Вы находитесь на странице: 1из 195

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫جامعة القران الكريم والعلوم‬


‫السإلمية‬
‫كلية الدراسإات العليا والبحث العلمي‬
‫دائرة الدعوة والعلم‬
‫شعبة الدعوة والفكر السإلمي‬
‫تطور جهود الدعوة إلي السإلم في السودان‬

‫)دراسإة في جهود المصلحين والدعاة في الدولة السنارية‬


‫)‪1504-1820‬م()‪1235-969‬هجريه(‬

‫بحث لنيل درجه التخصص الوألي ) الماجستير (‬

‫إعداد الطالب ‪:‬‬


‫احمد النعمة محمد النعمة‬

‫إشراف السأتاذ الدكتور‪:‬‬


‫إبراهيم علي محمد احمد‬

‫‪1‬‬
‫‪~2‬‬
‫بسم الله الرحمن‬
‫الرحيم‬

‫‪2‬‬
‫‪~2‬‬
‫قال تعالى‪:‬‬
‫عظ س ل‬
‫ة‬ ‫و ل‬ ‫وال د س‬
‫م د‬ ‫ة س‬‫م ل‬ ‫حك د س‬ ‫ك لبال د ل‬ ‫ل سرب ب س‬ ‫سإلبي ل‬ ‫ع إ لللى س‬ ‫}ادد ع‬
‫س‬
‫ن سرب ل س‬
‫ك‬ ‫ن إل ل‬ ‫س ع‬‫ح س‬ ‫يأ د‬ ‫س‬ ‫هم لبال للتي ل‬
‫ه‬ ‫جالدل د ع‬ ‫و س‬‫ة س‬ ‫سن س ل‬‫ح س‬ ‫ال د س‬
‫م‬ ‫عل س ع‬‫و أس د‬‫ه س‬‫و ع‬ ‫ه س‬‫سإلبيل ل ل‬ ‫عن س‬ ‫ل س‬ ‫ض ل‬ ‫من س‬ ‫م بل س‬‫عل س ع‬‫و أس د‬‫ه س‬
‫ع‬
‫ن{‬ ‫دي س‬ ‫هت س ل‬
‫م د‬‫لبال د ع‬
‫سورة النحل ا لليآة ) ‪( 125‬‬

‫‪3‬‬
‫‪~2‬‬
‫الهإداء‬

‫إلى‪ ..‬روح المصطفى )صلى الله عليه وسلم( الطيبة‬


‫الطاهإرة الزكية‬
‫والى‪ ..‬أصحابه النجوم الزواهإر رضوان الله عليهم‬
‫أجمعين‬
‫إلى‪ ..‬والدي العزيز الذي وطئ الشأواك حافيا ا‬
‫ليدخلني المدرسة متعه الله بالصحة والعافية‬
‫إلى‪ ..‬والدتي الحنونة التي حنت لكل فراق وبكت‬
‫عند كل لقاء متعها الله بالصحة و العافية‬
‫إلى ‪ ...‬زوجتتي وهإن يتحملن كل عناء‬
‫إلى ‪ ..‬معلمي سبب حياتي الباقية‬

‫‪4‬‬
‫‪~2‬‬
‫الشكر‬

‫كذم ووألوئقإقنِ‬ ‫كذم لوإئنِ شو و‬


‫كذرتكذم لوزإيِدونذ ك‬ ‫الشكر ل العلي العلى الققائل‪}:‬ووأإذذ توأقوذذ و‬
‫ن ورب ك‬
‫كفككروأإن {ٌ‬ ‫ككروأاذ إلي ووألو تو ذ‬
‫د{ٌإبراهيم ‪ 7‬وأالققائل‪ ..} :‬ووأاذش ك‬ ‫إ‬
‫ذاإبي لوشوديِ د‬ ‫كفوذرتكذم إ ذ‬
‫ن عو و‬ ‫و‬
‫البقرة ‪152‬‬
‫خققالص الشكق ق ققر وأالتقققديِر وأالعرف ققان بالجميققل للسأققتاذ الققدكتور‪ /‬إبراهيققم‬
‫علققي محمققد احمققد لقبققوله الشققراف علقى البحققث وأالققذي أوألققى هققذا البحققث كققل‬
‫عنايِة وأتكرم بمراجعته أصوله وأفصوله فزلل لي المصققاعب وأسأققدد لققي المعقائب‪،‬‬
‫فقله منى كل التقديِر وأالثناء بالجميل‪ .‬داعيا ال جل وأعل أن يِثبت خطاه‪.‬‬
‫وأل يِفوتني أن اشكر الدكتور‪/‬نور الديِنِ عوض الكريِم الققذي تعلمقت‬
‫منققه الكققثير عققنِ طققرق البحققث‪ .‬وأمعهققد بحققوث وأدراسأققات العققالم السأققلمي لهققم‬
‫منققي كققل الحققترام مققنِ مققديِرهم إلققى خفيرهققم لمققا وأجققدته منهققم مققنِ حف ققاوأة‪...‬‬
‫وأمكتبق ق ققة جامعق ق ققة القق ق قرآن الكريِق ق ققم وأعميق ق ققد مكتبق ق ققات جامعق ق ققة القق ق قرآن الكريِق ق ققم‬
‫القدكتور‪ /‬محمقد موسأقى القبر وأكل إدارة المكتبقة القتي أمقدتني بقالكثير مقنِ‬
‫المراجع وأالتي كانت المصدر وأالمرجع وأالصول وأالقوائم التي ققام عليها هذا‬
‫البحث‪ .‬وأمركز رزان للخدمات الطلبية وأكل منِ مدني بفكر وأمرجع‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪~2‬‬
‫ملخص البحث‬
‫تبحث الرساالة في جهود المصلحين والدعاة للسسدعوة للساسسلما‬
‫في السودان في الفترة السنارية التي تمثسسل حقبسسة دينيسسة هامسسة فسسي‬
‫تاريخ الدولة الساسسلمية والسسسودان خاصسسة ‪.‬إذ أن هسسذه الفسسترة هسسي‬
‫السااس المتين الذي يرتكز عليه المجتمع السوداني‪.‬‬
‫ولقد اقتضسست خطسسة البحسسث إلسسى تقسسسيمه إلسسى مقدمسسة وأربعسسة‬
‫فصول ‪ ،‬وخاتمة‪.‬‬
‫الفصسسل الول تمهيسسدي حسسول دخسسول الساسسلما فسسي السسسودان‬
‫والتجاهات التي دخل من خللها‪.‬‬
‫وتحسسسدث الفصسسسل الثسسساني عسسسن الجهسسسود الرساسسسمية للسسسدعوة‬
‫الساسسلمية فسسي السسسودان مثسسل جهسسود الشسسيخ عجيسسب المانجلسسك‬
‫والسلطان بادي أبو دقن و السلطان بادي أبو شلوخ‪.‬‬
‫امسسا الفصسسل الثسسالث جسساء يتحسسدث عسسن الجهسسود الجماعيسسة‬
‫للمصلحين والدعاة فسسي السسسودان مثسسل الجماعسسات الزأهريسسة لتلقسسي‬
‫العلم بالزأهر وهجرة قبيلسسة المحسسس والسستي نتسسج عنهسسا قيسساما بعسسض‬
‫المدارس‪ .‬أولد جابر الربعة‪.‬‬
‫وجسساء الفصسسل الخيسسر عسسن نمسساذج للجهسسود الفرديسسة للسسدعوة‬
‫للسالما في السودان مثل جهود الشيخ غلما ا بسسن عايسسد الركسسابي‪.‬‬
‫وجهود الشيخ إدريسسس بسسن محمسد الربسساب وجهسسود الشسسيخ محمسسود‬
‫العركي‪ .‬وجهود الشيخ تاج الدين البهسساري‪ ،‬وجهسسود الشسسيخ محمسسد‬
‫العاقب‪ ،‬وجهود القاضي دشين ‪ ،‬وجهود الشيخ حمد ود أما مريسسوما‪،‬‬
‫وجهود الشيخ محمد بن عدلن‪.‬‬
‫والخاتمة تضمنت النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪~2‬‬
Abstract
Research talks about reformers and Dawat efforts in Sudan in
Sinner times, because it an important in history of Islam world and
special Sudan, because it the power central the society of the Sudan
basic.
The research divided in to four chapters.
Chapter one: reformers about Islam inter in Sudan, and direction
inter through it.
Chapter Two: talks about the formal efforts of Dawa for Islam in
Sudan, like efforts of Elshakh Ajeeb Elmangolok, Bade Abu Digin and
Badee Abu Shiloukh.
Chapter Three: talks about the communites efforts of Dawa in
Sudan, like communites Elazhar Elshareef for science from the Elazhar
Elshareef, Migration of Mahas tribe, result some school, and the sons
of Jabir.
Chapter Four: talks about single efforts of Dawa for Islam in
Sudan, like Elshakh Golam Allah Ibn Aid Arikbee – efforts Elshakh
Idres Ibn Mohammed Elarbab. efforts Elshakh Tag Eldeen Elboharee,
efforts Elshakh Mahmoud Elarkee, efforts Elshakh Mohammad Elagib,
efforts of the Judge Disheen, efforts Elshakh Hamed Wad Am
meroum, and efforts Elshakh Mohammad Ibn Adlan.
. The conclusion contains results and recommendations

7
~2
‫المقدمة‬
‫الحمد ل الذي أرسسسل رسسسوله بالسسدعوة لصإسسلحا حالسسة البشسرية لينيسسر لهسسم الطريسسف ويهسسديهم‬
‫)‪(1‬‬
‫الصإراط المستقيم‪}:‬دودداععيا عإدلىَ الللعه بععإذنععه دوعسدراجا ممعني ار {‬
‫والصإ سسلة والس سسلم عل سسي ن سسبيه ال سسذي دع سسا إل سسي الس سسلم وآم سسر الم سسؤمنين بالصإ سسدحا‬
‫وبعد ‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫والحق القائل‪ " :‬بلغوا عني ولو أية‬
‫الدعوة إلي ال هي وظيفة النبياء والمرسلين من لدن ادم أبو البشرية الول ومرو ار بن سوحا‬
‫– أبسسو البشس سرية الثانيسسة وانتهسساء بمحمسسد خسساتمهم جميعسسا عليهسسم الصإسسلة والسسسلم كمسسا فسسال‬
‫ة ب نععجد ن‬
‫جج ة‬ ‫س ع ننلى الل تهر س‬
‫ح ل‬ ‫ن رلللنا ر‬ ‫ن ل رئ نل ل ي ن س‬
‫كو ن‬ ‫منذ ررري ن‬
‫ن ون س‬‫ري ن‬
‫ش ر‬ ‫سل ا ر‬
‫مب ن ش‬ ‫تعس سسالي ‪}) :‬رر س‬
‫كيما ا {()‪. (3‬‬ ‫ح ر‬‫زيزا ا ن‬
‫ه عن ر‬ ‫ن الل ت س‬ ‫ل ون ن‬
‫كا ن‬ ‫س ر‬
‫الرر س‬
‫ول سسم تخل سسو ام سسة م سسن الم سسم ول زم سسن م سسن الزم سسان م سسن أث سسار دع سسوة الرس سسل للن سساس‬
‫ويسسدلونهم علسسي الخيسسر ويحسسذرونهم مسسن الشسسر ‪ ،‬ويمهسسدون لهسسم السسسبيل ‪.‬قسسال تعسسالي ‪ " :‬وان‬
‫من امة إل خل فيها نذير ")‪. (4‬‬
‫السدعوة الستي جاء بهسا الرسسول )صإسلىَ الس عليسه وسسلم ( مسن عنسد ربسه اسستولي بهسا‬
‫علسسي الفئسسدة والعقسسول وأقسسام حضسسارة لسسم تكسسن معروفسسة مسسن قبسسل فجسساءت تحسسول حضسساريا‬
‫شامل بما قدمت من عقيدة مفصإلة تقنع العقل وتناسب الفطرة وتوازن بين السسروحا والجسسسد‬
‫وبمسسا قسسدم مسسن نظسسام اجتمسساعي متكامسسل يهسسدف السسىَ سسسعادة الفسسرد والمجتمسسع فالسسسلم هسسو‬
‫الذي يشكل حياة الفرد من المهد إلي اللحد ‪ .‬وبذلك ينعكس نظام السلم بشكل متكامسسل‬
‫في حياة النسان ‪.‬‬
‫ان السسدعوة للسسسلم فسسي السسسودان أصإسسبحت ج س از مسسن حيسساته الثقافيسسة والقتصإسسادية‬
‫والجتماعية موجه بنزعته الدينية وسيرته الخلقية أنهسا بسؤرة إيمسانه أصإسبحت عقليسة إمسة‬
‫لها ماضي تعتز به وحاضر تعيش فيه ومستقبل أفضل ترنو إليه‪.‬‬
‫إن كل السمات الجتماعية التي يمتاز بها شعب السودان وكل القيسسم الجتماعيسسة‬
‫و الثقافي سسة ه سسي نتيج سسة لفع سسل الس سسلم ال سسذي ك سسان بجه سسود المصإ سسلحين وال سسدعاة ف سسي حي سساة‬

‫)‪ (1‬سورة الحأزاب اليآة ‪46‬‬


‫)‪ (2‬أخرجه البخاري في كتاب النأبياء – كما ذكر عن بني اسرائبل حأديآث رقم )‪ (346‬الفتح ‪. 6/496‬‬
‫)‪ (3‬سورة النساء اليآة ‪. 165‬‬
‫)‪ (4‬سورة فاطر اليآة ‪24‬‬

‫‪8‬‬
‫‪~2‬‬
‫المجتمسسع السسسوداني ‪ .‬وهسسذه السسسمات الجتماعيسسة والقيسسم الثقافيسسة وليسسدة السستراث السسسلمي‬
‫النابع من الق اران والسنة المطهرة ‪.‬‬
‫أهمية الموضوع وأسباب اختياره ‪:‬‬
‫ترجع أهميه هذا الموضوع واختياري له لعدة أسباب منها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬كانت هذه الفترة )‪1820-1504‬م()‪1235-969‬هجريه( فترة الزدهار وظهور الفقهاء والعلماء فسي مختلسف أقسسام العلسسوم‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫‪/2‬هسسذه الفسسترة فسسترة تحسسول فسسي تاريسسخ السسسودان إذ صإسساحب ذلسسك فسسي أول دولسسة إسسسلمية فسسي السسسودان وهسسي الدولسسة السسسلمية فسسي‬
‫)‪(1‬‬
‫سنار‪.‬‬
‫‪/3‬دخول عدد من العلماء والدعاة من شتي أقطار العالم السلمي للسودان مثل الشيخ تاج السدين البهساري والشسيخ إدريسس محمسد‬
‫الرباب ‪.‬‬
‫‪ /4‬الحاجة إلي إبراز دور وجهود العلماء والمصإلحين والدعاة الدعوية العلمية والعمليسة فسي تلسك الفسترة فسي السدعوة والثر العظسم‬
‫الذي تركه هؤلء العلماء‪.‬‬
‫‪/5‬كشف الجهود الرسمية التي قامت بها الدولة السسنارية فسي السدعوة إلسي الس والسستفادة مسن هسذه الجهسود فسي السدعوة إلسي السسلم‬
‫في عصإرنا الحاضر‪.‬‬
‫‪/6‬الرغبة في البحث في مجال الدعوة وتطويرها في السودان لما لها من امتداد تاريخي يشكل إرثا الستفادة منه والنتفاع به ‪.‬‬

‫أهداف الموضوع ‪:‬‬


‫‪ /1‬يهس سسدف هس سسذا البحس سسث إلس سسي اسس سستعراض الجهس سسود الدعويس سسة الس سستي بس سسذلها هس سسؤلء العلمس سساء‬
‫والمصإس س س سسلحين والس س س سسدعاة ف س س س سسي السس س س سسودان فس س س سسي الف س س س سسترة م س س س سسن )‪1820-1504‬م()‪-969‬‬
‫‪1235‬هجريه( ‪.‬‬
‫‪ /2‬التعرف علي الجهود المبذولة في الدعوة إلي السلم في السودان ‪.‬‬
‫‪/3‬السهام في تطور الدعوة إلي السلم في السودان‪.‬‬
‫‪/4‬الوقس سسوف علس سسي الثس سسار اليجابيس سسة لجهس سسود العلمس سساء والمصإس سسلحين والس سسدعاة الدعويس سسة فس سسي‬
‫السودان‪.‬‬

‫مشكلة البحث ‪:‬‬


‫تتلخص مشكلة هذا البحسث فسي كسون هسذه الفسترة ثريسة بجهسود العلمساء والمصإسلحين‬
‫فسسي مجسسال السسدعوة إلسسي الس والصإسسلحا الجتمسساعي تحتسساج إلسسي مسسن يكشسسفها للنسساس ويسسسلط‬
‫الضوء عليها حيث كانت هنالك الجهود الرسمية والجهود الجماعية والفرديسسة المسسر السسذي‬
‫يشكل مرحلة حاسمة ومهمة من تاريخ وتطور الدعوة السلمية في السودان‪.‬‬
‫)‪ (1‬صلحا محي الديآنمحمد – الشيخ عجيب والدولة السلمية فيسنار‪-‬دار الهللا ت‪-1995-‬ص ‪. 15‬‬

‫‪9‬‬
‫‪~2‬‬
‫الدراسات السابقة‪-:‬‬
‫حسسسب اطلعسسي لسسم أجسسد د ارسسسة شسساملة فسسي هسسذا الموضسسوع ولكسسن هنسساك د ارسسسات‬
‫شبيهة لدراستي اذكر منها ‪:‬‬
‫‪/1‬رسسسالة ماجسسستير بعنسوان الشسسيخ محمسسد الميسسن القرشسسي جهسسوده إلسسي السسدعوة إلسسي الس فسسي‬
‫السسسودان إعسسداد البسساحث سسساتي عبسسد الرحمسسن شسسيخ محمسسد – جامعسسة القسرآن الكريسسم والعلسسوم‬
‫السلمية لسنة ‪2002‬م لم تنشر ‪.‬‬
‫اسسستعرض البحسسث فيهسسا عصإسسر الشسسيخ ونشسسأته وحيسساته ‪ 1976-1891‬مصإسسنفاته وجهسسوده‬
‫التعليمية في جنوب كردفان وجهوده في الدعوة ‪.‬‬
‫وهي تختلسف عسن د ارسستي فسي أن الفسترة الستي كسان فيهسا الشسيخ محمسد الميسن القرشسي فسترة‬
‫جاءت ما بعد الثورة المهدية وموضوع البحث في القترة ‪1825- 1504‬م ‪.‬‬
‫‪/2‬رسالة دكتوراه بعنوان اثر التصإوف علي الدعوة السلمية في السودان إعداد البسساحث‬
‫‪ /‬عاطف بابكر جميل إمام – جامعة امدرمان السلمية لسنة ‪2004‬م لم تنشر ‪.‬‬
‫اسسستعرض البسساحث فيهسسا نشسسأة التصإسسوف ودخسسول الصإسسوفية فسسي السسسودان والثسسار‬
‫اليجابية للتصإوف علي السدعوة السسلمية فسي السسودان وجهسود الصإسوفية و وخصإسائص‬
‫التصإوف في السودان وأساليب ووسائل الصإوفية في نشر الدعوة السلمية في السسسودان‬
‫‪.‬والثار السلبية للتصإوف علي الدعوة السلمية في السسودان وهسي تختلسسف عسسن د ارسسستي‬
‫فسسي أنهسسا فسسي أصإسسل التصإسسوف بينمسسا موضسسوع بحسسثي يشسسمل الجهسسود الرسسسمية والجماعيسسة‬
‫والفردية للمصإلحين والدعاة في الفترة ‪1825-1504‬م‪.‬‬
‫‪/3‬رس سسالة ماجس سستير بعنس سوان الجه سسود الدعوي سسة للط سسرق الصإ سسوفية ف سسي نش سسر الس سسلم فغ سسي‬
‫السودان بالتطبيق علي الطريقة السمانية إعسسداد البسساحث ‪ /‬صإسسلحا السسدين محجسسوب محمسسد‬
‫عشرة – جامعة القرآن الكريم والعلوم السلمية لسنة ‪2005‬م لم تنشر ‪.‬‬
‫استعرض الباحث فيهسا الطسسرق الصإسسوفية فسسي السسودان نشسأتها جهودهسا فسي نشسسر السسلم‬
‫مناهج وأساليب ووسائل نشر السلم في الطريقة السمانية – الثسسر الفكسسري والجتمسساعي‬
‫للدعوة السمانية بالسودان ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪~2‬‬
‫وهي تختلف عن دراستي في أنها في أصإل التصإوف واثر الطريقة السمانية لم يكسسن فيهسسا‬
‫إبس سراز للجه سسود الرس سسمية والفردي سسة والجماعي سسة ف سسي الف سسترة ‪1825-1504‬م خاصإ سسة جه سسود‬
‫الفقهاء المشهورين في تلك الفترة ‪.‬‬
‫‪ /4‬رسسسالة ماجسسستير بعنسوان السسدعوة السسسلمية ودورهسسا فسسي مواجهسسة التنصإسسير فسسي منطقسسة‬
‫النيسسل الزرق – إعسسداد البسساحث ‪ /‬محمسسد احمسسد المبسسارك – جامعسسة القس سران الكريسسم والعلسسوم‬
‫السلمية لسنة ‪2001‬م لم تنشر‪.‬‬
‫استعرض غيها الباحث حركة التنصإير في إفريقيا – التنصإير ووسائله وأساليبه في النيل‬
‫الزرق – الدعوة السلمية وقدراتها في المنطقة‪.‬‬
‫وهسي تختلسسف عسسن د ارسسستي فسسي أنهسا تعالسسج السسساليب التنصإسسير لحصإسار السسلم مسن جهسة‬
‫جنوب النيل الزرق بينمسا موضسوع بحسثي د ارسسة فسي تطسوير جهسود السدعوة فسي السسودان "‬
‫‪1820-1504‬م"‬
‫‪-/5‬رسالة ماجستير بعنوان التنصإير في جبال النوبة –اعداد البسساحث نسسور السسدين عسسوض‬
‫الكريسسم ابراهيسسم بسسابكر جامعسسة ام درمسسان السسسلمية‪.‬لسسسنة ‪1994‬م اسسستعرض فيهسسا البسساحث‬
‫السياس سسة الس سستعمارية لتنصإ سسير المنطق سسة وأنش سسطتها –ووس سسائل التنصإ سسير المس سستخدمة ف سسي‬
‫المنطقة ‪.‬‬
‫ما توصإلت إليه من الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫‪ /1‬أن الدراسة الولي لم تتناول الفترة " ‪1820-1504‬م " بل جاء بعد الثورة المهدية ‪.‬‬
‫‪/2‬الدراسة الثانية في أصإل التصإوف وأثره ولم تشمل الجهود الرسمية والجماعية والفردية‬
‫للمصإلحين والدعاة في الفترة "‪1820-1504‬م")‪1235-969‬هجريه( ولم تتناول تاريخ‬
‫الدعوي السلمية في السودان ‪.‬‬
‫‪/3‬والد ارسسسة الثالثسسة لسسم يكسسن فيهسسا إبسراز للجهسسود الرسسسمية خاصإسسة جهسسود الفقهسساء المشسسهورين‬
‫في تلك الفترة ) ‪1820-1504‬م ()‪1235-969‬هجريه( ‪.‬‬
‫‪ /4‬والد ارسسسة الرابعسسة تعالسسج أسسساليب التنصإسسير لحصإسسار السسسلم مسسن جهسسة جنسسوب النيسسل‬
‫الزرق ول سسم تبح سسث ف سسي تط سسوير جه سسود ال سسدعوة ف سسي الس سسودان )‪1820-1504‬م()‪-969‬‬
‫‪1235‬هجريه( ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪/5‬الدراسة الخامسة ذكر الباحث أن التنصإير ارتبط بسسالحكم الجنسسبي للبلد‪.‬وهسسي تختلسسف‬
‫عن رسالتي لن رسالتي تبحث في الفترة قبل الحكم الجنبي للبلد‪.‬‬
‫تساؤلت البحث ‪:‬‬
‫‪/1‬مس س سسا الجهس س سسود الرسس س سسمية للس س سسدعوة للسس س سسلم فس س سسي السس س سسودان )‪1820-1504‬م ()‪-969‬‬
‫‪1235‬هجريه( ‪.‬‬
‫‪/2‬مس سسا الجهس سسود الجماعيس سسة للمصإس سسلحين والس سسدعاة للس سسدعوة للسس سسلم فس سسي السس سسودان )‪-1504‬‬
‫‪1820‬م ()‪1235-969‬هجريه( ‪.‬‬
‫‪ /3‬مسسا الجهسسود السستي بسسذلها العلمسساء فسسي السسدعوة فسسي السسسودان )‪1820-1504‬م ()‪-969‬‬
‫‪1235‬هجريه( ‪.‬‬
‫‪/4‬مس سسا الجهس سسود الفرديس سسة للس سسدعوة فس سسي السس سسلم فس سسي السس سسودان )‪1820-1504‬م ()‪-969‬‬
‫‪1235‬هجريه( ‪.‬‬
‫‪/5‬ما ابرز الفقهاء في هذه الفترة )‪1820-1504‬م ()‪1235-969‬هجريه( ‪.‬‬
‫‪ /6‬مس سسا اثس سسر جهس سسود هس سسؤلء العلمس سساء )‪1820-1504‬م ()‪1235-969‬هجريس سسه( وكيفيس سسة‬
‫الستفادة من تلك الجهود في العصإر الحاضر ‪.‬‬
‫المنهج المستخدم ‪:‬‬
‫نهجت في هذا البحث لهذا الموضوع أكثر من نهج علي النحو التالي ‪:‬‬
‫‪/1‬المنهج التاريخي ‪ :‬وهو المنهج الملئم لبيان الدعوة ومسارها والمراحل التي مسسرت بهسسا‬
‫خلل هذه الفترة )‪1820-1504‬م ( ‪.‬‬
‫‪/2‬المنهج الستقرائي التحليلي ‪:‬استخدمت هذا المنهج لستقراء الدعوة في هذه الفترة ‪.‬‬
‫تم التعريف بمصإطلحات الدراسة ‪ :‬السلم – الدعوة – السودان‬
‫السلم ‪:‬‬
‫السسسلم لغسسة اسسسلم الرحسسل انقسساد‪ -‬وفلن صإسسار مسسسلما والعسسدو خسسذله وأمسره السسي الس‬
‫تعسسالي سسسلمه وسسسلم عليسسه‪:‬قسسال لسسه سسسلم عليسسك فلن اسسسلم ‪ :‬يقسسال كسسان كسساف ار ثسسم اسسسلم أي‬
‫)‪(1‬‬
‫صإار مسلما كما يقال كان بدويا فتحضر‬

‫)‪ (1‬ابن منظور –لسان العرب مادة سلم –ص ‪ -295‬بيروت –دار صادر للطباعة والنشر‪.‬ت‪1956-‬م‬

‫‪12‬‬
‫‪~2‬‬
‫اصإطلحا ‪ :‬القرآن يصإور لنا السلم بجلء ل يعتريه الغموض ول يدخله الشك والريب‬
‫ويسسبرز لنسسا فيسسه حكايسسة حيسسة وواقعيسسة ن ارهسسا ماثلسسة أمسسام العيسسان تختسسط الطريسسق وتجلسسو المنهسسج‬
‫ن‬
‫مججا‬‫مننا ونل ن ل‬‫سججل ن ع‬
‫كن سقوسلوا أ ع‬ ‫مسنوا ونل ن ر‬ ‫ملنا سقل ل ل ع‬
‫م ت سؤ ع ر‬ ‫بآ ن‬ ‫ت اعل نع عنرا س‬‫ق س سسال تع س سسالي ‪ :‬نقال ن ر‬
‫كم م ن‬
‫مال رك س ع‬
‫م‬ ‫ن أع ع ن‬ ‫ه نل ي نل رت ع س ش ع‬
‫سول ن س‬‫ه وننر س‬‫طيسعوا الل ل ن‬ ‫ن رفي قسسلوب رك س ع‬
‫م ونرإن ت س ر‬ ‫ما س‬ ‫لا ع ر‬
‫لي ن‬ ‫خ ر‬ ‫ي ند ع س‬
‫‪( (1‬‬
‫م {‪ ....‬‬ ‫حي ة‬ ‫فوةر لر ر‬ ‫ن الل ل ن‬
‫ه غن س‬ ‫شأعيئا ا إ ر ل‬
‫ن‬
‫السسسلم يعرفسسه لنسسا النسسبي )صإسسلىَ ال س عليسسه وسسسلم (حينمسسا يسسسأله جبريسسل عليسسه السسسلم فسسي‬
‫الح سسديث ال سسذي رواه البخ سساري " أن تش سسهد أن ل ال سسه إل الس س وان محم سسدا رس سسول الس س وتقي سسم‬
‫)‪(2‬‬
‫الصإلة وتؤتي الزكاة وتصإوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيل‬
‫السسسلم دعسسوة وديسسن وعلسسم إن ضسسمن مسسا يتميسسز بسسه السسسلم ول نهايسسة لمي ازتسسه ومسسا‬
‫يتصإسسف بسسه ول أفضسسل مسسن صإسسفاته بسسه ‪ ...‬اليسسسر فسسي مبسسادئه ‪ ..‬والوضسوحا فسسي عقائسسده ‪...‬‬
‫والسماحة‪...‬فيما يسسدعو بسسه‪..‬والسسمو فيمسسا يهسدف إليسه ليسس لسه تعقيسسد أو إيهسام ول غمسسوض‬
‫ول إيهام بل أن كل ما جاء به يقبله العقل ويستوعبه الفكر ‪.‬‬
‫الدعوة ‪:‬الدعوة لغة بمعني النداء والطلسب والتجمسع للمشسساركة والسسدعوة والسدعوة المسسدعاة مسسا‬
‫دعسسوت إليسسه مسسن طعسسام وش سراب قسسال الجسسوهري كنسسا فسسي مسسدعاة فلن وهسسو مصإسسدر يريسسدون‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫الدعاء للطعام‬
‫وداعيسسة اللبسسن ‪ :‬مسسا يسسترك فسسي الضسسرع ليسسدعو مسسا بعسسده ودعسسي فسسي الضسسرع ابقسسي فيسسه داعيسسة‬
‫اللبن‪ -‬وفي الحديث انه صإلي ال عليه وسلم أمر ضرار بن الزور أن يحلب ناقسة وقسسال‬
‫‪:‬دع اللبسسن ول تجهسسده أي ابقسسي فسسي الضسسرع قليسسل مسسن اللبسسن ول تسسستوعبه كلسسه ‪ ،‬فسسان السسذي‬
‫)‪(4‬‬
‫تبقيه فيه يدعو ما وراؤه من اللبن‬
‫السسدعوة فسسي الصإسسطلحا ‪ :‬يقصإسسد بهسسا السسدعوة بمعنسسي نشسسر السسسلم وقسسد عرفهسسا العلمسساء‬
‫اصإطلحا بعده تعريفات متشابهه نختار منها التي ‪:‬‬
‫نقصإد بالدعوة ‪ :‬الدعوة إليه ال قال تعسالي ‪ ‬قسل هسذه سسبيلي أدعسو السي الس علسي بصإسيرة‬
‫أنا ومن اتبعني ‪ ....‬والمقصإود بالدعوة الي ال الدعوة السي دينسه وهسسو السسلم أن السسدين‬

‫)‪ (1‬سوره الحجرات آيآة ‪14‬‬


‫)‪ (2‬البخاري ‪ :‬كتاب اليآمان الجزء الولا ‪ -‬المكتبة السلمية ‪1981‬م ‪.‬‬
‫)‪ (3‬انأظر بن منظور – لسام العرب –ماده –دع – طبعة دار صادر ‪ -‬بيروت‬
‫)‪ (4‬مصدر سابق‬

‫‪13‬‬
‫‪~2‬‬
‫عند ال السلم الذي جاء به محمد ‪ ‬من ربه سبحانه وتعالي)‪ (1‬وهي تبليغ السلم‬
‫للناس – وتعليمهم إياه وتطبيقه في واقع الحياة )‪.(2‬‬
‫وعرفها البهي الخولي " وهي نقل المة من محيط الي محيط تلك هي مهمسسة الداعيسسة بهسسا‬
‫ينسسدرج مجمسسل منسساهجه ومنفصإسسلة ومسسن ظنهسسا غيسسر ذلسسك فقسسد جهسسل نفسسسه ورسسسالته )‪.(3‬وهسسي‬
‫حركة علمية لنشر السلم وتعليمه للناس وتعريفهسسم بسسه علسسي وجهسسه الصإسسحيح وفسسق منهسسج‬
‫مسسدروس بوسسسائل وأسسساليب راقيسسة ومتجسسددة بواسسسطة دعسساه مسسسلمين يقومسسون بسسه فسسي النسساس‬
‫علي هدي وبصإيره )‪.(4‬‬
‫السودان ‪:‬‬
‫وهو قديما ما عرف بالسودان الشسرقي ورد فسي كتسساب المقدمسة فسي تاريسسخ المماليسسك‬
‫السلمية في السودان د‪ .‬يوسف فضل ‪.‬نعني بالسودان الشرقي المنطقة الواقعسسة جنسسوب‬
‫مصإر والصإحراء الكبرى والتي تمتد حتىَ خط عرض ‪12‬ومن البحر الحمر إلي دارفور‬
‫وبعبارة أخري نقس القاليم التي تتكون منهسا جمهوريسة السسودان الديمقراطيسة عسدا الجسزاء‬
‫الجنوبية‪.‬‬
‫لن جمهوريسسة السسسودان واسسسعة الرحسساء وهسسو اكسسبر دولسسة افريقيسسة‬
‫السسسودان الحسسالي‪:‬ا ا‬
‫عربيةيمتد مسن الصإسحراء الكسسبرى فسسي الشسمال والقليسسم السستوائي فسي الجنسسوب بيسن دائرتسي‬
‫العرض ‪-3,30‬شمال و ‪ 22‬شمال)‪(5‬‬
‫ثم أدلفت إلي فصإول البحث ‪.‬‬

‫)‪ (1‬عبد الكريآم زيآدان‪ -‬اصولا الدعوة ‪ 0‬مؤسسة الرسالة ‪2001-‬م‬


‫)‪ (2‬محمدابو الفتح البياتوتي – المدخل الي علم الدعوة ص ‪ . 17‬ط‪ .‬مؤسسة الرسالة – بيروت ‪1991-‬م ‪.‬‬
‫)‪ (3‬البهي الخولي كتاب تذكره الدعاه –ط‪-‬دار القران الكريآم التحاد السلنأي العالمي ‪1983-‬م‬
‫)‪ (4‬بروفسير محمد زيآن الهادي – الدغوة السلمية الشمولا والستيعاب ط‪2005 /‬م‬
‫‪ -5‬جودة حأسنين جودة –جغرافية افريآقية القتيمية‪-‬منشأة المعارف السكندريآة ت‪1985.-‬مص ‪129‬‬

‫‪14‬‬
‫‪~2‬‬
‫خطة البحث )الهيكل( ‪:‬‬
‫دخول السلم في السودان‬ ‫الفصإل الول ‪ :‬تمهيد حول‬
‫المبحث الول ‪ :‬دخول السلم من جهة الشرق ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬دخول السلم من جهة الشمال ‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دخول السلم من جهة الغرب‪.‬‬
‫‪:‬الجهود الرسمية للدعوة في السودان‬ ‫الفصإل الثاني‬
‫المبحث الول ‪:‬جهود الشيخ عجيب المانجلك في دولة الفونج ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬جهود السلطان بادي أبو دقن‬
‫المبحث الثالث‪ :‬جهود السلطان بادي أبو شلوخ ‪.‬‬
‫‪:‬الجهود الجماعية للمصإلحين والدعاة‬ ‫الفصإل الثالث‬
‫المبحث الول ‪:‬الجماعات السنارية –العلم بالزهر الشريف" الرواق السناريه"‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬جهود أولد جابر الربعة ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬جهود جماعات المحس‪.‬‬
‫نماذج للجهود الفردية في السودان ‪.‬‬ ‫الفصإل الرابع ‪:‬‬
‫المبحث الول ‪:‬جهود الشيخ غلم ال بن عائد الركابي ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬جهود الشيخ إدريس بن محمد الرباب ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬جهود الشيخ محمود العركي ‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬جهود الشيخ تاج الدين البهاري ‪.‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬جهود الشيخ محمد العاقب ‪.‬‬
‫المبحث السادس ‪:‬جهود القاضي دشين ‪.‬‬
‫المبحث السابع ‪ :‬جهود محمد ودام مريوم ‪.‬‬
‫المبحث الثامن ‪ :‬جهود الشيخ محمد بن عدلن ‪.‬‬
‫الخاتمة ‪ :‬وتشمل علي ‪:‬‬
‫خلصإة البحث ‪.‬‬
‫النتائج ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪~2‬‬
‫التوصإيات ‪.‬‬
‫المصإادر والمراجع ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪~2‬‬
‫الفصل الول‬
‫تمهيد حول دخول السلما في السودان‬

‫‪ ‬المبحث الول ‪ :‬دخول السلم في السودان ‪.‬‬


‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬دخول السلم من جهة الشمال ‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬دخول السلم من جهة الغرب‪.‬‬

‫المبحث الول‬
‫دخول السلما فى السودان من جهة الشرق‬

‫‪17‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪ :‬ويحتوى على‬
‫المطلب الول ‪ :‬الصلة بين السودان والجزيرة العربية قبل السلما‬
‫المطلب الثانى ‪ :‬بداية دخول السلما )الهجرة (‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الصلة بين السودان والجزيرة العربية بعد السلما‬

‫‪18‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪:‬المطلب الول‬
‫‪.‬الصلة بين السودان والجزيرة العربية قبل السلما‬
‫وجه العلمسساء جسسل اهتمسامهم إلسىَ معالجسة موضسسوع اتصإسال العسرب بالقسسارة الفريقيسة‬
‫والحديث عن مناطقها وشعوبها‪.‬‬
‫ولكن ندر أن وجهسوا عنسسايتهم إلسسىَ د ارسسسة المجموعسسات الفريقيسسة السستي اسسستقرت فسسي‬
‫بلد العرب واتخذتها موطنا لها‬
‫الصإسسلت بيسسن إفريقيسسا وجزيسرة العسسرب قديمسسة قسسدم التاريسسخ يشسسهد علسسىَ ذلسسك العسسداد‬
‫الكبيرة من السود الذين حفل بذكرهم تاريخ العرب وأدبهم؛ كما تشهد المجموعسسات العربيسسة‬
‫السسسامية السستي انتقلسست مسسن شسسبه الجزيسرة العربيسسة إلسسىَ أجسزاء مختلفسسة مسسن إفريقيسسا خاصإسسة فسسي‬
‫شرقها وشمالها ووسطها مند أقدم العصإور؛ ومن ثم لم يكن مسستقربا أن يجسد السسلم فسي‬
‫إفريقيا ملجأه الول في العام الخامس من البعثة؛ حيث بعث رسول ال ببعض أصإسسحابه‬
‫)‪(1‬‬
‫في هجرتهم الولىَ إلىَ الحبشة‪.‬‬
‫إذ أن اث سسر الس سسودان الثق سسافي والعقل سسي عل سسىَ أه سسل الحج سساز أم سسر يس سسترعىَ النظ سسر؛‬
‫وتحقيقسسه مبنسسىَ علسسىَ المشسساهدة وملحظسسة طبيعسسة أهسسل الحجسساز‪....‬وقسسد تحسسدثت المصإسسادر‬
‫كسسثي ار عسسن ظسسرف أهسسل الحجسساز ؛ واسسستجابتهم الطبيعيسسة لسسدواعي الطسسرب ؛ وكسسثرة ألمقسسارنه‬
‫بينهسسم وبيسسن أهسسل الع سراق السسذين اشسستهروا بسسالتزمت والصإ سرامة ؛ كمسسا تسسدل علسسىَ ذلسسك قصإسسة‬
‫وقسسد‬ ‫)‪(2‬‬
‫المحدث الحجاز ابن جريج مع المغنىَ بسسن تيسسزن فسسي حضسرة بعسسض فقهسساء العسراق‪.‬‬
‫قسسال أبسسو نسسافع السسسود وكسسان آخسسر غلمسسان بسسن جريسسج المغنسسىَ واحسسدقهم ‪):‬إذا أعجسسزك أن‬
‫)‪(3‬‬
‫تطرب القرشي فغنة غنا ابن جريج في شعر عمر فانك ترقصإه (‪.‬‬
‫والعلقة بيسن هسذا المسزاج وبيسن وجسسود السسود بإعسسداد كسبيرة فسي الحجساز أمسر يسسهل‬
‫التسسدليل عليسسه ‪ .‬فارتبسساط الغنسساء والرقسسص بالسسسود أمسسر قسسامت عليسسه الش سواهد فقسسد تأكسسد هسسدا‬
‫الرتبسساط فسسي أذهسسان العسسرب حسستىَ قسسال الجسساحظ(‪ :‬إن تمسسام آلسسة الزمسسر عنسسدهم أن تكسسون‬
‫الزامرة سوداء( وقد اشتهرت الحجاز من القدم بالغناء والرقص لطغيان العنصإر الجنبي‬
‫؛ والمتأمل في أخبار المغنين والغيان الذين نبغوا في مدن الحجسساز يجسسد أن معظمهسسم مسسن‬
‫)‪ (1‬د‪ /‬عون شريف قاسم – السلم والعروبة في السودان ‪0‬ت ‪1989‬م‪ -‬ص ‪.380‬‬
‫)‪ (2‬أبو الفرج الصإفهانىَ – الغانىَ ‪ -‬دار الثقافة ‪ ،‬بيروت ‪1401-‬هس‪.‬‬
‫)‪ (3‬المصإدر السابق – ج ‪ – 1‬ص‪163.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪~2‬‬
‫العبيد ؛ وان معظسسم العبيسسد قبسسل البعثسة المحمديسة كسانوا علسسىَ وجسسه الجمسسال مسن الحبشسة أو‬
‫فكسسان مسسن الحبسساش مسسن يقسسوم بصإسسناعة الرقسسص واللعسسب بسسالحراب فسسي الحفلت‬ ‫)‪(1‬‬
‫الزنسسوج‪.‬‬
‫والعياد في الجاهلية وصإدر السلم ‪.‬ورؤى أن الحبشة لعبوا بحرابهم فسسي المسسسجد فكسسان‬
‫النبي صإلىَ ال عليه وسلم يستعرضهم مع السيدة عائشسسة واخسسذ المسسسلمون مسسن الحبسساش‬
‫بعض أنواع الرقص وهو الحجل ألذي صإنعه جعفر أحتفاء بالنبي صإلىَ ال عليسسه وسسسلم‬
‫حين قدم من الحبشسة‪ (2).‬ولعسل أصإسل بلل الحبشسي لعسب دو ار فسي اختيسار الرسسول صإسلىَ‬
‫الس س عليسسه وسسسلم لسسه أول مسسؤذن فسسي السسسلم كمسسا أشسسار إلسسىَ ذلسسك العقسساد‪ (3).‬واثسسر هسسؤلء‬
‫المغنيسسن كسسان بعيسسد فسسي الجاهليسسة والسسسلم‪ .‬فقسسد تس سواترت الروايسسات عسسن اكتشسساف النابغسسة‬
‫الق سواء فسسي بعسسض شسسعره حيسسن غنتسسه إيسساه إحسسدى الغيسسان فسسي المدينسسة‪ (4).‬وقسسد اشسستهر مسسن‬
‫السسسود أعسسداد غفيسسر ة فسسي الجاهليسسة والسسسلم‪ .‬فكسسثر عسسددهم فسسي السسسلم حسستىَ نبسسه أبسسو‬
‫يعسد مسن الغربسة‬ ‫جعفر في نقايض جرير والفرزدق[إلسىَ إن عبسد الس بسن حازم إسسلمي‬
‫‪،‬ولو عددناه لوجدنا مثله في السلم كثير وذكر منهم الجاحظ لقمسان الحكيسم وسسعيد ابسن‬
‫جبير أعظم أصإحاب ابن العباس في الحديث قتله الحجاج في فتنة ابن الشعث‪ .‬وبلل‬
‫الحبشسسي وعطسساء ابسسن أبسسىَ ربسساحا المحسسدث ‪.‬ومنصإسسور ابسسن المعتمسسر السسسلمي مسسن خيسسار‬
‫التابعين ‪ .‬ومنهم عفجع وهو أول قتيل بين الصإفين في سبيل الس؛ والمقسداد وهسو أول مسن‬
‫عسسدى بسسه فرسسسه فسسي سسسبيل السس؛ومنهسسم وحشسسي الحبشسسي قاتسسل مسسسيلمة الكسسذاب؛ وكسسان يقسسول‬
‫قتلت خيسر النساس يعنسىَ حمسزة بسن عبسد المطلسب ؛وقتلست شسر النساس يعنسىَ مسسيلمة‪.‬ومنهسم‬
‫اسلم العدوى مولىَ أبىَ بكسر اشستراه سسنة ‪11‬ه س وروى الحسسديث عسسن الصإسسحابة‪ .‬ومنهسم أبسو‬
‫رافع وصإالح شقران الحبشي موليا رسول ال صإلىَ ال عليه وسسسلم وبريسرة الحبشسسية جاريسسة‬
‫عائشسسة ؛ ومنهسسم مكحسسول الفقيسسه وعبيسسد الس ابسسن أبسسىَ بكسسر وكسسان شسسديد السسواد وله الحجسساج‬
‫سجستان سنة ‪78‬هس)‪ (1‬ومنهم جليسبيب)‪ (2‬السذي استشسهد فسي غسزاة وافتقسده الرسسول فوجسده‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬عون الشريآف قاسم‪ -‬السلم والعروبة في السودان‪-‬ص ‪.379‬‬


‫)‪ (2‬عبد المجيد عابدين – بين الحبشة والعرب – ص ‪119 -118‬‬
‫)‪ (3‬المصدر السابق – ص ‪.379‬‬
‫)‪ (4‬الصفهانأي – الغانأي –‪10/11‬‬
‫)‪ (1‬ابن حجر العسقلنىَ – تهذيب التهذيب ‪1/261‬‬
‫‪ 2‬ان النبىَ صإلىَ ال عليه وسلم كان فسىَ مغسزى له فقسال هسل تفقسدوهن مسن احسد قسالوا نفقسد فلن وفلن قسال ‪ :‬ولكنسىَ افقسد جلسبيب ‪ -‬انظسر ابن‬
‫حجر‪ -‬الصإابة فىَ تمييز الصإحابة صإفحة ‪242‬ت ‪1179‬‬

‫‪20‬‬
‫‪~2‬‬
‫بيسن سسبعة قتلهسم ثسم قتسل فقال النسبي هسذا منسي وأنسا منسه‪(2).‬عرفست الشسواطي الغربيسة للبحسر‬
‫الحمسسر لسسدى المسسؤرخين العسسرب بأسسسماء مختلفسسة منهسسا بلد الط سراز السسسلمي أي تطسسرز‬
‫الساحل الفريقي بالدين السلمي كما يقول المسعودي في كتسابه )معجسسم البلسدان(عرفسست‬
‫أيضا )ببلد الذيلع(و)بلد الجبرته(واليها ينتسب المؤرخ المصإري المشسهور عبسدا لرحمسن‬
‫الجبرتي ‪.‬ويتفق المؤرخون إن باب المندب كان مسسن أقسسدم البسواب السستي ولجتهسسا العناصإسسر‬
‫السسيوية فسي هجرتهسا إلسىَ إفريقيسا ‪.‬وان العسرب لسم يطلقسوا عليسه اسسم بساب إل لنسه مسدخلهم‬
‫للقارة السوداء‪.‬ولتسزال الثسار الثقافيسة علسىَ جسانبيه تقسوم شساهدة علسىَ التصإسال القسديم بيسن‬
‫آسسسياوافريقيا‪.‬ممسسا اسسستمر بسساب المنسسدب مسسدخل للمهج سرات البش سرية عسسبر القسسرون المتعاقبسسة‬
‫وظلت الصإلت بين جانبي البحسر الحمسر متصإسلة ‪.‬كمسا كسان العسرب أول مسن عسرف كسل‬
‫الم سواني الواقعسسة فسسي الشسساطئ الغربسسي للبحسسر الحمسسر وتحديسسدا م سؤاني عيسسذاب ‪-‬س سواكن‪-‬‬
‫عقيق ‪-‬مصإوع – زيلع‪ -‬بربسرة‪ -‬مقديشسسو‪ -‬زنجبسار‪ -‬دار السسسلم فسسي أعسالي تنزانيسا حستىَ‬
‫موزنبيق؛وكل هذه المناطق كانت جزءا هاما لكل الحضارة العربية السلمية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫بداية دخول السلما )الهجرة(‬
‫عندما تعرض المسلمون لذى قريش نصإحهم سيدنا محمد صإلىَ ال عليه وسلم‬
‫)‪(3‬‬
‫بسالهجرة إلسي الحبشسة قسائل لهسم ؛)إن بهسا ملكسا ل يظلسم عنسده احسد وهسي ارض صإسدق (‪.‬‬
‫حدثت الهجرة الولىَ عام ‪615‬م وكان من بينهم جعفسسر بسن أبسي طسالب عسسم رسسسول صإسلىَ‬

