Академический Документы
Профессиональный Документы
Культура Документы
يحق
ي
تاري خ ر
النش :الخميس 06أكتوبر 2016
الثقاف)
ي أحمد فرحات ربيوت (االتحاد
اإلنسان
ي الصوف مطالب اليوم بمواجهة عمليات تسييس اإلسالم واخياله ووقف تخريب األوطان وهدم جسور العيش ي
المشيك
ّ
للهوية الصوفية طعم خاص ال يدركه إال متذوقه ومريده وعاشقه ،وكذلك المبحر يف فضاء النصوص والمجاهدات والمواجيد،
ً ً ً ً وعيا بالغ الفرادة ،متحر ًكا ،ييجم نفسه ف ّ
ً
تغي الذات وتجاوزها ،عقال وروحا وفؤادا مفتوحا عىل الجمال ي ر الت تتكثف معانيها ي
ً
األكي
غي المحدود بمكان وزمان وفضاءات وما بعد فضاءات ،وخصوصا إذا كان المتصوف شخصية من وزن الشيخ ر اإلله ،ر
ي
الخبية يف علم التصوف ،والمتصوفة عىل طريقتها
ر لب سعاد الحكيم ،الباحثةمح الدين بن عرن ،الذي خطف ب «فتوحاته» ّ
ّ ري ي
األخية. واإلسالم يف العقود الخمسة العرن ّ
العميقة المتجددة ،فاختصت به ،حت صارت ترجمانه األول يف لبنان والعالم
ر ي ري ّ ولقد ّ
فلسف آخر تسقطه عىل قراءاتها هنا ،بل
ي تفكي
األكيية» أال تستخدم نهج ر ر تعمدت باحثتنا باشتغالها عىل «النصوص
ر ّ
الصوف عينه؛ «فمن ال مرشد له وال ترجمان ،فالشيخ نفسه مرشده ي عرن بالنهج
فضلت التعامل المباش مع نتاج ابن ر ي
وترجمانه».
ام مع د.سعاد الحكيم تطرقنا إىل شؤون ساخنة شت ،لعل أهمها واقع التصوف يف زمن العنف والمغاالة يف هذا الحوار البانور ي
ّ
الت تتيساإلسالم اليوم ،ربما ال تزال يف فصولها األوىل؛ وأن الفئات ي
ي وه ترى أن الحرب الفكرية داخل الصف
ً يف التطرف .ي
بالدين لتقتل وتذبح وتعيث فسادا يف األرض ،يعلو صوتها ،ألنها ترجمت أفكارها بأعمال دموية تظهر عىل شاشات التلفزة
وصفحات الجرائد ،مشيعة الذعر والرعب ربي الناس.
مي يفوإنسان خارج حدود جماعته ،مطالب بالتشارك مع عامة المسل ر
ي اجتماع
ي والصوف ،برأيها ،مطالب اليوم بالقيام بدور
ي
ً ر ً
مواجهة تسييس اإلسالم واخياله بما ليس فيه .إذ لم يعد يحق له ،عقال وشعا ،أن ينشغل بخالصه الفردي ،أو خالص
ّ ّ
والسع لممارسة دور فيه ،كحامل لرسالة اإلسالم يف
ي يتعي عليه االنفتاح عىل المجتمع التعددي المحيط به،
طائفته ،بل ر
العالم.
ي واإلنسان
ي األخالف
ي بعده
والمتصوفي ،من أبرزها :المعجم
ر فيما يىل نص الحوار مع د.سعاد الحكيم الت وضعت ر
عشات الكتب يف عالم التصوف
ً ي ي
ّ
األخص لمن ألف صفحة ،ويشكل مرجعا لكل دارس يف التصوف ،وعىل نحو ف يقع الذي الكلمة، حدود ف الحكمة أو الصوف
ي ي ي ي
عرن.
ري بن ا كون في الخوض عىل تعينه أدلة مفاتيح يريد
والعالم
ي اإلسالم
ي العرن -
ري *ما الذي يمكن للصوفية أن تفعله يف زمن العنف وكرنفاالت الدم الذي يسيطر عىل المشهدين:
اليوم؟
ً ً ّ
اإلسالم ليس نوعا واحدا ،بل الصوفية نوعان .وبأنه ال يمكن وضع الصوفية كافة ي **ال بد من التنويه ،بداية ،بأن التصوف
العلم ،قد تكون نوعية وأساسية ،أو من جنس التفاوت ،أو التباين ربي ي سلة واحدة ،فالفروقات ربي رجاالت هذا القطاعيف ٍ
الصوف يشيك بسمات ي وف كل األحوال ،وعىل الرغم من الفوارق ،فالجميع يف الفضاء .
