت محمد بن عوف بن
سفيان يقول :كنت ألعب في الكنيسة بالكرة فدخلت الكرة
المسجد حتى وقعت بالقرب من المعافى بن عمران فدخل ْ ُ
ت
لخذها فقال لي يافتى ابن من أنت ؟ فقلت أنا ابن عوف ,قال
ابن سفيان ؟ قلت نعم ,أما إن أباك كان من إخواننا وكان ممن
يكتب معنا الحديث والعلم والذي يشبهك أن تتبع ما كان عليه
ي هو صديق دق يابن ّت إلى أمي فأخبرتها فقالت :ص ّ والدك ,فصْر ُ
لبيك ,فألبستني ثوبا ً من ثيابه وازارا ً من ُأزره ثم جئت الى
دثنا ُ
ب:ح ّالمعافى بن عمران ومعي محبرة وورق فقال لي :أكت ُ ْ
ي أم الدرداء في ت إل ّ
اسماعيل بن عبد ربهبن سليمان قال :كتب َ ْ
لوحي فيما تعلمني أطلبوا العلم صغارا ً تعلموه كبارًا ,قال :فان
لكل حاصد مازرع خيرا ً كان أم شرا ً ,فكان أول حديث سمعته .
ملته من أمر حمص فساد هوائها وتربتها
ومن عجيب ما تأ ّ
اللذين يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهم المَثل ,وإن أش ّ
د
127
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
ء
ومودّةً مخدومة بصفـــا ِ هل تذكر العهد الذي لم أنســـه
حباه قد ح ّ
ل عقد ُ ومبيتنا في أرض حمص والحجى
بالصهبـاء
ترنو الينــا من عيون الماء ودموع طل الليل تخلق أعينــا ً
المفـــردات :
) (1ياقوت الحموي :هو الشيخ المام شهاب الدين أبي عبد الله
ياقوت بن عبدالله الحموي
البغدادي .مؤرخ وجغرافي عربي رومي الصل )
1179ـ (1229م
ول ِدَ بالناضول ) تركيا( اشتراه تاجر من حماه ,
ُ
128
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
129
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
130
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
خريطة قديمة
131
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
132
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو عبد الله وقيل
أبو عبد الرحمن وأبو عبد الله أصح وهو ثوبان بن بجدد من أهل
السراة والسراة موضع بين مكة واليمن وقيل إنه من حمير وقيل
إنه حكمي من حكم بن سعد العشيرة ][1
لزم ثوبان صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن اشتراه
سبيا ً و أعتقه .
133
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
اشتهر ثوبان بحبه الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وهناك قصة ذكرها القرطبي عن الثعلبي لم أصل لسندها ][2
بقي ثوبان في خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته
ولم يفارقه ل في سفر ول في إقامة حتى وفاته عليه الصلة
والسلم ,حيث ارتحل بعدها للشام فبنى دارا ُ في الرملة وبنى
دارا ً في حمص و أقام بها حتى وفاته ,وكان قد شهد فتح مصر و
أقام بها فترة .
كان ثوبان قوي الذاكرة حسن الحفظ فأدى ما وعى من حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فروى أحاديث ذوات عدد ،روى
عنه شداد بن أوس ،وجبير بن نفير وأبو إدريس الخولني ،وأبو
سلم ممطور الحبشي ،ومعدان بن أبي طلحة ،وأبو الشعث
الصنعاني ،وأبو أسماء الرحبي ،وأبو الخير اليزني وغيرهم[3].
134
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
قال شريح بن عبيد :مرض ثوبان بحمص ،وعليها عبد الله بن
قرط فلم يعده ،فدخل على ثوبان رجل يعوده ،فقال له ثوبان :
أتكتب ؟ قال :نعم .قال :اكتب ،فكتب :للمير عبد الله بن
قرط ،من ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -أما
بعد :فإنه لو كان لموسى وعيسى مولى بحضرتك لعدته .فأتي
بالكتاب ،فقرأه ،وقام فزعا .قال الناس :ما شأنه أحضر أمر ؟
فأتاه ،فعاده ،وجلس عنده ساعة ،ثم قام ،فأخذ ثوبان بردائه ،
وقال :اجلس حتى أحدثك ; سمعت رسول الله -صلى الله عليه
وسلم -يقول :ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا ل حساب
عليهم ول عذاب ،مع كل ألف سبعون ألفا [4].
