Вы находитесь на странице: 1из 8

‫تلوث الهواء والنحباس الحراري‬

‫أعداد الستاذ الدكتور نادر بن محمد صيام‬


‫أستاذ الجغرافية المناخية في قسم الجغرافية‬
‫جامعة الملك سعود‪.‬‬

‫‪ -1‬علقة الحتباس الحراري بتلوث الهواء‪:‬‬


‫تعد مشكلة التلوث بشجكل عجام‪ ،‬وتلجوث الغلف الججوي )‪(Atmospheric Pollution‬‬
‫بشكل خاص‪ ،‬واحدة من أهم المشاكل البيئية وأخطرها‪ ،‬التي تهدد مستقبل البيئة الطبيعيججة‬
‫والحياة العضوية النسانية الحيوانية والنباتيجة علجى سجطح الرض‪ ،‬ذلجك بمججا تسجببه مجن‬
‫أضرار صحية وماديججة جسججيمة فججي المنججاطق الججتي تصججيبها‪ ،‬تنعكججس فججي انتشججار الوبئة‬
‫والمراض الفتاكة بين النسان والحيوان وتلجف النبجات الطجبيعي والمحاصججيل الزراعيججة‬
‫وخراب للحياة العضوية الدقيقة‪ .‬والمججثير حقجًا‪ ،‬أنججه حججتى وقججت قريججب كججان يعتقججد إنججه ل‬
‫وجود لمثل هذه المشكلة‪ ،‬أو إنها على القل ل تشكل مسألة خطيرة علججى الطلق‪ .‬فكججان‬
‫العتقاد السائد أن الغلف الجوي عظيم التساع‪ ،‬يسججتطيع ببسججاطة أن يسججتوعب كججل مججا‬
‫يحقن فيه مججن مججواد وغججازات ملوثججة ويشججتتها خلل مخزونججه الهججوائي الهججائل‪ ،‬ومججن ثججم‬
‫يتخلص منها بطريقة أو بأخرى‪ ،‬ولذلك فإنه قادر على تنظيف نفسه بنفسه باستمرار‪.‬‬
‫لكن سرعان ما تقوض هذا العتقاد أمام نتائج أبحاث كيمياء الغلف الجججوي ومكتشججفاتها‬
‫الحديثة‪ ،‬التي أكدت ازدياد تراكم المواد والغازات الملوثة وتركيزها فججي الغلف الجججوي‬
‫خلل العقود القليلة الماضية‪ ،‬الذي تزامن مع بداية الثججورة الصججناعية العالميججة‪ ،‬و تعججاظم‬
‫مع التطور الصناعي والمدني العالميين المتسارعين‪.‬‬
‫إن ازدياد تركيز بعض الغازات‪ ،‬وخاصة غاز ثاني أكسيد الكربججون )‪ (CO2‬وغيججره مججن‬
‫الغازات في الغلف الجوي‪ ،‬لن يؤدي إلى تغييرات كيميائية فججي تركيججب الغلف الجججوي‬

‫‪1‬‬
‫فقط‪ ،‬وإنما سيؤدي أيضا إلى ما يعرف بظاهرة الحتباس حراري )‪(Heat Trapping‬‬
‫التي ستؤدي إلى زيادة حتمية في درجة حرارة الغلف الجوي وسطح الرض تقججود إلججى‬
‫تغيججرات مناخيججة )‪ (Climate change‬عميقججة أكيججدة‪ ،‬ستصججبح ملحوظججة خلل العقججود‬
‫القليلة القادمة‪.‬‬