األفراد المتعددة ضمن النوع الواحد ي
ّ
ومالمح ،ويتشارك يف قناعات ومبادئ ،ويتشاطر قراءة لإلسالم تتسم بالرحمة الشاملة ،والمحبة اإلنسانية وقبول اآلخر
الديت أم المنتسب إىل ديانة المخالف بالفكر الم رشف عىل نفسه أم وتفهمه؛ سواء كان هذا اآلخر ،هو اإلنسان العاص أم ُّ
ي ِ ي
غي اإلسالم.ر
لقد استدللنا من دراسة تاري خ التصوف وأعمال رجاالته ،وما وصل إلينا من مواقفهم الوجودية وأساليبهم الحياتية ،أن
ّ
نوعي :نوع يقوم عىل تزكية النفس بالمجاهدة والرياضة ،وعىل اكتساب صفاء القلب بتخليه عن كل ما قد ر الصوفية عىل
ر ّ
يعكر َصفو العالقة باهلل .وعادة ما تكون نصوص أهله يف محاسبة النفس وفقه القلب .وهذا النوع يمكن رصد زمن نشأته
ً
مع الحسن البرصي (ت 110ـه728 /م) ،مرورا بالكالباذي (ت 380ـه990 /م) صاحب كتاب «التعرف لمذهب أهل
والمك (ت 386ـه996 /م) صاحب كتاب «قوت ي والطوس (ت 378ـه988 /م) صاحب كتب «اللمع» ي التصوف»
ً
اىل (ت 505ـه1111/م) يف كتابه «إحياء علوم الدين» .وهذا النوع قابل القلوب» ،وصوال إىل أكمل صورة مع اإلمام الغز يّ
(ف حال اعتداله وتأصيله)
المسلمي ي
ر للتعلم والتعليم ،وعىل أساسه اليبوي تقوم الطرق الصوفية .وهو مقبول من عامة علماء
ومعدود لديهم كجزء بنيوي من اإلسالم ،ويدعو البعض اليوم (وألسباب مختلفة) إىل إعادة تسميته بيع اسم التصوف عنه
وإعطائه اسم :علم اليكية.
ّ ٌ
وبي ثان من الصوفية ،هو مثار الجدل وموطن الخالف ،وقد ُح ريت فيه آالف الصفحات ربي ر
تكفي َلبعض أفكار أهله ،ر ٍ ونوع
ر ر ََ ً ً ّ
سء، روحيا ،فأشغلهم عن كل ي رشوح وردود ودفاعات .ويتجىل هذا النوع عند أفر ٍاد من الناس وهبهم هللا سبحانه حاال
ّ
اإلله ،وقد تعشقوا شغافه ،ولم ييكوا فيه معمرة قلوب هم بالحبوج َذ َبهم إىل الجمال اإلله ،فصاروا موجودين هلل فقطّ ، َ
ي ي ً
اإلله ،وما وهبهم هللا سبحانه من معارف ،وما أشهدهم من ي ثغرة لمنافس .وعادة ما تكون نصوصهم يف المواجيد والحب
مشاهد ،وما فتح لهم من فتوحات .وهؤالء الصوفية ،أهل الحال الروحانية مع هللا ،لكل واحد منهم بصمة روحية ال ّ
تتكرر،
ً ُ ُ ّ
وال تعلم ،وال تكتسب بأعمال .ونرصد بداية هذا النوع مع السيدة رابعة (ت 180ـه796 /م) ،مرورا بذي النون المرصي (ت
الحسي النوري (ت 295ـه907 /م) والحالج (ت 309ـه/ ر البسطام (ت 261ـه874 /م) ر ي
وأن ي 245ـهً 859 /م) ر ي
وأن يزيد
عرن (ت 638ـه1240 /م).. مح الدين بن ر ي األكي ي 922م) ،وصوال إىل أكمل لحظة حضورية له مع الشيخ ر
اآلن ،وبعد هذا اإلطار الجامع ،يمكن اإلجابة عن سؤال عما يمكن للصوفية أن تفعله يف زمن العنف ،وأقول إن الجواب له
تفريعات:
ً ر ً ً
وشعا ،أن ينشغل بخالصه الثان ،أنه لم يعد يحق له ،عقال
ي الصوف ،سواء كان من أهل النوع األول أمي أوال ،أن يدرك اإلنسان
ّ ّ
والسع لممارسة دور فيه، ي يتعي عليه االنفتاح عىل المجتمع التعددي المحيط به، الفردي أو بخالص طائفته فقط ،بل ر
والعالم.
ي واإلنسان
ي األخالف
ي كحامل لرسالة اإلسالم يف بعدها ٍ
ً
المبت عىل الصفاء والتصفية ،ومهما كان رأينا يف أدائها
ي الفعىل للتصوف اليبوي
ي ه الوارث ي الت
ي ثانيا ،إن التجمعات الصوفية،
ً ر ً
المعش ،رحيما عي عقود الزمان المتوالية إنسانا لطيف التاريح ،وتقييمنا ألدائها المعارص ،فال يمكننا أن ننكر أنها قد أنتجت ر ًي
ً ّ
والقيم يف
ي األخالف
ي إصالحه ولكن .والغريب والجار والقريب العشي
ر مع األخالق مكارم يمارس ،حليما الصدر واسع ، ما متفه
ً ً أغلب األحيانّ ،
اإلنسان .وبكالم آخر ،إن هذا
ي ظل ذاتيا ،وجزءا من عبادته لربه ،من دون نظر منه أو انتظار لمردود يف الجانب
ً ٌ
وإنسان خارج حدود جماعته الصوفية ،وبأن يتشارك مع عامة مطالب أخالقيا اليوم ،بالقيام بدور اجتماع وف الص ي
ي ً ي ً
المسلمي ،بما يمتلك من مخزون وتجربة ،للوقوف -معرفيا ووجوديا -يف مواجهة عمليات تسييس اإلسالم واخياله ،واعتماد ر
خطاب عنف يدمر الذات اإلنسانية ،ويخرب األوطان ،وي هدم جسور العيش المشيك ،ويعزل المسلم عن حدقة الكون. ّ
ً
الت تصلح ألن تتخذها الثان ثرية بالتجارب الشخصية ،والمفاهيم الكونية ،واإلنسانية ،ي ثالثا ،إن الخزانة الصوفية ّ ألعالم النوع ي
والتطرف وإرادة قهر كل آخر مغايرّ ّ
والتعصب كعدة عمل تعيد توظيفها يف معركتها ضد الجهل والعنف النخبة العالمة اليومُ ،
ِ
أو مختلف.