توفي ثوبان النبوي في حمص سنة أربع وخمسين للهجرة بعد أن
ذاع صيته في القطار و المصار يعلم الناس شؤون دينهم
ويحدثهم ما رواه عن نبيهم فرحم الله ثوبان وجزاه عنا خير
الجزاء و أبلغه الجنة التي كفلها له الرسول صلى الله عليه وسلم
ل مولى ن َ
قا َ وَبا ُ ما ث َ ْقْلت لبي العالية َ حدثنا شعبة بن عاصم ُ
صّلى الل ّ ُ
ه ه َل الل ّ ِسو ُ ل َر ُ قا َم قال َ سل ّ َ
و َ
ه َ عل َي ْ ِه َصّلى الل ّ ُ ه َ رسول الل ّ ِ
ه بالجنةل لَ ُف ُوأ َت َك َ ّشي ًْئا َ سأ َ َ
ل َ ن َل ي َ ْ
َ
ل ِلي أ ْ ف َ ن ت َك َ ّ
م ْوسلم َ عل َي ْ ِ
ه َ َ
ن أ ََنا فكان ل يسأل أحد شيئا ][5 وَبا ُ قال ث َ ْ ف َ َ
و هذه بضعة أحاديث نبوية أذكركم بها وقد اخترتها لكم من كثير من
الحاديث التي رواها ثوبان رحمه الله
135
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
ــ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ] :لعلمن أقواما يأتون
يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله هباء
منثورا .قال ثوبان :يا رسول الله ! صفهم لنا جلهم لنا ؛ أن ل
نكون منهم ونحن ل نعلم .قال :أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم
ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله
انتهكوها [
قال اللباني حديث صحيح
ن
م ْة ِ ف ٌطائ ِ َل َـــ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]:ل ت ََزا ُ
َ ْ ُ
مُر الل ّ ِ
ه يأ ْ حّتى ي َأت ِ َ
م َ خذَل َ ُ
ه ْ ن َ
م ْ
م َ
ه ْ ق َل ي َ ُ
ضّر ُ عَلى ال ْ َ
ح ّ ن َ
ري َ
ه ِظا ِمِتي َ أ ّ
ك[ م ك َذَل ِ َ
ه ْ
و ُ َ
قال مسلم حديث صحيح ولم يذكر قتيبة لفظة و هم كذلك
ــ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ] :إن الله زوى لي
الرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي
لي منها [ .رواه مسلم ، 8 / 171وأبوداود ، 4252والترمذي
، 2 / 27وصححه وابن ماجه ، 2952وأحمد 5 / 278و 284من
حديث ثوبان وأحمد أيضا 4 / 123وصححه الباني
ن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا انصرف من صلته كا َ ــ َ
سَل ُ
م تباركت َ
ذا ومنك ال ّ
م أنت السلم َ ل الل ّ ُ
ه ّ و َ
قا َ غ َ
فَر َثلًثا َ ست َ ْ
ا ْ
ل َ ْ
جَل ِال ْ َ
وال ِك َْرام ِ
َ
فُر
غ ِ
ست َ ْ غ َ
فاُر قال تقول أ ْ ف اْل ْ
ست ِ ْ ل الوليد فقلت للوزاعي ك َي ْ َ قا َ َ
136
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
الل ّ َ
فُر الل ّ َ
ه غ ِ
ست َ ْ
هأ َْ
صحيح مسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
137
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
أما بعد أيها القارىء الكريم فهذه جولة مختصرة نبحرها سويا معرجين على كتب أهل
السفار و القطار ,وما حوته من شهادات لحمص و أهلها ,و لعلك أيها الفاضل تعذرنا
إذا ما وجدت نقصا ً أو قصورا ً ,ورحم الله امرءا ً أهدى لنا عيوبنا
