Вы находитесь на странице: 1из 51

‫تابع الجديد والحصري على موقع األلوكة‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪1‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫** المقدمة **‬


‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على سيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين‬
‫الطاهرين‪ ،‬وأصحابه الغر الميامين‪ ،‬ومن سار على منهجه إلى يوم الدين‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬فإن علم أصول الفقه أهم ما يتناوله‪ :‬األسس التي تتم بها مواجهة ما يطرأ على المجتمع‬
‫من المستجدات والحوادث‪ ،‬فمن هنا تعد قواعد أصول الفقه العمود الفقري للتشريع اإلسالمي‬
‫فكان أكثر العلوم نفعا وال يستغني عنه طالب العلم‪ ،‬لما له من اثر في توسيع األفق الفكري له‪،‬‬
‫وجعل صدره يتسع للمذاهب المختلفة واآلراء المتنوعة‪ ،‬فيدرك إن للعلماء أسسا وأصوال‬
‫علمية وموضوعية اتخذوها وسيلة في اجتهادهم للوصول إلى حكم هللا تعالى فيما يعرض لهم‬
‫من مسائل‪ ،‬وان بحوث القياس تعد من أدق ما كتب في أصول الفقه‪ ،‬وهو يمثل معلما كبيرا‬
‫وبارزا من معالم الفكر اإلسالمي‪ ،‬فبه يحصل االطالع على أسرار الشريعة ودقائق حكمها‬
‫البديعة‪ ،‬ألنه سبيل إلى معرفة علل األحكام‪ ،‬وبه يتشعب الفقه الن موارده تتجدد في كل عصر‬
‫ومصر‪ ،‬فالحاجة إليه ال تنقطع وفوائده ال تنتهي‪ ،‬ومن خالل اطالعي على جهد الباحثين‬
‫والعلماء السابقين في ميادين أصول الفقه فقد رأيت انهم لم يدخروا جهدا ً في خدمة القياس‬
‫والعمل به وان ما نقدمه غيض من فيض لعله ينفع طلبة العلم ويأخذ بيدي إلى ميدان عظيم‬
‫وواسع من ميادين علم أصول الفقه خدمة ألمتي‪ ،‬فأن وفقت فذلك فضل هللا علي‪ ،‬وان‬
‫قصرت فرحم هللا من أقال عثرتي‪.‬‬
‫وقد اقتضت طبيعة البحث تقسيمه مبحثين وعدة مطالب مسبوقة بمقدمة ومختومة بخاتمة‬
‫كانت الخطة كاالتي‪:‬‬
‫المقدمة‪ :‬ذكرت فيها أهمية البحث وسبب اختاري إياه‪.‬‬
‫وسيكون بحثنا فيه في مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫نظرة على القياس‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريفات القياس‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مكانته في الشريعة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أركان القياس وأقسامه‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬حجية القياس‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪2‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫أثر القياس في العلوم عامة والفقه خاصة‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع القياس‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أثر القياس في العلوم العامة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أثر القياس في الفقه وأستدالالت الفقهاء‪.‬‬
‫الخاتمة وجاء فيها أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث‪.‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‪.‬‬
‫فهرس الموضوعات‪.‬‬
‫وأرجو من هللا تعالى أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬ويجعله في ميزان حسناتنا‪،‬‬
‫وأخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫((وصلــــى اللـــه علــــى ســــيدنا محمــد وآلــه وســــــلم))‬

‫المبحث األول‬
‫نظرة على القياس‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫لقد كثر الحديث حول القياس بين الفقهاء كثرة غير متعارفة‪ ،‬وكتبت عنه‬
‫المجلدات‪ ،‬وكان موضع خالف كثير‪ ،‬ونظرا ً لما يترتب عليه من ثمرات فقهية‬
‫واسعة‪ ،‬اقتضانا أن نطيل الحديث فيه‪ ،‬عارضين مختلف وجهات النظر وأدلتها‬
‫على أساس من المقارنة وفق ما رجعنا اليه سابقا ً من نهج العلماء في القياس‬
‫وأول ما يواجهنا منها اختالفهم في تعريفه فنقول مستعينين باهلل طالبين لتوفيقه‪:‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪3‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬
‫تعريف القياس‪:‬‬
‫القياس في اللغة‪ :‬المشهور أنه تقدير شيء على مثال شيء آخر و تسويته به و‬
‫لذلك سمي المكيال مقياسا و فالن ال يقاس بفالن أي ال يساويه ‪.1‬‬
‫و أما في اإلصطالح‪ :‬فاختلفوا أوال في إمكان حده فذهب إمام الحرمين وابن‬
‫المنير المالكي إلى أنه يتعذر الحد الحقيقي في القياس الشتماله على حقائق‬
‫مختلفة كالحكم فإنه قديم و الفرع و األصل فإنهما حادثان و الجامع فإنه علة ‪.2‬‬
‫واستفاض هذا النقل عن إمام الحرمين ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬بيد أني قد وجدته حده في‬
‫كتابه الورقات في أصول الفقه فحده بقوله هو رد الفرع إلى األصل بعلة‬
‫‪.3‬‬ ‫الحكم‬ ‫في‬ ‫تجمعهما‬
‫والمذهب الثاني هو مذهب جمهور العلماء إلى إمكان حده و اختلفوا في حده‬
‫‪.4‬‬ ‫عشرحدا‬ ‫ثالثة‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫على‬
‫وسبب اختالفهم في تعريفه تبعا الختالفهم في أنه هل هو دليل شرعي كالكتاب‬
‫و السنة نظر المجتهد أم لم ينظر أو هل هو عمل من أعمال المجتهد فال يتحقق‬
‫بوجوده‪.‬‬ ‫إال‬

‫فمن ذهب إلى األول كاآلمدي و ابن الحاجب عرفه بأنه‪ :‬مساوة فرع ألصل في‬
‫حكمه‪.‬‬ ‫علة‬
‫و من ذهب إلى الثاني كالباقالني و اإلمام الرازي و البيضاوي عرفه بما يفيد أنه‬
‫عمل من أعمال المجتهد و المختار عند الجمهور تعريف البيضاوي بأنه‪ :‬إثبات‬
‫‪5‬‬
‫مثل حكم معلوم في معلوم آخر الشتراكهما في علة الحكم عند المثبت أ‪ .‬ه‬
‫وهناك اصطالح آخر للقياس‪ ،‬شاع استعماله على ألسنة أهل الرأي قديما ً‪،‬‬
‫وفحواه‪ :‬التماس العلل الواقعية لالحكام الشرعية من طريق العقل‪ ،‬وجعلها‬
‫مقياسا ً لصحة النصوص التشريعية‪ ،‬فما وافقها فهو حكم هللا الذي يؤخذ به‪ ،‬وما‬

‫‪ - 1‬مقاييس اللغة البن فارس ‪ ،40/5‬الصحاح للجوهري ‪،967/3‬القاموس المحيط ‪.568‬‬


‫‪ - 2‬البرهان ‪.745/2‬‬
‫‪ - 3‬غاية المأمول في شرح ورقات األصول لشهاب الدين الرملي ص ‪.345‬‬
‫‪ - 4‬البحر المحيط للزركشي ج‪ ،6/7‬و إرشاد الفحول ج‪.578/2‬‬
‫‪ - 5‬نهاية السول ج‪.791/2‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪4‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫التشكيك‪.‬‬ ‫أو‬ ‫للرفض‬ ‫موضعا ً‬ ‫كان‬ ‫خالفها‬


‫وعلى هذا النوع من االصطالح‪ ،‬تنزل التعبيرات الشائعة‪ :‬ان هذا الحكم موافق‬
‫للقياس وذلك الحكم مخالف له‪.‬‬
‫فخالصة القول في تعريف القياس انه‪ :‬حمل معلوم‪ ،‬على معلوم‪ ،‬لمساواته له في‬
‫علة حكمه‪ ،‬عند الحامل ‪.6‬‬
‫وأما شرح التعريف فسأقتصر فيه على أهم ما يحتاج إليه قليل العلم مثلي في‬
‫فهمه‪ ،‬دون الخوض في تفاصيل معانيه‪ ،‬وما يرد عليه من اعتراضات‪.‬‬

‫‪ – 1‬الحمل‪ :‬هو اإللحاق والتسوية‪ ،‬أي إلحاق الفرع‪ ،‬باألصل‪ ،‬ومساواته له في‬
‫حكمه بجامع العلة‪.‬‬
‫وال تنافي بين كون القياس دليالً شرعيا ً‪ ،‬وجد المجتهد أم ال‪ ،‬وبين كون الحمل‬
‫فعالً للمجتهد‪ ،‬ألنه ال مانع من أن ينصب الشارع حمل المجتهد دليال‪ ،‬على أن‬
‫حكم الفرع في حقه وحق مقلديه ما وقع الحمل فيه من حل أو حرمة‪.‬‬

‫‪ – 2‬معلوم على معلوم‪ :‬المعلوم األول هو الفرع الذي نبحث له عن حكم‪،‬‬


‫والمعلوم الثاني هو األصل الذي سيقاس الفرع عليه‪ ،‬والذي ثبت حكمه بالنص‪.‬‬
‫والتعبير بالمعلوم دون الشيء‪ ،‬من أجل أن يشمل كل ما يجري فيه القياس من‬
‫موجود ومعدوم‪ ،‬إذ الشيء ال يطلق إال على األمر الوجودي دون العدمي‪،‬‬
‫والمراد بالعلم مطلق اإلدراك وإن كان ظنا ً‪.‬‬

‫‪ – 3‬لمساواته له في علة حكمه‪ :‬أي لوجود علة المحمول عليه بتمامها في‬
‫المحمول‪.‬‬

‫‪ – 4‬عند الحامل‪ :‬الحامل هو المجتهد القائس‪ ،‬وهذا القيد إنما زيد إلدخال القياس‬
‫الفاسد في الواقع ونفس األمر‪.‬‬
‫وذلك ألن القياس هو إثبات حكم األصل في الفرع بجامع العلة في نظر المجتهد‪،‬‬
‫سواء أكانت هذه العلة هي المزادة لصاحب الشرع في الواقع‪ ،‬أم ال‪.‬‬

‫‪ - 6‬جمع الجوامع ج‪.202/2‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪5‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫إذ لو كان القياس مقتصرا ً على الصحيح‪ ،‬والعلة مقتصرة على ما يريده الشارع‬
‫في نفس األمر‪ ،‬لما وجد في الدنيا قياس البتة‪ ،‬بل لو كان واجب المجتهد أن‬
‫يصيب في اجتهاده ما في علم هللا لتعطلت الشرائع‪ ،‬ألنه ال سبيل إلى ذلك‪.‬‬
‫اذا فأركان القياس التي يقوم عليها اربعة هي االصل والفرع والعلة والحكم‬
‫االركان‪:‬‬ ‫هذه‬ ‫توفر‬ ‫من‬ ‫قياس‬ ‫لكل‬ ‫والبد‬
‫فاالصل‪ :‬هو المعلوم الذي ثبت حكمه بالشرع وهوما يقاس عليه ويشبه الفرع‬
‫به‪.‬‬
‫والفرع‪ :‬هو االمر الذي لم يرد حكمه في الشرع ابتداء وهو ما يطلب قياسه علي‬
‫االصل‪.‬‬
‫والفرع‪.‬‬ ‫االصل‬ ‫بين‬ ‫الجامع‬ ‫الوصف‬ ‫هي‬ ‫والعلة‪:‬‬
‫والحكم‪ :‬هو ثمرة قياس الفرع على األصل‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪6‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫مكانته في الشريعة‪:‬‬
‫القياس هو المصدر الرابع من مصادر التشريع اإلسالمي بعد الكتاب‪،‬‬
‫والسنة‪ ،‬واإلجماع‪ ،‬فالقرآن أصل األصول بال منازع؛ فكان أحق بتقدمه؛ ولذا‪،‬‬
‫كان المصدر األول من مصادر التشريع‪.‬‬
‫والسنة شارحته‪ ،‬ومبينة مجمله‪ ،‬غير أنها قد تستقل بتشريع أحكام لم ينص‬
‫عليها فيه؛ لذلك كانت المصدر الثاني‪.‬‬
‫وأما المصدر الثالث‪ ،‬فهو اإلجماع‪ ،‬ومعناه‪" :‬اتفاق مجتهدي األمة بعد وفاة‬
‫النبي ‪ -  -‬في عصر على أي أمر كان‪.7‬‬
‫وإنما تأخر اإلجماع في المرتبة عن الكتاب والسنة؛ لكونه راجعًا إليهما‪،‬‬
‫وكاشفًا عن دليل منهما؛ إذ ال بد لإلجماع من مستند يستند إليه المجمعون‪ ،‬وهذا‬
‫المستند إما نص من الكتاب‪ ،‬أو من السنة‪ .‬وحتى لو جوزنا أن يكون مستند‬
‫سا من األقيسة‪ ،‬فال إشكال؛ ألن القياس إثبات للحكم بمعنى النص‪،‬‬ ‫اإلجماع قيا ً‬
‫فهو راجع للنص أيضا‪.8‬‬
‫ثم يأتي القياس في المرتبة الرابعة بعد الكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬
‫وقد يقول قائل‪ :‬إذا كان القياس راجعًا إلى النص – كاإلجماع ‪ -‬ف ِلم قدم‬
‫اإلجماع عليه ؟‬
‫والجواب‪َّ :‬‬
‫أن اإلجماع ‪ -‬وإن كان راجعا إلى النص‪ ،‬كالقياس‪ -‬إال أنه تميز‬
‫بمزايا اقتضت تقدمه على القياس في المرتبة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫أن اإلجماع ‪ -‬في مجمله ‪ -‬حجة قطعية عند الجمهور‪ ،‬بخالف القياس‪ ،‬فإنه‬
‫دليل ظني في األعم األغلب؛ البتنائه على إعمال النظر واالجتهاد‪ ،‬والدليل‬
‫القطعي أعلى مرتبة من الدليل الظني‪.‬‬

‫‪ - 7‬جمع الجوامع بشرح المحلى وحاشية البناني ج‪.176/2‬‬


‫‪ - 8‬شرح التلويح على التوضيح للتفتزاني ج‪ ،333/2‬شرح المحلى على جمع الجوامع وحاشية‬
‫العطار ‪.229/2‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪7‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هذا هو الترتيب بين القياس واإلجماع من حيث المرتبة‪ ،‬وأما من حيث‬


‫التاريخ ‪ -‬أعني أسبقية العمل ‪ -‬فالعمل بالقياس سابق على العمل باإلجماع؛ أل َّن‬
‫العمل بالقياس قد جرى في حياة النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ،-‬وأما اإلجماع‪،‬‬
‫أصال في حياته ‪- -‬؛ ألن العمل به في حياته ال فائدة منه مع نزول‬ ‫ً‬ ‫فلم ينعقد‬
‫الوحي بأحكام الوقائع‪.‬‬
‫أما عن مكانة القياس في التشريع اإلسالمي فال يفهم من الكالم السابق ‪ -‬في بيان‬
‫تأخر مرتبة القياس عن األدلة الثالثة ‪ -‬أن هذا يقلل من أهمية القياس؛ بل‬
‫الغرض من البحث السابق بيان موقع القياس بين أدلة الشرع الحنيف‪ ،‬فكان ال بد‬
‫من ترتيبها بحسب قوتها في الداللة على األحكام‪.‬‬
‫ولما كانت األدلة الثالثة أعني‪ :‬الكتاب والسنة واإلجماع‪ -‬أقوى في الداللة‪،‬‬
‫كان ال بد من تأخير القياس عنها‪ ،‬وليس في هذا تقليل ألهميته‪ ،‬بل القياس ذو‬
‫خطر عظيم ومنصب جليل في هذه الشريعة الغراء؛ إذ هو عكاز الفقيه الذي‬
‫صا في المسألة التي يريد معرفة الحكم الشرعي فيها‪ ،‬وال‬
‫يتوكأ عليه إذا لم يجد ن ًّ‬
‫إجماع يبين هذا الحكم ‪.9‬‬
‫إذا أعيا الفقيهَ وجود ُ نص تعلق ال محالة بالقياس ‪.10‬‬
‫ولوال القياس‪ ،‬لبقيت كثير من الوقائع المستجدة ‪ -‬بعد عصر التنزيل ‪ -‬بال‬
‫حكم يبين مراد هللا فيها‪.‬‬
‫فقد اقتضت حكمة هللا تعالى أن تكون النصوص الشرعية محصورة من‬
‫حيث العدد‪ ،‬بينما الوقائع والحوادث ‪ -‬التي تجري في حياة الناس ‪ -‬ال حصر‬
‫لها‪ ،‬وهي متجددة متكاثرة على تعاقب األيام والليالي‪ .‬والمطلوب من فقهاء‬
‫اإلسالم أن يبينوا للناس حكم هللا تعالى في كل واقعة من وقائع الحياة‪ ،‬وإن لم‬
‫ألن الشريعة اإلسالمية ال تنحصر في‬ ‫صا عليه؛ وذلك َّ‬ ‫يكن حكمها منصو ً‬
‫الشعائر التعبدية‪ ،‬وإنما هي منهج هللا ‪ -‬تعالى ‪ -‬الذي ينظم حياة البشر‪ ،‬بكل‬
‫جوانبها‪ ،‬ومختلف نواحيها‪ ،‬وما من حركة يتحركها اإلنسان في حياته إال وقد‬
‫وضع الشارع ‪ -‬سبحانه وتعالى‪ -‬لها حك ًما يبين مراد هللا فيها‪ :‬من حل‪ ،‬وحرمة‪،‬‬
‫وغيرهما من أحكام الشرع الحنيف‪ ،‬فكان ال بد من أداة يتمكن بها الفقهاء‬

‫‪ - 9‬الرسالة للشافعي ص‪.476‬‬


‫‪ - 10‬نبراس العقول للشيخ عيسى منون ص‪.6‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪8‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المجتهدون من التصدي لبيان أحكام الوقائع غير المحصورة‪ ،‬من خالل‬