حرب األفكار
ً ً ُ ّ ً *باتت الحروب تستخدم ،ر
شوها طبعا) سالحا أمض وأفتك من أي سالح آخر وأكي من أي وقت مض يف التاري خ ،الدين (م
غي أن يخش تدمي المجتمعات من الداخل وتفكيك بنيتها االجتماعية والدينية والثقافية والتاريخية والحضارية بعامة ..من ر يف ر
ّ ُ ً ّ
ُمشغلو هذه الحروب بالوكالة شيئا يذكر ،بل إنهم يحققون مراميهم االسياتيجية عىل نحو يفوق ،حت تصوراتهم المسبقة
ّ
ّ ً
وف مواجهة مثل هذه الحروب انيات عىل اختالفها يف رأب ما تصدع ،ي حولها ..فهل تنفع «إيديولوجيا» القيم واألخالق والطهر
ً
العرن من التاري خ والجغرافيا معا؟ ري الت تجتث إنساننا
الشية ي
ً **لديك حق ،إن الرصاع الدائر اليوم ف مجال وجودنا ر
البشي؛ سواء كان رصاعا عىل المكاسب المالية أم عىل السلطة أم ي
ّ ً
حت دفاعا عن النفس ،فإنه يتخذ شكل الحرب باألفكار .لقد أصبحت «األفكار» ،إما نعمة وإما نقمة .ومن هنا نفهم قوله
َ َ ُ َ َ َّ َ َ َ َّ َ ُ َّ :ر َ َ َّ
ف قد َر﴾. ﴿إنه فكر وقدر * فق ِتل كي تعاىل [المدثر ِ ]19 - 18
وجوابا عن سؤالك عن جدوى إيديولوجيا األخالق ف مواجهة هذه الفئات ر ً
الت تستخدم سالح «األفكار الدينية» ي الشسة، ي
ّ ً
النيان المشتعلة
التنظيات األخالقية ،لن تتمكن من إطفاء رر لتدمي كل من يقف يف وجه مراميها االسياتيجية؛ أقول :قطعا إن ر
ً
مضادة ،ويراكم ّ ً التني» ،ولكن إن تحولت هذه األفكار األخالقية إىل برنامج عملُ ،ي ر ئ
الخي
قوة ر نش حركة المنبعثة من جوف « ر
ّ
والتدمي ،الحب والكراهية ،الرحمة والعنف .لو تمكن
ر يف الناس ،فإنه سيتمكن من فرض نفسه يف رصاع الحياة والموت ،البناء
واألخالف ،من تجميع جهودهم وإجماع آرائهم ،ألمكنهم أن يفرضواي اإلنسان
ي الحاملي لرسالة اإلسالم ،يف بعدها
ر جميع
ً ً ً ً
وميرا
الت تستخدم اسم اإلسالم سالحا ر أنفسهم ،محليا ودوليا ،عىل أنهم هم «المتكلمون باسم اإلسالم» ،وليس تلك الفئات ي
والتدمي.
ر للقتل
اإلسالم ًدائرة ،وربما ال تزال يف فصولها األوىل ،حول اإلسالم واإلنسان .وإن الفئات ي
الت ي إن الحرب الفكرية داخل الصف
تتيس باإلسالم لتقتل وتذبح وتعيث فسادا يف الزرع والنسل ،يعلو صوتها ،ذلك ألنها ترجمت أفكارها إىل أعمال دموية تظهر ّ
يف أنحاء المعمورة عىل شاشات التلفزة ،وعىل صفحات الجرائد ،مشيعة الذعر والرعب.