‫‪ -2‬مفهوم تلوث الغلف الجوي للرض‪:‬‬


‫يقصججد بتلججوث الغلف الجججوي ازديججاد تركيججز بعججض الغججازات ومركباتهججا والجسججيمات‬
‫وغيرها من المواد الضارة وتراكمها فيه‪ ،‬مما يؤدي إلى تغير خصائصه وتركيبه إلى حد‬
‫يصبح عنده ذو لون وطعم ورائحة ومضر لصحة النسان والمخلوقججات الحيججة الخججرى‪،‬‬
‫جسديًا ونفسياً‪ ،‬ومضر بالممتلكات والبنية‪.‬‬
‫ومن أهم الغازات الملوثة للغلف الجوي تلججك الججتي تكججون ناشججطة كيميائيججا ومصججادرها‬
‫وفيرة‪ ،‬مثل‪ :‬ثاني أكسيد الكربون )‪ (CO2‬وأحادي أكسجيد الكربجون )‪ (CO‬وثجاني أكسجيد‬
‫الكججبريت )‪ (SO2‬وأكسججيد النتريججك )‪ (NO‬وثججاني وأكسججيد النججتروجين )‪ (NO2‬وأكسججيد‬
‫النتروز )‪ (N2O‬والميثان )‪ (CH4‬والوزون )‪.(O3‬‬
‫بالضججافة إلججى مركبججات كلوروفوركججاربون )‪ (CFCS‬أو كلوروفلوروميثججان )‪،(CLFS‬‬
‫مثل‪ (CF2CH2,CFC-12,CFC-11,CFC-13):‬وغيرها من هذه المركبات المعروفة‬
‫تجاريًا بالفريون )‪ .(Freon‬وذرات الغبار العادية )‪ (Dust‬والجسججيمات الدقيقججة الغرويججة‬
‫" إيروسولز" )‪.(Aerosols‬‬
‫كما تشتمل على الجزيئات وجسيمات العناصر المعدنية والمواد الخرى الججتي تكججثر فججي‬
‫هواء المدن الصججناعية مثججل‪ :‬جيسججمات الحديججد )‪ (Fe‬والرصججاص )‪ (Pb‬والزنججك )‪(Zn‬‬
‫والكجججروم )‪ (Cm‬والمنجنيجججز )‪ (Mn‬والنيكجججل )‪ (Ni‬والصجججفيح )‪ (Sn‬والنحجججاس )‪(Cu‬‬
‫والتيتانيوم )‪ (Ti‬والفانججدوم )‪ (V‬والكربججون )‪ (C‬وغيرهججا‪ .‬وتشججتمل أيضججا علججى أيونججات‬

‫‪2‬‬
‫)شجججوارد( السجججلفات )‪ (--SO4‬والنجججترات )‪ (-NO3‬والكربونجججات )‪ (--CO3‬والمونيجججوم‬
‫"النشادر" )‪ (+NH4‬التي تتحول إلى جسيمات ثانوية صلبة أو مائعة بوساطة التفججاعلت‬
‫الكيميائية مع الغازات الموجودة في محيطها‪.‬‬
‫كمججا تشججتمل علججى مركبججات هيدروكاربونيججة )‪ ( VOCS‬كججثيرة خطججرة مثججل مركبججات‬
‫البنزوبجججايرن )‪ ،(C20H10‬وأخطرهجججا مجججا يعجججرف بمركجججب ‪ 3.4‬بنزوبجججايرن "‪3.4‬‬
‫‪ (Benzopyrene‬ومركججب بنججزو‪ -‬ألفججا‪ -‬بججايرن )‪ (Benzo-α-Pyren‬المسججببة لمججرض‬
‫السرطان‪ ،‬بالضافة إلى مركبات الفلوريدات والعضججويات المنحلججة بججالبنزين )‪،(C6H6‬‬
‫وقطران ودخان وجسيمات غبارية‪ .‬كما تحتوي على كميات كججبيرة مججن السججخام )‪(Soot‬‬
‫أو ما يعجرف بجالكربون السجود “‪ (Black carbon” (BC‬أو الكربجون العنصجري “‬
‫‪ (Elemental Carbon” (EC‬المكون من حبيبات متلصججقة علججى شججكل عناقيججد مججن‬
‫جزيئات الكربون الصافي التي تعرف أحيانجًا )‪ .(C60‬بالضججافة إلججى مركبججات الضججباب‬
‫الدخاني " الضبخان" )‪.(Smog‬‬