‫)‪ (2‬د‪ /‬عون شريف قاسم – السلم والعروبة في السودان ‪ -‬ص ‪386‬‬
‫)‪ (3‬أبي محمد عبد الملك ابن هشام – السيرة النبوية – ط دار الحديث ت ‪1996‬ص ‪.251‬‬

‫‪21‬‬
‫‪~2‬‬
‫ال عليه وسلم إن اختيار النبي صإسلىَ الس عليسه وسسلم للحبشسة كسانت لسه أسسباب مسن بينهسا‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬النجاشي رضي ال عنه ملك عادل‪.‬‬
‫‪ .2‬رفسسض القبائسسل العربيسسة للسسسلم والسستي كسسانت ل تجسسرؤ علسسىَ مخالفسسة قريسسش إواي سواء‬
‫المسلمين علوة علىَ وثنية هده القبايل‪.‬‬
‫‪ .3‬كس سسانت بلد الفس سسرس والحي س سرة وأهس سسل اليمس سسن تقس سسع فس سسي نفس سسوذ دولس سستي الفس سسرس والس سسروم‬
‫ع‬
‫المتعاليتسسان علسسىَ العسسرب ويعتسسبرونهم امسسة أميسسه }دوعم سذن أدذه سعل اذلكتدسساعب دم سذن عإن تدسذأدمذنهه‬
‫ت دعلدذيسعه دقآَئعمس ا‬ ‫ك وعمذنهم لمن عإن تدذأمذنه بععدينارر لل يؤد عه إعلدي د ل‬
‫ك إعل دما هدذم د‬ ‫هد ذ‬ ‫د ه د‬ ‫طارر هيدؤد عه إعلدذي د د ه ذ‬ ‫بععقن د‬
‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫دذلعس س د‬
‫ب دوههس سذم‬‫ك بعس سأدلنههذم قدسسالهوذا لدذيس سدس دعلدذيدنسسا فسسي الهدمدييس سدن دسس سعبيلل دوديهقولهسسودن دعلدسسىَ اللاس سه اذلدكس سذ د‬
‫ديذعلدهمودن{‪(1).‬وكان الفرس وثنيون ل يدينون بدين‪.‬‬
‫‪ .4‬كانت الحبشة من اقرب البلد النصإرانية للجزيسرة العربيسسة مسسع سسسهولة الملحسسة مسسن‬
‫الشسسرق للغسسرب فسسي البحسسر الحمسسر وملكهسسا يسسؤمن بسسال وبكتسسابه ويتبسسع مسسا جسساء بسسه‬
‫عيسسسىَ عليسسه السسسلم وبمملكتسسه قسيسسسين ورهبسسان وأنهسسم ليسسستكبرون‪} .‬لدتدعجسددلن أددشسلد‬
‫س دعسددادوةا لدللسعذيدن آدمهنسوذا اذلديهسهسودد دواللسعذيدن أدذشسدرهكوذا دولدتدعجسددلن أدذقدردبههسذم لمسدولدةا لدللسعذيدن آدمهنسوذا‬ ‫اللنسسا ع‬
‫)‪(2‬‬
‫ك بع سأدلن عمذنههسذم عقدسيعسسسيدن دوهرذهدبان سا دوأدلنههسذم لد ديذس ستدذكبعهرودن{‬ ‫صإسسادرى دذلع س د‬ ‫لع‬
‫ال سذيدن قدسسالهدوذا عإلنسسا دن د‬
‫يقسسول السسدكتور حسسسن الفاتسسح قريسسب الس عليسسه رحمسسة الس)‪(3‬لقسسد كسسان السسسودان حسسسب‬
‫مفهسومه الحسسالي‪.‬يضسم فسي مامضسسىَ أجناسسا مسسن البشسسر ‪،‬وأشسستاتا مسسن القبائسسل وهسسو‬
‫بحكم مجاورته للجزيرة العربية كان معروفا لسسدى سسسكانها وكسسان السسسم السسذي يطلسسق‬
‫عليسسه ل يخسسرج عسسن تسسسمية المحسسل باسسسم الحسسال إوالبسساس القطسسر ثسسوب السسسكان أو‬
‫وصإفهم فقد كتب صإاعد بن احمد وهو يحسدث عسسن السسسكان جنسسوب مصإسر يقسول ‪:‬‬
‫)وهم أصإناف السودان من الحبشة والنوبة والزنوج وغيرهم من أهل المغسسرب‪-‬قسسال‬
‫وفيهم مسن كسان سساكنا قريبسا مسن خسط معسدل النهسار وخلفسه إلسىَ نهايسة المعمسورة فسي‬
‫الجنسسوب فطسسول مقارنسسة الشسسمس لسسسمت رؤؤسسسهم اسسسخن ه سواءهم وسسسخن جلسسودهم‬
‫)‪ (1‬سورة آلا عمران‪ -‬اليآة ‪.75‬‬
‫)‪ (2‬سورة المائدة – اليآة ‪.82‬‬
‫)‪(3‬د‪/‬حأسن الشيخ الفاتح الشيخ قريآب ا‪-‬رئيسسس جامعسسة أم درمسسان السسسلمية ‪-‬رئيسسس قسسسم الد ارسسسات الفلسسسفية والجتماعيسسة – عميسسد كليسسة‬
‫الشريعة والعلوم الجتماعية سابقا‪ -‬ومرشد الطريقة السمانية الطيبية القريبية له أسلوبه في الدعوة ؛ مسجده في ودنوباوى جنوب وكان يسأوي‬
‫إليه الكثير من المريدين والتباع‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪~2‬‬
‫فصإارت لذلك أمزجتهم حارة وأخلطهم محرقه فاسسسودت ألسوانهم وتفلفلسست شسسعورهم‬
‫)‪(4‬‬
‫مثل ما كان من السودان ساكنا بأقصإىَ الحبشة والنوبة والزنج وغيرها‪.‬‬
‫يسسرى البروفسسسير حسسسن الفاتسسح قريسسب ال س إن هج سرة الصإسسحابة رصإسسي ال س عنهسسم كسسانت‬
‫لرض السس سسودان الحاليس سسة وليس سسس لرض الحبشس سسة ‪،‬فهس سسو ل ينكس سسر ان الهج س سرة كس سسانت لبلد‬
‫الحبشسسة ولكنسسه ينكسسر أن يكسسون مفهسسوم الحبشسسة اسسسما للبلد و ل لونسسا للسسسكان ‪ 0‬وتتلخسسص‬
‫الدلة التي ساقها بروفسير حسن الفاتح فيما يلي‪:‬‬
‫أول‪:‬‬
‫يسسرى إن الموقسسع السسذي تمسست إليسسه الهجس سرة مسسا ينبغس سي أن نتعامسسل معسسه وفقسسا للحسسدود‬
‫الحاليسسة للحبشسسة )بلد إثيوبيسسا الحاليسسة ( ممسسا جعسسل مسسن غيسسر المنطقسسي أن يلجسسأ المهسساجر‬
‫الخائف المتربص إلىَ الطريق البري )أي أن يسير الصإحابة بالبر من مكسسة عسسبر الجزيسرة‬
‫العربيسسة حسستىَ يحسساذوا الحبشسسة الحاليسسة( علمسسا بسسان السسساحل بيسسن مكسسة وبلد السسسودان هسسو‬
‫أض سسيق س سساحل ف سسي البح سسر الحم سسر بع سسد س سساحل اليم سسن والحبش سسة بمفهومه سسا الح سسالي دل سسك‬
‫اتساعه ل يزيد علىَ ‪120‬ميل كما أن المسلمين كانوا يرغبون في مأمن قريب فسسادا كسسانوا‬
‫يقصإدون الحبشة الحالية لقصإىَ الوصإول إليها ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬إن تسير سفن المهاجرين من جدة إلىَ باب المندب لمسافة أكثر من ‪1000‬كيلسسو‬
‫متر يصإاف إليها مسافة برية أكثر من سبعمائة كلم للوصإول إلىَ اقرب نقطة في‬
‫الحبشسسة كمسسا إن طبيعسسة البحسسر الحمسسر المرجانيسسة وح اررتسسه المرتفعسسة مسسع الرطوبسسة‬
‫تجعل الملحة فيه غير ملئمة في هدا التاريخ المبكر‪.‬‬
‫‪ .2‬السس سسير عس سسن طريس سسق الس سسبر إلس سسىَ الحبشس سسة وهس سسو طريس سسق وعس سسر وتكس سسثر فيس سسه الهضس سساب‬
‫والمنخفضسسات وهسسو ابعسسد بكسسثير مسسن الطريسسق السسبري اد انسسه طريسسق متعسسرج ل يكسساد‬
‫يجسسازي البحسسر إل قليل علمسسا بسسان السسذي يسسسلك الطريسسق السسبري سسسيطر بعسسد وصإسسوله‬
‫إلىَ باب المندب أن يعسبر البحسر السىَ الحبشسة ليسسير بعسد دلسك مسسافة بريسة قسدرها‬
‫أكثر من سبعمائة كلم للوصإول لبحيرة تانا ‪،‬حيث اقرب موقع لمجرى النيل‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬‬

‫)‪ (4‬بروفسير حسن الفاتح غريب ال – السودان دار الهجرتين – ص ‪121‬‬

‫‪23‬‬
‫‪~2‬‬
‫لقسسد كسسان المسسسلمون آنسسذاك يفصإسسلون حسستىَ فسسي الظسسروف العاديسسة فسسي رحلتهسسم مسسن‬
‫اليمسسن إلسسىَ المدينسسة سسسلوك الطريسسق البحسسري بسسدليل أن أبسسا موسسسىَ الشسسعري رصإسسي الس عنسسه‬
‫مع خمسين أو أكثر من مرافقيه حيسن وازنسوا بيسن الطريقيسن السسبري والبحسسري آثسروا الطريسق‬
‫البحسسري تفاديسسا منهسسم لطسسول الطريسسق السسبري ومخسساطره‪،‬وهسسدا مسسا نحسس سب انسسه حسسدث لركسسب‬
‫المهاجرين‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬‬
‫ورد إن تاريسسخ خسسروج الصإسسحابة فسسي هجرتهسسم الولسسىَ كسسان فسسي شسسهري رجسسب مسسن‬
‫السنة الخامسة من النبوة وأنهسسم وصإسلوا إلسىَ الحبشسة فسسي نفسس الشسهر وفسي دلسسك يقسسول ابسن‬
‫هشسسام فمكثسوا فسسي ارض الحبشسسة بقيسسة رجسسب وشسسعبان إلسسىَ رمضسسان(‪ (1).‬وهسسذا ان دل علسسىَ‬
‫شسسي فإنمسسا يسسدل علسسىَ ان الرض السستي هسساجروا إليهسسا كسسانت قريبسسة جسسدا مسسن ديسسارهم إوال لمسسا‬
‫أمكنهسسم ان يصإسسلوا إليهسسا فسسي أيسسام ‪ -‬علمسسا بسسان المسسسافة مسسا بيسسن مكسسة والمدينسسة ومسسا بيسسن‬
‫حضسسرموت الموازيسسة إلسسىَ ارض الحبسسش ) بمفهومهسسا الحسسالي( كسسانت تسسستغرق آنسسذاك حسستىَ‬
‫مع السرعة السديدة شهرين كاملين‪.‬‬
‫رابعا‪:‬‬
‫ورد عن ابن خلدون ان النجاشي ملك الحبشة كان من السسدمادم‪(2).‬وهسسي كمسسا يقسسول‬
‫أعظسسم أمسسم السسسودان الواقعسسة مسسساكنها علسسىَ الشسساطئ الغربسسي للبحسسر الحمسسر علمسسا بسسان‬
‫الدمادم المذكورين يسمون أيضا باسم )النوبة( تارة وباسم )البجة( تارة أخرى وقد يسمون‬
‫بالزنج أو التكرور‪ (3).‬وقد ورد عن القسز وينسي فسسي كتسابه أخبسسار البلد مسسا يفيسد بسسان العسرب‬
‫كانوا يطلقون اسم الحبش علىَ المسم السساكنة غسرب الحجساز‪(4).‬وعسن ذلسك يقسول مسا نصإسه‬
‫)البجة بلد متصإلة باعلىَ عيذاب في غرب منها – أهلها صإنف من الحبس وبهسا معسسدن‬
‫الزمرد الخضر السلقي الثير المائية‪.‬‬
‫اعتمادا علىَ ما تقدم يرى الدكتور حسن الفاتح ان المهاجرين في رحلتهسم الولسي والثانيسة‬
‫إلسسىَ خسسارج الجزي سرة العربيسسة قسسديما شسسطر السسسودان بمفهسسومه اللسسوني المسسساوي لغويسسا للفسسظ‬

‫)‪ (1‬ابىَ محمد عبد الملك ابن هشام – السيرة النبوية – ط دار الحديث ت ‪1996‬ص ‪251‬‬
‫)‪ (2‬ابن خلدون – مقدمة ابن خلدون ‪ -‬ج ‪ - 6‬ص ‪.265‬‬
‫)‪ (3‬بروفسير حسن الفاتح غريب ال – السودان دار الهجرتين – ص ‪123‬‬
‫)‪ (4‬القيزوينىَ – أثار البلد وأخبار العباد – ص ‪.24‬‬

‫‪24‬‬
‫‪~2‬‬
‫الحبش خاصإة وقد خرجوا متسللين س ار ومشاة علىَ القدام ثم نزلوا بميناء الشسسعبية السسذي‬
‫يجاور ميناء جدة من الناحية الجنوبية)ومن الشعبية استأجروا سفينة أو سسسفينتين بنصإسسف‬
‫)‪(1‬‬
‫دينار عبروا بها الىَ الشاطئ الغربي الذي به بلد الحبش(‪.‬‬
‫ويرى البروفسير حسن الفاتح ان الميناء الذي أمه المهاجرون من الصإحابة الىَ السسبر‬
‫الحبشسسي )السسسودان( كسسان احسسد الم سواني السسسودانية وعلسسىَ الخسسص مينسساء س سواكن و دليلسسه‬
‫علىَ ذلك ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬إن مينسساء سسواكن هسسو أقسسدم المواقسسع والمسواني السستي عرفسست بالسسساحل الشسرقي للبحسسر‬
‫الحمر‪.‬‬
‫‪ .2‬إن ميناء سواكن كان يقع علىَ بعد مأتي ميل فقط من جدة‪.‬‬
‫‪ .3‬إن س سواكن كسسانت قاعسسدة ملسسك البجسسة أبسسان عهسسد رمسسسيس السسذي تسسولىَ حكسسم مصإسسر‬
‫‪1415‬ق‪-‬م – علم سسا بس سسان البج سسة عرفس سوا أحيان سسا باس سسم الحبس سسش ‪،‬كمس سسا ع سسرف بره سسم‬
‫وساحلهم باسم البر الحبشي ‪،‬وقد صإسلت سسسفينة الشسعريين طريقهسا فيمسسا بيسن مكسة‬
‫والمدينة وهي منطقة تقابل ميناء سواكن‪.‬‬
‫‪ .4‬إن س سواكن كسسانت مسسن أقسسدم المسسدن السستي اسسستقر بهسسا بعسسض اسسسر الصإسسحابة وعمل سوا‬
‫)‪(2‬‬
‫علىَ نشر السلم وتعليمه بين مواطني البلد‪.‬‬
‫ورد في سيرة ابن هشام حادثة صإحيحة روتها أم المسسؤمنين أم سسسلمة رضسسي الس عنهسسا‬
‫جاء فيهسا ان النجاشسي اعسد سسفنا للصإسحابة ليركبوهسا وينجسوا بأنفسسهم وعسائلتهم فسي حالسة‬
‫هزيمتسسه أمسسام منافسسسيه ‪0‬رغبسسة منسسه فسسي تسسوفير أقصإسسىَ درجسسات المسسان ‪،‬أرسسسل إلسسىَ جعفسسر‬
‫وأصإحابه فهيأ لهم سفنا وقال اركبوا فيها وكونوا كما انتم فان هزمت فامضوا حتىَ تلحقسوا‬
‫قالت أم سلمه فوال مسسا علمتنسا حزنسا قسسط كسان اشسسد علينسا‬ ‫)‪(3‬‬
‫بمن سيتم وان ظفرت فاثبتوا(‪.‬‬
‫مسسن حسسزن حزنسساه عنسسد دلسسك تخوفسسا أن يظهسسر دلسسك الرجسسل علسسىَ النجاشسسي‪،‬فيسسأتي رجسسل ل‬
‫يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعسسرف منسسه‪-‬قسسالت وسسسار إليسسه النجاشسسي وبينهمسسا عسسرض‬
‫النيسسل –قسسالت فقسسال أصإسسحاب رسسسول الس ‪-r‬من رجسسل يخسسرج حسستىَ يحضسسر وقيعسسة القسسوم ثسسم‬
‫يأتينسسا بسسالخبر؟فقسسال الزبيسسر ابسسن العسوام ‪:‬أنسسا‪،‬فقسسالوا‪:‬فسسأنت وكسسان مسسن أحسسدث القسسوم سسسنا‪،‬قسسالت‬
‫)‪(1‬حأسن الفاتح السودان دار الهجرتين‪ -‬المصإدر السابق ص ‪127 -123‬‬
‫)‪ (2‬المصإدر نفسه ص ‪131‬‬
‫)‪ (3‬أبي محمد عبد الملك ابن هشام – السيرة النبوية – ص ‪251‬‬

‫‪25‬‬
‫‪~2‬‬
‫فنفخ سوا لسسه قربسسة فجعلهسسا فسسي صإسسدره ثسسم سسسبح عليهسسا حسستىَ خسسرج إلسسىَ ناحيسسة النيسسل السستي بهسسا‬
‫ملتقىَ القوم ‪،‬ثسم انطلسق حستىَ حضسرهم ‪،‬قالت‪:‬فسدعونا الس تعسالىَ للنجاشسي بسالظهور علسىَ‬
‫عسسدوه والتمكيسسن لسسه فسسي بلده‪،‬قسسالت ف سوال إنسسا علسسىَ دلسسك متوقعسسون لمسسا هسسو كسساين‪ ،‬إذ طلسسع‬
‫الزبير وهو يسعىَ فلمسسع بثسوبه وهسسو يقسول ‪،‬أل أبشسسروا فقسسد ظفسر النجاشسي واهلسسك الس عسسدوه‬
‫ومكنه في بلده ‪0‬قالت فوال مسا علمتنسا فرحنسا فرحسة قسط مثلهسا قسالت ورجسع النجاشسي وقسد‬
‫)‪(1‬‬
‫اهلك ال عدوه ومكن له في بلده‪.‬‬
‫كان النجاشسي ملكسا ل يظلسم عنسده احسد كمسا وصإسفه النسبي صإسلىَ الس عليسه وسسلم وكسان‬
‫ردا للدعوة السلمية إبان ميلدها الول حيث قل المعين وعسسز النصإسير مسسن البشسسر ‪،‬وقسسد‬
‫كان اختيار النبي ‪ r‬للنجاشي اختيا ار سليما وموفقا إذ وجد المهاجرون المسن والطمأنينسة‬
‫عنسسد النجاشسسي وعنسسدما كتسسب النسسبي صإسسلىَ الس عليسسه وسسسلم بعسسد ذلسسك للملسسوك وهسسم النجاشسسي‬
‫ملك الحبشة ‪،‬وكسرى ملك الفرس‪ ،‬وقيصإسر ملسك السروم ‪،‬والمقسسوقس ملسك القبسط ‪،‬والحسارث‬
‫ابن أبي سسمرة الغسساني ملسك البلقسان ‪ ،‬وهسودة بسن علسي باليمامسة تبساينت ردودهسم واختلفست‬
‫)‪(2‬‬
‫واسلم منهم النجاشي وحده‪.‬‬
‫وفي ذلك يقول الشاعر الحيقطان يفخر بسواد لونه ويمدحا النجاشي‪:‬‬
‫فاني لبسط الكف والعرض أزهر‬ ‫*‬ ‫لين كنت جعد الرأس والجلد فاحم‬
‫إذا كنت يوم الروع بالسيف اخطر‬ ‫*‬ ‫وان سواد اللون ليس بصإايري‬
‫فرهط النجاشي منك في الناس افخر‬ ‫إذا كنت تبغي الفخر في غير كنهه *‬
‫وهوذة والقبطي والسيخ قيصإر‬ ‫*‬ ‫تأبىَ الجلندي وابن كسرى وحارث‬
‫)‪(3‬‬
‫فدام له الملك المنيع الموقر‪.‬‬ ‫*‬ ‫وفاز بها دون الملوك سعادة‬
‫وبالفعسسل تمسست الهجس سرة فأغسساظ ذلسسك قريسسش وبعثسست بوفسسد كسسان مسسن بينسسه عمسسر بسسن‬
‫العسساص ليطلبسوا مسسن نجاشسسي الحبشسسة المسسسيحي إعسسادة هسسؤلء الخسسارجين عسسن تقاليسسد قسسومهم‬
‫النسساكرين للهتهسسم وآلهسسة آبسسا يه سم الوليسسن‪.‬فعنسسدما عسسرض الوفسسد المسسر علسسىَ النجاشسسي قسسام‬
‫بدوره باستدعاء هؤلء النفر الذين نزحوا عن الحجساز وسسألهم عسن هسذا السدين السذي اتبعسوه‬
‫وخسسالفوا بنسسي قسسومهم وعشسسيرتهم مسسن اجلسسه فسسراد جعفسسر بسسن أبسسي طسسالب )أيهسسا الملسسك لقسسد كنسسا‬
‫)‪ (1‬المصإدر نفسه ص ‪362‬‬
‫)‪ (2‬ابن قيم الجوزية – زاد المعاد – ط المصإرية ج ‪ 1‬ص ‪31-30‬‬
‫)‪ (3‬عبده بدوى – السود في الحضارة العربية – الهيئة المصإرية للكتاب – ت ‪ 1976‬ص ‪192‬‬

‫‪26‬‬
‫‪~2‬‬
‫قومسسا فسسي الجاهليسسة نعبسسد الصإسسنام ونأكسسل الميتسسة ونسسأتي الفسواحش ونقطسسع الرحسسام ونسسسيء‬
‫إلسىَ أهسل الجسوار ويأكسل القسوي منسا الضسعيف ‪،‬وكنسا فسي دلسك إلسىَ إن بعسث الس إلينسا رسسول‬
‫منا نعرف نسبه وصإدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلىَ ال نوحده ونعبسده ونخلسع مسا كنسا نعبسد‬
‫نحن وآباؤنا من دونه الحجسارة والوثسسان وأمرنسا بصإسسدق الحسسديث وآدا المانسة وصإسسلة الرحسسم‬
‫وحسسسن الجسوار والكسسف عسسن المحارموالسسدماء‪.‬ونهانسسا عسسن الفسواحش وقسسول السسزور‪.‬وأكسسل مسسال‬
‫اليسستيم وقسسذف المحصإسسنات وأمرنسسا إن نعبسسد الس ول نشسسرك بسسه شسسيا وأمرنسسا بالصإسسلة والزكسساة‬
‫والصإسسيام فصإسسدقناه وآمنسسا بسسه واتبعنسساه‪،‬فلمسسا سسسمع النجاشسسي هسسذا السسدفاع تسسأثر وتعسساطف مسسع‬
‫)‪(1‬‬
‫المهاجرين المسلمين واعتذر لوفد قريش عن تسليمهم‪.‬‬
‫ومن هنا نلحظ أن السلم في الحبشة )السودان( له جذوره التي تمتد إلىَ أوائسل‬
‫القرن السابع الميلدي وذلك قبل ان ينتصإر السلم في مكة وقبل ان ينتشر فسي المدينسة‬
‫)‪(2‬‬
‫المنورة‪.‬‬

‫ابىَ محمد عبد الملك ابن هشام – السيرة النبوية – ص ‪361‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬محمد سعد ناود – العروبة والسلم فىَ القرن الفريقىَ ‪0‬ص ‪77‬‬

‫‪27‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫الصلة بين السودان والجزيرة العربية بعد السلما‬
‫إمسسا عسسن علقسسة العسسرب بالبجسسة بعسسد السسسلم‪ ،‬فم سن الثسسابت إن جماعسسة مسسن العسسرب‬
‫)هوا زن( عبرت البحر الحمر إعقاب فتح مصإر واستقرت في ارض البجة ‪0‬وتلت هذه‬
‫الجماعة جماعة أخرى ‪،‬قدمت من حضرموت أيام وليسة الحجاج بسن يوسسف الثقفسي سسنة‬
‫‪73‬هجرية واستقرت بين البجة وأصإبحت ج از منهم‪.‬كما ان جماعات من المويين لجأت‬
‫السسىَ بلد البجسسة فسسي منتصإسسف القسسرن الثسساني الهجسسري هربسسا مسسن مذابسسح العباسسسيين واسسستقر‬
‫عدد منهم في ميناء باضع )مصإوع( يذكر )بلوس في مؤلفه قصإسسة سسواكن( انسسه عسسثر فسسي‬
‫ميناء باضع )مصإوع( علىَ مقابر للمويين أثناء قيامه بحفريسسات هنسساك – كمسسا ان الثسسار‬
‫دلت علىَ وجسود شسواهد قبسور إسسلمية وعلسىَ اثسسر لمسسسجد فسي مدينسسة سسسنكات يسستنتج أنهسا‬
‫كانت طريق للفارين من المويين‪.‬‬
‫فبلد البجسسة أذن مجسسال حيويسسا لقبائسسل عربيسسة مسسسلمة بعضسسها جسسذب بسسبريق معسسدن‬
‫السسذهب وبعضسسها تحسست ضسسغط قبائسسل أخسسرى وبعضسسها تخلسسف بعسسد نجسساحا حملت تاديبيسسة‬
‫‪0‬وبعضها عبر البحر الحمر واستقر علىَ الساحل الغربي وبعضها تعقبت مسوارد الميسساه‬
‫والشس سسعب لنعامهس سسا وأغنامهس سسا وبعضس سسها لجس سسأ للصإس سسحراء متس سسوغل فيهس سسا خوفس سسا مس سسن سس سسيوف‬
‫العباسيين‪ (1).‬فلقد أدى استقرار القبائل العربية التي تدين بالسلم ومنها قبيلة ربيعة إلسسىَ‬
‫تسرب السسسلم إلسسىَ البجسسة ‪0‬والشساهد علسىَ ذلسك تلسك المسساجد السستىَ بنيسست فسسي بلده والسستي‬
‫نصإت المعاهدة المعقودة فىَ )‪216‬هجرى( بين ابن الجهم وكنون بن عبسسد العزيسسز رئيسسس‬
‫)‪(2‬‬
‫البجة علىَ حمايتها ورعايتها‪.‬‬
‫كما يؤكد وجود بعض المجموعات القبلية كالبني عامر التي تتحسسدث لغسسة التقسراي‬
‫وهىَ لغسة سسامية وازدادت تلسك الصإسلة أهميسسة وعمقسسا بظهسسور السسسلم السسذي أعطاهسسا السسند‬
‫)‪(3‬‬
‫الروحي والمادي فتدفق العرب في أعداد كبيرة حتىَ وقفوا علىَ أبواب النوبة والبجة‪.‬‬
‫وفىَ أثناء تدفق العرب نحو ارض المعدن نجح عبد ال بن عبد الحميد العمري )‬
‫‪655 – 874‬م( في توطيد نفوز العرب السياسي تحت قيادته ‪ .‬وربمسا وضسع ذلسك نسواة‬
‫)‪ (1‬محمد سعد ناود – العروبة والسلم في القرن الفريقي ‪0‬ص ‪39‬‬
‫)‪ (2‬المصإدر نفسه ص ‪41‬‬
‫)‪ (3‬د‪ /‬يوسف فضل – مقدمة في تاريخ الممالك السلمية في السودان ط جامعة الخرطوم ت ‪2003‬ص ‪9‬‬

‫‪28‬‬
‫‪~2‬‬
‫أول أمسسارة عربيسسة فسسي ارض المعسسدن ‪ .‬وبعسسد فسسترة تمكنسست قبيلسسة ربيعسسة بزعامسسة بشسسر بسسن‬
‫مروان ‪943‬م الذي اشتهر بصإاحب المعسدن مسن بسسط نفوذهسا علسىَ أجسزاء كسبيرة مسن تلسك‬
‫المنطق سسة ‪ ،‬بع سسد ان تح سسالفت مس سسع قبائس سسل مضس سسر ويمس سسن وتصإ سساهرت م سسع القبائس سسل البيجاويس سسة‬
‫ولسسسيما الحداربسسة ‪ .‬فمكنسست لنفسسسها بيسسن البجسسة بفضسسل نظسسام الو ارثسسة عسسن طريسسق الم السسذي‬
‫)‪(4‬‬
‫كان متفشيا في أجزاء كبيرة من السودان الشرقي‪.‬‬
‫فقد لعب ثغر عيسذاب دو ار هاما ‪ .‬فقسد كسانت عيسذاب اكسبر مركسز تجسارى ربسط فسي‬
‫مرحلة تاريخية التجارة بيسن الهنسد واليمسن ومصإسر إوارتريسا والحبشسة كمسا إن المسسيحيين مسن‬
‫إرتريسسا إواثيوبيسسا كسسانوا يحجسسون السسي بيسست المقسسدس فسسي فلسسسطين عسسن طريسسق مينسساء عيسسذاب‬
‫وكذلك كان يفعل اليهود الفلشا ‪ .‬ويقول المستر وايلد بوجود طريسق قسديم جسدا مسن مسروى‬
‫الي ) رأس بناس( يخسترق سسواكن – بربسر حستىَ محمسد قسول‪ .‬وفسىَ الطريسق علمسات كسان‬
‫يتبعهسسا الحجسساج الحبسساش السسدين كسسانوا يؤمسسون القسسدس عسسن طريسسق الباديسسة بسسدل مسسن طريسسق‬
‫سواحل البحر الحمر الذي كان شديد الخطر عليهسم‪ .‬وكسثي ار مسسا ذبحست قسوافلهم اليهوديسة‬
‫)‪(1‬‬
‫والمسيحية بين قبائل البجة الوثنية‪.‬‬
‫وذكسر المقريسزي الشسيء الكسثير عسن حياة البجسة وعساداتهم وتقاليسدهم ‪.‬وذكسر أيضسا‬
‫أنهم كانوا يقومون بنقل الحجاج من ثقر عيذاب عبر البحسر الحمسر إلسىَ جسدة ومنهسا إلسىَ‬
‫مكسسة المكرمسسة وأنهسسم كسسانوا يسسستخدمون فسسىَ ذلسسك الجلب )السسسفن السستي كسسانوا يصإسسنعونها‬
‫بأيسسديهم (‪.‬عرفسست القبائسسل البيجاويسسة عسسبر التاريسسخ بأنهسسا قبائسسل محاربسسة وقسسد اهتسسم كسسثير مسسن‬
‫المسسؤرخين بإخبسسار العسسرب والمعسسارك الطاحنسسة السستي خاضسستها هسسذه القبائسسل ضسسد الفراعنسسة‬
‫والبطالسسسة والرومسسان وملسسوك اكسسسوم‪.‬اسسستمرت هسسذه الحسسرب إلسسي إن دالسست دولسسة الرومسسان‬
‫علسسىَ يسسد الجيسسش العربسسي السسسلمي فسسي القسسرن السسسابع الميلدي‪،‬فكسسانت المعاهسسدات مسسن‬
‫أشهرها‪:‬‬
‫معاهدة البجة مع الدولة العباسية ‪.‬‬
‫اشتد هجوم البجة علىَ ريف صإعيد مصإر في أوائل القرن الثالث الهجري وعندما‬
‫رفع والي أسوان المر إلىَ أمير المؤمنين هارون الرشيد ‪،‬أمر بإخراج عبد الس بسن الجهسم‬

‫)‪ (4‬المصإدر نفسه ص ‪17‬‬


‫)‪ (1‬محمد سعد ناود – العروبة والسلم في القرن الفريقي ‪0‬ص ‪41‬‬

‫‪29‬‬
‫‪~2‬‬
‫)‪216‬هجرية‪831-‬م ( فكانت له مع البجة حروبا مشهودة ‪ .‬ثم اتفقوا علىَ الهدنسسة بينهسسم‬
‫وكتب المعاهدة الشهيرة مع مكنون بن عبد العزيز عظيم البجة بأسسوان‪ .‬وهسسذا هسسو نصإسسها‬
‫‪):‬هذا كتاب عبد ال بن الجهسم مسولىَ أميسر المسؤمنين صإساحب جيسسش الغسزاة عامسل الميسسر‬
‫إسحاق ابن أمير المؤمنين الرشيد أبقاه ال‪ .‬فىَ سنة ستة عشرة ومائتين لمكنسسون بسسن عبسسد‬
‫العزيسسز عظيسسم البجسسة بأسسوان ‪ .‬انسسك سسسألتني اسسستقمت واسسستقاموا علسىَ مسسا أعطيتنسسي وشسسرط‬
‫لسسي فسسي كتسسابي هسسذا وذلسسك إن يكسسون سسسهل بلسسدك وجبلهسسا مسسن منتهسسىَ حسسد أسسوان مسسن ارض‬
‫مصإر إلىَ حد ما بين دهلسسك وباضسسع )مصإسوع( ملكسسا للمسسأمون عبسسد الس بسن هسارون الرشسسيد‬
‫أميسسر المسسؤمنين اع سزه ال س تعسسالىَ وأنسست وجميسسع أهسسل بلسسدك عبيسسد لميسسر المسسؤمنين إل انسسك‬
‫تكون ملكا فسي بلسسدك‪،‬ملكسا علسىَ مسا أنسست عليسسه فسسي البجسة وعلسسىَ ان تسسؤدي إليسه الخسراج فسي‬
‫كل عام ‪0‬علىَ ما كان عليه السلف وذلك مائة من البل وثلث مائسسة دينسسار وازنسسة داخلسسة‬
‫بيت المال والخيار في ذلك لمير المؤمنين ولولته‪.‬وليس عليك إن تحرم شيئا عليسسك مسسن‬
‫الخ سراج ‪،‬وعلسسىَ كسسل واحسسد منكسسم ذكسسر محمسسد صلى ال عليه وسلما وذمسسة أميسسر المسسؤمنين‬
‫أعزه ال وذمة جماعة المسلمين أوحل دمه كما يحل دم أهسل الحسسرب وذ ار ريهسم وعلسسىَ إن‬
‫أحسسدا منكسسم إن أعسسان المحسساربين علسسىَ أهسسل السسسلم بمسسال أو دلسسه علسسىَ عسسورة مسسن عسسورات‬
‫المسلمين أو آثر لعزتهم فقد نغض ذمة عهده وحل دمه ‪،‬علىَ إن أحدا منكم إن قتسسل احسسد‬
‫المسلمين عمدا أو سهوا أوخطا ح ار أو عبدا أو احد من أهل الذمسسة المسسسلمين أو أصإسساب‬
‫احد من المسلمين أو أهل ذمتهم مال ببلد البجة أو ببلد السلم أو بلد النوبسسة فسسي شسسي‬
‫مسسن البلسسدان بس ار أو بحس ار فعليسسه فسسي قتسسل المسسسلم عشسسر ديسسات وفسسي قتسسل العبسسد المسسسلم عشسسر‬
‫ديسسات وفسسىَ قتسسل الزمسسي عشسسر ديسسات مسسن ديسساتهم ‪ ،‬كلمسسا أصإسسبتموه للمسسسلمين وأهسسل الذمسسة‬
‫عشرة أضسسعافه ‪ .‬وان دخسسل احسد مسسن المسسسلمين بلد البجسة تسساج ار أو مقيمسسا أو حاجسا مقيمسا‬
‫ومجتا از فهو امن من قبلهم كأحسسدكم حسستىَ يخسرج مسن بلدكسم ول تسأووا أحسسدا مسن المسسلمين‬
‫فان أتاكم فعليكم أن تردوهم إلسىَ المسسلمين ‪ ،‬وعلسسىَ أن تسسردوا أمسوال المسسسلمين إذا صإسسارت‬
‫ف سسي بلدك سسم مؤن سسة تل سسزم ف سسي ذل سسك ‪ ،‬وعل سسىَ أنك سسم إن نزلت سسم ري سسف صإ سسعيد مصإ سسر بتج سسارة أو‬
‫مجتس سسازين ل تظهس سسروا سس سسلحا ‪ ،‬ول تس سسدخلوا المس سسدن والقس سسرى بحس سسال ول تمنعس سسوا أحس سسدا مس سسن‬
‫المسسسلمين ول أهسسل الذمسسة ول تسسرقوا المسسسلم ول السسذمي مسسال ‪ ،‬وعليكسسم أن ل تهسسدموا شسسيئا‬
‫م سسن المس سساجد ال سستي بناهسسا المس سسلمون ف سسي )هج سسر (ويعرفه سسا محم سسد س سسعيد ن سساود ف سسي كت سسابه‬

‫‪30‬‬
‫‪~2‬‬
‫)العروبة والسلم في القرن الفريقسي صإسفحة ‪ 40‬يقسول‪):‬وهسي عاصإسمة البجسة تقسع هجسر‬
‫ف سسي محافظ سسة الس سساحل م سسن ارتري سسا وعل سسىَ مقرب سسةمن الح سسدود الس سسودانية الرتري سسة ‪.‬ول تس سزال‬
‫تعسرف حستىَ الن بهسذا السسم( وسسائر بلدكسم طسول وعرضسا فسان فعلتسم ذلسك فل عهسد لكسم‬
‫ولذمة ‪ ،‬وعلىَ مكنون ابسسن عبسسد العزيسسز يقيسم فسي ريسسف صإسسعيد مصإسسر وكيل مسسن المسسسلمين‬
‫بما يشرط لهم من دفع الخراج ورد ما أصإاب البجة للمسلمين مسسن دم أو مسسال وعلسسىَ احسسد‬
‫م سسن البج سسة آرت ل يع سسترض ح سسد القصإ سسد إل سسىَ قري سسة يق سسال له سسا )قبسسان( م سسن بل سسد النوب سسة ح سسد‬
‫العمدة ‪.‬‬
‫عقد عبد ال ابن الجهم مسسولىَ أميسسر المسسؤمنين مكنسسون بسسن عبسسد العزيسسز كسسبير البجسسة‬
‫المسسان علسسىَ مسسا سسسمينا وشسسرطنا فسسي كتابنسسا هسسذا وعلسسىَ إن يسوافىَ بسسه أمسسر المسسؤمنين ‪ 0‬فسسان‬
‫ذاق مكنون أو عاث فل عهد له ول ذمة ‪ .‬وعلسىَ مكنسون أن يسدخل عمسال أميسر المسؤمنين‬
‫بلد البجة لقبض صإدقات مسن اسسلم مسن البجسة وعلسسىَ مكنسون الوفساء بمسسا شسرط لعبسسد الس‬
‫بن الجهم ‪ ،‬واخذ بذلك عهد ال عليه بأعظم ما اخذ علىَ خلقه من الوفاء والميثاق ‪.‬‬
‫ولمنسسون بسسن عبسسد العزيسسز ولجميسسع البجسسة عهسسد ال س وميثسساق أميسسر المسسؤمنين وذمسسة‬
‫المير ابن إسحاق ابن أمير المؤمنين الرشيد وذمة عبد ال بن الجهسسم وذمسسة المسسسلمين‬
‫بالوفاء بما أعطاه عبد ال بن الجهم ما في مكنون بسن عبسد العزيسز بجميسسع مسا شسسرط عليسه‬
‫فسسا ن غيسسر المكنسسون أو بسسدل احسسد مسسن البجسسة فذمسسة ال س جسسل سسسمه وذمسسة أميسسر المسسؤمنين‬
‫وذمسسة الميسسر ابسسن إسسسحاق بسسن أميسسر المسسؤمنين الرشسسيد وذمسسة عبسسدا للس سه بسسن الجهسسم وذمسسة‬
‫المسلمين بريئة منهم‪.‬‬
‫وترجسسم جميسسع مسسا فسسي هسسذا الكتسساب حرفسسا فحرفسسا زكريسسا بسسن صإسسالح المخزومسسي مسسن‬
‫)‪(1‬‬
‫سكان جدة وعبد ال بن إسماعيل القرشي ‪ .‬ثم تسعة جماعة من شهود أسوان(‪.‬‬
‫عمسسل بمسسوجب هسسذه المعاهسسدة خمسسسة عشسسر عامسسا‪.‬خمسسسة عشس سرة عامسسا المسسسلمين‬
‫يجوبون هذه البلد من جدة إلىَ أسوان متساجرين ومقيميسن ومجتسازين وحساجين ‪ ،‬ومسساجد‬
‫المسلمين آمنة ومحمية ‪،‬لشك ان هذه المعاهدة تعطىَ المسلمين الحرية في نشر الدعوة‬
‫بين أهالي البجة خصإوصإا وان السلم دين سلم وينتشر بالسلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬محمد سعيد نأاود – المصدر السابق‪-‬ص ‪.44-43‬‬

‫‪31‬‬
‫‪~2‬‬
‫والح سسق ان سسه قب سسل ان تت سسم عملي سسة نش سسر التع سساليم الس سسلمية الصإ سسحيحة وقب سسل ان تستأصإ سسل‬
‫العادات والمعتقدات القديمة بداء الزحف الصإوفي ‪.‬‬
‫كان أول الوافدين من رجال الطرق الصإوفية الشيخ تساج السدين البهساري البغسدادي‬
‫القادري الذي قدم في نحو ) ‪1577‬م( من بغداد عن طريق الحجاز حيسث قسابله داود بسن‬
‫عبد الجليسسل التسساجر السسوداني ودعساه لزيسسارة السسسودان ‪ .‬وفسسىَ اثنسسا إقسامته السستي بلغسست سسسبعة‬
‫أعسوام سسسلك تسساج السسدين عسسددا مسسن المريسسدين فسسي الطريقسسة القادريسسة السستي أنشسساها الشسسيخ عبسسد‬
‫)‪(2‬‬
‫القادر الجيلنىَ ) ‪1166-1077‬م(‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫دخول السلما الى السودان من جهة الشمال‬
‫ويحتوى على مايلى ‪:‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬عهد عبد ال بن ابى السرح واثره فى انتشار السلما‬
‫المطلب الثانى ‪ :‬انتشار السلما فى السودان ‪.‬‬

‫)‪ (2‬المصإدر السابق ص ‪144‬‬

‫‪32‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الول‬
‫عهد عبد ال بن أبى السرح وأثره في انتشار السلما‪:‬‬
‫لم سسا فت سسح المس سسلمون مصإ سسر س سسنة )‪21‬هجري سسة ( واجهس سوا م سسن نوب سسة مملك سسة المقس سرة‬
‫‪ ،‬كمسا‬ ‫)‪(1‬‬
‫الشمالية موقفا عدائيا سافر تمثسل فسي مشساركتهم السبيزنطيين فسي القتسال ضسدهم‪.‬‬
‫‪ ،‬ممسسا‬ ‫)‪(2‬‬
‫تمثل في شنهم غارات متتالية علىَ حدود مصإر المسر السذي هسدد المسسن هنالسسك‬
‫حدا بالخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي ال تعالىَ عنه وأرضسساه أن يسسأمر واليسسه عمسسر‬
‫فس سسوجه عمس سسر بنس سسي العس سساص عس سسددا مس سسن‬ ‫)‪(3‬‬
‫بس سسن العس سساص بوضس سسع حس سسد لهس سسذا الخطس سسر النس سسوبي‬
‫الحملت واجههسسا النوبيسسون بعنسسف شسسديد)‪،(4‬فلسسم يتمكسسن عمسسر بسسن العسساص رضسسي ال س عنسسه‬
‫إحراز نصإر حاسسم عليهسم حستىَ عسزل عسن مصإسر سسنة )‪25‬للهجسرة( بسأمر الخليفسة عثمسان‬
‫بن عفان رضي ال عنه وأرضاه)‪ (5‬وانتهت بذلك صإلته ببلد النوبة‪.‬‬
‫وما أن تولىَ والسسىَ مصإسر الجديسد عبسسد الس بنسي أبسىَ السسرحا ‪ (6)،‬الحكسم هنسساك حستىَ‬
‫واصإل جهوده الراميسة لوضسع حسد للخطسر النسوبي السذي يتهسدد الحسدود الجنوبيسة لمسارته ‪،‬‬
‫وتمثلت هذه الجهود في عدد من الحملت واجهها النوبيون بعنف شديد ‪ ،‬قال أبسو ربيعسة‬

‫)‪ (1‬الطبري‪-‬المم والملوك –ج ‪– 4‬ص ‪109‬‬


‫)‪ (2‬المقريزي –المواعظ والعتبار‪-‬ج ‪1‬ص ‪200‬‬
‫)‪ (3‬علي بن الحسين بن علي المسعودي –مروج الذهب ومعادن الجواهرج ‪ 1‬ص ‪441‬‬
‫)‪ (4‬البغدادي –فتوحا البلدان –مطبعة النهضة المصإرية –القاهرة ‪1973‬م‪-‬ص ‪280‬‬
‫)‪ (5‬مصإدر سابق‬
‫)‪ (6‬ابن الفرات –تاريخ ابن الفرات‪-‬نشر قسطنطين زريق بيروت ‪1938‬م ج ‪1‬ص ‪44‬‬

‫‪33‬‬
‫‪~2‬‬
‫حسسدثني الحسسارث بسسن يزيسسد قسسال‪ :‬اقتتلسسه قتسسال شسسديدا ‪ :‬أي عسسسكر عبسسد الس بسسن أبسسىَ السسرحا‬
‫والتوبة –وأصإيبت يومئذ عين معاوية بن حديج وأبىَ شسسمر اب ارهسسة الصإسسباحا ‪ ،‬وحيويسسل بسسن‬
‫فسماهم المسلمون رمات الحدق قال الشاعر ‪:‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫ناشرة‬

‫)‪(1‬‬
‫لم تر عيني مثل يوم دمقلة‬
‫والخيل تعدوا والدروع مثقلة‬
‫ترى الحماة حولها مجدلة‬
‫)‪(2‬‬
‫كان أرواحا الجميع مهملة‬
‫وكسانت أكبرهسسا وأخرهسا حملسة قادهسا بنفسسسه فسي عسسام ‪31‬ه س – ‪651‬م وذلسك لوضسسع‬
‫حسسدتها لهسسذا الخطسسر ‪ ،‬ولتسسأمين الطسسرق التجسساري السسذي عطلتسسه الحسسروب وهسسددته الغسسارات‬
‫النوبيسسة المسسستمرة وهسسؤلء التجسسار كمسسا نعلسسم هسسم السسذين يحملسسون السسدعوة واهسسم أداة فسسي ذلسسك‬
‫السسوقت لنشسسر السسسلم بيسسن الوسسساط السسسودانية ؛ وكسسذلك لحمايسسة الحسسدود الجنوبيسسة للمسسارة‬
‫التي ضمت حديثا لدولة الخلفة الراشدة ‪.‬‬
‫واصإل عبسد الس مسسيرة حملتسه حستىَ دنقل عاصإسمة النسوبيين فساحكم عليهسم حصإسا ار‬
‫قويا ‪ ،‬ورماهم بالمنجنيق فتسسداعت المدينسسة وخسسرج ملكهسسم قلسسي دروس)‪ 31‬هسس‪ 652 -‬م (‬
‫يطلسسب الصإسسلح والمسسان ‪ ،‬فاسسستجاب عبسسد ال س بسسن أبسسىَ الس سرحا لسسداعي الصإسسلح فوقسسع معهسسم‬
‫معاهسدة باسسسم البقسط اختلفست فسىَ طبيعتهسسا وبنودهسا عسسن المعاهسسدات السستي ألفهسسا المسسلمون‬
‫)‪(3‬‬
‫وطبقوها في تعاملهم مع غير المسلمين في ذلك الوقت‪.‬‬
‫معنىَ البقط ‪:‬‬
‫بسسالنظر فسسي معنسسىَ الكلمسسة ) بقسسط ( نجسسد انسسه قسسد اختلسسف فسسىَ أصإسسل الكلمسسة ‪ ،‬أهسسي‬
‫عربيسسة أم غيسسر ذلسسك؟ والسسذين يسسرون انهسسا كلمسسة عربيسسة صإ سرفة اختلف سوا فسسي معناهسسا اللغسسوي‬
‫‪0‬فبسسالنظر فسسي كتسسب المعسساجم والقسواميس نجسسد أنهسسا وردت بمعنسسىَ الفرقسسة مسسن الشسسيء وهسسىَ‬