ثم سافرت إلى مدينة حمص وهي مدينة مليحة ،أرجاؤها مونقة ،وأشجارها
مورقة ،وأنهارها متدفقة ،وأسواقها فسيحة الشوارع ،وجامعها متميز بالحسن
الجامع ،وفي وسطه ماء .وأهل حمص عرب لهم فضل وكرم .وبخارج هذه المدينة
قبر خالد بن الوليد سيف الله ورسوله ،وعليه زاوية ومسجد وعلى القبر كسوة
سوداء .وقاضي هذه المدينة جمال الدين الشريشي من أجمل الناس صورة
وأحسنهم سيرة
138
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
هي فسيحة الساحة ،مستطيلة المساحة ،نزهة لعين مبصرها من النظافة والملحة ،موضوعة في
بسيط من الرض عريض مداه ،ليخترقه النسيم بمسراه ،يكاد البصر يقف دون منتهاه ،أفيح
أغبر ،لماء ولشجر ،ولظل ول ثمر ،فهي تشتكي ظماءها ،وتستقي على البعد ماءها ،فيجلب
لهامن نهيرها العاصي ،وهو منها بنحو مسافة الميل ،وعليه طرة بساتين تجتلي العين خضرتها،
وتستغرب نضرتها ،ومنبعه في مغارة يصفح جبل فوقها بمرحلة بموضع يقابل بعلبك ،أعادها الله،
وهي عن يمين الطريق دمشق.
وأهل هذه البلدة موصوفون بالنجدة والتمرس بالعدو لمجاورتهم اباه ،وبعدهم في ذلك أهل حلب.
فأحمد خلل هذه البلدة هواؤها الرطب ،ونسيمها الميمون تخفيفه وتجسيمه ،فكأن الهواء النجدي
في الصحة شقيقه وقسيمه.
139
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
__________
) (1يجيز النحويون الصرف في السم المؤنث الثلثي الساكن الوسط؛
راجع ) الروض المعطار في أخبار القطار
140
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
كانت الدار في تلك الليلة من ليالي الصيف شعلة من نور .أليس في باحتها فانوسان ،واحد في
الدهليز عند الباب ،وآخر يتدلى تياها ً من عريش الدالية التي تتوسط الباحة؟! أليس في كل من
غرفتيها القبليتين أكثر من )مصباح كاز( وكلها من نمرة )(4؟! ,ولم يكن ينقصها لتضاهي دور
)الكابر( إل الثريا ذات المصباح ا لضخم من نمرة ) 20أو .(24
على أنها كانت على موعد معها ،فقد عقدت اجتماعات وجرت مداولت ! قبل أيام ،لتتعاون
العيلتان على توفير المبلغ اللزم لشراء تلك الثريا .ولم يكن أحد يقدر أن )السفر برلك ( سيحول
دون تحقيق تلك المنية ،وأن الدار ستبقى بدون ثريا حتى ينيرها فانوس )اللوكس ( أواخر
العشرينات " ثم مصابيح الكهرباء في أواسط الثلثينات.
وكان الطفل قد ارتدى ,منذ الغروب) قنبازًا( نظيفًا ،و لعله كان جديدًا ،وراح يتبختر في صحن
مته اليافع حين يهرول لفتح الباب كلما طرق ،ويتنحى عن طريق
الدار ,ويجري وراء ابن ع ّ
م يتطاول ليرى من خلل النوافذ
الداخلين حين يهرع أبوه وعمه لستقبالهم والترحيب بهم ،ث ّ
المفتحة أولئك الضيوف يجلسون متربعين على الحشايا المفروشة في موازاة جدران الغرفة ,
تتوج رؤوسهم العمائم ،بيضا ً ومطرزة بـ )الغباني( ،وتمل وجوههم اللحى كّثة طويلة
لدى بعضهم ،وخفيفة قصيرة لدى الخرين ،فيضفي ذلك على مجلسهم ظل ً من وقار ينفذ إلى
قلب الطفل فيشعر بالهيبة ويلتزم السكون والتؤدة في حركاته ومشيه في صحن الدار.