‫النصوص المحصورة‪.‬‬
‫ويقع القياس على رأس هذه األدوات؛ إذ هو الذي يمكن المجتهدين من إثبات‬
‫حكم النظير المنصوص عليه؛ لنظيره المسكوت عنه‪ ،‬فال يقف الشرع الحنيف‬
‫ً‬
‫عاجزا عن بيان مراد الحق من الخلق‪ ،‬مهما اختلفت األزمنة‪ ،‬وتعددت األمكنة‪.‬‬
‫قال القاضي ابن العربي‪" :‬وأرشق عبارة تدل على المعنى‪ :‬ما أشار إليه‬
‫بعض المتأخرين من العلماء حتى قال‪ :‬النصوص معدودة‪ ،‬والحوادث غير‬
‫محدودة‪ ،‬ومن المحال تضمن المعدود ما ليس بمحدود‪.11‬‬
‫وعلى هذا‪ ،‬فتشريع القياس‪ ،‬وأمر المجتهدين باللجوء إليه‪ ،‬إنما هو مظهر من‬
‫مظاهر حكمة هللا ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬المنبثة في الكون المنظور‪ ،‬والشرع‬
‫المسطور‪ .‬فبهذا القياس يحفظ اإلله العظيم شرعه الحكيم صال ًحا لكل زمان‬
‫ومكان وشخص وحال‪ ،‬فال يبقى ألحد من العالَمين حجة في عدم اتباع هذا‬
‫الشرع المبين‪ ،‬وال يبقى ألدعياء التقدمية ومسايرة العصر مجا ٌل للزعم ب َّ‬
‫أن‬
‫مسايرة العصر تقتضي البعد عن الموروث الذي عفا عليه الزمان‪ ،‬واالرتماء‬
‫في أحضان المناهج البشرية الضالة‪.‬‬
‫هذا وقد بلغ من أهمية القياس أن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬طبقه تطبيقا‬
‫عمليًّا حين أجراه بنفسه في بعض الوقائع؛ ليعلمه أصحابه‪ ،‬ويدربهم‬
‫عليه ‪12‬وهذا ‪ -‬إن دل على شيء ‪ -‬فإنما يدل على معرفته ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ -‬بمسيس حاجة األمة من بعده لهذا الدليل العظيم‪ ،‬وقيامه ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ -‬بتحصين مستقبل المنهج الفقهي اإلسالمي‪ ،‬وذلك بإمداده بأدا ِة تجدد‬
‫حيويته عبر العصور‪.‬‬
‫قال إمام الحرمين ‪ -‬رحمه هللا تعالى ‪ -‬في بيان أهميته‪" :‬وهو ‪ -‬على التحقيق‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬بحر الفقه ومجموعه‪ ،‬وفيه تنافس النظار‬
‫وقال رحمه هللا تعالى‪" :‬القياس مناط االجتهاد‪ ،‬وأصل الرأي‪ ،‬ومنه يتشعب‬
‫الفقه وأساليب الشريعة‪ ،‬وهو المفضي إلى االستقالل بتفاصيل أحكام الوقائع‪ ،‬مع‬

‫‪ - 11‬المحصول في أصول الفقه البن العربي ص‪.125‬‬


‫‪- 12‬المحصول للرازي ج‪.50-5/49‬‬
‫‪ - 13‬البرهان للجويني ‪.517/2‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪9‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫انتفاء الغاية والنهاية؛ فإن نصوص الكتاب والسنة محصورة مقصورة‪ ،‬ومواقع‬
‫اإلجماع معدودة مأثورة‪ ،‬ونحن نعلم قطعًا أن الوقائع ‪ -‬التي يتوقع وقوعها ‪ -‬ال‬
‫نهاية لها‪ .‬والرأي المبتوت المقطوع به عندنا‪ ،‬أنه ال تخلو واقعة عن حكم هلل‬
‫تعالى‪ ،‬متلقى من قاعدة الشرع‪ ،‬واألصل الذي يسترسل على جميع الوقائع‪:‬‬
‫القياس وما يتعلق به من وجوه النظر واالستدالل‪ ،‬فهو ‪ -‬إذً ا‪ -‬أحق األصول‬
‫باعتناء الطالب‪ ،‬ومن عرف مآخذه‪ ،‬وتقاسيمه‪ ،‬وصحيحه‪ ،‬وفاسده‪ ،‬وما يصح‬
‫من االعتراضات عليها‪ ،‬وما يفسد منها‪ ،‬وأحاط بمراتبها جال ًء وخفا ًء‪ ،‬وعرف‬
‫مجاريَها ومواقعها‪ ،‬فقد احتوى على مجامع الفقه ‪.14‬‬

‫‪ - 14‬المصدر السابق ‪.743/2‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪10‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫اركان القياس وأقسامه‪:‬‬
‫سنتكلم في هذا المطلب على أركان القياس‪ ،‬وهي األمور التي ال بد منها لكل‬
‫قياس حتى يتحقق وجوده‪ ،‬وهي‪ :‬األصل‪ ،‬والفرع‪ ،‬وحكم األصل والعلة أجماالً‬
‫ثم اقسام القياس‪.‬‬
‫اوأل ً‪ :‬أركان القياس‪:‬‬

‫الركن لغة‪ :‬جانب الشيء األقوى‪ ،‬وهو يأوي إلى ركن شديد أي إلى عز ومنعة‪،‬‬
‫كما يطلق على جزء من أجزاء ماهية الشيء التي ال توجد إال بوجوده ‪.15‬‬

‫واصطالحا ً‪ :‬يطلق على ما كان داخالً في حقيقة الشيء وماهيته‪ ،16‬وهو بذلك‬
‫يتفق مع المعنى اللغوي نحو أركان الصالة والوضوء‪ ،‬وهو بذلك يفارق الشرط‬
‫الذي هو خارج عن الماهية‪.‬‬

‫وعليه فأركان القياس هي أجزاؤه التي يقوم عليها‪ ،‬وقد ذكر جمهور األصوليين‬
‫أن القياس يقوم على أربعة أركان هي ‪:17‬‬

‫‪ -1‬األصل‪ :‬ويسمى المقيس عليه وهو الواقعة التي ورد النص ببيان حكمها‪.‬‬

‫‪ -2‬الفرع‪ :‬ويسمى المقيس وهو الواقعة التي يراد معرفة حكمها ولم يرد فيها‬
‫نص‪.‬‬

‫‪ -3‬العلة‪ :‬وهي الوصف الجامع بين األصل والفرع والذي بني عليه حكم‬
‫األصل وبه يعرف الحكم في الفرع‪.‬‬

‫‪ -4‬حكم األصل‪ :‬وهو الحكم الشرعي الذي ورد به نص من الكتاب أو السنة‬


‫أو اإلجماع‪ ،‬ويراد تعديته إلى الفرع‪.‬‬

‫‪ - 15‬لسان العرب‪ ،225/13‬مختار الصحاح ص‪ ،496‬المعجم الوسيط ‪،371-370/1‬‬


‫المصباح المنير‪ 237/1‬مادة ركن‪.‬‬
‫‪ - 16‬كشف األسرار على أصول البزدوي ‪ ،268/3‬أصول السرخسي ‪ ،172/2‬النسفي على‬
‫المنار ‪.248/2‬‬
‫‪ - 17‬انظر‪ :‬اإلحكام في أصول األحكام لآلمدي ‪ ،9/3‬المستصفى ‪ ،325/2‬منهاج الوصول مع‬
‫شرحه نهاية السول ‪ ،37-36/3‬البحر المحيط ‪ ،74/5‬إرشاد الفحول ص‪.204‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪11‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ولم يذكر األصوليون حكم الفرع من أركان القياس ألنه ثمرة القياس ونتيجته‪،‬‬
‫ألن ظهوره للمجتهد متأخر عن حكم األصـل‪ ،‬وثمرة الشيء ال يصح أن تكون‬
‫من‬

‫أركانه إذ لو عد من أركانه لتوقف القياس عليه فيلزم الدور ‪18‬وهذه هي أركان‬


‫القياس إجماالً دون تفصيل‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫أقسام القياس‬

‫‪ - 18‬انظر‪ :‬منتهى الوصول واألمل ص‪ ،167‬مناهج العقول شرح منهاج الوصول ‪.36/3‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪12‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يقسم العلماء القياس إلى‪ :‬قياس عقلي‪ ،‬وقياس شرعي‪ ،‬وهناك تالزم في بعض‬
‫ما يدل عليه كل منهما‪ ،‬إال أن هذا الفصل موضوع للقياس عند الفقهاء فال يشمل‬
‫القياس المنطقي العقلي‪.‬‬
‫يقول الشيخ عيسى منون‪ (:‬حاصل القياس في نظر األصوليين كما علمت يرجع‬
‫إلى االستدالل بحكم شيء على شيء من غير أن يكون أحدهما أعم من‬
‫اآلخر ويسمى ذلك عند علماء المنطق بالتمثيل فيخصون اسم القياس باالستدالل‬
‫بحكم العام على الخاص‪ ...‬فعندهم أنواع االستدالل ثالثة‪ :‬االستدالل بحكم جزئي‬
‫على آخر وهو القياس األصولي ويسمى بالتمثيل‪ ،‬واالستدالل بحكم جزئي على‬
‫كلي ويسمى باالستقراء‪ ،‬واالستدالل بحكم كلي على جزئي ويسمى بالقياس قال‬
‫الغزالي‪ :‬تسمية المنطقيين لهذا بالقياس ظلم على االسم وخطأ على الوضع‪ ،‬فإن‬
‫القياس في وضع اللسان يستدعي مقيسا ً ومقيسا ً عليه ألن حمل فرع على أصل‬
‫لعلة جامعة )‪.19‬‬
‫وأما أنواع القياس األصولي‪ ،‬فيمكن أن نفهمها بتدرج ظهورها في كتب‬
‫األصوليين بدءا ً من الرسالة للشافعي التي تعد أول مصنف في هذا العلم (علم‬
‫األصول) وقد قسم الشافعي القياس إلى نوعين‪:‬‬
‫أن يكون الشيء في معنى األصل‪ ،‬فال يختلف القياس فيه‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن يكون الشيء له في األصول أشباه‪ ،‬فذلك يلحق بأوالها به وأكثرها‬ ‫‪-2‬‬
‫شبها ً فيه وقد يختلف القياسيون في هذا‪.20‬‬
‫ويذهب الشافعي – رحمه هللا – يستدل على تقسيماته للقياس بشواهد منها‪:‬‬
‫أن أقوى القياس أن يحرم هللا في كتابه أو رسوله القليل من الشيء‪ ،‬فيعلم أن‬
‫قليله إذا حرم كان كثيره مثل قليله في التحريم أو أكثر بفضل الكثرة على القلة‪...‬‬

‫وإذا أباح كثير شيء كان األقل منه أولى أن يباح‪.21..‬‬


‫ثم تتضح فكرة التقسيم للقياس مع اآلمدي فيقسم القياس كاآلتي‪:‬‬

‫‪ - 19‬نظرية القياس األصولي‪ ،‬د‪ :‬محمد سليمان داود ص‪.236‬‬


‫‪ - 20‬الرسالة ص‪.479‬‬
‫‪ - 21‬الرسالة ص‪.513‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪13‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القسمة األولى‪:‬‬
‫حسب المعنى الجامع هل هو في الفرع أولى منه في األصل‪ ،‬أم هو مساو ؟ أم‬
‫هو أولى‪.‬‬
‫ويمثل لألول‪ :‬تحريم ضرب الوالدين بالنسبة إلى تحريم التأفيف لهما أو ما في‬
‫معناه‪ ،‬وسواء كان قطعيا ً أو ظنيا ً‪.‬‬
‫وللثاني‪ :‬بإلحاق األمة بالعبد في تقويم نصيب الشريك على المعتق‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬كما في إلحاق النبيذ بالخمر في تحريم الشرب وإيجاب الحد‪.‬‬
‫القسمة الثانية‪:‬‬
‫ويقسمها إلى جلي وخفي‪.‬‬
‫ويقسم الجلي لقسمين‪:‬‬
‫األول‪ :‬ما كانت العلة فيه منصوصة‪ ،‬ومثاله‪ :‬كإلحاق تحريم الوالدين بتحريم‬
‫التأفيف لهما‪ ،‬بعلة كف األذى عنهما‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬ما كانت العلة غير منصوصة ومثاله كإلحاق األمة بالعبد في تقويم‬
‫النصيب‪.‬‬
‫وأما القياس الخفي‪ :‬فما كانت العلة فيه مستنبطة من حكم األصل‪ ،‬كقياس القتل‬
‫بالمثقل على المحدد‪.‬‬
‫القسمة الثالثة‪:‬‬
‫قسمها إلى مؤثر ومالئم‪ ،‬وقسم المؤثر باعتبارين‪:‬‬
‫ما كانت العلة الجامعة فيه منصوصة بالصريح أو اإليماء أو مجمعا ً‬ ‫‪-1‬‬
‫عليها‪.‬‬
‫ما أثر عين الوصف الجامع في عين الحكم‪ ،‬أو عينه في جنس الحكم‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أو جنسه في عين الحكم‪.‬‬
‫وأما المالئم‪ :‬فما أثر جنسه في جنس الحكم‪ ،‬وذهب يذكر بعض وجوه الخالف‪.‬‬
‫القسمة الرابعة‪:‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪14‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫قسمها إلى‪:‬‬
‫قياس علة‪ :‬ومثاله كالجمع بين النبيذ والخمر في تحريم الشرب بواسطة الشدة‬
‫المطربة‪ ،‬ونحوه‪.‬‬
‫قياس الداللة‪ :‬ومثاله كالجمع بين النبيذ والخمر بالرائحة الفائحة المالزمة للشدة‬
‫المطربة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫القياس في معنى األصل‪ :‬مثاله إلحاق األمة بالعبد في تقويم نصيب الشريك على‬
‫المعتق بواسطة نفس الفارق بينهما‪.‬‬
‫القسمة الخامسة‪ :‬ويقسمه إلى‪:‬‬
‫( قياس اإلحالة ـ الشبه ـ السبر ـ االطراد)‪.22‬‬
‫ومن الواضح أن بعض هذه األقسام يتداخل‪ ،‬لذا فقد أبرز المتأخرون هذه األنواع‬
‫في صورة أخرى بقسمة ثالثية هي‪:‬‬
‫باعتبار قوته وضعفه‪ :‬ويقسمه إلى جلي وخفي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫باعتبار ذكر العلة فيه وعدم ذكرها‪ ،‬ويقسمه إلى‪ :‬علة‪ ،‬داللة‪ ،‬ومعنى‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫باعتبار درجة الجامع في الفرع‪ :‬ويقسمه إلى‪ :‬كون الجامع في‬ ‫‪-3‬‬
‫الفرع أقوى منه في األصل‪ ،‬وكون الجامع في الفرع مساويا ً له في األصل‪،‬‬
‫وكون الجامع في الفرع أدون منه في األصل‪.23‬‬
‫ويمكن أن يجمع ذلك كله في تقسيم القياس على ضربين‪:‬‬
‫المنصوص على علته والمستنبط للعلة وهللا تعالى أعلم‪.‬‬

‫‪ - 22‬اإلحكام في أصول األحكام لآلمدي ‪.5-3/2‬‬


‫‪ - 23‬بحوث في اإلجماع والقياس للدكتور عبد الحميد أبو المكارم (ص‪.)301-389‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪15‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المطلب الرابع‪:‬‬
‫حجية القياس‪:‬‬
‫القياس هو المصدر الرابع من مصادر التشريع المتفق عليها‪ ،‬بعد كتاب هللا‪،‬‬
‫وسنة رسول هللا‪ ،‬واإلجماع‪.‬‬

‫والعمل به من ضروريات التشريع‪ ،‬إذ أن األدلة الشرعية من الكتاب والسنة‬


‫محصورة‪،‬وحوادث الحياة غير محصورة‪ ،‬فالنصوص الشرعية قاصرة عنها‬
‫وال تفي بها‪ ،‬فكان البد من مصادر أخرى يلجأ إليها المجتهدون في استنباطهم‬
‫لألحكام‪ ،‬ولذلك جعل هللا تعالى القياس هو هذا المصدر الذي تسد به الحاجة‪،‬‬
‫وتستوفي األحكام‪.‬‬
‫فهو من أوسع المصادر التشريعية فروعاً‪ ،‬وأكثرها تشعبا ً‪،‬وأدقها مسلكاً‪ ،‬ولواله‬
‫لتوقفت حركة التشريع اإلسالمي وجمدت‪ ،‬ولوقع الناس في الضيق والحرج‪ ،‬إذ‬
‫يجدون أنفسهم أمام حوادث وال أحكام لها‪.‬‬
‫وحجية القياس عامة سواء أكان في األمور الدنيوية أم الدينية وسواء أكان‬
‫القياس جليا ً أم خفياً‪ ،‬وسواء اضطر إليه أم لم يضطر إليه‪.‬‬
‫وسواء أكانت العلة منصوصة أم مستنبطة وسنتحدث في هذا المطلب عن حجية‬
‫القياس وأختالف أهل العلم في العمل بالقياس وهل هو دليل شرعي ام ال لكن‬
‫قبل ذالك نتطرق لتعريف معنى وبيان الحجة وهي كالتالي‪:‬‬

‫معنى حجية القياس‪:‬‬

‫الحجة أو الحجية في اللغة‪" :‬الدليل أو البرهان أو الغلبة في الحجة"‪ .‬جاء‬


‫‪24‬‬
‫في مختار الصحاح‪ :‬والحجة البرهان‪ ،‬وحاجه فحجه‪...‬أي غلبه بالحجة‬
‫وفي المصباح المنير‪ :‬والحجة الدليل والبرهان والجمع ُحجج‪...‬وحاجه محاجة‬
‫‪.25‬‬
‫فحجه يحجه من باب قتل إذا غلبه في الحجة‬

‫‪ - 24‬مختار الصحاح ص‪.66‬‬


‫‪ - 25‬المصباح المنير ج‪ ،121/1‬المعجم الوسيط ج‪.157/1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪16‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وخالصة القول‪ :‬إن حجية القياس بمعنى أن القياس أصل ودليل نصبه الشارع‬
‫ليستنبط منه المجتهد الحكم الشرعي كالكتاب والسنة‪ .26‬لذلك قال الخطيب‬
‫البغدادي‪ :‬وكذلك هو حجة في الشرعيات‪ ،‬وطريق لمعرفة األحكام‪ ،‬ودليل من‬
‫أدلتها من جهة الشرع‪.27‬‬

‫وبعد التعرف على معنى (الحجية) أحب أن أبين أن اختالف العلماء في حجية‬
‫القياس إنما هو في المسائل الشرعية‪ ،‬أما ما كان من المسائل الدنيوية فهو حجة‬
‫باتفاقهم‪ .‬وقد نقل االتفاق على ذلك اإلمام الرازي‪ 28‬واإلسنوي‪ ،29‬والزركشي‬
‫حيث قال‪ :‬وهو حجة في األمور الدنيوية باالتفاق‪.30‬‬

‫وقد مثلوا له باألدوية واألغذية‪ ،‬كقياس دواء على دواء آخر في النفع في مرض‬
‫معين‪ ،‬أو قياس نبات على نبات آخر في فوائده وخصائصه في نفعه لإلنسان في‬
‫ناحية معينة‪ ،‬فكل هذه القياسات متفق عليها وال خالف بين األصوليين‪.‬‬

‫وقد بين العطار في حاشيته السبب في كونها دنيوية وليست شرعية فقال‪ :‬ووجه‬
‫كونه دنيويا ً ليس المطلوب به حكما ً شرعيا ً بل ثبوت نفع هذا الشيء لذلك‬
‫المرض‪.31‬‬

‫أما الخالف فقد وقع في حجية القياس الشرعي‪ ،‬وهو أن يرد نص معين على‬
‫واقعة معينة‪ ،‬وقياس واقعة أخرى غير منصوص عليها على الواقعة المنصوص‬
‫عليها إذا اشتركا في العلة‪ ،‬وهذا هو القياس األصولي المختلف فيه وفي حجيته‬
‫وهذا هو محل النزاع‪ ،‬ويرجع إلى مذهبين في الجملة‪:‬‬