‫)‪ (7‬هو عبدال بن حارث بن حبيب بن خذيمة بن مالك بن سحل بن عامر بن لوي القرشي العامري اخو الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي‬
‫ال عنه من الرضاعة كان رسول ال ‪ r‬قد أهسدر دمه واسستجار بعثمسان يسوم الفتسح فقبسل النسبي بسذلك إك ارمس ا لعثمسان واسسلم منسذ ذلسك اليسن وحسسن‬
‫إسلمه وكان من كتاب الوحي وروى بعض الحاديث عن رسول ال‪.‬‬
‫)‪ (1‬دمقلة أو دنقل ‪ :‬بضم اولها وسكون ثانيها وضم قافها ‪ ،‬هىَ منزلة ملك بلد النوبة – وطول بلده مسيرة ‪80‬ليلة‬
‫)‪ (2‬ابن الفرات – تاريخ ابن لفرات ج ‪ 7‬ص ‪45-44‬‬
‫)‪ (3‬الدمشقىَ – نخبت الدهر فىَ عجائب البر والبحر – مكبة بغداد ) المثنىَ ( ص ‪269‬‬

‫‪34‬‬
‫‪~2‬‬
‫جمسسع بقسسوط وهسسو مسسا لي سس بمجتمسسع فسسىَ موضسسع ول منسسه صإسسنيعة كاملسسة إوانمسسا هسسو الشسسيء‬
‫المتفرق من الناحية بعسد الناحيسة والعسرب تقسول ‪ :‬مسررت بهسم بقطسا بقطسا ‪ :‬باسسكان القساف‬
‫– وبقطسسا بقطسسا بفتحهسسا – اى متفرقيسسن والبقطسسة مسسن النسساس اى الفرقسسة منهسسم ‪ (4).‬وقسسد تسسأتىَ‬
‫)‪(1‬‬
‫بمعنسسىَ مخسسالف لهسسذا المعنسسىَ وذلسسك فسسىَ قسسولهم ‪ :‬بقسسط متسساعه بقطسسا أي جمعسسه وحسسذقه ‪.‬‬
‫وربما ترد كذلك بغير المعنيين الولين مثل قولك ‪ :‬تبقط فلن فسي الجبسل إذا صإسعد فيسه ‪.‬‬
‫ففىَ حديث علىَ رضوان ال عليه انه حمل علسسىَ عسسسكر المشسسركين فمسازالوا يبقطسسون إلسسىَ‬
‫أما الذين يرون أنها غير عربية فقد اختلفسوا فسسي‬ ‫)‪(2‬‬
‫الجبل أي ينقادون إلىَ الجبل متفرقين‬
‫أصإسسلها فقيسسل أنهسسا ترجسسع إلسسىَ لفسسظ مشسستق مسسن أصإسسلين‪.‬الول لتينسسي يونسساني الصإسسل وهسسو‬
‫‪ Pactum‬ومعناه ا التفس سساق والمودعس سسة ‪ .‬والثس سساني مصإس سسري قس سسديم وهس سسو بس سساق – ومعناهس سسا‬
‫الضس سريبة السستي توضسسع عينسسا‪ (3).‬وأمسسا المعنسسىَ الصإسسطلحي ‪ :‬فهسسو مسسا يقبسسض مسسن سسسبىَ‬
‫)‪(4‬‬
‫النوبة في كل عام ويحمل إلىَ مصإر ضريبة عنه‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫نص المعاهدة )) نص المغريزى((‬
‫)عهسسد مسسن الميسسر عبسسد الس س بسسن سسسعد بسسن السس سرحا لعظيسسم النوبسسة والسسىَ جميسسع أهسسل‬
‫مملكته‪ ،‬عهد عقده علىَ الكبير والصإغير وبيسن المسسلمين ممسن جساورهم مسن أهسل صإسعيد‬
‫مصإر وغيرهم من أهل الذمة ‪ :‬إنكسسم معاشسر النوبسسة آمنسسون بأمسان السسه وأمسسان رسسوله النسسبي‬
‫محمسسد صإسسلىَ الس عسسايه وسسسلم ‪ ،‬ان ل نحسساربكم ول ننصإسب لكسسم حربسسا ول تغزوكسسم مسسا أقمتسسم‬
‫علسسىَ الشس سرائط السستي بيننسسا وبينكسسم ‪ ،‬علسسىَ أن تسسدخلوا بلسسدنا مجتسسازين غيسسر مغيميسسن فيسسه ‪،‬‬
‫وعليكسسم حفسسظ مسسن نسسزل ببلدكسسم وبطرفسسه مسسن مسسسلم ‪ ،‬أو معاهسسد حسستىَ يخسسرج عنكسسم ‪ ،‬وان‬
‫عليكسسم رد كسسل ابسسق خسسرج إليكسسم مسسن عبيسسد المسسسلمين حسستىَ تسسردوه إلسسىَ ارض السسسلم ول‬
‫تستميلوا عليه ول تمنعوا منه‪.‬‬

‫)‪ (4‬ابن منظور – لسان العرب – بيروت ج ‪ 1‬ص ‪244-242‬‬


‫)‪ (1‬نديم مرعشلىَ واسامة مرعشلىَ – المعجم الوسيط ج ‪1‬ض ‪65‬‬
‫)‪ (2‬ابن منظور مصإدر سابق‬
‫)‪ (3‬مكىَ شبيكة – السودان عبر القرون ص ‪202‬‬
‫)‪ (4‬المغريزى – المواعظ والخبار ج ‪1‬ص ‪196‬‬
‫)‪ (5‬هو تقىَ الدين المقريزى صإاحب كتاب المواعظ والعتبار بذكر الخطط والثار‬

‫‪35‬‬
‫‪~2‬‬
‫وعليكم حفظ المسجد الذي ابتناه المسلمون بفنسساء مسدينتكم ول تمنعسوا منسسه مصإسليا‬
‫ول تعترضسسوا لمسسسلم قصإسسده أو جسساور فيسسه إلسسىَ أن ينصإسسرف عنسسه وعليكسسم كنسسسه إواسس سراجه‬
‫وتكريمه‪.‬‬
‫وعليهم في كل سنة ثلث مائسسة وسستون أرسسسا ‪ ،‬تسدفعونها إلسسىَ إمسسام المسسلمين مسسن‬
‫أواسط رقيق بلدكم غير المعيب يكون فيها ذكران إواناث وليس فيه شسيخ هسرم ول عجسوز‬
‫ول طفسسل لسسم يبلسسغ الحلسسم ‪ ،‬تسسدفعون ذلسسك إلسسىَ والسسىَ اس سوان ‪ ،‬وليسسس علسسىَ مسسسلم دفسسع عسسدوا‬
‫عرض لكم ‪ ،‬ول منه عنكم من حد ارض علسسوة إلسىَ ارض اسسوان ‪0‬فسانىَ انتسم آويتسم عبسسدا‬
‫لمسلم أو قتلتم مسلما أو معاهدا أو عرضتم المسجد الذى ابتنساه المسسلمون بفنساء مسسدينتكم‬
‫أو منعتم شيا من الثلث مائة والستين رأسا برئت منكم هذه الهدنة وعدنا نحن وانتم علىَ‬
‫سوا حتىَ يحكم ال بيننا وهو خير الحاكمين‪.‬‬
‫وعلينا بذلك عهد ال وميثاقه وذمته وذمة رسوله محمد ‪r‬ولنا عليكم بذلك أعظسسم‬
‫م سسا ت سسدينون ب سسه م سسن ذم سسة المس سسيح وذم سسة الحس سواريين وذم سسة م سسن تعظم سسونه م سسن أه سسل دينك سسم‬
‫وملتكسسم‪ (.‬هسسذا وقسسد اسسستقرت كسسثير مسسن القبائسسل الماركسسة فسسي هسسذه الحملت فسسي البلد بعسسد‬
‫الفس سراق مسسن مهامهسسا الساسسسية وهسسىَ رد النسسوبيين إلسسىَ اللسستزام بنصإسسوص المعاهسسدة ‪ ،‬وقسسد‬
‫سسلكت هسذه القبائسسل عسسددا مسسن الطسسرق والسسدروب صإسسوب الغسسرب تارتسا وصإسسوب الشسسرق تارتسسا‬
‫وصإوب الجنوب تارتا أخرى تتبعا لمواطن الكل والعشب والمياه‪.‬‬
‫وقد أدت هذه الحركة الواسعة إلسسىَ اشسستهار عسدد مسسن الطسسرق والمسسسالك فسي بلد التوبسسة‬
‫أهمها‪.‬‬
‫‪ -1‬طريق ينحدر منت أسوان باتجاه الجنوب الشسرقي عسبر أوطسان البجسة إلسىَ ساحل‬
‫البحسسر الحمسسر إلسسىَ انسسه نسساد ار مسسا تسسسلكه القبائسسل وذلسسك لجفسسافه وقلسست ميسساهه وفقسسر‬
‫)‪(1‬‬
‫مراعييه‪.‬‬
‫‪ -2‬الطريق الذي يتبع مجرى النيل إلىَ دنقل‪.‬‬
‫‪ -3‬الطريسسق السسذي يتفسسرع مسسن مدينسسة دنقل باتجسساه الغسسرب عسسن طريسسق وأدى العقسسب ثسسم‬
‫)‪(2‬‬
‫يتفرع تحو الراضي المحيطة به‪.‬‬

‫)‪ (1‬مصإطفىَ سعد – السلم والنوبة ص ‪194‬‬


‫)‪ (2‬صإلحا الدين الشامىَ – السودان‪ -‬دراسة جغرافية – ص ‪252‬‬

‫‪36‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪ -4‬طريسسق يبسسدأ مسسن كسسورتىَ علسسىَ طسسول وأدى المقسسدم وعسسبر مدينسسة الدبسسة علسسىَ طسسول‬
‫وأدى الملك إلىَ كرد فان ‪0‬‬
‫‪ -5‬ومسسن كسسرد فسسان يتفسسرع منسسه طريسسق إلسسىَ دار فسسور ثسسم إلسسىَ برنسسو ثسسم إلسسىَ بلد الهوسسسة‬
‫)‪(1‬‬
‫بغرب إفريقيا‪.‬‬
‫‪ -6‬وطريق آخر ينحدر من أبو حمد شمال باتجاه الجنوب ويصإل حسستىَ التقسساء نهسسر‬
‫)‪(2‬‬
‫عطبرة بنهر النيل ثم يمضىَ حتىَ التقاء النيل البيض والزرق‪.‬‬
‫وفس سسىَ الفس سسترات المتقدمس سسة أصإس سسبحت بعس سسض القوافس سسل التجاريس سسة تصإس سسطحب معهس سسا بعس سسض‬
‫الفقهاء إذ أن بعض القبائل المسلمة إذا أدركت أن في القافلسة فقيهسسا وشسيخا عالمسا لسسم‬
‫)‪(3‬‬
‫يصإيبوا القافلة بأي سوء‪.‬‬
‫وقسسد سسساهم التجسسار المسسسلمون أثنسساء تسسوغلهم فسسي مملكسستي المقسرة وعلسسوة المسسسيحيتين‬
‫فسي السسدعوة للسسسلم وفسسىَ نفسس السوقت ت ازمسسن ذلسسك مسسع تسدفق القبائسسل العربيسسة فسي السسسودان‬
‫منذ القرن التاسع الميلدي بحثسا عسن الم ارعسسىَ والسستي تشسسابه بيئسة السسودان مسع بيئتهسم فسسي‬
‫الجزيس سرة العربي سسة ‪ ،‬كم سسا أن ه سسذه القبائ سسل دخل سست الس سسودان انعتاق سسا م سسن س سسيطرت الحكوم سسة‬
‫المركزية في مصإر والتي تنظر إلىَ العراب نظرة عدائية ‪0‬‬
‫وقسسد بلسسغ هسسذا الوجسسود العربسسي المسسسلم ذروتسسه عنسسدما اشسستركت بعسسض هسسذه القبائسسل‬
‫العربي سسة ف سسي الحملت العس سسكرية المملوك سسة ض سسد النوب سسة المس سسيحية وك سسانت ه سسذه القبائ سسل‬
‫يقودهسسا هسسدفان‪ :‬احسسدهم نشسسر السسسلم – والثسساني المشسساركة فسسي السسستلب كمسسا إن البعسسث‬
‫عن مراعىَ جديدة أمر مرغوب لهسذه القبائسل وقسد اكتملست السسيادة السسلمية اثسر اسستقرار‬
‫)‪(4‬‬
‫هذه القبائل العربية واختلطاتها وتزاوجها مع العناصإر المحلية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫)‪ (1‬إبراهيم عاى طر خان – إمبراطورية البرنو السلمية الهيئة المصإرية للكتاب ص ‪.65‬‬
‫)‪ (2‬صإلحا الدين الشامي –مصإدر سابق‪.‬‬
‫)‪ (3‬محمد عوض محمد – السودان الشمالي سكانه وقبائله ص ‪.160‬‬
‫)‪ (4‬محمد نور ود ضيف ال – كتاب الطبقات – تحقيق يوسف فضل‪-.‬ص ‪.221‬‬

‫‪37‬‬
‫‪~2‬‬
‫انتشار السلما فى السودان ‪.‬‬
‫عسسن طريسسق هج سرات عربيسسة إسسسلمية والتقسست هسسذه الهج سرات مسسع مجموعسسات المحسسس‬
‫والسسسكوت والدناقلسسة تلسسك المجموعسسات السستي تسسسكن علسسىَ ضسسفاف النيسسل مسسن أس سوان وحسستىَ‬
‫دنقل العجوز ‪.‬وثائقيا شمال السسودان السذي كسانت تسسسيطر عليسسه دولسسة علسوة المسسسيحية بسسدأ‬
‫اتصإ سساله بالس سسلم بمج سسرد دخ سسول الس سسلم مصإ سسر ‪،‬وف سسي أثن سساء ت سسدفق الع سسرب نح سسو ارض‬
‫المعسسدن نجسسح عبسسد ال س بسسن عبسسد الحميسسد العمسسري)‪879-855‬م( فسسي توطيسسد نفسسوذ العسسرب‬
‫السياسي تحت قيسادته ‪.‬وربمسسا وضسسع بسسذلك نسواة أول إمسارة عربيسة فسي ارض المعسسدن ‪،‬وبعسسد‬
‫فترة تمكنت قبيلسسة ربيعسة بزعامسة بشسسر بسن مسروان )‪(943‬م السسذي اشسستهر بصإسساحب المعسدن‬
‫مسسن بسسسط نفوذهسسا علسسىَ أ ارضسسي أج سزاء كسسبيرة مسسن تلسسك المنطقسسة بعسسد إن تحسسالف مسسع قبائسسل‬
‫مضسسر ويمسسن و تصإسساهرها مسسع القبائسسل البيجاويسسة ولسسسيما الحداربسسة ‪ .‬فمكنسست لنفسسسها بيسسن‬
‫البجة بفضل نظام الوراثة عن طريق الم الذي كان متفشيا في أجزاء كبيرة من السسسودان‬
‫الش س سرقي ‪،‬وفس سسي نفس سسس الس سسوقت اسس سستقر فس سسرع آخس سسر مس سسن ربيعس سسة فس سسي المحدثس سسة بس سسالقرب مس سسن‬
‫أسسوان‪.‬محسساول بسسسط نفسسوذه علسسىَ المريسسس أي الجسسزء الشسسمالي مسسن بلد النوبسسة ‪.‬وعلسسىَ اثسسر‬
‫خلف بين الفرعين اسستطاع زعيسم الفسرع الثساني أبسو عبسد الس المشسهور بسابي زيسد بسن بشسر‬
‫أن يجمع شمل الفرعين ‪0‬وازدادت بذلك قوته السياسية‪ .‬وتمكن ابنه أبسسو المكسسارم هبسسة الس‬
‫ان يؤدي خدمة جليلسسة الفساطميين عنسدما قبسض علسسىَ الثسسائر المسسوي ركسوة الوليسسد بسسن هاشسم‬
‫فكافأه الحاكم بأمر ال الخليفسة الفساطمي )‪997‬م‪1021-‬م( وخلسع عليسه لقسب كنسز الدولسة‬
‫–وفي إغداق ذلك اللقب علىَ زعيم ربيعة تقدير لمجهودات تلسسك السسرة العربيسسة واعسستراف‬
‫ض سسمني بمكانته سسا السياس سسية –ول سسم ين سسال بن سسو الكن سسز جه سسدا ف سسي بس سسط نف سسوذهم عل سسىَ ارض‬
‫المريس و أصإبحوا قوة محلية يعتد بها ‪،‬واستطاعوا عن طريق المصإاهرة مسسع النسسوبيين أن‬
‫يبسطوا نفسوذهم علسسىَ الجسسزء الشسمالي مسن بلد النوبسة‪،‬وتمكنسوا مسن مصإساهرة السبيت المالسك‬
‫في دنقل ممهدين لنفسسسهم اعتلء عسسرش النوبسسة بعسسد أن أضسسعفته الحملت المملوكسسة‪.(1).‬‬
‫فسسي الفسسترة مسسن )‪1517-1250‬م(اختسسط الملسسك داؤد ملسسك المق سرة سياسسسة هجوميسسة دفاعيسسة‬
‫ضد مصإسسر عنسسدما غس از كل مسن عيسذاب وأسسوان فسسي سسنة ‪1272‬م‪.‬وكسات رد المماليسسك أن‬
‫أرسلوا سلسلة من الحملت العسكرية لوضسع حسد لهجمسات النوبسة ‪ ،‬ثسم جعسل المقسرة دولسة‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬يوسف فضل – مقدمة في تاريخ الممالك السلمية ‪ -‬ص ‪18‬‬

‫‪38‬‬
‫‪~2‬‬
‫تابعه لمصإر‪ ،‬وتحقيقا لهذه السياسة استغل سسلطين مصإسر خلفسات السبيت الحساكم حسول‬
‫اعتل العسسرش وبعثس سوا بسسالمراء النسسوبيين السسذين اسسسروا وعاشس سوا فسسي مصإسسر علسسىَ رأس تلسسك‬
‫الجيسسوش ‪0‬كمسسا صإسسحب الحملت المملوكسسة السستي أخسسذت تغسسزو بلد النوبسسة سسستة ‪1275‬م‬
‫أعسسداد كسسبيرة مسسن المقسساتلين العسسرب السسذين زهسسدوا فسسي الحيسساة بمصإسسر بعسسد تسسسلط المماليسسك‬
‫عليها‪،‬وضاقت بهم سبل كسب العيش ‪،‬كما ان الممالك أنفسسسهم شسسجعوا تلسسك المجموعسسات‬
‫العربية او العربات علىَ مصإاحبة تلك الجيوش‪ -‬ربما للتخلص منهسسا –ففسسي الحملسسة السستي‬
‫أرسسسلها السسسلطان المنصإسسور قلوون سسسنة ‪1288‬م خرجسست أعسسداد كسسبيرة مسسن بنسسي أبسسي بكسسر‬
‫وبنسسي عمسسر وبنسسي ش سريف وبنسسي شسسيبان وبنسسي الكنسسز وبنسسي هلل وغيرهسسا‪ (1).‬ويؤكسسد ابسسن‬
‫الفرات إن الجيسسش المملسسوكي السذي غس از النوبسة فسي عسسام ‪1289‬م كسسان يضسم مسال يقسسل عسن‬
‫أربعين ألف مسسن العسراب‪ .‬وعلسسىَ الرغسم مسن إن هسسذا الرقسم ل يخلسو مسسن المبالغسسة فسان كسبره‬
‫)‪(2‬‬
‫يشير إلىَ كثرة من هاجروا من صإعيد مصإر إلىَ بلد النوبة في القرن الرابع عشر‪.‬‬
‫ويؤكد ذلك السسدكتور يوسسف فضسسل إلسسىَ أن حملت سسلطين مصإسر مسن أهسم السسباب‬
‫التي أضعفت السياج السياسي لنظام الحكم في بلدالنوبة‪.‬‬
‫ومهسسدت لغلبسسة العسسرب السسذين اسسستطاع روادهسسم مسسن بنسسي كنسسز اعتلء عسسرش النوبسسة فسسي‬
‫سنة ‪1322‬م معتمدين علىَ نظسام الو ارثسة عسن طريسق الم وعلسىَ تأييسد النوبسة المسستعربين‬
‫والعسسرب السسذين صإسسحبوا الجيسسوش المملوكسسة‪ ،‬فسسانتقلت السسسلطة داخسسل السسرة مسسن فسسرع نسسوبي‬
‫مسيحي خالص إلىَ فرع نوبي مسلم مستعرب ‪.‬وبسقوط مملكة المقرة المسيحية في أيدي‬
‫المسسلمين انهسسار السسسد المنيسسع السسذي كسسان يحسول لعسدة قسرون دون توغسسل العسرب فسسي حسوض‬
‫النيسسل الوسسسط ‪.‬ومسسن ثسسم تسسدفقت القبائسسل السسساخطة علسسىَ نظسسام الحكسسم فسسي مصإسسر إلسسىَ بلد‬
‫النوبة ثم إلىَ المراعي الواسعة عبر صإحراء العتمور‪.‬‬
‫ونتيجة لتدخل الممالك لم يعد النظسسام السسذي ورثسسه بنسسو كنسسز قسساد ار علسسىَ الصإسسمود طسسويل‬
‫أمسسام تسسدفق العربسسان مسسن الشسسمال الش سرقي ‪،‬فاضسسطر بنسسو الكنسسز إلسسىَ التقهقسسر إلسسىَ السسدر )او‬
‫السسدو(فسسي المريسسس تسساركين بلد النوبسسة فسسي أواخسسر القسسرن ال اربسسع عشسسر فسسي حالسسة سسسيئة مسسن‬
‫)‪(3‬‬
‫الفوضىَ‪.‬‬
‫)‪ (1‬المقريزى – مواعظ العتبار ‪ -‬ص ‪736‬‬
‫)‪ (2‬محمد عبد الرحيم الرومىَ الدمشقىَ – كتاب وتاريخ الدول والملوك ج ‪ -6‬ص ‪271‬‬
‫د‪ /‬يوسف فضل – مقدمة فىَ تاريخ الممالك السلميةص ‪.19‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪39‬‬
‫‪~2‬‬
‫يقسسول ابسسن خلسسدون واصإسسفا حالسسة مملكسسة النوبسسة فسسي آخسسر عهسسدها‪):‬إن الجزيسسة انقطعسست‬
‫بإسلمهم ثم انتشرت أحياء العرب من جهينة(‪.‬‬
‫ومن أول العلماء الذين ساهموا في بث تعاليم الدين السسسلمي الشسسيخ إبراهيسسم البسسولد‬
‫بن جابر بن غلم ال بن عائد ولد بجزيسرة ترتسج ببلد الشسايقية ثسم رحسل إلسىَ مصإسر حيسث‬
‫تفقسسه علسسىَ الشسسيخ البنسسوفري إمسسام المسسذهب المسسالكي فسسي القسساهرة ‪0‬فلمسسا فسسرغ مسسن د ارسسسته عسساد‬
‫لسسوطنه وادخسسل تسسدريس كتسسابي رسسسالة أبسسي زيسسد القيروانسسي ومختصإسسر خليسسل بسسن إسسسحاق فسسي‬
‫مملكة الفونج‪،‬وتدفق الطلبة عليه وعلىَ إخوته إسماعيل وعبد الرحمسسن وعبسسد الرحيسسم ومسسن‬
‫)‪(1‬‬
‫بعده‬
‫يقول صإاحب كتاب الطبقات ‪:‬ولم تشهر في تلك الفسسترة مدرسسسة علسسم ول قسران يقسسال إن‬
‫الرجل يطلق المرآة ويتزوجها غيره في نهاره من غير عدة حسستىَ قسسدم الشسسيخ محمسسود ارجسسل‬
‫القصإير العركي من مصإر وعلم الناس العسسدة وسسسكن البحسر البيسض وبنسسي لسه قصإس ار كسسان‬
‫)‪(2‬‬
‫يعرف بقصإر محمود‪.‬‬
‫قسسدم الشسسيخ تسساج السسدين البهسساري مسسن بغسسداد وأدخسسل طريسسق الصإسسوفية‪،‬فسسي دار الفونسسج‬
‫‪،‬والبهاري نعته مأخوذ من قولهم باهر أي مضيء سمي بذلك لضياء وجهه ريحانه‪،‬ومسن‬
‫أخبسساره هسسو الشسسيخ المسسام القطسسب الربسساني والغسسوث الصإسسمداني خليفسسة الشسسيخ عبسسد القسسادر‬
‫الجيلنسي ‪،‬قسدم بلد السسسودان بسسأذن مسن رسسول الس صإسلىَ الس عليسه وسسلم )‪(3‬ثسم قسسدم الشسيخ‬
‫عبسسدا لرحمس سن بسسن حمسسدتو مسسن دار الشسسايقية إلسسىَ دار البس سواب )‪(4‬ودار البس سواب قريبسسة مسسن‬
‫شندي‪ .‬وهوالشيخ الخطيب المام العالم العلمة الحجسسة شسسيخ السسسلم ومفسستي النسسام تفقسسه‬
‫علىَ الشيخ إسماعيل بسسن الجسسابر وحضسسر عنسسد الشسسيخ البنسسوفري هسسو والشسسيخ صإسسغيرون بسسن‬
‫سرحان فأثنىَ عليهما وقال محمد يصإلح للتسدريس لكسونه يسسال عسن تحقيسق صإسورة المتسن‬
‫وعبد الرحمن يصإلح للفتوى لكونه يسال عن معسساني الشسراحا وتفقسه عليسسه أئمسسة أعلم منهسم‬

‫ابن خلدون‪ -‬مقدمة ابن خلدون‪ -‬ج ‪ -5‬ص ‪.922‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬محمد نور ود ضيف ال – كتاب الطبقات – تحقيق يوسف فضل‪ .‬ص ‪5‬‬
‫)‪ (3‬محمد نور ود ضيف ال ‪ -‬مصإدر سابق ص ‪.44‬‬
‫)‪ (4‬المصإدر نفسه – ص ‪.5‬‬

‫‪40‬‬
‫‪~2‬‬
‫الفقيه حمد بن الغبش والفقيه إبراهيم بن بطيخه الفرضي وجماعة ومع ذلك ديدنه الورع‬
‫)‪(1‬‬
‫والتقوى والعبادة والزهد في الدنيا واهلها‪.‬‬
‫وقسسدم الشسسيخ عبسسد السسرزاق أبسسو قسسرون مسسن دار الصإسسعيد إلسسىَ دار البسواب وقسسدومهم فسسي‬
‫دولة الملك بادي أبو رباط وفي قري) قري مقر مملكة الشيخ عجيب المانجلك مثل سنار‬
‫للفونج وهي شمال الخرطوم(وفسي قسري المسر دايسر بيسن قنيص وعجيسب ولسدي عربسي ولسد‬
‫عجيب وبعدهم بيسير قدمت رابعة بنت القطب الرباني عبد الرحمن بن جسسابر مسسع ولسسديها‬
‫الفقيسسه العسسسر وحمسسد الغبسسش وهمسسا أولد عبسسدا لرحمسسن ولسسد حمسسدتو مسسن دار الشسسايقية إلسسىَ‬
‫)‪(2‬‬
‫الهللية في زمن الملك رباط وعثمان ولد عجيب‪.‬‬
‫قام أولد جابر الربعة وأحفادهم بدور كبير في إرساء قواعسسد التعليسم السسديني والفقسسه‬
‫فسي أجسزاء متفرقسة مسن السسودان الشسرقي يقسول ود ضسيف الس ‪:‬جابر وجسبر الس أبنساء عسون‬
‫بسسن سسسليم بسسن ربسساط بسسن غلم ال س بسسن عائسسد الركسسابي وجسسابر هسسو أبسسو الئمسسة الربعسسة السسذين‬
‫عليهم نظام الدين والدنيا وأمهم اسمها صإسسافية يقسسال أن الخيسسر مسسا وجسسدوه إل بسسدعاء أبيهسسم‬
‫و أمهسسم وهسسذا يسسدل علسسىَ صإسسلحهما‪(3).‬كمسسا بلغسست أختهسسم فاطمسسة درجسسة رفيعسسة فسسي العلسسم‬
‫والصإلحا ومنها انبثقت أسسرة دينيسة أخسرى ل تقسل عسن أولد جابر شسهرة هسم الصإسغيروناب‬
‫أحفساد أبنساء محمسسد صإسغير ون بسسن سسسرحان السسذي تفقسسه علسىَ اخسو السه وعلسسىَ اثسر دعسوة مسسن‬
‫السسسلطان بسسادي سسسيد القسسوم ‪،‬وكسسان مسسن مريسسديه ويسسؤمن بصإسسلحه ‪.‬نسزحا حسوالي)‪ 1612‬م (‬
‫إلسسىَ ديسسار الجعلييسسن حيسسث أسسسس فسسي الفجيجسسة جنسسوب شسسندي مرك س از دينيسسا شسسبيها بمركسسز‬
‫اخس سواله ‪0‬وتح سست قي سسادة ابن سسه وخليفت سسه الش سسيخ الزي سسن ازده سسرت تل سسك المدرس سسة ح سستىَ طبق سست‬
‫شسسهرتها الفسساق ‪0‬ويقسسول عنسسه ود ضسسيف الس )وجلسسس فسسي حلقسسة أبيسسه مسسن بعسسده ‪.‬وشسسدة إليسسه‬
‫الرحسسال ‪ ،‬وض سربت إليسسه آبسساط البسسل وطسسال عم سره واشسستهر ذكسره ‪.‬واخسسذ عليسسه لبنسسا والبسساء‬
‫والحف سساد ‪،‬والج سسداد وبل سسغ تدريس سسه لمختصإ سسر خلي سسل خمس سسين ختم سسه ‪،‬وبلغ سست حلقت سسه أل سسف‬
‫طسسالب وتلم سسذته صإسساروا شسسيوخ السسسلم ‪ .‬وبالجملسسة فسسالبلد كله سسا إلسسىَ دار صإ سسليح تجسسد‬
‫)‪(1‬‬
‫فقهاها وقضتها تلمذة وتلمذة تلمذته‪.‬‬

‫)‪ (1‬مصإدر سابق ص ‪.115‬‬


‫)‪ (2‬مصإدر سابق ص ‪.6‬‬
‫)‪ (3‬مصإدر سابق ص ‪.45‬‬
‫)‪ (1‬محمد نور ود ضيف ال – كتاب الطبقات – تحقيق يوسف فضل‪ -‬ص ‪.73‬‬

‫‪41‬‬
‫‪~2‬‬
‫انش سسأ آخ سسرون م سسن حف سسدة أولد ج سسابر م سسدارس ف سسي أب سسي حس سراز والهللي سسة وق سسام أبن سساء‬
‫عمسسومتهم ‪،‬الركابيسسة أبنسساء ركسساب بسسن غلم الس س بسسن عائسسد بسسدور مماثسسل فسسي نشسسر العقيسسدة‬
‫الس سسلمية فاش سستهروا بمدارس سسهم ف سسي خورك سستي بك سسر دف سسان وجب سسل الحس سراز وف سسي الصإ سسبابي‬
‫)‪2‬‬
‫الواقعة شمال الخرطوم ‪،‬والتي ربما هاجر إليها قبل قيام مملكة الفونج‪.‬‬

‫(المبحث الثالث‬
‫دخول السلم من جهة الغرب‬

‫وهناك طريق ثالث دخلت منه بعض الجماعات السلمية والعربية إلسىَ السسودان‬
‫‪،‬وك سسان ذل سسك ف سسي الق سسرن الخ سسامس الميلدي ‪،‬وبع سسد قي سسام الدول سسة الس سسلمية المس سستقلة ع سسن‬
‫الخلفسسة العباسسسية فسسي كسسل مسسن مصإسسر والمغسسرب وذلسسك هسسو الطريسسق الغربسسي أو الشسسمالي‬
‫الغربي‪(1).‬فان هذا الطريق قد اسهم بجهد كبير وفعال في إثراء حركة الهجسرة العربيسسة إلسسىَ‬
‫تلسسك المنسساطق مسسن قلسسب القسسارة الفريقيسسة ذلسسك لن الطريسسق الشسسمالي الغربسسي ‪،‬أو الطريسسق‬
‫الليسسبي قسسد وفسسدت منسسه جماعسسات عربيسسة أخسسرى اسسستطاعت أن تتجسسه عسسبر السسسهول والسسبراري‬
‫الواقعسسة بيسسن إقليسسم النوبسسة إواقليسسم تشسساد نحسسو دار فسسور ذلسسك لن الكسسثرة العظمسسىَ مسسن القبائسسل‬
‫العربية نزلت علىَ تلسك المنساطق فسي غسسرب السسسودان‪،‬إلسسىَ برنسو ووداي واسسستقرت بهسا حينسا‬
‫من الوقت ثم تحركوا شرقا إلىَ كردفان و دارفور ‪،‬بل بعض قبائل البقارة التي قدمت إلسسىَ‬
‫)‪ (2‬د‪ /‬يوسف فضل – مصإدر سابق‪ -‬ص ‪.141‬‬
‫)‪ (1‬المقريزى – البيان والعراب ‪ -‬ص ‪.1147‬‬

‫‪42‬‬
‫‪~2‬‬
‫السودان تؤكد إن أجدادهم جاءوا من تونس إلسسىَ القطسسار الواقعسسة إلسىَ الغسرب مسسن دار فسور‬
‫‪،‬بغربسسي السسسودان)‪ (2‬وكسسذلك كسسان المسسر بالنسسسبة للعسسرب ‪،‬السسذين نزحس سوا مسسن النسسدلس اثسسر‬
‫سسقوط أخسر الممالسك السسلمية )مملكسة قرناطسة ‪1493‬م( إذ اتجسه بعسض مسن هسؤلء إلسىَ‬
‫شسسمال أفريقيسسا ‪.‬وواصإسسل البعسسض الخسسر هجرتسسه إلسسىَ إقليسسم تشسساد ومنسسه إلسسىَ القليسسم الغربسسي‬
‫)‪(3‬‬
‫للسودان في دارفور‪.‬‬
‫واتصإسسلت عمليسسات المسسد ‪،‬حيسسث أغسسارت قبائسسل هلل السستي أرسسسلها الحسساكم الفسساطمي‬
‫لت س سسأديب ال س سسبربر ف س سسي الش س سسمال الفريق س سسي‪.‬وم س سسن هن س سسا ت س سسدفق ال س سسبربر ف س سسي الصإ س سسحراء وال س سسىَ‬
‫السسسودان‪.‬فلمسسا طسسرد المسسسلمون مسسن النسسدلس تسسدفق سسسيل الهجس سرات ‪،‬ومسسن هسسذه الهجس سرات‬
‫)‪(4‬‬
‫الكبرى هجرة التجار العرب المنتسبين إلىَ الهللية إلىَ دار فور‪.‬‬

‫ومس سسن تلس سسك البوابس سسة دخلس سست عشس سسائر شس سستىَ أهمهس سسا المغاربس سسة وهس سسم العشس سسائر الخيريس سسة‬
‫ويسكنون في عدة مواطن أهمها الجزيرة والنيل البيسسض والبطانسسة ومسسن قبسسل جهسسة شسسمبات‬
‫‪،‬والهبان ‪.‬وهسسؤلء يعلسوا نسسبهم بالشسيخ احمسسد زروق المغربسسي وكسذلك دخلست بطسسون الحمسر‬
‫)‪(1‬‬
‫من كل جهة حسب رواياتهم وبعض من عشائر ف ازرة بدار حامد‪.‬‬
‫فهذا المنفذ كان منبعا آخر للثقافة السلمية ‪،‬ومن علماء الفونج الذين يرجع أصإلهم إلىَ‬
‫المغس س سسرب أو النس س سسدلس منهس س سسم عبس س سسد الكس س سسافي المغربس س سسي الس س سسذي قس س سسدم علس س سسىَ إدريس س سسس بس س سسن‬
‫الرباب‪(2).‬وعلمساء الصإسوفية ومنهسم حسسن ود حسسونة‪(3).‬ودفسع الس مقبسل‪(4).‬قسدم مسن غسرب‬
‫السس سسودان وسس سسعد ولس سسد شوشس سساي‪ (5).‬والليس سسدي وهمس سسا صإس سسوفيان مس سسن المغاربس سسة والتلمسس سساني‬
‫المغربسسي‪(6).‬السسذي قسسدم فسسي عهسسد الملسسك بسسادي ومعسسروف إن التلمسسساني علسسم الشسسيخ محمسسد‬
‫عيسىَ سوار الذهب علوم القرآن ورواية ورش وسلكه طريق القوم وعلمه علم الكلم‪.‬‬

‫)‪ (2‬عبد الفتاحا التميمىَ – السلم والعروبة فىَ السودان ‪ -‬ص ‪.26-25‬‬
‫)‪ (3‬مصإدر سابق – نفس الصإفحة ‪.‬‬
‫)‪ (4‬انظر موسوعة اهل الذكر والذاكرين ‪.3/182‬‬
‫)‪ (1‬علىَ بن محمد الدخيل ال – دراسة لهم عقائد التجانية فىَ ضوء الكتاب والسنة – الرياض ص ‪44‬‬
‫)‪ (2‬ولد بالعيلفون ‪1508 -913‬م صإوفىَ قادرى قبل دخول البهارى للسودان وكانت له مكانه عند الفونج‬
‫)‪ (3‬حسن ودحسونة ابن الج موسىَ ‪ 0‬قدم من المغرب ولد بشندى‬
‫)‪ (4‬من غرب السودان ونزل فىَ الجميعاب وهم فرع من الجعليين يسكنون شمال أم درمان‪.‬‬
‫)‪ (5‬محمد نور ود ضيف ال – كتاب الطبقات – تحقيق يوسف فضل‪ -‬ص ‪.223‬‬
‫)‪ (6‬المصإدر نفسه ‪-‬ص ‪.42‬‬

‫‪43‬‬
‫‪~2‬‬
‫وقد غرس هؤلء الدعاة البذور الولىَ للثقافة السلمية الصإوفية حيث ل يوجد‬
‫بينهسسم اختلف فسسي منسساهجهم ‪ ،‬حسستىَ العلمسساء منهسسم كسسانت تغلسسق عليهسسم نزعسسة التصإسسوف‬
‫‪0‬فالمغرب بجانب إسهامه في نشر العقيدة السلمية والمسسذهب المسسالكي قسسد تسسرك أثس ار فسسي‬
‫التجويسسد والخسسط العربسسي ‪ .‬فمسسن بيسسن القس سراءات المختلفسسة فسسان أغلبيسسة السسسودانيين يقسسرؤون‬
‫برواية الدوري عن أبىَ عمروا ابن العلء‪ ،‬أما في دارفور وكردفان ودنقل يقسرأون بروايسة‬
‫ورش عسن نسافع ‪ ،‬وكسان هسذا الختلف فسي القسراءات أكسثر وضسوحا فسي المغسرب منسه فسي‬
‫مصإسسر‪ .‬وربمسسا دخسسل السسسودان عسسن طريسسق التلمسسسانىَ المغربسسي السسذي درس علسسوم القس سران‬
‫لمحمسسد ولسسد عيسسسىَ س سوار السسذهب فسسي دنقل ومنسسه انتقسسل إلسسىَ الجزي سرة‪ .‬وفسسىَ السسوقت السسذي‬
‫تبنسست فيسسه مملكسسة الفونسسج الخسسط العربسسي فسسان سسسلطنة الفسسور أخسسذت بسسالخط الندلسسسي والسسذي‬
‫كان معروفا في المغرب‪ ،‬وهذه الطريقة من الكتابة تعرف محليا بخط ورش ‪.‬‬
‫كان البعث الجديد لطاقسسات المسواطنين الصإسسليين لمنطقسسة جنسسوب النيسسل الزرق ‪،‬‬
‫السسذين اسسسلموا واسسستعربوا وتش سربوا المضسسمون الحضسساري الجديسسد ممثل فسسي سسسلطنة الفونسسج‬
‫السلمية التي عاشوا في كنفها لكثر مسن قرنيسن مسن الزمسان ‪،‬ومسا حسدث ليسسس إل تطسسو ار‬
‫أخر في عملية التفاعل المستمر بين المد السسلمي واحسد مجتمعسات سسودان وأدى النيسل‬
‫السستي تغلسسب عليهسسا المعتقسسدات المحلي سسة ‪ ،‬وف سسىَ هسسذا رم سسز أخ سسر لنتشسسار الس سسلم وغلبت سسه‬
‫السياسية‪.‬‬
‫ان قيام سلطنة الفونج السلمية ‪ ،‬وتطورها العملق قد أسس علىَ تفاعسسل طويسل‬
‫المسسدى وعميسسق الثسسر بيسسن ثلثسسة روافسسد هسسي التيسسار السسسلمي والعربسسي والسسسوداني ‪ ،‬وكسسان‬
‫السسسلم جسسوه ار إواطسسا ار هسسو المحسسرك الساسسسي فسسي تفاعسسل هسسذه التيسسارات ومسسا خلفتسسه مسسن‬
‫تراكم سسات عرقي سسة وديني سسة وثقافي سسة واجتماعي سسة عل سسىَ ش سسعوب س سسودان وأدى الني سسل – وبقي سسام‬
‫سلطنة الفونج السلمية المؤسس علسىَ تكامسل العسسرب والفارقسة نسورخ لتسسوجهين مهميسن ‪:‬‬
‫أولهمسسا نشسسر العقيسسدة السسسلمية بصإسسورة عميقسسة ‪ ،‬وثانيهمسسا بدايسسة الحقبسسة السسسلمية السستي‬
‫ب سسذرت نس سواة‬ ‫)‪(1‬‬
‫تش سسكلت فيه سسا ج سسذور الثقاف سسة الوطني سسة الغالب سسة وس سسمات الهوي سسة الس سسودانية‪.‬‬
‫الس سساس الس سسلمي والعرب سسي لس سسودان وادى الني سسل قب سسل مئ سسات الس سسنين م سسن قي سسام مملك سستي‬
‫العبدلب والفونج إل ان انتشسار السسلم قبسل قيسام تلسك الممالسك كسان اسسميا فسىَ كسثير مسن‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬يوسف فضل – بحث ) سلطنة الفونج السلمية ( مجلة جامعة أفريقيا ‪-‬ع ‪ -22‬ص ‪60‬‬

‫‪44‬‬
‫‪~2‬‬
‫مظاهره‪ .‬وكان دعاة السسسلم فسسي أول المسسر مسسن التجسسار والبسسدو‪ ،‬وممسسن تنقصإسسهم المعرفسسة‬
‫العميقسسة بتعسساليم السسسلم ‪ ،‬ولسسذا اهتمس سوا بنشسسر المبسسادئ العامسسة ‪ ،‬وأبجسسديات الفقسسه ‪ ،‬لكسسن‬
‫عمليسسة التحسسول مسسن المسسسيحية والمعتقسسدات الفريقيسسة إلسسي السسسلم كسسانت بطيئسسة جسسدا وربمسسا‬
‫اسسستغرقت مئسسات السسسنين‪ (2).‬وصإسسفوة القسسول انسسه مسسا ان تسسم النصإسسر للسسدين السسسلمي وأحسسرز‬
‫الستعراب تقدما ملحوظا خاصإة بين النوبيين وفىَ الجسزء الخاضسسع لنفسسوذ العبسدلب حستىَ‬
‫خرجست جماعسسة مسسن العلمسساء ورجسسال الطسسرق الصإسسوفية ‪،‬يتقسسدمهم التجسسار ‪ ،‬خرجسوا يحملسسون‬
‫مشسساعل تعميسسق التعسساليم السسسلمية السسىَ منطقسسة جنسسوب الجزيسرة والسسىَ تقلسسىَ وكردفسسان ودار‬
‫فور وليس قيام دولة الفونج السلمية ومملكتي تقلسسىَ والفسسور ال تعسسبي ار عسسن جسسوهر حركسسة‬
‫السسلم والثقافسة العربيسة فسسىَ تفاعلهسا مسسع المجتمعسات السسودانية‪ .‬ومثلمسسا كسسانت المسسيحية‬
‫عامل توحيد بين النوبيين ‪ ،‬بل سمة من سمات القوميسة عنسدهم ‪ ،‬فسان السسسلم صإسسار مسسن‬
‫أهسسم مقومسسات الهويسسة إذ جمسسع بيسسن كسسثير مسسن الشسسعوب السسسودانية علسسىَ اختلف أصإسسولها‬
‫العرقية ووحد بينها تحت مظلة إدارة واحدة ‪.‬‬
‫وم سسن أهسسم مسسا يش سسار إليسسه ‪ ،‬اتفسساق كافسسة الدارس سسين لفسسترة الفونسسج مسسن السسسودانيين‬
‫والجسسانب علسسىَ إقرارهسسم لحقيقسسة ثابتسسة وهسسىَ ان الزدهسسار الثقسسافي السسذي عاشسسته تلسسك الفسسترة‬
‫ك سسان نتيج سسة للتواف سسق ال سسذي ت سسم بي سسن العلم سساء و الس سسلطين ‪ ،‬ويوض سسح يوس سسف فض سسل دور‬
‫السسسلطين فيقسسول شسسجع سسسلطين الفونسسج والفسسور وملسسوك العبسسدلب وتقلسسىَ وغيرهسسم قسسدوم‬
‫العلماء والفقهاء ورجال الطرق الصإوفية من مصإر والحجاز والمغسسرب ليسسسهموا فسسىَ نشسسر‬
‫العقي سسدة الس سسلمية وتعمي سسق مفاهيمه سسا عل سسىَ أس سسس علمي سسة س سسليمة بي سسن مس سواطنيهم ‪ ،‬وق سسد‬
‫صإسسادفت فسسترة الركسسود الفكريسسة السستي ألمسست بالشسسرق العربسسي عنسسدما كسسرس العلمسساء جهسسودهم‬
‫ل سسدرس العل سسوم النقلي سسة مكتفيي سسن باختصإ سسارها وكتاب سسة الش سسروحا والحواش سسي‪ (1).‬وم سسن س سسلطنة‬
‫الفونس سسج خس سسرج العلمس سساء والمتصإس سسوفة إلس سسىَ كس سسرد فس سسان ودار فس سسور يحملس سسون مشس سساعل الثقافس سسة‬
‫)‪(2‬‬
‫السلمية ساعين لخلق جسور من التواصإل بينها وبين شعوب وادى النيل الوسط‪.‬‬

‫)‪ (2‬محمد نور ود ضيف ال – كتاب الطبقات‪ -‬ص ‪.221‬‬


‫)‪ (1‬د‪ /‬يوسف فضل – دراسات فىَ تاريخ السودان – جامعة الخرطوم ت ‪1975‬ج ‪ - 1‬ص ‪112‬‬
‫)‪ (2‬د‪ /‬يوسف فضل – بحث ) سلطنة الفونج السلمية ( مجلة جامعة أفريقيا‪ -‬ص ‪65‬‬

‫‪45‬‬
‫‪~2‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الجهود الرسمية للدعوة في السودان‬
‫ويحتوى على ‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث الول ‪:‬جهود الشيخ عجيب المانجلك في دولة الفونج ‪.‬‬


‫‪ ‬المبحث الثاني ‪:‬جهود السلطان بادي أبو دقن‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬جهود السلطان بادي أبو شلوخ ‪.‬‬

‫المبحث الول‬
‫الشيخ عجيب المانجلك‬
‫ويحتوى على مايلى‪:‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬النسب والنشأة‪.‬‬
‫المطلب الثانى ‪ :‬شخصيته ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬بدء حكمه ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬الشئون الدينية فى عهد الشيخ عجيب ‪.‬‬
‫المطلب الخامس ‪ :‬تعظيما الشيخ عجيب لشعيرة الحج‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب السادس ‪ :‬استشهاد الشيخ عجيب ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الول ‪:‬النسب والنشأة ‪.‬‬