ً
واألكاديميي ،وكل من خاض تجربة روحية ،أو أعلن عن نفسه حامال لرسالة اإلسالم يف تكاملهار المثقفي
ر المني
وندعو من هذا ر
واإلنسان ،إىل تجميع جهودهم ،وإىل التواصل لنقل الفكر من مجال النظر إىل أرض الواقع ،وربما إىل محاولة ي واألخالف
ي الديت
ي
ً ّ ُ ً
التفكي معا إلبداع
ر يكف أن ندين الجريمة ،بل ال بد من
ي فال اإلسالم، باسم تكب ر ت جريمة لكل عالميا المبثوث العلت
ي » المحو «
والخي والجمال. ه للحق : ر
ر أساليب عالمية للمحو المباش ،أعمال تقول لهذه الفئات إن الكلمة األخ رية ي
ّ ّ
ر ي
والتكنولوج ذي الوتائر المتسارعة؟ العلم
ي محصنة بالمعرفة العرفانية يف زمن التقدم *ما معت كونك
الشهية:
ر **عندما قالت السيدة رابعة يف نجواها
ِّ
إن جعلتك يف الفؤاد ُم َحد ر ين ي
ُ
جلوس
ي جسم من أراد
ي وأبحت
ٌ
مؤانس فالجسم ِم ّ يت للجليس
ُ
أنيش
ي قلت ف ي الفؤاد
وحبيب ر ي
األفف،
ي المتناه
ي ر ي
الخارج المادي الروحان الشمدي العمودي مع الزمن
ي الداخىل
ي رسمت بهذه الصورة الجمالية :تقاطع الزمن
ّ
عالمي ،يعيشهما
ر الصوف صاحب التجربة الوجدانية ينفتح وجوده عىل
ي الصوف .ودلت عىل أن الشخص
ي يف ذات اإلنسان
ّ ً
وف
ه تسمع يف قلبها عن رب ها ،يوتخارج ،من دون إخالل بالتوازن ،ومن دون طغيان لواحد عىل اآلخر .فها ي
ٍ بتداخل
ٍ معا،
الوقت نفسه تؤانس جليسها بكالمها ،ولم يشغلها اإلنصات لحديث القلب عن تحديث الجليس باللسان.
وأرى أن هذه خية صوفية جديرة بأن يستثمرها اإلنسان ف حياته الشخصية ،حت يحافظ عىل ذاته وحياته الداخلية ُ
وب رعده ي ر
ً
الخارج ،بضجيجه وشعة جريانه يأخذه بعيدا عن ذاته ،وعن العيش يف ر ي الروحان يف عالم متسارع الوتائر ،فال يدع العالم
ي
بصية الروح وشفافيتها. طيب مؤنس ،وإىل كل علم أو عرفان ينبع من ر ظالل قلبه ،وعن اإلنصات إىل كل خاطر ّ
ُ ّ ّ
والتقت ،مع
ي العلم
ي نف ذهنه لمواكبة التقدم ر ي
الخارج ،وي ي ان يزيد من طاقة اإلنسان عىل العمل يف العالم
ّ وهذا العمران الجو ي
ر ي
الخارج عمره كله ،يف غفلة منه. تحصينه من أن يقع رهينة «رق األكوان» ،ومن أن يشق الزمن
عرفانية جديدة
*برأيك ،هل نحتاج إىل ثقافة عرفانية جديدة من أجل تضامن ر
أكي فعالية ربي الحركة العلمية والسياسية والمعتقدية بشكل
العرفان أن يجري إصالحات عرفانية؟ وكيف؟ أكي من ذلك ،هل بات عىلعام؟ ..ر
ي
َ ً
المساءلة؛ وبخاصة فعالية والعرفان يف موضع
ي الصوف -
ي **هذان السؤاالن يضعان الثقافة الصوفية -العرفانية ،وأيضا الفكر
اإلنسان.
ي دورهما يف الحراك
تنسيف ربي حركة العلم والحياة والفكر.
ي الصوفيي ليسا جاهزين اليوم وبشكل منجز ،للنهوض بدور
ر الواقع ،أن الثقافة والفكر
وهما بحاجة إىل إعادة إنتاج .وهذا العمل ،أي إعادة اإلنتاج ،أراه قد بدأ بوضوح ،ومن مواقع مختلفة ،وجهات متباعدة .نراه
العرن ودول أوروبا وأمريكا) ،أو يف مؤلفات ر
والمشق العرن (ف المغرب ّ
ري ري يف خطاب قيادات التجمعات الصوفية المعارصة ي
ّ
وتتمحور عملية إعادة اإلنتاج لبنانيي ،)...أو لدى أصحاب تجارب شخصية. اقيي أو
ر (مغاربيي أو مرص ريي أو عر ر
ر أكاديميي
ر
ً
تقريبا حول أفكار أساسية منها :ال إكراه ف الدين ،رؤية المؤتلف ف المختلف ،رؤية ر
الكية يف الوحدة ،والوحدة ي ي لدى الجميع
اإلسالم ،بناء اإلنسان الصوف إىل الموقع الكية ،وحدة الكون المخلوق ،ترابط الكائنات ،العمل عىل االنتقال من الموقع ف ر
ي ي ّ ي ّ
المسلمي من المشاركة يف صنع الحياة.
