Вы находитесь на странице: 1из 3

‫حال العالم قبيل بعثة رسول اهلل صلى‬

‫اهلل عليه وسلم‬

‫جمعه أمين‬
‫قبل أن نتكلم عن منهج التغيير عند االمام البنا ‪ ,‬كان البد لنا من مقياس‬
‫نقيس به هذا المنهج ‪ ,‬من حيث الصحة والخطأ أو الصواب واالنحراف‬
‫‪,‬وليس هناك مقياس نرد إليه وال نختلف عليه غير منهاج رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪ ,‬ومرجعنا فى ذلك سيرته صلى هللا عليه وسلم ‪ ,‬ألنها‬
‫العمل التطبيقى الذى جسد الحقيقة االسالمية كاملة فى مثلها األعلى محمد‬
‫صلى هللا عليه وسلم فى كل شأن من شئون الحياة الفاضلة على أعظم ما‬
‫يكون الوضوح والكمال ‪ ,‬ولذا جعله هللا قدوة لالنسانية كلها إذ قال (( لقد‬
‫كان لكم فى رسول هللا أسوة حسنة لمن كان يرجو هللا واليوم اآلخر )) "‬
‫االحزاب ‪" 21 :‬‬

‫فضال عن أن دراسة هذه السيرة العطرة مهمة لمعرفة التصورات‬


‫الصحيحة والتطبيقات السديدة ‪ ,‬والمنهج الحق المبين الذى ال خيرة لنا‬
‫فيه ‪ ,‬إن أردنا عودة لخيريتنا واستعادة أمتنا الوسط ‪.‬‬

‫فمن خالل سيرته العطرة صلى هللا عليه وسلم نتعرف على صاحب‪I‬‬
‫الخلق القويم والداعى الرحيم والسياسى الحكيم ‪ ,‬والقائد العظيم ‪ ,‬والحاكم‬
‫الرفيق ‪ ,‬والمربى ألمته بالشورى ‪ ,‬والرءوف بالناس وبأمته ‪ ,‬والمحارب‬
‫الرحيم ‪ ,‬وحامل لواء االسالم فى مرحمة النبى ‪ ,‬وعزة القوى ‪.‬‬
‫أليس هو صلى هللا عليه وسلم الذى أنشأ جماعة من الحفاة العراة رعاة‬
‫الشاة ‪ ,‬شاربى الخمر ‪ ,‬وآكلى الربا ومقترفى الزنا ‪ ,‬وائدى البنات ‪,‬‬
‫ومالكى النساء عابدى الصنم و الوثن والحجر ‪ ,‬فهذه سمات مجتمعهم ‪.‬‬
‫فأصبحوا بعد مجيئه صلى هللا عليه وسلم خير أمة أخرجت للناس يأمرون‬
‫بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون باهلل ‪.‬‬

‫لقد بدأ صلى هللا عليه وسلم – بعد أن اعلن نفسه أنه رسول االنسانية ‪,‬‬
‫ومخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز‬
‫الحميد بكتاب ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم‬
‫حميد ‪ ,‬أقول ‪ :‬بدأ بدعوته الفردية النشاء هذه الجماعة المؤمنة فابتدأ بها‬
‫بذار صالحا ‪ ,‬أخذ ينمو فى بيئة طاهرة مختفيا فى خالل االيمان حتى‬
‫أخرج شطأه بعد تربية إيمانية ومعناها شديدة حتى أصبح قويا فى تكوينه ‪,‬‬
‫لدرجة أنه صار قوة الحق فى االرض ‪ ,‬فكان صلى هللا عليه وسلم كما قال‬
‫عنه ربه (( محمد رسول هللا والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم‬
‫تراهم ركعا سجدا يبتغون فضال من هللا ورضوانا سيماهم فى وجوههم من‬
‫أثر السجود ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى االنجيل كزرع أخرج شطأه‬
‫فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار )) "‬
‫الفتح ‪ "29 :‬كل ذلك بتوجيه هللا ورسوله صلى هللا عليه وسلم ‪ ,‬وقوة‬
‫صلى هللا عليه وسلم وعلو إيمانه ‪.‬‬

‫ولكى تتم المقارنة وتتضح المطابقة بين المنهجين ‪ ,‬حرى بنا أن نتعرف‬
‫على الحال التى سبقت بعثة المصطفى صلى هللا عليه وسلم لنرى‬
‫االضراب الفكرى الذى سبق بعثته صلى هللا عليه وسلم وحال أعظم‬
‫دولتين كانت تشرئب لهما االعناق فى هذا الزمان – أعنى بهما – فارس‬
‫والروم وغيرهما من الحضارات‪ .. I‬ثم بين الحال‪ I‬التى سبقت االمام البنا ‪,‬‬
‫من بعد عن الدين وانخالع من الشريعة وفساد استشرى – لنقول ما أشبه‬
‫الليلة بالبارحة ‪.‬‬

Вам также может понравиться