‫هسسو عجيسسب بسسن الشسسيخ عبسسد الس بسسن محمسسد البسساقر الحسسسين والسسذي ينتهسسي نسسسبه فسسي‬
‫أصإله إلىَ بيت كريم من أشراف مكة المكرمة يعرف ببيت بركات )‪.(1‬‬
‫ويتحسسدث كروفسسورد عسسن شخصإسسية عجيسسب قسسائل ‪):‬أبسسو دليسسق مركسسز البطسساحين علسسىَ بعسسد‬
‫‪28‬ميل للشمال لها ارتباطات عبدللبية(مؤكدة لنسسه هنسساك دفسسن الشسريف أبسسو دنانسسة السسذي‬
‫‪( (2‬‬
‫تزوج عبد ال جماع ابنته‪،‬فولدت له عجيب المانجلك ‪0‬‬
‫ويقسسول مكسسي شسسبيكة ‪):‬وتظهسسر لنسسا هنسسا شخصإسسية الشسسيخ عجيسسب المانجلسسك خليفسسة‬
‫والسسده عبسسد الس س جمسساع مؤسسسس أسس سرة العبسسدلب ‪...‬ووالسسدة الشسسيخ عجيسسب –حسسسب بعسسض‬
‫الروايات – بنت للشريف )أبو دنانه(‪،‬وهذا مؤهل له لن يحترم الناحية الدينية‪،‬ويقوم بكل‬
‫)‪(3‬‬
‫ما ينشر التعاليم الدينية ‪.‬‬
‫وبدراسة هذه النصإوص ننتهي إلىَ الحقائق التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬يتصإسسل نسسسب الشسسيخ عجيسسب المانجلسسك مسسن جهسسة أمسسه بالش سريف ابودنسسانه‪،‬أول مسسن‬
‫ادخسسل الطريقسسة الشسساذلية فسسي السسسودان ‪،‬والش سريف حمسسد هسسذا هسسو ابسسن سسسليمان أبسسي‬
‫الريش المتصإل نسبه بالمام علي الهادي بن حسن العسكري ‪0‬وموضسسع الهميسسة‬
‫في هذا النتساب ما تركه من اثسسر دينسسي قسسوي فسسي تكسسوين شخصإسسية الشسسيخ عجيسسب‬
‫‪،‬انعك سسس عل سسىَ السياس سسة ال سستي اتبعه سسا ف سسي تأس سسيس دور العل سسم والعب سسادة‪ ،‬وتش سسجيع‬
‫وسائل نشر المعارف والدين والعلوم‪.‬‬
‫‪ .2‬باعتباره احد الولياء الصإالحين الذين وصإلوا بعلمهم وعبادتهم إلىَ أعلىَ درجات‬
‫الترقي في سلم الصإعود إلىَ الحضرة اللهية فأصإبح سلطان الظاهر والبسساطن‪.‬ول‬
‫عجسسب أن يوصإسسف الشسسيخ عجيسسب بسسذلك‪،‬فسسان العقليسسة السسسائدة فسسي عصإس سره كسسانت‬
‫عقليس س س سسة سس س س سسيطرة الس س س سسدين علس س س سسىَ كس س س سسل شس س س سسيء‪،‬وتحكمس س س سسه فس س س سسي تصإس س س سرفات النس س س سساس‬
‫ومصإ سسائرهم‪،‬وت سسأثيره عل سسىَ أفك سسارهم ووج سسدانهم ‪،‬وتفس سسير ك سسل مظ سساهر الك سسون عل سسىَ‬
‫أساس منه‪.‬‬

‫)‪ (1‬د‪-‬صلحا الديآن محي الديآن محمد‪-‬الشيخ عجيب والدولة السلمية في سنار –دار الهللا ت‪1995-‬م ص ‪.15‬‬
‫)‪ (2‬محمد صإالح محي الدين‪ -‬مشيخة العبدلب‪-‬دار الفكر –ت‪1972-‬م‪-‬ص‪.254-‬‬
‫)‪ (3‬مكي شبيكة‪ -‬مملكة الفونأج السلمية‪-‬ص ‪49.-48‬‬

‫‪48‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪ .3‬كسسان الشسسيخ عجيسسب هسسو اصإسسغر إخسوانه عنسسد تسسوليه الحكسسم ولسسم يكسسن لسسه منهسسم شسسقيق‬
‫‪00‬وقد يكون في ذلك تفسير للفترة الطويلة التي قضاها في الحكم وللعمسسر المديسسد‬
‫السسذي عاشسسه إذ تقسسول روايسسة انسسه عسساش ‪125‬سسسنة وتقسسول أخسسرى ‪140‬سسسنة ويقسسول‬
‫دكتور محمد صإالح محي السسدين وقسسد وجسسدت مكتوبسسا فسسي لسوحا زجسساجي وضسسع علسسىَ‬
‫)‪(1‬‬
‫قبر الشيخ عجيب انه عاش ‪ 148‬سنة‬
‫‪ .4‬كان الشيخ عجيب هو الخليفة الول لبيه عبسسد الس جمسساع‪ ،‬وممسسا تميسسز بسسه الجمسسع‬
‫بيسسن القيسسادة السياسسسية والعسسسكرية المقتسسدرة والحكيمسسة‪ ،‬وبيسسن التقسسوى والسسورع‪ ،‬ومسسن‬
‫‪ ...‬اذعسعدلهوذا ههسو أدذقسر ع‬
‫ب للتلذقسدوى دواتلقهسوذا اللاسهد إعلن اللاسهد‬
‫د د ه‬ ‫مظساهر تقسواه وورعسسه‪:‬حبسه للعسسدل } ذ‬
‫)‪(2‬‬
‫دخعبيلر بعدما تدذعدمهلودن {‬
‫ورأفتسسه بالرعيسسة ‪ ،‬قسسال صإسسلىَ الس عليسسه وسسسلم )اللهسسم مسسن ولسسىَ مسسن أمسسر أمسستي شسسيئا‬
‫فشق عليهم فاشقق عليسه ومسن ولسسىَ مسن أمسر أمستي شسيئا فرفسسق بهسم فسأرفق بسه()‪ (3‬وحرصإسه‬
‫السسدائم علسسىَ رعيتسسه وبيسسن التنقسسل بيسسن أرجسساء مملكتسسه ليقسساف مسسا قسسد يظهسسر مسسن أنسواع البسسدع‬
‫والضللت التي تخالف شريعة السلم ‪.‬‬
‫كسسان للشسسيخ عجيسسب أخسسوة كسسثر فيهسسم الشسسيخ إدريسسس النقيسسر وذريتسسه تسسسمىَ الن‬
‫بالنقرياب والشيخ محمد قيومة وهو جد الديوماب – والشسسيخ ادر كسسوجه وهسسو جسد الدرو‬
‫ج سساب – والش سسيخ س سسبه وه سسو ج سسد الس سسباباب وغيره سسم ك سسثيرون مم سسال تس سزال ذريته سسم تحتف سسظ‬
‫بأنسس سسابها إليس سسه‪ ،‬زيس سسادة علس سسىَ عس سسدد مس سسن الخ س سوات النس سساث ونسس سسلهن وكس سسذلك موجس سسود الن‬
‫ومعروف‪(4).‬‬

‫)‪(1‬‬
‫د‪ .‬محمد صإالح محي الدين ‪ ،‬مشيخة العبدلب‪،‬ص ‪.256‬‬
‫)‪(2‬‬
‫سورة المائدة ‪ ،‬الية ‪.8‬‬
‫)‪(3‬‬
‫المام مسام‪ -‬صإحيح مسلم‪-‬كتاب المارة‪-‬باب‪-‬فضيلة المام العادل‪-‬حديث رقم)‪.(1828‬‬

‫‪49‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫شخصيته‬
‫لقد تفتحت عينا الشيخ عجيب علىَ عهد بسسدأت فيسسه مكانسسة والسسده الشسسيخ عبسسد الس‬
‫جمسساع ترتفسسع كسسثي ار بيسسن كسسل شسستات الفسسروع العربيسسة المنتشس سرة فسسي حسسوض النيسسل الوسسسط‬
‫ومنطقسسة البطانسسة – فنشسسأ بسسذلك فسسىَ بيسست الرئاسسسة – عهسسدو بسسه إلسسىَ عسسالم جليسسل يصإسسحبه‬
‫إخسسوته وأنسسداده فحفسسظ الق س اران الكريسسم وجسسوده كمسسا تلقسسىَ علسسىَ يسسديه علسسومه الفقهيسسة واللغويسسة‬
‫وبرزت مقدراته الفكرية الواسعة ‪.‬وبدأ فسي تلسك المرحسة المبكسرة يظهسر السورع وهسدوء النفسس‬
‫الشسسديد السسذي اشسستهر بسسه بعسسد ذلسسك طيلسسة سسسنين عم سره الطويسسل المديسسد العسسامر بالمكرمسسات‬
‫وكسسانت تلسسك البيئسسة الرعويسسة القبليسسة تضسسع الفروسسسية بكسسل ضسسروبها كتقليسسد اساسسسىَ لتربيسسة‬
‫البنسساء السسذكور إعسسداد لهسسم لحيسساة الترحسسال بنوعهسسا ونشسسوقها وسسسماتها البسسارزة فسسي منازلسسة‬
‫الع سسداء والتقل سسب عل سسىَ مصإ سساعب حي سساة الغفس سسار – زيس سسادة عل سسىَ صإ سسفات الف ارس سسة والنج سسدة‬
‫والشسسهامة والقسسدام خاصإسسة بيسسن أبنسساء المشسسايخ والرؤسسساء فاخسسذ الشسسيخ عجيسسب إواخسسوته مسسن‬
‫كل تلك الصإفات بالشيء الكثير واعسده ذلسك كلسه منسذ عهسد صإسباه المبكسر لن يمل مكسانه‬
‫كأقرب أبناء الشيخ عبسسد الس جمساع إلسىَ نفسسه وأهلسسه ذلسك لخلفسة والسسده فسي مسسستقبل اليسام‬
‫كما سنرى ‪ (0(1‬فنشاء الشيخ عجيب رجل هادى الطبع لين الجانب تقيا ورعسسا ولقسسد منحسه‬
‫ال محيا باسل في قامسة مديسدة‪ ،‬وبسسطة فسي الجسسم وفروسسية ونجسدة وشسهامة مسع رجاحسة‬
‫فسسي العقسسل والخلسسق)‪0(2‬اذ انسسه كسسان ق سرة فسسي جسسبين تاريسسخ دولسسة الفونسسج يسسذكر النسساس الشسسيخ‬
‫عجيسسب يسسذكرونه ويسسذكرون عبقريتسسه فسسي القيسسادة فهسسو اشسسهر قائسسد فسسي دولسسة الفونسسج ‪ 0‬لقسسد‬
‫كانت فتوحاته ملء السمع والبصإر لذلك افتتن الناس به واصإبحو يثقسسون بسسه ثقسسة ل حسسدود‬
‫لها ويفرحون بالقتال تحت رايته‪.‬‬
‫ولكل ما يتحلىَ به من صإفات أوكلت له كثير من العمال العظام وذلك حيسسن مسسا‬
‫سمع الشيخ عبد ال جماع عن ملك الفونج في ذلك لسسوقت )عمسارة دنقسس(فقسسد كسان عمسسارة‬
‫الحسساكم المسسسلم فسسي منطقسسة الفونسسج واشسستهر بسسسعة افقسسه وقيسسامه بشسسأن إعلء كلمسسة السسسلم‬
‫‪0‬حسستىَ اجتمسسع عليسسه كسسثير مسسن المسسسلمين مسسن شسستىَ الجنسساس فكسسان يكسسرم وفسسادتهم ويسسسبغ‬

‫)‪(1‬‬
‫د‪ -‬صإلحا محي الدين‪-‬الشيخ عجيب والدولة السلمية في سنار ص ‪16‬‬
‫)‪(2‬‬
‫د –صإلحا محي الدين –وقفات في تاريخ السودان‪-‬ص ‪61‬‬

‫‪50‬‬
‫‪~2‬‬
‫عليهسم حمسايته ‪ ،‬كمسسا سسمع عسسن الملسسك عمسارة دنقسس انسه يتهيسأ لغسسزوا الدولسسة المسسسيحية فسسي‬
‫علسسوة وعاصإسسمتها سسسوبا ‪ .‬لسسذلك فسسان الشسسيخ عبسسد الس جمسساع أرسسسل رسسسله وعلسسىَ أرسسسهم ابنسسه‬
‫عجيب حتىَ يقفوا علىَ حقيقة كل هذه الشياء ثم لينقلسوا للحسساكم المسسسلم هنسساك فسسي الفونسسج‬
‫فسسي جنسسوب السسسودان الشس سرقي ‪...‬اسسستعداد المسسسلمين فسسي أواسسسط السسسودان بقيسسادة شسسيخهم‬
‫جماع علىَ أن يسسدخلوا فسي حلسسف اسسلمىَ ضسد مملكسة علسوة المسسسيحية خاصإسة وان الشسيخ‬
‫جمسساع وأتبسساعه مسسن الفسسروع العربيسسة فسسي منطقسسة الوسسسط كسسانوا يقاسسسون مسسن سسسلطان الحكسسام‬
‫وجسسد‬ ‫)‪(1‬‬
‫العنسسج – ملسسوك سسسوبا وأمراءهسسا كمسسا كسسانوا يعرفسسون حقيقسسة الحسسال فسسي تلسسك المملكسسة‬
‫الشيخ عجيب ووفده أحسن استقبال من ملوك الفونج وشعبهم ونجحت وفادتهم تمامسسا فسسىَ‬
‫وضع الساس لقيام حلف اسلمي‪.‬تنبثق عنه دولة سسسودانية إسسسلمية واحسسده تمثسسل سسسلطة‬
‫مركزيسسة تنشسسر لواءتهسسا علسسىَ كسسل منسساطق القطسسر – بسسدل مسسن السسدويلت والمسسارات المنتشسرة‬
‫في تنازع وتنسافر فسسي ذلسك الحيسن فسي السسسودان ‪..‬والشسسيخ عجيسب كسسونه فسي ريعسسان الشسسباب‬
‫يسسترأس وفسسد لمهمسسة كسسبيرة تضسسع أسسساس لسسسلطة دينيسسه وقيسسام دولسسة دينيسسه هسسذا فسسأل يبشسسر بسسان‬
‫تكسسون لهسسذا القائسسد الواعسسد المكانسسة المرموقسسة فسسي شسسئون الدارة وأمسسور الوليسسة والحكسسم –فمنسسذ‬
‫ان عاد الشسيخ عجيسب ‪..‬بسدأت السستعدادات لمرحلسة جديسدة فسي حيساة وسسط حسوض النيسل‬
‫بكل الفروع المنتثرة عليه بقيادة الشيخ عبد ال جماع وأبناءه الشيخ عبد الس وعلسسىَ أرسسسهم‬
‫الشسسيخ عجيسسب يجوبسسون المنطقسسة يحثسسون النسساس علسسىَ التجمسسع ويطلقسسون النفيسسر – ويعسسدون‬
‫طذعهتم دمن قهلورة دوعمن دردبسساعط اذلدخذيسعل‬
‫أجود الجياد وأقوى الدروع قال تعالىَ‪}:‬دوأدععمدوذا لدههم لما اذستد د‬
‫)‪(2‬‬

‫تهذرعههبودن بععه دعذدلو اللاسعه دودعسهدلوهكذم دوآدخعريسدن عمسسن هدونععهسذم لد تدذعلدهمسسودنهههم اللاسهه ديذعلدهمههسذم ‪ (3) {..‬وأخسسذت‬
‫السسستعدادات الواسسسعة تجسسري بيسسن القبائسسل وأبنسساء الشسسيخ عبسسد الس يجوبسسون المنطقسسة يحثسسون‬
‫علسسىَ التجمسسع ويطلقسسون النفيسسر – يعسسدون أجسسود الجيسساد وأقسسوى السسدروع ‪.‬وامضسسىَ السسسيوف‪،‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وامنع الدروق ويحشدون الرجال في سرايا مقاتلة قوة كبيرة‪.‬‬
‫ومن الناحية الخرى تحركت قوات الملك عمارة دونقس في جيسسوش كسسبيرة فسسي أتسسم‬
‫وأكمسسل هيئسسة للحسسرب – بكسسل عسسدة وسسسلحا قبائسسل الفونسسج تنفيسسذا للحلسسف السسذي عقسسدوه مسسع‬

‫)‪(1‬‬
‫د صإلحا محي الدين محمد‪-‬الشيخ عجيب والدولة السلمية‪-‬ص ‪17‬‬
‫)‪(2‬‬
‫المصإدر نفسه‪ -‬ص ‪18‬‬
‫)‪(3‬‬
‫سورة النفال الية ‪.60‬‬
‫)‪(4‬‬
‫د صإلحا محي الدين محمد‪-‬مصإدر سابق‪-‬نفس الصإفحة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪~2‬‬
‫العبسسدلب ‪.‬واوصإسسلت جيسسوش قبائسسل الفونسسج زحفسسا قويسسا فسسي اتجسساه عاصإسسمة مملكسسة علسسوة فسسي‬
‫سوبا وهناك اتحد الجيشسان ‪.‬وبسدأت المعركسة الستي نبهست الملسوك العنسج الحالسة الليمسة آل‬
‫إليها أمر مملكتهم في علوة ‪ ..‬وانتفضوا انتفاضة أخيسره وهسم )رمساة الحسدق()‪(1‬السذين قساتلوا‬
‫حروبسسا كسسثيرة وانتفضسوا انتفاضسسة أخيسره فجمعسوا كسسل مسسا تبقسسىَ للمملكسسة )السستي أدنسست شمسسسها‬
‫بالغروب( من قوة ‪...‬وخرجوا من أسوار العاصإمة )سوبا( والتحموا في معركسة قاسسية مسع‬
‫جيسسوش العبسسدلب والفونسسج وقسساتلوا طسسويل ‪..‬ولكسسن جيسسوش الحليفيسسن اسسستطاعت أن تكسسسر‬
‫شوكتهم فسقط أعظم رجالهم وانسحب مسسن تبقسسىَ حيسا حيسسث وصإسلوا إلسىَ قسرب جبسسل الريسان‬
‫)‪(2‬‬
‫حيث كان يوجد حصإن قري الذي تحيط به الجبال‪ .‬فدخلوه واحتموا به‪.‬‬
‫قائد الفرسان وفاتح حصإن قري‪:‬‬
‫وهنسساك فسسي هسسذا الموقسسف كسسان للشسسيخ عبسسد الس جمسساع ابسان بسسرز كمقاتسسل جسسسور هسسو‬
‫الشسسيخ عجيسسب‪ ،‬فوقسسع عليسسه الختيسسار لقيسسادة س سرية مختسسارة تقتحسسم حصإسسن )قسسري(الحصإسسين‬
‫مهما كلفهم‪.‬‬
‫إن هزيم سسة مملك سسة النوب سسة ل سسم تكتم سسل بالس سستيلء علسسىَ العاصإسسمة )سسسوبا( ذلسسك إن‬
‫المراء العنج برجالهم السذين تقهقسروا إلسىَ شسمالي الخرطسوم الحسالي حسوالي سستين كيلومستر‬
‫حيسسث يوجسسد الحصإسسن الحصإسسين فسسي جبسسل جسساري أو جبسسل الريسسان )حصإسسن قسسري(الحصإسسين‬
‫‪،‬هؤلء كانوا يشكلون تهديدا للدولة السلمية المتحدة من الفونج والعبدلب لسذلك كسان ل‬
‫بدمن الستيلء علىَ الحصإن وعلىَ تلك البلدة – ولهذه المهمة كمسسا أسسسلفنا وقسسع الختيسسار‬
‫علىَ الشيخ عجيب ليقود سرايا اقتحام )قري(الحصإينة خاصإة وانه كان قسسد أظهسسر البسسسالة‬
‫)‪(1‬‬
‫وحسن البلء في معارك فتح سوبا‪.‬‬
‫وانسسبرى الفسستىَ الشسسيخ عجيسسب المانجلسسك فسسي س سرية مقاتلسسة مختسسارة ينفسسذ فسسي جسسسارة‬
‫وبسسسالة أوامسسر والسسده الشسسيخ عبسسدا لس جمساع فحاصإسسر الحصإسسن مسسن كسسل جسسانب ورمسساه بالنبسسل‬
‫والسهام ثم اقتحمه في وجسه مقاومسة شسديدة دارت فيهسا معركسة نهائيسة قاسسية أشسبه بمذبحسة‬

‫)‪ (1‬رماة الحدق هو الوصف الذي أطلقه العرب على المقاتلين النوبة وذلك كنايآة عصصن مقصصدرتهم البالغصصة فصصي رمصصي النبصصالا‪ -‬لدرجصصة إصصصابة‬
‫الحدق أي العين‬
‫)‪ (2‬د –صإلحا محي الدين‪-‬الشيخ عجيب والدولة السلمية في سنار ص ‪19‬‬
‫د‪ /‬صإلحا محي الدسن – مصإدر سابق‪ -‬ص ‪.19‬‬ ‫) ‪(1‬‬

‫‪52‬‬
‫‪~2‬‬
‫واس سستطاع ف سسي النهاي سسة أن يش سسق طريق سسه داخ سسل الحصإ سسن وس سسقطت )ق سسري( وهت سسف ش سساعر‬
‫العبدلب)‪ (2‬بالبطل المظفر الشيخ عجيب فاتح حصإن )قري(هتف به منشداا‪:‬‬
‫طابت يمينك يوم قري نازلد * والحرب تحكي لجة النيران‬
‫* بيض العمائم صإاحبي التيجان‬ ‫حفت بك البناء أساد الشرى‬
‫* نشوى بريح الحرب كالسكران‬ ‫لباسهم صإلب الحديد وخيلهم‬
‫كتسابق الجياد يسسوم رهان‬ ‫يتسابقون إلىَ المعالي في الرقىَ *‬
‫* غرر الفضائل طاهسر الدران‬ ‫وأبسوك جماع الذي جمعت له‬
‫* شيخ العروبة في ربىَ السودان‬ ‫جمع الله به العروبة وهو ذا‬
‫* عن جيشه الجسرار بالفرسان‬ ‫سل علوة أو سوبة عسن باسه‬
‫وبذلك أذنت مملكسة النوبسة بسالغروب وانتهسىَ عهسد طسويت اريسساته إيسذانا بسبزوغ عهسسد‬
‫)‪(3‬‬
‫جديد رفرفت راياته علىَ بغاية الحصإن العتيد في قرى‪.‬‬
‫وأضسسيفت للبطسسولت العسسسكرية الحنكسسة السياسسسية والخلسسق القسسوى المسستين ولسسسمات‬
‫التقوى التي تحلىَ بها جميعا الشيخ عجيب ولذالك صإار خليفة والده المرتقب ‪ ،‬بسسل دشسسن‬
‫عمليا ملكا لمملكة العبدلب ‪ ..‬دون سائر إخوانه أبناء الشسيخ عبسد الس جمساع الكسثيرين ‪،‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ولكنه نظريا لم يتم ترسيمه رسميا إل بعد وفاة والده‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬بدء حكمه‬


‫تسسولىَ الشسسيخ عجيسسب الحكسسم فسسي عسسام) ‪1563‬م ( بعسسد وفسساة والسسده وكسسان عمسره عنسسد‬
‫ذلك الحين يقرب من الستين عاما وقد سبقته شسهرته فطسوفت النحساء كرجسل دولسة محنسك‬
‫وكعالم ورع تقي وكفقيه اسلمىَ كبير‪ ...‬محب للعلماء ومجالس الذكر والعلسم‪ .‬وكداعيسسة‬
‫مرموق لنشر الدين والثقافة السلمية في ربوع وطنه السودان‪.‬‬

‫القصإسسيدة مسسن تظسسم المغفسسور لسسه الشسسيخ عثمسسان انسسسة‪،‬وهنسساك أراجيسسز ومقسساطع مسسن الشسسعر الشسسعبي الغنسسائي تمجسسد كلهسسا يسسوم قسسري ول يسزال فسسرع‬ ‫) ‪(2‬‬

‫العبدلب بالهللية )في الجزيرة (يحفظ الكسثير مسن ذلسك الستراث باغسانيه وقصإسائده وتقاليسده وطقوسسه بمسا فيهسا ألقساب )الربساب والمانجلسك( وبمسا‬
‫فيها النحاس وعرضة السيف الصإقرية‬
‫د‪ /‬صإلحا محىَ الدين – وقفات في تاريخ السودان ص ‪52‬‬ ‫) ‪(3‬‬

‫المصإدر نفسه ص ‪61‬‬ ‫) ‪(4‬‬

‫‪53‬‬
‫‪~2‬‬
‫لسذلك فسان عسام تسوليه الرئاسسة شسهد بشساير الفرحسة الستي عمست كسل منساطق رئاسسته ‪ :‬واتست‬
‫وفسسودهم مسسن كسسل حسسدب وصإسسوب تقصإسسد القصإسسيد وتنشسسد النشسسيد وتحسسي بطلهسسا المحنسسك ‪ .‬أو‬
‫)‪(1‬‬
‫كما قال شاعرهم في تحية الشيخ عجيب‬
‫سلم علىَ حامىَ الحمىَ المتدارك‬ ‫*‬ ‫سلم علىَ رب الكتائب والقناء‬
‫* إلىَ الحق بالبيض العوالىَ ألفواتك‬ ‫سلم علىَ الطود العظيم الذي دعا‬
‫شب عزمه فوق النجوم الشوابك‬ ‫*‬ ‫سلم علىَ من تشهد الناس انه‬
‫* في فترت لم تتصإل بمدارك‬ ‫امام اتيت والناس فىَ جاهلية‬
‫* لتنصإر دين ال بين الممالك‬ ‫فقدت جيوش الحق حربا علىَ العداء‬
‫ابدت به )عنجا (بقية هالك‬ ‫*‬ ‫وجررتا من سيف العزيمة صإارما‬
‫وكانت وفودهم تترى الىَ قرى العاصإمة لتجديد البيعسسة والعهسسد‪ .‬وتعلسسن عسسن بشسسائر‬
‫القبائسسل بعهسسد الشسسيخ عجيسسب‪ .‬واجمع سوا علسسىَ اطلق لقسسب جديسسد علسسىَ حسساكمهم المحبسسوب‬
‫فاطلقوا عليسسه لقسسب )المانجلسسك العظيسسم( اى السسسلطان او السسيد الكسبير ومعناهسسا اننسسا لنجسل‬
‫)‪(2‬‬
‫ولنحترم احد سواك‪.‬‬
‫ويظهسسر ان لفسسظ )مانجسسل ( او )مانجلسسك (كسسان مقصإسسو ار علسسىَ الشسسيخ عجيسسب دون‬
‫سسواه مسسن شسسيوخ العبسسدلب اذ لسسم ينقسسل لنسسا ان ابسساه عبسسد الس جمسساع كسسان تلقسسب بسسه‪ .‬ومسسع ان‬
‫كتب الرحلت التىَ وضعها اجانب تصإف منصإب الرئاسة فىَ دولة العبدلب بالمانجلية‬
‫او بالمانجلكية قياسا علىَ عجيب المانجلك ‪ ،‬كمسسا ان بعسسض البسساحثين والمحسسدثين يقولسسون‬
‫به ويقول محمسد صإسالح محسىَ السدين )فاننىَ لسم اجسد نصإسا واحسدا فسىَ المصإسادر بهسذا القسول‬
‫الشس سسائع ‪ ،‬اذ لس سسم يصإس سسف اى مصإس سسدر الشس سسيخ محمس سسد العقيس سسل أو الشس سسيخ حمس سسد السس سسميح مثل‬
‫للمانجلسك ولكنهسا تقسسول الشسيخ محمسد العقيسسل ابسسن عجيسسب المانجلسك كمسا ان قسوائم شسسيوخهم‬
‫علىَ اختلفها تسير علىَ هسذا النهسج وهسذا جميعسه يؤكسد ان لقسب مانجسل او مانجلسك كسان‬
‫)‪(1‬‬
‫لقبا تقديريا تفرد به الشيخ عجيب الكبير ولم يتجاوزه الىَ غيره من شيوخ العبدلب(‪.‬‬
‫ولم يخيب الحاكم الجديد أمل شعبه فيه فشمر منذ تسوليه الرئاسسة عسن سساعد الجسد‬
‫‪ ،‬حامل أمام ناظريه طيلة عهده الذي استمر ق اربسة الخمسسين عامسا المسال العسراض الستي‬
‫)‪(1‬‬
‫من نظم الشيخ عثمان محمد اونسة حفيد الشيخ عجيب المانجلك‬
‫)‪(2‬‬
‫صإلحا محىَ الدين محمد – الشيخ عجيب والدولة السلمية فىَ سنار ص ‪27‬‬
‫)‪ (1‬محمد صالح محى الديآن – مشيخة العبدلب واثرها فى حأياة السودان السياسية ص ‪252‬‬

‫‪54‬‬
‫‪~2‬‬
‫عقدتها القبائل علىَ عهد حكمه فبدء المن يوطسده ويؤكسد أول سسسلطان الدولسة فسان أشسستات‬
‫القبائل البدوية التي كانت تكون شعب مملكة العبدلب كسسانت قبائسسل رعويسسة تتسسسم بكسسل مسسا‬
‫تتسسم بسسه مثسل هسسذه الم ارحسل التاريخيسة فسي التكسسوين الحضسساري للقوميسسات والشسسعوب‪ .‬كسانت‬
‫تتسسسم بسسسمات الرعسساة البسساديين بخصإائصإسسهم المعروفسسة فسسي الميسسل للنطلق بل حسسدود فسسي‬
‫أفسساق الرض البتعسساد والكراهيسسة لي نسسوع مسسن القيسسود خاصإسسة مسسا تسسستدعيه نظسسم السسدول مسسن‬
‫الخضسسوع لسسسلطان قسسوة مهيمنسسة تقسسر النظسسام وتفسسرض حكسسم القسسانون بسسدون أي اعتبسسار إل‬
‫اعتبارات النظام والعدل والقانون ‪..‬أكد الشسيخ عجيسب انسه ل يتسساهل فسي هسذا الشسأن فسان‬
‫الضرائب يجب أن تجبىَ وان غارات التعدي والسسسلب يجسسب أن تتوقسسف وان تحكسسم القسسانون‬
‫)‪(2‬‬
‫والشريعة فيما يشجر من خلفات هو وحده يجب أن يسود‪.‬‬
‫كان الشيخ عجيب المانجلك الجديد يسدرك انسه ل دولسة بل هيبسة ونفسوذ فشسمر عسن‬
‫ساعده ‪0‬ومضىَ فعزز ذلسك بإنشساء قسوة عسسكرية قسادرة حسستىَ أنهسم ذكسروا أنسسه اعسدد لح ارسسسة‬
‫العاصإمة وحدها فسسي )قسري(قسسوة ضسخمة‪،‬إذ كسان يتنسساوب ح ارسستها فسسي كسل يسسوم )اثنسا عشسسر‬
‫)‪(3‬‬
‫ألف فارس علىَ اثنا عشر ألف حصإان من لون واحد ابيض أو اسود أو احمر(‪.‬‬
‫واتجسسه بعسسد ذلسسك لكسسل منسساطق حكمسسه فسسي قسوات كسسبيرة يعلسسن عسسن عزمسسه علسسىَ إقسرار‬
‫المن وسلطان الدولة‪ .‬ويؤكد سلطة مناديب الدولة مسن الحكسام فسسي كسل إقليسسم مسسن الملسسوك‬
‫المشايخ وأيدهم برمز السلطة وكان عبارة عن )طاقية(لها قرنان يضعها المانجلك الكسسبير‬
‫)وهسسو الشسسيخ عجيسسب (علسسىَ راس مسسن يريسسد ان يريسسسه ويقعسسده علسسىَ )ككسسر(مصإسسنوع مسسن‬
‫الخشساب محلسسىَ بالصإسدف والعساج ويقسسول لسه اثنسساء ذلسك امسام كسسل ابنساء القبيلسسة‪:‬انسي اوليسسك‬
‫السسسلطة فسسي اهلسسك –ايهسسا الربسساب الملسسك ومبسسارك عليسسك‪ (1).‬فمكسسك المكسسوك وشسسيخ الشسسيوخ‬
‫في احتفالت رسمية أبرزت هيبة العهد الجديد‪.‬‬
‫كمسسا حسسدد الشسسيخ عجيسسب بشسسكل واضسسح سسسلطات الملسسوك والمشسسائخ ‪:‬فسسان مجلسسس‬
‫الجاويد المكون من وجسوه القبيلسة وكبسار السسن فسي كسل بطسن أو فسرع للقبيلسة يعساون الملسك‬
‫او الشيخ في مزاولة سلطاته ‪:‬وهي توزيع الراضي الزراعية والمراعي وتحديد حقسسوق كسسل‬
‫قبيلسسة فيمسسا تسسستعمله مسسن ال ارضسسي والمنافسسذ والطسسرق وتحديسسد هسسذه المواضسسيع تحديسسدا تامسسا‬
‫)‪(2‬‬
‫د‪ /‬صإلحا محىَ الدين – وقفات فىَ تاريخ السودان ص ‪63- 62‬‬
‫)‪ (3‬المصدر نأفسه ص ‪63‬‬
‫)‪ (1‬د‪ /‬صلحا محى الديآن محمد – الشيخ عجيب الدولة السلمية فى سنار ص ‪27‬‬

‫‪55‬‬
‫‪~2‬‬
‫تعرفه كل القبائل وذلك بوضع علمات إوامارات ثابتسة‪ ..‬كمسا يسسال الحساكم القليمسي عسن‬
‫اسسستتباب المسسن وتفسسادي سسسفك السسدماء كمسسا يقسسوم بسسالحكم أو الصإسسلح فسسي كسسل مسسا ينشسسأ مسسن‬
‫نزاعات داخل قبيلته ويتعساون فسسي ذلسك مسع الملسسوك والمشسسائخ المجساورين ‪.‬اذا شسسمل النسزاع‬
‫نطاق قبيلةأخرى‪ .‬وهو كذلك يجمع العشور عن الراضي الزراعية وكذلك الذقنيسسة أو أي‬
‫نوع آخر تفرضسه السسلطة مسن ضسرائب علسىَ الرض والحيسوان والنسسان )كالزكساة والفطسرة‬
‫(‪ ...‬الخ زيادة علىَ الدخوليات والمكوس الستي تؤخسذ مسن القوافسل التجاريسة العسابرة كمقابسل‬
‫جمرك لما تجده من تسهيلت)‪.(2‬‬

‫المطلب الربع‪:‬‬
‫الشئون الدينية في عهد عجيب‪:‬‬
‫كسان لنشسسأة عجيسب الدينيسسة أثرهسسا الكسبير فسسي اهتمسامه بكسسل مسا مسسن شسأنه أن يسسساعد‬
‫علسسىَ نشسسر السسدين وسسسيادة مبسساديه‪.‬تأكسسد للشسسيخ عجيسسب بعسسد إق سرار سسسلطة الدولسسة ممثلسسة فسسي‬
‫المنسساديب بيسسن مختلسسف القبائسسل إن دعسساوى الجاهليسسة وانطمسساس معسسالم السسدين الرئيسسسية قسسد‬
‫عمسست بيسسن العسراب فانطمسسست معسسالم الشسسرع لدرجسسة أن المسرآة‪-‬مثل‪-‬كسسانت تطلسسق فيقعسسد‬
‫عليهسسا آخسسر فسسي نفسسس النهسسار فل حرمسسة ترعسسىَ ول عسسدة طلق‪ .‬لسسذلك كلسسه لجسسأ المانجلسسك‬
‫العظيم الىَ اشهر العلماء فعينهم قضاة يجهرون براي الشريعة في كل ما يعني من امور‬
‫ويجلسون للقضاء في النزاعات علىَ اساس متفق عليه بين ائمة الشريعة المحمدية‪.‬حتىَ‬
‫وكسان اشسهرهم الشسيخ دشسين ‪،‬والسذي‬ ‫)‪(1‬‬
‫ان عسدد هسؤلء العلمساء بلسغ الربعيسن عينسوا قضساة‬
‫قال فيه الشيخ فرحا ود تكتوك قولته المشهورة ‪:‬‬
‫المابميل للضللة‬ ‫وين دشين قاضي العدالة‬

‫)‪ (2‬المصدر السابق ص ‪28‬‬


‫)‪ (1‬د‪ /‬صلحا محى الديآن – الشيخ عجيب والدولة السلمية فى سنار ص ‪29‬‬

‫‪56‬‬
‫‪~2‬‬
‫)‪(2‬‬
‫الوقدوا نار الرسالة‬ ‫السللة‬ ‫نسله نعم‬
‫والشسسيخ دشسسين هسسو جسسد الشسسيخ محمسسد ود مسسدني السسسني المسسدفون الن فسسي منطقسسة‬
‫الدنسسدر‪ ...‬وكسسان مسسن اشسسهرهم ‪،‬كسسذلك الشسسيخ عبسسد الس العركسسي جسسد العركييسسن بسسابي حسراز ‪،‬‬
‫ومنهم الشيخ حمد النجيض الجموعي العوضابي صإاحب مسجد )اسلنج(الحالي ومنهسسم‬
‫كسسذلك الشسسيخ علسسي ود عشسسيب المولسسود فسسي دنقل والمسسدفون ببلسسدة ودعشسسيب قسسرب الهلليسسة‬
‫‪،‬ومنه سسم ك سسذلك ) ارج سسل القصإ سسير( المش سسهور بالني سسل البي سسض الش سسيخ محم سسود العرك سسي تل سسك‬
‫)‪(3‬‬
‫المجموعة النيرة من العلماء الصإالحين‬
‫وان الشسسيخ عجيسسب لفسسرط حرصإسسه علسسىَ العدالسسة –كسسان يمسسارس بنفسسسه نظسسر بعسسض‬
‫القضسسايا السستي قسسد يكسسون لهسسا شسسأن خسساص‪ ...‬لهسسذه الفسسترة مسسن الشسسئون ان ن ازعسسا وقسسع بيسسن‬
‫محمسسد بسسن عبسسد الجليسسل وخصإسسم لشسسيخ المسسسعوداب لسسم يسسذكر اسسسمه ‪،‬فقسسال عبسسد الحليسسم بسسن‬
‫السلطان – الذي كان يؤدي ما يقرب من مهمة الصإسديق فسي القضساء العسسكري ‪ ،‬اذ كسان‬
‫يلقن المظلسسومين المستضسسعفين الحجسسج – قسسال لمحمسسد بسسن عبسسد الجليسسل ‪):‬ادع عليسسه دعسسوى‬
‫بقسسدر مسسا أخسسذ منسسك(وأنسسا أشسسهد لسسك بسسذلك ‪،‬فادعسساه عنسسد الشسسيخ وقسسال ‪:‬انسسي اطلسسب مسسال قسسدره‬
‫كسسذا‪ ،‬ولسسذا طلسسب الشسسيخ عجيسسب البينسسة قسسدم الشسسيخ عبسسد الحليسسم سسسالف السسذكر شسساهدا‪ ،‬فأيسسد‬
‫صإ س سسحة دعس س سواه‪ ،‬وعندئ س سسذ رد الش س سسيخ عجي س سسب لصإ س سساحب الح س سسق حق س سسه بع س سسد أن ثب س سست ل س سسديه‬
‫)‪(4‬‬
‫بالبرهان‪.‬‬
‫كانت اشهر القضايا الستي تشسغل أذهسسان النساس آنسذاك هسسي قضسايا الحلل والحسرام‬
‫مسسن أفعسسال النسساس وأقسوالهم ‪ ،‬وكسسان الشسسيخ عجيسسب ابسسن عصإسره ‪،‬واحسسد نمسساذج رجسساله السسذين‬
‫كان لهم إلمام واسع بالحياة العقلية فيه لسسذا نسراه يسسولي اهتمامسسا كسبي ار لحسدى القضسسايا السستي‬
‫كانت تشغل تفكير الناس وهي قضية )التمباك(ما موقف الشسسرع منسسه؟ هسسل يبيسسح تعسساطيه؟‬
‫أم هو يقف منه موقف التحريم؟ لتتأمل هذا الحوار والجدل ودور الشيخ عجيب فيه ‪0‬قال‬
‫صإ س سساحب الطبق س سسات ‪):‬وف س سسي بلدن س سسا أف س سستىَ الش س سسيخ إدري س سسس بحرمت س سسه وأف س سستىَ الش س سسيخ عب س سسد‬
‫الوهاب)راجل أم سنبل (بإباحته‪،‬وحضر عند الشيخ عجيب وهو نازل فسي رفاعسة‪،‬فقال لسه‬
‫الشسسيخ عجيسسب الشسسيخ إدريسسس قسسال بحرمسسة شسسرب السسدخان ‪0‬وانكسسر ذلسسك فقسسال‪:‬مسسن أرسسسه أو‬

‫)‪ (2‬د‪ /‬يآوسف فضل‪ -‬الطبقات ص ‪.112‬‬


‫)‪ (3‬د‪ /‬صلحا محى الديآن ‪ -‬وقفات من تاريآخ السودان ص ‪65 -64‬‬
‫)‪ (4‬د‪ /‬يآوسف فضل‪ -‬الطبقات ص ‪112‬‬

‫‪57‬‬
‫‪~2‬‬
‫مسسن ك ارسسسه؟ثسسم حضسسر الشسسيخ إدريسسس عنسسد الشسسيخ عجيسسب فقسسال لسسه ‪:‬حضسسر الش سريف عبسسد‬
‫الوهسساب وقسسال بإباحسسة )التمبسساك(ولمسسا أخبرنسساه بقولسسك قسسال ‪:‬مسسن أرسسسه أو مسسن ك ارسسسه؟فقسسال‬
‫الشسسيخ ادر يبسسس ‪ ،‬قسسد حرمسسه سسسلطان اسسسلمبول )يعنسسي اسسستانبول(السسسلطان مصإسسطفىَ ‪،‬‬
‫ومسسذهب المسسام مالسسك رضسسي الس س عنسسه إن طاعسسة السسسلطان تجسسب فيمسسا لسسم يسسرد فيسسه نسسص‬
‫شس سسرعي‪ ،‬واخس سسبره بس سسالمور الس سستي لس سسم يس سسرد فيهس سسا نس سسص مس سسن الشس سسارع وعمس سسل فيهس سسا ب س سرأي ولة‬
‫)‪(1‬‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫فهذا نوع من القضاء )الفتيا(شارك فيه الشيخ عجيب الكبير واثنان من علماء رجاله‪.‬‬
‫بعسسد ذلسسك التفسست الشسسيخ عجيسسب إلسسىَ جسسانب هسسام فسسي صإسسقل النفسسوس وأذابسست دعسساوى‬
‫العصإسسبية الجاهليسسة السستي كسسانت تسسسود الباديسسة المكونسسة لشسسعب مملكتسسه‪،‬فالتجسسأ الشسسيخ فسسي‬
‫همسسة عاليسسة نحسسو التعليسسم ‪0‬وقسسال السسدكتور مكسسي شسسبيكه فسسي معسسرض تعسسداده للحكسسام السسذين‬
‫جهدوا فسسي نشسر العلسسم بسسالمعنىَ المسسذكور قسال وكسان اشسسهرهم‪ -‬أي الحكسسام _الشسيخ عجيسب‬
‫المانجلس سسك خليفس سسة عبس سسد الس س س جمس سساع علس سسىَ مشس سسيخة العبس سسدلب إذ يقس سسال بس سسأنه كس سسان يقطس سسع‬
‫القطاعات الواسعة للعلماء والصإالحين ويشوقهم للقامة في مملكتسسه بشسستىَ الطسسرق حسستىَ‬
‫)‪(2‬‬
‫ينشروا الدين والثقافة السلمية‪.‬‬
‫كسسان طريسسق العلسسم والتربيسسة السسسلمية الممكسسن والسسسائد فسسي ذلسسك الحيسسن هسسو طريسسق‬
‫الخلوي لحفظ وتعليم الق اران الكريم‪ -‬ثم المساجد حيث تعقد حلقات الدرس فسي الفقسه‪.‬فقسه‬
‫الدين والشريعة والعلوم النقليه التي لها صإلة بعقائسسد المسسلمين ومسسا يحتساجونه فسسي دنيساهم‪.‬‬
‫وفي المسساجد كسسانت حلقسات العلسسم تعقسسد حسول العلمساء والمشسائخ يرتادهسسا الشسباب والكهسسول‬
‫)‪(1‬‬
‫والشيوخ يتلقون مبادي المعرفة الفقهية وأسس المعاملت‪.‬‬
‫اهتم بالخلوي والمساجد فبذل فسي نشسرهما أوسسع الجهسود‪ ...‬كما بسدأ يجمسع حسول‬
‫مملكتسه مشساهير العلمساء ويغريهسم بشستىَ السسبل للقامسة والتسدريس فسي المسساجد والخلوي‬
‫المنتشرة ‪،‬كان لهذه السياسة الدينية صإداها فسسي بعسسض أنحسساء العسسالم الخسسارجي السسذي يسسدين‬
‫بالسلم‪،‬سيما الجانب المتعلق منها بتشجيع العلماء‪ ،‬ورفع أقدارهم‪ ،‬إواحللهسسم مسسن دولتسسه‬
‫مكان التجلة والتقدير‪ ،‬فلم تلبث أن آتت ثمارها يانعة ولم يلبسث أن أم دولتسه ‪،‬بسل السسودان‬

‫)‪ (1‬المصدر نأفسه ص ‪10‬‬


‫)‪ (2‬مكى شبيكة – السودان فى قرن ص ‪5‬‬
‫)‪ (1‬د‪ /‬صلحا محى الديآن – وقفات فى تاريآخ السودان ص ‪67‬‬

‫‪58‬‬
‫‪~2‬‬
‫عامة‪،‬عدد غير قليل من العلماء‪ ،‬رغبة في نشر تعسساليم السسسلم ‪،‬وطمعسسا فسسي منسسح الشسسيخ‬
‫عجيب وعطاياه‪.‬جاء بعضهم من مصإسسر ‪،‬وبعضسسهم الخسسر مسسن الحجساز واليمسسن والمغسسرب‬
‫وبغسسداد‪.‬هسسذا إلسسىَ السسوطنيين أنفسسسهم السسذين هسساجروا إلسسىَ مصإسسر والحجسساز –حيسسث كفلسست لهسسم‬
‫الروقسسة هنسساك وسسسائل ال ارحسسة و الطمأنينسسة‪-‬لتلقسسي مختلسسف العلسسوم والمعسسارف السستي اتيسسح‬
‫)‪(2‬‬
‫للنسان تحصإيلها في ذلك البان‪.‬‬
‫يقول صإاحب مخطوطة كاتب الشونة)وفي أول النصإف الثاني من القرن العاشر‬
‫ولسسي السسسلطان عمسسارة أبسسو سسسكيكين الشسسيخ عجيسسب المانجلسسك ‪،‬ففسسي أول ملكسسه قسسدم الشسسيخ‬
‫إبراهي سسم الب سسولد م سسن مصإ سسر إل سسىَ دار الش سسايقية ودرس فيه سسا الفق سسه‪،‬وانتش سسر عل سسم الفق سسه ف سسي‬
‫الجزيرة‪.‬ثم بعد يسير قدم الشيخ تساج السسدين البهسساري مسسن بغسسداد وادخسسل طريسسق الصإسسوفية‬
‫فسسي دار الفونسسج‪.‬ثسسم قسسدم الشسسيخ التلمسسساني المغربسسي إلسسىَ الشسسيخ محمسسد ولسسد عيسسسىَ س سوار‬
‫الذهب وسلكه طريق القوم ‪،‬وعلمه علم الكلم وعلوم الق اران من روايات وتجويد ونحوه‪.‬ثسسم‬
‫ظهسسرت وليسسة الشسسيخ إدريسسس مسسن غيسسر شسسيخ قسسدم عليسسه قيسسل أخسسذ مسسن رسسسول الس صإسسلىَ الس‬
‫عليه وسلم ‪,‬المعلوم ان العلم بالمجالسه وقيل قسدم عليسه رجسل مسن المغسرب بسالخطوة اسسمه‬
‫عبد الكافي ووجد فسي جيبسه بعسد وفساته انسه قال )شسيخي فسي الطريسق عبسد الكسافي المغربسي‬
‫المجذوب في الحقيقة وشيخي القطب الشسسيخ علسسي الخسواض مشسسرق بلد الهنسسدي( ثسسم قسسدم‬
‫)‪(1‬‬
‫الشيخ محمد قدم دار بربر‪،‬وادخل فيها مذهب الشافعي ‪،‬وانتشر مذهبه في الجزيرة‪.‬‬
‫ثم قدمت المشائخ‪...‬ثم قدم حمد ولد زروق في الصإبابي ‪،‬ثم قدم الشسسيخ المصإسسري‬
‫دار بربر‪،‬ودرس فيها علم التوحيد والنحو والرسسالة وانتشسسر علمسه فسي الجزيسرة‪.‬وقسدم جميسسع‬
‫)‪(2‬‬
‫هولء المشائخ المذكورين في دولة الشيخ عجيب‪،‬ومدتها إحدى وأربعون سنة‪.‬‬
‫يقول محمد صإالح محي الدين في كتسابه مشسيخة العبسدلب ‪):‬إن المتأمسل المتسأني‬
‫لهذا النص يرينا – من تخصإصإات أولئك العلماء‪-‬أنهم كانوا يمثلون الحيسساة العقليسسة لسسذلك‬
‫العصإر اصإدق تمثيل‪ ،‬ويلبون حاجة مجتمع السودان الذي كانت تحكمه القيم السسسلمية‬
‫إلسسىَ حسسد كسسبير ‪،‬فقسسد كسسان منهسسم المقسسري السسذي تخصإسسص فسسي تحفيسسظ القسران الكريسسم وتسسدريس‬
‫علومه من تجويد روايات ونحوها‪،‬ومنهم المتكلم السذي سسعىَ لنشسر التوحيسد‪،‬ومنهسم الفقيسه‬