‫‪ -3‬مصادر العناصر والمواد الملوثة لللف الجوي‪:‬‬


‫تعود هذه الملوثات جميعها في أصججولها أو مصججادرها إلججى مصججدرين أساسججيين‪ ،‬فإمججا أن‬
‫تكون مصادرها طبيعية أو إنسانية‪ .‬وبناء على ذلك يمكن تصنيفها إلى‪:‬‬
‫‪ -1 -3‬الملوثات الطبيعية‪:‬‬
‫وهججي الملوثججات الناتجججة عججن العمليججات الطبيعيججة المتمثلججة بججإحتراق الغابججات والحججراش‬
‫والنفجارات البركانية والزوابع والعواصف الرمليججة والغباريججة وانتثججار الميججاه البحريججة‬
‫والتفاعلت الكيميائية والحيوية الجارية فججي التربججة وتفسججخ الغشججية الحيججة والعضججويات‬
‫الدقيقة بعد موتها‪ .‬ويلحظ أن كل هذه المواد‪ ،‬على الطلق تقريبًا تتكججون وتتطججور عنججد‬
‫سطح الرض أو على القل تتكون أصولها هناك‪ ،‬وما يأتي من مواد وذرات من الفضاء‬
‫ل جدًا‪.‬‬
‫الخارجي في شكل مخلفات وبقايا احتراق النيازك يظلل قلي ً‬

‫‪3‬‬
‫‪ -3-2‬الملوثات النسانية‪:‬‬
‫وهي الملوثات الناتجة عن النشاطات النسانية المتمثلججة بالمخلفججات الصججناعية والتعدينيججة‬
‫بمختلججف أصججنافها وأشججكالها وحججرق الوقججود المسججتحاث "الحفججوري" )البججترول والفحججم‬
‫الحجري(‪ ،‬وحرق الوقود الطبيعي " الكتلة الحيوية"‪ ،‬وعن النشججاطات الزراعيججة العديججدة‬
‫واسججتخدام السججمدة الكيميائيججة والمبيججدات الحشججرية والعطججور المنزليججة المتنوعججة‪ ،‬وعججن‬
‫عمليات البناء المختلفة‪.‬‬
‫‪ -4‬أصناف الملوثات وفقًا لطرق تشكلها‪:‬‬
‫كما تصنف الملوثات‪ ،‬إن كانت ملوثات طبيعية أو ملوثات إنسججانية‪ ،‬وفق جًا لطججرق تشججكلها‬
‫إلى صنفين رئيسين هما‪:‬‬
‫‪ -4-1‬ملوثات أولية )‪:(Primary Pollutants‬‬
‫وهججي ملوثججات تحقججن فججي الغلف الجججوي مباشججرة‪ ،‬وتبقججى محافظججة علججى طبيعتهججا‬
‫وخصائصها الفيزيائية والكيميائية‪.‬‬
‫ملوثات ثانوية )‪ :( Secondary pollutants‬وهي ملوثات تتشكل فججي الغلف الجججوي‬
‫نفسه بواسطة تفاعلت كيميائية وفوتوكيميائية تجري بين الغازات والمواد الموجودة فيججه‬
‫مع بعضها البعض‪ ،‬أو بينها وبين الملوثات الولية التي تنبعث خلله‪ .‬والجدير بالهتمججام‬
‫هنا‪ ،‬أن كثير مجن الغجازات والملوثجات الوليجة ل تصجبح مضجرة إل بعجد أن تتحجول إلجى‬
‫ملوثات ثانوية‪.‬‬

