Вы находитесь на странице: 1из 45

‫قرنى ثور‪...

‬‬

‫غسان غبريال‬

‫‪1‬‬
‫ت ليس لنا‬
‫بي ت‬

‫ت‬‫ى راقى‪ .‬إيجار مفروش‪ .‬هى وأنا‪ .‬الثأاث عتيق ووضع ت‬ ‫ت فى ح ى‬ ‫بي ت‬
‫بعض لمساتها‪ .‬ظهرا ا نتحدث فى العمل وندردش ثأم نخرج لي ا‬
‫ل‪ .‬لم أكن‬
‫ت إمرأة منذ سنوات‪ .‬وكنا نتقاسم الكثير من الراء عن الحياة‪ .‬بعد‬ ‫لمس ت‬
‫ا‬
‫ت مستترة تجرأت‪ .‬ظهرا نتحدث عن العمل وندردش وليل ا نمارس‬ ‫إشارا ى‬
‫الحب ونأكل ونشرب ونرقص‪ .‬سنة كاملة‪ .‬أعيش إيقاعا ا خاصا ا خارج‬
‫إيقاع المدينة‪ .‬تزوجنا‪ .‬سافرنا‪ .‬تطلقنا‪.‬‬

‫باب المنزل من الداخل مدهون بالبيض وأصبح كاللحاا‪ .‬على‬


‫اليسار بعد خطوتين من الباب‪ ،‬المطبخ‪ .‬تواجهك الثلجة حيث كنا نضع‬
‫عليها متطلبات البيت‪ .‬هى‪ .‬بجانب الثلجة ترابيزة خشبية قديمة ثأم‬
‫البوتاجاز‪ .‬فى الحائط المجاور حوض غسيل الطأباق‪ .‬هى وأنا‪ .‬الحائط‬
‫الخير ترابيزة كبيرة عليها المواد الغذائية وماكينة القهوة‪ .‬أنا‪.‬‬

‫جهاز السى دى‪ .‬الكنبة الزرقاء التى تسد الشباك الذى ل ينفتح‬
‫أبداا‪ .‬هى‪ .‬كرسيان من نفس اللون على يمين ويسار الكنبة‪ .‬كرسى‬
‫اليسار أنا‪ .‬حجرة النوم على يسار الحمام المواجه للصالة‪ .‬دولب خشبى‬
‫يعود للستينات يواجهه سرير من نفس الطراز‪ .‬هى وأنا‪.‬‬

‫كان يجب ترك المنزل لنه لم تعد هناك نقود‪ .‬قالت لى‪ :‬نسافر‪.‬‬
‫وهنا عرفت أننا مفترقان يوما ا ما ل محالة‪ .‬أنا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الدرس الخأير‬

‫وضعتنى الكاتبة الشابة فى مأزق‪ .‬إن كنت حقا تكتب فاهدنى قصة‪.‬‬
‫كنت أرتدى قناع الربعينى وحذاء المتوحد‪ .‬فيما مضى من أيام كنت‬
‫العاشق وكانت الكومبرسيتا هى الرقصة التى أغزو بها قلوب من مال‬
‫إليهن قلبى‪.‬‬
‫عزيزتى الكاتبة الشابة ‪ :‬ما لكى وقصصى؟ هل تريدين قصة‬
‫عايدة؟ أم نادر؟ هل سمعت عن رجل عجوز يتبع إمرأة ل يريد منها‬
‫شيئا؟ لماذا يتبعها؟ أيتبعها مقتفيا أثأر القمر فى خطواتها لن نظره خف؟‬
‫أم ليثبت لنفسه أن نبؤته كانت خاطأئة فيرتاح قلبه؟ متى عرفها؟ هل تراه‬
‫فى خطوه ورائها أم أن الشمس تعمى العيون؟ كيف تتحمله؟ أم أنه‬
‫يتبعها بخياله؟‬
‫الستعارة ‪-‬عزيزتى الكاتبة الشابة‪ -‬كشجرة الفاكهة‪ .‬صغارا نلتهم‪،‬‬
‫أواسط العمر ننتقى بحكم ما نسميه الخبرة وبعد ذلك نتذوق طأعم‬
‫الذكرى‪ .‬الكومبرسيتا من الغانى التى ل أفهم لغتها‪ ،‬كنت أتخيل أنها‬
‫تتكلم عن الشوق والحب ولكنها كانت تعنى لى الرغبة‪ .‬الن حين أسمعها‬
‫أتذكر وأشعل سيجارة أخرى‪ .‬صدقينى لم أعد أريد أن أعرف معنى‬
‫كلماتها‪.‬‬

‫عزيزتى ‪ ...‬ل أخفى عليكى أن يدى ارتعشت كثيرا أثأناء الكتابة ‪..‬‬
‫فمهارتى تخفت تدريجيا ‪ ..‬ولكننى سعيد بكى ‪ ..‬هذه قصتى لكى ‪ ..‬مع‬
‫عميق محبتى‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫سرد ‪ ..‬سرد‬

‫مال عععود زهععرة الجاردينيععا وفععاحت رائحتععه الرقيقععة ولكنععه لععم‬


‫يستطع أن تيغطى على الروائعح المنبعثعة م ن الجثعة‪ .‬الزهعرة كعانت فعى‬
‫الصالة على ترابيزة صغيرة بحجم قاعدة حوضها بجععانب شععباك تمععر منععه‬
‫أشعة الشمس الواهنة‪ .‬كععانت ألععوان السععجادة تميععل إلععى الحمععر وعلععى‬
‫حافتها كنبة تمنح الدفء لمن يعتادها‪ .‬كان المكتب فى نفس غرفتها‪.‬‬
‫"حينما تختلط الضمائر تميد الرض بععى"‪ .‬كععانت الجملععة مكتوبععة‬
‫ط مائل وأسععفلها وردة ترسععمت بيععد ى مرتعشععة‪ .‬كععانت‬ ‫على ورقة بيضاء بخ ى‬
‫الورقة تتوسععط المكتععب الععذى علععى جععانبيه تصععطف كتععب ومراجععع عععن‬
‫ل معن خشعب العزان العذى يسععتند‬ ‫النباتات‪ .‬كان المكتب يقعف علععى أرجع ى‬
‫بدوره على أرضية خشبية فى أحد أركانها يقبع بلوفر أسود مهترىء‪.‬‬
‫ضلت أخععذ جملععتى‬ ‫حاولت مرارا ا عقد مصالحة مع الجثة ولكنها ف ض‬
‫وانصرفت‪.‬‬
‫قبععل أن ترتضععى المععوت‪ ،‬هاجمتهععا صععورته‪ .‬شعععرت أنهععا عاريععة‬
‫أمامه‪ .‬ل تعرف ماذا تفعل‪ .‬آلمتها صورته‪ .‬وحيععن تععذكرت ذقنععه المشعععثة‬
‫تمنت لو تحتضنه‪ .‬بكت بكاءا ا كان ت‬
‫مريحععا فععى بععدايته‪ .‬تفاجععأت أن الكععره‬
‫تدفق بداخلها لصورته وكانت تتسائل كالمحمومة كيععف يسععتطيع أن يععرى‬
‫ة صععور‬ ‫بداخلى هكععذا‪ .‬كتمععت كرههععا وحععاولت أن تزيععح صععورته مسععتدعي ا‬
‫أخرين‪ .‬عن الجثة أتحدث‪.‬‬

‫حينما تختلط الضمائر تميد الرض بى‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫شريحة ذاكرة‬

‫مععل عليهععا أغععانى ووضعععتها فععى‬ ‫مح ض‬


‫أعطتنععى شععريحة ذاكععرة ت‬
‫محمولى القديم‪ .‬أصبح يغنى‪ .‬فععى يععوم عمععل كععالكثير مععن أيععام ى ت تشععبهه‪،‬‬
‫أمسكت المحمول ومررت على قوائم الغانى‪ .‬ياااااااااااااااه‪ .‬كنت نسيت‬
‫هذه الغنية‪ .‬مر خمسععة عشععر عامععا ا منععذ سععمعتها‪ .‬كنععت أجلععس قبععالته‪،‬‬
‫ظر للعالم بثقة ولمبالة‪ .‬كلمات الغنية الععتى كععان‬ ‫بشعره الطويل وكان تين ظ‬
‫يحبها كانت عكس نظرياته تماماا‪ .‬أحببت الغنيععة لنععه أحبهععا ولننععى كنععت‬
‫معجب به‪ .‬رافقتنى هذه العادة فترة ليست بالقليلة‪.‬كنا نجلس فععى صععالة‬ ‫ت‬
‫يغتلب عليها اللون الزرق وكنا ندخن ونسكر‪ .‬الن أتأمل‪ .‬هل حقا ا كنا معععا ا‬
‫فى هذه الصالة الزرقاء أم أن الذاكرة خانتنى‪ .‬لست مستااء من الخيانة‪.‬‬

‫ياااااااااااااااه‪ .‬هذه الغنية تتذكرنى بزوجعتى فعى العمعل‪.‬أتخيلهعا‬


‫دائما ا هكذا بينما أنا جالس أمام ورق أبيض لم أخط فيه سطر‪ .‬من عشععر‬
‫سنوات‪ .‬الصالة كانت بنية اللون‪.‬‬

‫وضعت المحمول جانبا ا واتصلت أشكرها على هذه الهدية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫كالموت‬

‫كنت مح‪..‬محمومعا ا بهعا‪ .‬تأنصععت إلعى تعرا‪..‬تراتيعل بوذيعة‪ .‬أغلقعت‬


‫ت لللم‪ .‬لم أتعلم بعد كيف أتشارك فيه‪ .‬فى غرفتى‪،‬‬ ‫غرفتى على‪ .‬هذا وق ت‬
‫ت أخر لمخاطأبة اللهععة‪ .‬لععم أعععرف‬‫ت ووق ى‬ ‫كانت تمل فضاء الغرفة بين وق ى‬
‫ماذا أنا صانع بجسدى‪ .‬فرسمت جذور شععجرى علععى قععدمى‪ .‬كععانت الععوقت‬
‫ل فيععه‪ .‬قععررت‬‫ممسكا ا بمفاتيحه ل أعرف ماذا أنا فاع ت‬ ‫ممتدا ا كأبدية وكنت ت‬
‫ط ملونععة‪ .‬كععانت يععداى ترتعشععان وكنععت تأردد‬
‫أن أصنع لها سوارا ا من خيو ى‬
‫"لن المحبة قوية كالموت"‪ .‬أنهيت السوار ودار حواتر عاصععف بينععى وبيععن‬
‫اللهة لن المحبة قوية كالموت‪ .‬هكذا كنت‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫نـــيـــرة‬

‫الكتابة كنهرى جارف‪ .‬إمرأة فى الثلثأيععن ترتععدى ثأععوب مراهقععة وعقععد‬


‫مغرمععة بصعوتى فقععط‪.‬‬ ‫طأفلة تريد إكتشاف العالم‪ .‬نيععرة ل ترانععى ولكنهععا ت‬
‫تيذكرها بزوجها المتوفى‪ .‬لست سععوى سععى‪.‬دى‪ .‬تيقلععب لهععا صععور الحنيععن‬
‫وتدفق الدماء بداخلها‪ .‬أنا سعيد بدورى ول آمل فى أكثر من ذلك‪ .‬جسدها‬
‫لدن أرتشف إنحناءته بين لقطة وأخرى‪" .‬إنععت طأويععل أوى" هكععذا قععالت‪.‬‬
‫شعرت ببعض الدغدغة بداخلى وجاوبت "غريبة"‪ .‬مددت يدى لرفععع عنهععا‬
‫ثأوب مراهقتها برفق ورأيت شامة كععبيرة علععى ذراعهععا‪ .‬غععراب‪ .‬انقبضععت‬
‫ولكن من رسمه فنان حقيقى‪ .‬لم أر غراب بهذا الجمال من قبل‪ .‬هممععت‬
‫أقبله فى لحظة تنويم مغناطأيسى ولكن لفتة مععن رأسععها أوقفتنععى‪" .‬إبنععة‬
‫موت" هكذا قلععت فععى سععرى وطألبععت فنجععان قهععوة ثأععالث‪ .‬قمنععا نتجععول‬
‫وكانت تسير خلفى بخطوة جعلتنععى أبتسععم‪ .‬مععر حرامععى وجععذب عقععدها‪.‬‬
‫انفرطأت حباته‪ .‬ومن بين دمعها قالت "ده كان هدية من تيته"‪ .‬أجبتها "خد‬
‫الشر وراح"‪ .‬ظل عطرها فى أنفى يبعث لععى وجههععا مععن زوايععا مختلفععة‪.‬‬
‫"هذه إمرأة ستتعب فععى حياتهععا كععثيرا ا ‪ ..‬ل ‪ ..‬هععذه إمععرأة سععتقاوم لخععر‬
‫نفس" وارتسمت إبتسامة‪ .‬حين أغلقت الباب خلفى فى المنععزل‪ ،‬تنععاثأرت‬
‫صورها فى ممر البيت‪ .‬وفى غرفتى لم يتبق سوى إبتسامة وصوت مولععد‬
‫الكهرباء القادم من الخارج‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫قرنى ثور‪...‬‬