‫)‪ (2‬محمد صالح محى الديآن – مشيخة العبدلب واثرها فى حأياة السودان السياسية ص ‪262‬‬
‫)‪ (1‬الشاطر البصيلى – مخطوطة كاتب الشونأة ص ‪ 6 -5‬انأظر نأفس الموضوع فى طبقات ود ضيف ا ص ‪5‬‬
‫)‪ (2‬لكل واحأد من هؤلء العلماء ترجمة فى الطبقات ص ‪ 6‬وما يآليها‬

‫‪59‬‬
‫‪~2‬‬
‫السسذي اخسسذ علسسىَ عسساتقه تسسدريس خليسسل والرسسسالة وبعسسض مسسذاهب الفقسسه ‪ ،‬كمسسا كسسان منهسسم‬
‫اللغسسوى السسذى شسسغل نفسسسه بتسسدريس النحسسو علسسىَ ان بغسسداد اضسسطلعت بنشسسر الصإسسوفية فسسىَ‬
‫)‪(3‬‬
‫السودان ‪ ،‬متخذة من ذلك وسيلة لنشر السلم (‪.‬‬
‫فالشسسيخ عجيسسب المانجلسسك اتجسسه بكسسل عزمسسه فسسىَ جسسانب نشسسر العلسسم والسسوعىَ وا ازلسسة‬
‫الضللة والوقر من العيون ‪،‬تشبيه للجاهل لن الجاهل يمر علسسىَ العلسسوم وكسسأنه ل ي ارهسا‪.‬‬
‫لنه ادرك ان بالعلم تبنىَ المجاد ‪ ،‬يقول المام الشافعىَ رحمه ال ‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ول عرف الحلل والحرام‬ ‫فلول العلم ماسعدت رجال ***‬
‫وبهذا العزم الصإادق نجد ان الدعائم الولىَ لنهضة دينيسة واسسعة قسد وضسعت فسىَ‬
‫عهسسد الشسسيخ عجيسسب علسسىَ ايسسدى تلسسك الصإسسفوة المختسسارة مسسن العلمسساء ‪ ،‬وهسسم النجسسم السسدرارى‬
‫التىَ استنار بها السودان من ظلمة هالكة كان يتخبط فيها من وثنية وطقوس مسيحية لسسم‬
‫تختلط بقلوب الناس‪ .‬يقول الدكتور مصإطفىَ محمد مسعد فىَ كتابه )السلم والنوبة فىَ‬
‫العصإور الوسطىَ( ‪ ):‬الواقع ان المجتمع النوبىَ ظل يعيش فىَ مثل ما عاش قبل دخول‬
‫المسيحية ولسم تختلسط العقيسدة الجديسدة بقلسوب النساس‪.‬واحتفسظ النوبيسون بكسثير مسن عساداتهم‬
‫)‪(1‬‬
‫القديمة (‬
‫وكان من الضروري – وقد جاء هسولء العلمسساء لنشسسر تعسساليم السسسلم فسسىَ السسودان‬
‫– ان تقسسام لهسسم كتسساتيب ومسسساجد لتسسدريس القس س اران الكريسسم والعلسسوم الدينيسسة ‪،‬ولتكسسون ميسسداتا‬
‫عمليا لتطبيق مسا يتلقسىَ فيهسا مسن معسارف تتصإسل بالعبسادات ‪ ،‬لسذلك القسرض النبيسل وي اركسم‬
‫منسسه بأهميسسة المسسر السسذى اتجسسه اليسسه كمسسا اسسسلفنا بكسسل عزمسسه ‪ ،‬بسسادر الشسسيخ عجيسسب فشسسيد‬
‫كتسساتيب لقس سراء القس س اران الكريسسم ومس سساجد للعل سسم والعب سسادات ‪ ،‬منه سسا مسسسجد الش سسيخ عل سسىَ ب سسن‬
‫عشسيب‪ .‬يقسسول صإساحب كتسساب الطبقسات )وبنسىَ لسسه الشسيخ عجيسب الكسسبير مسسجدا وتصإسسدق‬
‫عليه ملك الفونج بديار كثيرة فىَ الشرق والهوى فىَ دار المطر()‪(2‬ومنها مساجد كثيرة فىَ‬
‫الشسسرق خاصإسسة فسسىَ الجهسسات السستىَ لزال سسسكانها علسسىَ الوثنيسسة ومسسن هسسذه المسسساجد ايضسسا‬
‫الجامع الذى بناه الشيخ حمد النجيض العوضابىَ الجموعىَ )باسسسلنج( ووقسسف عليسسه دار‬

‫)‪ (3‬محمد صالح محي الديآن – مشيخة العبدلب ص ‪263‬‬


‫)‪ (4‬المام الشافعى محمد بن ادريآس – ديآوان الشافعى ص ‪27‬‬
‫)‪ (1‬د‪ /‬مصطفى محمد مسعد – السلم والنوبة فى العصور الوسطى ‪ 0‬ط‪ -‬مكتبة النأجلو المصريآة – ت – ‪1960‬م ‪0‬ص ‪229‬‬
‫)‪ (2‬د‪ /‬يآوسف فضل – الطبقات ص ‪.114‬‬

‫‪60‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪(3).‬ولعسسل الشسسيخ عجيسسب كسسان يسسدرك تمامسسا كيسسف كسسان ارتبسساط دعسسوة النسسبي صإسسلىَ الس عليسسه‬
‫وسسسلم بالمسسسجد بسسل ان المسسسجد هسسو القاعسسدة الصإسسلبة السستىَ تكسسون منهسسا الهجسرات الهادفسسة و‬
‫القاصإسسدة لس تعسسالىَ ‪،‬قسسال تعسسالىَ }هسسذبدحادن اللسعذي أدذسسدرى بعدعذبسعدعه لدذيلا دمسدن اذلدمذسسعجعد اذلدحس دارعم إعلدسسىَ‬
‫ع‬
‫صإسسىَ ‪ (4){...‬حسستىَ مسسسرى رسسسول الس صإسسلىَ الس عليسسه وسسسلم كسسان مسسن مسسسجد‬ ‫اذلدمذسسعجد الدذق د‬
‫السسىَ مسسسجد‪.‬بسسل ولهميسسة المسسسجد ومكسسانته فسسىَ السسسلم قسسال صإسسلىَ الس عليسسه وسسسلم )احسسب‬
‫)‪(5‬‬
‫البقاع الىَ ال مساجدها ‪ ،‬وابغض البقاع الىَ ال تعالىَ اسواقها (‬
‫ولمكانته أيضا في قلسوب المسسلمين كسان العائسد مسن سسفره يبسدأ بالمسسجد قبسل بيتسه‬
‫فيصإسسلي فيسسه ركعسستين أسسسوة برسسسول الس س صإسسلىَ الس س عليسسه وسسسلم فهسسذه سسسنة ‪ .‬روى المسسام‬
‫البخاري في صإحيحه عسن كعسب بسن مالسك قسال ‪:‬كسان النسبي صإسلىَ الس عليسه وسسلم إذا قسدم‬
‫مسسن سسسفره بسسدأ بالمسسسجد فصإسسلىَ فيسسه(‪ (3).‬وتأسسسيا برسسسول الس صإسسلىَ الس عليسسه وسسسلم عنسسدما‬
‫هسساجر إلسسىَ المدينسسة المنسسورة وأقسسام الدولسسة السسسلمية وكسسانت متطلبسسات السسدعوة أول والدارة‬
‫ثاني تقتضي بذل جهود حثثيه في نشر العلم ‪.‬ولهذا باشسسر الرسسول صإسلىَ الس عليسه وسسلم‬
‫بعد هجرته بناء مسجده وأخذ يعلم فيه وتعقد الحلقات‪.‬‬
‫فاهتمام الشيخ عجيب ببناء المساجد ‪،‬حتىَ تكون مصإدر إشعاع للمسلمين وتعقد‬
‫فيهسسا الحلقسسات ومجسسالس العلمسساء والسستي يسسدرس فيهسسا كبسسار العلمسساء المتخصإصإسسين فسسي علسسوم‬
‫الدين واللغة وغيرها‪.‬‬
‫علسسىَ مسسر العصإسسور المسسسجد ظسسل يسسؤدي دوره السستربوي ويقسسوم بسسه خيسسر قيسسام ويتمثسسل‬
‫الدور التربوي للمسجد في أمور يدركها كل مسسسلم داعيسسة مخصإوصإسسا الشسسيخ عجيسسب السسذي‬
‫ك سسان يعل سسم م سسن خلل ح سسديث رس سسول الس س صإ سسلىَ الس س علي سسه وس سسلم )إذا رأيت سسم الرج سسل يرت سساد‬
‫المساجد فاشهدوا له باليمان()‪ (4‬ان المسسجد يسسساعد علسىَ غسرس التربيسسة اليمانيسة ‪،‬وذلسك‬
‫لن المصإلي يعتاد المسجد المعمور بالعبادة والتعليم والذكر وقراءة القران وهذا باسسستمرار‬
‫ان تمضي فترة من عمره ال وقد تعلسم الكسثير مسن امسور ديتسه ودنيساه والمقصإسسود مسن التعلسم‬

‫)‪ (3‬د‪ /‬يآوسف فضل – الطبقات ص ‪.56‬‬


‫)‪ (4‬سورة السراء – اليآة ‪.1‬‬
‫)‪ (5‬أخرجه مسلم –كتاب المساجد ومواضع الصلة‪ -‬باب فضل الجلوس في مصلة‬
‫)‪ (3‬المام البخاري‪-‬صحيح البخاري‪-‬كتاب السفر ‪0‬‬
‫)‪ (4‬ابن ماجه ‪ ،‬كتاب المساجد والجماعات ‪ ،‬باب لزوم المساجد وانأتظار الصلة ‪،‬رقم ‪. 802‬‬

‫‪61‬‬
‫‪~2‬‬
‫والتعليم هو اليمان والعمل الصإالح‪(3)..‬ويدرك الشسيخ عجيسب أن دولتسه مكونسسة مسن نسسيج‬
‫قبلي فالمسجد كفيل بإيجاد تعارف أخوي إيماني ل ينسسسىَ ‪،‬والتعسسارف ليسسس المقصإسسود منسسه‬
‫معرفسسة الشسسخص إوانمسسا تقويسسة أواصإسسر الخسسوة اليمانيسسة السستي ترتسسب عليهسسا العلسسم بكسسل مسسا‬
‫يقويهسسا مسسن المحبسسة والتسسآَزر القسسوي قسسال تعسسالىَ}ديسسا أدميهدسسا اللنسساهس عإلنسسا دخلدذقدنسساهكم دمسسن دذدك سرر دوهأنثسدسىَ‬
‫دودجدعذلدناهكذم هشهعوب ا دوقددبائعدل لعتددعادرفهوا إعلن أدذكدردمهكذم ععندد الللعه أدتذدقاهكذم إعلن الللهد دعلعيسلم دخبعيسلر {الحجسرات‬
‫‪ (13(4‬والشيخ عجيب في اشد الحاجة لكفسساءات يقومسسون بسسأمور الدولسسة والسسدعوة‪ ،‬والمسسسجد‬
‫الذي يؤسس علىَ تقوى ال عز وجل‪ ،‬حيث يقوم التعليم والتربية فيه أساسا علىَ اليمسسان‬
‫وقصإد رضوان ال عز وجسل‪ ،‬فهسو يخسرج المسؤمن العسالم القسوي الميسن ‪ ،‬السذي يكسون أهل‬
‫لولية المسلمين العامة أو إمارة خاصإة أو أي وظيفة آخرى‪.‬‬
‫يقسسول أبسسو الحسسسن النسسووي بهسسذا الخصإسسوص ‪):‬عهسسد الرسسسول صإسسلىَ الس عليسسه وسسسلم‬
‫إلىَ الذخائر البشرية وهسي أكسداس مسن المسواد الخسام ل يعسرف أحسد غناءهسا ول يعسرف أحسد‬
‫محلها وقسد أضساعتها الجاهليسة – عمسد إلسىَ المسة الضسائعة والسىَ أنساس غيرهسم ‪ ،‬فما لبسث‬
‫العلم أن رأى منهم نوابغ كانوا من عجائب الدهر وسوا نح التاريخ – ثم ل يلبث العالم أن‬
‫يسسرى مسسن هسسذه المسواد الخسسام المبعسسثرة السستي اسسستهانت بقيمتهسسا المسسم المعاصإسرة وسسسخرة منهسسا‬
‫البلد المجسساورة‪،‬ل يلبسسث أن يسسرى منهسسا كتلسسة لسسم يشسساهد التاريسسخ البشسسري أحسسسن منهسسا ات ازنسسا‬
‫‪،‬كتلسسة هسسي فسسي غنسسىَ عسسن العسسالم وليسسس العسسالم فسسي غنسسىَ عنهسسا‪،‬وضسسعت مسسدنيتها ‪،‬وأسسسست‬
‫حكومته سسا ‪،‬ولي سسس له سسا عه سسد به سسا فل سسم تض سسطر أن تس سستعير رجل م سسن ام سسة أو تس سستعين ف سسي‬
‫أدارتهسسا بحكومسسة‪...‬السسىَ أن يقسسول ‪،‬فكسسان منهسسا الميسسر العسسادل والخسسازن الميسسن والقاضسسي‬
‫المقسط ‪،‬والقائد الصإابر والوالي المتورع والجندي المتقي()‪.(1‬‬
‫فهذه كفاءة طلبسة المسساجد الستي كسان يرغبهسا الشسيخ عجيسب –وكسذلك لكسي يقضسي‬
‫علسسىَ الفسواحش المتفشسسية فسسي المجتمسسع ‪،‬فعنسسدما يكسسون المسسسجد يتمكسسن اليمسسان مسسن قلسسوبهم‬
‫فيحب س سسون اليم س سسان ويحب س سسون الس س س ورس س سسوله والعم س سسل الصإ س سسالح ويكره س سسون الكف س سسر والفس س سسوق‬
‫والمعاصإي وتنهاهم صإلتهم عن الفحشاء والمنكر ويصإبحون ل يريدون إل ما يريسده الس‬

‫)‪ (3‬د‪ .‬عبد ا القادرى – دور المسجد فى التربية ص ‪109‬‬


‫)‪ (4‬سورة الحجرات اليآة ‪13‬‬

‫)‪ (1‬ابو الحسن الندوى ‪ -‬ماذا خسر العالم بانأحطاط المسلمين ص ‪118‬‬

‫‪62‬‬
‫‪~2‬‬
‫عسسز وجسسل شسسرعا فالصإسسلة تنهسسىَ عسسن الفحشسساء والمنكسسر‪،‬قسسال تعسسالىَ }‪..‬عإلن ال ل‬
‫صإسدلةد تدذنهدسسىَ‬
‫)‪(2‬‬
‫دععن اذلفدذحدشاء دواذلهمندكعر ‪.{...‬‬
‫فالشيخ عجيب باهتمامه بالمساجد كان ينشد مجتمع إيمسساني مغروسسسة فيسسه التربيسسة‬
‫اليمانية‪.‬يقوم علىَ أواصإر المحبة والخوة اليمانية والتآَزر والتواصإل ‪ ،‬يقوم علىَ أسس‬
‫صإفات الكفاءة فيكون كما كسان الرعيسل الول مسن الصإسحابة ‪،‬فيسه الميسر العسادل والخسازن‬
‫المين والقاضي المقسط والقائد الصإابر ‪،‬الوالي المتورع ‪،‬والجنسسدي التقسسي‪.‬مجتمسسع معسسافىَ‬
‫من تفشي الفواحش يكره الكفر والفسوق والعصإيان‪.‬‬
‫والواقع إن المسجد ووظائفه مصإادر امن للعسالم كلسه لن السسلم ل يريسد للبشسرية‬
‫إل السسسعادة فسسي السسدنيا والخسرة ‪.‬وانمسسا يخيسسف الظلمسسة السسذين يهربسسون مسسن تثسسبيت العسسدل فسسي‬
‫ك دم سسا دك سسادن لدههس سذم دأن‬‫الرض لنه سسم ألفس سوا إل يعيشس سوا إل م سسع الظل سسم‪.‬ق سسال تع سسالىَ‪ ...}:‬أهذولد س سئع د‬
‫ب دععظيلم {‬ ‫ي دولدههذم عفي العخدرعة دعدذا ل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ل عع‬
‫ديذدهخهلودها إعل دخآَئفيدن لههذم في المدذنديا خذز ل‬
‫)‪(1‬‬

‫لقس سسد سس سساعدت كس سسل تلس سسك الجهس سسود مجتمعس سسة والس سستي بس سسذلها الحس سساكم المقتس سسدر عجيس سسب‬
‫المانجلسسك مسسن إقسرار المسسن والنظسسام وتمكيسسن لسسسلطات الدارة وتحكيسسم للعسسدل والقضسساء فسسي‬
‫المنازعات‪،‬ثسم نشسر المعرفسسة بشسستىَ الوسسسائل المتاحسة ‪ ،‬سساعدت كسل تلسسك الجهسسود مجتمعسة‬
‫فسسي خلسسق المنسساخ الصإسسالح لسسستقرار الرحسسل وانتشسسار الز ارعسسة وازدهسسار التعامسسل التجسساري‬
‫)‪(2‬‬
‫فنهضت دولة المانجلك العظيم وحقق آمال شعب بلده فيه‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪:‬‬

‫)‪ (2‬سورة العنكبوت اليآة ‪45‬‬


‫)‪ (1‬سورة البقرة آيآة ‪114‬‬
‫)‪ (2‬د‪ /‬صلحا محي الديآن – وقفات فى تاريآخ السودان ص ‪67‬‬

‫‪63‬‬
‫‪~2‬‬
‫تعظيم الشيخ عجيب لشعيرة الحج‬
‫ك سسان طري سسق الحجي سسج م سسن الس سسودان إل سسىَ بلد الحج سساز طريق سسا ش سساقا مض سسنيا يم سسر‬
‫بالقصإ سسير)‪(3‬ف سسي ش سسرق الس سسودان ع سسبر التلل والجب سسال والبط سساحا المجدب سسة‪ -‬فصإ سسمم الش سسيخ‬
‫عجيب علىَ تسهيل طريق الحجيسج علسىَ أن يكسون ذلسك بربسط منطقسة الوسسط فسي ضسفاف‬
‫النيل مع منطقة البحر الحمر‪ .‬من مينساء سسواكن السسوداني حيسث يتسم العبسور إلسىَ مينساء‬
‫)‪(4‬‬
‫ك دودمن هيدعظدذم دشدعائعدر الللعه فدعإلندها عمن تدذقدوى اذلهقهلوعب{‪.‬‬
‫جدة في بلد الحجاز}دذلع د‬
‫واسسستطاع الشسسيخ عجيسسب بالفعسسل أن يسسدعم طريقسسا يبسسدأ مسسن بلسسدة بربسسر علسسىَ ضسسفاف‬
‫النيسسل ويمسسر عسسبر السسسهول حسستىَ مدينسسة سسسنكات وكسسانت هنسساك عقبسسة مسسن التلل الصإسسخرية‬
‫بعد سنكات حتىَ مينساء سسواكن فاسستجلب الشسيخ عجيسب كميسات كسبيرة مسن السسمن صإسبها‬
‫علىَ الصإخور العاتيسسة وأشسسعل فيهسا النسسار فتهشسسمت وأمكسن شسسق الطريسق مسسن المكسسان السسذي‬
‫توج سسد علي سسه الي سسوم )محط سسة أرب سسة(‪ (1).‬ولم سسا وصإ سسل سس سواكن ‪0‬تفق سسد المدين سسة وأحواله سسا‪.‬فعل سسم‬
‫الصإعوبة التي يلقيهسا أهلهسا فسي الحصإسول علسىَ مساء الشسرب‪،‬فسأمر بعمسل حفيسر فسي جهسة‬
‫)‪(2‬‬
‫الفولة جنوب المدينة‪ ،‬وأستغني الهالي عن المياه المرة البعيدة‪.‬‬
‫يقسسول السسدكتور صإسسلحا محسسي السسدين‪:‬كسسان يمتلسسي بالمسساء فسسي موسسسم الخريسسف ويبقسسىَ‬
‫حتىَ يحل الموسم الجديد وأطلق عليه )حفير شأت( وظل مسسوردا لمسساء أهسسل سسواكن لزمسسن‬
‫طويسسل‪(3).‬كسسذلك تسسذكر روايسسات غيسسر قليلسسة أن الشسسيخ عجيسسب عنسسدما أبحسسر مسسن سسواكن إلسسىَ‬
‫الحجاز حيث أدى فريضة الحج في نفس العام الذي ولي فيه الحكم‬
‫)‪970-1019‬هجريسسة(أنشسسأ هنسساك رواقيسسن للسسسودانيين السسسنارية أحسسدوهما بمكسسة المكرمسسة‬
‫والثسساني بالمدينسسة المنسسورة‪،‬وكسسان يصإسسرف عليهمسسا وعلسسىَ الثسسالث‪-‬وهسسو فسسي الزهسسر الش سريف‬
‫بمصإر من خزينة السسسلطنة الزرقسساء حسستىَ دالست دولتهسا سسسنة) ‪1820‬م( علسسىَ يسسد الخسديوي‬
‫محمسد علسي باشسا(‪(4).‬وكسانت هسذه الرواقيسات ليسواء طلبسة العلسم السسودانيين مسن سسنار إلسىَ‬

‫)‪ (3‬القصير ‪ :‬ميناء مصري على البحر الحأمر من صحراء مصر الشرقية ‪.‬محمد صالح محي الدن‪-‬مشيخة العبدلب ص ‪260‬‬
‫)‪ (4‬سورة الحج اليآة ‪32‬‬
‫)‪ (4) (1‬د‪ /‬صلحا محى الديآن محمد – الشيخ عجيب والدولة السلمية فى سنار ص ‪34‬‬
‫)‪ (5) (2‬محمد صالح ضرار – تاريآخ السودان والبحر الحأمر ص ‪66 – 65‬‬
‫)‪ (3‬مصدر سابق ص ‪35‬‬

‫)‪ (4‬محمد صالح ضرار‪ -‬مصدر سابق ص ‪66‬‬

‫‪64‬‬
‫‪~2‬‬
‫مدينس س سسة دنقل ‪،‬كمس س سسا كس س سسان رواق المدينس س سسة يضس س سسم غيس س سسر الطلبس س سسة مس س سسن السس س سسودانيين الطلبس س سسة‬
‫)‪(5‬‬
‫المجاورين‪.‬‬
‫وتشير أكثر من رواية تاريخية للعبدلب إلىَ أروقة الشسسيخ عجيسسب السستي بناهسسا فسسي‬
‫مصإر والحجاز ‪،‬ولكنها تختلف في التفاصإيل ‪ ،‬إذ بينما يقسسول بعضسسها أن الوقسساف بلغسست‬
‫سبعا وعشرين تكتفي أخرى بالقول بأنها مبان كثيرة‪،‬علىَ حين تذكر رواية ثالثة أنه عمسسل‬
‫ثمسسانين عتبسسة‪،‬وتسسذكر عسسدد مسسن الروايسسات‪-‬موافقسسة عثمسسان حمسسد السس‪ -‬ان أناسسسا أدوا فريضسسة‬
‫الحج ذكروا للرواة أنهم شاهدوا تلسك الوقساف ‪ ،‬و أروا مكتوبسا علسىَ بعضسها)البساب العجيسب‬
‫(أو )باب عجيب المانجلك(‪ ،‬ومن هؤلء رجسل مسن الحسواويت يسسدعىَ )علسسي ود أب شساية(‬
‫ولما علم ناظر الوقف هناك أن )عليا هذا( من العبدلب قدم اليه نقودا وعرض عليسسه أن‬
‫يجسساور بالمدين سسة لق سساء ارت سسب ش سسهري ث سسابت م سسن الم سسال يعط سسىَ إلي سسه م سسن تكي سسة ج سسده الش سسيخ‬
‫عجيب‪ .‬كما ذكر أحد الرواة أنفسهم وهو من العبدلب أنسه عسرض عليسه أن يتسولىَ نظسارة‬
‫)‪(1‬‬
‫الوقف ولكنه أعتذر ‪ ،‬وشهد راو آخر أنه شهد بنفسه تلك الوقاف‪.‬‬
‫أما عن أقطاع الشيخ عجيب أرض للعلماء فسان بعسض شسواهد ذلسك ل تسزال ماثلسة‬
‫للعيسسان‪ ،‬فقسسد أقطسسع الفكسسي حسسسين جزيس سرة بأكملهسسا هسسي جزيس سرة )مسسسكيت(‪.‬الكائنسسة فسسي دار‬
‫الجعلييسسن بحجسسر العسسسل ‪،‬تقسسدي ار لعلمسسه حيسسن أفسستىَ فسسي معضسسلة دينسسه تتعلسسق بإلحسساق نسسسب‬
‫شسسمام بسسن عجيسسب اليسسه‪ .‬يشسسير الباشسسا إلسسىَ هسسذه الواقعسسة وغيرهسسا بقسسوله‪):‬ويقسسول السسرواة أن‬
‫الشسسيخ عجيسسب اقطسسع القطاعسسات لرجسسال السسدين ‪ ،‬امثسسال الشسسيخ حمسسد أبسسو مريسسوم والشسسيخ‬
‫خسسوجلىَ والشسسيخ الفكسسىَ حسسسين ‪ ،‬ويقولسسون ان الشسسيخ عجيسسب وهسسب الخيسسر جزيسرة مسسسكيت‬
‫)‪(2‬‬
‫(‪.‬‬
‫ولعسسل مسسن الشسواهد علسسىَ اقطسساع الشسسيخ عجيسسب ارض للعلمسساء مسسا توضسسحه بعسسض‬
‫من الوثسائق السواردة فسىَ كتساب وثسائق مسن سسلطنة سسنار تسدلل علسىَ ان الشسيخ عجيسب كسان‬
‫)‪(3‬‬
‫يقطع القطاعات لرجال الدين‪.‬‬

‫)‪ (5‬مكى شبيكة – السودان فى قرن ص ‪54‬‬


‫)‪ (1‬تاريآخ العبلب – من خللا روايآاتهم السماعية صفحات ‪41-40- 37 – 36‬‬
‫)‪ (2‬محمد صالح محي الديآن مشيخة العبلب ص ‪267‬‬
‫)‪ (3‬د‪ /‬محمد إبراهيم أبو سليم‪ -‬وثائق من سلطنة سنار ص ‪ -13‬ص ‪39‬‬

‫‪65‬‬
‫‪~2‬‬
‫واسسستجلب السسساتذة والعلمسساء مسسن كسسل مكسسان‪ .‬ولقسسد اخسسذ يشسسجع اهسسل العلسسم علسسىَ‬
‫القامة فىَ مملكتسه فساقطعهم القطاعسسات واسسعة مسسن الطيسسان ل تسزال موجسسودة حسستىَ الن‬
‫عند احفادهم وحباهم باهتمامه وتقديره وهداياه الثمينة – مما جعل اسمه يشتهر بيسسن بلد‬
‫السسسلم فاخسسذ كسسل عسسالم اسسسلمىَ قسسادر علسسىَ الهجسرة وتجشسسيم السسسفر لنشسسر دعسسوة السسسلم‬
‫والتفقيسسه فيسسه يتجسسه نحسسو بلد الحسساكم المانجلسسك العظيسسم‪ .‬فسسدخل السسسودان فسسىَ تلسسك اليسسام‬
‫علمسساء مسسن المغاربسسة والمشسسارقة كالشسسيخ تسساج السسدين البهسسارى البغسسدادى وغي سره مسسن العلمسساء‬
‫ومن الناحية الخرى فتح الشيخ عجيب امام السودانيين بسساب الهجسرة فسسىَ طلسسب السسستزادة‬
‫مسسن العلسسم وال ارغسسبين فسسىَ ذلسسك فسسسافروا السسىَ بلد الحجسساز والسسىَ الزهسسر الش سريف‪ ،‬وكسسانت‬
‫حكومسسة الشسسيخ عجيسسب تمسسدهم بالمسسال والمسسساعدات‪ .‬وبسسدأت بسسذلك نهضسسة تعليميسسة ودينيسسة‬
‫انتظمت كل مناطق شياخة العبدلب‪ .‬واقبل السودانيون علىَ حلقسات العلسسم فسسي المسسساجد‬
‫والدور وانحسرت غشاوة الجهالة والبداوة وانفتحت العين والقلوب علىَ النهضسسة الجديسسدة‬
‫فشس سساعت روحا السس سسماحة وتحكس سسم العقس سسل وروحا الشس سسرع‪ .‬ومكس سسن ذلس سسك مس سسن انقشس سساع دعس سساوى‬
‫الجاهليسسة العصإسسبية فسسسادت علقسسات اللفسسة بيسسن فسسروع القبائسسل وفسسىَ العلقسسات العاديسسة بيسسن‬
‫)‪(1‬‬
‫الفراد‪.‬‬
‫ويتضح لنسا مسن خلل هسذه لجهسود المقسدرة أن الشسيخ عجيسب لسه قصإسب السسبق بسل‬
‫وانه من اوئل الحكام الذين أدخلوا في واجبات الحكومة مسؤولية نشر التعليم برعاياها‪.‬‬
‫كما شارك الشيخ عجيسب كعسادة الملسوك فسي ذلسك الزمسن فسي كسثير مسن التحسسينات‬
‫والزين سسات ال سستي أجري سست عل سسىَ الم سساكن الشس سريفة ف سسي الحرمي سسن الشس سريفين‪ .‬يق سسول ال سسدكتور‬
‫صإلحا محي الدين ‪:‬أنه جمع قد ار كبي ار مسن ذهسب جبسال بنسسي شسسنقول السسوداني المشسهور‬
‫حيسسث أسسسهم فسسي عمسسارة المسسسجد النبسسوي الش سريف بالمدينسسة المنسسورة خاصإسسة بعسسض القبسساب‬
‫والمنسسارات المعروفسسة بمسسا تسسوثقه المخطوطسسات القديمسسة فسسي ال ارضسسي المقدسسسة‪...‬واسسستطاع‬
‫بالفعسسل أن يسسبرز وجسسه بلده وأن يعلسسي مسسن شسأنها بيسسن مختلسسف وفسسود القطسسار السسسلمية‪-‬‬
‫وكان ذلك عندما تقدم المانجلك العظيم أول وفود الحجيج بالطريق الجديد حيث كان من‬
‫)‪(2‬‬
‫أشهر العوام بالنسبة لوفود الحجيج السوداني في بلد الحجاز‪.‬‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬صلحا محي الديآن – الشيخ عجيب والدولة السلمية ص ‪32‬‬
‫)‪ / (2‬صلحا محي الديآن – الشيخ عجيب والدولة السلمية ص ‪32‬‬

‫‪66‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطب السادس‪:‬‬
‫عجيب‪:‬‬ ‫استشهاد الشيخ‬
‫لقد أتسم كل عهد الشيخ عجيب بالبشائر ودللت الزدهار طيلة فترة حكمه‪ .‬لسسم‬
‫يعكر صإفو ذلك أل ثلث حروب كبيرة كانت اثنان منها ضد الجناحا الخسسر الحليسسف فسسي‬
‫حل سسف ‪1505‬م ض سسد الفون سسج واس سستمرت روحا الع سسداء ح سستىَ ان سسدلعت الح سسرب الك سسبيرة وال سستي‬
‫كس سسانت فس سسي عهس سسد الحس سساكم الفس سسونجي السس سسلطان عس سسدلن الس سسذي حكس سسم فس سسي الفس سسترة )‪-1605‬‬
‫‪1612‬م(وكانت تلك الموقعة حاسمة بالقرب من مكسسان يسسدعىَ )السسدبكرة ود أبعمسسارة( وهسسي‬
‫في محل الجريف شرق الحالية‪...‬كانت بداية الحتشاد في العاصإسسمة )قسسري(إذ بسسدأ النفيسسر‬
‫العسسالي يضسسرب الشسسبلنكيت‪(1).‬وتصإسسحبه مجموعسسة مسسن الب سواق والمزاميسسر‪ ،‬وأخسسذ النحسساس‬
‫يكرر )بالنغم(كلمات النفير الحربي وهي تقول ‪:‬‬
‫الكبدة كبدة البل معروكة بي فلفل *** عبد ال مقدمكم شر دما يعسمكم‪.‬‬

‫)‪ (1‬هى نأحاس الحرب الضخم فكانأت ةسيلة مبتكرة لجمع الناس فورا عند الضرورة فكانأت )الشبلنكيت (صلحا محي الديآن‪-‬الشيخ عجيب‬
‫والدولة السلمية في سنار‪-‬ص ‪46‬‬

‫‪67‬‬
‫‪~2‬‬
‫وهسسذا مسسن قبيسسل إعسسداد العسسدة قسسال تعسسالىَ}دوأدععسمدوذا لدههسسم لمسسا اذسستد د‬
‫طذعهتم دمسسن قهسلورة{)‪(2‬وبسسرز‬
‫شيخهم الوقور إلسىَ ساحة التجمسع فسي )قسري( بسرز شسيخهم شاه ار سسيفه المكنسىَ )بسالنمنم(‬
‫فسسارتفعت السسسيوف تهسسز ‪،‬وبريقهسسا يخلسسب النظسسار وارتفعسست الناشسسيد‪ -‬وعل هسسدير نحسساس‬
‫العبسسدلب يحيسسي شسسيخ قسسري فسسي نغمسسة الحسسرب الكسسبرى المعسسبر عنهسسا بالمصإسسطلح الشسسعري‬
‫السابق ‪.‬‬
‫الكبدة كبدة البل معروكة بي فلفل * عبد ال مقدمكم شر دما يعسمكم‬
‫)ويك سسرر ه سسذا المصإ سسطلح مترجم سسا بضس سربات النح سساس( فيح سسدث نغم سسا خاصإ سسا ه سسو‬
‫إعلن النفير درجته القصإوى‪.‬ويمتطي الشيخ الوقسسور صإسسهوة حصإسسانه وسسسنونه العشسسر بعسسد‬
‫المائة تتوارى خلف إمارات الهمة العالية‪.‬وثبات النفس ومضاء العزم السسذي طالمسسا خسساض‬
‫بسسه الحسسروب فهسسو صإسساحب قسسدحها المعلسسىَ ابسسن نجسسدتها يجسسول ويتقسسدم الصإسسفوف ولسسم تسسسقط‬
‫رايته علىَ مدى أكثر من نصإف قرن من الزمان‪ .‬خرج مارقا في نفس مكانه عبر الزمان‬
‫فسسي مقدمسسة الفرسسسان والنمنسسم البلسسج الشسسهير عاليسسا مشسسهو ار فسسي يمينسسه والسسدرق الفارسسسي فسسي‬
‫شسسماله‪ -‬ودروع الحديسسد بصإسسدره وقس سوام فشسسرعت اريسسات السس سرايا وانسسدفعت الصإسسفوف خسساف‬
‫)‪(3‬‬
‫القائد تزود عن )قري(‪.‬‬
‫وتحركس سست الق س سوات وأمامهس سسا الحس سساكم المحبس سسوب عجيس سسب المانجلس سسك يقس سسول الحس سسبيب‬
‫المصإطفىَ صإلىَ ال عليسه وسسلم)خيسار أئمتكسم السذين تحبسونهم ويحبسونكم وتصإسلون عليهسم‬
‫ويصإس س س س سسلون عليكس س س س سسم‪ ،‬وشس س س س سرار أئمتكس س س س سسم الس س س س سسذين تبغضس س س س سسونهم ويبغضس س س س سسونكم وتلعنس س س س سسونهم‬
‫ويلعنونكم(‪(1).‬وهو فارسهم المغوار الذي تعودوا طيلة نصإف قرن علىَ القتال تحت راياته‬
‫ف أروا كيف كان بطلهم الفذ يصإول ويجول ويحكم الخطط وينادي في الرجال فسسي مسواقعهم‬
‫فسسي أحسسسن نظسسام داخسسل ميسسدان المعركسسة أروا كسسل ذلسسك لنصإسسف قسسرن مسسن الزمسسان ولسسم يسسذكروا‬
‫قط أن الشيخ قد هزم‪ ،‬حتىَ حسبوه لذلك ولطول ما عرفوه عنه بطل ل يسقط قط‪ ،‬ونجما‬
‫متوهجسسا علسسىَ الزمسسان بل أفسسول‪ .‬قسسال تعسسالىَ مخاطبسسا نسسبيه صإسسلىَ ال س عليسسه وسسسلم‪}:‬إعلن س د‬
‫ك‬ ‫)‪(2‬‬

‫ت إوعالنهم لمديهتون ثهلم عإلنهكم يوم اذلعقيامعة ععندد ردبهكم تدذختد ع‬


‫دمدي ل د ه‬
‫)‪(3‬‬
‫صإهمودن {‬ ‫د ذ‬ ‫ذ دذ د د د‬ ‫د‬

‫)‪ (2‬سورة النأفالا اليآة ‪60‬‬


‫)‪ (3‬صلحا محي الديآن – الشيخ عجيب والدولة السلمية ص ‪47 – 46‬‬
‫)‪ (1‬صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب المساقاة ‪ ،‬باب تحريآم الظلم وغصب الرض وغيرها‪.‬‬
‫)‪ (2‬صلحا محى الديآن – وقفات فى تاريآخ السودان‪ -‬ص ‪.71‬‬
‫)‪ (3‬سورة الزمر ‪ ،‬آيآات )‪. (31-30‬‬

‫‪68‬‬
‫‪~2‬‬
‫وبسرز الشسيخ الوقسور معجسزة عصإسره يقاتسل ويتنسادى بسأقوال البسسالة والقسدام ويسدعو‬
‫الرجس سسال للتقس سسدم والثبس سسات وهس سسم مس سسن حس سسوله يجتمعس سسون فس سسي تلحس سسم‪...‬يحمس سسونه بقلس سسوبهم وقس سسوة‬
‫سواعدهم‪-‬حتىَ أراد ال أن تكتسب النهايسة لتلسك الشخصإسية الفسذة علسىَ صإسهوة حصإسانه فسي‬
‫وسسسط المعركسسة وهسسو السسذي بلسسغ العش سرة بعسسد المائسسة فلقسسد أصإسساب سسسهم قاتسسل الشسسيخ عجيسسب‬
‫المانجلك فخر صإريعا‪ .‬وكتب فصإسل ختسام حياة ذاخسرة مفعمسة بكسل مسا هسو جسدير بالتأمسل‬
‫والقتدار‪.‬‬
‫وكسسان يومسسا صإسسعبا فسسي تاريسسخ مشسسيخة العبسسدلب غسساب نجمهسسم السسذي حسسسبوه نجمسسا‬
‫متوهجسسا إلسسىَ البسسد بل افسسول‪..‬ل سسذلك لسسم يتملكس سوا أنفسسسهم فسسانتهت المعرك سسة بهزيمسسة كاملسسة‬
‫واستطاعت جيسوش الملسك عسدلن أن تكتسسح العاصإسمة )قسري(وأن تسسيطر علسىَ كسل نفسوذ‬
‫)‪(4‬‬
‫مشائخ العبدلب وتضمها إلىَ نفوذ الملك في سنار‪.‬‬
‫سقط الشيخ عجيب‪ -‬إذن‪-‬في تلسك المعركسة ونقسل جثمسانه الطساهر إلسىَ العاصإسمة‬
‫)قري(في مشهد مؤثر أليم ووري هناك السسثرى ثسسم أقيمسست علسسىَ ضسريحه قبسسة واصإسسل أحفسساده‬
‫يرثيه‪:‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫منذ) ‪1611‬م( تجديدها والحتفاظ بهيبتها حتىَ اليوم‪ (5).‬وقد قال شاعرهم‬
‫سلم أبا الفرسان يا جد ** أننا قضينا أياما صإعابا حوالك‬
‫عجيب سلم ال يغشاك دائما ** بروحا وريحان وطيب الملك‬
‫** مع الحور والولدان فوق الرائك‬ ‫فنم في جوار ربك هانئا‬
‫انتهسست بسسذلك تلسسك الحيسساة الحافلسسة‪،‬وبقيسست ذكسسرى ذلسسك الرجسسل المثسسل القسسدوة أحسسدى‬
‫المنسسارات المتوهجسسة الضسسياء فسسي الطريسسق الطويسسل السسذي كسسان عليسسه مسسسير تطسسور السسدعوة‬
‫للسلم في السودان عبر الجيال‪.‬‬
‫ال ارجسسح فسسي القسوال أن الشسسيخ عجيسسب لسسم يسسثر حربسسا ‪ ،‬إوانمسسا فرضسست عليسسه فرضسسا ‪،‬‬
‫انتقامسسا منسسه‪ -‬فيمسسا يبسسدو‪-‬للهزيمسسة السستي ألحقهسسا بالفونسسج قبسسل ذهابهللحجسساز ‪ 0‬ويؤيسسد هسسذه‬
‫الروايسسة كروفسسورد ‪،‬فيقسسرر أن الفونسسج هسسم المعتسسدون‪(1).‬فالشسسيخ عجيسسب السسورع يحفسسظ القسران‬
‫ب اذلهمذعتد سعديدن{)‪ (2‬فحسسري بسسه أل‬
‫ويتلسسوه ويكسسرم أهلسسه ‪،‬وهسسو يتلسسو }‪..‬دولد تدذعتدسهدوذا عإلن اللا سهد لد هيعح س د‬
‫)‪ (4‬د‪ /‬صلحا محى الديآن – مصدر سابق ص ‪47‬‬
‫)‪ (5‬د‪ /‬صلحا محى الديآن – الشيخ عجيب والدولة السلمية ص ‪16‬‬
‫)‪ (6‬د‪ /‬صإلحا محىَ الدين – وقفات فىَ تاريخ السودان ص ‪61‬‬
‫)‪ (1‬المصدر نأفسه ص ‪71‬‬
‫)‪ (2‬سورة البقرة‪ ،‬الية ‪.190‬‬

‫‪69‬‬
‫‪~2‬‬
‫يعتسدي أننسي أوئسد السرأي القائسسل أن السسسبب الحقيقسسي هسسو مسا أحسسسه ملسك الفونسج عسدلن مسن‬
‫قوة في نفسه ‪ ،‬في حيسن أن الشسيخ عجيسب السذي طغست شسهرته علسىَ الملسوك فسي السسودان‬
‫حستىَ ملسوك الفونسج أنفسسهم‪ .‬كسان آنئسذ قسد بلسغ مسن السوهن غسايته‪ ،‬فأمسسىَ فسي عمسر يقعسده‬
‫عن كل قتال‪ .‬وهذا انسب وقت لبسط سلطان الفونسج‪ -‬أو علسىَ القسل نفسوذهم علسىَ دولسة‬
‫العبدلب‪ .‬لذا زحف ملك الفونج بجيشه للقاء عجيب‪ .‬ويؤيد هذا أنه منذئذ غدا صإسساحب‬
‫السسسلطة الحقيقيسسة فسسي دولسسة العبسسدلب أو الفونسسج الشسسخص القسسوى فسسي السسدولتين‪ ،‬بسسل صإسسار‬
‫وزيسسر الفونسسج أحيانسسا‪ -‬وهسسو شسسيخ الهمسسج‪ -‬صإسساحب السسسطوة علسسىَ الفونسسج والعبسسدلب علسسىَ‬
‫السس سواء‪،‬ممس سسا أدى فس سسي كس سسثير مس سسن الحس سسالت علس سسىَ تعس سساون البيس سستين علس سسىَ قتس سساله أي البيس سستين‬
‫الحاكمين‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫السلطان بادي أبو دقن ‪1654‬م‬
‫ويحتوي علىَ ما يلي‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬النسب والنشأة‬
‫المطلب الثاني‪:‬جهاد السلطان بادي أبودقن‬
‫المطلب الثالث‪:‬مناقب السلطان بادي أبودقن‬

‫‪70‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الول‪:‬‬
‫النسب والنشأة‬
‫هسو الملسك بسادي أبسو ربساط والسده الملسك ربساط السذي كسان ملكسا قبلسه ‪.‬والملسك بسادي ابسو دقسن‬
‫يقسسول عنسسه الشسسيخ أحمسسد وهسسو مسسن ذوي الشسسجاعة والكسسرم والهمسسم العاليسسة‪.‬وقسسد إشسستهر هسسذا‬
‫الملك بالشجاعة والكرم والعفة والتعبد وكسسان معظمسسا لهسسل السسدين مكرمسا لهسسم ‪ .‬وكسسان بينسسه‬
‫وبيسسن علمسساء مصإسسر إتصإسسال حسسسن فكسسان يرسسسل إليهسسم الهسسدايا مسسع خسسبيره أحمسسد علسوان وقسسد‬
‫إشتهرت مناقبه عندهم )‪.(1‬‬
‫ومسسن أعمسساله أنسسه غسسذى الشسسلك وفتسسك بهسسم ‪.‬ثسسم غسسذى جبسسال تقلسسي فسسدوخها ‪ .‬قيسسل‬
‫والسبب فسي تلسك الجبسال أن أحسد أصإسدقائه ذهسب إليهسا بتجارة فسسلبه ملكهسا جميسع مسا كسان‬
‫معه وطرده فقيل للملسك أن هسذا الرجسل صإسديق لملسك سسنار فقال ومساذا يهمنسي ملسك سسنار‬
‫فسسإن قصإسسدني وجسساوز باجسسة)غابسسة( أم لمسساع فليفعسسل مايشسساء وباجسسة أم لمسساع مفسسازة صإسسعبة‬
‫لماء فيها بين النيسل البيسض وجبسال تقلسي ‪.‬فسأتي التساجر إلسي ملسك سسنار وأخسبره بمساجري‬
‫لسسه مسسع ملسسك تقلسسي فجهسسز عسسساكره وسسسار قاصإسسدا جبسسال تقلسسي وقسسال إلسسي صإسساحبه إذا وصإسسلنا‬
‫إلي جزيرة أم لماع فأخبرني فلما وصإسل إليهسا أخسبره فنسزل الملسك عسن جسواده وأمسر عسساكره‬
‫فنزلوا عن ركائبهم إواجتازوا الغابة ماشيين علي القدام أراد بذلك إحتقار العقبة التي ظسسن‬
‫ملك تقلي أنها تعجزه فلمسسا إجتازهسسا ركسسب وركبسست عسسساكره وسسسارو فسسي جبسال النوبسسة يقتلسسون‬
‫ويأسرون ويسبون حتي وصإلوا إلي جبال تقلي فحاصإروها فتمنسسع ملكهسا بالحصإسسون قيسل‬
‫وكسسان يقاتسسل عسسساكر ملسسك سسسنار نهسسا ار ويرسسسل إليهسسم الضسسيافة ليلا ‪.‬فلمسسا رأي ملسسك سسسنار‬
‫مكارم أخلقه ‪ ،‬صإسالحه علسي جعسل معلسوم يسدفعه لسه فسي كسل عسام ورجسع إلسي سسنار ومعسه‬
‫سبايا النوبة وتقلي فجعل لكل جنس منهم حلسة معلومسة حسول سسنار وأسسكنهم بهسا وصإسارو‬