‫‪ -5‬الحتباس الحراري‪:‬‬
‫تعبر الشعة الشمسية قصيرة المواج الواردة إلى سطح الرض الغلف الجججوي دون أن‬
‫تتمكن جزيئات غججازاته مججن امتصججاص شججيئًا منهججا‪ ،‬عججدا النججذر اليسججير المتمثججل بالشججعة‬
‫الشمسية فوق البنفسجية التي تمتصها طبقة الوزون الموجودة في طبقة ستراتوسفير)بين‬
‫ارتفاع ‪ 50 -11‬كم وسطيًا(‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫عندما تسقط الشعة الشمسية على سطح الرض ينعكس أو يرتد جزء منهججا مباشججرة إلججى‬
‫الفضاء‪ ،‬متمثل بنسبة مئوية منها يعرف بمعامل انعكاسية السطح أو ألبيججدو )‪،(Albedo‬‬
‫يتباين مقداره أساسًا بين السطوح بسبب اختلف ألوانها‪ ،‬فيكون كبيرًا للسججطوح البيضججاء‬
‫ل للسطح السوداء وقاتمة اللون‪ .‬وما تبقى من الشعة الشمسية يمتصججها‬
‫وفاتحة اللون وقلي ً‬
‫السطح فتتحول إلى طاقة حرارية محسوسة تزيد من درجة حرارته الداخلية‪ .‬يقوم سطح‬
‫الرض بإشعاع طاقته الحراريججة المكتسججبة علججى شججكل أمججواج إشججعاعية حراريججة طويلججة‬
‫المواج تعرف بالشعة الرضية تحت الحمراء طويلة المججواج‪ .‬تتمكججن بعججض جججزيئات‬
‫غازات الغلف الجوي والجسيمات المعلقة فيه في المستويات القريبة مججن سججطح الرض‬
‫من امتصاص بعض الشعة الرضية المذكورة‪ ،‬ذلك ممججا يزيججد درجججة حججرارة الجججزاء‬
‫السفلى من الغلف الجوي‪ ،‬ومن ثم تعمل على إشعاعها من جديد إلى سطح الرض‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى زيادة درجة حرارته‪.‬‬
‫إذا فعملية النحباس الحراري تتمثل بامتصاص بعض جزيئات الغازات والجسيمات في‬
‫المسججتويات الججدنيا القريبججة مججن سججطح الرض الشججعة الرضججية تحججت الحمججراء طويلججة‬
‫المواج‪ ،‬ومنعها من الفرار إلى الفضاء الخارجي‪ ،‬ومن ثم إشعاعها إلججى سججطح الرض‬
‫مرة أخرى‪ ،‬وتعرف هذه العملية بتأثير الغلف الجوي )‪ .(Atmosphere Effect‬وهي‬
‫مشججابهة للعمليججة الججتي تجججري فججي مججا يعججرف بججالبيوت الخضججراء ) ‪(Green Houses‬‬
‫الزراعية الزجاجية أو البلستكية المستخدمة لزراعججة الخضججار والزهججار فججي المنججاطق‬
‫والفصول الباردة التي من شأنها أن تسمح بدخول الشعة الشمسية بحرية إليها‪ ،‬وبججالوقت‬
‫نفسه تمنع الشعة الرضية الحرارية من مغادرتها موفرة بذلك درجة الحرارة المناسججبة‬
‫لنمو النباتات وتعرف هذه العملية بتأثير البيوت الخضراء )‪.(Greenhouse Effect‬‬
‫‪ -6‬نتائج الحتباس الحراري‪:‬‬
‫يتوقع بعض علماء المناخ‪ ،‬أنه مع نهاية القرن الحالي‪ ،‬حججدوث زيججادة فججي درجججة حججرارة‬
‫الغلف الجوي وسطح الرض تتراوح بين ‪ ، ْ 0.7 – ْ 0.6‬ذلك مما سيؤدي إلى ذوبان‬