‫المذهب األول‪ :‬مذهب جمهور العلماء من الفقهاء واألصوليين والمتكلمين أن‬


‫القياس حجة شرعية يجب العمل بها شرعا ً فهو جائز عقالً‪ ،‬وواجب شرعاً‪ ،‬وهو‬
‫المصدر الرابع من مصادر التشريع يستدل به ويلجأ إليه في معرفة األحكام‬
‫الشرعية التي لم يرد فيها نص من الكتاب والسنة أو اإلجماع‪ ،‬ويطلق على‬

‫‪ - 26‬نبراس العقول للشيخ عيسى منون ‪ ،52/1‬أصول الفقه لوهبة الزحيلي ج‪ ،607/1‬الوجيز‬
‫في أصول الفقه للدكتور زيدان ص‪.220‬‬
‫‪ - 27‬الفقيه والمتفقه ج‪.178/1‬‬
‫‪ - 28‬المحصول في علم األصول ج‪.29-2/2‬‬
‫‪ - 29‬نهاية السول ج‪.10/3‬‬
‫‪ - 30‬البحر المحيط ج‪.16/5‬‬
‫‪ - 31‬حاشية العطار على شرح الجالل المحلي على جمع الجوامع ج‪.241/2‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪17‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هؤالء مثبتوا القياس‪ .32‬قال السمرقندي‪ :‬قال عامة الفقهاء والمتكلمين إنه حجة‬
‫يجب العمل بها‪.33‬‬

‫وقد استدل المثبتون لحجية القياس بأدلة كثيرة من المنقول والمعقول نوردها‬
‫تباعا ً كما يلى‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬ادلتهم من الكتاب‪:‬‬

‫هي‪:‬‬ ‫آيات‬ ‫بعدة‬ ‫الكتاب‬ ‫من‬ ‫استدلوا‬ ‫وقد‬


‫‪ .1‬قوله تعالى‪ (( :‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر‬
‫منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى هللا والرسول ان كنتم تؤمنون باهلل واليوم‬
‫اآلخر ذلك خير وأحسن تأويال‪(( 34‬وتقريبها‪ :‬إن القياس بعد استنباط علته‬
‫بالطرق الظنية من الكتاب والسنة‪ ،‬يكون ردا ً إلى هللا والرسول‪ ،‬ونحن مأمورون‬
‫بالرجوع إليهما بهذه اآلية‪ ،‬ومعناه أننا مأمورون بالرجوع إلى القياس عند‬
‫التنازع‪ ،‬وليس معنى األمر بذلك إال جعل الحجية له‪.‬‬
‫وهي‪:‬‬ ‫المؤاخذات‬ ‫بعض‬ ‫عليه‬ ‫يرد‬ ‫ولكن‬
‫أ‪ -‬إن داللة اآلية متوقفة على أن يكون القياس الظني ردا ً إلى هللا والرسول‪ ،‬وهو‬
‫موضع النزاع‪ ،‬ولذلك احتجنا إلى هذه اآلية ونظائرها إلثبات كونه ردا ً‪.‬‬
‫ب‪ -‬اآلية إنما وردت في التنازع والرجوع إلى هللا والرسول لفض النزاع‬
‫واإلختالف‪ ،‬ومن المعلوم أن الرجوع إلى القياس ال يفض نزاعا ً وال إختالفا ً‪،‬‬
‫إلختالف الظنون‪ .‬وعلى هذا‪ ،‬فاآلية أجنبية عن جعل الحجية ألي مصدر من‬
‫مصادر التشريع قياسا ً أو غير قياس‪ ،‬وموردها الرجوع إلى من له حق القضاء‪،‬‬
‫الخصومات‪.‬‬ ‫لفض‬ ‫اإلسالم‬ ‫بإسم‬ ‫والحكم‬
‫ج‪ -‬إن اآلية ال تدل على حجية القياس بقول مطلق‪ ،‬إال بضرب من القياس‪،‬‬
‫وذلك لورودها في خصوص باب التنازع‪ ،‬فتعميمها إلى مقام اإلفتاء والعمل‬
‫الشخصي‪ ،‬ال يتم إال من طريق السبر والتقسيم أو غيره‪.‬‬
‫‪ .2‬قوله تعالى‪ (( :‬هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم ألول‬
‫الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من هللا فأتاهم هللا من‬
‫‪ - 32‬أصول الفقه للخضري ص‪ ،240‬والخالف علم أصول الفقه ص‪ ،54‬واالجتهاد بالرأي ‪-15‬‬
‫‪ ،16‬وأصول الفقه للبرديسي ص‪ ،234‬وأصول الفقه لزكي شعبان ص‪ ،111‬و أصول الفقه‬
‫للدكتور وهبة الزحيلي ج‪.160/1‬‬
‫‪ - 33‬ميزان األصول ص‪.556‬‬
‫‪ - 34‬سورة النساء آية ‪.59‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪18‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي‬


‫‪35‬‬
‫))‬ ‫االبصار‬ ‫أولي‬ ‫يا‬ ‫فاعتبروا‬ ‫المؤمنين‬
‫موضع الداللة من اآلية كلمة (اعتبروا)‪ ،‬بدعوى أن في القياس عبورا ً من حكم‬
‫األصل ومجاوزة عنه إلى حكم الفرع‪ ،‬فإذا كنا مأمورين باإلعتبار فقد أمرنا‬
‫حجيته‪.‬‬ ‫معنى‬ ‫وهو‬ ‫بالقياس‪،‬‬ ‫بالعمل‬
‫ولكن هذه االستفادة كسابقتها ال يتضح لها وجه وذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن إثبات الحجية لمطلق اإلعتبار بحيث يشمل المجاوزة القياسية‪ ،‬موقوف‬
‫على أن يكون المولى في مقام البيان من هذه الجهة‪ ،‬والمقياس في كونه في مقام‬
‫البيان‪ ،‬هو أننا لو صرحنا بالمعنى الذي يراد بيانه لكان التعبير سليما ً‪ ،‬وظاهر‬
‫لصاحبه‪.‬‬ ‫مرادا ً‬ ‫كونه‬ ‫على‬ ‫الداللة‬
‫ب‪ -‬مع التنزل وافتراض مجيئها لبيان هذا المعنى ولو بإطالقها‪ ،‬إال أنها واردة‬
‫كدليل‪.‬‬ ‫القياس‬ ‫ألصل‬ ‫الحجية‬ ‫لجعل‬
‫قوله تعالى‪ (( :‬قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة‬
‫‪36‬‬
‫()‬
‫وقد قرب داللتها صاحب مصادر التشريع بقوله‪ ( :‬إن هللا عز وجل‪ ،‬استدل‬
‫بالقياس على ما أنكره منكرو البعث‪ ،‬فإن هللا عز وجل قاس إعادة المخلوقات‬
‫بعد فنائها على بدأ خلقها وإنشائها أول مرة‪ ،‬إلقناع الجاحدين بأن من قدر على‬
‫بدأ خلق الشيء قادر على أن يعيده‪ ،‬بل هذا أهون عليه‪ ،‬فهذا اإلستدالل بالقياس‬
‫إقرار لحجية القياس وصحة األستدالل به‪ ،‬وهو قياس في الحسيات‪ ،‬ولكنه يدل‬
‫يتساويان‪.‬‬ ‫ونظيره‬ ‫النظير‬ ‫أن‬ ‫على‬
‫التقريب‪:‬‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫والجواب‬
‫أ‪ -‬إن هذه اآلية لو كانت واردة لبيان اإلقرار على حجية القياس‪ ،‬لصح أن يعقب‬
‫بمضمون هذا اإلقرار‪ ،‬ولسلم الكالم كأن نقول‪ :‬قل يحييها الذي أنشأها أول مرة‪،‬‬
‫الخمر‪.‬‬ ‫على‬ ‫النبيذ‬ ‫فقيسوا‬
‫ب‪ -‬لو سلم ذلك ‪ -‬جدالً ‪ -‬فاآلية غاية ما تدل عليه‪ ،‬هو مساواة النظير للنظير‪،‬‬
‫أي جعل الحجية ألصل القياس ال لمسالكه‪ ،‬والدليل الذي يتكفل حجية األصل ال‬
‫به‪.‬‬ ‫يتحقق‬ ‫ما‬ ‫بيان‬ ‫يتكفل‬
‫ج‪ -‬ولو سلمنا أيضا ً داللته على حجية مسالكه‪ ،‬فهي ال تدل عليها بقول مطلق‪،‬‬
‫إال بضرب من القياس‪ ،‬ألن اآلية إنما وردت في قياس األمور المحسوسة‬
‫‪ - 35‬سورة الحشر آية ‪.2‬‬
‫‪ - 36‬سورة ياسين آية ‪.78‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪19‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بعضها على بعض‪ ،‬فتعميمها إلى األمور الشرعية موقوف على السبر والتقسيم‬
‫الدور‪.‬‬ ‫فيلزم‬ ‫غيره‪،‬‬ ‫أو‬
‫‪ .4‬قوله تعالى‪ (( :‬فجزاء مثل ما قتل من النعم )( ‪ 37‬وقد استدل بها الشافعي‬
‫على حجيته حيث قال‪ :‬فهذا تمثيل الشيء بعدله‪ ،‬وقال‪ :‬يحكم به ذوا عدل منكم‪،‬‬
‫وأوجب المثل‪ ،‬ولم يقل أي مثل‪ ،‬فوكل ذلك إلى اجتهادنا ورأينا‪.38‬‬
‫والجواب‪ :‬إن الشارع وإن ترك لنا أمر تشخيص الموضوعات‪ ،‬إال أنه على وفق‬
‫ما جعل لها الشارع‪ ،‬أو العقل من الطرق‪ ،‬وكون القياس الظني من هذه الطرق‬
‫كالبينة هو موضع الخالف‪ ،‬واآلية أجنبية عن إثباته‪.‬‬

‫ثانيا ً‪:‬‬

‫أدلتهم من السنة‪:‬‬

‫أما ما استدل به من السنة‪ ،‬فروايات تكاد تنتظم في طائفتين تتمثل‪:‬‬


‫أوالهما‪ :‬حديث معاذ بن جبل حيث ورد فيه‪ :‬لما بعثه النبي ‪ ‬إلى اليمن‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ قال‪ :‬أقضي بكتاب هللا‪ ،‬قال‪ :‬فإن لم تجد في‬
‫كتاب هللا ؟ قال‪ :‬فبسنة رسول هللا‪ ،‬قال‪ :‬فإن لم تجد في سنة رسول هللا‪ ،‬وال في‬
‫كتاب هللا ؟ قال أجتهد رأيي‪ ،...‬قال‪ :‬فضرب رسول هللا ‪ ‬صدره‪ ،‬وقال‪ :‬الحمد‬
‫هلل الذي وفق رسول رسول هللا لما يرضاه رسول هللا ‪.39‬‬

‫وتقريبه‪ :‬إن رسول هللا ‪ ‬أقر اإلجتهاد بالرأي في طول النص بإقراره إلجتهاد‬
‫للقياس‪.‬‬ ‫بإطالقه‬ ‫شامل‬ ‫وهو‬ ‫معاذ‪،‬‬
‫ثانيهما‪ :‬ما ورد من األحاديث المشعر بعضها بإستعمال النبي ‪ ‬للقياس‪ ،‬وبما أن‬
‫عمله حجة باعتباره سنة واجبة اإلتباع‪ ،‬فإن هذه الطائفة من األحاديث دالة على‬
‫كثيرة‪.‬‬ ‫ذكروها‬ ‫التي‬ ‫واألحاديث‬ ‫القياس‪.‬‬ ‫حجية‬
‫‪ - 37‬سورة المائدة آية ‪.59‬‬
‫‪ - 38‬إرشاد الفحول ص‪.201‬‬
‫‪ - 39‬إسناده ضعيف إلبهام أصحاب معاذ وجهالة الحارث بن عمرو‪ ،‬ثم هو مرسل‪ ،‬وقد سلف‬
‫الكالم عليه عند الحديث رقم (‪ .)22007‬أبو عون الثقفي‪ :‬هو محمد بن عبيد هللا وأخرجه‬
‫الترمذي (‪ )1327‬من طريق وكيع بن الجراح‪ ،‬بهذا اإلسناد وأخرجه ابن أبي شيبة ‪239/7‬‬
‫و‪ 177/10‬من طريق وكيع بن الجراح‪ ،‬وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" ‪ 188/1‬من‬
‫طريق عفان بن مسلم والمصدر السابق ص‪.202‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪20‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫منها‪ :‬حديث الجارية الخثعمية أنها قالت‪ ( :‬يا رسول هللا‪ ،‬إن أبي أدركته فريضة‬
‫الحج شيخا ً زمنا ً ال يستطيع أن يحج‪ ،‬إن حججت عنه أينفعه ذلك ؟ فقال لها‪:‬‬
‫أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته‪ ،‬أكان ينفعه ذلك ؟ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فدين‬
‫))‪.40‬‬ ‫بالقضاء‬ ‫أحق‬ ‫هللا‬
‫ووجه اإلحتجاج به كما قربه اآلمدي ( إنه ألحق دين هللا بدين اآلدمي في وجوب‬
‫)‪.‬‬ ‫القياس‬ ‫عين‬ ‫وهو‬ ‫ونفعه‪،‬‬ ‫القضاء‬
‫ومنها‪ :‬الحديث الذي جاء فيه‪ ( :‬إنه قال ألم سلمة‪ ،‬وقد سئلت عن قفبلة الصائم‪:‬‬
‫هل أخبرته أني أقبل وأنا صائم ) وإنما ذكر ذلك فيما يقول اآلمدي تنبيها ً على‬
‫عليه‪.‬‬ ‫غيره‬ ‫قياس‬
‫ومنها‪ :‬قوله لما سئل عن بيع الرطب بالتمر‪ ( :‬أينقص الرطب إذا يبس ؟ فقالوا‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فقال‪ :‬فال إذن )‪.41‬‬

‫ثالثا ً‪:‬‬

‫استداللهم باإلجماع واإلجماع المحكي هنا‪ ،‬هو إجماع الصحابة‪.‬‬


‫وتقريب اإلستدالل به هو‪ :‬أن الصحابة اتفقوا على استعمال القياس في الوقائع‬
‫التي ال نص فيها من غير نكير من أحد منهم ‪.42‬‬
‫وتوجيه اتفاقهم مع أنه لم ينقل ذلك عنهم تاريخيا ً ـ‬

‫هو‪ :‬أن آحادا ً منهم‪ ،‬أفتوا إستنادا ً إلى القياس‪ ،‬وسكت الباقون فلم ينكروا عليهم‪،‬‬
‫وسكوتهم يكون إجماعا ً‪ ،‬أو أن بعضهم صرح باألخذ بالرأي من دون إنكار‬
‫عليه‪ ،‬ومن ذلك قول أبي بكر في الكاللة‪( :‬أقول فيها برأيي‪ ،‬فإن يكن صوابا ً‬
‫فمن هللا‪ ،‬وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان‪ ،‬وهللا ورسوله بريئان منه) ‪.43‬‬

‫‪ - 40‬رواه أحمد في مسنده ج‪ 325/3‬و إسناده صحيح على شرط الشيخين‪.‬‬


‫وأخرجه أبو يعلى (‪ )6737‬من طريق عبد الرزاق‪ ،‬بهذا اإلسناد وأخرجه الدارمي (‪،)1831‬‬
‫والطبراني ‪ )721( /18‬من طريق وهيب بن خالد‪ ،‬عن معمر‪ ،‬وأخرجه ابن ماجه (‪،)2909‬‬
‫والنسائي ‪ ،227/8‬والطبراني ‪ )732( /18‬و (‪ )733‬من طرق عن الزهري‪ ،‬وسيأتي برقم‬
‫(‪ ،)1822‬وسيأتي في مسند ابن عباس برقم (‪ )1890‬من طريق الزهري‪ ،‬عن سليمان‪ ،‬عن ابن‬
‫سلَّ َم‪ .‬وانظر (‪ )1812‬وفي الباب عن علي تقدم برقم (‪.)562‬‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫عباس‪ ،‬عن النبي َ‬
‫‪ - 41‬األحكام لآلمدي ‪.78 / 3‬‬
‫‪ - 42‬األحكام ج‪.81 / 3‬‬
‫‪ - 43‬روضة الناظر ‪.148‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪21‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪44‬‬
‫ومنه قول عمر‪( :‬أقضي في الجد برأيي‪ ،‬وأقول منه برأيي)‬

‫وكبرى‪:‬‬ ‫صغرى‬ ‫واقائع‬ ‫اإلجماع‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫والنقاش‬


‫أما الصغرى‪ :‬فبإنكار وجود مثله عادة‪ ،‬ألن مثل هذه الروايات ‪ -‬لو تمت داللتها‬
‫على القياس ‪ -‬فإنما هي صادرة من أفراد من الصحابة أمام أفراد‪ ،‬فكيف اجتمع‬
‫عليها الباقون منهم‪ ،‬واتفقوا على فحواها ؟ ولعل الكثير منهم لم يكن في المدينة‬
‫صدورها‪.‬‬ ‫عند‬
‫وأما الكبرى‪ :‬فبالمنع من حجية مثل هذا اإلجماع‪ ،‬وذلك ألمور‪:‬‬
‫‪ .1‬أن السكوت ‪ -‬لو شكل إجماعا ً ‪ -‬ال يدل على الموافقة على المصدر الذي كان‬
‫قد اعتمده المفتي‪ ،‬أو الحاكم بفتياه أو حكمه‪ ،‬وبخاصة إذا كان هو نفسه غير‬
‫جازم بسالمة مصدره‪ ،‬كقول أبي بكر السابق‪ ( :‬أقول فيها برأيي‪ ،‬فإن يكن‬
‫صوابا ً فمن هللا‪ ،‬وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان )‪.‬‬
‫على أن منشأ السكوت قد يكون هو المجاملة أو الخوف أو الجهل بالمصدر‪،‬‬
‫فدفع هذه المحتمالت وتعيين اإليمان بالمصدر‪ ،‬وهو حجية الرأي من بينها‪ ،‬ال‬
‫يتم إال بضرب من القياس المستند إلى السبر والتقسيم أو غيره من مسالك العلة‪،‬‬
‫وهو موضع الخالف‪ ،‬وال يمكن إثباته باإلجماع للزوم الدور‪.‬‬
‫‪ .2‬إن هذا اإلجماع ‪ -‬لو تم ‪ -‬معارض بإجماع مماثل على الخالف‪.‬‬
‫ويمكن تقريبه بمثل ما قربوا به ذلك اإلجماع‪ ،‬من أن الصحابة أنكروا على‬
‫العاملين بالرأي والقياس‪ ،‬أمثال قول اإلمام علي (عليه السالم)‪ :‬لو كان الدين‬
‫أعاله‪.‬‬ ‫من‬ ‫بالمسح‬ ‫أولى‬ ‫الخف‬ ‫أسفل‬ ‫لكان‬ ‫بالرأي‪،‬‬
‫وفي رواية أخرى‪ :‬لو كان الدين بالقياس‪ ،‬لكان المسح على باطن الخف أولى‬
‫ظاهره‪.‬‬ ‫من‬
‫وسكوت الصحابة بنفس تقريبهم السابق يكون إجماعا ً على إبطاله‪.‬‬
‫‪ .3‬مع تسليم حجية هذا النوع من اإلجماع‪ ،‬والتغاضي عن كل ما أورد عليه‪ ،‬إال‬
‫أن ما قام عليه اإلجماع هو نفس القياس ال مسالكه المظنونة‪ ،‬إذ ليس في هذه‬
‫الفتاوى ما يشير إلى األخذ بمسلك من هذه المسالك موضع الخالف ليصلح‬
‫للتمسك به على إثباته‪ ،‬واإلجماع من األدلة اللبية التي يقتصر فيها على القدر‬
‫المتيقن‪ ،‬إذ ال إطالق أو عموم لها ليصح التمسك به‪ ،‬والقدر المتيقن هو‬
‫خصوص ما كان معلوم العلة منه‪ ،‬فال يصح التجاوز عنه إلى غيره‪.‬‬