‫)‪ (1‬أ‪.‬د مكي شبيكه – السودان عبر القرون ص ‪70‬‬

‫‪71‬‬
‫‪~2‬‬
‫من جملة جنوده وقد تناسلوا بتلك الحلل فسسميت كسل حلسة بإسسم الجنسس السذي سسكنها مثسل‬
‫‪(2).‬‬
‫والكدرو والكنك والكارلو وغيرها وبقيت ز ارريهم بها إلي إنقضاء مملكة الفونج‬
‫ومما تقدم نعلم أن بادي أبسسو دقسسن كسسان قسسد حسسرك جيشسسه لنصإسرة المظلسسوم ‪.‬والسسسلم‬
‫‪(1).‬‬
‫يرفض الظلم ويحرمه قال تعالي‪):‬ولتعتدو إن ال ليحب المعتدين (‬
‫وفي الحديث الذي يرويه الرسول عن رب العزة )يا عبادي إني حرمت الظلم علسسي نفسسسي‬
‫فل تظالموا (‪(2).‬وسيدنا علي بن أبي طسسالب يوصإسسي أبسسائه رضسسي الس عنهسسم جميعسا ‪):‬كونسسا‬
‫للظسالم خصإسما وللمظلسسوم عونساا(‪.‬وقسال جابر أبسو طلحسة سسمعنا رسسول الس)صإسلىَ الس عليسه‬
‫وسلم( يقول ‪) :‬ما من امرئ مسلم ينصإر مسلم ا فسسي موضسع ينتهسك فيسه عرضسسه ويسستحال‬
‫حرمتسسه إل نصإسره الس فسسي مسسوطن يحسسب فيسسه نصإسره‪ ،‬ومسسا مسسن امسسرئ خسسذل مسسسلم فسسي مسسوطرن‬
‫)‪(3‬‬
‫ينتهك حرمته إل خذله ال في موضرع يحب فيه نصإرته(‪.‬‬
‫عسسرف بسسادي أبسسو دقسسن بتسسدينه إواك ارمسسه لهسسل العلسسم والسسدين وعسسادته أن يبعسسث بهسسدايا‬
‫إلسسي علمسساء الزهسسر حسستي عسسرف بينهسسم بكرمسسه إواك ارمسسه لهسسم ‪.‬وكمسسا كسسانت مكسسارمه كسسثيرة‬
‫ومحاسنة شهيرة)‪.(4‬‬
‫وشس سسهد عهس سسد السس سسلطان بس سسادي أبس سسو دقس سسن)‪1644‬م‪1680-‬م( والس سسذي يمثس سسل العهس سسد‬
‫السسذهبي لسسسلطنة الفونسسج توسسسعا كسسبي ار ‪ ،‬وبعسسد أن هسسزم الفونسسج قبائسسل الشسسلك والسستي كسسانت‬
‫تسيطر علسسي النيسسل البيسسض وتشسكل بغاراتهسسا خطس ار كسسبي ار علسسي المجموعسسات العربيسة السستي‬
‫كانت تسكن الجزيرة احتلوا معبر أليسس الشسهير ‪ ،‬وهسو موقسع إسستراتيجي مهسم يضسمن لهسم‬
‫السسسيطرة علسسي تحركسسات الجيسسوش والقوافسسل السستي تعسسبر النيسسل البيسسض لكردفسسان ‪ .‬وتتضسسح‬
‫أهمية أليس في أن حاكمها أو شيخها كان ذا رتبة رفيعة وكسسثير مايسسأتي ذكسره فسسي الوثسسائق‬
‫بعسسد ملسسك العبسسدلب مباش سرة ‪ ،‬كمسسا يختسسار مسسن الفونسسج أنفسسسهم إواختسسط بسسادي جامع سا بسسسنار‬
‫وقصإس ار للحكومسسة بسسه أبسواب عديسسدة كسسل منهسسا مخصإسسص لسسدخول أحسسد كبسسار الدولسسة ‪ ،‬ولكسسل‬
‫)‪(5‬‬
‫منهم ديوان خاص للنظر في شئون الدولة التي تخصإه مع الملك ‪.‬‬

‫)‪ (2‬محمد إبراهيم أبو سليم تاريآخ السودان ص ‪104‬‬


‫)‪ (1‬سورة البقرة اليآة ‪.190‬‬
‫)‪ (2‬صإحيح مسلم ‪ ،‬كتاب الدب‬
‫)‪ (3‬اخرجه أبو داؤد في الدب ‪ ،‬باب من رد عن مسلم غيبه‪ ،‬رقم )‪.(4884‬‬
‫)‪ (4‬الطبقات‪ -‬ص ‪.84‬‬
‫)‪ (5‬الشاطر البصإيلي ‪ -‬كاتب الشونة‪-‬ص ‪.11‬‬

‫‪72‬‬
‫‪~2‬‬
‫وكسسان بينسسه وبيسسن علمسساء مصإسسر إتصإسسال حسسسن فكسسان يرسسسل إليهسسم الهسسدايا مسسع خسسبيره أحمسسد‬
‫علسوان وقسسد إشسستهرت منسساقبه عنسسدهم حسستىَ إنهسسم مسسدحوه بقصإسسائد عديسسدة منهسسا قصإسسائد الشسسيخ‬
‫عمسسر )المغربسسي( والسستي علسسق عليهسسا كسساتب الشسسونة وقسسال‪):‬هسسذه القصإسسيدة واردة فسسي كتسساب‬
‫السسدر المنظسسوم فسسي منسساقب السسسلطان ابايزيسسد ملسسك السسروم(نقلسست عسسن كتسساب العلم بسسأعلم‬
‫بيت ال الحرام لمؤلفه قطب الدين محمد بن أحمسسد النهرولسسي ص ‪ .261/262‬والقصإسيدة‬
‫فسسي الصإسسل فسسي مسسدحا السسسلطان بايزيسسد السسذي حكسسم بلده مسسن ‪1481‬إلسسي ‪ 1512‬وعسساش‬
‫مؤلسسف كتسساب العلم مسسن ‪1514‬إلسسي ‪1582‬م السسذي حكسسم بلده مسسن ‪1481‬إلسسي ‪1582‬‬
‫ويتضسسح مسسن ذلسسك أن القصإسسيدة منقولسسة منسسه مباشسرة أو بطريقسسة غيسسر مباشسرة مسسع كسسثير مسسن‬
‫التحريف اللفظي والحزف والضسسافة لتصإسسبح القصإسسيدة مناسسسبة لملسسك سسسنار بسسادي أبسسو دقسسن‬
‫‪(1).‬‬
‫ومن المحتمل أن تكون هذه القصإيدة قد أدخلت علي الشيخ عمر المغربي‬
‫هسسذه القصإسسيدة ذكسسرت منسساقب كسسثيرة للسسسلطان بسسادي أبسسو دقسسن نسسذكر منهسسا كرمسسه‬
‫ورحمته وجهساده وحمسايته للسدين ورجاحسة عقلسه وتأسسيه بساولىَ العسزم مسن الرسسل صإسلوات‬
‫ربىَ وسلمه عليهم ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫جهاد السلطان بادي أبودقن‬
‫ومن مناقبه التىَ ذكرت فىَ هذه القصإيده جهاده حيث يقول المغربي‪:‬‬
‫وسد منيع للنسام من الغدر‬ ‫عنساد يلوز المسلمسون بظله‬
‫مقسمة بين المخافسة والذعر‬ ‫له هيبة ملء الصإدور وصإولة‬

‫)‪ (1‬الشاطر البصيلي – كاتب الشونأة ‪ -‬ص ‪. 11‬‬

‫‪73‬‬
‫‪~2‬‬
‫قائدنا إذا اشستد البسأس وحمسىَ السوطيس المسسلمون اى قسومه يحتمسوا بسه ويضسحىَ‪.‬‬
‫لقسسومه سسسد منيسسع مسسن ان يغسسدروا‪ .‬وكسسذلك ذو هيبسسة عظيمسسه تمل الصإسسدور وحينمسسا يصإسسول‬
‫ويجول ترى العداء بين خائف ومذعور‬
‫ولكنها بالجود جابرة الكسر‬ ‫اياد وله بالباس كاسره العدا‬
‫والبسها ثوب السيادة واليسر‬ ‫طمئن ال البلد جميعها‬
‫ل تاهت علىَ البلدان حتىَ علىَ مصإر‬ ‫واضحت به سنار فىَ النس والصإفا‬
‫له اياد وقوة تحطم العداء وله جود يجبر الكسر ‪ .‬بقوته هذه وجهاد يكون المن‬
‫)‪(1‬‬
‫ص دحدياةل ديذا هأولعذي الدذلدباعب لددعللهكذم تدتلهقودن {‪.‬‬
‫صإا ع‬ ‫ع ع‬
‫}دولدهكذم في اذلق د‬
‫أصإسسبحت دولتسسه ألسسدوله السسسنا ريسسه فسسىَ صإسسفاء وانسسس ونمسست وشسسمخت حسستىَ علسسىَ مصإسسر‬
‫التىَ كانت تسمىَ ام الدنيا ‪ .‬بفضل جهاده ول عداء للجهاد ‪.‬‬
‫واصإبح صإد ار للعل حائز الصإدر‬ ‫حمىَ حوزة الدين الحنيف بالقنا‬
‫اباد به جميع الطواغيت والكفر‬ ‫وجرد للسلم والملك صإارما‬
‫وفاز بانواع المثوبة والجر‬ ‫وجاهدهم فىَ ال حق جهاده‬
‫فما كان زيد النحو يسطو علىَ عمرو‬ ‫وهدم اركان المظالم عدله‬
‫يحكىَ لنا المغربي عسسن جهساده وحمسايته للسسدين الحنيسف وهسسو السسسلم ملسة ابراهيسسم‬
‫)‪(2‬‬
‫ك أدعن اتلبعذع عمللةد إعذب دارعهيدم دحعنيف ا دودما دكادن عمدن اذلهمذشعرعكيدن {‪.‬‬
‫حنيفا}ثهلم أدذودحذيدنا إعلدذي د‬
‫بأعداء القوة بالسلحا والقنسسا نسسوع مسسن انسواع السسلم وهسىَ الحسراب فأصإسبح أعلسىَ‬
‫العل وفسسىَ العل حسسائز الصإسسدر‪ .‬لحمايسسة السسسلم وسسسلطاته اسسستل سسسيفه السسذي أبسساد بسسه‬
‫ق عجهدساعدعه ‪ (3).{...‬وفسسىَ‬
‫جميسع الكفسر وذوى العتقسادات الشسسيطانية‪} :‬ودجاعهسهدوا عفسسي الللسعه دحس ل‬
‫د‬
‫الرابع هذا يشير فيه الىَ عدل السلطان بادى ابو دقن الذي احتمىَ بسسه الظلسسم ومسسا كسسان‬
‫في أيامه احد يعتدي علىَ احد‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫سورة البقرة ‪ -‬الية ‪.179‬‬
‫)‪(2‬‬
‫سورة النحل‪ -‬الية ‪.123‬‬
‫)‪(3‬‬
‫سورة الحج –الية ‪.78‬‬

‫‪74‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫مناقبه بادي أبودقن‪:‬‬
‫)أ(رحمته‪:‬‬
‫ومن مناقبه التي ذكرت في القصإيدة رحمته بالرعايه وتلطفه بهم ‪.‬‬
‫وأسعفهم بالجاه منه وبالجير‬ ‫وعم بالرعايا بالرعاية لطفه‬
‫لعزته يدعو فىَ السر والجهر‬ ‫فاضحوا جميعا شاكرين صإنيعه‬
‫عليهم مليكا ناقد النهىَ والمر‬ ‫ويرجول من رب العباد بقاءه‬
‫كان بادي أبو دقسن رحيسم برعسايته يرعساهم بلطفسه ويسسعفهم بملكسه وجسواره حستىَ‬
‫انهس سسم اصإس سسبحوا مس سسن تعس سسامله اللطيس سسف بهس سسم يس سسدعو لس سسه بس سسالفوز والعس سسز دائمس سسا فس سسىَ سس سسرهم‬
‫وجهرهسسم‪ ...‬ويسسدعوا الس بسسان يحفظسسه ويبقيسسه لهسسم ويبقسسىَ لهسسم ملكسسه وامسره ونهيسسه ‪ .‬وفسسىَ‬
‫الح سسديث ‪):‬خي سسار أئمتك سسم ال سسذين تحب سسونهم ويحب سسونكم وتصإ سسلون عليه سسم ويصإ سسلون عليك سسم ‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم(‪.‬‬
‫وتدعوا له ال فىَ السر والجهر‬ ‫علىَ حبه كل القلوب تألفت‬
‫)‪(1‬‬
‫صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب المساقاة ‪ ،‬باب تحريآم الظلم وغصب الرض وغيرها‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪~2‬‬
‫كل قومه يحبونه وبمحبتهم لسسه تسسألفت قلسسوبهم ويقسسسم الشسسيخ عمسسر المغربسي بسسانهم‬
‫يدعوا له فىَ السر والعلن ‪.‬‬
‫وزان به الزمان كالعقد فىَ النحر‬ ‫تبارك من أنشاه للخلق رحمة‬
‫تجلست عظمتسه سسسبحانه السذي خلقسسك كأنمسا خلقسك رحمسة للخلسق كافسسة وفيهسسا ظسل‬
‫ن()‪ (2‬وجملسست بسسه اليسسام مثسسل العقسسد‬ ‫لقسسوله تعسسالىَ‪) :‬و ن‬
‫ة ل شل عنعال ن ر‬
‫مي ن‬ ‫م ا‬ ‫ك إ رلل نر ع‬
‫ح ن‬ ‫سل عننا ن‬
‫ما أعر ن‬
‫ن ن‬
‫فىَ الجيد‪:‬‬
‫رحابك كنز للهعفسساة ومطلب إوان أمها ذو العسر يظفر باليسر‬
‫تعلمهم في مدحها أفصإح الشعر‬ ‫تطيب لمحتاج بنيسسل مراده‬

‫الذين يبحثسسون عسن العفسو ويعسز عليهسسم يجسسدون عنسدك كأنمسا يجسسد صإساحب الحاجسة‬
‫الكنسسز ‪ ،‬والنسسسان السسذي تعسسثرت بسسه السسدنيا حيسسث يتجسسه إليسسك يجسسد اليسسسر ويفسسوز بسسه‪ .‬إن ذا‬
‫الحاجة تطديب خساطره بنيلسسه مسسا يريسد بهسذه العطايسا ولرحمسة كأنسا أنست السذي يجعسل ألسسسنتهم‬
‫فصإيحة للمدحا والشعر – أي وقول الشعر تأسي ا بالرسول صإلىَ ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫)ب(تأسيه بالحبيب المصطفى صلى ال عليه وسلما ‪:‬‬
‫ومن منساقبه الستي ذكرهسا الشسيخ عمسر المغربسي تأسسيه بسالحبيب المصإسطفىَ )صإسلىَ‬
‫ال عليه وسلم(‪:‬‬
‫أولو العزم في أزمانهم وأولي المر‬ ‫ملوك تساموا للعل وفلئق‬

‫هؤلء الملسوك نسالوا العل وأخلق أولسو العسزم مسن الرسسل فسي أزمسسانهم مسسع أقسوامهم‪.‬‬
‫وأولو العسزم مسن الرسسل هسم‪" :‬نسوحا – إبراهيسم – موسسىَ – عيسسىَ وسسيدنا محمسد صإسلىَ الس‬
‫عليسسه وسسسلم" ‪ ،‬عليهسسم جميعس ا أفضسسل الصإسسلة والسسسلم ‪ ،‬وأفضسسلهم سسسيدنا محمسسد صإسسلىَ الس‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬الذي قال ال تعالىَ له ‪" :‬ثم أوحينا إلك‪ :‬أن اتبع ملة إبراهيم حنيف ا وما كسسان‬
‫من المشركين )‪ .(1‬فالنبي أفضل أولي العزم والطالب للخلئسق الستي تخلسق بهسا أولسو العسزم‬
‫يطلسسب أفضسسلها ‪ ،‬فيجسسدها بل شسسك عنسسد النسسبي صإسسلىَ ال س عليسسه وسسسلم‪ .‬ففيسسه إشسسارة لتأسسسيه‬

‫)‪ (2‬سورة النأبياء – الية ‪107‬‬


‫)‪ (1‬سورة النحل – الية ‪.123‬‬

‫‪76‬‬
‫‪~2‬‬
‫بالنبي صإلىَ ال عليه وسلم‪" .‬ولقد كانت لكم فيهم أسوة حسسنة لمسن كسان يرجسو الس واليسسوم‬
‫الخر‪."(21‬‬

‫فمناقبه كثيرة حتىَ أن الشيخ عمر المغربي يبالغ في كثرتها ‪:‬‬


‫إوان نحن أثنينا عليك بمدحسسة فهيهات نخص الرمل أو عدد القطر‬
‫والرمل وعدد القطر ل تعد وكذلك مناقب الملك بادي أو دقن ل تعسسد‪ .‬وهسسو الملسسك‬
‫السسذي بنسسىَ الجسسامع بسسسنار ‪ ،‬وجعسسل فسسي نوافسسذه شسسباك ا مسسن نحسساس ‪ ،‬وبنسسىَ قصإ س ار لحكسسومته‬
‫فجعلسسه خمسسس طبقسسات بعضسسها فسسوق بعسسض ‪ ،‬وبنسسىَ مخسسازن للسسسلحة والسسذخائر ‪ ،‬وديوان س ا‬
‫لجلوسسسه ‪ ،‬وديس سوانين آخريسسن أحسسدهما خسسارج القصإسسر والخسسر داخلسسه ‪ ،‬وأحسساط جميسسع ذلسسك‬
‫بسور له تسعة أبواب ‪ ،‬جعسل ثمانيسة منهسا لمسراء دولتسه ‪ ،‬لكسل أميسر منهسم باب ا يسدخل منسه‬
‫إلىَ ديوانه الخاص للنظر في الشئون المتعلقة به ‪ ،‬وجعل الباب التاسع له ولولده عجيب‬
‫شسسيخ مشسسيخة قسدري‪ .‬وهسسذه البسواب التسسسعة تفتسسح فسسي حسسائط واحسسد وأمسسام كسسل منهسسا رواق لسسه‬
‫دكسسة عاليسسة تعسسرف بسس "دكسسة مسسن نسساداك" ‪ ،‬وسسسميت بسسذلك حيسسث اعتبرهسسا ملجسأا للمتظلميسسن ‪،‬‬
‫فيأتيهسسا النسساس مسسن أنفسسسهم دون أن ينسساديهم أحسسد‪ .‬فسسإذا أراد أحسسد كسسبراء الدولسسة السسدخول إلسسىَ‬
‫)‪(3‬‬
‫ديوان الملك لزم أن يدخله وحده‪.‬‬
‫ويكفي فضل هذا الملك فضل مادحيه وما أثنوا به عليه – رحمة الس تعسالىَ علينسا‬
‫)‪(4‬‬
‫وعليهم أجمعين‬
‫)‪(4‬‬
‫فكانت نهاية عهده في سنة ‪1680‬م وتولىَ بعده الحكم ابنه السلطان رباط‪.‬‬

‫‪(21‬‬
‫سورة الممتحنة – الية ‪.6‬‬
‫)‪ (3‬محمد إبراهيم أبو سليم – تاريآخ السودان‪ -‬ص ‪.106‬‬
‫)‪ (4‬كاتب الشونأة ‪ -‬ص ‪.17‬‬
‫)‪ (4‬انظر يوسف فضل ‪ -‬مقدمة في تاريخ الممالك السلمية ‪ -‬ص ‪.74‬‬

‫‪77‬‬
‫‪~2‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫جهود بادي أبو شلوخ‪1762-1724 :‬م‬
‫‪(12‬‬
‫الواثق بال والرسول ابن السلطان نول السلطان بادي‬
‫ويحتوي على مايلي‪:‬‬

‫المطلب الول ‪:‬نسبه وحرب الحبشة‬


‫المطلب الثاني‪:‬اتساع دولة بادي في كردفان‬

‫‪(12‬‬
‫د‪ .‬محمد إبراهيم أبو سليم – وثائق من مملكة سنار ‪ -‬دار جامعة الخرطوم للنشر ‪ -‬ت ‪1992‬م‬

‫‪78‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الول‪:‬‬
‫نسبه‪.‬وحرب مع الحبشة‬
‫هسسو بسسادي بسسن السسسلطان نسسول ‪ ،‬ونسسول يتصإسسل بسسالبيت المالسسك مسسن جهسسة الم‪ .‬إوانمسسا كسسان‬
‫اختيسسار نسسول لكفسساءته الشخصإسسية مسسن حيسسث اسسستقامته وتسسدينه‪ .(23‬وهسسذا يسسدل علسسىَ أن بسسادي‬
‫من بيت ديني حرى به أن يكون له جهده في نشر وتطور الدين والدعوة إليه‪ .‬فهو أشهر‬
‫ملسسوك سسسنار ‪ ،‬بلغسست دولسسة الفونسسج أقصإسسىَ اتسسساعها علسسىَ عهسسده السسذي كسسان مسسن ‪-1724‬‬
‫‪1762‬م‪ .(34‬نتيجسة لحروبسه الخارجيسة مسع الحبشسة وكردفسان ‪ ،‬فشسملت الدولسة أجس ازاء كسبيرة‬
‫من كردفان ومن السودان الشرقي مما جعل السلم يتمدد وينتشر‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حرب الحبشة‬
‫وسبب هذه الحرب أن لويس الرابع عشر ملك فرنسا أرسل هدايا فسساخرة إلسسىَ ياسسسو‬
‫ملسسك الحبشسسة مسسع الموسسسيو لنسوار دي رول ‪ ،‬فقسسام رول مسسن مصإسسر وسسسار قاصإسسدا الحبشسسة‬
‫بطريق النيل فوصإل سنار ومعه سسسبعة أتبسساع وخسسادم ومسسترجم وسسستون جملا محملسسة بهسسدايا‬
‫فسساخرة لملسسك الحبشسسة ‪ ،‬فقسسابله ملسسك سسسنار بالترحسساب ‪ ،‬وكسسان الموسسسيو رول قسسد أحضسسر لسسه‬
‫هدية ‪ ،‬فهسلر الملك بها ‪, ،‬أهدى له هدية نفيسة عوضها ‪ ،‬ولكن لم يمض إل القليسسل حسستىَ‬
‫ورد إلس سسىَ ملس سسك سس سسنار رس سسائل مس سسن مصإس سسر أوغس سسرت صإس سسدره علس سسىَ الموسس سسيو رول‪ .‬وقيس سسل أن‬
‫الرسسسائل السستي جسساءته حسسذرته مسسن الموسسسيو رول وأنسسذرته بسسأنه ذاهسسب إلسسىَ الحبشسسة لتحويسسل‬
‫مجرى النيل الزرق عسسن سسسنار وتعليسسم الحبسساش صإسسناعة الحسسرب وتقسسويتهم بالمسسدافع عليسسه‬
‫‪ ...‬فلمسسا أراد المسسسيو رول اسسستئناف سسسفره اسسستأذن الملسسك فسسأذن لسسه ‪ ،‬ولكسسن مسسا سسسار عسسن‬
‫سنار بضعة أميال حتىَ أدركه ‪" 3000‬ثلثمائة رجل" من قبل الملسسك فقتلسسوه هسسو وأتبسساعه‬
‫‪ ،‬وأخسسذوا جميسسع مسسا كسسان معسسه مسسن الهسسدايا والمتعسسة وانقلب سوا راجعيسسن إلسسىَ سسسنار‪ .‬فلمسسا بلسسغ‬
‫المسسر اياسسسو مسسا كسسان مسسن الملسسك بسسادي يصإسسف كسساتب الشسسونة السسسلطان بسسادى بسساته رجل‬
‫عادل ‪ .‬وكانت تسود فىَ حكمه الشورى ‪ .‬وايضا كساتب الشسونه يصإسف اياسسو فسىَ قسوله‬
‫)انسسه قبسسل مسسا يتسسوجه اعلسسم القاضسسي ‪ ,‬والقضسساة والحبسساش كسسانوا يهتمسسون بسسالكهون ‪ ,‬ان‬
‫‪(23‬‬
‫د‪ .‬مكي شبيكة ‪ -‬السودان عبر القرون – دار الجيل – بيروت ‪ ،‬ت ‪1991‬م‬
‫‪(34‬‬
‫و ازرة التربية والتعليم ‪ ،‬جمهورية السودان – مقرر الصإف الثالث المتوسط ‪ ،‬ص ‪66‬‬

‫‪79‬‬
‫‪~2‬‬
‫اياسو قبل ما يتوجه لسنار اعلم القاضي ‪ ,‬وهو القاضي محمد قاض الجبروت ‪ ,‬وشسساوره‬
‫وقسسال لسسه سسسل اهسسل الصإسسلحا مسسن المسسسلمين املسسك الجسسبروت ))معروفسسون بشسسدة التسسدين‬
‫والمحافظة والغيرة المفرطة علىَ اسلمهم ومجموعات الجبرته تنقسم الىَ قبيله) جسسبرت(‬
‫القرشيه كما يدعىَ بعض افراد الجبرته انتسابهم السسىَ عثمسسان بسسن عفسسان (()‪ .(1‬هسسل اتسسوجه‬
‫الس سسىَ سس سسنار ام ل ‪ ,‬فسس سسال القاضس سسىَ المس سسذكور رجل مس سسن الجس سسبرت مشس سسهو ار بالصإس سسلحا‬
‫والكشف ‪ ,‬يقال له الشيخ محمد قنبط ‪ ,‬فقال ان ل يتسوجه فيهسزم ‪ ,‬وعلمسه هزيمتسه اذا‬
‫قارب عسكره البلد يقتلون رجل صإالحا فسىَ ظسل شسجره ‪ ,‬يتعبسد ‪ ,‬جالسا علسىَ فسروة وبيسده‬
‫مسسسبحه‪ .‬وايضسسا راي شسسيخ مسسن مقسساديم عسسسكره رؤيسسا تسسدل علسسىَ هزيمتهسسم ‪ ,‬وهسسىَ ‪ :‬راى‬
‫انهم يقتلون من قبل السماء ويقتسل هسو ‪ ,‬فتيقن الهزيمسه وقتسل ‪ ,‬فاوصإسىَ اهلسه انسه اذا‬
‫قتسسل فسسان خزنتسسه مسسدفونه قريبسسه مسسن عتبسسة السسدار بسسازرع معلسسومه ‪ ,‬فكسسان المسسر كمسسا قسسال‬
‫الرجل الصإالح وكما راى هو ذلك‪.‬‬
‫ولما توجه السلطان اياسو ‪ ,‬وسار حتىَ وصإل قريبسسا مسسن البلسسد حصإسسل مسسا حصإسسل مسسن‬
‫قتسسل رجسساله للرجسسل الصإسسالح ‪ ,‬فسسىَ ظسسل الشسسجره فسساعلم القاضسسىَ محمسسد السسسلطان بسسذلك ‪,‬‬
‫وقال له ارجع ‪ ,‬هذه علمة الهزيمه قد حصإلت ‪ ,‬فأبىَ ‪ ,‬رغم اعتقاده وقال انا متيقنسسا ‪,‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ولكن بعد ما وصإلت الىَ هنا ل يمكن رجوعي فتوجه الىَ البلد‪.‬‬
‫وقال محمد سعيد ناود فىَ كتابه العروبه والسلم فسسىَ القسرن الفريقسىَ ) فقسسد بسدا‬
‫الحباش يقومون بقارات علىَ حدود مملكه سنار كانت نتائجها فرار الهالىَ ‪ ,‬وغنسسائم‬
‫مس سسن الماشس سسيه والبس سسل والغنس سسم ‪ .‬ولكس سسن فس سسىَ ‪ 8‬م سسارس ‪ 1744‬م سس سسار المس سسبراطور اياسس سسو‬
‫الثانىَ نفسه علىَ راس جيش كبير من )قوندر( متجها نحسو مملكسه سسنار وكسانت الوامسر‬
‫صإسسارمه وواضسسحه وهسسىَ حسسرق القسسرى وقتسسل النسساس واخسسذ جمسسالهم وماشسسيتهم ‪.‬وقسسد سسسار‬
‫اياسو الثانىَ ثمانيه ايام وهو ينفذ هذه الوامر وكانت اول مقسساومه جسساده لهسسذا الجيسسش‬
‫‪(1).‬‬
‫علىَ ضفاف الدندر ولكن تغلبوا عليهم فىَ النهايه‬

‫)‪(1‬‬
‫ورد ذكرهم فىَ كتاب صإبح العشىَ فىَ صإسناعة النشساء وهنساك جزيسرة الشسيخ عبسد الس الجسبرتىَ السواقعه شسمال جزيسرة سسواكن ‪.‬ص ‪98‬‬
‫العروبه والسلم فىَ القرن الفريقىَ ‪.‬‬
‫)‪ (2‬مخطوطة كاتب الشونأه‪ .‬ص ‪22‬‬

‫)‪(1‬‬
‫محمد سعيد ناود‪ .‬السلم والعروبة في القرن الفريقي ‪،‬ص ‪.130‬‬

‫‪80‬‬
‫‪~2‬‬
‫وقسسد تختلسسف روايتسسه عسسن الروايسسات السسسودانية فسسىَ القيسسادة بسسان سسسير ملسسك الحبشسسه‬
‫جيشسسا كسسبي ار علسسىَ حكومسسة سسسنار السستىَ اعتسسدت علسسىَ ك ارمسسة دولتسسه ‪ ,‬وسسسار جيسسش الحبشسسه‬
‫الكبير يقوده ولد ولدالول ‪ ,‬ولم يرضىَ الملك ال ان يشارك جيشه فىَ النتقام ‪ ,‬فلحسسق‬
‫الملك نفسه بالجيش علىَ راس فرقته الخاصإة ‪ ,‬وتقدمت جيسسوش الحبشسسه ودخلسست مملكسسه‬
‫سنار ناشرة الرعب والمسوت فسىَ البلد حستىَ وصإسلت نهسر عطسبره وفسرت القبائسل البسدويه‬
‫التىَ كانت تسكن ذلك القليم فىَ وجه الجيش الغازى واحتمت بالغابات ‪ ,‬وانضم بعسسض‬
‫العس سراب ال سسىَ جي سسش الحبش سسه وك سسذلك فع سسل نائ سسل ود عجي سسب م سسن رج سسال دول سسة العب سسدلب‬
‫المنشسقين علسىَ حكومسة سسسنار‪ .‬ولمسسا ان عطفسسة جيسسوش الحبشسه جنوبسسا تقصإسسد نهسسر الدنسسدر‬
‫ولسسم يجسسد السسسكان الفسسارين مسسن وجسسه جيسسش الحبشسسه بسسدا مسسن الصإسسمود حسستىَ تعسسبر مواشسسيهم‬
‫وابلهسسم‪ .‬مسسن ذلسسك المكسسان انفصإسسلت فرقسسه مسسن جيسسش الحبشسسه وسسسارت قاصإسسده سسسنار‪ .‬ولمسسا‬
‫قصإس سسدت جيس سسوش الحبشس سسه مس سسدينه سس سسنار مس سسن الضس سسفه الش س سرقيه سس سساد الهلس سسع فس سسىَ المس سسدينه‬
‫واضطربت احوالها ‪ .‬فلما سمع الملك بادى بذاك طلب من جميع المراتب الدعاء وارسسسل‬
‫الىَ الم ارتسب البعيسدين واشستد الركسب علسىَ المسسلمين واقبلسوا علسىَ الس بالسدعوات وتضسسرعوا‬
‫اليسسه بسسالعبرات)‪.(2‬ان اهميسسة السسدعاء بالنسسسبه للمسسسلم ل تقسسل عسسن حسساجته للطعسسام والش سراب‬
‫والهس سواء‪ ,‬فهس سسذه مس سسن السس سسباب لبقس سساء البس سسدان والرواحا ‪ ,‬وهس سسىَ ذاتهس سسا تحتس سساج الس سسىَ سس سسبب‬
‫لتوفيرها ‪ ,‬وسببها القوى هو الدعاء ‪.‬‬
‫إن لجهابذة علماء المسلمين اقوال فىَ الدعاء تبين أهميته قال العلمة ابو حامد‬
‫الغ ازلس سسىَ‪)):‬ان الس سسدعاء افضس سسل العبس سسادات وانجس سسح القربس سسات ‪,‬واسس سسمىَ الطاعس سسات()‪(1‬ان مس سسن‬
‫)‪(2‬‬
‫القضاء رد البلد بالدعاء ‪ ,‬لينزل فيتلقاها الدعاء فيعتلجان الىَ يوم القيامه(‬
‫ان فسسىَ القس س اران الكريسسم الكسسثير جسسدا مسسن الدعيسسه للنبيسساء والمرسسسلين عنسسد الشسسدائد‬
‫والكس سسروب والهكس سسرب ‪ ،‬وفس سسي مواقس سسف مس سسع أق س سوامهم الشس سسداء اللس سسداء ‪ ،‬فيكس سسون بعس سسد الس سسدعاء‬
‫الستجابة والمن والرخاء‪.‬‬
‫إن السسنة المحمدية أوردت لنا عددا ليس باليسير من الحاديث في فضل الدعاء‬
‫‪ ،‬منها‪ :‬عن أبي هريرة عن النبي صإسلىَ الس عليسه وسسلم قسال‪" :‬ليسس شسسيء أكسرم علسىَ الس‬

‫)‪ (2‬د‪.‬مكىَ شبيكه –السودان عبر القرون‪ .‬ص‪.84 .‬‬


‫)‪ (1‬الفتوحأات الربانأيه على الفكار النوويآه ‪ ,‬للمام محمد بن علن الصديآق الشافعى طبعة المكتبه السلميه ‪. 7/234‬‬
‫)‪ (2‬رواه الحاكم فى الوسط ‪ ,‬والبزار والطبرانأى فى الوسط‬

‫‪81‬‬
‫‪~2‬‬
‫مس سسن الس سسدعاء ‪" (3)..‬أي مس سسن الذكس سسار والعبس سسادات لن فيس سسه إظهس سسار الفقس سسر والعجس سسز والتس سسذلل‬
‫والعتراف بقوة ال تعالىَ وقدرته")‪.(4‬‬
‫قس سسال صإس سسلىَ ال س س عليس سسه وسس سسلم‪" :‬الس سسدعاء سس سسلحا المس سسؤمن ‪ ،‬وعمس سساد الس سسدين ‪ ،‬ونس سسور‬
‫)‪(5‬‬
‫السموات والرض"‬
‫ف الس سسوء ويجعلههكس سذم هخلفد سسادء‬ ‫وق سسال تع سسالىَ‪" :‬ألم سسن يجي سسب المضس س ل‬
‫طر إذا دع سساهه ويكشس س ه‬
‫)‪(6‬‬
‫الرض"‬
‫والدعاء هو العبادة ‪ ،‬ذكر صإاحب "عون المعبود شرحا سنن أبي داؤود" عن‬
‫النعمسسان بسسن بشسسير عسسن النسسبي صإسسلىَ ال س عليسسه وسسسلم قسسال‪" :‬السسدعاء هسسو العبسسادة" أي هسسو‬
‫العبادة الحقيقية التي تستحق أن تسمىَ عبادة لدللته علىَ القبال علىَ الس ‪ ،‬والعسراض‬
‫عمسسا سس سواه ‪،‬بحيسسث ل يرجسسو ول يخسساف إل إيسساه ‪ ،‬قائمس س ا بمسسوجب العبوديسسة ‪ ،‬معترفس س ا بحسسق‬
‫الربوبية ‪ ،‬عالم ا بنعمة أليجاد وطالب ا لمدد المداد علىَ وفق المراد‬
‫وتحقي سسق الس سسعاد‪ .‬هك سسذا ك سسان الس سسلطان ب سسادي أب سسو ش سسلوخ فأج سسابهم م سسن يجي سسب‬
‫المضطر إذا دعاه‪.‬‬
‫)وان بادي جيش جيشه ‪ ،‬وكان قد جمع جيشس ا كسبي ار غسرب النيسل ليلقسي يسه عسدوه‬
‫إ‬
‫‪ ،‬وقس سسد تسس سسلح المشس سساة بالسس سسيوف والح س سراب ‪ ،‬ولبس سسس الفرسس سسان دروع الس سسزرد وألبس س سوا خيلهس سسم‬
‫‪(15‬‬
‫"اللبسسوس" ‪ ،‬واجتسسازوا النيسسل واجتمع سوا علسسىَ خميسسس أميسسر فسسور وانضسسموا جيش س ا واحسسدا (‬
‫ولهذا استجاب بادي لنصإح المير خميس الذي كان قد فلر من دارفور ‪،‬‬
‫واستوطن سنار ‪ ،‬فسأخلىَ سسنار ‪ ،‬وجعسسل الميسسر خميسسس علسسىَ رأس فرقسة قويسسة مسن‬
‫الجيش ‪ ،‬عبرت النهر والتقسست بجيسسش ولسسد ولسد السسول وهزمتسه ‪ ،‬وأخسسذ خميسسس يتعقسسب جيسسش‬
‫الحبشة المتراجع فلم ينج منه إل القليل السسذي فسلر وانضسسم إلسسىَ فرقسسة الملسسك أو عسسبر الحسسدود‬
‫إلسسىَ بلده "فلسسم تغسسن عنهسسم شسسيئاا"‪ .(26‬أمسسا فرقسسة الملسسك فقسسد تراجعسست بسسدورها نحسسو الحسسدود ‪،‬‬

‫)‪ (3‬صحيح البخارى‬


‫)‪ (4‬محمد عبد الرحأمن بن عبد الرحأيم المباركفورى‪ -‬تحفة الحأوذى – طبعة دار الفكر ‪9/310‬‬
‫)‪ (5‬رواه الحاكم فى المستدركة‪.‬‬
‫)‪ (6‬سورة النمل اليآة ‪62 -‬‬
‫‪ (15‬نعوم شقير ‪ -‬تاريخ السودان – تحقيق محمد إبراهيم أبو سليم – دار الجيل ت‪1981 :‬م‪،‬ص ‪.108‬‬
‫‪(26‬‬
‫سورة التوبة – الية ‪.25‬‬

‫‪82‬‬
‫‪~2‬‬
‫وكسسان كسسل مسسا قسسامت بسسه وهسسي تسستراجع تخريبهسسا لسسديار القبائسسل العربيسسة السستي مسسرت بسسديارها‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ورجع الملك إلىَ بلده محملا بالغنائم ‪ ،‬ولم يحقق الغرض الذي من أجله غادر بلده‬
‫ويقسسول نعسسوم شسسقير فسسي كتسسابه )تاريسسخ السسسودان(‪" :‬فسسالتقوا بسسه فسسي مكسسان يقسسال لسسه‬
‫الزكيسسات شسسرق الدنسسدر ‪ ،‬واقتتلسوا قتسسالا شسسديدا ‪ ،‬قتسسل فيسسه مسسن الجيشسسين خلسسق كسسثير ‪ ،‬وكسسان‬
‫النصإسسر لجيسسش سسسنار فغنسسم غنسسائم كسسثيرة مسسن أسسسلحة ومسسدافع وخيسسام وخيسسول وغيسسر ذلسسك ‪،‬‬
‫ونسسالت سسسنار بسسذلك شسسهرة طبقسست الفسساق حسستىَ بلغسست مصإسسر والشسسام والحجسساز والسسستانة‬
‫وتونس والهند ‪ ،‬فتقاطر الناس إليها أفواجا من كل الجهات وأقاموا فيها‪.(47‬‬
‫ففرحا بادي وأهل سنار وأوفوا بنذرهم وعملوا الموالد وذبحسوا السسولئم ونشسسروا الحريسسر‬
‫وزينسوا المسسسجد والسسسوق سسسبعة أيسسام‪ .‬وسسسمع سسسلطان السسروم "الخليفسسة العثمسساني" بسسذلك ففسرحا‬
‫بنصإرة السلم والدين ‪ ..‬وكانت هذه آخر محاولة تعمق فيها جيش الحبشة في السودان‬
‫‪ ..‬إن رجسسال السسدين فسسي ذلسسك السسوقت كسسان يطلسسب منهسسم أن يسسسهموا فسسي حمايسسة البلد مسسن‬
‫غسسارات العسسداء بالسسدعاء والتوسسسل إلسسىَ الس بسسأن ينقسسذ المسسسلمين مسسن ضسسائقتهم ‪ ،‬وقسسد هيعسسزى‬
‫مثل هذا النصإر إلىَ توسسسلت الوليسساء والصإسسالحين أكسسثر مسسن قسسوة الجيسسوش ‪ ،‬كيسسف ل إوان‬
‫النسسبي صإسسلىَ الس عليسسه وسسسلم يسسوم بسسدر كسسان يسسدعو متضسسرع ا إلسسىَ السس‪" :‬اللهسسم نصإسسرك السسذي‬
‫وعسسدتني ‪ ،‬اللهسسم إن نهلسسك هسسذه العصإسسابة فلسسن تعبسسد فسسي الرض"‪ .(18‬ويتضسسح لنسسا أيضسا أن‬
‫العسسالم السسسلمي رأى فسسي انتصإسسار جيسسوش سسسنار نصإس س ار إسسسلمي ا رائعس س ا حسستىَ أن الخليفسسة‬
‫العثماني انشرحا صإدره له ‪.(29‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫و ازرة التربية والتعليم – كتاب التاريخ للصإف الثالث المتوسط ص ‪67‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪(47‬‬
‫د‪ .‬محمد إبراهيم أبو سليم ‪ -‬تحقيق كتاب تاريخ السودان – ص ‪108‬‬
‫‪(18‬‬
‫ابن هشام – السيرة النبوية ط ‪.‬‬
‫‪(29‬‬
‫د‪ .‬مكي شبيكة – السودان عبر القرون – ط دار الجيل ت‪1991 :‬م‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫اتساع دولة بادي في كردفان‬
‫بعد أن تم لبادي النصإر علىَ جيش الحبشة قوي في نفسه العزم علىَ مسد سسلطانه‬
‫إلىَ بلد كردفان ليطعن مملكة الفور التي كانت مزاحم ا تجاري ا لدولته من الخلف‪.‬‬

‫‪،‬وانما كان يطلق‬


‫لم تكن كردفان في ذلك الزمان إقليم ا بذاته أو دولة لها كينونتها إ‬
‫هذا السم كردفان علىَ القليم الذي كانت تتنازعه دولتا الفونج والفور‪ .‬وكان هذا القليسسم‬
‫يشسمل الرض الستي الواقعسة بيسن النيسل البيسض ومملكسة دارفسور تسسكنه قبائسل مختلفسة مسن‬
‫النوبة والكبابيش وخسلفه ‪ ،‬وكانت تسيطر علىَ هذا القليم حكومات المشايخ المختلفسسة ‪،‬‬
‫وكانت أشهرها حكومة طائفة المسبعات من أقرباء سلطين الفور حسول البيسض الحاليسة‬
‫‪.‬‬
‫)لم تحدث حروب كبيرة بين سسسنار وكردفسان غيسسر غسسارات خاطفسة مسسن النيسسل البيسسض ربمسا‬
‫علسسىَ جبسسال النوبسسة ولكسسن بعسسد النتصإسسار العظيسسم علسسىَ الحبشسسة دابسسرت هسسذه الحملسسة لغسسزو‬
‫كردفسسان ‪ ،‬ولسسم تتسسبين لنسسا دوافعهسسا ‪ ،‬ويحتمسسل أن يكسسون خميسسس هسسو السسذي أشسسار بهسسا إذ ربمسسا‬
‫)‪(3‬‬
‫فتح كردفان يعقبه زحف دارفور التي أقصإي منها(‬

‫)‪(3‬‬
‫مكي شبيكة – السودان عبر القرون – ص ‪85‬‬

‫‪84‬‬
‫‪~2‬‬
‫وذكسسر نعسسوم شسسقير فسسي كتسسابه )تاريسسخ السسسودان( " قسسويت شسسوكة الملسسك بسسادي بعسسد‬
‫حرب الحبشة وطمعت نفسه بامتداد ملكه غرب ا فأرسل جيش ا لفتح كردفسسان وولسسىَ عليسسه ود‬
‫تومة ومعه الشيخ عبد ال ود عجيب شيخ قري وأخوه تمام والشيخ محمد أبو لكيلك كسسبير‬
‫الهمسج وكسان علسسىَ كردفسسان طائفسة المسسسبعات أقربسساء سسلطين الفسور فسالتقوا بهسسم فسسي مكسان‬
‫يقس سسال لس سسه قحيس سسف وهزمس سسوهم وقتلس س سوا قائس سسدهم ودتس سسومه والشس سسيخ عبس سسدال ود عجيس سسب‪,‬فجمس سسع‬
‫الشيخمحمد أبو لكيلك العساكر ثانية وأعاد الكسرة علسىَ المسسبعات فاقتتلوا فسي مكسان يقسال‬
‫له شمقتة من أعمال الطيارة بكردفان فقتل الشيخ تمام ود عجيب والعجيل ابنه‪.‬‬
‫وبلغ ملك سنار خبر القتال الول والثاني وما أظهسره الشسيخ محمسد أبسسو لكيلسسك مسسن‬
‫البسالة وحين التدبير فأرسل إليه يعينه قائسدا عامساه فسسي الجيسش فسي مكسسان ود تومسة ‪ ،‬فسسسر‬
‫له سسذا اللتف سسات وأع سساد الكس سرة بع سسزم جدي سسد عل سسىَ المس سسبعات فانتصإ سسر عليه سسم وأخرجه سسم م سسن‬
‫كردفس سسان ‪ ،‬وكس سسان ذلس سسك فس سسي سس سسنة)‪1160‬هجريس سسه – ‪1747‬م( ‪ ،‬فأقس سسام فيهس سسا إلس سسىَ سس سسنة )‬
‫‪1174‬هس‪1761-‬م()‪.(1‬‬
‫ونجسسح أبسسو لكيلسسك فسسي ضسسم كردفسسان ووجسسد الشسسيخ محمسسد أبسسو لكيلسسك فسسي كردفسسان‬
‫منطقسسة ذات خي سرات وذات إمكانيسسات ضسسخمة فسسي الرجسسال والخيسسل ‪ ،‬وكسسان معسسه عسسدد مسسن‬
‫كبراء الفونج وغيرهم ‪.‬‬

‫ولمسسا وصإسسلت أخبسسار انتصإسسار أبسسي لكيلسسك البسساهرة إلسسىَ مسسسامع بسسادي سسلر بهسسا كسسثي ار‬
‫‪,‬أصإسسدر أوامس سره بتعييسسن أبسسي لكيلسسك قائسسدا عامس س ا علسسىَ جيشسسه وشسسيخ ا علسسىَ كردفسسان ووزيس س ار‬
‫للسلطان)‪.(2‬‬
‫دولة الفونج السلمية بلغت أقصإي إتساعها في عهسد السسلطان بسادي أبسو شسلوخ‬
‫‪.‬ويقس سسول د‪ .‬شس سسوقي الجمس سسل فس سسي كتس سسابه )تاريس سسخ سس سسودان وادي النيس سسل(‪" .‬وقس سسد هذكس سسر أن هس سسذه‬
‫المبراطوريسسة كسسانت تمتسسد لمسسساحة كسسبيرة علسسىَ شسساطئ النيسسل بحيسسث أنسسه كسسان فسسي وسسسع‬
‫ملوكه سسا أن ينتقلس سوا مس سسافة أل سسف مي سسل علس سسىَ ش سساطئ الني سسل م سسن غي سسر أن يتج سساوزوا ح سسدود‬
‫سسسلطانهم ‪ ،‬لن حكمهسسم كسسان يمتسسد إلسسىَ غسسرب سسواحل البحسسر الحمسسر غربس ا وجبسسال أثيوبيسسا‬
‫جنوب ا ‪ ،‬والحدود المصإرية شمالا ‪.‬‬

‫)‪ (1‬نأعوم شقير – تاريآخ السودان – ص ‪106‬‬


‫)‪ (2‬شوقي الجمل –تاريآخ سودان وادي النيل‪-‬مصدر سابق – ص ‪68‬‬

‫‪85‬‬
‫‪~2‬‬
‫وتحسسدث "بونسسسيبة" عسسن بيسسوت سسسنار فسسذكر أنهسسا مسسن طبقسسة واحسسدة مسسا عسسدا قصإسسر‬
‫الملك فهو ضخم ‪ ،‬ولسه بوابسات كسبيرة مسن الخشسب المنقسوش ولسه خمسسة أبسراج ‪ ،‬وذكسر أن‬
‫ثروة سنار كانت من التجارة ‪ ،‬وأن أسسواقها دائمس ا عسامرة بالعبيسد والجمسال والخيسول والعساج‬
‫والتمر الهندي والعطور والتبر "تراب الذهب" والطباق‪.(110‬‬
‫كما ذكر صإلحا عمر الصإادق في كتابه الحضارات السودانية القديمة‪.‬‬

‫موقع دولة سنار‪:‬‬


‫حددت حدود دولة سنار شمالا حتىَ مدينة "مشو" بالقرب من الشلل الثالث عند‬
‫"أبو فاطمة" ‪ ،‬وجنوبا حتىَ الروصإيرص علىَ النيسل الزرق ‪ ،‬وشسرقا حستىَ حسدود الحبشسة‬
‫‪.‬‬ ‫‪(211‬‬
‫وأجزاء كبيرة من بلد البجه‪ .‬أما حدودها الغربية فقد شملت إقليم كردفان‬
‫إوالىَ سلطين الفونج يرجع الفضسسل إلسسىَ كسسثرة المسسساجد ‪ ،‬وقيامهسسا بوظائفهسسا ‪ ،‬ففسسي‬
‫ظسسل رعسسايتهم صإسسارت فسسي البلد مكسساتب "خلوي" ومسسساجد لتسسدريس القس سرآن والعلسسم حسستىَ‬
‫صإارت في قرية من القرى عشرة مساجد وتزيد )‪.(3‬‬
‫ومن حلقات الدروس في المساجد تخرج رجال سهموا في نشسر العقيسسدة السسسلمية‬
‫وشاركوا في بناء السودان ‪ ،‬وكان لهم دور بارز في نهضته الثقافية والدينيسسة والسياسسسية ‪،‬‬
‫كمسا تخسسرج منهسسا أكسثر قضساة الممالسسك السسسودانية وعلماؤهسسا وفقهاؤهسسا‪ .‬وهسسؤلء وغيرهسسم بسسالغ‬
‫العامسسة فسسي تقسسديرهم ‪ ،‬فسسارتفعت مكسسانتهم فصإسساروا ممثليسسن للزعامسسة الشسسعبية ‪ ،‬معسسبرين عسسن‬
‫مصإالحها ومدافعين عنها ‪ ،‬وبذلك قدموا خدمات جليلة للبلد)‪.(4‬‬
‫فبسسادر السسسلطين بمنسسح العلمسساء القطاعيسسات الواسسسعة وق اربسسة العشسسر وثسسائق تشسسير‬
‫إلس سسىَ أن السس سسلطان بس سسادي أبس سسو شس سسلوخ كس سسان يقطس سسع أم يمنس سسح القطاعيس سسات الواسس سسعة للعلمس سساء‬
‫لجهودهم في الدعوة السلمية ‪.‬‬