‫بدأ اليوم مرغوما ا عليه‪ .‬نزل من السرير دون أن يلتفت إلى "همت"‬
‫وهو تيسائل نفسه كيف تزوجها‪ .‬وصل إلى مكتبه بعد أن مععر علععى أشععجار‬
‫كثيرة فى الطريق‪ .‬مازال يفكر فى مشادة المس بينهما‪" .‬إنت عمرك ما‬
‫حبتنى‪ .‬وأنا اللععى كععل مععرة كنععت أصععبر نفسععى وأقععول حيحبنععى"‪ .‬كععانت‬
‫الجملة تتردد فى عقلععه وكلمععا تععرددت زاد اختنععاقه وحيرتععه‪ .‬قععام ليععدخن‬
‫ويتبادل الحاديث الصباحية المعتادة مع الزملء‪ .‬قظلت حدة توتره‪ .‬عاد إلى‬
‫المكتععب بعععد أن صعععد الثلث طأوابععق‪ .‬بععاغتته الفكععرة‪ .‬الفكععرة كععانت أن‬
‫يكتب إليها رسالة‪ .‬أخرج الورقة والقلم‪ .‬وبينما هو تيشخبط مر القلم علععى‬
‫يده اليسرى‪ .‬تضايق كثيرا ا وحاول مسح الخط‪ .‬ثأم استسلم لوجععود الخععط‬
‫بل تأعجب به وبدأ يرسم على يده أول حرف من اسمه‪ ،‬وردة‪ ،‬قرنى ثأععور‬
‫‪ ...‬حتى امتلت‪ .‬بعد أن فرغ من الرسم شعر بحالة سعادة شديدة ودرجة‬
‫من الثأارة‪ .‬لم يكتب الرسالة‪ .‬وظل طأوال اليععوم ي تحععاول إخفععاء يععده مععن‬
‫ل‪ .‬فى طأريقه للمنزل قرر شععراء باقععة ورد‬ ‫الجميع‪ .‬كان سعيدا ا وكان خجو ا‬
‫لها‪ .‬كان للورد أثأره ولكنها عظلقت ضاحكة علععى يععده‪ .‬اسععتاء ولععم يشععأ أن‬
‫تيعكر اللحظة‪" .‬أنا رايحة لماما"‪ .‬نزلت‪ .‬وظل هععو أمععام التلفزيععون طأععوال‬
‫المساء مبتسما ا وأحيانا ا يضحك دون سبب واضح‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫كاتارينا‬

‫كععانت السععهرة قععد بععدأت‪ .‬وأبععى يتصععدر منتصععف المائععدة بكرشععه‬


‫المهيب الجميل بالنسبة لى‪ .‬تأخرت لنهاء بعض العمال فععى شععركة أبععى‬
‫للرخام‪ .‬كنا فى سويسرا نحتفل بزفاف أختى‪ .‬وصلت فى ثأيابى الجديععدة‪،‬‬
‫تفوح منى رائحة الشباب واللوان البراقة‪ .‬وقبل أن أجلس‪ ،‬وجععدت أبععى‬
‫يومئ لى أن أنظر خلفك‪ .‬التفععت فوجععدت الفتععاة الروسععية الععتى حععاولت‬
‫ب أبيض يكشف عععن ذراعيهععا‪ .‬أقععل‬ ‫مرافقتها ورفضت تقف خلفى‪ .‬فى ثأو ى‬
‫ما توصف به أنها ملك‪ .‬التفت ثأانية إلععى أبععى وكنععت أريععد أن أصععرخ فيععه‬
‫ل‪ :‬أيوه يا بوب‪ .‬ولكننى التزمت الصمت احتراما ا للمدعوين والهم مععن‬ ‫قائ ا‬
‫ذلك احتراما ا لقواعد اللعبة بينععى وبيععن أبععى‪ .‬همسععت لععى‪ :‬ممكععن كلمععة‪.‬‬
‫وكجنتلمان أجبت بالطبع‪ .‬اصطحبتها وصعععدنا إلععى غرفععتى‪ .‬جلسععت علععى‬
‫حافععة السععرير وذهبععت إلععى البععار الصععغير أصععب كأسععا ا مععن الويسععكى‪.‬‬
‫استعدت هدوئى من المفاجأة والتفععت أتأمععل هععذا الجمععال‪ .‬تععذكرت بيععت‬
‫مععراا"‪.‬‬
‫الشعر الذى يقول "أجلست الجمععال علععى ركبععتى ولكننععى وجععدته ت‬
‫سألتها‪ :‬كيف أقنعك أبى؟‪ .‬أجابت‪ :‬هععذا سععر‪ .‬هععذا مععا طألبععه أبيععك‪ .‬أخععذت‬
‫وقتى فى التفكير فيما سمعته ودرست السيناريوهات الممكنة ثأم جاءتنى‬
‫الفكععرة كالسععهم‪ .‬نظععرت إلععى تلععك العينيععن الحععالمتين وسععألتها‪ :‬هععل‬
‫ت طأويععل قبععل أن تقععول لععى‪ :‬أنععت‬ ‫تتزوجيننى؟‪ .‬شحب لونهععا وسععاد صععم ت‬
‫وأبيععك مجنونععان‪ .‬لععم أسععتطع منععع نفسععى مععن البتسععام‪ .‬أخععذت نفسععها‬
‫وأضافت‪ :‬سأنصرف‪ .‬نزلت إلى السهرة واقتربت مععن أذن أبععى أقععول لععه‬
‫أنى عرضت عليها الزواج ورفضت‪ .‬قهقه أبى وأحاط رأسى بيععده وهمععس‬
‫لى أنت ابنى البععار‪ .‬قهقهععت معععه وقبلععت خععده وعععدت إلععى مكععانى فععى‬
‫المائدة لنستكمل السهرة والشرب‪.‬‬

‫‪9‬‬
10
‫أهكذا ؟‬

‫متلنى بأسرارك عن دون قصد ى وتمضى‬‫ح ل‬


‫تت ا‬
‫تتجاهر بأن رأيك هو الحق‬
‫وتصفنى بالرجل الرخو‬

‫تتجرع الخمر ليل ا مع محبوبك البكر‬


‫صبحا ا‬
‫وتتلطأف السيدات ت‬
‫وأظل أنا مسؤول ا عن شرور العالم‬
‫متسخة‬‫والملءات ال ت‬

‫فى لحظة الصفو البدية بيننا‬


‫تصفنى بالرجل الجميل‬
‫تحتضننى وتنام‬
‫أهدهد كوابيسك‬
‫وأمسح لعابك المنسال‬

‫هذه ليست لغتى وهذا ليس أنا‬


‫هذا ما لقنتنى أنت‬
‫صلتى ليل ا أثأداء نساء عواجيز‬
‫ل يبكون‬ ‫وأطأفا ت‬
‫أهكذا تكون محبتك؟‬

‫‪11‬‬
‫يرتشف الماء‬

‫أتمنى يوما ا غائما ا‬


‫وشجرة بنفسج فى منتصف الطريق‬

‫أتمنى أحيانا ا موت من أكرههم‬


‫لستريح من ألم الكره‬

‫أتمنى يوما ا غائما ا‬


‫وشجرة بنفسج فى منتصف الطريق‬
‫وموج بحرى هادئ‬

‫أتمنى أل تقودنى رغباتى‬


‫كرجل أعمى‬
‫كقعيد‬
‫كمدينة بل أسوار‬

‫أتمنى يوما ا غائما ا‬


‫وشجرة بنفسج فى منتصف الطريق‬
‫وموج بحرى هادئ‬
‫وقبلة محبة‬

‫فى ظلمة الليل‬


‫يتصارع قلبى والخوف‬
‫وأقف حائرا ا كطفل‬

‫أتمنى يوما ا غائما ا‬


‫وشجرة بنفسج فى منتصف الطريق‬
‫وموج بحرى هادئ‬
‫وقبلة محبة‬
‫وحمامة فى القلب‬

‫‪12‬‬
‫مذكرات‬

‫الكلمات الموجودة بين قوسين هى كلمات ممسوحة فى النص الصلى‬

‫إضاءة صفراء تلقى بظللها على الصالة‪ .‬يفصل الصالة عععن الغرفععة‬
‫ب خشبى بنى به مربعععات زجاجيععة خضععراء‪ .‬فععى الغرفععة يسععتلقى أبععى‬ ‫با ت‬
‫متألما ا وبجانبه البوفيه وترابيععزة السععفرة‪) .‬نظععر(‪ .‬تععأخر الطععبيب فقررنععا‬
‫الععذهاب إلععى المستشععفى وطألبنععا سععيارة السعععاف‪ .‬جععاء عمععى وعمععتى‬
‫وجلسا بقرب باب الغرفعة‪) .‬صعمتت(‪ .‬عل ص وت أنيعن أبعى‪ .‬أتعت سعيارة‬
‫السعععاف وبععدأوا تيربطععونه فععى الكرسععى حععتى ل يقععع‪) .‬تخيلتععه(‪ .‬قمععت‬
‫ل‪ .‬قععامت عمععتى وأغلقععت‬ ‫ت عا ى‬
‫ووضعت أغنية سعاد محمد "انتظار" بصو ى‬
‫ة‪) .‬أتتراها خدعة حععاقت بنعا(‪ .‬ذهععب‬ ‫الجهاز‪ .‬فعدت ووضعت الموسيقى ثأاني ا‬
‫إلى العناية المركزة وعدت إلى منزلععى‪) .‬مععات( وأنععا أنتظععر خروجععه مععن‬
‫المستشفى‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أمام الباب بقليل‬

‫كان جسده يتراقص‪ ،‬لمععن يععراه مععن بعيععد‪ .‬وكععانت أصععداء التراتيععل‬
‫تصدح‪.‬تراتيل دينية‪ .‬الصور ل تفصح عن نفسها لمععن لععم يراهععا مععن قبععل‪.‬‬
‫كان الجسد فى ظلمة‪ ،‬تتعريه فلشات من الضوء تصيبه بخجل وخيانة مععا‪.‬‬
‫الرهبة وليست النشوة هى ما كان تيحركه‪ .‬رهبة اكتشاف العماق‪ .‬الجملة‬
‫الخيرة كذبة‪ .‬الرهبة تشل الجسد وتفتح بوابات المجهول‪ .‬الصور ل تفصح‬
‫عن نفسها لمن لم يراها من قبععل‪ .‬حلععم أن أبيععه يعيععش فععى السععكندرية‬
‫رغم ثأمان أعوام ى من الموت‪ .‬سأله الرجععل ذو اللحيععة البيضععاء‪ :‬هععل أنععت‬
‫سعععيد الن؟ أجععابه ‪ :‬نعععم‪ .‬سععأله‪ :‬لمععاذا إذا تريععد الععذهاب إليععه؟ أجععابه‪:‬‬
‫الشوق‪ .‬سأله‪ :‬أم الذكريات؟ دعه يعيععش حيععاته ويكفيععك سععكينة القلععب‪.‬‬
‫ل خاطأىء تماما‪ ،‬فععازدادت الرهبععة وقععرر أن‬ ‫اكتشف أنه يقرأ التاريخ بشك ى‬
‫يغلق باب المجهول إلى حين‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مجـــــــد أبى‬

‫لن يفهم الكثيرون ما أكتب‪ .‬وربما لن يفهم أحد‪ .‬بل لععن يفهععم أحععد‪.‬‬
‫أنا آسف‪ .‬هذا ليس تعالي‪ .‬هذه مكاشفة‪ .‬فأنت ل تنععزل إلععى نفععس النهععر‬
‫محيععرة‪ .‬وغالبععا ا مععا تسععتدعى‬
‫مرتيععن‪ .‬هععذه المقععدمات غالبععا ا مععا تكععون ت‬
‫ئ مععا‬
‫السترسال‪ .‬ما أكتب ليس رسالة لحد ى منكم‪ .‬هى صور‪ .‬ولكععل إمععر ى‬
‫نوى‪.‬‬

‫ت أحسععبها‬
‫صديقى العزيز ‪-‬هذا للتمويه‪ -‬مر على إختفائك عنى سنوا ى‬
‫قليلة وهى ليست كذلك‪ .‬تحب لعبة "الستغماية"‪ .‬وها أنععا أبحععث وأجععرى‪.‬‬
‫ولكنك تعرف أنى مدخن شره‪ .‬لقد تعبت مععن الركععض‪ .‬أنفاسععى تتلحععق‪.‬‬
‫لقد عرفت مخبئك‪ .‬ولكنى ل أريد أن تأفسد فرحتك بأنك تتحيرنى‪ .‬فأتركععك‬
‫متخفيا ا وأتبعك ضاحكا ا من قلبى‪.‬‬
‫تتنقل ت‬
‫قال الكاتب الععذى كنععا قرأنععاه ونحععن مراهقيععن‪" :‬إن صععديقى ميععت‬
‫ويصعب على إقناعه بتناول الطعام"‪ .‬أعتقد أنه كان غيععوراا‪ .‬كععان يريععد أن‬
‫يلعب معنا‪ .‬هذا كل ما فى المر‪ .‬وحتى لو لعم يكعن كعذلك‪ .‬معا همنععا؟ معا‬
‫دمنا سعداء‪ .‬هل أقول بلعبتنا؟ أم أقول بمشاهدتنا لما يجرى؟‬

‫احتضنتنى بالمس بجسمك الكبير الجميل‪ .‬وكم سعدت بععذلك ولول‬


‫مرة لم أشعر بثقلك‪ .‬لقد تركت القصر الذى كنعت تبنيعه كمعا هعو‪ .‬أنظفعه‬
‫وأرتبه ول أجععل أحعد يقععترب منعه‪ .‬إن أردت أن تأكمععل فععى بنعائه‪ .‬برجععاء‬
‫إرسال رسالة‪ .‬حلوة رسالة ديه؟‬