‫‪ - 44‬األحكام ‪.81 / 3‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪22‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫منها‪:‬‬ ‫عدة‬ ‫بصور‬ ‫صوروها‬ ‫العقل‪ :‬وقد‬ ‫من‬ ‫أدلتهم‬


‫‪ .1‬ما ذكره خالف من‪ ( :‬أن هللا سبحانه ما شرع حكما ً إال لمصلحة‪ ،‬وأن‬
‫مصالح العباد هي الغاية المقصودة من تشريع األحكام‪ ،‬فإذا ساوت الواقعة‬
‫المسكوت عنها الواقعة المنصوص عليها في علة الحكم التي هي مظنة‬
‫المصلحة‪ ،‬قضت الحكمة والعدالة أن تساويهما في الحكم‪ ،‬تحقيقا ً للمصلحة التي‬
‫هي مقصود الشارع من التشريع‪ ،‬وال يتفق وعدل هللا وحكمته أن يحرم الخمر‬
‫السكارها محافظة على عقول عباده‪ ،‬ويبيح نبيذا ً آخر فيه خاصية الخمر وهي‬
‫اإلسكار‪ ،‬ألن مآل هذا المحافظة على العقول من مسكر‪ ،‬وتركها عرضة للذهاب‬
‫بمسكر)‪.‬‬
‫وهذا الدليل إنما يتم على خصوص مبنى العدلية في التحسين والتقبيح العقليين‪،‬‬
‫وإال فأي ملزم للشارع المقدس ـ بحكم العقل ـ أن ال يخالف بين الحكمين‪ ،‬ما دام‬
‫عقليين‪.‬‬ ‫قبح‬ ‫أو‬ ‫بحسن‬ ‫العقل‬ ‫يؤمن‬ ‫ال‬
‫والحقيقة‪ :‬إن حكم العقل غاية ما يدل عليه‪ ،‬هو حجية أصل القياس ال حجية‬
‫مسالك علله وطرقها‪ ،‬فمع المساواة في العلة التامة الباعثة على الحكم‪ ،‬ال بد أن‬
‫يتساوى الحكم‪ ،‬أي مع إدراك العقل لمقتضى التكليف وشرائطه‪ ،‬وكل ما يتصل‬
‫به‪ ،‬ال بد أن يحكم بصدور حكمه على وفق ما يقتضيه‪.‬‬
‫أما أن يحكم لمجرد ظنه بالعلة‪ ،‬وتوفرها في الفرع‪ ،‬فهذا ما ال يلزم به العقل‬
‫أصالً‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬إذا ظن العقل بوجود العلة فقد ظن بوجود الحكم‪ ،‬إال أن مثل هذا الظن ال‬
‫دليل على حجيته‪ ،‬ما دامت طريقيته ليست ذاتية‪ ،‬وحجيته ليست عقلية‪.‬‬
‫‪ .2‬ما ذكره الشهرستاني من أنا‪ :‬نعلم قطعا ً ويقينا ً أن الحوادث والوقائع في‬
‫العبادات والتصرفات‪ ،‬مما ال يقبل الحصر والعد‪ ،‬ونعلم قطعا ً أنه لم يرد في كل‬
‫حادثة نص‪ ،‬وال يتصور ذلك أيضا ً‪ ،‬والنصوص إذا كانت متناهية وما ال يتناهى‬
‫ال يضبطه ما يتناهى علم قطعا ً‪ ،‬أن اإلجتهاد والقياس واجب اإلعتبار‪ ،‬حتى‬
‫‪.45‬‬ ‫اجتهاد‬ ‫حادثة‬ ‫كل‬ ‫بصدد‬ ‫يكون‬
‫مقدمتين‪:‬‬ ‫على‬ ‫تماميته‬ ‫في‬ ‫يبتني‬ ‫اإلستدالل‬ ‫وهذا‬
‫الحوادث‪.‬‬ ‫تناهي‬ ‫وعدم‬ ‫النصوص‬ ‫تناهي‬ ‫دعوى‬ ‫األولى‪:‬‬
‫الثانية‪ :‬دعوى أن ما يتناهى ال يضبط ما ال يتناهى‪.‬‬
‫والدعوى األولى ليست موضعا ً لشك وال شبهة‪ ،‬فالنصوص بالوجدان متناهية‪،‬‬

‫‪ - 45‬الملل والنحل ج‪.199/1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪23‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫متناهية‪.‬‬ ‫غير‬ ‫أيضا ً‬ ‫بالوجدان‬ ‫والحوادث‬


‫ولكن الكالم في تمامية الدعوى الثانية‪ ،‬وهي دعوى أن ما يتناهى ال يضبط ما ال‬
‫يتناهى‪.‬‬
‫وذلك أن الذي ال يتناهى هي الجزئيات ال المفاهيم الكلية‪ ،‬والجزئيات يمكن‬
‫ضبطها ـ بواسطة كلياتها ـ وقضايا الشريعة إنما تتعرض للمفاهيم الكلية غالبا ً‪،‬‬
‫وهي كافية في ضبط جزئيات ما يجد من أحداث‪ ،‬وبخاصة إذا ضم إليها ما‬
‫القطع‪.‬‬ ‫نحو‬ ‫على‬ ‫الشرع‬ ‫أحكام‬ ‫من‬ ‫العقل‬ ‫يكتشفه‬
‫وما جعل لها من الطرق واإلمارات واألصول المؤمنة‪ ،‬يغني عن اعتبار القياس‬
‫بطرقه المظنونة كضرورة عقلية‪ ،‬ال بد من اللجوء إليها‪ ،‬وهي وافية بحاجات‬
‫وبيئاتهم‪.‬‬ ‫عصورهم‬ ‫اختالف‬ ‫على‬ ‫الناس‬
‫‪ .3‬قولهم‪ ( :‬إن القياس دليل تؤيده الفطرة السليمة والمنطق الصحيح‪ ،‬ويبني عليه‬
‫العقالء أحكامهم‪ ،‬فمن نهي عن شراب ألنه سام‪ ،‬يقيس بهذا الشراب كل سام‪،‬‬
‫ومن حرم عليه تصرف ألن فيه اعتداء وظلما ً لغيره‪ ،‬يقيس بهذا كل تصرف فيه‬
‫اعتداء وظلم لغيره‪ ،‬وال يعرف بين الناس اختالف في أن ما جرى على أحد‬
‫المثلين يجري على اآلخر‪ ،‬وأن التفريق بين المتساويين في أساسه ظلم‪.‬‬
‫وهذا الدليل ال يتعرض إلى أكثر من حجية أصل القياس ال طرقه المظنونة‪،‬‬
‫وحجية أصل القياس ال تقبل المناقشة‪.‬‬

‫والمذهب الثاني‪ :‬مذهب نفاة القياس مثل النظام وأتباعه‪ ،‬والشيعة اإلمامية‬
‫والظاهرية‪ ،‬أن القياس ليس بحجة شرعية وهو عندهم مستحيل عقالً وشرعاً‪،‬‬
‫ويطلق على هؤالء نفاة القياس ‪.46‬‬

‫قال السمرقندي‪ :‬وقال أصحاب الظاهر مثل داود األصفهاني ومن تابعه‪ ،‬وقوم‬
‫من المعتزلة مثل النظام‪...‬إنه ليس بحجة وهو قول من نفى القياس العقلي من‬
‫الملحدة واإلمامية والخوارج‪.47..‬‬

‫واستدلو على ذالك بأدلة منها‪:‬‬


‫الدليل األول‪:‬‬

‫‪ - 46‬أصول الفقه ألبي زهرة ص‪ ،157‬أصول الفقه للبرديسي ص‪ ،243‬ومصادر التشريع‬


‫اإلسالمي ص‪ ،30‬وأصول الفقه لبدران أبو العينين ص‪ ،234‬والوجيز في أصول الفقه للدكتور‬
‫زيدان ص‪ ،220‬وأصول الفقه لوهبه الزحيلي ج‪.610/1‬‬
‫‪ - 47‬ميزان األصول ص‪.557-556‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪24‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ش ْيءٍ ))‪ ،48‬وقوله‪َ (( :‬ون ََّز ْلنَا َعلَي َْك‬ ‫ب ِم ْن َ‬ ‫قوله تعالى‪َ (( :‬ما فَ َّر ْ‬
‫طنَا فِي ْال ِكتَا ِ‬
‫ين‬
‫ب ُم ِب ٍ‬ ‫ب َو َال يَابِ ٍس ِإ َّال فِي ِكتَا ٍ‬ ‫يءٍ ))‪ ،49‬وقوله‪َ (( :‬و َال َر ْ‬
‫ط ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ْال ِكت َ َ‬
‫اب تِ ْبيَانًا ِل ُك ِل َ‬
‫‪50‬‬
‫))‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن تلك اآليات دلت على أن الكتاب اشتمل على جميع األحكام‬
‫الشرعية فإذن‪ :‬كل ما ليس في الكتاب وجب أن ال يكون حقا ً‪.‬‬
‫وعندئ ٍذ تقول‪ :‬ما ثبت بالقياس‪ :‬إن دل عليه الكتاب فهو ثابت بالكتاب ال‬
‫بالقياس‪.‬‬
‫وإن لم يدل عليه الكتاب كان باطالً‪ :‬أي ليس بمشروع‪ ،‬حكمه أن يبقى على‬
‫النفي األصلي‪.‬‬
‫وعلى هذا فال حاجة إلى القياس‪.‬‬
‫الدليل الثاني‪:‬‬
‫اح ُك ْم بَ ْينَ ُه ْم ِب َما أ َ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ )) ‪.51‬‬ ‫قوله تعالى‪َ (( :‬وأ َ ِن ْ‬
‫وجه الداللة‪ :‬اآلية أ فادت أن الحكم ال يكون إال بقرآن‪ ،‬أو سنة‪ ،‬ألنهما‬
‫المنزالن من عند هللا‪ ،‬والحكم بالقياس حكم بغير ما أنزل هللا – تعالى – وكل‬
‫حكم لم ينزله هللا تعالى يكون ابتداعا ً في الدين‪ ،‬وهذا منهي عنه‪ ،‬فالقياس منهي‬
‫عنه‪.‬‬

‫الدليل الثالث‪:‬‬
‫‪52‬‬
‫سو ِل ))‬
‫الر ُ‬ ‫يءٍ فَ ُردُّوهُ إِلَى َّ‬
‫َّللاِ َو َّ‬ ‫قوله تعالى‪ (( :‬فَإ ِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي َ‬
‫ش ْ‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن هذه اآلية قد دلت على أن األمة إذا تنازعت في شيء‪ ،‬ولم‬
‫تعرف الحكم فيه‪ ،‬فيجب أن ترده إلى الكتاب والسنة لتعرف الحكم منهما‪ ،‬فأنتم‬
‫خالفتم صريح تلك اآلية‪ ،‬اورددتم معرفة حكم المتنازع فيه للرأي واالجتهاد‪.‬‬

‫‪ - 48‬سورة األنعام ‪.38‬‬


‫‪ - 49‬سورة النحل ‪.89‬‬
‫‪ - 50‬سورة األنعام ‪.59‬‬
‫‪ - 51‬سورة المائدة ‪.49‬‬
‫‪ - 52‬سورة النساء آية ‪.59‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪25‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫إذن الحكم بالقياس ليس حكما ً هلل‪ ،‬وال مردودا ً إليه وال إلى رسوله‪ ،‬فكان‬
‫باطالً فيمتنع‪.‬‬

‫قال ابن حزم‪ -‬رحمه هللا ‪ :-‬جاءت نصوص بإبطال القياس ‪.53‬‬
‫فمن ذلك قول هللا تعالى‪ (( :‬يأيها الذين آمنوا ال تقدموا بين يدي هللا ورسوله‬
‫))‪.54‬‬
‫وقال تعالى‪ (( :‬وال تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك‬
‫))‪.‬‬ ‫مسؤوال‬ ‫عنه‬ ‫كان‬
‫))‪.‬‬ ‫شئ‬ ‫من‬ ‫الكتاب‬ ‫في‬ ‫فرطنا‬ ‫((ما‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫وقال‬
‫وهذه نصوص مبطلة للقياس‪ ،‬وللقول في الدين بغير نص‪ ،‬الن القياس على ما‬
‫بينا قفو لما ال علم لهم به‪ ،‬وتقدم بين يدي هللا تعالى ورسوله (صلى هللا عليه و‬
‫سلم) واستدراك على هللا تعالى ورسوله (صلى هللا عليه و سلم) ما لم يذكراه أ‪.‬ه‬
‫عليه‬ ‫العلماء‬ ‫جمهور‬ ‫رد‬ ‫وقد‬
‫قال ابن كثير في تفسير االية ‪(55‬أي‪ :‬ال تسرعوا في األشياء بين يديه‪ ،‬أي‪ :‬قبله‪،‬‬
‫بل كونوا تبعا له في جميع األمور‪ ،‬حتى يدخل في عموم هذا األدب الشرعي‬
‫ح ديث معاذ‪ ،‬لما قال له النبي صلى هللا عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن‪" :‬بم‬
‫تحكم؟" قال‪ :‬بكتاب هللا‪ .‬قال‪" :‬فإن لم تجد؟" قال‪ :‬بسنة رسول هللا‪ .‬قال‪" :‬فإن لم‬
‫تجد؟" قال‪ :‬أجتهد رأيي‪ ،‬فضرب في صدره وقال‪" :‬الحمد هلل الذي وفق رسو َل‬
‫هللا‪.‬‬ ‫رسول‬ ‫يرضي‬ ‫لما‬ ‫هللا‪،‬‬ ‫رسو ِل‬
‫وقد رواه أحمد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ماجه فالغرض منه أنه أخر رأيه‬
‫ونظره واجتهاده إلى ما بعد الكتاب والسنة‪ ،‬ولو قدمه قبل البحث عنهما لكان من‬
‫ورسوله‪.‬أ‪.‬ه‬ ‫هللا‬ ‫يدي‬ ‫بين‬ ‫التقديم‬ ‫باب‬
‫أما استدالله بقوله تعالى‪ (( :‬وال تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر‬
‫))‬ ‫مسؤوال‬ ‫عنه‬ ‫كان‬ ‫أولئك‬ ‫كل‬ ‫والفؤاد‬

‫قال االلوسي في روح المعاني (واحتج باآلية نفاة القياس ألنه قفو للظن وحكم به‬

‫‪ - 53‬اإلحكام ج‪.1055/8‬‬
‫‪ - 54‬سورة الحجرات ‪.1‬‬
‫‪ - 55‬تفسير ابن كثير ج‪.340/7‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪26‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫)‪ 56‬وأجيب بانهم أجمعوا على الحكم بالظن والعمل به في صور كثيرة فمن ذلك‬
‫الصالة على الميت ودفنه في مقابر المسلمين وتوريث المسلم منه بناء على أنه‬
‫مسلم وهو مظنون والتوجه إلى القبلة في الصالة وهو مبني على االجتهاد‬
‫بإمارات ال تفيد إال الظن وأكل الذبيحة بناء على أنها دبيحة مسلم وهو مظنون‬
‫والشهادة فإنها ظنية وقيم المتلفات واروش الجنايات فإنها ال سبيل إليها اال‬
‫الظن‪ ،‬ومن نظر ولو بمؤخر العين رأى أن جميع األعمال المعتبرة في الدنيا من‬
‫األسفار وطلب األرباح والمعامالت إلى اآلجل المخصوصة واالعتماد على‬
‫صداقة األصدقاء وعداوة األعداء كلها مظنونة وقد قال صلى هللا عليه وسلم‪« :‬‬
‫نحن نحكم بالظاهر وهللا تعالى يتولى السرائر » فالنهي عن اتباع ما ليس بعلم‬
‫قطعي مخصوص بالعقائد وبأن الظن قد يسمى علما ً كما في قوله تعالى (( ِإذَا‬
‫َجاء ُك ُم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن هللا أ َ ْعلَ ُم بإيمانهن فَإ ِ ْن َع ِل ْمت ُ ُمو ُه َّن مؤمنات‬
‫فَالَ ت َ ْر ِجعُو ُه َّن ِإلَى الكفار))‪ 57‬فإن العلم بإيمانهن إنما يكون بإقرارهن وهو ال‬
‫يفيد إال الظن وبأن الدليل القاطع لما دل على وجوب العمل بالقياس كان ذلك‬
‫الدليل دليالً على أنه متى حصل ظن أن حكم هللا تعالى في هذه الصورة يساوي‬
‫حكمه في محل النص فانتم مكلفون بالعمل على وفق ذلك الظن فههنا الظن واقع‬
‫في طريق الحكم وأما ذلك الحكم فهو معلوم متيقن )انتهي‬
‫و أما استدالله بقوله تعالى ((ما فرطنا في الكتاب من شئ ))‬
‫ب َمسْأَلَةُ ْال َج ِد‪َ ،‬و ْ ِ‬
‫اإل ْخ َوةِ‪،‬‬ ‫ْس فِي ْال ِكتَا ِ‬‫فقد قال اإلمام الغزالي‪-‬رحمه هللا‪َ (( -‬ولَي َ‬
‫ب ((‪.58‬‬ ‫اس ِم ْن ْال َمعَانِي الَّتِي فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫َو َمسْأَلَةُ ْال َح َر ِام إذَا لَ ْم يَ ُك ِن ِاال ْقتِبَ ُ‬
‫وقال ابن قدامة (الجواب أما قوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء فإن‬
‫القرآن دل على جميع األحكام لكن إما بتمهيد طريق االعتبار وإما بالداللة على‬
‫اإلجماع والسنة وهما قد دال على القياس فيكون الكتاب قد بينه وإال فأين في‬
‫الكتاب مسألة الجد واإلخوة والعول والمبتوتة والمفوضة والتحريم وفيها حكم هلل‬
‫شرعي ثم قد حرمتم القياس وليس في القرآن تحريمه)‪ 59‬انتهي‬

‫‪ - 56‬روح المعاني ج‪.71/8‬‬


‫‪ - 57‬سورة الممتحنة ‪.10‬‬
‫‪ - 58‬المستصفي ج‪.239/1‬‬
‫‪ - 59‬روضة الناظر ‪.171/2‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪27‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫السنة‬ ‫من‬ ‫حججهم‬