‫د‪ .‬شوقي الجمل – تاريخ سودان ‪ ،‬وادي النيل – المكتبة النجلو المصإرية ‪ ،‬ت‪1969 :‬م‬ ‫‪(110‬‬

‫صإلحا عمر الصإادق – الحضارات السودانية القديمة ‪ ،‬ط – مكتبة الشريف الكاديمية ‪ ،‬ت‪2007 :‬م‬ ‫‪(211‬‬

‫)‪ (3‬يآحي محمد ابراهيم‪-‬التعليم الديآني في السودان‪-‬ص ‪75‬‬


‫)‪ (4‬المصدر نأفسه‪-‬ص ‪67-66‬‬

‫‪86‬‬
‫‪~2‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الجهود الجماعية للمصلحين والدعاة‬
‫‪ ‬المبحث الول‪:‬الجماعات السججنارية للعلججم بججالزهإر‬
‫الشريف) الرواق السناري(‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني ‪:‬جهود أولد جابر الربعة ‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثالث ‪:‬جهود جماعات المحس‬

‫‪87‬‬
‫‪~2‬‬
‫المبحث الول‬
‫الرواق السنا ري‬
‫ويحتوي على ما يلي‪:‬‬

‫المطلب الول‪ :‬الزهإر وجهوده في الدعوة‬


‫المطلب الثاني‪:‬اروقة الزهإر‬
‫المطلب الثالث‪:‬الرواق السناري‬

‫المطلب الول‪:‬‬
‫الزهر وجهوده في الدعوة‬
‫أتسم جسوهر تأسسيس مدينسة القساهرة بعسد عسام مسن فتسح الفساطميين لمصإسر‪،‬وكسان أول‬
‫أعمسساله بنسساء الجسسامع الزهسسر ‪،‬وقسسد أورد المقريسسزي)‪ (1‬إن القائسسد جسسوه ار بسسدا عمسسارته فسسي يسسوم‬
‫)‪ (1‬المغريزى‪ -‬الخطط ج ‪-4‬ص ‪49‬‬

‫‪88‬‬
‫‪~2‬‬
‫السبت لست بقين من حمادي الولسسىَ سسسنة ‪359‬هجريسسة ولمسا أتسسم تشسسيده بعسسد عسامين فتسح‬
‫للصإسسلة فسسي شسسهري رمضسسان سسسنة ‪361‬هجريسسة )يسسونيه –يسسوليه سسسنة ‪972‬م(يعسسد الزهسسر‬
‫الشريف أول عمل فني معماري أقامه الفاطميون ول ي ازل قايمسسا حسستىَ اليسسوم( كسسان الجسسامع‬
‫الزهسسر وقسست إنشسسائه يتوسسسط العاصإسسمة الفاطميسسة علسسىَ النحسسو السسذي كسسان متبعسسا فسسىَ انشسساء‬
‫القواعد السسلمية الولسىَ ‪.‬انشسىَء الجسامع الزهسر ليكسون مسسجدا رسسميا للدولسة الفاطميسة‬
‫فىَ حضارتها الجديدة ومنبر لدعوتها الدينية وع از لسيادتها الروحية‪.‬‬
‫اما فكرة الدراسة بالزهر ‪.‬فقد كانت حدثا تربت علىَ فكرة الدعوة المذهبيسسة وغلسسب‬
‫الحسسدث العسسارض شسسيا فشسسيئا علسسىَ صإسسفته الولسسىَ حسستىَ اسسسبع عليسسه ثسسوبه الجسسامعي الحسسالي‬
‫‪.‬ففسسي سسسنة ‪970-365‬م فسسي أواخسسر المعسسز لسسدين الس ؛جلسسس قاضسسىَ القضسساء أبسسو الحسسسن‬
‫علىَ بن النعمان بالجامع الزهر وق أر مختصإر أبيسه فسي فقسسه الشسيعة فسي جمسسع حافسسل مسن‬
‫)‪(2‬‬
‫العلماء والكبراء‪..‬فكانت هذه أول حلقة للدرس بالجامع الزهر‪.‬‬
‫فان الزهر الجامع والجامعة يفد إليه الكثير من المسلمين من شتىَ أنحاء العسسالم ليسسذودوا‬
‫مسسن علسسومه ؛ثسسم يعسسودوا إلسسىَ أوطسسانهم دعسساة للسسسلم وفسسىَ ضسسوء تلسسك الهسسداف تحسسددت‬
‫الخط سسوط الريس سسة والمب سسادئ الساس سسية للسياس سسة التعليمي سسة بجامع سسة الزه سسر‪ .‬وف سسىَ س سسبيل‬
‫تحقيسق هسسذه الغايسات استضسساف الزهسسر طلب العلسم الفارقسة إوانشسساء لهسسم الروقسسة العديسدة‬
‫)وهسسىَ أمسساكن العاشسسة الكاملسسة طعامسسا إواقامسسة وكسسسوة وج اريسسات ومرتبسسات ومخصإوصإسسات‬
‫كسسثيرة وخسسدمات جليلسسة تكريمسسا و ارحسسة لهسسؤلء الضسسيفان ( وجسسرت فسسي تاريسسخ الزهسسر الطويسسل‬
‫إحسسداث وأحسسداث مسسازال التاريسسخ يكشسسف عنهسسا ببيسسان دور هسسؤلء السياسسسي والحضسساري فسسي‬
‫)‪(1‬‬
‫مصإر وبلدهم ودورهم في العلقات الدبلوماسية العريقة بين بلدهم ووادي النيل‪.‬‬
‫ومنذ القرن الثامن الهجري تبوأ الزهر في مصإسر وفسىَ العسالم السسلمىَ نوعسا مسن‬
‫الزعامة الفكرية والثقافية وفىَ إنباء هذا القرن ما يدل علىَ إن الزهر كان يتمتسسع فسسي ظسسل‬
‫دولة المماليك برعاية خاصإة وكان الكابر من علمائه يتمتعون بالجاه والنفسسوذ؛وكسان هسذا‬
‫النفسسوذ يصإسسل أحيانسسا إلسسىَ التسسأثير فسسي سياسسسة الدولسسة العليسسا؛وأحيانسسا فسسي مصإسسائر العسسرش‬

‫د‪/‬سسسعاد مسساهر محمسسد – مسسساجد مصإسسر وأولياؤهسسا الصإسسالحون –ج ‪-1‬و ازرة الوقسساف المصإس سرية‪-‬ط ‪0‬الهس سرام التجاريسسة –ت ‪1971‬م‪-‬ص‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪167-166‬‬
‫)‪ (1‬د‪ /‬مجاهد توفيق الجندي – أروقة الزهر – بعث في مجلة جامعة إفريقيا العالمية – عدد نوفمبر ‪ -2006‬دو القعدة ‪1427‬هس‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪~2‬‬
‫والسلطان ‪.‬وربما كانت هسذه الفسترة فسي الواقسع هسي عصإسرالزهر السذهبي مسن حيسث النتساج‬
‫)‪(2‬‬
‫العلمي الممتاز ومنهم حيث تبوؤه مركز الزعامة والنفوذ‬
‫وهكسسذا اسسستطاع الزهسسر فسسي تلسسك الحقسساب المظلمسسة إن يسسسدى إلسسىَ اللغسسة العربيسسة‬
‫اجسل الخسدمات إواذا كسانت مصإسر قسد ظلست ملذا لطلب العلسوم السسلمية واللغسة العربيسة‬
‫من سائر أنحاء العسالم العربسي والعسالم السسلم فساكبر الفضسل فسي ذلسك عائسد إلسىَ الزهسر؛‬
‫إذ استطاعت مصإر لحسن الطالع بفضل ازهرهسا إن تحمسىَ هسسذا الستراث نحسسو ثلثسة قسرون‬
‫ربمسسا كسسانت هسسذه المهمسسة السسسامية السستي ألقسسىَ القسسدر زمامهسسا إلسسىَ الجسسامع الزهسسر؛ فسسي تلسسك‬
‫الوقات العصإسيبة فسي حياة المسة المصإسرية والعسالم السسلمىَ بأسسره؛ هسي أعظسم مسا أدى‬
‫الزهس سسر مس سسن رسس سسالة وأعظس سسم مس سساؤفق بإسس سسدائه لعلس سسوم الس سسدين واللغس سسة خلل تس سساريخه الطويس سسل‬
‫الحافل‪.‬‬
‫وكسسان الزهسسر منسسذ بسسدأت الد ارسسسة فيسسه مفت سوحا البسساب لكسسل مسسسلم؛ يقصإسسده الطلب مسسن‬
‫مشسسارق الرض ومغاربهسسا ؛وكسسان يضسسم بسسن طلبتسسه دائمسسا إلسسىَ جسسانب الطلب المصإ سريين‬
‫عسسددا كسسبير مسسن أبنسساء المسسم السسسلمية يتلقسسون العلسسم ؛وتجسسرى عليهسسم الرزاق وتقيسسم كسسل‬
‫جماعة فسي مكسان خاص بهسا ؛وهسو نظسام الروقسة الشسهير السذي بسدا بسالزهر منسذ العصإسر‬
‫الفاطمي ‪،‬والذي استمر قائما حتىَ العصإر الخير ومازالت بقية منها في الجسسامع الزهسسر‬
‫إلسسىَ اليسسوم ؛ومعظسسم سسسكان الروقسسة الباقيسسة اليسسوم مسسن الطلبسسة الغربسساء ويسسذكر المقريسسزي إن‬
‫عدد الطلبة الذين كانوا يلزمون القامة بالزهر في الروقة الخاصإة بهم فسسي عصإسره أي‬
‫في القسرن التاسسع الهجسري –الخسامس عشسر الميلدي –بلسغ سسبعمائة وخمسسين ‪0‬وهسو رقسم‬
‫كبير يدل علسسىَ ضسسخامة العسدد السذي كسان يضسسمه الزهسسر‪ .‬وكسان النظسسام التعليمسسي للزهسر‬
‫في العصإور الوسطي يتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬كان هناك أستاذ اكبر للمادة يشرف علىَ من دونه‪ ،‬وهسسؤلء كسسانوا يحرصإسسون علسسىَ‬
‫ملزم س سسة أس س سستاذهم ح س سستىَ المم س سسات وك س سسل أمنيته س سسم إن يصإ س سسلوا إل س سسىَ مث س سسل مرتبت س سسه‬
‫العلمية‪،‬فالسيوطي مثل ‪،‬يحدثنا عن نفسسه فيقسول لمسا حججست شسربت مساء زمسزم‬

‫)‪ (2‬د‪ /‬سعاد ماهر محمد – مصإدر سابق ج ‪ -1‬ص ‪169‬‬

‫‪90‬‬
‫‪~2‬‬
‫لمور ‪:‬إن اصإل في الفقه إلي رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني وفسسي الحسسديث إلسسىَ‬
‫)‪(1‬‬
‫رتبة الحافظ ابن حجر(‪.‬‬
‫‪ .2‬كسسان الطسسالب يصإسسح إن يجسساز فسسي مسسادة ويرجسسىَ فسسي أخسسرى‪ ،‬فه سو فسسي مسسادة أسسستاذ‬
‫ومعلم وفي أخرى طالب تحت الجازة‪.‬‬
‫‪ .3‬كسسانت الشسسهادة تعطسسىَ مسسن السسساتذة وتسسسمىَ الجسسازة‪ ،‬وكسسان الطسسالب إذا آنسسس مسسن‬
‫نفسه القوة في العلم والقدرة علىَ التدريس والفتاء‬
‫طلسسب مسسن شسسيخه إن يجيسزه‪ .‬وننقسسل هنسسا صإسسورة إجسسازة مسسن هسسذه الجسسازات السستي منحسست‬
‫لطالب في القرن الثامن الهجري )الرابع عشسسر الميلدي(‪):‬اسسستخير الس تعسسالىَ فسسي اليسراد‬
‫الصإسسدار واعتصإسسم بسسه مسسن آفسستي التقصإسسير والكثسسار‪،‬واسسستغفر الل سه فيمسسا فسسرط فسسي الجهسسر‬
‫والسسرار‪،‬وأقسسول ‪:‬أنسسي ذكسسرت فلنسسا زينسسه بسسالتقوى وحرصإسسه فسسي السسسر والنجسسوى ‪،‬فسسي فنسسون‬
‫مسسن العلسسوم الشسسرعية والعقليسسة ‪،‬فسسألفيته يرجسسع إلسسىَ معقسسول صإسسحيح ومنقسسول صإسريح إواطلع‬
‫علسسىَ المشسسكلت‪،‬واضسسطلع بحسسل المعضسسلت ‪،‬لسسسيما فسسي فقسسه المسسذهب فسانه أصإسسبح فيسسه‬
‫العلم المذهب ‪،‬وقام بعلم العربية والتفسير وصإار فيها الفاضل التحرير‪،‬وقد أجبته إلىَ ما‬
‫التبسه وان كان غنيا بمسا حصإسل واقتبسس فليسدرس مسذهب المسام الشسافعي رضسي الس عنسه‬
‫لطسسالبه‪ .‬وليجسسب المسسستفتي بقلمسسه وفيسسه ثقسسة بفضسسله البسساهر وورعسسه ال سوافر وفطرتسسه الوقسسادة‬
‫والمعيته النقادة وال تعالىَ ينفعنا إواياه بما علمناه ويرفعنا بذلك لديه فما المقصإود سواه‪.‬‬
‫‪ .4‬كسسان الطسسالب منتهسسىَ الحريسسة فسسي اختيسسار المسسادة والسسستاذ ولسسه الحريسسة أيضسسا فسسي‬
‫الغياب الحضور‪.‬‬
‫‪ .5‬كسسان لكسسل كتسساب قسساري غالبسسا‪ ،‬وكسسان السسستاذ قبسسل إن يلقسسي درسسسه يتسسوجه إلسسىَ ال س‬
‫يستلهمه العون مفتتحا درسه باسم ال الرحمسسن الرحيسسم ثسسم يحمسسد الس ويصإسسلي علسسىَ‬
‫نسسبيه‪ ،‬إلس سىَ المصإسسادر السستي رجسسع إليهسسا فسسي درسسسه ويسسسند كسسل رأي أو اعسستراض أو‬
‫جسواب لقسسائله وكسسان تلقيسسن الطسسالب المعلومسسات يسسأتي إمسسا عسسن طريسسق السسرواة أو عسسن‬
‫)‪(1‬‬
‫طريق الدراية‪ ،‬وكانت هناك صإلة روحية قوية بين الستاذ والطالب‪.‬‬

‫)‪ (1‬عبد الحي بن العماد الحنبلي‪-‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪-‬المكتب التجاري للطباعة والتوزيع والنشر بيروت ‪53\8‬‬
‫)‪ (1‬د‪ /‬سعاد ماهر محمد – مصإدر سابق ج ‪1‬ص ‪176‬‬

‫‪91‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫اروقة الزهإر‪:‬‬
‫وهس سسي أمس سساكن للعاشس سسة الكاملس سسة طعامس سسا إواقامس سسة وكسس سسوة وج اريس سسات ومرتبس سسات‬
‫)‪(2‬‬
‫ومخصإوصإات كثيرة وخدمات جليلة تكريما وراحة لهؤلء الضيوف‪.‬‬
‫ل يعرف بالضبط تاريخ بناء هذه الروقة بعسسد السسسكن الملحسسق بالجسسامع الزهسسر‪،‬‬
‫وال سسذي بن سساءه الخليف سسة الف سساطمي )العزي سسز ب سسال( إل م سسا ك سسان ق سسد بن سسي منه سسا ف سسي العصإ سسور‬
‫الحديثة‪.‬‬
‫ولكن من المؤكد إن الزهر اجتذب إليه كبار العلماء والطلب من أنحسساء العسسالم‬
‫السلمي‪ ،‬واستقطب أيضا طلب العلم الذين وفدوا إليه من كل فج عميق وكان الزهسسر‬
‫معهسسم كسسالب العطسسوف‪ ،‬يقسسدم العلسسم لبنسسي السسسلم والعروبسسة‪ ،‬ولا يعسسرف فسسي حيسساته تمي س از‬

‫)‪ (2‬د‪/‬مجاهد توفيق الجندي ‪ -‬مجلة جامعة إفريقيا العالمية – عدد نوفمبر ‪ -2006‬دو القعدة ‪1427‬ه ‪0‬‬

‫‪92‬‬
‫‪~2‬‬
‫عنصإسريا وطبقيسسا بيسسن طلبسسه‪ ،‬فضسسم لهسسم العديسسد مسسن الروقسسة حسسسب المنسساطق والبلد السستي‬
‫ينتمي إليها الطلب الوافدين‪.‬‬
‫وقسسد بلسسغ عسسدد هسسذه الروقسسة ‪ 29‬رواقسسا أنشسساها السسسلطين والمسراء والعظمسساء وذوو‬
‫اليسس سسار ‪ ،‬خصإس سسص معظمهس سسا للطلب الفقس سراء والمنقطعيس سسن لطلس سسب العلس سسم ومعظمهس سسم مس سسن‬
‫الغراب الذين ل مسسأوى لهسسم ‪ ،‬وبعضسسها خصإسسص لهسسل مصإسسر خاصإسسة مسسن طلب الريسسف‬
‫)‪(1‬‬
‫الذين ل سكن لهم بالقاهرة‪.‬‬
‫ونظ ار لتجاور الروقسه وتزاحمهسا‪ ،‬وحستىَ يعيسش الجميسع متحسابين فسسي الس متفرقيسسن‬
‫لطلس سسب العلس سسم الش س سريف‪ ،‬نظم س ست العلقس سسات بينهس سسم بوضس سسع شس سسروط وأنظمس سسة تسس سسري علس سسىَ‬
‫المصإسريين والغربساء معسسا ‪،‬منهسا سسسفر الطلب إواجسسازتهم‪،‬والمسسسامحة والتغيسسب عسسن الد ارسسسة‬
‫‪،‬ونظام توزيع الجراية ‪،‬ونظام النتظار حتىَ يشغر مكان بالرواق‪،‬ونظام التسسأدب إذا اخسسل‬
‫احسسد بأنظمسسة الروقسسة ‪،‬أو الخسسروج علسسىَ العسراف المتفسسق عليهسسا والمعلومسسة مسسسبقا للجميسسع‬
‫وغير ذلسك‪.‬أمسسا الطلب الثريساء فسإنهم ل يقيمسسون فسسي الروقسة‪،‬بسسل يسسكنون الربسساع –جمسسع‬
‫ربسسع –الخانسسات بسسالقرب مسسن أمسساكن الد ارسسسة بالجسسامع الزهسسر ونظس ار لسسثرائهم كسسانوا يتعلمسسون‬
‫علىَ نفقتهم الخاصإة‪،‬فيسدفعون مقابسل السسكن فسي هسذه ألمساكن فسي منطقسةالزهر‪.‬أمسا عسن‬
‫عسسدد الروقسسة فسساختلف فيهسسا فبعضسسهم جعلهسسا سسستة وعش سرين رواقسسا وبعضسسهم جعلهسسا تسسسعة‬
‫وعشرين رواقا مثسسل السدكتورة سسسعاد مساهر والمرحسسوم صإسسالح الجعفسسري‪ ،‬وغيرهسم‪.‬فمسن اشسسهر‬
‫هذه الروقة‪:‬‬
‫‪ -1‬رواق المدرسة الطيبرسية‪:‬كان يسكن به طلبة وشيوخ هذه المدرسة التي بنيت سنة‬
‫‪ 79‬هجرية‪.‬‬
‫‪ -2‬رواق القبغاوي سسة ‪ :‬وك سسان يس سسكن ب سسه طلب سسة وش سسيوخ ه سسذه المدرس سسة وال سستي بني سست س سسنة‬
‫‪74‬هجرية‬
‫‪-3‬رواق الكسراد‪:‬ويقيسسم بسسه طلب المنطقسسة الكرديسسة علسسىَ يميسسن السسداخل مسسن بسساب المزينيسسن‬
‫بجوار رواق اليمنية ‪.‬‬
‫‪ -4‬رواق الهنود ‪:‬ويضم بسه الطلبسة مسن شسبه القسارة الهنديسة ‪،‬ويقسع علسىَ يميسن السداخل مسن‬
‫باب المزينين بالجامع الزهر‪.‬‬

‫)‪ (1‬د‪-‬مجاهد توفيق –مجلة جامعة إفريقيا‪-‬عدد ‪-12‬ص ‪18‬‬

‫‪93‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪ -5‬رواق البغسسداديين أو البغسسادة‪ :‬ويقيسسم فيسسه أبنسساء العسراق؛ ويقسسع أعلسسىَ رواق الهنسسود وكسسان‬
‫يشتمل علىَ مسكنين ومطبخ وبيت خلء ‪.‬‬
‫‪ -6‬رواق السسبرنو ويقسسوم بسسه أهسسل برنسسو )إمبراطوريسسة برنسسو( إقليسسم غسسرب إفريقيسسا ويقسسع بيسسن‬
‫رواق التراك ورواق اليمنية ‪.‬هو محل ارض صإغير كان جزءا من رواق التراك ‪.‬‬
‫‪ -7‬رواق اليمنية ‪:‬لهسسل جنسوبي بلد العسسرب ؛بجسوار رواق البونيسسة ولسسه بساب علسسىَ الرحبسسة‬
‫المسقوفة خارج التراك؛وقسسد ازيسسل و سسسكن طلبسه السرواق العباسسي ومسن السسذين يعتقسسد أنهسسم‬
‫نزلوا بهذا الرواق )احمد بن محمد اليماني الذبيدى الشافعي(‬
‫‪ -8‬رواق الجسسبرت ‪:‬لهسسل شسساطي الصإسسومال ‪،‬ويقسسع داخسسل رواق البونيسسة ‪،‬وهسسو أوسسسع منسسه‬
‫ويقطن به الطلب القادمون من الصإومال وارتريا ‪0‬‬
‫‪-9‬رواق التراك ‪:‬علىَ يسار الداخل من باب المغاربة أنشاه السسلطان قايتبسساي وزاد عليسسه‬
‫الميسسر عبسسدا لرحمسن كتخسسدا وكسسان لسسه بابسسان بسسالزهر احسسدهما سسسامت لبسساب رواق المغاربسسة‬
‫‪،‬والثاني علىَ سطح الجامع ‪،‬ويطلق عليه بعض الباحثين )رواق الروم(‪.‬‬
‫‪-10‬رواق السلمانية‪:‬وخصإسص لقامسة أبنساء أفغانسستان وخرسسان ‪،‬وكسان مسوقعه بيسن بساب‬
‫الشوام ورواق الجاوه ‪،‬به خمسة مساكن ‪،‬وخزانة كتب كبيرة ‪.‬‬
‫‪-11‬رواق الجاوة‪:‬كان بين السلمانية ورواق الشوام‪ ،‬وبه خزانة كتب كبيرة وهو مخصإص‬
‫لهل اندونيسيا‪.‬‬
‫‪-12‬رواق الشوام‪:‬وهو من انشأ السلطان قايتباي أيضا‪ ،‬كان علىَ يمين الداخل من بسساب‬
‫رواق الش سوام ‪،‬وقسسد زاد فيسسه الميسسر عثمسسان كتخسسدا ‪ ،‬ثسسم الميسسر عبسسدا لرحم سن كتخسسدا ‪،‬حسستىَ‬
‫)‪(1‬‬
‫أصإبح اكبر من رواق الصإعايدة الذي أنشاه هو‪.‬‬
‫‪-13‬رواق الحرميسسن‪:‬أو)المكاويسسة(ويقسسع علسسىَ يميسسن السسذاهب إلسسىَ المنسسبر السسسالك مسسن بسساب‬
‫الصإسسعايدة ويسسسكنه طلبسسة )مكسسة المشسرفة (وسسسائر جهسسات الحجسساز بمسسا فيهسسا المدينسسة المنسسورة‬
‫والطائف وغيرها ‪.‬‬
‫‪-14‬رواق السسبرابرة‪:‬مسسن شسسمال السسداخل مسسن بسساب المقصإسسورة الشس سرقي )بسساب الشسسوربة وهسسو‬
‫مجرد مخزن دواليب وكان يسكن به أهل تشاد وما جاور بحيرته‪.‬‬
‫‪-15‬رواق الدكارنة صإليح ‪ :‬لهل إقليم بحيرة تشاد والتكرور وغيرها‪.‬‬

‫)‪ (1‬المصدر السابق‪ -‬ص ‪.21‬‬

‫‪94‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪ -16‬رواق المغاربسسة‪:‬بالجسسانب الغربسسي مسسن صإسسحن الجسسامع علسسىَ يميسسن السسداخل مسسن بسساب‬
‫المغاربة‪ ،‬مكتوب علىَ بابه )أمر بتجديده مولنا وسيدنا السلطان الملك الشسسرف قاتيبسساي‬
‫علىَ يسسد الخواجسة مصإسطفىَ بسسن الخواجسسة محمسسود غفسر الس لهمسسا (وهسو مسسن الروقسسة الكسبيرة‬
‫الهامة‪.‬‬
‫‪ -17‬رواق الجوهرية ‪:‬نسسسبة إلسسىَ المدرسسسة الجوهريسسة القنقبائيسسة ‪:‬ويقيسسم بهسسذا السسرواق طلبسسة‬
‫ه سسذه المدرس سسة المرتب سسون به سسا ‪،‬وق سسد ك سسانت ه سسذه المدرس سسة إل سسىَ وق سست قري سسب مكان سسا لت سسدريب‬
‫الخطوط العربية‪.‬‬
‫‪ -18‬رواق ابن معمر يقع علىَ يمين الداخل إلىَ الميضسسأة العموميسسة للزهسسر‪ ،‬وهسو رواق‬
‫عام لجميع الجناس‪.‬‬
‫أما الروقسة الستي خصإصإست لهسل مصإسر وذكسرت فسي الم ارجسع المعاصإسرة فهسي‪-:‬‬
‫رواق الريافسسة – رواق البحسسارة‪-‬رواق الصإسسعايدة –رواق الشس سراقوة – رواق زاويسسة العميسسان–‬
‫رواق الفش س سسنية – ل س سسرواق الفيم س سسه أو الفيومس س سسة– رواق الشس س سسنوانية – رواق الحنفيس س سسة – رواق‬
‫الحنابلة – الرواق العباسي‪.‬‬
‫وان لكسسل مسسن اروقسسة الزهسسر شسسيخا يعتسسبر بمثابسسة رئيسسس ومسسدير لمصإسسالح السسرواق‬
‫‪،‬ويعسساونه وكيسسل يقسسوم مقسسامه فسسي غيبتسسه ‪،‬كمسسا يسسساعدهما نقيسسب السسرواق وهسسو مسسن الطلب‬
‫القسسدامىَ ويتسسولىَ توزيسسع الج اريسسة والغيسساب والحضسسور وغيسسر ذلسسك ‪،‬وهنسساك شسساهد الوقسسف –‬
‫)‪(1‬‬
‫وجابي الوقف وسقاء وملء وفراشين وخدم وما إلىَ ذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬مجاهد توفيق الجندي‪ -‬اروقه الزهر‪ -‬بحث في مجلة جامعة أفريقيا‪ -‬ص ‪.24‬‬

‫‪95‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬الرواق السناري‪:‬‬
‫)يقع علىَ يسسار السداخل مسن بساب المغاربسة قبسل رواق التسراك وكسان يحتسوي علسىَ مسساكن‬
‫في الطابق العلوي()‪(2‬لهل طلبة السودان وما جسساوره غربسسا – ومسسازال هسسذا السسرواق موجسسودا‬
‫ح سستىَ الن‪ (3).‬وت سسذكر بع سسض المصإ سسادر إن ال سسرواق الس سسنا ري ب سسالزهر ق سسد أنش سساه الش سسيخ‬
‫عجيسسب المانجلسسك حينمسسا فتسسح امسسام السسسودانيين بسساب الهجس سرة فسسي طلسسب أسسساتذة مسسن العلسسم‬
‫لل ارغ سسبين ف سسي ذل سسك فس سسافروا إل سسىَ بلد الحج سساز والس سىَ الزه سسر الشس سريف ‪ 0‬وك سسانت حكوم سسة‬
‫)‪(1‬‬
‫الشيخ عجيب تمدهم بالمال والمساعدات‪.‬‬
‫وي س س سسذكر نعس س س سسوم ش س س سسقير )انشس س س سسأ هن س س سسا رواقيس س س سسن للس س س سسودانيين الس س س سسنارية أي الشس س س سسيخ‬
‫عجيب‪.‬أحدهما بمكة والثاني بالمدينة وكان يصإرف عليهما وعلىَ الثالث‪ -‬وهسسو بسسالزهر‬
‫الش سريف بمصإسسر مسسن خزينسسة السسسلطنة الزرقسساء حسستىَ ازلسست دولتهسسا سسسنة ‪1820‬م علسسىَ يسسد‬
‫)‪(2‬‬
‫الخديوي محمد علي باشا‪.‬‬
‫والرواق السنا ري شائع انه من منشات الشيخ عجيب المانجلك‪ .‬وتشسسير أكسسثر مسسن روايسسة‬
‫)‪(3‬‬
‫تاريخية للعبدلب إلىَ اروقة الشيخ عجيب التي بناها في مصإر‪.‬‬
‫منس سسذ انشس سسأ الدولس سسة السس سسنارية عس سسرف نظس سسام المسس سساكن الداخلس سسة لطلب العلس سسم )إيس سواء‬
‫المسسساجد للغربسساء(وارتبسساط الرعيسسل الول مسسن السسسودانيين بتقاليسسد الزهسسر ومسسساكنه )نظسسام‬
‫الروقسسة ( يسسدل علسسىَ ان هسسذا النظسسام اقسسترن بظهسسور مسسدارس العلسسم فسسي أوائسسل القسسرن العاشسسر‬

‫مجاهد توفيق الجندي‪ -‬بحث في مجلة جامعة أفريقيا العالمية‪ -‬عدد نوفمبر ‪ -2006‬ذو القعدة ‪1427‬هس‪ -‬ص ‪.240‬‬ ‫) ‪(2‬‬

‫)‪ (3‬د‪ /‬سعاد ماهر محمد – مصإدر سابق‪ -‬ج ‪-1‬ص ‪.216‬‬
‫)‪ (1‬صإلحا محي الدين محمد – الشيخ عجيب والدولة السلمية في سنار –ص ‪.32‬‬
‫)‪ (2‬د‪ /‬محمد صإالح محي الدين – مشايخة العبدالب‪-‬ص ‪.265‬‬
‫)‪ (3‬المصإدر نفسه‪ -‬ص ‪.266‬‬

‫‪96‬‬
‫‪~2‬‬
‫الهج س سسري )الس س سسادس عش س سسر الميلدي( وه س سسي الف س سسترة ال س سستي ش س سسهدت قي س سسام مملك س سسة الفون س سسج‬
‫السلمية‪.‬‬
‫وهسسذه المسسساكن بمسسا تضسسمنت مسسن طلب كسسانوا يسسأتون إليهسسا مسسن كسسل فسسج ‪،‬وينتمسسون‬
‫إلسسىَ قبائسسل تتفسساخر فسسي النسسساب ‪،‬وتنبسسض فسسي عروقهسسا النعسرة القبليسسة عملسست علسسىَ تخفيسسف‬
‫حسسدة هسسذه النعس سرة فسسالجعلي والسسدنقلوي والشسسائقي والوافسسد مسسن برنسسو أو دار فسسور مسسا كسسانوا‬
‫يشعرون إل برابطة الدين والولء للشيخ فقهيها كان أو صإوفيا ‪،‬وقل احدهم إن يفكسسر فسسي‬
‫انتمسسائه القبلسسي أو يفكسسر حسستىَ فسسي الرجسسوع إلسسىَ بلسسده قبسسل إن ينسسال مبتقسساه ‪،‬فهسسم أسسرة واحسسده‬
‫)‪(4‬‬
‫‪،‬تجمع الدعوة شملهم ‪،‬وتوحد بين مشاربهم علىَ اختلف قبائلهم وأجناسهم‪.‬‬
‫يرجسسع الفضسسل فسسي النفسساق علسسىَ المسسساجد وطلبهسسا وشسسيوخها مسسن بعسسد الس س إلسسىَ‬
‫السسسلطين السسذين كسسانوا يقطعسسون ال ارضسسي الواسسسعة المعفسساة مسسن الض سرائب للنفسساق منهسسا‬
‫علسىَ المسساجد‪،‬والسىَ الهسالي السذين يجسودون بمسا عنسدهم فسي العيساد والموالسد والمناسسبات‬
‫الدينيسسة ‪،‬ويقومسسون بسسإيواء الغربسساء وال ازئسسدين عسسن قسسدرة المسسساجد‪،‬والسسىَ تجسسار القوافسسل أيضسسا‬
‫السسذين كسسانوا يقسسدمون نصإسسيبهم مسسن الزكسساة ‪،‬وبعسسض الهسسدايا ‪،‬وفسسي تسسوفير الجسسو المناسسسب‬
‫للتحصإيل ولولهم بعد فضل ال ما كان لهم أن ينعموا بنور العلم‪.‬‬
‫إن توفير المساكن لطلب العلم كان سببا في نزوحا الغرباء من أقصإىَ البلد إلىَ‬
‫أقصإسساها طلبسسا للعلسسم بعسسد إن تسسوفرت لهسسم كسسل الوسسسائل فسسي مسسساجد العلسسم كمسسا هيسسا للطلبسسة‬
‫المجال للتفرغ للعلم‪ ،‬كما أن للقاء بالجماعات والطلب في أمسساكن متفرقسسة ومسسن جنسسسيات‬
‫متعسسددة لشسسك اكسسسبهم معلومسسات جديسسدة‪ ،‬كم سا انسسه قسسام بهسسدف تربسسوي هسسام ق سوامه تهسسذيب‬
‫الخلق وتسسوجيههم نحسسو المثسسل العليسسا‪ ،‬والعتمسساد علسسىَ النفسسس‪ ،‬وتحم سل الشسسدائد ‪ ،‬وبهسسذا‬
‫يكون قد ساهم مع مناهج الدراسة في تربية الشباب تربية إسلمية ‪،‬لتزال آثارها واضسسحة‬
‫فيمن ينتمون إلىَ التعليم الديني وكانوا في هذه الروقة ‪.‬‬
‫هذا والرواق السسنا ري كسان ثلثسة اروقسة –حسث تسذكر الروايسات أن الشسيخ عجيسب‬
‫عنسسدما أبحسسر مسسن سسواكن إلسسىَ الحجسساز حيسسث أدى فريضسسة الحسسج فسسي العسسام السسذي ولسسي فيسسه‬
‫الحكسسم )‪970‬هجريسسة ‪1562-‬م( انشسسأ هنسساك رواقيسسن للسسسودانيين السسسنارية ‪،‬احسسدهما بمكسسة‬

‫)‪ (4‬يآحي محمد إبراهيم – تاريآخ التعليم الديآني في السودان‪ -‬دار الجيل‪ -‬سنة ‪1987‬م‪-‬ص ‪.203‬‬

‫‪97‬‬
‫‪~2‬‬
‫المكرمسسة ‪،‬والثسساني بالمدينسسة المنسسورة ‪،‬وكسسان يصإسسرف عليهسسا وعلسسىَ الثسسالث –وهسسو بسسالزهر‬
‫)‪(1‬‬
‫الشريف بمصإر من خزينة السلطنة الزرقاء(‬
‫أمسسا السسرواق السسذي بسسالزهر اخسسذ شسسهرة عاليسسة ومسسازال معلسسوم حسستىَ لسسدى الكسسثير مسسن عس سوام‬
‫النساس‪.‬وكسان اظهسر شسهرة مسن رواقسي الحجاز السذين قسد تخسرج فيهسم عسدد غيسر قليسل وكسان‬
‫لهما دلوهما في تطور الدعوة للسلم في السودان‪.‬‬

‫)‪ (1‬د‪/‬مكي شبيكة – السودان في قرن – ص ‪.54‬‬

‫‪98‬‬
‫‪~2‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫جهود أولد جابر الربعة‬
‫ويحتوي على ما يلي‪:‬‬

‫المطلب الول أولد جابر‪:‬‬


‫المطلب الثاني‪:‬ابراهإيم البولد‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬الشيخ عبدالرحمن بن جابر ‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪:‬اسماعيل بن جابر‬

‫المطلب الول‬
‫اولد جابر‬

‫‪99‬‬
‫‪~2‬‬
‫وهسم ‪ -1‬إبراهيسسم البسسولد ‪-2‬عبسسد الرحمسسن ‪ -3‬عبسسد الرحيسم ‪ -4‬إسسسماعيل‪ .‬وكسانت‬
‫فاطمة مثلهم في العلم والصإلحا فأسست الخلوى في ديم الدفار وتزوجها الشيخ سسسرحان‬
‫وأنجب منها الشيخ محمد صإغير ون المعسسروف المؤسسسس قسسوز العلسسم‪ .‬أولد جسابر الربعسسة‬
‫كالطبسسائع الربعسسة أعلمهسسم إبراهيسسم‪ ،‬وأصإسسلحهم عبسسدا لرحمسسن‪ ،‬وورعهسم إسسسماعيل‪ ،‬واعبسسدهم‬
‫عبد الرحيم ‪،‬وأختهم فاطمة أم الشيخ صإغير ون نظيرهم فسسي العلسسم والسسدين‪ .‬سسسبب تسسسميته‬
‫بس سسالبولد إن رجل حلس سسف بس سسالطلق إن يس سسدخل بيتس سسه جميس سسع مس سسا خل س سق ال س س ‪.‬فأفتس سساه بوضس سسع‬
‫المصإحف علىَ سريره واستدل بقوله تعالىَ )ما فرطنسا فسي الكتسساب مسسن شسسيء ()‪ (1‬فقسال لسسه‬
‫)‪(2‬‬
‫شيخه أنت بولد البر‬
‫أم أولد جابر فقد أسسوا الخلوى في منطقة امرى والزورة وجلسوا لتحفيظ القران وتدريس‬
‫علسسومه وشسسرحه‪.‬فصإسساحا صإسسيطهم وشسسدت إليهسسم الرحسسال وتعلسسم علسسىَ أيسسديهم معظسسم علمسساء‬
‫السسسودان أن ل سسم يك سسن كله سسم ؛ ث سسم انتشسسر أحفسسادهم ف سسي منسساطق الس سسودان الخ سسرى وأسسس سوا‬
‫المساجد والخلوى ‪.‬‬
‫كانت خلوى أولد جابر الولىَ في جزيرة ترنج في المنطقة الجنوبية لمسسروى اى‬
‫البلل حاليا‪ .‬وأحيانا كان يطلق علىَ المنطقة الزورة وقد كان طريق الحجساج يمسسر بهسسا فسي‬
‫الماضي مبتدئا من قرية الدقارين جنوب الغوية حاليا ويعرف الطريق بدرب الدقارين‪.‬‬
‫كسسذلك اسسس سوا الخلوي فسسي اوسسسلىَ )قسسوز سسسالم ود حسساج حمسسد( ومسسازالت مقسسابرهم‬
‫)‪(3‬‬
‫ظاهرة تزار ويعرفون بالعايداب ومن نسلهم عبد الرحيم ودالمكىَ‬
‫ذكر ود ضيف ال إن سبب عظمة أولد جابر دعوة صإالحة من أمهسسم واسسسمها )صإسسافية‬
‫( عندها قدحا فيه دهن أراقوه في الرض وجعلوا له جداول وحيطانسسا فجسسأت أمهسسم فوجسسدت‬
‫دهنهسسا م ارقسسا‪ :‬اللهسسم أجعلكسسم ياوليسسداتىَ أوتسسادا فسسي الرض فسسسمعت قسسائل يقسسول فسسي اله سواء‬
‫أمين‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة النعام الية ‪38‬‬


‫)‪ (2‬د‪ /‬يوسف فصإل – الطبقات ص ‪46‬‬
‫)‪ (3‬منطقة مروى المظهر والجوهر ‪0‬فاطمة احمد علىَ ‪ 0‬عزة للنسر‪2004-‬م ص ‪214‬‬

‫‪100‬‬
‫‪~2‬‬
‫أولان أبس سساهم ج سسابر رضس سسىَ الس س عنس سسه وجس سسدهم تركس سوا ألس سواحهم حيس سسن انكس سسر ج سسدول‬
‫فأشتغلوا بجمع التراب لسده وقال لهم كلنا اشتغلنا بالدنيا فدعا لهسسم بقريحسسة صإسسادقة فجعسسل‬
‫)‪(1‬‬
‫ال البركة فيهم وأحيا بهم الدين‬
‫فان مسالة الدعاء في السلم عظيمة جدا ومكانته عاليا لنه من اجل الطاعات‬
‫وأفضسسل الغربسسان وان فسسي القس س اران الكريسسم الكسسثير جسسدا مسسن أدعيسسة النبيسساء والمرسسسلين عنسسد‬
‫الشدايد والكروب وفىَ مواقف مع أقوامهم الشداء واللداء فيكون بعد السسدعاء والسسستجابة‬
‫والمن والرخاء‪.‬‬
‫كما أن ممن يحث النسان ويسدفعه إلسىَ السدعاء ثقتسه فسي ربسه عسز وجسل واطمئنسانه‬
‫بالستجابة إذا خلء السدعاء مسن المعصإسية‪ .‬عسن أبسىَ سسعيد الخسدرى رضسي الس عنسه عسن‬
‫النبي صإلىَ ال عليه وسلم قال‪):‬ما من مسلم دعوا بدعوة ليس فيها إثم ولقطيعة رحم إل‬
‫أعطاه ال بها أحدى ثلثة إما إن تعجل له دعوته إواما أن يسسدخرها لسسه فسي الخسرة إوامسا إن‬
‫وقسسال الس تعسسالىَ)ادا سسالك‬ ‫)‪(2‬‬
‫يصإرف عنه من السوء مثلها قسالوا ‪:‬إذا نكسسثر‪.‬قسال الس أكسثر(‬
‫عبادى عنىَ فاني غريب أجيب دعوة الداعي آدا دعان فليستجيبوا لي وليومنوا بسسي لعلهسسم‬
‫والدعاء هو سلحا المؤمن قال صإلىَ الس عليسه وسسلم )السدعاء سسلحا المسؤمن‬ ‫)‪(3‬‬
‫يرشدون(‬
‫)‪(4‬‬
‫(‬
‫إن المسلم يحتاج إلىَ الدعاء ليسسوفقه ربسسه إلسسىَ الهدايسسة والرعايسسة بسسل يحتسساج إلسسىَ كسسل‬
‫ما يستقيم به أمر دنياه وأخرتهسسم ومسن حكمسسة الس عسسز وجسسل فسسي خلقسه أن جعسل كسسونه مبنيسا‬
‫علىَ الخد بالسباب فهو بكل شيء عليم؛ وهو علىَ كل سىَء قدير‪.‬‬
‫وذكر يوسف فضل )قام أولد جابر وأحفادهم بدور كبير فسسي إرسسساء قواعسسد التعليسسم السسديني‬
‫والفقسه فسي أجسزاء متفرقسة مسن السسودان الشسرقىَ كمسا بلغست أختهسم فاطمسة درجسة رفيعسة فسي‬
‫العلم والصإلحا منها انبثقت أسرة دينية اخرى ل تقل عن أولد جابر شهرة)‪ (1‬يقول فيهسم‬
‫الشيخ فرحا ودتكتوك ‪:‬‬
‫ويسن أولد جابسسر * الربعة علماء الكابر‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬يوسف فصإل – كتاب الطبقات –ص ‪46-45‬‬


‫)‪ (2‬المام احمد – المسند – المكثرين من الصإحابة – برقم ‪10709‬‬
‫)‪ (3‬سورة البقرة الية ‪.186‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه الحاكم في المستدرك ‪ 4/359‬رقم ‪.1766‬‬

‫‪101‬‬
‫‪~2‬‬
‫جالسين علىَ المنابسر* علمون ألمان خابر‬

‫المطلب الثاني ‪:‬‬


‫إبراهإيم البولد بن جابر بن غلم الله بن عايد‬

‫‪102‬‬
‫‪~2‬‬
‫نسبه ‪ :‬هو إبراهيم بن جابر بن عون بن احمد سليم المجسسذوب بسسن محمسسد الم اربسسط بسسن‬
‫الغلم احمد المجمر ابن السادة الركابية‬
‫مولده‪ :‬ولد بتر نج جزيرة رباط بارض الشايقية ‪.‬‬
‫علمه ‪:‬يذكره عز الدين المين في كتسابه )قريسة كت ارنسج وأثرهسا العلمسي فسي السسودان( )واان‬
‫كسسثي ار مسسن علمسساء سسسنار مسسن السسسودانيين قسسد درسسوا فسسي الزهسسر الشسريف وتخرجسوا فيسسه مسسن‬
‫يقسسول‬ ‫)‪(2‬‬
‫هسسول الشسسيخ إبراهيسسم البسسولد ‪...‬درس علسسىَ السسسيخ محمسسد البنسسوفرى الفقسسه والصإسسول‬
‫ود ضيف ال وأعلمهم إبراهيم‪:‬‬
‫لسسم يسسسبق السسسلم –فيمسسا نعلسسم –ديسسن وقسسف مسسن العلسسم كموقسسف السسسلم مسسن السسدعوة إليسسه ؛‬
‫والشسسادة بفضسسله والشسسادة بالعلمسساء قسسال تعسسالىَ ) شسسهد الس س انسسه ل السسه إل هسسو والملئكس سة‬
‫)‪(4‬‬
‫وأولسسو العلسسم ()‪ (3‬وقسسال تعسسالىَ )يرفسسع ال س السسذين امن سوا منكسسم والسسذين اوتسسو العلسسم درجسسات(‬
‫وقسسال تعسسالىَ )إنمسسا يخشسسىَ الس مسسن عبسساده العلمسساء()‪ (5‬وقسسال تعسسالىَ )وتلسسك المثسسال نضسربها‬
‫للناس وما يعقلها إل العالمون ()‪ (6‬ففي الية الخيسرة إن الس تعسسالىَ حصإسسر العقسسل والتسسدبر‬
‫في آيات ال في الكون وما يضربه للناس من أمثال للعبرة والعظة ؛ بالعلماء دون غيرهم‬
‫وهدا تشريف للعلماء ولفت النظار أثرهم ومكانتهم في المجتمعات مسسا بعسده مزيسسد‪ .‬وفسىَ‬
‫الحديث عنه صإلىَ ال عليه وسلم )العلماء ورثة النبياء()‪ (1‬ومن المعلوم أن النبيسساء هسسم‬
‫الذروة العلياء في الكمال النسانىَ؛ فهل هناك أكثر تشريفا للعلماء من أن يكون سوا ورثتهسسم‬
‫؟وعنسسه صإسسلىَ اللس سه عليسسه وسسسلم)يسسوزن مسسداد العلمسساء ودمسسا الشسسهداء يسسوم القيامسسة()‪ (2‬ومسسن‬
‫المعلسسوم إن دم الشسسهداء السسذي يسراق فسسي سسسبيل الس هسسو أغلسسىَ دم يسراق مسسن بنسسىَ النسسسان ؛‬
‫فسسادا كسسان المسسداد السسذي ينفقسسه العسسالم فسسي تسسأليف الكتسسب لنفسسع النسساس يعسسادل دم الشسسهيد‪ ،‬بسسل‬
‫يرجح عليه في بعض الروايات كان دلك أشادة كبرى بفصإل العلماء‪.‬‬
‫وسسئل عبسسد الس بسن المبسارك ‪ :‬مسن النسساس ؟ قسال هسسم العلمساء ‪0‬وقسال الغ ازلسسي رحمسسه‬
‫الس فسسي شسرحا ذلسسك ‪:‬لسسم يجعسسل غيسسر العسسالم مسسن النسساس لن الخاصإسسية السستي يميسسز بهسسا النسساس‬
‫)‪ (2‬يحي محمد إبراهيم – تاريخ التعليم الديني في السودان ص ‪115‬‬
‫)‪ (3‬سورة أل عمران الية ‪18‬‬
‫)‪ (4‬سورة المجادلة الية ‪11‬‬
‫)‪ (5‬سورة فاطر اليآة ‪.28‬‬
‫)‪ (6‬سورة العنكبوت اليآة ‪.43‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه أبو داؤد ‪ ،‬كتاب العلم ‪ ،‬باب الحث عل ى طلب العلم‪ ،‬رقم ‪.3641،3642‬‬
‫)‪ (2‬ابن عبد البر‪ ،‬من حديث أبي الدرداء )‪-(1/37‬جامع بيان العلم –ادارة الطباعة المنيرية بالقاهرة‪-‬‬