‫ى جنععون الحيععاة وحكمععة الشععيوخ‬ ‫وجهععك الضععاحك البععاكى يبعععث فعع ظ‬


‫ت‬
‫ممتلئاا‪ .‬هل تععرى أنععه مععن الضععرورى أن أكمععل الجملععة؟‪ .‬حسععنا ا‬ ‫ويتركنى ت‬
‫ولكن لن يفهم أحد بقية الجملة‪ .‬بل سيزداد المععر بلبلععة‪ .‬لععذا دعنععا منهععا‪.‬‬
‫أنت تعرف ما أود قوله‪ .‬المجد لك يا جميل‪ .‬سأوافيك كلما أمكن‪.‬‬

‫عميق محبتى‬

‫‪15‬‬
‫جلسنا ورقصنا‬
‫جاءت جلستى بجانبه كالمعتاد فى لقاءتنا الخيععرة‪ .‬نظرتععى الجانبيععة‬
‫منهمك فى الحديث معه‬ ‫مندفعاا‪ .‬كان نصف ت‬ ‫محدثأنا ت‬
‫وصمتى تيلزمانى‪ .‬كان ت‬
‫‪ ..‬مما أغاظنى بعض الشىء‪ .‬لم يكن كلما ا ذا معنى بالنسبة لى ولم أفهم‬
‫مجاملة‬ ‫سر اهتمامه مما لم يمنع ظهور ابتسامة ل أعرف إن كانت جاءت ت‬
‫كمة‪ .‬وضعت يدى على سععاقه علععه يلتفععت ول فائععدة‪ .‬تععدخلت فععى‬ ‫مت تها ل‬
‫أم ت‬
‫الحديث‪ .‬ولععم يعجبععه مععا قلععت‪ .‬لععم أفهععم أهععى غيععرة عل ضععى أم اسععتهجانا ا‬
‫ت‪ .‬شربنا وشربنا وجاءت الرابعععة صععباحا ا تتهعادى معع أغنيععة‪:‬‬ ‫م ت‬
‫ص ت‬
‫لحديثى‪ .‬ت‬
‫ليل ورعد وبرد وريح‪.‬‬

‫محبب إلى قلبى‪ .‬دفعه واستحثه‬ ‫بدأ يتمايل بجسده البدين وكرشه ال ت‬
‫محدثأنا للرقص‪ .‬قام يتهادى ولمس كتفى كإشارة لهيا بنععا‪ .‬لععم أكععن أملععك‬ ‫ت‬
‫سوى أن أستجيب بفرح‪ .‬قمنا‪ .‬نصف سكارى‪ .‬ل أحد علععى رقعععة الرقععص‬
‫سوانا‪ .‬وباقى الموائد تشاهد‪ .‬رقصنا سكارى من اليقععاع والخمععتر أيقظععت‬
‫ت أتبعه فى حركاته‪ .‬الخوف عليه يمنعنى فى بعض الحيان مععن‬ ‫قلوبنا‪ .‬كن ت‬
‫أن أترك عنان نفسى‪ .‬تلمسنا‪ .‬لم أتمكن مععن المقاومععة‪ .‬احتضععنته‪ .‬كنععت‬
‫أريد تقبيله ولم أتمكن هذه المرة‪.‬‬

‫محدثأنا‪ .‬ل ت‬
‫شربنا‪ .‬لحديثهما وصمتى‪.‬‬ ‫عدنا ل ت‬

‫‪16‬‬
‫الشجار السوداء‬

‫كانت أشجار سوداء ب دون أوراق‪ .‬جعذوع وأغصعان‪ .‬مصعنوعة معن‬


‫البرونز‪ .‬ومطلية باللون السود وموضوعة على طأاولة صععغيرة فععى صععالة‬
‫المنزل‪ .‬صغيرا ا كان يخاف منها‪ .‬خاصة حينما يأتيهععا الضععوء فتلقععى بظلل‬
‫كبيرة على الحائط‪ .‬كتم خوفه‪ .‬تحاشى التواجد معها بمفرده فى الصععالة‪.‬‬
‫وفى يوم ى أفرج عن سر خوفه لوالده‪ .‬اصطحبه للصالة وقال له إنها مجرد‬
‫قطعة فنية جميلة وقربهععا منععه‪ .‬وجععوده بجععانب والععده أعطععاه بعضععا ا مععن‬
‫الطمائنينة ولكن نفوره ظل كما هو‪ .‬فى مراهقته كععان يسعخر معن خعوفه‬
‫ويحكععى بل خجععل قصععته مععع الشععجار السععوداء‪ .‬بعععد حيععن‪ ،‬مععات والععده‬
‫ولدهشته عاد انقباضه من الشجار السوداء‪ .‬أمسك بها من على الطاولععة‬
‫ودار فى المنزل يبحث لها عن مكان إلععى أن وجععد دولب والععدته الصععغير‬
‫للخياطأععة والععتى لععم تعععد تسععتخدمه‪ .‬فوضعععها بجععانب بكععرات الخيععوط‬
‫والمقصات‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫معمول بحب‬

‫)البيات من قصيدة "أصابك عشق" ليزيد بن معاوية(‬


‫*****************************************‬

‫أصابك عشق أم رميت بأسهم‬


‫مغترم ل‬
‫فما هذه إل سجية ت‬

‫***‬

‫تسربت الفرحة تدريجيا ا إلى قلب الب مع بزوغ إبنه الول تحت شمس‬
‫الحياة و كانت الم واهنة و الرض تم حرثأها‪ .‬وكان قلبا الب و الم‬
‫يحبوان مع حبو إبنهما‪ .‬كانا يغمرانه معا ا فى الماء و الحليب ويسبحان‬
‫معه‪ .‬كانت الم خجلى ولكن الب لكزها‪ ،‬فعامت معهما‬

‫***‬

‫أل فاسقنى كاسات خمر وغنى لى‬


‫سليمى والكمان ونغمى‬
‫بذكر ت‬

‫***‬

‫جذبها من شعرها بعنف وكانت على أربع‪..‬تأوهت‪..‬شد أكثر والتحم‬


‫بها‪..‬التفتت برأسها فصفعها‪ ..‬انسالت دموعها‪ ..‬وانسال بداخلها ليبزغ‬
‫ابنهما الثانى بعد تلك الليلة بشهور قليلة‬

‫***‬

‫فدع عنك ذكر العامرية أننى‬


‫متكلم ل‬
‫أغار عليها من فم ال ت‬

‫***‬

‫‪18‬‬
‫مال الب بعد الكأس السابع على ابنه واحتضنه‪..‬شعر البن بحرارة جسد‬
‫محببة إلى قلبه‪..‬‬
‫أبيه‪..‬قبله فى عنقه‪ ..‬وقظبل البن يد الب المعتروقة ال ت‬
‫رأى البن فرحة فى عين أبيه‪..‬وارتعشت يد الب بين الكفوف‬
‫الصغيرة‪..‬وناما يحتضنان بعضهما‬

‫***‬

‫أغار عليها من أبيها وأمها‬


‫مغمغم ل‬‫إذا حدثأاها بالكلم ال ت‬

‫***‬

‫جليها‪..‬وكانا يبكيان بين يديها‪..‬كانت هذه عادة‬


‫كانت الم الحنونة تتحمم ر ت‬
‫ورثأها البن الول عن الب‬

‫***‬

‫أغار على أعطافها من ثأيابها‬


‫منعم ل‬
‫إذا لبستها فوق جسم ى ت‬

‫***‬

‫ضاق العيش بالسرة الصغيرة فهاجرا غربا ا‬

‫***‬

‫وقولوا لها يا منية النفس إننى‬


‫قتيل الهوى والعشق لوكنت تعلمى‬

‫***‬
‫البن الثانى الجمل لم يكن يقبل يد أبيه بل كان يحب أن يمسكها بقوة‬
‫بين كفيه وأن يستمع إلى حديثه‬

‫***‬

‫‪19‬‬
‫ولى حزن يعقوب ووحشة يونس‬
‫وآلم أيوب وحسرة آدم‬

‫***‬

‫الجار العجوز فى البلدة البعيدة الغربية رأى البن الول نائما ا فى حضن‬
‫أبيه‪ .‬فثرثأر لكل أهل البلدة بما رأى‪ .‬استعدى أهل البلدة السرة‬
‫وخصوصا ا الب وطأالبا بسجنه‪ .‬دافعت الم والبن الول عن الب بينما‬
‫ظل البن الثانى صامتا ا لنه أحب إبنة الجار العجوز‬

‫***‬

‫بكيت دما ا يوم النوى فمسحته‬


‫بكفى فاحمرت بنانى من الدم ل‬

‫***‬

‫سجن الب ‪ ..‬وعم الحزن المنزل ‪ ..‬وترك البن الثانى المنزل‬


‫ت‬

‫***‬

‫فأيقنت أن الطرف قال مرحبا‬


‫وأهل ا وسهل ا بالحبيب ال ت‬
‫متيم ل‬

‫***‬

‫كان البن الول يذهب إلى الب فى محبسه يبكى ‪ ..‬وفى ليلة بعد أن‬
‫انتهى من بكاءه‪ ..‬قال له ‪ :‬أبى‪ ،‬لقد حلمت حلما ا ‪ ..‬أنى تأعطيك إسماا‪.‬‬
‫ارتعش الب وبلل الدمع عيناه ورد ‪ :‬ولكن ‪ ،‬أنا لى إسم‪ .‬قال البن الول‬
‫‪ :‬أعرف ‪ ..‬ولكن هذا هو الحلم‪ ..‬أحنى الب رأسه ورفع وجها ا صافيا ا رائقا ا‬
‫وقال ‪ :‬ل أعرف كيف عرفت هذا ولكنها عادة قديمة فى بلدتنا‪ ..‬قل لى ‪..‬‬
‫هل اخترت لى إسم؟ ما إسمى؟ رد البن ‪ :‬نعم ولكنه غريب بعض‬
‫الشىء‪ .‬ضحك الب وقال ‪ :‬إنها دائما ا أسماء غريبة ‪ ..‬قل لى إسمى‬

‫‪20‬‬
‫وسأقول لك أنا أيضا ا إسمك‪ .‬قال البن الول ‪ :‬إسمك "معمول بحب" ‪..‬‬
‫‪-‬وبلهفة سأل‪ -‬وأنا‪ ،‬ما إسمى؟‪ ..‬ابتسم الب بحنان وقال‪ :‬مها‪ .‬ردد البن‬
‫السم مندهشا ا ‪ :‬مها‪..‬مها‪ ..‬إسم غريب‪ .‬فرد الب ‪ :‬ألم أقل لك إنها دائما ا‬
‫أسماء غريبة‪ ..‬صمت البن ثأم أثأاره الفضول وسأله ‪ :‬وأمى؟ ضحك الب‬
‫وقال ‪ :‬سامح‪ ..‬اندهش البن وكاد يفزع وقال‪ :‬ولكن هذا إسمى‪ .‬فرد‬
‫الب ‪ :‬لم يعد‬

‫رسالة‬

‫أخى الحبيب‬

‫رغم الفرقة والبعاد إل أن المحبة قويعة كععالموت وأنععت تععرف ذلعك‬


‫جيدا ا وأنا أعرف أنك تعرف‪ .‬وبرغم الفرقة والخصام بيننععا‪ ،‬فليععس أمععامى‬
‫ل‪ .‬هذا خطععابى لععك وقععد‬‫سوى أن أكتب إلى أن يشاء الله أمرا ا كان مفعو ا‬
‫قررت أن أحكى لك قصة‪:‬‬

‫"كان جورج يحب الكرات الملونة وكان أخيه الكبر دائمععا ا مععا يجلععب‬
‫له فى كل مرة عند عودته من العمل كرة صغيرة‪ .‬في مرة كرة صععفراء‪،‬‬
‫فى أخرى خضراء ‪ ...‬ثأم كعرة تمعزج بي ن لعونى الحمعر والبرتقعالى‪ .‬كعان‬
‫لخطوات ياسر على بسطة السلم وقعت على قلب جورج‪.‬‬

‫قامت الحرب‪ ،‬وذهب ياسر ولم يععد‪ .‬كعبر جعورج وكعان كلمعا سعمع‬
‫خطوات على بسطة السلم تتشبه خطوات أخيه ‪ ..‬يدق قلبه بعنف ويذهب‬
‫ليشترى كرة ملونة‪.‬‬

‫م أخرى وقامت الحرب ثأانية وتم استدعاء جورج‪".‬‬


‫مرت أعوا ت‬
‫أخى الحبيب‬
‫أتمنى أن تكون بخير وصحة وسلم‪.‬‬

‫عميق محبتى‬

‫‪21‬‬
‫العنوان نصف العمل‬

‫بعد أن انتهيعت م ن كتابعة فصعلين معن روايعتى الجديعدة ‪ ..‬واسعتمتعت ‪..‬‬


‫قطعت الوراق ‪ ..‬وعملتها عصافير الجنة ‪ ..‬وألقيتها من البلكونة‪.‬‬

‫"أحلى حاجة فيكى" ‪ ..‬أغنية محمد حماقى من فيلم "جعلونى مجرماا"‬

‫مبهجة للرئة بينما تفر صورى‬


‫مسببة رطأوبة ت‬
‫تنسال ابتسامتى على صدرى ت‬
‫مخيلتى ‪...‬‬
‫فى ت‬
‫كان الفصل الول يتحدث عن طأفولتى وصباى فى أعين الحبععاء ‪ ..‬وكنععت‬
‫منتظععر مععن‬
‫ألهث كى أصل للفصل الخامس ‪ ...‬واسطة العقد ‪ ..‬الفصل ال ت‬
‫الصدقاء ‪ ..‬وها هو يحدث ‪ ..‬كطلسم ‪ ..‬كما فى الساطأير ‪..‬‬

