Академический Документы
Профессиональный Документы
Культура Документы
والحمد
هلل ولكني في الفترة األخيرة جاءتني رغبة في الزواج مرة أخرى وصارحتها بذلك فرفضت ذلك بهدوء شديد
وخيرتني بينها وبين الزواج بأخرى مع العلم أني أحب زوجتي ولم أر منها ما يسوؤني وهي لم تقصر معي
في أي من واجباتها الزوجية ولكني أريدها وأريد الزواج مرة أخرى دون التفريط فيها مع العلم أن هللا يسر لي
الرزق الحالل وأنه باستطاعتي اإلنفاق على بيتين أرجو النصيحة؟
جزاكم هللا خيراً.
اإلجابــة
الحمد هلل والصالة والسالم على رسول اله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هللا سبحانه وتعالى أباح للمسلم أن يتزوج الثانية والثالثة والرابعة ،ولكنه ضبط ذلك بضوابط ،وشرط له
ع َف ِإ ْن ِسا ِء م َْثنَى و َُث َ
الث َو ُربَا َ حوا مَا طَابَ لَ ُك ْ
م ِمنَ الن َ شروطاً إذا اختلت فال يجوز التعدد ،قال هللا تعالىَ :
(فا ْن ِ
ك ُ
م أَ اَّل تَ ْعد ُِلوا َفوَا ِ
ح َد ًة) [النساء.]3: خ ْف ُت ْ
ِ
وعلى هذا ،فالعدل شرط في جواز التعدد ،فإذا كان الشخص َّل يعدل بين نسائه فال يجوز له أن يعدد ،وقد
صح عنه صلى هللا عليه وسلم أنه قال" :من كانت له زوجتان ،فمال إلى إحداهما دون األخرى جاء يوم
القيامة وشقه مائل".
وفي رواية ..." :وشقه ساقط".
ومن شروط جواز التعدد كذلك :القيام باألعباء الزوجية من السكنى والنفقة ،...وإذا توفرت الشروط وانتفت
الموانع ،فإن اإلسالم يعتبر التعدد حال ً لكثير من مشاكل المجتمع ،وخاصة العنوسة ،ووسيلة للكثرة التي
يشجعها ،فعن معقل بن يسار رضي هللا عنه :أن رجال ً جاء إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال :يا رسول
هللا ،أصبت امرأة ذات حسب وجمال ،وإنها َّل تلد أفأتزوجها؟ قالَّ" :ل ،ثم أتاه الثانية ،فنهاه ،ثم أتاه الثالثة،
فقال :تزوجوا الودود الولود ،فإني مكاثر بكم األمم يوم القيامة" .رواه أبو داود والنسائي.
وعلى السائل الكريم أن يحاول إقناع زوجته بهذا الموضوع ،ومع الوقت يمكن أن توافق ،وخاصة إذا كانت
متعلمة ،وذات دين وخلق.
وَّل ينبغي بحال من األحوال أن يكون هذا سبباً لفراقها ،ثم إن موافقتها على هذا األمر ليست شرطاً ،فله أن
يتزوج الثانية ولو لم توافق األولى.
والخالصة :أن الشرع أباح للمسلم أن يتزوج من النساء أربعاً ،لكن ذلك مضبوط بضوابط شرعية يجب الوفاء
بها.
وأنه ينبغي للسائل الكريم أن يعالج األمر مع زوجته بحكمة ،حتى يكسب ودها وتوافق إذا كان يعلم من
نفسه القيام باألعباء الزوجية.
وهللا أعلم.