ر وغي ذلك من أفكار تمكنان ،ر ي اإلنس والجوار باألمة االنهمام دي، التعد
غي الصهيونية والبوذية...إلخ؟ وهل
تتقاطعي مع مثيالتك وأمثالك من ديانات أخرى كالمسيحية واليهودية ر
ر *كعرفانية كيف
اإلسالم المركزي ومن فضائه ومسالكه؟
ي الصوف الجديد لدينا من مشح التقليد
ي خرج برأيك الفكر
الشيع ،للداللة عىل «التصوف» و«اإلنسان ي عرفان» متداوالن يف الثقافة الفارسية ،والفضاء ي **إن لفظ «عرفان» و«
الفارس .ومن هنا ،فإن الصوف من دالالت سلبية يف التاري خ ّ
التغيي ،هو ما حمل اسم التصوف ولفظ ر الصوف» .وسبب هذا
ي ي ي
التميي والتخصيص لدى البعض اآلخر. ر لفظ التصوف والعرفان قد يردان عىل سبيل اليادف لدى البعض ،أو عىل سبيل ي
َ ً
ذان كإنسان أوال .ومن ث ّم كأستاذة أكاديمية باحثة ،وكناشطة يف المجال ي مع أتعامل وإنما كصوفية، نفش
ي إىل أنظر قلما وأنا
اللبنان
ي الثقاف -لبنان) أو المشاركة يف إنشاء جمعيات ،منها «تجمع الصداقة ي ثقاف (مركز دندرة
عي رئاسة مركز ي االجتماع ،ر
ي
األكاديم عىل نشاط جمعيات( منها wake).وأنا أسع بشكل ر
اإلسالم( تصالح ) gladicأو اإلشاف المسيح - للحوار
ي ي ي
جتماع ،والبعد
ي التعاون اال
ي الصوف ،والبعد
ي (السلف) ،والبعد
ي الفقه
ي :
إسالم بشمولية أبعاد أربعة البعد ي حثيث لممارسة
يح ،المتنوعة ال المتعارضة،ي ر التا اإلسالم اترتيا بي
ر قنوات فتح عىل بالعمل الفكري السع
ي هذا وأترجم .واإلنسان
ً ي األمم
ي
ً
وأقتنع عميقا بأن هذا األمر رصوري ،ويجمع الجهود ،ويقرب اآلراء ،ويحمل بذورا قابلة للنماء والتطوير.
أجدن أتقاطع معه ،عىل كون
ي وأمثاىل من ديانات أخرى ،أي مع كل إنسان عىل وجه األرض،
ي وأقول ،عندما أتعامل مع مثيال ين
َ ر
الحقيقة اإلنسانية واحدة لدى كل البش ،وعىل جوهر الدين ووظيفته األخالقية والروحية ،وعىل كون الرحمة اإللهية و ِسعت
الخ ْلق هو رحمة إلهية للمخلوقات ،وأن مآل الجميع إىل الرحمة اإللهية .وأن ّ
الديان هو هللا سبحانه،
َ
سء ،وأن بداية ر
ّ َ ْ ّ كل ي
ّ
وكلف اإلنسان بالدعوة إليه ،وتحبيبه إىل الخلق كلهم ،ولم يكلفه مهمة التفتيش يف عقائد الناس.
اتهامات
ّ ً
*هل هناك تيارات صوفية بعينها سليمة المعتقد ،أو قريبة من سالمة المعتقد ،يمكنك شخصيا التعاون معها بغية تجنب
الرم بالكفر والتجديف بالدين والقرآن؟
ي
واألفغان ورشيد رضا )...الصوفية يف قفص االتهام، **منذ وضع ّ
رواد اإلصالح يف زمن النهضة (من أمثال محمد عبده
ي ّ
وغي ذلك ،عكف أرباب الصوفية عىل إعادة صياغة الذات ،بما ووجهوا إليهم جملة تهم تتعلق بالعقيدة رّ
والشيعة والمجتمع ر ٍ
ر
والعشين ،تحرص ّ
التجمعات الصوفية الموجودة يف أنحاء المعمورة يف القرن الحادي يدفع تلك التهم .ومن هنا ،فإن معظم
ر
عىل التدليل عىل سالمة عقيدتها ،وحسن اليامها بالشيعة ،واهتمامها بمجتمعها الخاص ،والعمل عىل ربط حياة اإلنسان
بمعتقداته اإليمانية.
سالكي ،ومعظمهم يشغل مناصب لدي صداقات يف أطوال الدنيا ،مع قيادات صوفية ،ومع مريدين لذا ،فإنت أفخر بأن ّ
ر ي
عامة يف التعليم واإلفتاء والدعوة واإلرشاد.
ّ
رمان بالكفر .وأحرص عىل أن ذنت ،إن هو ي فإنت أجتهد صادقة يف أن أجنب أي ٍأخ مسلم ر ي بالكفر» ً ،ي الرم
أما عملية «تجنب ي
ً ّ
.