‫مثلعج ‪ ..‬من ابت الشععر‬


‫متسللة إليعه ‪ ..‬م اتء ت‬
‫تتهادى ضحكاتى على جسدى ت‬
‫واقفة ‪ ..‬وقلبى يدق بعنف ‪..‬‬

‫"حد بالبراءة ديه مفيش" ‪ ..‬من نفس الغنية ‪ ..‬هاها ‪"..‬شاريكى يلل ‪ ..‬ان‬
‫شاء الله أموت فى هواك ان شاء الله"‬

‫مربععك بعععض الشععىء علععى الذن ‪..‬‬


‫ترتفععع الضععحكات ‪ ..‬ويصععبح وقعهععا ت‬
‫مسعتمعى خيفعة ‪ ..‬إنهعا نهايعة الفصعل الخعامس ‪ ..‬وقعد اسعميته‬‫يت وجس ت‬
‫"أيقونة الخلود"‪.‬‬

‫ها نحن فى بداية الفصل السادس ‪....‬‬

‫مثلج ‪ ..‬منابت الشعر ترتجععف واقفععة‬


‫تنسال ابتسامتى على صدرى ‪ ..‬ماتء ت‬
‫‪ ...‬ويبدأ دبيب قلب الجنين ‪...‬‬

‫من الذى يتسائل عن ماهية الفصل الرابع؟ أصديق أم عدو؟ احذرنى‪.‬‬

‫ل عجوز ‪ ..‬سعععيد ويشعععر براحععةى‬‫تنسال ابتسامتى على صدرى كتلعاب رج ى‬


‫محدقتان ولتعبران عن شىء ‪..‬‬‫ما ‪ ..‬وعيناه ت‬
‫"أحلى حاجة فيكى"‪" ...‬جعلونى مجرما"‬
‫‪22‬‬
‫محبتى‬

‫‪23‬‬
‫برامز الحبيب‬

‫‪ ...‬حين تفيض الذكريات ‪ ..‬وتتكععاثأف المشععاعر ‪ ..‬وتععتزاحم الفكععار ‪ ..‬قععد‬


‫يكون النضج ‪ ..‬وقد يكون العودة إلى ينابيع البدايات ‪..‬‬
‫‪ ...‬برامععز الحععبيب ‪ ..‬أود أن تأعرفععك علععى أحلم جميععل ‪ ..‬رفيقععة الععدرب‬
‫منتظرة ‪ ..‬كما أود أن أعرفها عليك وعلى موسيقاك الرقيقععة ‪ ..‬الشععقية‬ ‫ال ت‬
‫‪ ..‬الرقراقة ‪ ..‬كى تشرب هى أيضا ا من ماء الذكريات السحرى ‪...‬‬

‫‪ ...‬فى أخر لقاء لنا ‪ ..‬كنت تشرح لى رأيك فععى كتابععاتى وأثأععرت إشععكالية‬
‫ملتبعس ‪ ..‬ولكنعى‬ ‫ت‬
‫لحظة الكتابعة ‪ ..‬ولكعى أشعاركك بعالرأى بععد ص متى ال ت‬
‫أعتقد أنك تعرفنى الن ‪ ..‬وتعرف أنه جزء منععى ‪ ..‬سععأتوقف عععن الكتابععة‬
‫وسأعاودها بعد خمس دقائق ‪ ..‬لنرى ونكتشف معا ا ‪ ..‬صدقنى ‪...‬‬

‫‪ ...‬برامز الحبيب ‪ ..‬لقد مرت خمس وعشععرون دقيقععة ‪ ..‬تخيععل ‪ ..‬هععا أنععا‬
‫تأعاود الكتابععة ثأانيععة ‪ ..‬تينيععر وجهععك تععدريجيا ا ويشععع بهععدوء ‪ ..‬ويشععع هععدوء‬
‫وعينان حانيتععان ‪ ..‬بعععد خمععس وعشععرون دقيقععة مععن التوقععف ‪ ..‬لزالععت‬
‫مخيلععتى ‪ ..‬هععل وصععلتك‬ ‫موسيقاك فى أذنى ‪ ..‬وأوقات جدنا ولعبنا تداعب ت‬
‫إجابتى ‪...‬‬

‫‪...‬كنت متعطش لرسال هععذه الرسععالة لععك ‪ ..‬ولكننععى لععن أفعععل ‪ ..‬لنهععا‬
‫وصلت قبل أن أكتبها ‪ ..‬برامز الحبيب ‪ ..‬موسيقاك معى ‪ ..‬أينمععا ارتحلععت‬
‫‪..‬‬

‫عميق محبتى‬

‫‪24‬‬
‫حصة تعبير‬

‫ل يوجععد معا يمنععع أن أععود طأالبععا ا فععى الصعف الععدادى ثأانيعع ا‬


‫ة‪ ،‬وأن‬
‫يطلب مننا أستاذ اللغة العربية العزيز أن نكتب موضوع تعبير‪ .‬ولكنه ليس‬
‫موجود أمامى الن لتيملى علينا عن ماذا سنكتب‪ .‬حسناا‪ .‬فلتخيععل‪" .‬اكتععب‬
‫رأيك فى موضوع النتخابات الرئاسية القادمة"‪.‬‬

‫معل لمععا ا لععى أو هععو‬


‫" كان لى صديق أكبر منى بكععثير‪ .‬وكنععت اتخععذته ت‬
‫اتخذنى تلميذا ا له‪ .‬وهو من حببنى فى الدب وكان يكتب أيضا‪ .‬كنت أحععب‬
‫ا‬
‫كتاباته جداا‪ .‬كان أول كاتب أسمعه يقرأ لى ما كتب قبععل أن أقععرأه بعينععى‬
‫كتابا ا أخرين غيره‪ .‬فى مرة من مرات أحاديثنا معاا‪ ،‬قال لى‬ ‫وقبل أن أحب ت‬
‫‪ " :‬أنا كاتب مععن الدرجععة الثالثععة ولسععت كاتبععا ا مععن الدرجععة الولععى مثععل‬
‫ل‪ .‬أحزنتنععى الجملععة كععثيرا ا ورفضععتها بععداخلى‪ .‬كععبرت‬ ‫"نجيب محفوظ" مث ا‬
‫وتخرجت وبدأت أكتب‪ .‬كنت أقرأ له أول ا بأول‪ .‬وكععان دائمععا ا مععا تيناقشععنى‬
‫حذ على إعجععابه‪ .‬مععر‬ ‫فيما أكتب وتيعلق عليه‪ .‬ولكننى كنت أشعر أننى لم أ ت‬
‫ت طأويل على هذا الحال‪ ،‬إلى أن قرأت له قصة "إيفلين" فى التليفون‬ ‫وق ت‬
‫مسافراا‪ .‬فقال لى‪" :‬كنت أتمنى أن أكتب هكذا"‪ .‬وبقدر فرحى‬ ‫لننى كنت ت‬
‫بجملته واعترافه بكتابتى واعجابه بها بقدر آلمى أن يقول لى أستاذى هذه‬
‫الجملة‪ .‬مات صديقى وترك لى مكتبته وكل ما كتب‪ .‬واكتشععفت أننععى لععم‬
‫أقرأ الكثير مما كتب‪ .‬بدأت أقععرأ مععن جديععد لععه بعععد انقطععاعى لنشععغالى‬
‫بأحداث الحياة‪ .‬فاكتشفت أننى لم أقرأ جيداا‪ .‬أعرف كيف سيؤول البعععض‬
‫كتابتى ‪ ..‬ولكن ما باليد حيلة ‪" ..‬من يحبه الرب تيجربه"‪ .‬وبمعا أن صععديقى‬
‫قال ما قال ‪ ..‬فتيمكننى أن أقول بقليل من الحياء والكععثير مععن النرجسععية‬
‫أننى كاتب من الدرجة الثانية ولكننى سأكون فخورا ا أيضا ا لععو اعتععبرتمونى‬
‫كاتب من الدرجة الثالثة"‪.‬‬

‫رأى أستاذ اللغععة العربيععة موضععوعى‪ .‬كتععب بععالقلم الحمععر‪" :‬خععارج‬


‫السياق" وأعطانى صفرا ا من عشععرة‪ .‬ل تأخفيكععم أننععى حزنععت قليل ا لهععذا‬
‫الصفر‪ .‬ولكننى سعيد بحصة التعبير‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫شهوة زمن قتيل‬

‫سععميته عنكععم بعععد أن‬


‫ن مسموم‪ .‬ولكننى عازم علععى نععزع ت‬ ‫هذا عنوا ت‬
‫تجرعته كامل ا ولكن لسععبب أو لخععر لزلععت حيععاا‪ .‬ربمععا معجععزة‪ .‬سعأخفف‬
‫سميته وأحوله إلى مصل إليكم يا تقرائى العزاء‪.‬‬ ‫ت‬
‫فى فترة من حياتى كنت أحمل عناوين كنععت أجععدها براقععة وفاتنععة وأننععى‬
‫سأكتبها فى يوم ى ما‪ .‬يبدو أن وقت هذا العنوان قد جاء‪ .‬يبدو أنععه قععد حععان‬
‫الوقت أن أدفنه كى أستريح‪.‬‬

‫وصععلتنى رسععالة إلكترونيععة مععن أحععد مراكععز الفنععون عععن دورة تدريبيععة‬
‫للتمثيل‪ .‬ل أخفى عليكم أننى أحب التمثيل ومارسته وأعتبر نفسى ممثععل‬
‫عبقرى‪ .‬بقععى لععى أن أقابععل أسععتاذى فععى هععذا المجععال كععى تتحقععق أخععر‬
‫رغباتى‪ .‬ولكننى أجد أنها‪ -‬أى الرغبة‪ -‬تخفت تدريجياا‪ .‬وأننى أميل للحتفاظ‬
‫ن ما‪.‬‬
‫به كذكرى لزم ى‬
‫ث منه أنععه كععان ي تععذاكر ويععدرس ويقععرأ لتعميععق معرفتععه بفععن‬
‫وصلنى حدي ت‬
‫التمثيل ولكنه فى لحظةى ما قرر التوقف عن القراءة وأن تيمثل فقط‪.‬‬
‫تأملت الرسالة اللكترونية واعتبرتها شهادة تقدير لسهامى البسععيط جععدا ا‬
‫فى مجال التمثيل واحمرت وجنتاى‪.‬‬

‫النص‪ -‬المصل قد يؤلمكم بعض الشئ ولكنكم ستكونون أكثر صععلبة بعععد‬
‫فترة ‪ ..‬ل تقلقوا‪.‬‬

‫هل تعتقدون أن هذا النص يصلح لهذا العنوان؟‬

‫محبتى‬

‫‪26‬‬
‫)فيلم رعب(‬

‫مرعععب‪.‬‬‫مصرا ا على رؤيععة الفيلععم الكلسععيكى ال ت‬ ‫كان يناهز الربعين و ت‬


‫فيلم الرعب الذى أعجب الناس‪ .‬ولكن بعد مرور الربع ساعة الولى‪ ،‬وجد‬
‫قلبه يدق بعنف ونظره يزوغ‪ .‬لم يكن فزعه من المععوت المحععدق بالبطععل‬
‫مرتعبا ا لنه لم يستطع أن يعرف هل البطل طأيب أم‬ ‫الذى توحد معه‪ .‬كان ت‬
‫منتظععرا ا أن يهععدأ قلبععه وفكععره‪.‬‬
‫شرير‪ .‬خرج من قاعة الفيلم وأخذ ي تععدخن ت‬
‫صظلى‪" :‬ول تتدخلنا فى تجربة"‪ ،‬وكان يردد‪ :‬هذا فيلم ‪ ..‬هذا فيلععم ‪ ..‬ووجععد‬
‫ل؟ ‪ ..‬وتنازل عن اصراره‬ ‫نفسه يتسائل‪ :‬أل يراعون أن هناك أطأفا ا‬

‫خأاتم الروح‬

‫كان يسير فى العشععب الخضععر حععافى القععدمين‪ ،‬الشععجار الجميلععة‬


‫ة له‪.‬‬
‫مبتسم ا‬
‫منثورة حوله‪ ،‬النهر الرائق متدفق‪ ،‬الشمس حانية والسماء ت‬
‫تمنى لعو أعلععن فرحعه‪ .‬تمنعى لعو أخفعى فرحعه حيعن تععثرت قعدمه‬
‫مفرغ من المنتصعف‪ .‬لعم تك ن فكعرة أن‬ ‫وآلمته‪ .‬انحنى فوجد حجر دائرى ت‬
‫ض‬
‫يضعه فى اصبعه أول ما تبادر له ولكنها وصلت‪ .‬كان لملمس الحجر بع ت‬
‫ض من لثأقل‪ .‬نظر إلى يده وتقلبت مشاعره‪ .‬خلعه‪ .‬تنفععس‬ ‫من خشونة وبع ت‬
‫قليل حتى هععدأ وعععاودته الرغبععة‪ .‬وضعععه‪ .‬ابتسععم وابتسععم وضععحك‪ .‬حعاول‬
‫إخفاء فرحه فلم يستطع وازداد تععدفق الععدم وخفقععان القلععب ورأى النهععر‬
‫متوقفاا‪ .‬انتابه الذعر وانسال الحزن دافقا ا فى داخله‪ .‬خلعه‪.‬‬