‫اص قَا َل‬ ‫َّللاِ ب ِْن َع ْم ِرو ب ِْن ْال َع ِ‬ ‫أوال‪ :‬استدلوا بما أخرجه ابن ماجه َع ْن َ‬
‫ع ْب ِد َّ‬
‫َّللاِ ‪ (( ‬لَ ْم َيزَ ْل أ َ ْم ُر َبنِي ِإس َْرائِي َل ُم ْعتَد ًِال َحتَّى نَشَأ َ فِي ِه ْم ْال ُم َولَّدُونَ‬ ‫سو َل َّ‬ ‫س ِم ْعتُ َر ُ‬
‫َ‬
‫‪60‬‬
‫))‬ ‫ضلُّوا‬‫َوأ َ َ‬ ‫الرأْي ِ فَ َ‬
‫ضلُّوا‬ ‫بِ َّ‬ ‫فَقَالُوا‬ ‫ْاأل ُ َم ِم‬ ‫سبَايَا‬
‫َ‬ ‫أ َ ْبنَا ُء‬
‫و أجيب بأنه حديث منكر منقطع مسلسل بالضعفاء و قد ضعفه البوصيري و بن‬
‫‪.61‬‬ ‫حاتم‬ ‫أبو‬ ‫أعله‬ ‫قد‬ ‫و‬ ‫آخرين‬ ‫في‬ ‫حجر‬
‫ثانيا أستدلوا بما أخرجه أبو يعلى مرفوعا أنه قال تعمل هذه األمة برهة بالكتاب‬
‫و برهة بالسنة وبرهة بالقياس فإذا فعلوا ذلك فقد ضلوا ‪.62‬‬
‫وأجيب بأنه حديث موضوع فيه عثمان الزهري كذاب و أعله الهيثمي فقال رواه‬
‫أبو يعلى وفيه عثمان بن عبدالرحمن الزهري متفق على ضعفه‪.63‬‬
‫ثالثا‪ :‬أستدلوا بما أخرجه الطبراني في الكبير والبزار عن عوف بن مالك عن‬
‫النبي ‪ ‬قال (( تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم‬
‫‪64‬‬
‫يقيسون االمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحالل ))‬

‫ابن أبي الرجال واسمه حارثة‪.‬‬ ‫لضعف ِ‬


‫ِ‬ ‫‪ - 60‬إسناده ضعيف‬
‫وأخرجه البزار في "مسنده" (‪ )2424‬من طريق قيس بن الربيع‪ ،‬عن هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫سلَّ َم ‪ ...-‬فذكره قال البزار‪ :‬ال نعلم أحدًا قال‪:‬‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫عن عبد هللا بن عمرو‪ ،‬عن النبي ‪َ -‬‬
‫ً‬
‫عن هشام عن أبيه عن عبد هللا بن عمرو‪ ،‬إال قيس‪ ،‬ورواه غير قيس مرسال‪ .‬قلنا‪ :‬وهو ضعيف‬
‫يعتبر به في الشواهد والمتابعات‪.‬‬
‫مرسال ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ‪ ،136 /2‬قال‪ :‬قال ابن وهب‪:‬‬ ‫ً‬ ‫وأورده‬
‫وأخبرني يحيى بن أيوب‪ ،‬عن هشام بن عروة أنه سمع أباه يقول‪ ...‬فذكره‪.‬‬
‫وذكره الحافظ ابن حجر في "الفتح" ‪ 285 /13‬وقال‪ :‬والمرسل المذكور أخرجه الحميدي في‬
‫"النوادر" ‪ -‬والبيهقي في "المدخل" من طريقه ‪ -‬عن ابن عيينة قال‪ :‬حدثنا هشام بن عروة‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬فذكره كرواية قيس سواء‪.‬‬
‫وأورده الهيثمي في "المجمع" ‪ ،180 /1‬وعزاه للبزار‪ ،‬وقال‪ :‬وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة‬
‫والثوري‪ ،‬وضعفه جماعة‪ ،‬وقال ابن القطان‪ :‬هذا إسناد حسن!‬
‫سبِيَّة‪ ،‬وهي المرأة المنهوبة‪.‬‬ ‫قوله‪" :‬سبايا األمم"‪ ،‬قال السندي‪ :‬جمع َ‬

‫‪ - 61‬الجرح و التعديل ج‪.245/1‬‬


‫‪ - 62‬مسند أبو يعلى ج‪.240/10‬‬
‫‪ - 63‬مجمع الزؤائد ج‪.179/10‬‬
‫‪ - 64‬الطبراني ج‪ ،50/18‬والبزار ج‪.186/7‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪28‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫و رد بأنه حديث منكر تفرد به نعيم بن حماد و قد أنكره عليى يحي بن معين و‬
‫دحيم‬
‫قالوا و بالتسليم بصحتها ‪-‬واألمر على غير ذلك‪ -‬فقوله يحلون الحرام ويحرمون‬
‫الحالل فهم استعملوا رأيهم في مقابلة النصوص والقياس المخالف للنص فاسد‬
‫االعتبار‬
‫اما استداللهم بما ورد عن بعض الصحابة والتابعين من ذم الرأي وأهله قال‬
‫الشاطبي بعد ان نقل اثارا كثيرة في ذم الرأي وعدم اتباع االثار قال‪( :‬والحاصل‬
‫من جيمع ما تقدم أن الرأي المذموم ما بني على الجهل واتباع الهوى)‪.65‬‬
‫وقال ابن قدامة ردا علي ذلك قال‪ ( :‬قلنا هذا منهم ذم لمن استعمل الرأي‬
‫والقياس في غير موضعه أو بدون شرطه فذم عمر رضي هللا عنه ينصرف إلى‬
‫من قال بالرأي من غير معرفة للنص أال تراه قال أعيتهم األحاديث أن يحفظوها‬
‫وإنما يحكم بالرأي في حادثة ال نص فيها فالذم على ترك الترتيب ال على أصل‬
‫القول بالرأي ولو قدم إنسان القول بالسنة على ما هو أقوى منها كان مذموما‬
‫وكذلك قول علي رضي هللا عنه وكل ذم يتوجه إلى أهل الرأي فلتركهم الحكم‬
‫العلماء‬ ‫بعض‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫أولى‬ ‫هو‬ ‫الذي‬ ‫بالنص‬
‫أهل الكالم وأهل الرأي قد جهلوا‪ ..‬علم الحديث الذي ينجو بها الرجل‬
‫لو أنهم عرفوا اآلثار ما انحرفوا‪ ...‬عنها إلى غيرها لكنهم جهلوا )‪ 66‬ا‪.‬ه‪.‬‬
‫و نخلص من هذا كله بأن الصحابة الذين ثبت عنهم ذم الرأي و الحث على‬
‫العمل بالقياس قد ثبت أيضا عنهم مدح الرأي و الحث على العمل بالقياس فدل‬
‫هذا على أن المذموم من القياس و الرأي هو ما كان مقابال للنص و هذا ال يقول‬
‫أحد‬ ‫به‬
‫و أخيرا و بعد أن تناولنا أدلة كل من الفريقين المثبت و النافي و رأينا بيان و‬
‫مناقشة و توجيه جمهور العلماء سلفا و خلفا ألدلة النافين لحجية القياس ال يسعنا‬
‫إال أن نضرب صفحا عن مذهب هؤالء المخالفين ونتمسك بما قرره جمهور‬
‫العلماء من إثبات القياس وجوازه شرعا لقوة ما استدلوا به من أدلة وبراهين‬
‫ولهذا جمد المذهب الظاهري و أصبح مقلدوه أندر من الكبريت األحمر وهذا‬
‫ألمرين‬
‫األول كثرة األقوال الشاذة الناتجة عن عدم القياس كقول ابن حزم في قوله تعالى‬

‫‪ - 65‬االعتصام للشاطبي ج‪.187/1‬‬


‫‪ - 66‬روضة الناظرج‪.819- 816 / 3‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪29‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫(وال تقل لهما أف)أن هذه األية ناهضة بالنهي عن التأفيف و ساكتة عن الضرب‬
‫أخر‬ ‫أدلة‬ ‫له‬ ‫الضرب‬ ‫عن‬ ‫النهي‬ ‫لكن‬ ‫و‬
‫الساكن‬ ‫بالماء‬ ‫بالتغوط‬ ‫جوازه‬ ‫و‬
‫و عدم صحة نكاح البكر إن تكلمت ألن إذنها صماتها إلى آخر هذه األراء الشاذة‬
‫ثانيا أنه مذهب ال يغطي احتياجات العصور المتعاقبة التي تتولد فيه أالف‬
‫النظائر التي لم تكن في العهد النبوي‬
‫لهذا كان الراجح هو لزوم سبيل المؤمنين و جماهير العلماء القائلين بأن القياس‬
‫أعلم‪.‬‬ ‫تعالى‬ ‫وهللا‬ ‫ثابتة‬ ‫شرعية‬ ‫حجة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪30‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫أنواع القياس وأثرها في العلوم عامة والفقه خاصة‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫لقد بينا في المبحث السابق التعريف بالقياس وأركانه وأقسامه وحجيته ومن ثم‬
‫سنتحدث في هذا المبحث ونجعله خاصا ً بأنواع القياس وأثرها في جميع مناحي‬
‫العلوم عامة وأثرها في الفقه خاصة وقد جعلت هذا المبحث في ثالثة مطالب‬
‫سنوردها تباعا ً وذلك لبيان أهمية القياس في ما سبق ذكره سلفا ً فنسأل هللا عونه‬
‫وتوفيقه إنه ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬
‫المطلب األول‪:‬‬
‫للقياس أنواع َعرفها فقهاء مذاهب العامة في أصولهم الفقهية وأختلفوا فيها كما‬
‫أختلفوا في غيرها من المباني والقواعد األصولية قديما ً وحديثا ً وعلى أية حال‬
‫صنف فقهاء المذاهب القياس باصناف عدة واقسام شتى منها ما أتفق عليه ومنها‬
‫ماهو محل خالفهم قال القاضي أبو بكر بن العربي‪﴿ :‬قال علماؤنا أقسام القياس‬
‫﴾‪.67‬‬ ‫شبهة‬ ‫وقياس‬ ‫داللة‬ ‫وقياس‬ ‫علة‬ ‫قياس‬ ‫ثالثة‬
‫س ْمعَانِي ِ‪َ :‬وقَ ْد قَ َّ‬
‫س َمهُ أبن ُ‬
‫س َريْجٍ‬ ‫وجاء في البحر المحيط اقساما للقياس‪ ﴿ :‬قَا َل أبن ال َّ‬
‫ص َحا ِبنَا َم ْن زَ ادَ َعلَى ذَ ِل َك ثم ذكر منها ستة أنواع هي‪﴿ :‬‬ ‫س ٍام‪َ ،‬و ِم ْن أ َ ْ‬
‫إلى ث َ َمانِ َي ِة أ َ ْق َ‬
‫قياس العلة قياس الشبه قياس العكس قياس الداللة القياس في الفارق قياس ما هو‬
‫﴾‪.68‬‬ ‫المنصوص‬ ‫من‬ ‫أولى‬

‫ثم فصل الكالم في هذه األنواع وسوف نختصر كالمه فيما يناسب المقام‪:‬‬

‫العلة‬ ‫قياس‬ ‫األول‪:‬‬ ‫النوع‬


‫يلخص عمل هذا القياس هو ان يحمل الفرع على األصل بالعلة التي علق الحكم‬
‫عليها في الشرع وينقسم هذا النوع إلى قسمين األول وهو القياس الجلي وهو ما‬
‫علمت علته من غير معاناة وال اعمال فكر ونظر أي عندما تكون العلة بينة في‬‫ُ‬

‫‪ - 67‬المحصول في أصول الفقه ج‪ / 1‬ص‪.126‬‬


‫‪ - - 68‬البحر المحيط ج‪ - 6‬ص‪.239‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪31‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الظاهر بين المقيس والمقيس عليه‪ ،‬واما القسم الثاني فهو القياس الخفي وهو ما‬
‫احتاج إلى نظر حتى تتبين علته ليتمكن الفقيه من استعمال القياس على حسب‬
‫رأيه‪.‬‬ ‫وقبلها‬ ‫عقله‬ ‫استنبطها‬ ‫التي‬ ‫العلة‬
‫سنة والجماعة – بأن للقياس‬ ‫وقال الجيزاني في ‪ -‬معالم أصول الفقه عند أهل ال ُ‬
‫أقساما متعددة بعدة اعتبارات حيث صنف األول ﴿على اعتبار قوته وضعفه﴾‬
‫خفي‪.‬‬ ‫وقياس‬ ‫جلي‬ ‫قياس‬ ‫إلى‬ ‫ينقسم‬ ‫حيث‬
‫القياس الجلي‪ :‬هو ما قُطع فيه بنفي الفارق المؤثر‪ ،‬أو كانت العلة فيه منصو ً‬
‫صا‬
‫صور‪.‬‬ ‫ثالث‬ ‫فهذه‬ ‫عليها‪،‬‬ ‫مجمعًا‬ ‫أو‬
‫وهذا النوع من القياس ال يحتاج فيه إلى التعرض لبيان العلة الجامعة‪ ،‬لذلك‬
‫سمي بالجلي‪ ،‬وأيضا ً هذا النوع من القياس متفق عليه‪ ،‬وهو أقوى أنواع القياس‬ ‫ُ‬
‫به‪.‬‬ ‫مقطوعا ً‬ ‫لكونه‬
‫القياس الخفي‪ :‬وهو ما لم يُقطع فيه بنفي الفارق ولم تكن علته منصوصا ً أو‬
‫مجمعا ً عليها فهذا النوع ال بد فيه من التعرض لبيان العلة وبيان وجودها في‬
‫مقدمتين‪:‬‬ ‫إلى‬ ‫فيحتاج‬ ‫الفرع‪،‬‬
‫المقدمة األولى‪ :‬إن السكر مثالً علة التحريم في الخمر فهذه المقدمة إنما تثبت‬
‫الشرع‪.‬‬ ‫بأدلة‬
‫المقدمة الثانية‪ :‬إن السكر موجود في النبيذ‪ ،‬فهذه المقدمة يجوز أن تثبت بالحس‬
‫والعقل والعرف وأدلة الشرع وهذا النوع متفق على تسميته قياسا ً ‪.69‬‬
‫إن القياس الخفي هو ما يسمى عند اإلمامية بقياس منصوص العلة حيث سنجد‬
‫في أصول اإلمامية ما يشبه هذا القياس حتى في مثال الشراب المسكر كما‬
‫سيأتي‪.‬‬

‫الشبهة‬ ‫قياس‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫النوع‬


‫وهو ما أخذ حكم فرعه من شبه أصله وهو ما تجاذبه األصول فأخذ من كل‬
‫أصل شبها‪ ،‬وسماه الشيخ أبو إسحاق وغيره ﴿قياس الداللة﴾ وفسره بأن يحمل‬
‫الفرع على األصل بضرب من الشبه على العلة التي علق الحكم عليها في‬
‫الشرع قال‪﴿ :‬وهذا الضرب ال تعرف صحته إال باستدالل األصول﴾‬
‫وقياس الشبه هو قياس الفرع المتردد بين أصلين فيلحق بأكثرهما شب ًها أي هو‬
‫شبها ً به‪.‬‬ ‫بأكثرهما‬ ‫أصلين‬ ‫بين‬ ‫المترد ِد‬ ‫الفرعِ‬ ‫إلحاق‬

‫‪ - 69‬معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة – الجيزاني ج‪.174 / 1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪32‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ومثل األصوليون له بـ﴿العبد﴾‪ ،‬فهل يُلحق بالجمل الشتراكهما في ْال ِملك‪ ،‬أو‬
‫؟‬ ‫اإلنسانية‬ ‫في‬ ‫الشتراكهما‬ ‫الحر‬ ‫بالرجل‬
‫فالعبد له وصفان‪ :‬اإلنسانية وكونه مملوكا ً‪ ،‬فبأيهما كان أكثر شبها ً يُلحق به‪.‬‬
‫فهو من ناحية التصرف مملوك‪ ،‬يُلحق بالمملوكات‪ ،‬فيُتصرف فيه كما يتصرف‬
‫األخرى‪.‬‬ ‫المملوكات‬ ‫في‬
‫وهو من ناحية اإلنسانية‪ :‬مكلف بالغ‪ ،‬له أوصاف اإلنسان من العقل والتكليف‬
‫والبلوغ وحصول األجر على الطاعة‪ ،‬وحصول اإلثم على المعصية‪ .‬فيُلحق‬
‫به‪.‬‬ ‫شبها ً‬ ‫بأكثرهما‬
‫قال الفقهاء بأنه ال يُلجأ إلى قياس الشبه مع إمكان أستعمال قياس الداللة‪ ،‬أو‬
‫‪.70‬‬ ‫العلة‬ ‫قياس‬

‫العكس‬ ‫قياس‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫النوع‬


‫ذكر الزركشي هذا النوع وقال فيه وهو إثبات نقيض الحكم في غيره الفتراقهما‬
‫في علة الحكم‪ ،‬كذا عرفه صاحب " المعتمد " " واألحكام " وغيرهما‪.‬‬
‫وصنف الفقهاء هذا النوع من القياس إلى ﴿قياس طرد‪ ،‬وقياس عكس﴾‪:‬‬
‫قياس الطرد‪ :‬ما اقتضى إثبات الحكم في الفرع لثبوت علة األصل فيه‬
‫قياس العكس‪ :‬ما اقتضى نفي الحكم عن الفرع لنفي علة الحكم فيه‪.71‬‬
‫وضرب أبن تيمية مثاالً لهذين القسمين من القياس بقوله‪﴿ :‬وما أمر هللا به من‬
‫االعتبار في كتابه يتناول قياس الطرد وقياس العكس؛ فإنه لما أهلك المكذبين‬
‫للرسل بتكذيبهم‪ ،‬كان من االعتبار أن يُعلم أن من فعل مثل ما فعلوا‪ ،‬أصابه مثل‬
‫حذرا من العقوبة‪ ،‬وهذا قياس الطرد‪ ،‬ويعلم أن‬
‫ما أصابهم‪ ،‬فيتقي تكذيب الرسل ً‬
‫من لم يكذب الرسل ال يصيبه ذلك‪ ،‬وهذا قياس العكس﴾‪.72‬‬