141
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
وكانوا كلما دخل عليهم داخل متقدم في السن أو المكانة نهضوا له احتراما ً ووسعوا له مجلسا ً
في صدر الغرفة ,وبادلوه التحيات ثم استأنفوا ما كانوا فيه من حديث ,حتى جاء ضيف بآخره
فلما توسط صحن الدار ،صاح بصوت جهوري " :يا لكم من مساكين ! تجتمعون هنا على هذا
النور الخافت الذي يعشي العيون ،والشمس مشرقة في باب السوق تمّزق جلبيب الظلم ! ".
فيقبل عليه القوم يستوضحونه الخبر ،فيذكر لهم أن ) قهوة الدروبي( قد أنيرت الليلة بمصابيح
)الكهربائي( ) ،(1وأن نور الواحد منها يفوق نور مئة ثريا من نمرة ) .(20فيصح عزمهم على
السعي لمشاهدة هذه )الكهربائيات(.
لم يخطر على بالي وأنا أقرأ عن وصول انفلونزا الخنازير إلى بلدنا أن هذا الفيروس اللعين
سيتسبب في وفاة أحد من أهالي وطننا ،فقد كنت أظن أن شعبنا منيع على مثل هذه المراض
التي نعتبرها بسيطة والتي يمكن أن تفتك بأجسام ضعيفة كشعوب إفريقية أو أجساد مدللـة
كشعوب أميركا وأوروبا ،ولكن حدث أن سجلت حالتي وفاة في سورية من هذا الوباء الجديد
حتى الن وهذا أمر لم أجد له تفسيرا سوى أن الشاب والمرأة رحمهما الله كانا من ذوي
الجسام ضعيفة المناعة التي لم تستطع أن تقاوم هذا الهجوم الكاسح للفيروس فوقعا في شباكه
وقضى عليهما أما بقية الحالت التي سجلت فقد تحسنت وشفيت بسرعة ولله الحمد
وإذا كان من الطبيعي أن نفهم سر ارتفاع الوفيات في أميركا أو في دول مثل المكسيك وغيرها
حيث أن أكثر من ثلثين ألف وفاة تحدث في الوليات المتحدة من جراء الصابة بالنفلونزا العادية
عندها يمكن أن نفهم لماذا يخاف العالم من هذا الوباء الخطير الذي إذا انتشر فستكون هناك
كارثة حقيقية في العالم وخاصة الغربي منه أما في بلدنا فنحن نعتبر مثل هذه الصابات هي من
نوع المراض البسيطة التي تمر بشكل عابر و ل تحتاج إلى دخول مستشفيات وحتى الى تناول
أدوية وانما نكافحها بالليمون و الزهورات وهي بنفس الوقت الخبز اليومي للجازات الصحية
للكثير من الموظفين فل يكاد يمر يوم على أي دائرة حكومية إل ويكون فيها العدد الفلني من
الموظفين الذين يأخذون إجازة صحية ولو ليوم واحد من أجل كريب حاد أو انفلونزا أو ما شابه
ذلك
وبعد أن يتلى فصل من )المولد( وتنشد بعض الناشيد والقصائد النبوّية ،ويتناول الضيوف مما قدم
لهم من ) الرز بحليب( ،يشرعون بمغادرة الدار متجهين إلى باب السوق.
ويرى الصغير أباه منطلقا ً مع الضيوف ,فيدنو منه يتمسح به يريد أن يذهب لرؤية ) الكهربائي(
142
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
وهاهو الجمع يجتاز الزقاق إلي شارع )الحميدية( ،وصاحب البشرى يته ّ
كم بفوانيس البلدية
الشحيحة المعّلقة بالجدران ،وينذرها بدنو أجلها ،فقد جاءها )عزرائيل الكهربائيات ( .