‫نام على ضفة النهر يتذكر حين كان الحجر فى يده‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫محبة الكتابة‬

‫)رسالة ‪(11‬‬

‫‪28‬‬
‫‪1‬‬

‫حمامتي‬

‫ك لننى تعافيت قليل ا وأعرف أنك تتحبين القراءة والحروف‬‫أكتب إلي ل‬


‫والكلمات‪ .‬وكما تعرفين لكل قصة وجهان بل وأكثر‪ .‬ما فهمته من ادخالى‬
‫لمستشفى المراض النفسية والعصبية أنك تريدين كل الخير لى وأنا فعل ت‬
‫ممتن لهذا‪ .‬تبقى بعض السئلة التى تتحيط بنا وبحياتنا مثل‪ :‬ما الحب؟ ما‬
‫‪....‬الحياة؟ ما الموت؟ ما الخيال؟‬

‫سيدتى‬

‫أنا فخوتر بك بالرغم مما لم ترويه‪ .‬كما تعرفين أحلم تزوجت وماجد‬
‫طا منى ولكنه لم تيفصح‪ .‬علمت كذلك أنه‬ ‫سافر إلى أمريكا‪ .‬لزال ساخ ت‬
‫ى خوافا من مرضى وما تيمكن أن‬ ‫هاتفك وأنه متردد فى ترك مكتبته إل ظ‬
‫ك‪ .‬هل من ضمن الكتب "الموت والوجود"‪ .‬اعتبريه‬ ‫أفعله وأنه تركها ل ل‬
‫ك‪ .‬سيدتى‪ ،‬يبدو أن التبعد أحياانا ما يحنو على القلوب الثائرة‬ ‫هدية منى إلي ل‬
‫حمرة الكبد‪ .‬امتى أخر مرة كلتي فيها "كبدة ومخ"؟‬ ‫الحمراء ت‬
‫حمامتي الجميلة‬

‫ت ترين أن البعد تيولد الجفاء بينما أنا أرى أنه‬


‫معلقة بيننا‪ .‬أن ل‬
‫ثأمة أسئلة ت‬
‫تيقوي العلقة‪ .‬متى بدأت علقتنا وأننا أصبحنا سوايا سؤال تبدو إجابته‬
‫ى أن البداية أقرب بلحظة أو أبعد بلحظة من‬ ‫مفروغ منها بينما تيهيئ ل ل‬
‫التاريخ الذى تتبنينه‪ .‬لقد بدأت أفقد لغتى تدريجايا‪ .‬ل أعرف هل هذا لننى‬
‫دا كما أعرف أنا‬ ‫مريض أم لننى اقتربت ملنك أكثر من اللزم‪ .‬تعرفين جي ا‬
‫ضا أن قربنا الحسي ساعة من ساعات يومنا‬ ‫‪.‬أي ا‬
‫سيدتى الغيورة‬

‫بدأت منذ قليل اجراءات اختفاء والدى فى نزهة طأويلة بين السماوات‬
‫العليا وآبار الماء فى أعماق الرض‪ .‬بالنسبة لحلم‪ ،‬نعم تيمكن استخدام‬
‫المصطلح الشعبي بأنى أحببتها ولكن ما ل تعلمينه أن هذه المرأة كانت‬
‫فى احتياج أن تشعر بأنها إمرأة وسط زمرة الرجال فى عملها وكانت‬

‫‪29‬‬
‫تتخرج شحنتها السلبية فى شخصي‪ .‬تعلمين جيدا أن بعض المراض‬
‫‪.‬النفسية ل تلغي مرونة الشخص‬

‫حمامتى المجنونة‬

‫ت‪ .‬نعم تأحبك من خمس‬ ‫ك ما أرد ل‬


‫تريدين إجابات مباشرة لسئلتك‪ .‬ل ل‬
‫سنوات مضت وربما سبعة‪ .‬الجمال هو ما يخطف القلب أو تيدهشه أو‬
‫قا لما يدور بالقلب والعقل‪.‬‬
‫تيربكه أو تيخيفه‪ .‬الحياة والموت يتحددان وف ا‬
‫ك بعض‬
‫هذه إحدى الجابات والكيد أنه هناك ألف الجابات‪ .‬أعرف أن لدي ل‬
‫‪.‬التحفظات تجاه الرؤية الشرقية‬

‫شترتبالتك تحت كومة الهدوم تجعل الطفل‬‫أود أن تأبلغك بأن احتفاظك ب ت‬


‫بداخلى يضحك‪ .‬أنها من اللحظات القلئل التى أشعر فيها بأننا طأفلن‬
‫كبيران‪ .‬يجب أن أعترف أنى أحترم رؤيتك للعلم والخيال ووجهة نظرك‬
‫للعالم ولكن‪ ..‬على فكرة أنا شايل كتاب "الحب والخيال" فى قعر سبت‬
‫‪..‬الغسيل‬

‫مسالمة‬
‫سيدتى ال ت‬
‫حكم على ندى وما فعلته ولكنى‬ ‫ضا قاطأاعا إصدار ت‬
‫ضا أرفض رف ا‬ ‫أن أي ا‬
‫ت‬
‫أرفض أن أعلق‪ .‬أنا فاتر كما تودين وصفي‪ .‬ربما فى يوم ى ما نصل إلى‬
‫نقطة تلقي‪ .‬أنا واثأق أنك تتحبيننى ولكن "المسألة أعقد كثير مما كنت‬
‫أتصور"‪ .‬وصلني كتاب "الطريق للطاقة اليجابية" ولكن إدارة المستشفي‬
‫دا أن أقرأه بالرغم من إجهادى الشديد‬ ‫لم تسلمه لى بعد‪ .‬سأحاول جاه ا‬
‫وصعوبة التركيز‪ .‬ما رأيك أن أنشر الرسالة على الفيس بوك كنوع من‬
‫الشفافية التى يزعم الناس أنهم يريدونها‪ .‬بى احتياج أن أكتب‪ .‬أكتب‬
‫ك‪ .‬يبدو أنى أصبحت أبكم‪ .‬لدى صعوبة فى الكلم‬ ‫لشخص ما‪.‬فلكتب ل ل‬
‫دا‪ .‬وقد لحظتى ذلك بعد سنتين من معرفتنا ببعض‪ .‬هل‬ ‫كما تعرفين جي ا‬
‫ت‬
‫ك السبب‪ .‬حسانا حسانا‪ .‬أنا أداعبك فقط‬ ‫‪.‬نستنج أن ل‬
‫الكون كله بيدور‬

‫واحنا وياه بندور‬

‫‪30‬‬
‫فاكره؟ منير‪ ..‬هامبورج‪ ..‬القطار الذى لم يتوقف ليلتقطنى‪ ..‬وضحكك‬
‫على سذاجتى‪ .‬لطالما دعيت قوى الحق والخير والجمال أن تيبقيان على‬
‫‪.‬سذاجتى لري ضحكتك‬

‫حمامتى الصافية‬

‫فى انتظار ردك‬

‫‪2‬‬

‫حمامتي الوديعة‬

‫دا تأحدثأه‪ .‬فى الحقيقة‪ ،‬أنا ل أجد أحد تأحدثأه‬


‫المس كان شنياعا‪ .‬لم أجد أح ا‬
‫كل يوم‪ .‬حلمت أنى تأقطع قطعة لحم كبيرة إلى قطع طأولية وكانت قطع‬
‫من أبي‪ .‬هل تعتقدين أننى يجب أن أتناول فى الكنيسة أم أتناول بيني‬
‫وبين نفسي‪ .‬ألم يهب المسيح جسده للتناول؟ ل تتخطئى فهمي‪ .‬أنه‬
‫مجرد حلم‪ .‬القربان والذبيحة والضحية جزء أساسي فى الديانات الثلث‪.‬‬
‫أعرف أنك ربما تجدى استعارات "دان براون" أخف وطأأة على القارئ‪.‬‬
‫ل‪ ،‬هو لم يشرح بشكل عميق هذه‬ ‫نعم أنا غيور بعض الشىئ‪ .‬على ك ى‬
‫ضا فى الديانات الفريقية‪ .‬أعلم أن هذا قد يجرح‬ ‫الفكرة‪ .‬وموجودة أي ا‬
‫ت‬
‫خيالك كثيارا ولكن ماذا عن الحروب التى صنعها الغرب؟ أنا ل أعمم‪ .‬ربما‬
‫لهذا أنا فى مستشفى‪ .‬ل أعرف كيف أصف إحساسي بعد الحلم؟ مابين‬
‫الدهشة والقلق‪ ..‬نعم القلق‪ ..‬أهى رسالة؟ وماذا أنا فاعل‪ .‬تحوم فكرة‬
‫ت ليس بالكثير‪ .‬إن كنت ترى فى هذا‬ ‫الذبيحة فى عقلي منذ وق ى‬
‫ت‬
‫الحلم‪/‬الذبيحة قسوة ووحشية‪ ،‬فإننى أود أن أحيلك إلى كتب "مرشيا‬
‫‪.‬إلياد" مؤرخ الديان الرومانى‬

‫حمامتى الوديعة‬

‫هل تودين تناول قطعة من لحمى؟ أتمنى أل تمسحي هذه الكلمات قبل‬
‫ت من قبل‪ .‬أعرف أنى أحياانا أقول أشياء ل تأنفذها وهذا‬
‫قراءتها كما فعل ل‬
‫‪31‬‬
‫ة لرؤيتك عنى‪..‬‬
‫يستفز غضبك تجاهى‪ .‬حسانا‪ ،‬ها أنا فى المستشفى تلبي ا‬
‫ك بنوع مرضي‪ .‬الهوس الكتائبي ولكننى‬ ‫أنى مريض‪ .‬أحسب أنهم أبلغو ل‬
‫أعتقد أننى فى طأريقي إلى الشيزوفرنيا‪ .‬كما تعلمين فأنا طأفل مشاغب‬
‫‪.‬طأوال الوقت‬

‫حمامتى الوديعة‬

‫دا‪ ..‬أفتقد رائحتك‪ ..‬أفتقد خنصر قدمك التيمنى‪ ..‬أفتقد كذلك‬


‫أفتقدك ج ا‬
‫دا‬
‫‪.‬إبطك‪ ..‬أتتذكرين؟؟ يجب أن أذهب للغذاء الن‪ .‬إلى لقاء قريب ج ا‬

‫‪3‬‬

‫حمامتى النسانة‬

‫لست مستاء على الطألق ليداعك لى فى المستشفى‪ .‬حسانا‪ ،‬أنتى من‬


‫القلئل الذين رأونى متألها ا‪ .‬نعم نعم نعم‪ ..‬خنتك أكثر من مرة‪ ..‬أهذا ما‬
‫ل؟ أظن أن مرضي واحتجازى فى‬ ‫تريدين سماعه‪ ..‬قراءته‪ ..‬ما الخيانة أص ا‬
‫مستشفي يسمح لى بأن أسأل كل السئلة من أول وجديد‪ .‬ألم يخن‬
‫محب رضوى؟ بالرغم من أنه لم يفعل شيائا؟ الفكرة‪ ..‬الغواية‪ ..‬دعيني‬
‫ك‪" .‬يوجد فرق بين الحساس والقدام على الفعل"‪ .‬أليس هذا‬ ‫أجاوب عن ل‬
‫ما تودين قوله‪ .‬وجهة نظر وجيهة‪ ..‬ولكنى أتذكر عنوان كتاب فرنسي‬
‫ك قرائتيه رغم عدم ذكرك له‪ .‬أكلت‬ ‫"حينما يكون القول فعل ا"‪ .‬أعرف أن ل‬
‫اليوم صينية بطاطأس بالرز‪ .‬كانت لذيذة جدا‪ .‬قال لي محب أن كتمه‬

‫‪32‬‬
‫لشعوره بالحب تجاه ندى يجعله أكبر وأكبر بداخله والخيال تيلهب قلبه‬
‫أكثر فأكثر‪ .‬مجرد ظهورها فى مجال بصره حتى يضيق التنفس وتنتفض‬
‫روحه‪ .‬أنا حيوان‪ .‬هكذا ترددى توصيفى لنفسي‪ .‬والبديل؟ حمامتى‪ ،‬ربما‬
‫أنا أقل إنسانية بكثير عن الكثيرين ولكن ماذا أنا فاعل بنفسي سوى‬
‫مواجهة السئلة بشكل مباشر‪ .‬ك ت ت‬
‫ل يختار ماتيريحه وهذا حقت للجميع‪ .‬لماذا‬
‫ت على علقة معى؟ شفقة؟ أم قضية؟ أسئلة مؤلمة‪ ..‬أنا ل أستدعى‬ ‫مازل ل‬
‫ك مازوخية وتتفضلين ألعابي المؤلمة؟ تجاوزت‬ ‫كل هذا الهتمام‪ ..‬أم أن ل‬
‫حدود النسانية فى الحوار؟ ما النسانية؟ أليست كل هذه الكتابة هى‬
‫ك‬
‫‪.‬مشاعرى ل ل‬
‫حمامتى النسانة‬