‫الداللة‬ ‫قياس‬ ‫الرابع‪:‬‬ ‫النوع‬


‫ذكر الزركشي هذا النوع من القياس قائالً وهو أن يكون الجامع وصفا الزما من‬
‫لوازم العلة‪ ،‬أو أثرا من آثارها‪ ،‬أو حكما ً من أحكامها‪ ،‬سمي بذلك لكون المذكور‬
‫في الجميع دليل العلة ال نفس العلة فاألول‪ :‬كقياس النبيذ على الخمر بجامع‬
‫‪ - 70‬شرح الورقات في أصول الفقه ‪ -‬محمد الحسن الددو الشنقيطي ‪ -‬دروس صوتية قام بتفريغها‬
‫موقع الشبكة اإلسالمية –الدرس الخامس‪.‬‬
‫‪ - 71‬معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة – الجيزاني ج‪.175 / 1‬‬
‫‪ - 72‬مجموع الفتاوى ج‪.239 / 9‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪33‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المالزمة‪.‬‬ ‫الرائحة‬
‫والثاني‪ :‬كقولنا في القتل بالمثقل قتل أثم به صاحبه من حيث كونه قتال‪ ،‬فوجب‬
‫فيه القصاص كالجارح‪ ،‬فكونه إثما ليس هو بعلة بل أثر من آثارها‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬كقولنا في مسألة قطع األيدي باليد الواحدة إنه قطع موجب لوجوب‬
‫الدية عليهم فيكون موجبا لوجوب القصاص عليهم‪ ،‬كما لو قتل جماعة واحدا‬
‫فوجوب الدية على الجماعة ليس نفس العلة الموجبة للقصاص بل حكم من أحكام‬
‫العلة الموجبة للقصاص‪ ،‬بدليل اطرادها وانعكاسها‪ ،‬كما في القتل العمد العدوان‬
‫العمد‪.‬‬ ‫وشبه‬ ‫والخطأ‬
‫الفارق‬ ‫في‬ ‫القياس‬ ‫الخامس‪:‬‬ ‫النوع‬
‫ذكر الزركشي هذا النوع من القياس قائالً وقد اختلف في تسميته قياسا أو‬
‫استدالال‪ ،‬واألول قول إمام الحرمين‪ ،‬والثاني قول الغزالي‪ ،‬ألن القياس يقصد به‬
‫التسوية‪ ،‬وإنما قصد نفي الفارق بين المحلين‪ ،‬وقد جاء في ضمن ذلك االستواء‬
‫العلة‪.‬‬ ‫في‬
‫المنصوص‬ ‫من‬ ‫أولى‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫السادس‪:‬‬ ‫النوع‬
‫وهذا النوع من القياس يسمى أيضا ً بقياس االولوية أيضا ً كأولوية الضرب على‬
‫التأفيف‪.‬‬ ‫بآية‬ ‫عليه‬ ‫الفقهاء‬ ‫أستدل‬ ‫حيث‬ ‫التأفيف‬
‫تقسيمات أخرى منها تقسيم القياس على اعتبار محله وينقسم إلى قسمين سوف‬
‫نوردهما في المطلب التالي لعالقتهما به وهللا تعالى اعلم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫أثر القياس وأنواعه في العلوم العامة‪:‬‬
‫وفي هذا المطلب سنذكر قسما ً من القسمين المشار إليهما سلفا ً وهي في جانب‬
‫هي‪:‬‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫األول‬ ‫النوع‬
‫األول‪:‬‬
‫والعقائد‪:‬‬ ‫التوحيد‬ ‫في‬ ‫القياس‬ ‫أثر‬
‫اتفق فقهاء العامة على أن القياس ال يجري في التوحيد إن أدى إلى البدعة‬
‫واإللحاد‪ ،‬وتشبيه الخالق بالمخلوق‪ ،‬وتعطيل أسماء هللا وصفاته وأفعاله‪.‬‬
‫وإنما يصح القياس في باب التوحيد إذا استدل به على معرفة الصانع وتوحيده‪،‬‬
‫ويستخدم في ذلك ﴿قياس االولوية﴾ لئال يدخل الخالق والمخلوق تحت قضية كلية‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪34‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫﴿و ِ ََّلِلِ ْال َمث َ ُل األ ْعلَى﴾‪ ،73‬ولئال‬


‫تستوي أفرادها وفساد هذه التسوية قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ْس َك ِمثْ ِل ِه َ‬
‫ش ْي ٌء﴾‪.74‬‬ ‫يتماثالن أيضا ً في شيء من األشياء وهللا يقول‪﴿ :‬لَي َ‬
‫بل الواجب أن يُعلم أن كل كما ٍل – ال نقص فيه بوجه – ثبت للمخلوق فالخالق‬
‫أولى به‪ ،‬وكل نقص وجب نفيه عن المخلوق فالخالق أولى بنفيه عنه‪.‬‬

‫الثاني‪:‬‬
‫أثر القياس في القراءات‪:‬‬
‫كثر كالم القراء في القياس‪ ،‬وتباينت عباراتهم حوله‪ ،‬وقد نظرت فيما تيسر منها‬
‫فخرجت بأقسام أربعة اشتمل عليها كالمهم‪ ،‬وها هي‪:‬‬
‫• القسم األول‪:‬‬
‫المروي‪:‬‬ ‫نظيره‬ ‫على‬ ‫روي‬ ‫ما‬ ‫حمل‬
‫وهذا يمكن تسميته بالقياس المؤ ِكد‪ ،‬ويكثر دوره في كتب القراءات‪ ،‬خصوصا‬
‫عند تعرضها لالحتجاج والتوجيه‪ ،‬أو االختيار بين األوجه‪ ،‬ولم أر من منعه‪،‬‬
‫وال ثمت داع إلى منعه‪.‬‬

‫‪ -‬معلقا على إدغام وإظهار واو ﴿هو﴾‬ ‫مثال ذلك قول اإلمام الداني –‬
‫المضموم الهاء‪" :‬وبالوجهين قرأت ذلك‪ ،‬وأختار اإلدغام الطراده وجريه على‬
‫قياس نظائره‪ ،‬وقد رواه نصا عن اليزيدي ابنه وابن سعدان والسوسي ))‪.75‬‬
‫• القسم الثاني‪ :‬حمل فروع لم ترو على أصولها المروية‪.‬‬
‫نص عن األئمة في‬‫المقصود بهذا النوع أن يوجد فرع من فروع القراءة لم يرد ٌّ‬
‫كيفية قراءته‪ ،‬فيرجعه العلماء إلى أصله المطرد‪ ،‬وهذا واقع في كتب القراءات‪،‬‬
‫وأكثر من احتفل به علماء الغرب اإلسالمي‪ ،‬وله أمثلة وافرة في كتبهم‪ ،‬وهو‬
‫الذي يعنيه اإلمام مكي بقوله‪ " :‬فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثالثة‬
‫أقسام‪:‬‬
‫قسم قرأت به ونقلته‪ ،‬وهو منصوص في الكتب موجود‪.‬‬
‫وقسم قرأت به وأخذته لفظا أو سماعا‪ ،‬وهو غير موجود في الكتب‪.‬‬
‫وقسم لم أقر به وال وجدته في الكتب‪ ،‬ولكن قسته على ما قرأت به؛ إذ ال يمكن‬
‫‪ - 73‬سورة النحل آية ‪.60‬‬
‫‪ - 74‬سوالة الشورى آية ‪.11‬‬
‫‪ - 75‬النشر في القراءات العشر ج‪.283/1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪35‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فيه إال ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص‪ ،‬وهو األقل‪ ،‬وقد نبهت على كثير‬
‫مضت‪.76‬‬ ‫مواضع‬ ‫في‬ ‫منه‬
‫ويقول عنه اإلمام الداني في آخر كتاب اإلبانة له‪" :77‬وكثير مما ذكرنا في كتابنا‬
‫هذا‪ ،‬من أحكام الراءات والالمات‪ ،‬النص فيه معدوم عن األئمة‪ ،‬وإنما بينا ذالك‬
‫وشرحناه‪ ،‬ولخصنا جليه وخفيه‪ ،‬قياسا علي األصول التي ورد النص فيها‪،‬‬
‫وحمال عليها‪ ،‬لحاجتنا إليه‪ ،‬واضطرارنا إلى معرفة حقيقته‪ .‬والقياس على‬
‫األصول وحمل الفروع عليها سائغ في سائر األحكام وغيرها عند الجميع‪ ،‬وقد‬
‫بذلك في قوله‪﴿ :‬لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾‪ ،‬وال يلتفت إلى من‬ ‫أذن هللا‬
‫غلط‪ ،‬وبعد إدراك تمييز ذلك عن فهمه من منتحلي القراءات‪ ،‬فأنكر ما حددناه‬
‫وبيناه‪ ،‬وحكمنا عليه بالقياس الصحيح‪ ،‬واالستنباط الواضح‪ ،‬لعدم وجود أكثر‬
‫ذلك مصنفا في كتب من تقدم من علمائنا‪ ،‬ومن تأخر من مشايخنا‪ ،‬إذ ذلك غير‬
‫بيناه‪.‬‬ ‫لما‬ ‫فيه‬ ‫قادح‬ ‫وال‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫في‬ ‫الزم‬
‫وال يخفاك أن قوله‪" :‬والقياس على األصول وحمل الفروع عليها سائغ في سائر‬
‫األحكام وغيرها عند الجميع" واضح في حكاية االتفاق على األخذ بهذا النوع‬
‫من القياس‪ ،‬وقد أكد هذا االتفاق العالمة القيجاطي ‪ 78‬فقال‪" :‬واعلم أن القياس‬
‫في أوجه القراءات ليس متروكا بإطالق‪ ،‬بل البد منه عند االضطرار والحاجة‬
‫إليه فيما لم يرد فيه نص صريح عن بعض القراء‪ ،‬أو عن جملتهم‪ ،‬فإن كان له‬
‫أصل ثابت عند القراء يرجع إليه فإن الشيوخ من أهل األداء متفقون على رده‬
‫إليه‪ ،‬وذلك كثير في باب الراءات والالمات‪ ،‬وقد نص الحافظ أبو عمرو والشيخ‬
‫أبو محمد مكي وغيرهما من شيوخ أهل األداء علي جواز استعماله وإن كان له‬
‫أصالن عند القراء فيختلف الشيوخ من أهل األداء على أي األصلين يحمل‪.‬‬
‫وللمزيد من أمثلة هذا القسم وأقوال العلماء فيه ينظر ما جمعه العالمة المنتوري‬
‫في شرحه على الدرر اللوامع‪ ،‬فقد أجاد وأفاد رحمة هللا عليه‪.‬‬
‫•القسم الثالث‪ :‬حمل ما لم يرو مطلقا على ما روي‪:‬‬
‫ما لم يرو مطلقا أعني به ما لم ترد عينه وال أصله‪ ،‬ومثاله ما ذكره البعض من‬
‫﴿المرء﴾ أخذا بالقياس‪ ،‬قال اإلمام أبو عبد هللا الفاسي‪" :‬‬
‫ِ‬ ‫ترقيق راء ﴿مريم﴾ وراء‬
‫وكأنهم قاسوا كسرة همزة ﴿المرء﴾ على كسرة راء ﴿شرر﴾ حيث كانتا قويتين؛‬
‫‪ - 7676‬النشر في القراءات العشر ج‪.18/1‬‬
‫‪ - 77‬اإلبانة لمكي بن أبي طالب‪.‬‬
‫‪ - 78‬هو محمد بن محمد بن علي الكناني القيجاطي األندلسي‪،‬قرأ على ابن الفخار وابن مرزوق‪،‬‬
‫وقرأ عليه المنتوري وهو عمدته‪،‬وهو صاحب التكملة المفيده لحافظ القصيدة‪،‬توفي سنة‪811‬هـ‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪36‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫لكونهما في حرف قوي‪ ،‬وقاسوا استشعار الثقل فيه على استشعار الثقل في نحو‬
‫﴿القرءان﴾ و﴿الظمآن﴾ حيث ترك ورش المد ألجله‪ ،‬وقاسوا الياء الواقعة بعد‬
‫الراء الساكنة على الكسرة الواقعة قبلها‪ ،‬وجميع ذلك ال أثر له مع ضعف النص‬
‫عدمه‪.‬‬ ‫أو‬
‫ومن هذا النوع ما يكون قياسا مع الفارق‪ ،‬ومنه قول اإلمام مكي متحدثا عما‬
‫يجوز رومه وإشمامه في الوقف‪" :‬من ذلك ميم الجمع‪ ،‬وقد أغفل القراء الكالم‬
‫عليها‪ ،‬والذي يجب فيها على قياس شرطهم أن يجوز فيها الروم واإلشمام؛ ألنهم‬
‫يقولون‪ :‬ال فرق عندهم بين حركة اإلعراب وحركة البناء في جواز الروم‬
‫واإلشمام‪ "...‬ثم قال‪" :‬ومما يقوي جواز ذلك فيها نصهم على هاء الكناية ‪ -‬فيما‬
‫الهاء‪.‬‬ ‫مثل‬ ‫فهي‬ ‫واإلشمام‪،‬‬ ‫بالروم‬ ‫‪-‬‬ ‫ذكرنا‬
‫فهذا قياس مع الفارق في نظر المحقق ابن الجزري الذي يقول‪" :‬وشذ مكي‬
‫فأجاز الروم واإلشمام في ميم الجمع لمن وصلها قياسا ً على هاء الضمير‪،‬‬
‫وانتصر لذلك وقواه‪ .‬وهو قياس غير صحيح؛ ألن هاء الضمير كانت متحركة‬
‫قبل الصلة‪ ،‬بخالف الميم‪ ،‬بدليل قراءة الجماعة‪ ،‬فعوملت حركة الهاء في الوقف‬
‫معاملة سائر الحركات‪ ،‬ولم يكن للميم حركة‪ ،‬فعوملت بالسكون‪ ،‬فهي كالذي‬
‫الساكنين‪.‬‬ ‫اللتقاء‬ ‫تحرك‬
‫•القسم الرابع‪ :‬حمل ما لم يرو على ما لم يرو‪:‬‬
‫‪ -‬متحدثا‬ ‫هذا هو الذي سماه اإلمام ابن الجزري القياس المطلق‪ ،‬قال ‪-‬‬
‫عن ما ي َُرد من القراءات‪" :‬وبقي قسم مردود أيضا‪ ً،‬وهو ما وافق العربية‬
‫والرسم ولم ينقل ألبتة‪ ،‬فهذا رده أحق‪ ،‬ومنعه أشد‪ ،‬ومرتكبه مرتكب لعظيم من‬
‫الكبائر‪ ،‬وقد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي‬
‫المقري النحوي‪ ...‬وقد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء والقراء‪،‬‬
‫وأجمعوا على منعه‪ ،‬وأوقف للضرب‪ ،‬فتاب ورجع‪ ،‬وكتب عليه بذلك محضر‪...‬‬
‫ومن ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق‪ ،‬وهو الذي ليس له أصل في القراءة‬
‫يرجع إليه‪ ،‬وال ركن وثيق في األداء يعتمد عليه‪ ...‬ولذلك كان الكثير من أئمة‬
‫القراءة‪ ،‬كنافع وأبي عمرو‪ ،‬يقول‪ :‬لوال أنه ليس لي أن أقرأ إال بما قرأت لقرأت‬
‫‪79‬‬
‫حرف كذا كذا‪ ،‬وحرف كذا كذا"‬

‫‪ - 79‬منقول من ملتقى أهل التفسير لمحمد ايات عمران‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪37‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ثالثا‪:‬‬
‫أثر القياس في النحو‪:‬‬

‫وكما ذكرنا اثر القياس في العلمين السابقين نشير هنا إلى اثره في النحو من‬
‫خالل بحث مقدم في جامعة أم القرى سنذكر منه أهم النتائج في هذا البحث‬
‫والذي هو بعنوان ظاهرة القياس وأثرها في النحو العربي والذي أعده أخونا أ‪.‬د‪/‬‬
‫عبد هللا علي محمد إبراهيم أستاذ النحو والصرف كلية اآلداب والعلوم اإلدارية‬
‫للبنات جامعة أم القرى‬

‫وقد خلص الباحث في بحثه إلى‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬من نتائج هذا البحث أن ما جعله العرب قليالً يحفظ وال يقاس عليه قد يرد‬
‫به القرآن الكريم فيصير قويا ً يصح القياس عليه كما ورد في حذف ْ‬
‫"أن"‬
‫المصدرية‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬تتفاوت اللغات في الجودة والفصاحة وجميعها مما يصح القياس عليه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬سيبويه اكتفى باللفظ الواحد الذي ورد سماعا ً في لغة واحدة وجوز القياس‬
‫عليه مثل النسب إلى "شنوءة" أما األخفش فيجعل اللفظة الواحدة من باب القياس‬
‫على الشاذ‪.‬‬
‫رابعا ً‪ :‬األكثر في السماع هو األرجح في االستعمال ألنه مألوف عند المخاطبين‬
‫أكثر من الوجه الذي قل في السماع وإن كان أرجح من جهة القياس‪.‬‬
‫خامسا ً‪ :‬سماع "الكلمة" ممن ال يعرف بالفصاحة وهي تخالف المعروف في‬
‫مجاري الكالم ال تصلح أن تكون موضعا ً للقياس‪.‬‬
‫سادسا ً‪ :‬العربي يستطيع أن يلحن إذا تعمد اللحن كما أنه يستطيع أن يتكلم بغير‬
‫لغته إذا تعمد ذلك‪.‬‬
‫سابعا ً‪ :‬االختالف في القياس نتج عن اختالف العلماء في أمر الناقل للغة من‬
‫حيث أمانته في النقل ومن حيث صحة عربيته وفهمه لوجوه اإلعراب‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪38‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ولقد أثرت ان اكتفي في هذا المطلب بهذه العلوم الثالثة وأفراد الباب األخير لعلم‬
‫الفقه واثر القياس فيه وذكر القسم الثاني المشار له سابقا ً في المطلب التالي وهللا‬
‫تعالى اعلم‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫أثر القياس وانواعه في الفقه وأستدالالت الفقهاء‪:‬‬
‫الشرعية‬ ‫األحكام‬ ‫في‬ ‫القياس‬ ‫ً‬
‫اوال‪:‬‬
‫منع بعض فقهاء العامة إستخدام القياس في جميع األحكام الشرعية‪ ،‬ألن في‬
‫األحكام ما ال يعقل معناه فيتعذر إجراء القياس في مثله ‪.80‬‬
‫وعارضهم آخرون قائلين بأن كل ما جاز إثباته بالنص جاز إثباته بالقياس‪ ،‬فقد‬
‫أدعوا بأنه ليس في هذه الشريعة شيء يخالف القياس فقد صرح به أبن تيمية‬
‫حرا في األدلة الشرعية أمكنه أن يستدل على غالب األحكام‬‫قائالً‪﴿ :‬ومن كان متب ً‬
‫بالنصوص وباألقيسة﴾‪ 81‬وقال أبن القيم أيضا ً‪....﴿ :‬ليس في الشريعة شيء‬
‫يخالف القياس‪ ،‬وال في المنقول عن الصحابة الذي ال يعلم لهم فيه مخالف‪ ،‬وأن‬
‫القياس الصحيح دائر مع أوامرها ونواهيها وجودًا وعد ًما﴾‪.82‬‬
‫قال اإلسنوي‪ :‬مذهب الشافعي كما قال في المحصول أنه يجوز القياس في‬
‫الحدود و الكفارات و التقديرات والرخص إذا وجدت شرائط القياس فيهاو قالت‬
‫الحنفية ال يجوز القياس في الحدود و الكفارات و التقديرات و الرخص وترتب‬
‫عليه الخالف في جواز التداوي بالنجاسات قياسا على أبوال اإلبل –و هذا قياس‬
‫على رخصة ‪-‬والقياس على أقل الحيض‪ -‬وهذا في التقديرات ‪ -‬وإيجاب قطع‬
‫النباش قياسا على السارق و هذا في الحدود وثبوت الكفارة في القتل العمد قياسا‬
‫‪.83‬‬ ‫الروح‬ ‫إزهاق‬ ‫علة‬ ‫بجامع‬ ‫الخطأ‬ ‫القتل‬ ‫على‬
‫وللقياس تقسيم آخر وهو ﴿باعتبار الصحة والبطالن﴾ حيث ينقسم إلى ثالثة أقسام‬
‫األول وهو ما أطلقوا عليه القياس الصحيح والثاني القياس الفاسد والثالث ماهو‬
‫بينهما‪.‬‬ ‫متردد‬
‫سنة على حد تعبير فقهاء‬ ‫أما األول وهو ما جاءت به الشريعة في الكتاب وال ُ‬