ويبلغون ساحة باب السوق ،فيلفونها غاصة بجماهير الناس المتحلقين حول البحرة الكبيرة التي
تتوسط تلك الساحة -في مكان دائرة شرطي السير عند الساعة القديمة اليوم -وأبصارهم جميعا ً
عالقة بقهوة الدروبي حيث نثر في سماء الرصيف العريض أمامها بضعة ) لوكسات( كانت
في الحقيقة تمّزق جلبيب الظلم .وهم ينقلون أنظارهم بين تلك اللوكسات وبين الزبائن،
الجالسين منهم على الحصر مستندين إلى كراسي القش
الصغيرة ،أو الملتفين حول المناضد التي بدأت تغزو المقاهي ،فيلمحون في حركاتهم وعلى
أسارير وجوههم ما يوحي بأنهم يشعرون الليلة بحياة جديدة تشيع في كياناتهم فتملؤها نشاطًا،
ة وانشراحًا.
ة وغبط ً
وبروح جديد يجري في عروقهم فينعكس على الوجوه بهج ً
فهؤلء لعبو النرد ،حين يحذف واحدهم )الزهر( ول يضطر إلى النحناء عليه ليرى أهو )شيش
بيش أم هب يك ( يصفق بيديه فرحا ً ويهتف بما ل يسمعون ،وإن حزروا أنه يثني على النور الذي
أراح ظهره من النحناء وعينيه من التحديق .وأولئك الذين يدخنون النراجيل وهم معتمدون على
الكراسي الصغيرة ،يتأملون خيوط الدخان المتلوية كالفاعي فوق رؤوس النراجيل بنشوة تشبه
حلما ً لذيذا ً بين يدي فجر ندي ...
و غلمان المقهـى يطيرون بين الزبائن كسنونو الربيع منادين ,بل مغردين) ،تنباك ؟ ؟ . .نارا. .
ي؟(.
نارا ..لمين م ّ
وصاحب المقهى متربع على عرشه ،عيناه تعرضان المصابيح ،ووجهة كله بسمة راضية ،و لسانه
) اسطوانة فونوغراف ( ما ينفك يديرها أمام أفواج خاصته من الزبائن الذين يأتونه مهنئين
مباركين ،تحكي لهم قصة جهوده وجهاده في سبيل تأمين )اللوكسات( .
وتتكاثف الجماهير حول البحرة وتتزاحم ،وكّلما انسحب فوج خلفته أفواج ،وأمارات العجب
والدهشة بادية على وجوه الجميع ،والتعليقات المتباينة دائرة على ألسنتهم ) :إي هه ،ياحسرتي
علينا كيف كنا عايشين ؟!( ) . .ياليت سعره رخيص لشتري واحد للدار ! ! ( ) . .اصبر يا أخي-
143
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
ويعود الصغير مع أبيه إلى البيت ،ويذكر أن في الجرائد التي يقرؤها أبوه صورا ً كثيرة
) للكهربائيات( العلنات -فينام على موعد معها ,فإذا أصبح بادر فقص أعدادا ً منها وألزقهـا
بورق )المقوى ( الكرتون وراح يعلقها في جدران الغرف . . .
) (1هكذا كانوا يسمونه الكهربائي .وهناك من يقول أن أول ) لوكس ( أشعل كان في ) الجامع
الكبير ( والطفل يذكر انه رأى عمال ً ينصبون أعمدة حديدية في طرف مصلى الجامع قيل له أنها
ستحمل ) الكهربائيات ( وقد يكون الحادثان متزامنين .والمهم أن ذلك وقع قبل الحرب العالمية
الولى بسنة أو سنتين
Top of Form
144
اعداد وتقديم :فالح الزهراوي بين الحاضر والماضي حمص
145