‫‪5‬‬
‫الجليديات في القطبين الشمالي والجنوبي سينجم عنججه ارتفججاع فججي مسججتوى سججطح البحججار‬
‫والمحيطات يتراوح بين ‪ 88 -9‬سم وسطيًا‪ ،‬ويرى بعض العلمججاء أن هججذا المججر قججد بججدأ‬
‫ل‪ .‬كما يتوقع‪ ،‬وبحلول عام ‪2100‬م‪ ،‬ارتفججاع درجججة الحججرارة المججذكورة بيججن ‪– ْ 1.5‬‬
‫فع ً‬
‫‪ .ْ 5.8‬ويتوقع البعض نتيجة لهججذه المججور سججتغمر ميججاه البحججار والمحيطججات للعديججد مججن‬
‫المدن والموانئ الساحلية في العالم‪ .‬وستشهد الرض تغيرًا مناخيًا حقيقيًا‪.‬‬
‫ل شججك فججي أن بعججض الدراسججات تتعمججد الثججارة والتخويججف عنججد معالجججة مشججكلة تلججوث‬
‫الغلف الجوي والنحباس الحراري وتوقع نتائجهججا‪ ،‬وتعرضججها بشججكل مأسججاوي رهيججب‬
‫وتقدم صورة قاتمة بائسة للمستقبل الذي ينتظر الحياة على سطح الرض‪ .‬لكن مججع ذلججك‬
‫ل يمكججن بججأي شججكل مججن الشججكال نكججران وجججود مشججكلة تلججوث الغلف الجججوي وظججاهر‬
‫النحباس الحراري ‪ ،‬ول التغاضي عما يمكن أن تؤدي إليه من أخطججار لن أي تججأخر أو‬
‫تردد في معالجتها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في المسججتقبل وسججيكون مججن الصججعب جججدًا‬
‫ل ستجد المجتمعات البشرية نفسججها أمججام تحججد ل يسججتهان بججه‬
‫ل أو آج ً‬
‫التغلب عليها‪ .‬وعاج ً‬
‫مججن بعججض مظججاهر تلججوث الغلف الجججوي الججتي تسججتطيع أن تثججبيت وجودهججا فججي الججبيئة‬
‫الطبيعية وتؤدي إلى انحباس حراري وتغير مناخ الرض‪.‬‬
‫‪ - 4‬غازات النحباس الحراري‪:‬‬
‫يقصد بغازات النحبججاس الحججراري‪ ،‬أو الغججازات الحراريججة‪ ,‬تلججك الغججازات القججادرة علججى‬
‫امتصاص بعججض الشججعة الرضججية تحججت الحمججراء الحراريججة وتمنعهججا مججن الفججرار إلججى‬
‫الفضاء الخارجي‪ ،‬ثم تعود وتشعها إلى سطح الرض ذلك ممججا يججؤدي إلججى زيججادة درجججة‬
‫حرارتججه وحججرارة الجججزء السججفل مججن الغلف الجججوي‪ .‬تعججرف هججذه الظججاهرة بظججاهرة‬
‫النحباس الحراري )‪ .(Heat trapping‬وتججدعى هججذه الغججازات أيضججا بغججازات الججبيوت‬
‫الخضججراء )‪ (greenhouse gases‬لنهججا تقججوم بججدور مشججابه لججدورا لججبيوت الخضججراء‬
‫)البيوت الزجاجية وقد لحظنا أن هذه الغازات تشمل كجل مججن غجاز بخججار المجاء )‪(H2O‬‬
‫وثججاني أكسججيد الكربججون )‪ (CO‬والميثججان )‪ (CH4‬وأكسججيد النججتروز )‪ (N2O‬ومركبججات‬