إلسالم الرباعية األبعاد ،كما سبق وذكرت وقد يخلط البعض ربي أفكاري ي كممارست
ي الشخض متوازنا تماما
ي نض
يكون ي
العلم .وهنا ،ال أقول ذلك ألتنصل من أقوالهم ،ولكن ألقول ،ي
إنت ي اختصاص
ي الصوفيي موضوع
ر وبي أفكار كبار الشخصية ر
بكل تواضع وصدق ،لم أصل إىل مستوى كشوفاتهم الوجودية ،وإن كنت مأخوذة بفتوحاتهم يف جوهر اإلنسان ومقتنعة
ّ
أكيية» (نسبة إىل الشيخ بإنجازاتهم يف هذا المجال وأرى رصور ًته يف العرص .وأنا كشخص ،وإن كان يحلو للبعض أن يصن ي
فت « ر
األكي ابن عرن) أو «صوفية» عموما (نسبة إىل اختصاص) ،إال أنت -عىل الصعيد العقدي والعمىل -أنتسب إىل ر
جم ٍع ر
ي ي ي ري
صوف منفتح عىل الجميع. ي إسالم
ي اتجاه اوية
ر (الدند .اإليمانية لمعتقدان
ي تسجيل كتبها وف
ي اوية،ر الدند األشة هو مسلم،
وانتش يف كل أصقاع األرض). ر نشأ يف مرص
ً ً ّ
حد فككت رموز لغة هذا األكي ،أسألك أوال ،إىل أي ٍ عرن ،شيخ المتصوفة ر ي ر مح الدين بني المختصة عميقا بنصوص *أنت
ً
أت خطابات كثية يف «فتوحاته» عالقة عليك حت اللحظة .ثانيا ،كيف قر ِ القطب وبعض «مذاهبه» الرمزية؛ وهل ما زالت أمور ر
إال نصوص الشيخ عينه ،وكيف تحققت لديك ّ ّ
جراء ذلك معادلة «التصوف القديم بالجديد الشيخ من دون دليل مصاحب
ً
مؤوال»؟
ّ سفر ٌ ً
واحدا ،وهو ٌ ً ً
بالمحطات ،ولكن غت
ي األكي ،هو مغامرة معرفية تستغرق أعمارا ،ال عمرا **إن االرتحال يف عالم الشيخ ر
ّ
ال وصول فيه وال عودة لواصل .وإن نصوصه من النوع الذي يتشب من نوافذ الحواس ،ومخابر الفكر ،إىل حياة المسافر
اف اللغة ،واتكأت عىل عىل مراكب السطور ،ويتغلغل ف قاع وجوده .لذا اخيت أن أركب سفينة إبحاري ف عوالمه من مر ئ
ً ي ي
ُ
معرفت العقلية بما نتج عن تجربته الصوفية من أفكار ورؤى .ونعم أيضا ،لقد زرعت -يف ي المفاهيم لتفكيك الرموز ،ولبناء
ً ّ
كثية ،ال تزال يف «فتوحاته» تشغل طاقت -للمبحرين من بعدي ،بعض األضواء يف شواهق النصوص ،ولكن أمورا ر حدود ُ ي
:
عقىل ،وتطل بعد رقدة سنوات لتسأل هل من جديد يف المعطيات؟! ّ
ي
ّ ّ
الصوف
ي عرن ،بل فضلت أن أتعامل مع نتاجه بالنهج اءن البن ر ي
أسقطه عىل قر يفلسف» ِ ي تفكي
لقد تعمدت أال أستخدم «نهج ر
ّ ّ
الت أدخلهاه أرض الحقيقة ي المعرف» ،ي
ي إىل بمثابة «منصات للشهود عينه .وبكالم آخر ،لقد كانت نصوص ّابن ر ي
عرن بالنسبة ي
عرن،اشتغاىل عىل ّ النصوص ،أن من ال مرشد له ،وال ترجمان ،يف قراءة ابن ر ي ي مت واقعأللتف صاحبها يف حدود الكلمات .وعل ي ي
فالشيخ نفسه يرشده ،وييجم نفسه بنفسه؛ أي إن المعت كله يف النص ،ومفاتيح مغاليق عبارة من العبارات ،أو مقطع من
ً
عول عىل ما ُيسفر بعضا ،والقارئ كالمسافر ُي ّ المقاطع ،موجودة يف عبارات أخرى أو يف مقاطع أخرى ..نصوص ييجم بعضها
له سفره من فتوح يف النص.
المكان ..والمكانة
ّ
يؤنث ال ُي ّ
عول عليه»؟ الشهية« :ما ال
ر عرن
*وكيف تعاملت ،معت ورؤية ،مع مقولة ابن ر ي
عول عليه» ،جاءت يف سياق تأنيث المكان ،فقال (ص « :)17المكان **الواقع أن عبارة ابن عرن الواردة ف «رسالة ما ال ُي ّ
ي ري
يعول عليه ،يعت المكانة» ،وبشكل واضح قال ف الصفحة نفسها« :المكان إذا لم يكن مكانة ،ال ّ
يعول عليه». إذا لم يؤنث ،ال ّ
ي ي
وبكالم آخر ،كل مكان ييل فيه إنسان (وكل منصب أو موقع وظيف) ،إن لم ينعكس مكانة (قيمة معنوية) عىل نازله ،فال ّ
يعول ي
عليه.