‫‪ - 80‬معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ج‪.177 / 1‬‬


‫‪ - 81‬مجموع الفتاوى البن تيمية ‪ -‬ج‪ - 19‬ص‪.289‬‬
‫‪ - 82‬إعالم الموقعين أبن القيم الجوزية ج‪.71 /2‬‬
‫‪ - 83‬التمهيد لالسنوي ص‪.575‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪39‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫العامة‪ ،‬وهو الجمع بين المتماثلين‪ ،‬مثل أن تكون العلة موجودة في الفرع من‬
‫غير معارض يمنع حكمها‪ ،‬ومثل القياس بإلغاء الفارق‪ .‬والفاسد ما يضاده‪.84‬‬
‫قال أبن تيمية في بيان صحة القياس وفساده‪ ﴿ :‬وكل قياس دل النص على فساده‬
‫صا بمنصوص يخالف حكمه فقياسه فاسد‪ ،‬وكل‬ ‫فهو فاسد‪ ،‬وكل من ألحق منصو ً‬
‫من سوى بين شيئين أو فرق بين شيئين بغير األوصاف المعتبرة في حكم هللا‬
‫فاسد﴾‪.85‬‬ ‫فقياسه‬ ‫ورسوله‬
‫أما القسم الثالث هو القياس ﴿المتردد بين الصحة والفساد﴾ فال يقطع بصحته وال‬
‫بفساده‪ ،‬فهذا يتوقف فيه حتى يتبين الحال فيقوم الدليل على الصحة أو الفساد﴿ ‪-‬‬
‫نفس المصدر السابق﴾ فلفظ القياس إذن لفظ مجمل يدخل فيه الصحيح‬
‫والفاسد﴿نفس المصدر السابق ﴾ وهذا على حد تعبير أبن تيمية‪.‬‬
‫وقال أبن القيم في بيان العلة من عدم ذكر القياس في كتاب هللا‪ ﴿ :‬ولهذا أيضا ً لم‬
‫يجئ في القرآن الكريم مدحه وال ذمه‪ ،‬وال األمر به وال النهي عنه‪ ،‬فإنه مورد‬
‫‪86‬‬
‫وفاسد﴾‬ ‫صحيح‬ ‫إلى‬ ‫تقسيم‬
‫وهذا الكالم متعارض مع كالم أغلب فقهاء الحنفية الذين أستدلوا على القياس‬
‫باألمثلة التي ضربها هللا في كتابه الكريم وقالوا بأنها تدل على التحريض على‬
‫القياس‪.‬‬
‫ومن هنا نجد أن فقهاء العامة قد اختلفوا في حجية القياس فمنهم من أعطى‬
‫للقياس حجية كحجية النص ومنهم من صنفه دون اإلجماع‪ ،‬وأختلف فقهاء‬
‫المذاهب في القياس إلى طرفين ووسط فطرف أنكر القياس أصال‪ ،‬وطرف‬
‫أسرف في استعماله حتى رد به النصوص الصحيحة‪.87‬‬
‫أما الذي أستخدم القياس في أصوله الفقهية فقد جعل له ضوابط وقوانين وضعها‬
‫دون دليل يُذكر فما كان دليلهم فيه إال الرأي الذي يخطئ ويصيب فالضابط‬
‫األول هو أال يوجد في المسألة نص ألن وجود النص يسقط القياس‪.88‬‬
‫قال الشافعي‪ ﴿ :‬ونحكم باإلجماع ثم القياس‪ ،‬وهو أضعف من هذا‪ ،‬ولكنها منزلة‬
‫ضرورة‪ ،‬ألنه ال يحل القياس والخبر موجود‪ ،‬كما يكون التيمم طهارة في السفر‬
‫عند اإلعواز من الماء‪ ،‬وال يكون طهارة إذا وجد الماء‪ ،‬إنما يكون طهارة في‬

‫‪ - 84‬مجموع الفتاوى ألبن تيمية ‪ -‬ج‪ 505 – 504 / 20‬وإعالم الموقعين ج‪.133/ 1‬‬
‫‪ - 85‬مجموع الفتاوى ألبن تيمية ج ‪.288 ،287/19‬‬
‫‪ - 86‬إعالم الموقعين ألبن القيم الجوزية ج‪.133 / 1‬‬
‫‪ - 87‬معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ج‪ / 1‬ص‪.179‬‬
‫‪ - 88‬نفس المصدر السابق‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪40‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اإلعواز﴾‪.89‬‬
‫والضابط الثاني الذي وضعه الفقهاء للقياس هو أن يصدر القياس من فقيه‬
‫اإلجتهاد‪.90‬‬ ‫شروط‬ ‫استجمع‬ ‫قد‬ ‫مؤهل‪،‬‬
‫والضابط الثالث هو أن يكون القياس في نفسه صحيحا ً‪ ،‬قد استكمل شروط‬
‫الصحيح‪.91‬‬ ‫القياس‬

‫ثانيا ً‪:‬‬
‫أثر القياس على الفتوى ‪:92‬‬
‫وال يخفى أن إنكار القياس الشرعي الصحيح الذي ذكر األصوليون أركانه‪ ،‬وما‬
‫يشترط لكل ركن‪ ،‬وذكروا قوادحه واالعتراضات عليه مكابرة يقع في مخالفتها‬
‫أصحابها‪ ،‬ولعلهم أرادوا القياس الفاسد والرأي المذموم ‪.93‬‬
‫وثمت مسائل اختلف فيها هل هي من باب القياس‪ ،‬أو من باب داللة األلفاظ؟ مع‬
‫اتفاق الجميع على العمل بها‪ ،‬والخطب فيها يسير إذا روعيت الحقائق‪ ،‬كالعلة‬
‫المنصوصة‪ ،‬قال الشوكاني رحمه هللا‪" :‬واعلم أنه ال خالف في األخذ بالعلة إذا‬
‫كانت منصوصة‪ ،‬وإنما اختلفوا هل األخذ بها من باب القياس‪ ،‬أم من العمل‬
‫بالنص؟ فذهب إلى األول الجمهور‪ ،‬وإلى الثاني النافون للقياس‪.94" ...‬‬
‫هذا ومن أجل اجتناب األقيسة الفاسدة التي اشتهر ذمها عند األئمة‪ ،‬وشنعوا على‬
‫عني األصوليون بضبط القياس الشرعي الصحيح ‪ -‬الذي يصار‬ ‫القائلين بها؛لقد ُ‬
‫إليه عند الحاجة‪ ،‬وال تعارض به نصوص الكتاب والسنة ‪ -‬وتحريره‪ ،‬فجعلوا له‬
‫طا وضوابط واعتبارات‪ ،‬وبينوا قوادح العلة‬ ‫أركانا‪ ،‬ولهذه األركان شرو ً‬
‫ومبطالتها ‪ ،95‬التي يعترض بها على صحة القياس وصالحيته‪ ،‬بما فيه من‬

‫‪ - 89‬الرسالة للشافعي ص‪ 600 ،599‬وإعالم الموقعين ج‪/1‬ص‪.67 ،32‬‬


‫‪ - 90‬معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ج‪ / 1‬ص‪.179‬‬
‫‪ - 91‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪ - 92‬منقول من مجلة البحوث الفقهية المعاصرة العدد ‪ 81‬للدكتور عبد الرحمن السديس والعنوان‬
‫للعبد الفقير‪.‬‬
‫‪ - 93‬كما ذهب إليه الظاهرية‪ ،‬وفي مقدمتهم اإلمام أبو محمد بن حزم في كتابه اإلحكام ج‪-929/2‬‬
‫‪.1166‬‬
‫‪ - 94‬إرشاد الفحول ج‪.170/2‬‬
‫‪ - 95‬ينظر هذه القوادح في‪ :‬جمع الجوامع مع البدر الطالع ج‪ ،306-260/2‬وشرح الكوكب‬
‫المنيرج‪.358-229/4‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪41‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الجدلية األصولية‪ ،‬وفي ذلك ما يوقع في االعتساف‪ ،‬والتكلف‪ ،‬والشطط‪ ،‬ويبعد‬


‫عن ميزان الحق والعدل‪ ،‬مما يؤكد أهمية القياس الصحيح‪ ،‬المستجمع لألركان‪،‬‬
‫أثرا واض ًحا‬
‫المستوفي للشروط المنتفية عنه الموانع‪ ،‬وبهذا يظهر تأدية القياس ً‬
‫سا على الخمر؛ لعلة‬ ‫في صحة الفتوى‪ ،‬فمثالً حينما يفتي المفتي بتحريم النبيذ قيا ً‬
‫اإلسكار‪ ،‬وحرمة الربا في غير األصناف الستة المعروفة؛ لعلة الكيل أو الوزن‬
‫أو الطعم أو الثمنية يعد قياسه صحي ًحا وفتواه سليمة‪ ،‬وعلى المفتي الحذر من‬
‫األقيسة التي يختل فيها شرط من الشروط المعتبرة‪ ،‬ولهذا فإذا كان دليل الفتوى‬
‫صا واض ًحا صري ًحا‪ ،‬فال ينبغي للمفتي ذكره للمستفتي‪.‬‬‫سا غير جلي وليس ن ً‬ ‫قيا ً‬
‫يقول الشيخ أحمد بن حمدان رحمه هللا‪ " :‬يجوز أن يذكر المفتي في فتواه الحجة‬
‫إذا كانت نصا واضحا مختصرا‪ ،‬وأما األقيسة وشبهها فال ينبغي له أن يذكر‬
‫شيئا منها‪ ،‬ولم تجر العادة أن يذكر المفتي طريق االجتهاد‪ ،‬وال وجه القياس‬
‫واالستدالل‪ ،‬إال أن تكون الفتوى تتعلق بنظر قاض‪ ،‬فيوميء فيها على طريق‬
‫االجتهاد‪ ،‬ويلوح بالنكتة التي عليها بني الجواب‪ ،‬أو يكون غيره قد أفتى فيها‬
‫بفتوى غلط فيها عنده‪ ،‬فيلوح بالنكتة التي أوجبت خالفه ليقيم عذره في مخالفته‪،‬‬
‫وكذا لو كان فيما لقي به غموض فحسن أن يلوح بحجته‪ ،‬وهذا التفصيل أولى‬
‫مما سبق من إطالق المنع من تعرضه لالحتجاج‪ ...‬وال بنبغي لعامي أن يطالب‬
‫المفتي بالحجة فيما أفتاه به‪ ،‬وال يقول له لم وال كيف‪ ،‬فإن أحب أن يسكن نفسه‬
‫بسماع الحجة في ذلك سأل عنها في مجلس آخر‪ ،‬أوفي ذلك المجلس بعد قبول‬
‫الفتوى مجردة عن الحجة‪ ،‬وقيل له أن يطالب المفتي بالدليل ألجل احتياطه‬
‫لنفسه‪ ،‬وإنه يلزمه أن يذكر الدليل إن كان قطعيًا‪ ،‬وال يلزمه ذلك إن كان ظنيا‪،‬‬
‫الفتقاره إلى اجتهاد يقصر عنه العامي"‪.96‬‬
‫ولقد ظهر هذا االثر بكثرة في العصر الحديث لما يظهر في هذه األيام من‬
‫مستجدات على الساحة وما يفرضه الواقع من مسائل جديدة تعرض الهل العلم‬
‫واألفتاء كالمسائل الطبية التي تدخل فيها العلة التي تقتضي الحفاظ علي النفس‬
‫في بعض الجراحات والتي ينظر فيها اهل كل تخصص بنظرتهم ثم يعودون‬
‫فيها لسؤال أهل العلم والفتوى لبيان الحكم الشرعي فيها فيدخل فيها القياس وهللا‬
‫تعالى اعلى وأعلم‪.‬‬

‫‪ - 96‬صفة الفتوى ‪.84 ،66/1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪42‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫بعد حمد هللا تعالى على منه وتلطفه علي في إتمام هذا البحث‪ ،‬أوجز أهم النتائج التي‬
‫ظهرت لي‪:‬‬
‫‪ )1‬تفاوتت عبارات األصوليين في تعريف القياس بالفاظها وتقاربت في معناها‪ ،‬فأمكن‬
‫تعريف القياس بأنه‪ ( :‬حمل معلوم‪ ،‬على معلوم‪ ،‬لمساواته له في علة حكمه‪ ،‬عند‬
‫الحامل )‪.‬‬
‫‪ )2‬أن القياس هو المصدر الرابع من مصادر التشريع اإلسالمي بعد الكتاب‪ ،‬والسنة‪،‬‬
‫واإلجماع‪.‬‬
‫‪ )3‬تعدد تقسيم العلماء القسام القياس وان القياس له اقسام أصلية وأخرى تندرج تحت هذه‬
‫األقسام‪.‬‬
‫‪ )4‬اختلف في حجيته على قولين‪ ،‬األول‪ :‬يصح االحتجاج‪ ،‬والثاني‪ :‬اليصح‪ ،‬واألول هو‬
‫الذي أميل إليه‪.‬‬
‫‪ )5‬ذكرنا أنواع القياس في بابها وأدرجنا تحت هذه االنواع تعريف كل نوع‪.‬‬
‫‪ )6‬أن القياس وأنواعه معمول به في مناحي علمية مختلفة وله فيه بالغ األثر‪.‬‬
‫‪ )7‬لما كان القياس المصدر الرابع من مصادر التشريع أصبح الزاما ً ان يكون له أثر في‬
‫الفقه وأصوله‪.‬‬
‫‪ )8‬نقلت إلينا كتب الفقهاء كثير من المسائل الفقهية الخالفية المبنية على الخالف في صحة‬
‫االستدالل بالقياس وانواعه‪ ،‬ومن الفقهاء الذين استعملوه‪ :‬اإلمام الشافعي‪ ،‬وغيره‪.‬‬
‫‪ )9‬أثر القياس وانواعه على صحة الفتوى واألستدالل الشرعي‪.‬‬
‫ان الحاجة للقياس وانواعه تدخل في علوم اخرى غير ما ذكر كالعلوم الدنيوية‪.‬‬ ‫‪)10‬‬
‫وأما ما نوصي به في نهاية هذا البحث فهو التطرق لنظر القياس وأنواعه من مناحي علوم‬
‫الحياة ال في باب الفقه واالصول فقط وانه لم ياخذ حقه في العلوم الدنيوية التي يدخل فيها كما‬
‫ينبغي على كل طالب علم يطلب الفقه حقا ً التضلع من علم األصول كما قال شيخنا الدكتور‬
‫حسين أطال هللا بقائه‬
‫وكما قال شيخنا المغفور له بإذن هللا وكرمه الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه هللا في‬
‫منظومته في أصول الفقه‪:‬‬

‫لن يبل َغ الكاد ُح فيه َ‬


‫آخر ْه‬ ‫زاخ َر ْه *** ْ‬‫بحور ِ‬ ‫ٌ‬ ‫وبعدُ فالعل ُم‬
‫فاحرص تج ْد سبيال‬
‫ْ‬ ‫لكن في أصو ِل ِه ت َ ْس ِهيال *** لنَ ْي ِل ِه‬ ‫َّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪43‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫صوال *** ف َم ْن تَفُتْهُ ي ُْح َر ِم الوصوال‬


‫ا ْغت َ ِن ِم القواعدَ األ ُ‬

‫وفي ختام هذا البحث ال يسعنا إال ان نتقدم بالشكر بعد شكر هللا تعالي الذي نسأله التوفيق‬
‫والسداد لكل من تفضل علينا بمعلومة من أصحاب المصادر السابقة في كتبهم ولشيخنا الذي‬
‫افادنا في شرحه ورحابة صدره ولوالدي أطال هللا في عمرهما‪.‬‬
‫وهللا اسأل ان يتقبل هذا الجهد هذا وما كان من صواب فمن هللا وما كان من خطاء فمن نفسي‬
‫والشيطان ثم أساله سبحانه ان يعصمنا من الزلل وأن يوفقنا للخير في القول والعمل‪.‬‬
‫وصلى هللا على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪44‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬


‫‪ )1‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلبانة عن معاني القراءات ألبو محمد مكي بن أبي طالب َحموش بن محمد‬
‫بن مختار القيسي القيرواني ثم األندلسي القرطبي المالكي (المتوفى‪437 :‬هـ)‬
‫المحقق‪ :‬الدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي الناشر‪ :‬دار نهضة مصر للطبع‬
‫والنشر‪.‬‬
‫‪ )3‬اإلحكام في أصول األحكام ألبو الحسن سيد الدين علي بن أبي علي بن محمد‬
‫بن سالم الثعلبي اآلمدي (المتوفى‪631 :‬هـ)تحقيق‪ :‬عبد الرزاق عفيفي الناشر‪:‬‬
‫المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ -‬دمشق‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ )4‬اإلحكام في أصول األحكام ألبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم‬
‫األندلسي القرطبي الظاهري (المتوفى‪456 :‬هـ) المحقق‪ :‬الشيخ أحمد محمد‬
‫شاكر الناشر‪ :‬دار اآلفاق الجديدة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ )5‬إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم األصول لمحمد بن علي بن محمد بن‬
‫عبد هللا الشوكاني اليمني (المتوفى‪1250 :‬هـ) تحقيق‪ :‬الشيخ أحمد عزو عناية‬
‫طبعة دار الكتاب العربي الطبعة األولى ‪1419‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫‪ )6‬أصول السرخسي لمحمد بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي‬
‫(المتوفى‪483 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار المعرفة – بيروت‪.‬‬
‫‪ )7‬أصول الفقه اإلسالمي لزكي الدين شعبان ‪-‬ط ‪1988‬م‪ -‬مؤسسة الصباح‬
‫للنشر‪.‬‬
‫‪ )8‬أصول الفقه لبدران أبو العينين الناشر مؤسسة شباب الجامعة المعرض‬
‫الدولي للكتاب بالقاهرة‪.‬‬
‫‪ )9‬أصول الفقه لمحمد أبو زهرة الناشر دار الفكر العربي‪.‬‬
‫صول ْال ِف ْقه‪ .‬ل ُم َحمد زَ َك ِريَّا البرديسي‪ .‬الطبعة الثَّا ِلثَة ‪1987 /1407‬م‪.‬‬ ‫أ ُ‬ ‫‪)10‬‬
‫دَار ْال ِفكر‪ .‬بيروت ـ لبنان‪.‬‬
‫أصول الفقه ;المؤلف‪ :‬محمد الخضري بك; حالة الفهرسة‪ :‬غير‬ ‫‪)11‬‬
‫مفهرس; الناشر‪ :‬المكتبة التجارية الكبرى; سنة النشر‪ 1969 – 1389 :‬م‪.‬‬
‫االعتصام إلبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير‬ ‫‪)12‬‬
‫بالشاطبي (المتوفى‪790 :‬هـ) تحقيق‪ :‬سليم بن عيد الهاللي الناشر‪ :‬دار ابن‬
‫عفان‪ ،‬السعودية الطبعة‪ :‬األولى‪1412 ،‬هـ ‪1992 -‬م‪.‬‬
‫إعالم الموقعين عن رب العالمين لمحمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد‬ ‫‪)13‬‬
‫شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى‪751 :‬هـ) تحقيق‪ :‬محمد عبد السالم‬
‫إبراهيم الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة‪ :‬األولى‪1411 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1991‬م‪.‬‬
‫البحر المحيط في أصول الفقه ألبو عبد هللا بدر الدين محمد بن عبد هللا‬ ‫‪)14‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪45‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بن بهادر الزركشي (المتوفى‪794 :‬هـ) طبعة دار الكتبي الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪1414‬هـ ‪1994 -‬م‪.‬‬
‫بحوث في اإلجماع والقياس للدكتور عبد الحميد أبو المكارم الشبكة‬ ‫‪)15‬‬
‫العنكبوتية‪.‬‬
‫البرهان في أصول الفقه لعبد الملك بن عبد هللا بن يوسف بن محمد‬ ‫‪)16‬‬
‫الجويني‪ ،‬أبو المعالي‪ ،‬ركن الدين‪ ،‬الملقب بإمام الحرمين (المتوفى‪478 :‬هـ)‬
‫المحقق‪ :‬صالح بن محمد بن عويضة الطبعة‪ :‬الطبعة األولى ‪ 1418‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1997‬م‪.‬‬
‫تفسير القرآن العظيم ألبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي‬ ‫‪)17‬‬
‫البصري ثم الدمشقي (المتوفى‪774 :‬هـ) المحقق‪ :‬سامي بن محمد سالمة‬
‫الناشر‪ :‬دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة‪ :‬الثانية ‪1420‬هـ ‪ 1999 -‬م‪.‬‬
‫التمهيد في تخريج الفروع على األصول عبد الرحيم بن الحسن بن‬ ‫‪)18‬‬
‫علي اإلسنوي الشافعي‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬جمال الدين (المتوفى‪772 :‬هـ) المحقق‪:‬‬
‫د‪ .‬محمد حسن هيتو الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة – بيروت‪.‬‬
‫س ْورة بن موسى بن‬‫الجامع الكبير ‪ -‬سنن الترمذي لمحمد بن عيسى بن َ‬ ‫‪)19‬‬
‫الضحاك‪ ،‬الترمذي‪ ،‬أبو عيسى (المتوفى‪279 :‬هـ) المحقق‪ :‬بشار عواد‬
‫معروف الناشر‪ :‬دار الغرب اإلسالمي – بيروت سنة النشر‪ 1998 :‬م‪.‬‬
‫جامع بيان العلم وفضله ألبو عمر يوسف بن عبد هللا بن محمد بن عبد‬ ‫‪)20‬‬
‫البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى‪463 :‬هـ) تحقيق‪ :‬أبي األشبال‬
‫الزهيري الناشر‪ :‬دار ابن الجوزي‪ ،‬المملكة العربية السعودية الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪ 1414‬هـ ‪ 1994 -‬م‪.‬‬
‫الجرح والتعديل ألبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر‬ ‫‪)21‬‬
‫التميمي‪ ،‬الحنظلي‪ ،‬الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى‪327 :‬هـ) الناشر‪ :‬طبعة‬
‫مجلس دائرة المعارف العثمانية ‪ -‬بحيدر آباد الدكن ‪ -‬الهند ودار إحياء التراث‬
‫العربي – بيروت الطبعة‪ :‬األولى‪ 1271 ،‬هـ ‪ 1952‬م‪.‬‬
‫جمع الجوامع في اصول الفقه لالمام تاج الدين عبد الوهاب ابن‬ ‫‪)22‬‬
‫السبكي بشرح المحلي على جمع الجوامع للشيخ العالمة عبد الرحمن بن جاد‬
‫هللا البناني المغربي‪.‬‬
‫حاشية العطار على شرح الجالل المحلي على جمع الجوامع المؤلف‪:‬‬ ‫‪)23‬‬
‫حسن بن محمد بن محمود العطار الشافعي (المتوفى‪1250 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪.‬‬
‫الرسالة للشافعي أبو عبد هللا محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن‬ ‫‪)24‬‬
‫شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي (المتوفى‪:‬‬
‫‪204‬هـ) المحقق‪ :‬أحمد شاكر الناشر‪ :‬مكتبه الحلبي‪ ،‬مصر الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪1358‬هـ‪1940/‬م‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪46‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لشهاب الدين‬ ‫‪)25‬‬
‫محمود بن عبد هللا الحسيني األلوسي (المتوفى‪1270 :‬هـ) المحقق‪ :‬علي عبد‬
‫الباري عطية الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة‪ :‬األولى‪1415 ،‬‬
‫هـ‪.‬‬
‫روضة الناظر وجنة المناظر في أصول الفقه على مذهب اإلمام أحمد‬ ‫‪)26‬‬
‫بن حنبل ألبو محمد موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن محمد بن قدامة‬
‫الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي‪ ،‬الشهير بابن قدامة المقدسي‬
‫(المتوفى‪620 :‬هـ) الناشر‪ :‬مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة‪:‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1423‬هـ‪2002-‬م‪.‬‬
‫سنن ابن ماجه أبو عبد هللا محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬وماجة اسم أبيه‬ ‫‪)27‬‬
‫يزيد (المتوفى‪273 :‬هـ) تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي الناشر‪ :‬دار إحياء‬
‫الكتب العربية ‪ -‬فيصل عيسى البابي الحلبي‪.‬‬
‫شرح التلويح على التوضيح سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني‬ ‫‪)28‬‬
‫(المتوفى‪793 :‬هـ) الناشر‪ :‬مكتبة صبيح بمصر‪.‬‬
‫شرح الكوكب المنير لقي الدين أبو البقاء محمد بن أحمد بن عبد العزيز‬ ‫‪)29‬‬
‫بن علي الفتوحي المعروف بابن النجار الحنبلي (المتوفى‪972 :‬هـ) المحقق‪:‬‬
‫محمد الزحيلي ونزيه حماد الناشر‪ :‬مكتبة العبيكان الطبعة‪ :‬الطبعة الثانية‬
‫‪1418‬هـ ‪ 1997 -‬م‪.‬‬
‫شرح الورقات في أصول الفقه ‪ -‬محمد الحسن الددو الشنقيطي ‪-‬‬ ‫‪)30‬‬
‫دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة اإلسالمية –الدرس الخامس‪.‬‬
‫الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية إلسماعيل بن حماد الجوهري‬ ‫‪)31‬‬
‫تحقيق احمد عبد الغفور عطار الناشر‪ :‬دار العلم للماليين طبعة ‪.1990‬‬
‫صفة الفتوى والمفتي والمستفتي أبو عبد هللا أحمد بن حمدان بن شبيب‬ ‫‪)32‬‬
‫بن حمدان النميري الحراني الحنبلي (المتوفى‪695 :‬هـ) تحقيق‪ :‬محمد ناصر‬
‫الدين األلباني الناشر‪ :‬المكتب اإلسالمي ‪ -‬بيروت الطبعة‪ :‬الرابعة –‬
‫‪1404‬هـ‪.‬‬
‫غاية المأمول في شرح ورقات األصول أحمد بن أحمد بن حمزة‬ ‫‪)33‬‬
‫الرملي تحقيق عثمان يوسف حاجي أحمد األصولي مؤسسة الرسالة ناشرون‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬بيروت الطبعة األولى لعام ‪1426‬هـ‪.‬‬
‫فتح الباري شرح صحيح البخاري أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل‬ ‫‪)34‬‬
‫العسقالني الشافعي الناشر‪ :‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت‪1379 ،‬م‪.‬‬
‫الفقيه و المتفقه ألبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي‬ ‫‪)35‬‬
‫الخطيب البغدادي (المتوفى‪463 :‬هـ) المحقق‪ :‬أبو عبد الرحمن عادل بن‬
‫يوسف الغرازي الناشر‪ :‬دار ابن الجوزي – السعودية الطبعة‪ :‬الثانية‪،‬‬
‫‪1421‬هـ‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪47‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاموس المحيط لمجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى‬ ‫‪)36‬‬
‫(المتوفى‪817 :‬هـ) تحقيق‪ :‬مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة‬
‫سوسي الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر‬ ‫بإشراف‪ :‬محمد نعيم العرق ُ‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان الطبعة‪ :‬الثامنة‪ 1426 ،‬هـ ‪ 2005 -‬م‪.‬‬
‫الكتاب المصنف في األحاديث واآلثار ألبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬عبد هللا‬ ‫‪)37‬‬
‫بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي (المتوفى‪235 :‬هـ)‬
‫المحقق‪ :‬كمال يوسف الحوت الناشر‪ :‬مكتبة الرشد – الرياض الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪1409‬هـ‪.‬‬
‫كشف األسرار شرح أصول البزدوي لعبد العزيز بن أحمد بن محمد‪،‬‬ ‫‪)38‬‬
‫عالء الدين البخاري الحنفي (المتوفى‪730 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتاب‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫لسان العرب لمحمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن‬ ‫‪)39‬‬
‫منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى (المتوفى‪711 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار صادر‬
‫– بيروت الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 1414 -‬هـ‪.‬‬
‫المجتبى من السنن ( السنن الصغرى ) للنسائي أبو عبد الرحمن أحمد‬ ‫‪)40‬‬
‫بن شعيب بن علي الخراساني‪ ،‬النسائي (المتوفى‪303 :‬هـ) تحقيق‪ :‬عبد الفتاح‬
‫أبو غدة الناشر‪ :‬مكتب المطبوعات اإلسالمية ‪ -‬حلب الطبعة‪ :‬الثانية‪1406 ،‬‬
‫– ‪.1986‬‬
‫مجلة البحوث الفقهية المعاصرة العدد ‪ 81‬للدكتور عبد الرحمن‬ ‫‪)41‬‬
‫السديس‪.‬‬
‫مجموع الفتاوى لتقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية‬ ‫‪)42‬‬
‫الحراني (المتوفى‪728 :‬هـ) المحقق‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن قاسم الناشر‪:‬‬
‫مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف‪ ،‬المدينة النبوية‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية عام النشر‪1416 :‬هـ‪1995/‬م‪.‬‬
‫المحصول في أصول الفقه للقاضي محمد بن عبد هللا أبو بكر بن‬ ‫‪)43‬‬
‫العربي المعافري االشبيلي المالكي (المتوفى‪543 :‬هـ) المحقق‪ :‬حسين علي‬
‫اليدري ‪ -‬سعيد فودة الناشر‪ :‬دار البيارق – عمان الطبعة‪ :‬األولى‪1420 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪.1999‬‬
‫المحصول ألبو عبد هللا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي‬ ‫‪)44‬‬
‫الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى‪606 :‬هـ) دراسة‬
‫وتحقيق‪ :‬الدكتور طه جابر فياض العلواني الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة الطبعة‪:‬‬
‫الثالثة‪ 1418 ،‬هـ ‪ 1997 -‬م‪.‬‬
‫مختار الصحاح لزين الدين أبو عبد هللا محمد بن أبي بكر بن عبد‬ ‫‪)45‬‬
‫القادر الحنفي الرازي (المتوفى‪666 :‬هـ) تحقيق‪ :‬يوسف الشيخ محمد الناشر‪:‬‬
‫المكتبة العصرية ‪ -‬الدار النموذجية‪ ،‬بيروت – صيدا الطبعة‪ :‬الخامسة‪،‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪48‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪1420‬هـ ‪1999 /‬م‪.‬‬


‫المدخل إلى السنن الكبرى للحافظالبيهقي دراسة وتحقيق‪ :‬الدكتور‬ ‫‪)46‬‬
‫محمد ضياء الرحمن األعظمي الناشر‪ :‬دار الخلفاء للكتاب اإلسالمي بالكويت‪.‬‬
‫المستصفى ألبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفى‪:‬‬ ‫‪)47‬‬
‫‪505‬هـ) تحقيق‪ :‬محمد عبد السالم عبد الشافي الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪1413 ،‬هـ ‪1993 -‬م‪.‬‬
‫مسند أبو يعلى أحمد بن علي بن المثُنى بن يحيى بن عيسى بن هالل‬ ‫‪)48‬‬
‫التميمي‪ ،‬الموصلي (المتوفى‪307 :‬هـ) المحقق‪ :‬حسين سليم أسد الناشر‪ :‬دار‬
‫المأمون للتراث – دمشق الطبعة‪ :‬األولى‪.1984 – 1404 ،‬‬
‫مسند اإلمام أحمد بن حنبل ألبو عبد هللا أحمد بن محمد بن حنبل بن‬ ‫‪)49‬‬
‫هالل بن أسد الشيباني (المتوفى‪241 :‬هـ) المحقق‪ :‬أحمد محمد شاكر الناشر‪:‬‬
‫دار الحديث ‪ -‬القاهرة الطبعة‪ :‬األولى‪ 1416 ،‬هـ ‪ 1995 -‬م‪.‬‬
‫مسند البزار المنشور باسم البحر الزخار ألبو بكر أحمد بن عمرو بن‬ ‫‪)50‬‬
‫عبد الخالق بن خالد بن عبيد هللا العتكي المعروف بالبزار (المتوفى‪292 :‬هـ)‬
‫الناشر‪ :‬مكتبة العلوم والحكم ‪ -‬المدينة المنورة الطبعة‪ :‬األولى‪.‬‬
‫مسند الدارمي المعروف بـ (سنن الدارمي) أبو محمد عبد هللا بن عبد‬ ‫‪)51‬‬
‫الرحمن بن الفضل بن بَهرام بن عبد الصمد الدارمي‪ ،‬التميمي السمرقندي‬
‫(المتوفى‪255 :‬هـ) تحقيق‪ :‬حسين سليم أسد الداراني الناشر‪ :‬دار المغني‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة العربية السعودية الطبعة‪ :‬األولى‪ 1412 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 2000‬م‪.‬‬
‫المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ألحمد بن محمد بن علي‬ ‫‪)52‬‬
‫الفيومي ثم الحموي‪ ،‬أبو العباس (المتوفى‪ :‬نحو ‪770‬هـ) طبعة المكتبة العلمية‬
‫– بيروت‪.‬‬
‫المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ألحمد بن محمد بن علي‬ ‫‪)53‬‬
‫الفيومي ثم الحموي‪ ،‬أبو العباس (المتوفى‪ :‬نحو ‪770‬هـ) الناشر‪ :‬المكتبة‬
‫العلمية – بيروت‪.‬‬
‫معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة محمد بن حسين بن حسن‬ ‫‪)54‬‬
‫الجيزاني الناشر‪ :‬دار ابن الجوزي الطبعة‪ :‬الطبعة الخامسة‪ 1427 ،‬هـ‪.‬‬
‫المعجم الكبير لسليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي‪ ،‬أبو‬ ‫‪)55‬‬
‫القاسم الطبراني (المتوفى‪360 :‬هـ) المحقق‪ :‬حمدي بن عبد المجيد السلفي‬
‫دار النشر‪ :‬مكتبة ابن تيمية – القاهرة الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫المعجم الوسيط مجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى ‪ /‬أحمد‬ ‫‪)56‬‬
‫الزيات ‪ /‬حامد عبد القادر ‪ /‬محمد النجار) طبعة دار الدعوة‪.‬‬
‫معجم مقاييس اللغة ألحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬أبو‬ ‫‪)57‬‬
‫الحسين (المتوفى‪395 :‬هـ) المحقق‪ :‬عبد السالم محمد هارون الناشر‪ :‬دار‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪49‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الفكر عام النشر‪1399 :‬هـ ‪1979 -‬م‪.‬‬


‫ملتقى أهل التفسير الشبكة العنكبوتية‪.‬‬ ‫‪)58‬‬
‫الملل والنحل ألبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبى بكر أحمد‬ ‫‪)59‬‬
‫الشهرستاني (المتوفى‪548 :‬هـ) الناشر‪ :‬مؤسسة الحلبي‪.‬‬
‫مناهج العقول شرح منهاج الوصول لإلمام محمد بن الحسن البدخشي‪،‬‬ ‫‪)60‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى ‪5-14‬هـ –‬
‫‪1984‬م ‪.‬‬
‫منتهى الوصول واألمل في علمي األصول والجدل لجمال الدين عثمان‬ ‫‪)61‬‬
‫ابن الحاجب طبعة دار الكتب العلمية – بيروت طبعة عام ‪1985‬م‪.‬‬
‫ميزان األصول في نتائج العقول‪ .‬المؤلف‪ :‬عالء الدين شمس النظر أبي‬ ‫‪)62‬‬
‫بكر محمد بن أحمد السمرقندي ( المتوفى‪ 540 :‬هـ ) تحقيق د ‪ /‬محمد زكي‬
‫عبدالبر طبعة‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1413 :‬هـ‪.‬‬
‫نبراس العقول في تحقيق القياس عند علماء االصول اسم المؤلف‪:‬‬ ‫‪)63‬‬
‫عيسي منون التصنيف‪ :‬طبعه مصر سنه ‪ 1916‬ودار الكتب العلمية‪.‬‬
‫النشر في القراءات العشر لشمس الدين أبو الخير ابن الجزري‪ ،‬محمد‬ ‫‪)64‬‬
‫بن محمد بن يوسف (المتوفى‪ 833 :‬هـ) المحقق‪ :‬علي محمد الضباع‬
‫(المتوفى ‪ 1380‬هـ) الناشر‪ :‬المطبعة التجارية الكبرى [تصوير دار الكتاب‬
‫العلمية]‪.‬‬
‫نظرية القياس األصولي منهج تجريبى اسالمى‪ :‬دراسة مقارنة للدكتور‬ ‫‪)65‬‬
‫محمد سليمان داود‪ .‬الناشر‪ :‬دار الدعوه للطبع والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫نهاية السول شرح منهاج الوصول لعبد الرحيم بن الحسن بن علي‬ ‫‪)66‬‬
‫اإلسنوي الشافعي‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬جمال الدين (المتوفى‪772 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪-‬بيروت‪ -‬لبنان الطبعة‪ :‬األولى ‪1420‬هـ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫الوجيز في أصول الفقه للدكتور عبد الكريم زيدان الناشر مؤسسة‬ ‫‪)67‬‬
‫قرطبة‬
‫الوجيز في الفقه اإلسالمي المؤلف‪ :‬وهبة الزحيلي الناشر‪ :‬دار الفكر‬ ‫‪)68‬‬
‫سنة النشر‪2007 – 1427 :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪50‬‬
‫أنواع القياس وأثرها في استدالل الفقهاء‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فهرس الموضوعات‬
‫عنوان الموضوع‬
‫مسلسل‬
‫المقدمة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نظرة على القياس – تمهيد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريفات القياس‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مكانته في الشريعة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أركان القياس وأقسامة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬حجية القياس‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع القياس وأثرها في العلوم‬
‫عامة والفقه خاصة – تمهيد‬ ‫‪7‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أنواع القياس‪.‬‬


‫‪8‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أثر القياس في العلوم العامة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أثر القياس في الفقه وأستدالالت‬
‫الفقهاء‬ ‫‪10‬‬
‫الخاتمة‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪51‬‬

Вам также может понравиться