‫‪6‬‬
‫كلوروفلوروكربون )‪ (CFCS‬التي ذكرت سابقا‪ .‬ويعد ‪ CO2‬أهم هذه الغازات لكثرته من‬
‫جهة‪ ،‬ولديمومته في الغلف الجوي‪ ،‬وكذلك المججر بالنسججبة لبخججار المججاء‪ .‬وتسججتطيع هججذه‬
‫الغازات امتصاص أمجواج الشجعة الرضجية الحراريجة الطويلجة فجي طيجف واسجع منهجا‪.‬‬
‫فيمتص بخار الماء المواج الرضية الشعاعية التي تتراوح أطوالهججا بيججن ‪ 8 -1‬وأكججثر‬
‫من ‪ 12‬مايكرومتر‪ .‬ويستطيع ثاني أكسيد الكربججون امتصججاص المججواج الشججعاعية الججتي‬
‫تناهز أطوالها ‪ 4‬وبين ‪ 17 -13‬مايكرومتر‪ .‬ول تسجتطيع الغجازات الحراريجة المجذكورة‬
‫من امتصاص الشعة الرضية بين ‪ 11 -8‬مايكرومتر التي تفر عبر الغلف الجوي إلى‬
‫الفضاء‪ ،‬ولذلك تعرف هذه المواج الشججعاعية بنوافججذ الغلف الجججوي )‪Atmospheric‬‬
‫‪ .(Windows‬ومن العروف أن أطوال المواج الشجعاعية الحراريجة الجتي يشجع سجطح‬
‫الرض طاقته الحرارية تتراوح بين ‪ 40 -1‬مايكرومتر‪ ،‬وبذلك فإن معظججم هججذه الشججعة‬
‫يمتصها كل من بخار الماء وثاني أكسيد الكربون والغازات الحرارية الخرى‪.‬‬
‫والحقيقة أنه لول وجود الغازات الحرارية في الغلف الجوي لتدنت درجة حرارة سججطح‬
‫الرض إلى ما دون ‪ ْ 20-‬مئوية‪ ،‬أي أقل مما هي عليه الن بنحو ‪ ْ 35‬مئوية‪.‬‬
‫مما تقدم تلحظ العلقة القوية بين ظاهرة الحتبججاس الحججراري وتلججوث الهججواء بالغججازات‬
‫الحرارية‪ .‬فكلما زادت نسبة تركيز هذه الغازات في الغلف الجوي كلمججا تفججاقمت مشججكلة‬
‫الحتباس الحراري‪ .‬وهذا المر واضح في هواء المدن الذي تكثر فيججه نسجبة تركيججز هججذه‬
‫الغازات والجسيمات الخرى التي تؤدي إلى زيججادة درجججة الحججرارة فيهججا مججا حولهججا مججن‬
‫المناطق بنحو ‪ ْ 12‬مئوية مشكلة ما يعرف بالجزر الحرارية‪.‬‬

‫لم يعد خافيًا على أحد العلقة بين تسارع النتاج الصناعي واستخراج المعادن من الناجم‬
‫واحتراق الوقججود الحفججوري مججن فحججم حجججري وبججترول وغيرهججا وبيججن تزايججد الملوثججات‬
‫بمختلف أشكالها وأنواعها في الغلف الجوي وتفاقم أثرها الضججارة وبينهججا وبيججن حججدوث‬
‫احتبجاس حجراري وتغيججر لمنججاخ الرض‪ .‬لججذلك فهنجاك صجراع خفجي وعلنججي بيججن الججدول‬

‫‪7‬‬
‫الصناعية الكبرى التي ترى في زيادة متوجاتها الصناعية‪ ،‬ولو إنها فائضججة عججن الحاجججة‬
‫العالمية‪ ،‬استمرار لقوتها وهيمنتها على شؤون العالم وبيججن الججدول الخججرى الججتي تعججاني‬
‫من مشاكل التلوث الناجمة عن مخلفجات النتجاج الصججناعي فجي الججدول المججذكورة‪ .‬ولجذلك‬
‫تعقد المؤتمرات العديدة على الصعيد العالمي بإشراف المم المتحدة والمنظمات الخرى‬
‫سعيًا ليجاد حلول توفيقية مناسبة لهذه المشاكل ترضي جميججع الطججراف‪ .‬مججع ذلججك علججى‬
‫سكان العالم إدراك حقيقة إنهججم‪ ،‬فججي بلججدان العججالم جميعهججا‪ ،‬شججركاء فججي كججوكب الرض‬
‫ومعنييججن جميعهججم بالمحافظججة عليججه وضججمان اسججتمرار الحيججاة الرغججدة للجيججال القادمججة‪.‬‬
‫وعليهم معرفة أن تأثيرات مشاكل التلوث والحتباس الحراري ليست مشاكل محلية وإنججا‬
‫هي عالمية مهما يكن مصدرها ونتائجها الضارة ستطال الجميع‪.‬‬

‫‪8‬‬

Вам также может понравиться