عرن أعظ أمام المجال للقول إن ابن ر ي عرن ،ولم ً تحبسها بالمكان والمكانة ،مما يفسح ي أعجبت أنك أطلقت مقولة ّابن ً ر ي ي ولكن
ّ ر
ممية يف كتاباته ،وتجىل كاتبا إنسانيا يخاطب الذكر واألنت عىل حد سواء ،ويعيف بأهلية المرأة لكل ما هو متاح المرأة مكانة ر
ّ ً ّ ّ
أنت لم أصادف نصا لديه يقلم عي الزمان ،هو ي وأوثقت يف عالمه ،وولد بيننا صداقة ر ي للرجل حت «مقام القطبية» .ما شد ين
الثان يف اإلنسانية. ّ
فيه أظافر المرأة أو يقص أجنحتها ،أو يجعلها يف الصف ي
تؤنث كل ر ّ
وكأن أسمعه من ربي ي سء يف وجودها وعالمها المحيط، ي الت أعطاها المرأة ،فكأنه يحثها عىل أن وب هذه المكانة ي
ً ً ّ
أعطان مجاال فكريا ي األسطر والكلمات يقول« :حولوا كل ما هو ذكوري إىل أنثوي ،وال تعيشوا يف عالم أحادي ذكوري» .وهذا
جمع ُ عظيما ألن ر ً
المسلم ( األشة الدندراوية) محفوظة فيه مكانة المرأة، ي حظ
ي ألن أحاول تأنيث كل ما لمسته وشغلته .وكان
أعطان مجال حركة أوسع. ي ..
وف «المكان» الذي تستحقه وهذا إىل جنب الرجل ،ي
ّ ّ
اىل
المواقف والمخاطبات» لمحمد بن عبد الجبار النفري؟ وهل ترين أن هذا المتصوف االخي ي *أي حفر أحدثه فيك كتاب «
ّ
عرن لديك؟
دفي وسارح ،هل هو يف ميلة ابن ر ي الشاهق ،وصاحب الغموض الشفاف عىل عمق ر
وخصصت لصاحبه فقرات يف ّ ّ
للنفري أعجبت كتاب «المواقف» الصوف، ّ
النص اشتغاىل يف الدكتوراه عىل **منذ بداية
ي ي ي
ه نوع من إرادة اإلمساك بلحظات مواقفه : ر
النفري ي
ً
وبصيته عند نقطة الصمت» .إن كتابة
ً
ر الصوف
بحت المعنون «وجدان ً ي ي
ألثي عنده صورة ،شاهدا عىل الوجود ،يستعيد بالنظر إليها :اللحظة لنفسه أو ر ٍ عي تدوينها بالكلمات ،تماما كمن يأخذ ر
ً
اإلنسان يكاد يكون غائبا يف مواقف النفري. ي فالمخاطب .والموقف
ً ً
عرننظيا لكتاب المواقف ،هو كتاب« :مشاهد األشار القدسية»؛ حيث يقول ابن ر ي عرن مؤلفا ،ر وقد وجدت يف تراث ابن ر ي
اإلسبان المعروف ر ر ر
أشهدن ...وقال يىل .وقد قمت بتحقيقه ونشه بالشاكة مع د.بابلو بنيتو ،المستشق يف مطلع كل مشهد:
ي ي
األكيية (النص منشور بالعربية مع اليجمة اإلسبانية). يف مجال الدراسات ر
ّ ً
الت تمارس تصنيفا لآلخرين ،فتقدم فإنت ال أنتسب إىل تلك الفئة من الناس ي عرن والنفري ،ي
أما بخصوص المقارنة ربي ابن ر ي
بمعايي تضعها ،بل أرى أن كل واحد ،هو هوية مكتملة بذاتها ،ودالة يف زمنها ومكانها ،وتتمتع بفرادة تجعلها ال تتكرر
ر وتؤخر
ً ُ
العلم وتنوعه ،وأيضا عىل قدرة مدونته
ي وال تستنسخ؛ ومع ذلك ،فإن المقارنة قد تكون مسموحة عىل مستوى حجم اإلنتاج
ر ً
واألكي الصوفية يف ً تحريك العقول والمواجيد إلنشاء مدرسة صوفية أو تيار فكري .وهنا ،أظن أن ابن ر ي
عرن هو األوسع نتاجا
تالمذة ونفرا.
الفضاء ..رقصة كونية
ّ ّ ً
ه الوجهالفيياء ي
الخارج ليس سوى رقصة كونية عمالقة ،وأن رر ي أحس مبكرا أن الفضاء األمي يك فريتجوف كابرا،
الفيياء ر
*عالم ر
تعلقي؟
ر .. ر
اآلخر للتصوف الش يف بماذا
ً ً
عرن وجالل الدين
األمي يك تشابها وتماثال ربي رؤية العالم عند أعالم الصوفية الكبار كابن ر ي
**جميل أن يجد هذا العالم ر
الفريقي -هو عبارة عن منظومة من
ر الفيياء؛ فالعالم -يف رؤية
وبي رؤية العالم يف اللحظة العلمية الراهنة يف حقل ر
الروم ر
ي
ّ
المكونات الميابطة والمتفاعلة والدائمة الحركة نحو خلق جديد.