‫دعيني أجرح إنسانيك قليل ا‪ .‬ما رأيك فى إفشاء السرار‪ .‬شر؟ كم عدد‬
‫كاتمى السرار فى العالم؟‬

‫لما صورتها بتيجى فى خيالى‪ ..‬بخاف‪ ..‬بخاف أسيب نفسي ليها‪ ..‬بحاول"‬
‫أشوهها بكل الطرق‪ ..‬مش بنجح‪ ..‬وروحى بترجع تصفي ليها تانى وأرجع‬
‫عيل بيحب بنت الجيران‪ ..‬أنا مش بحب أعذب نفسي زيك‪ ..‬بس ندى‬
‫""‪.‬حاجه تانيه خالص زى رواية " الحب والموت‬

‫ده كلم محب عن ندى‪ .‬إيه رأى الحمام؟ مش خيانه‪ ،‬صح؟ غواية؟؟‬
‫ممكن‪ ..‬يعنى أبقي قوليلي رأيك‪ ..‬مع العلم إنى نفس الشخص الذى‬
‫ث أخر‪ .‬هل قرأتي هذه الرواية؟ أنا ل‬‫رفض إدانة ندى‪ .‬ولكن هذا حدي ت‬
‫أعرفها‪ .‬عنوانها مبتذل جدا تيذكرنى بفترة إزدهار الكلسيكيين أيتها‬
‫‪.‬الحمامة الكلسيكية‬

‫‪4‬‬

‫حمامتى المكنونة‬

‫ك بذلك‪ .‬أم لم‬


‫ك‪ .‬هم سبع رسائل كما التزمت مع ل‬ ‫هذه رسالتى الرابعة إلي ل‬
‫ك ولكننى أود‬‫التزم؟ ابتسامة صفراء كما تصفينها‪ .‬هذه الرسالة ليست ل ل‬

‫‪33‬‬
‫أن تقرءيها‪ .‬مات فيكتور جميل‪-‬يا لجمال السم‪ -‬فى أولى ابتدائي‪ .‬لقاءنا‬
‫الخير كان أمام صنبور المياه‪ .‬لم نتكلم‪ .‬فقط نظرة ثأم عرفت الخبر فى‬
‫ص ما أنها الحياة‪.‬‬
‫اليوم التالى‪ .‬لم يكن تيعانى من أية أمراض‪ .‬حدثأنى شخ ت‬
‫الصورة تغيب وتظهر كما تريد من الذاكرة‪ .‬ولنن العالم محموم بإعطاء‬
‫معنى سرياعا لكل شئ‪ ..‬فأنا تأسميها نظرة الدهشة‪ .‬كان صمواتا ‪ .‬هل‬
‫حب الرجال؟ ليس الجنس وإن كنا ل نستطيع إلغاء الفكرة‪.‬‬ ‫سمعتى عن ت‬
‫ب من نوىع أخر‪ .‬التوحد حول فكرة‬ ‫‪.‬إنه ح ا‬
‫عزيزى‬

‫إن ما عشناه ماعا أكثر من مجرد رواية أو فيلم وأقل من سترومبس‪ .‬لمن‬
‫يعرف معنى كلمة سترومبس‪ .‬أفتقدك كثيارا وأفتقد أيامنا وليالينا التى‬
‫حا مجنونة تحاورنى فى‬ ‫بنينا فيها العالم وهددناه وبنيناه وهددناه‪ .‬ل أجد رو ا‬
‫صا أيمن كما‬ ‫مهرجة كما ينبغى أن يكون التهريج‪ .‬لست ل ا‬ ‫حمى روحى ال ت‬ ‫ت‬
‫حاولت أن تخدعنى بل بطرس الذى أنكر ثأم دعا‪ .‬أعرف أنك تعتبرنى‬
‫ض عن‬
‫ضا أنك لست را ى‬ ‫أستاذ الكتابة كما قلت لى من قبل ولكن أعرف أي ا‬
‫روحى الثائرة‪ .‬كنت سأقنعك برؤيتى‪ .‬أقسم بذلك ولكنك فضلت حب‬
‫ى‪ .‬لست مستااء إطألاقا‪" .‬إنها الحياة" كما كنت تود أن تردد‬ ‫‪.‬رفيقتك عل ظ‬
‫هل أضيف فقرة أخرى كعربون محبة‪ .‬إبتسامة غير مفهومة‪ ..‬أهى ضحكة‬
‫ت بنا وانحسرت‬
‫أم استياء والن شىئ من روح المهرج‪ ..‬ضاقت الطرقا ت‬
‫مياه البحر وبانت القواقع والرمل الذهبي ومرت نسمات المل نحو‬
‫خياشيمنا فسرت الرعدة فى القلب ونظرنا نظرة ل يرمش لها جفن‪.‬‬
‫‪.‬إلينا‬

‫‪5‬‬

‫‪34‬‬
‫حمامتى المحمومة‬

‫أنا شاكر جزيل الشكر أنك تكفلتى بمصاريف المستشفى‪ .‬هذا ليس فقط‬
‫حب بل حنان أم‪ .‬ندى‪ ..‬ندى‪ ..‬ندى‪ ..‬هذا هو سبب طألقنا‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫حسانا‪ .‬هل يجوز أن أقول أن نظرات عيني زاغت لفترة ليست بالقليلة‬
‫ت‪ .‬هذا هو كل الموضوع‪ .‬حب؟ ل لم يكن حابا بل كان رعابا‬ ‫اعتبرتها أن ل‬
‫ولكننى اخفيت هذه المشاعرة والتى ستقومين بدورك بنقلها إليها‪ .‬وهكذا‬
‫تتصافى النفس‪ .‬ندى خيال سريالى تستحيل الدنيا معه إلى جزر منعزلة‬
‫وبشر متوحدون مع أنفسهم‪ .‬ستقولين لى وما المانع من هذه الرؤية؟‬
‫حسانا ل يوجد مايمنع‪ .‬فقط ل أود مشاطأرة هذه الفكرة لنها تخنق مراوح‬
‫قلبي وتجعل القلب يهبط فى القدمين‪ .‬إن صفاء روحك تيجهدنى ولكن‬
‫بصيرتى ترى قوة إرادتك من خلف عيونك الناعسة‪ .‬أنا مريض وما على‬
‫المريض حرج‪ .‬أنا فعل ممتن أنك اصطحبتيني للمستشفي وإن شاء الله‬
‫تحصلين على طألقك منى‪ .‬نعم أتذكر وعدك بأننا مفترقين ولكنك متكفلة‬
‫بأل أقع ثأانية‪ .‬وأنك ستكونين بجوارى إن مرضت‪ .‬صورتك بالجاكت‬
‫قا فى الذاكرة بينما أكتب إليك‬
‫‪.‬الخضر لزال عال ا‬

‫دا ل‬
‫دا ج ا‬
‫هل تعرفين ماذا قال الطبيب لزوجتى الولى‪" .‬حينما يكون سعي ا‬
‫تصدقيه"‪ .‬بالرغم من أننى ل أصدق نفسى إل فى لحظات السعادة‪.‬‬
‫ك رسائلى؟ أندرو؟ نقول مبروك؟ بما أننى‬ ‫يالعبث القدار‪ .‬من تيترجم ل ل‬
‫سعيد كنصف كوب ماء قادم من الجبال الفرنسية‪ ..‬ما رأيك لو اعتبرنا‬
‫السبع رسائل "نوفيليت"‪ .‬أكثر من مجرد قصة قصيرة وأصغر من‬
‫‪"...‬نوفيل"‪ ...‬هأهأهأهأ‬

‫حمامتى الغاضبة‬

‫ت ل تتحدثأين سوى عن‬ ‫لماذا أنا دائما من عليه أن تيبرر بينما أن ل‬


‫الموضوعات العملية‪ .‬يجب أن أعترف أن هذا هو بعينه ما جذبنى‬
‫ب أمر النسان‪ ..‬ل يمل عينه سوى التراب‪ ..‬ليس بالضرورة‪.‬‬ ‫ك‪.‬غري ت‬‫إلي ل‬
‫ت ستيكملن متعا وتحقق الرأيان‪ ..‬هكذا‬ ‫ك سيترك محب رضوى وقل ل‬ ‫قلت ل ل‬
‫أرى المور‪ ..‬أعرف أنك ستقولين أننى أعمى وأنانى ‪ ..‬لماذا تتصرين على‬
‫ى‪..‬‬
‫ص ما وتتسقطين هذا عل ظ‬‫علجى إذن‪ ..‬هل تشعرين بالذنب تجاه شخ ى‬
‫ك تودين خروجى من ضللتى المرضية؟ ولماذا؟ لين أذهب‪..‬‬ ‫ربما‪ ..‬أم أن ل‬
‫"فال مكان هو المكيدة" ‪ ..‬شعر محمود درويش‪ ..‬تذكرته‪ ..‬ذكرينى أن‬
‫تأحدثأك عن القهوة‪ ..‬هل تعرفين أنها اسم من أسماء الخمر‪ ..‬الخصائية‬

‫‪35‬‬
‫النفسية كانت لطيفة معى اليوم‪ ..‬جعلتنى أشعر أنى طأفل ولم أتمكن‬
‫مريح أن يكون النسان‬
‫من منع نفسي من البتسام والضحك‪ ..‬لكم هو ت‬
‫‪.‬طأفل ا‪ ..‬غير صحيح هذا غير صحيح‬

‫‪6‬‬

‫حمامتي المنطلقة‬

‫ك‪ ..‬الن تستطعين الطيران‪ .‬مبروك الطلق‬ ‫لقد فككت الحبل عن قدمي ل‬
‫ك أندرو‪ .‬أرجو منك أيها المترجم أل تحمل ضغائن تجاهى وإن‬ ‫ومبروك علي ل‬
‫كنت أعرف أننى ل أستطيع منع هذا‪ .‬زارتنى ندى اليوم وكنت قد تناولت‬
‫أدويتي الكثيرة‪ ..‬أعتقد أننى كنت نصف نائم‪ ..‬كانت غاضبة غضب ذكر‬
‫الماعز على جبل وأخرجت ما فى قلبها وكانت هذه لحظة نادرة لم‬
‫أستطع حفظ كل الكلمات‪ .‬أتذكر فقط جملة أنت أكبر كاذب رأيته فى‬
‫حياتى وتناثأرت قهوتها على بنطالى وشعرت بحرق خفيف نبهنى من‬
‫غفوتى وجعلنى أردد طأوال الوقت أنا أسف أنا آسف ولكن لم تتجدى‬
‫الكلمات فى شئ‪ .‬كنت قد قابلت إمرأة فى نوبة هوس وتحدثأنا كثيارا ‪.‬‬
‫يبدو أن المهرج الذى هو أنا أعجبها كثيارا لدرجة أنها فتشت وبحثت‬
‫وجاءت لزيارتى‪ .‬قالت بهدوء ونعومة ‪ :‬أنت ممثل كبير وأحب أتعرف‬
‫عليك أكثر‪ .‬ما باليد حيلة‪ .‬لقد اطأمئننت على مرضى من خلل وعدك‬
‫وهاهى إمرأة تظهر من العدم لتجدنى جذاابا‪ .‬يبدو أنى ممثل محترف‬
‫ل شقى‪ .‬قالت من ضمن ما قالت‬ ‫ولكن الكلمات الحنونة تتحيلنى إلى طأف ى‬
‫أنها قرأت كتابي اليتيم وأنها هى فقط من تشعر بروح هذا الكاتب الذى‬
‫هو أنا وأننا تقابلنا أكثر من مرة‪ .‬يبدو أن ذاكرتى خربت بعد موت الحبيب‪.‬‬
‫قا‪ ..‬ربما قوى الحق والخير‬
‫حسانا سنرى إن كانت تستطيع تحملى ح ا‬
‫دا‬
‫والجمال قرروا العفو عن الطفل الشقى وإن كان القلق لزال موجو ا‬
‫ط وحيد‪ ..‬ل تقاطأعنى حينما أتكلم‪ ..‬حسانا‬ ‫بدرجة أو بأخرى‪ .‬قالت‪ :‬لى شر ت‬
‫‪.‬فلنجرب‬

‫نعم‪ ..‬بالطبع هى تقرأ الرسائل ولكنها لم تجد صورتك على الفيس‪ .‬هل‬
‫ت فمه المفتوح؟ هل داعب شعرك‬ ‫ت الحوت فوق المياه؟ هل رأي ل‬ ‫رأي ل‬
‫نسمات النهر وسرت قشعريرة وتكرمش الجلد‪ ..‬أى الكلمات‬
‫‪36‬‬
‫استوقفتك؟ حمامتى الطيبة أم سيدتى الغيورة‪ ..‬نعم ل مانع من البتسام‬
‫‪.‬الن‪" ..‬خففى الوطء عن نفسك" محمود درويش بتصرف‬

‫عزيزي‬

‫ها أنا أفشى سارا من أسرارنا‪ ..‬أرجو أل تكون مرتعابا؟ ل تقلق‪ ..‬فلغتنا لم‬
‫‪...‬يتم فك شفرتها بعد‪ .‬حبيبك المخلص‪ ..‬أخصائى لغات‪ ..‬هأهأهأ‬