تفسيات علمية لآليات الكونية يف القرآن الكريم ،ولكن المقاربة ربي الشهود
ر ه عىل نسق ما نجد من وأرى أن هذه المقاربة ي
والفيياء الحديثة»
ر الش يفالصوف والنظرية العلمية ،ال تزال ف طور الوالدة والتكوين ،ونأمل أن يجد كتاب كابرا «التصوف ر
ً ً ّ ي ي
الصوف يف حدقة العلم ثانيا. مشاهد خالله من نرى عله ينشأ عنه ٌ
تيار ،أوال ياء
الفي
ر علماء لدى صدى
ي
ُ ّ ً
أخيا :ماذا تحب ري أن ت ي
سأىل؟ * ر
نفش :هل أمضيت عمرك ،عىل مستوى الدراسة والعمل ،بما يستحق عمرك؟
ي **السؤال الذي طرحته عىل
والعية ّ
بتوجه ر أسي عليه، ولكنت راضية عن اختياري للطريق الذي ر ي ان،
إنت راضية عن إنجاز ي والجواب :الحمد هلل ..وال أقول ي
الوجه والقلب ،ال بأطوال المسافات.
يعول عليه بغي ُخ ُلق ال ّ
عرن :التصوف ر
ٍ ابن ر ي
ّ
البيان وعصام محفوظ ي * ُيصنف بعض الشعراء والنقاد العرب واألجانب (وعىل رأسهم أدونيس وخليل حاوي وعبد الوهاب
ّ
صوف ..ما تعليقك؟ ي عرن بأنه شاعر يف المقام األولّ ،ثم بعد ذلك متفلسف وهانز دوييش وهرمان راديش -ألمانيا) ابن ر ي
ّ ّ
عرنأقول ،إن ابن ر ي ولكنت
ي فهم لفكره ،هو الوحيد المطابق لحقيقته؛ي ع أن ي عرن ،وال أد ي ر ع الملكية الحرصية البن ي **ال أد
ً ّ
هو واحد من الهامات العالية ،كعمود نور يتجذر يف األرض ويتطاول نحو السماء ،ويصيب كل مقيب منه قبسا.
يرصح عرن هو شاعر؟ أقول ،كما قال هو البن رشد :نعم وال .إن نمط الكتابة لديه يشبه تجربة الشاعر ف الكتابة؛ ّ
ي ُْ هل ابن ر ي
األخية ،صارت الكتابة نوع إمالء ،وكأن اإللهام ر إنها يف البدايات كانت من جنس اإللهام المعنوي (ملهم المعت) ثم يف كتبه
ّ
ومجدول بالرموز واإلشارات ،وتنفتح ألفاظه عىل ٌ فُ ، ّ
مكث ٌ الصوف نصه(م ْلهم المبت) .إضافة إىل ذلك ،فإن ّ أصبح عبارة ُ
ّ ي ّ
المعان .كما أن الخيال الخالق ي الصوف» رصد «معراج الكلمة» يف
ي كتان «المعجم ي ر التعددية يف المعت ،وقد حاولت يف مقدمة
ّ ً ّ ً ً
ويظل يظل الفارق واضحا، عي الزمان والمكان؛ ولكن، تفسي مشاهده ومكاشفاته ولقاءاته الصوفية ر ر يلعب دورا واضحا يف
الصوف.
ي الصوف الذي ال ينحبس يف هوية الشاعر ،وال يف هوية المتفلسف ي عرن ،من وجهة نظري ،هو ابن ر ي
يعول عليه» ،و«التصوف إذا لم ّ بغي خلق ،ال ّ ً يقول ف «رسالة ال ُي ّ
يعم للنوعي من التصوف« :التصوف ر ر عول عليه» ،جامعا ي
الوج ال يعول عليه» ،أي بشى ال يعول عليه» ،و«النوم إذا لم يصحبه مكارم األخالق ،ال يعول عليه» ،و«النوم إذا لم يعط ر
ي
ّ ر
ه وج تشي ع .ونقول :فإن كان النوم الذي يعول عليه هذه صفته ،فكيف ي وج الفهم للقرآن والنصوص القدسية ال ي ي
اليقظة؟!
هللا لم يكلفنا التفتيش يف عقائد الناس
أجدن أتقاطع معه ،عىل كون الحقيقة ي وأمثاىل من ديانات أخرى ،أي مع كل إنسان عىل وجه األرض، ي مثيالن
ي عندما أتعامل مع
سء، ر َ ر
عت كل ي ّ
اإلنسانية واحدة لدى كل البش ،وعىل جوهر الدين ووظيفته األخالقية والروحية ،وعىل كون الرحمة اإللهية و ِس
الديان هو هللا سبحانه ،وكلف اإلنسان وأن بداية ال َخ ْلق هو رحمة إلهية للمخلوقات ،وأن مآل الجميع إىل الرحمة اإللهية .وأن ّ
ّ َ ْ ّ
بالدعوة إليه ،وتحبيبه إىل الخلق كلهم ،ولم يكلفه مهمة التفتيش يف عقائد الناس.
ّ
عرن والنفري
ابن ر ي
ّ
وتتمتع بفرادة تجعلها ال ّ ّ ّ
تتكرر ،ومع ذلك فإن المقارنة عرن والنفري لكل منهما هوية مكتملة بذاتها ودالة يف زمنها ومكانها ابن ر ي
ً
العلم وتنوعه ،وأيضا عىل قدرة مدونته الصوفية يف تحريك العقول والمواجيد ي قد تكون مسموحة عىل مستوى حجم اإلنتاج
صوف.
ي إلنشاء مدرسة صوفية أو تيار