‫‪7‬‬

‫سيدتى‬

‫حا وقام الدكاترة بعلجى‪.‬‬ ‫عدت مواطأتنا صال ت‬‫مبروك‪ .‬فى نهاية رسائلى ت‬
‫أصبحت إجتماعى إلى حد بعيد أما ما يدور فى داخلي فهى صور وكلمات‬
‫وأحداث لم تعد مترابطة بأى شكل من الشكال‪ .‬حين أخلد انفسي أفتح‬
‫هذه الحقيبة الجلدية وألعب‪ .‬للسف لدى صعوبة شديدة فى تعليم لعبتي‬
‫للخرين رغم أن رحيل‪-‬المرأة التى حدثأتك عنها‪ -‬تقول أن لديها كل‬
‫الوقت والطاقة لتعتلم ألعابى وهذا تيخيفنى بعض الشىئ‪ .‬هى تعاملنى‬
‫كطفل وهذا تيريحنى كثيارا‪ .‬لقد أصبح لدى تأمتان‪ .‬سأفتقدك‪ .‬هذه الجملة‬
‫ليس لها معنى لنك كحمامة موجودة فى حقيبتي‪ .‬كيف استطعتى أن‬
‫تتحولى إلى حمامتان فى نفس الوقت‪ .‬ربما لهذا تطلقنا لنك ساحرة‪..‬‬
‫ك من قبل أنى تأجيد‬ ‫ساحرة طأيبة‪ ..‬تتجيدين السحر البيض‪ ..‬هل اعترفت ل ل‬
‫السحر البيض والسود‪ ..‬ربما لهذا لم تنكمل لنك ل تحبين السحر السود‪.‬‬
‫عنصرية‪ ..‬أرجو أل‬ ‫السحر السود ليس شر كما تيردد الكثيرون‪ ..‬هذه ت‬
‫ك ‪" :‬شكارا‬‫تفهمينني بشكل خاطأىء‪ .‬رحيل تريد بعث بضع كلمات إلي ل‬
‫ك تعرفيه‪ .‬الرسائل ل‬ ‫لمحبتك وتعبك فى رعايته"‪ .‬ثأمة أمر أخير أعرف أن ل‬
‫تترد ول تيرد عليها‪ .‬هكذا كان التفاق‪ ..‬أليس كذلك؟ والن فقرة أخيرة‬
‫‪.‬لمحبتك‬

‫‪37‬‬
‫وحين غمرتنى رائحتك لمجرد رؤية صورتك‪ ..‬وحين تمايلنا عن دون ‪..‬‬
‫خفت‪ ..‬وحين شرحت لك‬ ‫قصد أمام نفس ‪ ...‬وحين نهرلتنى كطفل ف ت‬
‫مفضل‬ ‫إشكاليات الغرب والشرق‪ ..‬تلك هى علقتنا‪ ..‬وكما يقول كاتتبك ال ت‬
‫"نحن ل نشعر بالحب إل بعد انتهاءه حيث تنقطره فيموج القلب" أود أن‬
‫ك‬
‫ما علي ل‬
‫ك‪ ...‬سل ا‬
‫ما ل ل‬
‫‪.‬أقول ‪ ...‬سل ا‬

‫‪8‬‬

‫نمرى الجميل‬

‫ت برج النمر الصينى؟ ثأم أن تأخاطأبك بالمذكر تيثير شهوة العين أن‬ ‫ألس ل‬
‫ك فتموج الشاعر‪ .‬حسانا أعرف أنى لم ألتزم بوعدى بأن أتوقف عن‬ ‫ترا ل‬
‫ك‪ .‬استيقظت‬ ‫الكتابة بعد الرسالة السابعة ولكننى وجدت نفسى أكتب إلي ل‬
‫وشربت النسكافيه ثأم تسائلت ماذا أنا فاعل اليوم؟ فأنا لزلت فى فترة‬
‫النقاهة‪ .‬غسلت رأسي وارتديت قميص ذو خطوط زرقاء وبيضاء وبنطلون‬
‫جينز أزرق وحذائى الزرق الجديد‪ .‬جائنى كهدية‪" .‬الشحات ليه نص‬
‫ما من أجلك فقط‪ .‬نزلت إلى‬ ‫مهند ا‬‫الجنة" هههههه‪ .‬أترين؟ لقد أصبحت ت‬
‫القهوة‪ .‬تناولت فنجانين‪ .‬ماذا أنا فاعل اليوم‪ .‬كنت أتأمل ووجدت أننى‬
‫ذرى لى أخطائى‬ ‫تأريد أن أكتب‪ .‬لم تكونى أول من خطر ببالى‪) .‬اع ت‬
‫التلغوية‪ ،‬فذاكرة اللغة لم تعمل منذ أخر مرة رأيلتك فيها‪ .‬وعلمات‬
‫ك أن تتصلحى ما أفسدته من‬ ‫دا‪ .‬أرجو من ل‬
‫دا روي ا‬
‫التشكيل تتساقط روي ا‬
‫‪38‬‬
‫ت غاضبة من عدم إلتزامى بعدد الرسائل‪ ،‬فيمكننى أن‬ ‫اللغة(‪ .‬إن كن ل‬
‫ي إلى هذا السطر‪ .‬البعض قد يقرأ إلى النهاية‪ .‬غواية‬
‫ك لم تتصل ل‬
‫أزعم أن ل‬
‫التلصص‪ .‬إبتسامة‪ .‬أنا أمرح فقط كطفل ألقى بحجر النرد فى عين الشيخ‬
‫‪.‬فأرى الرقم ستة والعين تلمع‪ .‬لقد كسب الشيخ أم أنها رمية الطفل‬

‫نمري الجميل‬

‫حمى الكتابة ل تتفارق الجسد )أم الجسم؟(‪ .‬افتقد ضحكتك من القلب بعد‬ ‫ت‬
‫يوم ى من العمل الطحون )نعم الطحون(‪ .‬إن استوقفتك كلمات ل تفهمينها‬
‫ت فقط‪.‬اتصلت إلهام تستفسر عن من‬ ‫فى رسالتى برجاء سؤالى عنها‪ .‬أن ل‬
‫ل"‪ .‬استاءت‬‫هى حمامتى فقلت لها "كجلمود صخر حطه السيل من ع ل‬
‫وأردفت "أنت حالة ميئوس منها" وطأرقت سماعة التليفون‪ .‬كنت أتسائل‬
‫عن تاريخ اليوم وحين عرفته زارتنى صورة باهتة تتزغلل العين خاصة أن‬
‫نظارتى لم تكن على عيني‪ .‬أنه المستقبل الذى تأشاهده الن ولكن‬
‫م قديم مر منذ مال يقل من ثألث سنوات‪ .‬أن‬ ‫بالنسبة للحباء هو يو ت‬
‫خ أخر بدأ منذ مايقترب من مائة سنة تقريابا‬ ‫ك فهذا تاري ت‬
‫‪.‬أجلس لكتب إلي ل‬
‫نمري المتوحش‬

‫مخيفععة‪.‬‬‫أعتقد أنى الوحيد معن ثألثأععة العذين رأوا وحشععيتك وقععوة بأسعك ال ت‬
‫خفت من وحشيتك‪ .‬لم أكن أعرف ألنك بكل هذه الصلبة‬ ‫ك‪ .‬نعم ت‬
‫أعترف ل ل‬
‫ت‬
‫الداخلية لول الصدفة )الصدفة؟ ما الصدفة؟ هل أغامر بتفسععير‪ .‬مععا علععى‬
‫ت‬‫المريض حرج‪ .‬الصدفة ضرورة لم نعرف معناها بعد(‪ .‬تعرفين أنععى لسعع ت‬
‫قدرى بالطألق ولكن هذا ل يمنع وجود ظواهر لععم نسععتطع معرفععة كنههععا‬
‫ومعناها بعد أو على أحسن تقدير كيف تحدث‪ .‬نمرى المتوحش‪ ..‬لم أكععن‬
‫ل يتبععول‬‫ك علععى المل‪ .‬طأفعع ت‬
‫ما وأكتب ل ل‬
‫أتخيل أنى سأتخلص من خجلى تما ا‬
‫معلانا فرحه بوجود الحبيب النمر الحبيب‬ ‫‪.‬فى طأرقات المنزل ت‬

‫‪9‬‬

‫نمرى الحبيب‬

‫‪39‬‬
‫ك بعد طألقنا ودخولك فى علقة‬ ‫أعتقد أنه أمر غير أخلقي أن أكتب إل ل‬
‫ت‬‫ل أو أخر أنى شخص غير أخلقي على الطألق‪ .‬طأوق ت‬ ‫جديدة‪ .‬يبدو بشك ى‬
‫ك عنوة فهبشتى كليتي بحوافرك تاركةى لى ذكرى أستطيع أن‬ ‫عنق ل‬
‫أتحسسها وأحاول إكمال هذه الرسمة‪ .‬ما موقف القراء من رؤيتهم إلى‬
‫ك خاطأئة ولن يتعرفوا‬ ‫دك بكلمة شرف أن كل تخميناتهم عن ل‬ ‫رسائلى‪ ..‬أع ل‬
‫على وجهك وصورتك الحقيقية‪ .‬مددت يداي فاستطالت المانى وظللتنا‬
‫لوهلة أشجار الحلم‪ .‬هناك جملة تقول "حينما تفعلها مرة ‪ ،‬ل يستطيع‬
‫ك‬‫ك خبر بما يحدث فى عالم الكتابة‪ .‬إلي ل‬ ‫أحد أن ينزعها منك"‪ .‬أظن لدي ل‬
‫ص أخر‪..‬‬ ‫بعض من أثأر )أثأر؟( ما كتبت‪ .‬يبدأ الحلم الصباحى من خيال شخ ل‬
‫نعم الخر‪ ..‬ثأم نبأ فى تأسيس بلدتنا وتسميتها "أرض الحب"‪ ..‬سنسكن‬
‫تلك الجزيرة‪ ..‬وننام فى هذا الكهف‪ ..‬فى الكهف الخر سنضع كل‬
‫الحباء‪ ..‬كيف؟‪ ..‬غالابا فى لحظة الحب ل يظهر هذا السؤال‪ ..‬أما هذه‬
‫الجزيرة‪ ..‬وأما هذا الشجر وتلك الورود‪ ..‬وتلك الحيوانات‪ ..‬هذا أنا‪..‬‬
‫‪.‬أتتذكرين دهشتك من هذه الصورة‬

‫نمرى الحبيب‬

‫ك يدك كهدية‬ ‫ت كسرت ل ل‬ ‫فترة نقاهة والروح تروح وتجئ‪ ..‬ماذا لو كن ت‬


‫صغيرة منى إليك‪ ..‬ثأم ضغطت على مكان الكسر فانطلقت صرختك‬
‫ت على حق حين نصحتيني‬ ‫مدوية واستفاق النائمون متسائلين ما هذا؟ كن ل‬‫ت‬
‫جل ا ل تيجيد التعامل مع ساكنات الكوكب‬ ‫بالعلج‪ ..‬أشعر أنى أصبحت ر ت‬
‫مراهقتى ولكنكم نزعتوا‬ ‫الزرق‪ ..‬أصبحت حيواانا ثأانية كما كنت فى ت‬
‫حوافرى وحقنتونى بما ل أعرف فأصبحت وحشيتى صور )أكلت ذراع‬
‫أخى بالمس ووجدته جميل( وكلمات )طأقطق العمود الفقرى وانسال‬
‫الدم على هيئة أرقام ارتسمت على الرض بجوار ثأور مذبوح التحم نهر‬
‫الدماء ووقف على قدميه ثأانية أما أنا فكنت قد تحولت إلى رائحة‪ ..‬رائحة‬
‫دم(‪ .‬أعرف أنك سوف تقفزين على هذه الصور‪ .‬ستعودين إليها ثأانية‬
‫ت‬
‫م‪ .‬لماذا هذا الرقم؟ سر‪ .‬أن ل‬ ‫ولكن ليس الن بل بعد إحدى عشر عا ا‬
‫ترين أنى مريض ويجب الذهاب إلى المستشفي وقد نفذت طألبك‪.‬‬
‫مرفق مع الرسالة‬ ‫تتريدين معرفة السرار إذا يجب تعلم أبجديات كهفي‪ .‬ت‬
‫‪.‬صورة لحيوان الكسلن‪ .‬دعابتنا القديمة‬

‫‪40‬‬
‫‪10‬‬

‫متأله‬
‫نمرى ال ت‬
‫ن يريدون‬ ‫دعيني أدخل فى الموضوع مباشرة ا‪ .‬يوجد أعداء تلى فى كل مكا ى‬
‫ل ما‪ .‬فها أنا أقلدهم واكتشفت‬ ‫لى النكسار‪ .‬وهو ما حدث لى بشك ى‬
‫سرهم ولكننى ل أستطيع فعل القتل‪ .‬قد أبدو متناقض وأقول الشئ‬
‫ونقيضه‪ .‬نعم فى خيالى أحياانا ما أقتل ثأم تأحيي من قتلتهم ثأانية‪ .‬مرضى‬
‫ما‬ ‫ت‬
‫حك ا‬‫دا يا عزيزتى‪ .‬أتعرفين لماذا أنا هكذا لنى أرفض أنا أطألق ت‬ ‫مؤلم ج ا‬
‫على أى إنسان‪ .‬نعم تستطيعين أن تقولى أنى إنسان فاتر أو خائن‪ .‬ما‬
‫ضا أهلك وهو الجرح المستمر بداخلك‪.‬‬ ‫ت أي ا‬
‫الخيانة؟ أولم تخونى أن ل‬
‫عرفهم‪ ..‬أعلم أن هذا كان بحب ولكنه لم يمنع الجرح‪ .‬يبدو‬ ‫خرجتى عن ت‬
‫ت خائن‬ ‫ت فاتارا ولس ت‬ ‫أنى كنت أكثر تفجارا فنزعت الكل أو أكلت الكل‪ .‬لس ت‬
‫ت جباانا بل طأفل مجنون يلعب بالدمى لعبة الحرب‬ ‫متواطأئ ولس ت‬ ‫ت ت‬‫ولس ت‬
‫ويرفض استذكار دروسه‪ .‬أعتقد أنه من الممكن إسقاط أهليتى بسهولة‬
‫فانعتق من محبة البشر وألعب كما تأريد‪ ..‬الحرب‪ ..‬الحب‪ ..‬النتصار‪..‬‬
‫التأله‪ .‬هل يتأله الطأفال أم أنهم غير معنيين بهذا السؤال‪ ..‬احتمال‪ ..‬وبما‬
‫أنه مجرد احتمال فلنضعه جانابا‪ ..‬نعم يجرح كرامتى أن أصبح شخص على‬
‫الخرين معاملته كطفل‪ ..‬حسانا سوف تأحارب هذا بداخلى كى ألعب ‪..‬‬
‫أحلم‪ ..‬وتأحدث آلهة الحق والخير والجمال‪ ..‬بل كل اللهة لكى يعاونونى‬
‫ضا‪ ..‬كل ما ومن يستطيع مساعدتى‬ ‫على تنفيذ ما أحتلم به والعلم أي ا‬
‫عا بل‬‫شجا ا‬‫مقاتل ا ت‬
‫مرهقة للنفس والروح‪ ..‬لست ت‬ ‫للخروج من ألعابكم ال ت‬
‫طأفل برئ‪ ..‬سأكون طأفل برئ‪ ..‬أنا قررت وسأجعل الطأباء النفسيين‬
‫يساعدونى على هذا‪ .‬أنا خجل من الفصاح عما بداخلى هكذا على المل‪..‬‬
‫متعة؟(‪ ..‬فلنجعلها محبة الكتابة‬ ‫ولكن شهوة الكتابة )شهوة؟(‪ ..‬متعة ) ت‬
‫)محبة(؟‬

‫نمرى الخائن‬

‫ت رفضتي تصنيف‬ ‫ما الخيانة؟ ها نحن نلف وندور حول نفس السئلة‪ ..‬أن ل‬
‫ضا‬ ‫ت‬
‫خيانتى على أنها خيانة اعتبرتي أني مريض ولهذا لزلت أحبك وأنا أي ا‬
‫اعتبر خيانتك )نعم أعرف أمر تلك الليلة ولم أود التحدث عنها(‪ .‬أنا ل‬
‫أعتبرها خيانة بل اعتبرها طأفولة‪ ..‬نعم أنتى طأفلة‪ ..‬يبدو أننا نرفض ترك‬
‫ئ‬
‫الطفل بداخلنا‪ ..‬الجنس للطأفال لعب ومحبة‪ ..‬لكن فى عالم الكبار ش ت‬
‫ما‪ .‬نعم سأنشرها على الفيس ربما تتحقق مقولة الكاتب‬ ‫أخر تما ا‬

‫‪41‬‬
‫النجليزى "كل واحد منا يقتل من يحب‪ ..‬الجبان بقبلة والشجاع بنصل"‪..‬‬
‫ت جباانا معك أم شجاع؟‪ ..‬لقد قبلنا‬ ‫ولهذا أنا أحترم شجاعتك‪ ..‬هل كن ت‬
‫ى أنه فى صميم‬ ‫ن أخرى كنا نسلم باليد‪ ..‬تيهيئ إل ظ‬ ‫بعضنا كثيارا وفى أحيا ى‬
‫ى بمقولة المسيح ليهوذا‬ ‫قلبك تريننى جباانا‪ ..‬أليس كذلك؟ ‪ ..‬ستردين عل ظ‬
‫ت‬
‫"أنت قلت"‪ .‬حسانا يبدو أن الحائط الخيرللولوج لطفولتى هى أن أبرءه‬
‫من الخيانة‪ .‬ربما يهوذا لم يتحمل كل هذا الجمال والمثالية‪ ..‬قلبه لم‬
‫فا‪ .‬يوجد كاتب يونانى يرى أنه‬ ‫يستوعب كل هذه المحبة وربما كان خائ ا‬
‫عا‪ .‬فكرة غريبة ولكن تستدعى التأمل‪ .‬أيها النمر الخائن‪" ..‬يا‬ ‫شجا ا‬‫كان ت‬
‫متأله‪ ..‬ها أنا أتعبد فى معبدك‪ .‬لماذا ل تنال لوحاتك‬ ‫وحشة"‪ ..‬أيها النمر ال ت‬
‫الشهرة‪ ..‬ربما لنهم ل يرون بعيني‪ ..‬نعم فى الحياة أرواح لغتها غريبة عن‬
‫‪.‬الكثيرين‬

‫‪11‬‬

‫أنا الدب‬

‫ك‬‫كيف حال نمرنا الجميل؟ من الدب إلى النمر‪ ..‬هل تسمعني؟ يبدو أن ل‬
‫توقفت عند الرسالة السابعة وأنا لزلت أعد أرقام الرسائل‪ .‬هذا الموقف‬
‫تيذكرنى برواية فرنسية‪ ..‬حيث يموت البطل فى نصف الرواية والنصف‬
‫مت فى الرسالة‬ ‫الخر لكل الشخصيات الخرى‪ .‬هل هذا معناه أنى ت‬
‫ت من مات ومايلى رقم سبعة موجه لكل من كانوا معنا‪.‬‬ ‫السابعة أم أن ل‬
‫ما‪ .‬هل تعلمين أنه أحد‬ ‫ك ل تتحبين الدب على عكسي تما ا‬ ‫أعرف أن ل‬
‫مفضلة‪ ..‬أتتذكرين‪ ..‬الكثيرون يرون الدب شرس رغم جماله‬ ‫حيواناتى ال ت‬
‫ت‬
‫وليونة جسمه‪ ..‬أنا أحبه‪ ..‬هل تعلمين أنه فى ذلك الحين‪ ..‬حين أخبرتنى‬
‫أنك ل تتحبينه تشائمت وحزنت ومشاعرك جرحت مرآتى الداخلية‪ ..‬الدب‬
‫جميل‪ ..‬رياضى بارع ووجه طأيب إذا لم يضحك‪ .‬ألم تيساورك فكرة بما أننا‬
‫ل نحب نفس الحيوانات إذا ربما سنفترق‪ ..‬تطير‪ ..‬أعرف‪ ..‬ولهذا كنت فى‬
‫ت ستنصرفين‬ ‫ت رأيتنى وأنا دب‪ ..‬كنت جميل ا وكن ل‬
‫المستشفى‪ ....‬ياه لو كن ل‬
‫‪.‬عن وجهى الباسم‬

‫أنا الدب‬

‫ص ما‬
‫هل تعلمين أنه ل يوجد غابة بها دب وأسد فى نفس الوقت؟ شخ ت‬
‫دا‪ ..‬أنا تأصدق كل ما‬
‫ت تعرفين ذلك جي ا‬
‫قال لى ذلك‪ ..‬نعم أنا ساذج وأن ل‬
‫تيقال لى إلى أن يثتبت عكس ذلك وهكذا صدقته‪ .‬أنا الدب ل أعيش فى‬

‫‪42‬‬
‫غابة بها مملكة وملك‪ ..‬أنا دب الغابات والثلوج‪ ..‬لماذا يبحث البشر عن‬
‫الحيوانات ويستأنسونهم‪ ..‬حب؟‪ ..‬أم حب تملك؟ أتعتقدين أن إنفصالنا‬
‫ب بعض الشئ لن هذا هو‬ ‫راجع لرغبة فى التملك؟ ربما‪ ..‬وهذا غري ت‬
‫السائد‪ .‬اوصلي حبل الفكار ستجدينه مجدول ا بمشاعرنا فأصبح تاريخنا‪.‬‬
‫ما ما تلعبين بإصبعين فى شعرك مثل حبيبك الول‪ .‬نعم قابلته فى‬ ‫دائ ا‬
‫ثأالث لقاء لنا فى مرقص "برانكا"‪ .‬نعم لحظت فى هذا اللقاء القصير‪ .‬ثأم‬
‫ماذا؟ غيرة؟ نعم بعض الشئ ولكن هل ستننكر تواريخنا أم ستنخفيها؟ أنا؟‬
‫مقايضة؟ أم أنك غضبانة أنى‬ ‫حبيبتي الولى؟ ما التقته منها؟ هل هى ت‬
‫اقتربت من سيرته؟ حسانا‪ ..‬لم أعد أكتب بالقلم بل على كيبورد‪ .‬هذا هو‬
‫ت‬‫مذكر؟ نوع ت من التدليل لها كما فعلت معك‪ ..‬هذا إن كن ل‬ ‫ما التقطه منه‪ .‬ت‬
‫ت زعمت أنى‬ ‫واصلت القراءة بعد الرسالة السابعة‪ .‬ل داعى للغيرة‪ ..‬أن ل‬
‫ت على الطلق‪ .‬إذا من حقي أن أكتب كما أشاء‪ ..‬ثأم أننى‬ ‫مريض وحصل ل‬
‫لم تأطألقك بعد‪ ..‬فى قلبي‪ ..‬حسانا إنها مجرد دعابة كما أعتقد أن أندرو‬
‫رك الرقيقة‬‫‪.‬قادر بحسه النبيل أن تيرطأب على مشاع ل‬
‫أنا الدب‬

‫دا أن‬
‫أنا أحتسي قهوتى الرابعة وسأكل اليوم كبدة‪ ..‬كبدك‪ ..‬أنا تعرفين جي ا‬
‫مرعبة‪ ..‬ل هذا ليس رعب‪ ..‬هذه محبة‬ ‫الدب يأكل اللحم‪ ..‬هذه كلمات ت‬
‫ت‬
‫عميقة‪ ..‬أتعرفين ما الرعب؟ طأباعا تعرفين‪ ..‬هذا صحيح‪ ..‬لم أحدثأك عن‬
‫ت كلسيكايا مثلك‪ ..‬أم العكس؟ حسانا والن‬ ‫مفهومى للرعب من قبل‪ ..‬كن ت‬
‫ضا من رعبى )البناء والخوات والصدقاء صغيرى السن برجاء أن‬ ‫بع ا‬
‫تعرفوا أن ما هو قادم فقرة خيالية من فيلم رعب قديم(‬

‫حين مات أدهم الجبلى استبدل العجوز المجنون مخه بمخ الدب‪ .‬أكل"‬
‫المجنون جسد أدهم الجبلى وأصبح للدب عينان بشريتان‪ .‬فكان يرى‬
‫جثتثا مذبوحة ودمها يتحول‬
‫الشجار كائنات تعوى طأوال الليل‪ .‬والكلب ت‬
‫وحيد قرن رخامي يجعل الدرينالين يرتفع بجنون فى عقل الدب فيحاربه‬
‫وينطحه ويعضه ولكن الدم يسيل من الدب وتتكسر حوافره فيجرى‬
‫مفاجئ‬‫وعواء الشجار وراءه وتتوقف عضلة قلبه مع هدوء الشجار ال ت‬
‫ويبرق تمثال وحيد القرن‪ .‬حين يصحو الدب يجد أنه أصبح مشلول فل‬
‫‪".‬يملك سوى الخوار وينتظر الرحمة من عقله أن ينام أو يموت‬

‫أنا الدب‬

‫‪43‬‬
‫ضحكة كبيرة‪ .‬هى مش رعب أوى‪ .‬ولكنى لم أستطع أن تأركز ت‬
‫لخرج أكثر‬
‫من هذا ولكنى أشعر أن لدى المزيد والمزيد‪ .‬إن أعجبتك فقرة الرعب‬
‫وتودين زيادة‪ ،‬برجاء إرسال رسالة‪ .‬ولكن‪ ..‬نعم ل داعى لرسال رسالة‪..‬‬
‫أنا سأعرف‪ ..‬الروح ستخبرنى‪ ..‬عميق محبتي‪ ..‬أنا الدب‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫المحتويات‬
‫)‪(1‬‬
‫ت ليس لنا‬ ‫بي ت‬
‫الدرس الخير‬
‫سرد ‪ ..‬سرد‬
‫شريحة ذاكرة‬
‫كالموت‬
‫نعععيعععرة‬
‫‪...‬قرنى ثأور‬
‫كاتارينا‬

‫)‪(2‬‬
‫أهكذا ؟‬
‫يرتشف الماء‬

‫)‪(3‬‬
‫مذكرات‬
‫أمام الباب بقليل‬
‫مجد أبى‬
‫جلسنا ورقصنا‬
‫الشجار السوداء‬
‫معمول بحب‬
‫رسالة‬
‫العنوان نصف العمل‬
‫برامز الحبيب‬
‫حصة تعبير‬
‫شهوة زمن قتيل‬
‫فيلم رعب‬
‫خاتم الروح‬

‫‪45‬‬

Вам также может понравиться