‫‪103‬‬
‫‪~2‬‬
‫عسسن سسساير البهسسايم هسسو العلسسم؛ فالنسسسان إنسسسان بمسسا هسسو شسسرف لجلسسه ؛ وليسسس ذلسسك بقسسوة‬
‫شخصإية فان الجهل أقوى منه؛ وليعظمه فسسان الفيسسل أعظسسم منسسه ؛ول بشسسجاعته فسسان السسسبع‬
‫أشجع منه ؛ ول يأكله فان الثور أوسع بطنا منه ؛ ول ليجامع فان أخس العصإسسافير أقسسوى‬
‫)‪(3‬‬
‫علىَ الفساد منه ؛ بل لم يخلق إل للعلم(‬
‫قال صإلىَ ال عله وسلم )يبعث ال العالم والعابد؛ فيقال للعابد ادخل الجنة؛ وقال للعالم‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫اشفع للناس كما أحسنت أدبهم (‬
‫نشاط إبراهإيم )البولد( الدعوى‪:‬‬
‫)‪(5‬‬
‫قال تعالىَ‪):‬والسابقون السسسابقون أوليسك هسم المقربسسون فسسي جنسات النعيسسم ( معظسم‬
‫المراجع تذكر أن الشيخ إبراهيم البولد من أول العلماء الدين أسهموا في بث تعاليم الدين‬
‫السلمىَ ‪.‬‬
‫وقسسد ذكسسر كسساتب الشسسونة فسسي أول النصإسسف الثسساني مسسن القسسرن العاشسسر ولسسىَ السسسلطان‬
‫عمارة ابوسكيكين الشيخ عجيب المانجلك فسسي أول ملكسسه قسسدم الشسسيخ إبراهيسسم )البسسولد( مسسن‬
‫)‪(6‬‬
‫مصإر إلىَ دار الشايقية ودرس فيها الفقه ؛انتشر علم الفقه في الجزيرة‬
‫وذكر الدكتور يوسف فصإل حسن ) ومن أول العلماء الذين أسهموا في بث تعسساليم السسدين‬
‫السلمىَ الشيخ إبراهيم البسسولد بسسن جسابر بسن غلم الس بسن عايسد()‪ (1‬وذكسر ود ضسسيف الس‬
‫)‪(2‬‬
‫وهو أول من درس خليل ببلد الفونج وشدت إليه الرحال(‬
‫لمسسا عسساد الشسسيخ إبراهيسسم )البسسولد( إلسسىَ بلده درس )الخليسسل( و) الرسسسالة (لربعيسسن‬
‫إنس سسانا صإ سساروا كله سسم أولي سساء وأقطاب سسا‪ .‬وبلغ سست ختمت سسه ف سسي خلي سسل أربعي سسن ختم سسة وي سسذكر‬
‫ودصإيف ال انه كان يقصإىَ فسي كسل مسسجد مسن مسساجد هسم الثلثسة فسي كسورتىَ والسدفار‬
‫ودار الش سسايقية أربع سسة اش سسهر ؛ ويحتم سسل إن يك سسون ق سسد انف سسق جانب سسا م سسن وقت سسه ف سسي ترش سسيد‬
‫المريدين)‪ (3‬وتذكر مخطوطة كتاب ذكر نسب غلم ال بسن عايسد فسي ص)‪ (21-20‬انسه‬

‫)‪ (3‬المام الغزالي – إحياء علوم الدين ج ‪ 1‬ص ‪.49‬‬


‫)‪ (4‬ابن عبد البر‪ -‬جامع بيان العلم‬
‫)‪ (5‬سورة الواقعة آيات ‪14 -12‬‬
‫)‪ (6‬الشاطر بصإيلي عبدا لجليل‪-‬مخطوطة كاتب الشونة ‪0‬ص ‪6‬‬
‫)‪ (1‬د ‪0‬يوسف فصإل –مقدمة في تاريخ الممالك السلمية في السودان ‪0‬ص ‪40‬‬
‫)‪ (2‬ود صإيفال ‪0‬كتاب الطبقات‪-‬تحقيق يوسف فصإل ‪0‬ص ‪46‬‬
‫)‪ (3‬المصإدر السابق‪-‬نفس الصإفحة‬

‫‪104‬‬
‫‪~2‬‬
‫عند قدومه مسن مصإسر وجسد النساس فسي فسترة تسدهور فسي تعساليم السدين بسسبب الحسروب وقسد‬
‫جهسسل النسساس آنسسذاك قواعسسد السسريعة ولسسم يجسسدوا احسسد يسسبين مسسا يرثسه الرجسسل والمسرآة ويوضسسح‬
‫لهسسم أركسسان السسسلم‪ .‬فقسسام الشسسيخ إبراهيسسم )البسسولد( بسسذلك فسسسر منسسه ملسسك الشسسايقية ؛ وأعلسسن‬
‫)‪(4‬‬
‫الملوك انه طلب ولد جابر لجل أن يعلمهم الشريعة‪.‬‬
‫بناءه مسجده‪:‬‬
‫ولمسسا بنسساء مسسسجده وضسسع فيسسه خمسسس أعمسسده حسسزوا بقواعسسد السسسلم وصإسسار ملسسوك‬
‫الشايقية يحضرون لستماع الدروس والرشادات التي كانت توجيه إليهم من داخسسل هسذا‬
‫)‪(5‬‬
‫المسجد‪.‬‬
‫الذين اخذوا منه العلم‪:‬‬
‫ل شسسك أن الشسسيخ إبراهيسسم )البسسولد( فنسسي حيسساته فسسي العمسسل السسدعوى مرشسسدا ومعلمسسا‬
‫للخير‪.‬وقال صإسلىَ الس علسه وسسلم )خيركسسم مسن تعلسم القسران وعلمسسه()‪(6‬وقسسال صإسسلىَ الس علسسه‬
‫وسلم)وان الملئكة لتضسع أجنحتها علسىَ معلسم القسران رضسا بمسا يفعسل()‪ (1‬وقسال صإسلىَ الس‬
‫عله وسلم ) اذا مات ابن ادم انقطع عملسسه إل مسسن ثلث صإسسدقة جاريسسة اوعلسسم ينتفسسع بسسه أو‬
‫)‪(2‬‬
‫ولد صإالح يدعوا له (‬
‫الشسسيخ إبراهيسسم )البسسولد( اخسسذ منسسه العلسسم جمسسع غفيسسر مسسن العلمسساء نسسذكر منهسسم أخيسسه‬
‫عبسسد الرحمسسن يسسذكر ودصإسسيف الس فسسي ترجمتسسه )فهسسو القطسسب الربسساني والغسسوث الصإسسمدانىَ‬
‫شسسيخ السسسلم السسذي بسسرع فسسي الفقسسه علسسىَ أخيسسه الصإسسالح الشسسيخ إبراهيسسم البسسولد ( وكسسذلك‬
‫إبراهيم جد الشيخ خوجلىَ بن عبسد الرحمسن بسن إبراهيسم ) وجسدي إبراهيسسم مسسن تلمسسذة أولد‬
‫)‪(3‬‬
‫جابر(‬

‫)‪ (4‬البدوي محمد نافع – مخطوطة بذكر نسب غلم ال بن عايد – ص ‪21-20‬‬
‫‪ (5‬المصإدر السابق ص ‪21‬‬ ‫)‬

‫)‪ (6‬اخرجه البخاري في كتاب )فضائل القرآن( باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه رقم )‪.(5027‬‬
‫)‪ (1‬اخرجه المام احمد في مسنده برقم )‪(17632‬‬
‫)‪ (2‬اخرجه المام مسلم فىَ كتاب )الوصإية(باب ما يلحق النسان ومن الثواب بعد وفاته رقم )‪(1631‬‬
‫)‪ (3‬انظر تراجم هولء العلماء في طبقات ود صإيف ال‬

‫‪105‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الثالث‪-:‬‬
‫الشيخ عبد الرحمن بن جابر بن غلم الله بن عايد‬
‫نسبه‪ :‬هسسو عبسسد الرحمسسن بسسن جسسابر عسسون بسسن حمسسد سسسليم بسسن محمسسد ربسساط بسسن الغلم احمسسد‬
‫المجمر ابن السادة الركابية‪.‬‬
‫مولده‪:‬ولد بجزيرة تر انج رباط بأرض الشايقية‬
‫علمه‪:‬يذكر صإاحب الطبقات بأنه )برع فسي الفقسه علسىَ أخيسه الشسيخ إبراهيسم البسولد وعلسىَ‬
‫الشيخ سيدي محمد البنوفري‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪~2‬‬
‫نشاط الشيخ عبد الرحمن بن جابر الدعوى ‪:‬‬
‫تفقه علىَ الشيخ عبد الرحمن بن جابر الكثير من العلماء نذكر منهم‪ .‬عبدال بن‬
‫دفسسع ال س العركسسي‪ .‬وعبسسد الرحمسسن النسسويري‪ .‬والشسسيخ حسسسن وحسسسونة‪ .‬والشسسيخ يعقسسوب بسسن‬
‫الشسسيخ بانقسسا الضسرير والشسسيخ المسسسلمي ولسسد أبسسو ونيسسسة والشسسيخ الحسساج اللقسساني خسال الشسسيخ‬
‫حسن ولد حسونة وعيسسىَ بسن الشسيخ حمسد بسن عيسسىَ سسوار السذهب إوابراهيسم ولسد أم رابعسة‬
‫كسسل هسسؤلء‬ ‫)‪(4‬‬
‫بحجر العسل‪.‬اربعون من تلمذته من بلغ ‪.‬درجة القطبانية في العلسسم والسسدين‬
‫الربعين أجازهم الشيخ عبد الرحمن بن جابر فهو من الرعيل الول السسذين درسسوا الزهسسر‬
‫الش سريف والحجسساز نسسالوا أجسسازات تثبسست كفسساءتهم واهلتهسسم للفتيسسا والتسسدريس‪ .‬ففسسي عصإسسرهم‬
‫عرف السودان الجازات‪.‬‬
‫و الجازات ‪:‬اذان بالرواية يمنحها شيخ لطالب ليروي عنه مسسادة علميسسة ‪،‬سسواء أكسسانت مسسن‬
‫)‪(1‬‬
‫مروياته أومن مؤلفاته وقد عني المسلمون بها كطريقة من طرق نقسسل الحسسديث وتحملسسه‬
‫وكسسان الحسسرص علسسىَ نيسسل الجسسازات وسسسماع الحسسديث مسسن أفس سواه رواتسسه سسسببا فسسي ارتيسساد‬
‫المصإار‪.‬‬
‫‪،‬واما تحريرية ‪،‬والشفهية اسبق ظهو ار ‪،‬وقد روى إن بشي ار بن نهيسسك‬
‫والجازات أما شفهية إ‬
‫قسسال‪):‬كتبسست عسسن أبسسي هريسرة كتابسسا فلمسسا أردت إن أفسسارقه قلسست‪:‬يسسا ابسساهريرة أنسسي كتبسست عنسسك‬
‫كتابا ‪،‬فارويه عنك ؟ قسسال ‪:‬نعسسم اروه()‪(2‬وروي أن تلميسسذا للمسسام جعفسسر الصإسسادق طلسسب منسسه‬
‫عنسسدما أراد مفسسارقته أن يجيسزه قسسائل ‪:‬أحسسب أن تزودنسسي ‪،‬فقسسال المسسام‪:‬ائسست إبسسان بسسن ثعلسسب‬
‫فانه سمع مني حديثا كثي ار ‪،‬فما روى لك عني فاروه عني(وغير ذلك كثير‪.‬‬
‫أم سسا الج سسازة التحريري سسة فم سسن الشس سواهد م سسا ي سسدل عل سسىَ ظهوره سسا من سسذ الق سسرن الث سسالث‬
‫الهجري‪ ،‬ولكنها فيما يبدو كانت قليلة‪ ،‬لذلك يمكن اعتبار القرن الخامس الهجسري البدايسة‬
‫الحقيقيسسة لظهسسور هسسذا النسسوع السسذي اقسسترن بظهسسور المسسدارس وكسسثرة عسسدد طلبهسسا‪ ،‬وظهسسور‬
‫المكتبات‪ .‬وحينئذ عمد الطلب إلسىَ ظساهرة )أن يثبتسوا فسسي ذيسل الكتسساب أو صإسدره أسسماء‬

‫)‪ (4‬انظر تراجم هؤل الشيوخ في محمد نور ود صإيف ال ‪0‬كتاب الطبقات‬
‫)‪ (1‬المصإدر نفسه صإفحة ‪189-188‬‬
‫)‪ (2‬الخطيب البغدادي تقيد العلم ص ‪101‬‬

‫‪107‬‬
‫‪~2‬‬
‫تصإسسدى علمسساء‬ ‫)‪(4‬‬
‫السسذين سسسمعوهم علسسىَ مصإسسنفهم أو علسسىَ شسسيخ أخسسر()‪ (3‬والجسسازة أن سواع‬
‫الحديث لمناقشتها‪،‬وترجيح بعضها علىَ البعض الخر‪،‬وهي‪:‬‬
‫‪ /1‬إجسسازة معيسسن فسسي معيسسن‪،‬كسسان يقسسول المجيسسز‪،‬أجسسزت لسسك كتسساب البخسساري أو أكسسثر‪،‬أو مسسا‬
‫اشتملت عليه فهرستي‪،‬ويعد هذا النوع أعلىَ أنواع الجازات‬
‫واختلف العلماء في جواز الرواية بها‪.‬‬
‫‪ /2‬إجسسازة لمعيسسن فسسي غيسسر معيسسن‪:‬ومثالهسسا أن يقسسول ‪:‬أجسسزت لسسك أو لكسسم جميسسع مرويسساتي أو‬
‫مسموعاتي‪ .‬وهذا النوع وان فقد احد أركان الجازة إل أن جمهو ار من العلمسساء والمحسسدثين‬
‫جوزوا العمل به‪.‬‬
‫‪ -3‬إجازة لغير معين في غير معين‪:‬وصإورتها‪:‬اجزت للمسلمين أو لكل من أدرك زماني‬
‫‪ .‬وقد جسوز البعسض العمسل بهسا‪،‬بينمسا اشسترط البعسض الخسر أن يقتصإسر علسىَ الموجسودين‬
‫عند الجازة‪.‬‬
‫‪-4‬إجسسازة المجه سسول بسسالمجهول‪:‬ك سساجزت لفلن أن ي سسروي عن سسي كت سساب السسسنن وهسسو ي سسروي‬
‫مجموعة من كتب السنة ثم ل يعين ‪،‬وهي فاسدة عند الكثر‪.‬‬
‫‪ -5‬المناولسسة‪:‬وهسسي إمسسا أن تكسسون مقرونسسة بالجسسازة‪،‬وتعسسد حينيسسد أعلسسىَ م ارتسسب الجسسازة‪.‬‬
‫وصإسسورتها أن ينسساول الشسسيخ الطسسالب الصإسسل العلمسسي ويبيسسح لسسه روايتسسه إن كسسان تمليكسسا أو‬
‫نس سسخا ‪،‬ويس سسمىَ ه سسذا ع سسرض المناول سسة كم سسا يس سسمىَ القس سراءة وه سسي اق سسل الس سسماع عن سسد أك سسثر‬
‫العلماء‪.‬‬
‫إواما أن تكون غير مقرونة بالجازة‪ ،‬كأن يناول الشيخ تلميذه كتابا ويقول هذا سماعي أو‬
‫روايسستي دون يشسسير لسسه بالروايسسة عنسسه‪،‬أو يجيسسز لسسه بسسدلك وأكسسثر العلمسساء علسسىَ عسسدم جس سواز‬
‫الرواية بها‪.‬‬
‫‪-6‬إجازة المكاتبة والمراسلة‪:‬وهي أن يكتب الشيخ إلىَ الطالب شيا مسسن حسسديثه ويسسسمح لسسه‬
‫أن يرويه‪ ،‬وتعد في درجة المناولة المقرونة بالجازة‪.‬‬
‫إواذا كان ما سبق يعد أعلىَ وأشهر الروايات‪ ،‬فهناك أنواع أخرى اقل منها درجسسة وأهميسسة‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وللتوسع يراجع‪:‬ابن الصإلحا‪.‬‬

‫)‪ (3‬يحي محمد إبراهيم‪ -‬تاريخ التعليم الديني في السودان‪ -‬ص ‪1880‬‬
‫)‪ (4‬ابن الصإلحا مقدمة‪ -‬ابن الصإلحا في علوم الحديث‪-‬القاهرة –ت ‪1976‬م‪-‬ص‬
‫)‪ (1‬ابن الصلحا ‪ -‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪~2‬‬
‫والج سسازة ذات مكان سسة للط سسالب‪ ،‬لنهس سا ش سسهادة علمي سسة‪،‬تخصإ سسص الج سسانب ال سسذي ب سسرز في سسه‬
‫‪،‬والتقسسدير مسسن شسسيخه لمسسا وصإسسل إليسسه مسسن علسسم ‪،‬مسسع التزكيسسة لسسه بالمكانسسة السستي تسسؤهله لمنسسح‬
‫الجازة لغيره ولمن هو أهل لها‪،‬مع الوصإية له بان يتقي ال في علمه‪.‬‬
‫والجسسازة تنتقسسل مسسن العلسسىَ إلسسىَ الدنسسىَ تسلسسسل وتتابعسسا‪ ،‬وتسسبين مكانسسة الجسسازة مسسن نسسص‬
‫المجيز‪ ،‬إوابانته عما وصإل إليسه الطسالب‪.‬وهسسذه الجسازة بمثابسسة مسا يعسسرف اليسسوم بالشسسهادات‬
‫العليا )ماجستير ‪...‬دكتوراة‪(...‬‬
‫والعسسالم الشسسرعي‪ ،‬والطسسبيب البشسسري لكسسل منهمسسا هسسدف وغايسسة محسوسسسة وظسساهرة‬
‫ويرغب من ال أج ار مدخرا‪-‬إن صإدق النية مع ال‪ ،‬ويتطلع لنتيجة فسي العمسسل السسذي يقسسوم‬
‫به‪ ،‬بصإدق وبزله‪.‬‬
‫والعسسالم الشسسرعي‪ ،‬ينقسسذ النسساس بعسسد توفيسسق الس س مسسن الجهسسل والضسسلل والشسسركيات‬
‫ويبعدهم عما يتنافىَ مع دين ال الذي ارتضاه سبحانه لعبادة ليجدوا بدلك لسسذة فسسي قلسسوبهم‬
‫وراحة في نفوسهم‪.‬‬
‫والطبيب البشري مثله فسي الهسدف والغايسة‪ ،‬إذا صإسدقت نيتسه؛ واخلسص فسي أمسانته؛‬
‫)‪(1‬‬
‫وهدا مصإداق الحديث الشريف‪):‬إنما العمال بالنيات إوانما لكل أمري ما نوى(‬
‫العالم الصإادق فسي نيتسه مسع الس هسو العسالم النسافع لنفسسه والمسؤثر فسي غيسره؛ وليسس‬
‫من الضروري بان يكون العالم متبح ار في معارفه؛ إذ تقوى ال في السر والعلن هي خير‬
‫ذات يدفع العالم للعمل‪ ،‬ويجعل لعمله ثمسرة بسارزة لمسن حسوله ؛ وقبسسول لسدى النساس السم يقسل‬
‫)‪(2‬‬
‫م(‪.‬‬
‫يءْء ع نرلي ة‬ ‫ل ن‬
‫شأ ع‬ ‫ه نوالل ت س‬
‫ه ب رك س ش‬ ‫م الل ت س‬ ‫ه وني سعنل ش س‬
‫مك س س‬ ‫سبحان وتعالىَ )}‪....‬نوات ل س‬
‫قوا ع الل ت ن‬
‫ويوضسسح القلقشسسندى الغسسرض مسسن الجسسازة للفسستىَ والتسسدريس ويقسسول ‪):‬إمسسا الجسسازة‬
‫للفتىَ فقد جسرت العسادة انسه إذا تأهسل بعسض أهسل العلسم للفستىَ والتسدريس أن يسأذن لسه شسيخه‬
‫فسسي أن يفسستىَ ويسسدرس وكتسسب لسسه بسسذلك ؛ وجسسرت العسسادة أن يكسسون مسسا يكتسب فسسي الغسسالب فسسي‬
‫قطسسع عريسسض ؛ إمسسا فسسي فرخسسة السسسامىَ أو نحوهسسا مسسن البلسسدي وتكسسون الكتابسسة بقلسسم الرقسساع‬
‫)‪(3‬‬
‫اسط ار متوالية بين كل سطرين نحو اصإبع عريض‪.‬‬

‫متفق عليه ‪ :‬البخاري في بدء الوحي ‪،‬باب كيف كان بدء الوحي إلىَ رسسول الس )‪($‬رقسم ‪ .1‬ومسسلم في المسارة بساب إنمسا العمسال بالنيسة‬ ‫)‪(1‬‬

‫رقم ‪.1907‬‬
‫)‪ (2‬سورة البقرة آية ‪282‬‬
‫)‪ (3‬القلقشندي‪-‬صإبح العسىَ ج ‪-14‬ص ‪322‬‬

‫‪109‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫إسماعيل بن جابر ‪.‬‬
‫)واورعهم إسماعيل (ووصإف خص بين أولد جسسابر بسسالورع ‪ .‬وجسساء مسسن ورعسسه انسسه‬
‫ل يسسستعمل مسسا جسساء مسسن جسسداول الشسسايقية وقسسال إن ج اررقهسسم‪ (4).‬مغصإسسوبة )‪(5‬فكسسان الشسسيخ‬
‫إسسسماعيل مسسن ورعسسه حسستىَ يتسسبراء لسسدينه وعرضسسه قسسال صإسسلىَ ال س عليسسه وسسسلم)الحلل بيسسن‬
‫والحرام بين وبينهما أمور متشابهات قمن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ومن اتقسسىَ‬
‫الشسسبهات فقسسد اسسستبراء لسسدينه وعرضسسه كسسالراعي يرعسسىَ حسسول الحمسسىَ يوشسسك أن يقسسع فيسسه إل‬
‫)‪(1‬‬
‫وان لكل راع حمىَ أل وان حمىَ ال محارمه(‬
‫)‪ (4‬مفردها‪:‬جرق وهو الثور المدرب علىَ العمل في السواقي ويقول دكتور يوسف فصإل هده الكلمة ليست عربية قد تكون نوبية ‪0‬‬
‫)‪ (5‬محمد نور ود صإيف ال –الطبقات ص ‪46‬‬
‫)‪ (1‬ابو عبدال محمد بن اسماعيل البخاري‪ -‬صإحيح البخاري‬

‫‪110‬‬
‫‪~2‬‬
‫نسسسبه‪ :‬هسسو إسسسماعيل بسسن جسسابر عسسون بسسن احمسسد سسسليم بسسن محمسسد ربسساط بسسن الغلم احمسسد‬
‫المجمر ابن السادة الركابية ‪.‬‬
‫مولده ‪ :‬ولد الشيخ إسماعيل بن جابر بجزيرة ترانج بارض الشايقية ‪.‬‬
‫علمه ‪ :‬تفقسه الشسسيخ إسسسماعيل بسن جسابر علسسىَ أخيسسه عبسد الرحمسن بسن جسابر ‪ .‬وهسسو الشسسيخ‬
‫)‪(2‬‬
‫الورع الزاهد الناسك‬
‫كما ذكر ذلك ودضيف ال ‪ .‬وجلس مسع الشسيخ البنسوري وأجسازه – وهسدا يسدل علسىَ‬
‫انسسه منسسح هسسذه الجسسازة لمسسا وصإسسل إليسسه مسسن علسسم مسسع التذكيسسة لسسه بالمكانسسة السستي تسسؤهله لمسسن‬
‫اليجازة لغيره ولمن هو أهل لها‪.‬‬
‫نشاطه الدعوى ‪:‬‬
‫جلسس فسي خلسوة أخيسه عبسد الرحمسن مسن بعسده وانتفعست بسه النساس وكسان مسن زهساد‬
‫العلمسساء وكبسسا ار لصإسسالحين ‪ .‬وممسسن تفقسسه عليسسه الشسسيخ صإسسغيرون والشسسيخ عبسسد الرحمسسن ولسسد‬
‫)‪(3‬‬
‫حمدتو وهما كافيان لصإدقه‬
‫ذكسسر يحسسي محمسسد إبراهيسسم فسسي كتسسابه) تاريسسخ التعليسسم السسديني فسسي السسسودان( )أمسسا‬
‫إسماعيل فقسد مسسال إلسىَ التصإسوف ودرس الفقسه علسىَ أخيسه عبسسد الرحمسسن وجلسسس فسي خلسسوته‬
‫مسسن بعسسده ؛ وقسسد أجسسازة شسسيخه البنسسوفرى فسسي الفقسسه واشسستهر مسسن تلمسسذته الشسسيخ صإسسغيرون‬
‫الذي أجسازه فسي التسسدريس وعبسد الرحمسسن ولسسد حمسدتو العسسالم الحجسسة الرحالسة ؛ شسسيخ السسلم‬
‫)‪(4‬‬
‫ومفتىَ النام (‬
‫أم سسا عب سسد الرحم سسن فلي سسس يع سسرف م سسن علم سسه ش سسيء إل أن ودض سسيف الس س ذك سسر ان سسه‬
‫اعبسسدهم؛ يبسسدو انسسه منقطسسع للعبسسادة والس اعلسسم‪ .‬يتصإسسح ممسسا سسسبق أن كسسل واحسسد مسسن الخسسوة‬
‫تميز بخاصإية كما وصإفهم ودضيف ال؛ وكان لهدا أثره في إرساء قواعد نهضسسة تعليميسسة‬
‫دينيسسة؛ وزاد مسسن أثرهسسا قسسوتهم فسسي العلسسم ود ارسسستهم فسسي الزهسسر الشس سريف والمكانسسة العلميسسة‬
‫العالية التي وصإلوا إليها حتىَ انتشرت الدعوة عن طريقهسسم وانتشسسر المسسذهب المسسالكي عسسن‬
‫طريقتهم في بعض أجزاء البلد‪.‬وقد ضمت لقآَءتهم طلبا في أعمسسار ومسسستويات مختلفسسة‬
‫؛ فبعضسسهم كسسانوا يدرسسسون الرسسسالة وهسسؤلء عسسادة هسسم المبتسسدئون ‪ .‬وأمسسا المتقسسدمون فكسسانوا‬

‫)‪ (2‬مصدر سابق – ص ‪.46‬‬


‫)‪ (3‬محمد ود صإيف ال –الطبقات –ص ‪46‬‬
‫)‪ (4‬يحي محمد إبراهيم‪-‬تاريخ التعليم اليني في السودان –ص ‪116‬‬

‫‪111‬‬
‫‪~2‬‬
‫يدرسون )خليل()‪.(1‬وقد امتد اثر أولد جابر العلمي إلىَ ابن أختهم محمد صإغيرون السسذي‬
‫سلك نفس التجاه حيث تفقه علىَ استاذهم البنوفرى ‪ ،‬تم جلسس للتسدريس بعسده ابنسه الزيسن‬
‫السسذي سسسدت إليسسه الرحسسال ‪ ،‬وضسربت إليسسه آقبسساد البسسل ‪ ،‬وطسسال عمسره ‪ ،‬واشسستهر ذكسره فاخسسذ‬
‫)‪(2‬‬
‫عليه الباء والبناء والجداد وتلميذه كلهم صإاروا شيوخ السلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر المصإدر السابق‪ -‬نفس الصإفحة‪.‬‬


‫)‪ (2‬محمد النور ود ضيف ال – المصإدر السابق – ص ‪.72‬‬

‫‪112‬‬
‫‪~2‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫هجرة جماعات المحس‬
‫ويحتوى على مايلى ‪:‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬هجرة المحس‬


‫المطلب الثانى ‪ :‬مدرسإة ارباب العقائد‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مدرسإة الشيخ خوجلى‬

‫المطلب الول‬
‫هجرة المحس‬

‫‪113‬‬
‫‪~2‬‬
‫وهم قبيلة من النوبة الذين يسكنون بين الشسلل الثساني والثسالث إلسىَ شسواطىَ النيسل‬
‫الزرق ب سسالقرب م سسن ملتق سسىَ النيلي سسن ‪ .‬وق سسد أدى ذل سسك لنش سسأة بع سسض الم ارك سسز أل سسدينيه ال سستي‬
‫حظيسست بشسسهرة واسسسعة خاصإسسة مدرسسسة الشسسيخ إدريسسس ود الربسساب )‪ (1651-1507‬فسسي‬
‫العيلفسسون ومدرسسسة الشسسيخ أربسساب الخشسسن أو أربسساب العقايسسد )‪ (1691‬فسسي الخرطسسوم وممسسن‬
‫تتلمذوا عليه الشسيخ خسوجلىَ وفسرحا ود تكتسوك وحمسد ود أم ريسوم ومحمسد ود ضسيف الس جسد‬
‫مؤلف الطبقات‪ .‬ومدرسة الشيخ خوجلىَ ابن عبد الرحمن )‪1643‬م ( السسذي اسسستقر شسسرق‬
‫جزي سرة تسسوتي‪(1).‬ويوضسسح لنسسا اثسسر هسسده الجماعسسات مسسا أورده د‪.‬محمسسد إبراهيسسم أبسسو سسسليم فسسي‬
‫كتسسابه) تاريسسخ الخرطسسوم(يقسسول ‪):‬فسسي بدايسسة القسسرن السسسادس عشسسر الميلدي وفسسد إلسسىَ إقليسسم‬
‫الخرط سسوم‪ .‬جماع سسات م سسن المح سسس واس سستوطنوا ف سسي الخ سسوجلب والحلفاي سسة وجزيس سرة ت سسوتي‬
‫‪،‬وكسسانت تسسوتي أهسسم مكسسان تجمع سوا فيسسه‪ .‬والمحسسس ينتمسسون إلسسىَ القبايسسل السستي تسسسكن إقليسسم‬
‫المحسسس جنسسوبي مركسسز حلفسسا وهسسم يؤكسسدون دايمسسا أنهسسم مسسن سسسللة قبيلسسة الخسسزرج العربيسسة‬
‫‪،‬وهنسساك مسسن السسدليل مسسا يسسوحي بسسأنهم علسسىَ صإسواب وبفضسسل المكانسسة العظيمسسة السستي خلفهسسا‬
‫له سسم علم سساؤهم وس سسط عرب سسان القلي سسم والخلوى ال سستي إنش سساؤها ط سساب له سسم المق سسام وتملكس سوا‬
‫ال ارصإسسي وصإسسار لهسسم نفسسوذ عظيسسم‪ .‬وقسسد توافسسق مجيهسسم مسسع قيسسام السسسلطنة السسسنارية أولسسىَ‬
‫الحكومس سسات السس سسلمية فس سسي السس سسودان‪.‬وبانتقس سسال عاصإس سسمة الفونس سسج إلس سسىَ سس سسنار وعاصإس سسمة‬
‫العبدلب إلىَ قسري خل الجسو للمحسس وفقهسائهم السذين سسكنوا حسول النيسل وظلسوا يتكساثرون‬
‫ويتوسعون ‪،‬فانتقل بعضهم إلىَ الخرطوم وبعضهم إلسسىَ الخرطسسوم بحسسري وبعضسسهم إلسسىَ أم‬
‫درمان‪ .‬اما العربان فقد ظلسوا فسي بساديتهم وحصإسسرهم يسوقرون أوليساء المحسس ويقسدمون لهسم‬
‫الهدايا وينشدون عندهم البركة‪ .‬وقد صإار فقهاء المحسسس رسسسل حضسسارة وذاع صإسسيتهم فسسي‬
‫)‪(2‬‬
‫السودان‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫مدرسإة أرباب العقايد‪.‬‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬يوسف فصإل – مقدمة فىَ تاريخ الممالك السلمية فىَ السودان – ص ‪141‬‬
‫)‪ (2‬د‪ /‬محمد ابراهيم ابو سليم – تاريخ الخرطوم – ص ‪11‬‬

‫‪114‬‬
‫‪~2‬‬
‫درس أرباب العقايد )أرباب الخشن الفقه علىَ الزين صإسسغيرون وعلسسم العقايسسد علسسىَ‬
‫الشيخ علىَ البندفري ؛ واشتهر بتدريس علسم العقايسد‪ .‬ولسبراعته فيسه سسمي بأربساب العقائسد‪.‬‬
‫ويسسذكر ود ضسسيف الس أن طلبسسه فسسي حلقسسة علسسم الكلم والتصإسسوف كسسانوا يزيسسدون عسسن ألسسف‬
‫طسسالب جسساؤا إليسسه مسسن دار الفونسسج ودار برنسسو)‪ (1‬وذاع صإسسيته فسسي البلد المجسساورة ووفسسد إليسسه‬
‫الناس يحملون الهدايا ويتبركون ببركته‪.‬‬
‫ورغبسسة فسسي كسسسب بعسسض المريسسدين مسسن الطلبسسة لنشسسر العلسسم تسسرك جزيس سرة تسسوتي ‪،‬‬
‫وانتقل إلىَ الخرطوم ‪ ،‬حيث إنشاء أول قرية مأهولة ‪.‬‬
‫وعق سسد حلق سسة ال سسدرس ال سستي ج سسذبت إلي سسه الطلب والمري سسدين ح سستىَ تك سساثر ع سسددهم ‪،‬‬
‫وانش سسأت ال سسبيوت ح سسول خل سسوته تبرك سسا ‪ ،‬وم سسن ث سسم ازدادت حرك سسة ال سسبيع والشس سراء ‪ ،‬وعم سسرت‬
‫)‪(2‬‬
‫السواق‪.‬‬
‫وقسسد بلسسغ شسسهرته سسسنار فواصإسسله السسسلطان ودعسساه لزيسسارة عاصإسسمته فوفسسد إليسسه أربسساب‬
‫العقايد بعد أن ترك ابنه علىَ خليفة له‪ .‬وبسسالرغم انسسه لسسم يسسستمر طسسويل فسسي الخرطسسوم ‪ ،‬إل‬
‫انه قد جعل منها فسسي مسدة إقسامته مقصإسسدا للعسراب وسسكان جزيسرة تسسوتي‪ .‬ولسو قسسدر لسه أن‬
‫يسسستمر فهسسا لعجسسل بنمسسو الخرطسسوم وان الخرطسسوم لسسم تكسسن لهسسا أهميسسة تسسذكر إل وجسسود خلسسوة‬
‫)‪(3‬‬
‫الشيخ أرباب العقائد وبعض أكواخ الصإيادين‪.‬‬
‫جهوده‪:‬ينقسما نشاطه العلمي إلى ثلثة مراحل تبدأ‪:‬‬
‫أولها‪:‬باشتهار أمره بجزيرة توتي‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬بعبور الصإفة الثانية من النيل وأنشاء خلوته بجوار المقرن ؛‬
‫ثالثا ‪ :‬انتقل إلىَ سنار التي ظل يمارس فيها نشاطه العلمي والديني إلسىَ أن وافساه‬
‫)‪(4‬‬
‫الجل في سنة ‪ 1690-1102‬ودفن هناك‪.‬‬

‫)‪ (1‬محمد نور ود ضيف ال – الطبقات – تحقيق يوسف فصإل – ص ‪100‬‬


‫)‪ (2‬يحيىَ محمد إبراهيم – تاريخ التعليم الديني في السودان – ص ‪135‬‬
‫)‪ (3‬د‪ /‬محمد إبراهيم أبو سليم – تاريخ الخرطوم – ص ‪13‬‬
‫)‪ (4‬مصإدر سابق نفس الصإفحة‬

‫‪115‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫مدرسة الشيخ خوجلى)‪(1643‬‬
‫خوجلىَ ابن عبد الرحمن من ابرز العلماء المتصإوفة‪.‬‬
‫علمه ‪:‬بسسداء الكتسساب عنسسد عائشسسة الفق سرة بنسست ولسسد قسسدال واخسسذ علسسم الكلم والتصإسسوف مسسن‬
‫الفقيسسر أربسساب ‪ .‬وتفقسسه فسسي خليسسل علسسىَ الشسسيخ الزيسسن ولسسد صإسسغيرون وهسسو ممسسن جمسسع بيسسن‬
‫التصإسوف والفقسه وحسج إلسىَ بست الس الحسرام ‪ .‬وسسلك الطريسق علسىَ الشسيخ احمسد التبتكتساوى‬
‫الفلتىَ ؛ القاطن بالحرم المدني ‪ .‬وكان التبتكتاوى علىَ الطريقة القادريسسة‪.‬واشسستهر الشسسيخ‬
‫خسسوجلي بانتمسسائه إلسسىَ طريقسسة الشسساذلية ويقسسول عنسسه ود صإسسيف اللسه )ومسسن أخلقسسه وتمسسسكه‬
‫بالكتاب والسنة ومتابعة السسادة الشساذلية فسي أقسوالهم وأفعسالهم()‪ (1‬فهسو فسي أسساس الطريقسة‬
‫قادري‪ ،‬والو ارد والخلق شازلي‪ .‬فان سيخه محمد بن ناصإرالشاذلي‪.‬‬
‫جهوده‪ -:‬الشيخ خوجلي له تلمذته الذين اشتهروا بجمع العلم والعمل إوايقاد نار القرآن‪،‬‬
‫والقيام بمصإالح المسلمين ونذكر منهم‪:‬‬
‫‪ -1‬محمد بن انس اخذ الطريق علىَ الشيخ خوجلىَ كان مقتديا به في أقسواله وأفعسساله‬
‫ومحافظا علىَ ذكره يوم الثنين والخميس وقراءة الوظيفة وجميسسع الرواتسسب وحفسسظ‬
‫الكتسساب وجلسسس فسسي المسسسجد لتسسدريس القسران مسسن أول بلسسوغه وطسسال عمسره واشسستهر‬
‫ذكره واخدت عليه الباء والبناء ودرس عليه خلق كثيرون‪.‬‬
‫‪ -2‬حمس سسدنا الس س ولس سسد ملك ولس سسد بس سسالخرطوم وقس سراء التوحيس سسد علس سسىَ أولد أربس سساب وسس سسلك‬
‫الطريق علىَ الشيخ خسسوجلىَ وكسسان مسسن عبسساد الس السسدين يخشسسونه وكسسان علسسىَ قسسدر‬
‫عظي سسم ف سسي إتب سساع الكت سساب والس سسنة والس سستقامة كش سسيخه وق سسال الش سسيخ أب سسو الحس سسن‬
‫)‪(2‬‬
‫الشاذلي استقامة واحدة افصإل من ألف كرامة‪.‬‬
‫‪ -3‬ضويت بن احيمر أمه بت الخطيسسب عمسسار ولسسد بسسسنار وكسسان فسسي أول أمسره تسساج ار‬
‫متجول ثم سلك الطريق علىَ الحاج خوجلي وانقطع في حب الس ورسسسوله ومحبسسة‬
‫)‪(1‬‬
‫الصإالحين‪...‬‬

‫)‪ (1‬محمد نور ودصإيف ال – مصإدر سابق‬


‫)‪ (2‬محمد محجوب مالك – رواد الثقافة السلمية فىَ جزيرة الفونج – ص ‪116‬‬
‫)‪ (1‬المصدر نأفسه – نأفس الصفحة‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪ -4‬محمد بن أرباب‪ .‬اخذ الطريق من الحاج خسوجلىَ والعقائسد مسن أخسويه يسسافىَ‬
‫وفسرحا أوقسسد نسسار القسران والعقائسسد تعلمسست عليسسه جماعسسة كسسثيرة وكسسان آمس ار بسسالمعروف‬
‫وناهيا عن المنكر لتاخده في ال لومة ليم وكان من الذاكرين ال كسسثي ار ويعطسسىَ‬
‫الليسسل تسسسبحا وق ارنسسا وكسسانت مجاهسسداته فسسوق الحسسد واهتسسدت بهسسديه جماعسسة وسسسارت‬
‫بسيرته جماعة من أصإحابه وتوفىَ سنة أربعين ودفن بالبشاقرة ‪.‬‬
‫ومدرسة الشيخ خوجلىَ خرجت كثير من العلماء الدين أصإبحوا فيما نعد رواد للحركة‬
‫الثقافيس س سسة السس س سسلمية‪ .‬وولس س سسده عبس س سسد الرحمس س سسن مثلس س سسه فس س سسي العلس س سسم والس س سسدين والقيس س سسام بمصإس س سسالح‬
‫المسسسلمين‪.‬سسسلك الطريسسق علسسىَ أبيسسه وكسسان ممسسن جمسسع بيسسن العلسسم والصإسسلحا والسسورع الزهسسد‬
‫والنصإياع إلىَ أوامر ال تعالىَ‪.‬‬
‫اجتمعسست المسسة قاطبسسة علسسىَ فضسسله ودينسسه ولسسم يسسرى احسسد أكلسسه ول شسربه ول ضسسحكه ول‬
‫حكسسىَ حكايسسة ول يتكلسسم فيمسسا ل يعنيسسه ول فيمسسا لعنيسسه ؛ ولسسم ي سره أحسسدا كاشسسفا أرسسسه وكسسان‬
‫)‪(2‬‬
‫صإاحب كرم شديد ول يدخل عليه أحدا إل ويعرضه زادا‪.‬‬
‫وورد اسم الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ خوجلىَ فسسي حجسسة سسسلطانية ‪ ،‬صإسسادرة فسسي‬
‫رجسسب ‪1166‬هسس وهسسذا يعنسسىَ بسسأنه مسسن العلمسساء السسذين لهسسم جهسسدهم فسسي السسدعوة للسسسلم فسسي‬
‫السودان في فسسترة الدولسة السسنارية ‪.‬مسن المعلسوم أن حكسام وقسسادة دولسسة سسنار كسسانوا يقطعسون‬
‫العلماء الراضي‪.‬‬

‫)‪ (2‬انظر محمد محجوب مالك مصإدر سابق ص ‪1160-115‬‬

‫‪117‬‬
‫‪~2‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫نماذج للجهود الفردية في السودان‬

‫المبحججث الول ‪:‬جهججود الشججيخ غلم اللججه بججن عائججد‬


‫الركابي ‪.‬‬
‫المبحججث الثججاني ‪ :‬جهججود الشججيخ إدريججس بججن محمججد‬
‫الرباب ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬جهود الشيخ محمود العركي ‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬جهود الشيخ تاج الدين البهاري ‪.‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬جهود الشيخ محمد العاقب ‪.‬‬
‫المبحث السادس ‪:‬جهود القاضي دشأين ‪.‬‬
‫المبحث السابع ‪ :‬جهود محمد ودام مريوم ‪.‬‬
‫المبحث الثامن ‪ :‬جهود الشيخ محمد بن عدلن ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫‪~2‬‬
‫المبحث الول‬
‫جهود غلما ال بن عائد الركابي‬
‫ويحتوى على مايلى ‪:‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬نسبه‬


‫المطلب الثانى ‪ :‬جهود غلما ال وآثاره فى السودان ‪.‬‬

‫المطلب الول‬
‫نسبه‬

‫‪119‬‬
‫‪~2‬‬
‫هسسو غلم الس بسسن السسسيد عائسسد بسسن السسسيد مقبسسول بسسن الشسسيخ احمسسد بسسن الشسسيخ عمسسر‬
‫الزيلعسسي‪ ,‬ويقسسول الشسسيخ عمسسر الميسسن فسسي مقالسسة فسسي جريسسدة الصإسسحافة عسسدد )‪" :(5279‬إن‬
‫شسسجرة انسسساب السسسادة الركابيسسة شسسجرة واحسسدة عنسسد الثقسسات منهسسم‪ ,‬وهسسم السسسادة الصإسسادقاب‬
‫والسادة الدواليب والسادة الجابراب إوان هذه الشجار محكمة ترد فيها السماء الصإحيحة‬
‫بتحديد واضسح لكيفيسة ارتبساط هسذه السسماء باللقساب‪ ,‬فسي حيسن تسذكر ألقساب هسؤلء السسادة‬
‫مختلفة مع السماء في بعض الشجار الطرفية")‪.(12‬‬
‫ويسسذكر الطيسسب محمسسد الطيسسب فسسي كتابسسة المسسسيد فسسي موضسسوع دعسسا الم والوليسسات‬
‫الكبري "ولقد أورد السيد احمد عبد الرحيم الفكي رواية أكثر إحاطة عن تاريخ نسسسبهم قبسسل‬
‫ظهسسور جسسدهم غلم السس‪ -‬وقسسد أورده فسسي مخطوطسسة مشسسرق الثقافسسة السسسلمية‪ :‬غلم ال س‬
‫الركسسابي‪ :‬هسسو السسسيد أحمسسد غلم بسسن الس ابسسن الشسسيخ عائسسد ابسسن الشسسيخ إبراهيسسم المقبسسول ابسسن‬
‫الشسسيخ أحمسسد بسسن الشسسيخ المقبسسول ابسسن الشسسيخ أحمسسد ابسسن عمسسر الزيلعسسي ابسسن الشسسيخ سسسيدي‬
‫محمود ابن الشيخ سيدي هاشم بن السيد المختسار ابسسن السسسيد علسسىَ ابسسن سسسيدي عسسكر بسن‬
‫سسراج ابسسن سسسيدي أبسسو القاسسسم بسسن سسسيدي ازمسسل بسسن السسسيد موسسسىَ الكسساظم بسسن السسسيد جعفسسر‬
‫الصإادق بن المام محمد الباقر بن السيد علىَ زين العابدين بن السيد الحسين السبط بسسن‬
‫فاطمة الزهراء بنت رسول ال صإلىَ ال عليه وسلم")‪.(13‬‬
‫ويشير الشيخ عمر المين إلسسي مخطوطسسة موجسسودة ومخطوطسسة عنسسد مجموعسسة مسسن‬
‫ساكني سهل البطانة "أن هنالك خطأ بين احمد عمر الزيلعسسي الشسريفي الحسسسيني‪ ,‬والسسسيد‬
‫أحمسسد الزيلع سسي العقلسسي "هكسسذا‪ ,...‬في سسذكر نس سسب السسسيد أحمسسد عم سسر الزيلع سسي علسسىَ النحسسو‬
‫التالي‪:‬‬
‫هو السيد أحمد بن السيد عمر بن السيد محمود بن السيد مختار بسسن السسسيد هاشسسم‬
‫بن السيد سسراج بسن السسيد محمسد بسن السسيد علسىَ السم لقسب بالعسسكري بسن السسيد أبسو القاسسم‬
‫بن السيد محمد تقي بن السيد زامل بن السيد موسىَ بن السسسيد إسسسماعيل بسسن السسسيد المسسام‬
‫موسىَ الكساظم ابسن السسيد المسام جعفسسر الصإسادق بسن السسيد المسام محمسسد البساقر بسسن السسسيد‬
‫المسسام علسسىَ زيسسن العابسسدين بسسن السسسيد المسسام الحسسسيني الشسسهيد سسسيد شسسباب أهسسل الجنسسة‪,‬‬
‫وريحانة رحمة المولي للعالمين‪.‬‬
‫‪ ()12‬الشيخ عمر المين‪ -‬جريآدة الصحافة‪ :‬العدد ‪ -5279‬بتاريآخ ‪ 29‬فبرايآر ‪2008‬م‪.‬‬
‫‪ ()13‬الطيب محمد الطيب‪ -‬المسيد‪ -‬دار الخرطوم للنشر‪ -‬ت ‪1991‬م‪ -‬ص ‪89‬‬

‫‪120‬‬
‫‪~2‬‬
‫أما السيد احمد الزيلعي العقلي فقد أورد نسبته كالتي‪:‬‬
‫هسو السسيد أحمسد بسن السسيد علسىَ بسن السسيد الزيلعسي العقيلسي بسن السسيد التسستري بسن‬
‫نعمة ال بن الفقيه إسحاق بسن الفقيسه إسسماعيل بسن المسام أحمسد بسن المسام زيسن السدين بسن‬
‫الغمام حمزة بن عقيل بن مسلم بن عقيل بن أبىَ طالب)‪.(14‬‬
‫وعبد المعبود "عائد" الذي رجع إلي الحجاز موطن أسرته الول وكان برفقته ابنه‬
‫أحمد ولقد سمي عبد المعبود "عائداا" لعودته إلي موطنه الصإلي‪.‬‬
‫ومسسا لبسسث عبسسد المعبسسود "عائسسد" أن هسساجر مسسع أبنسسه أحمسسد إلسسي السسسودان وذلسسك لنشسسر‬
‫العلسم فأقام السسيد عائسد بشسرق السسودان أمسا ابنسه أحمسد السذي إشستهر "بغلم ال" فقسد إنتقسل‬
‫مسسن شسسرق السسسودان إلسسي دنقل "أمسسا فيمسسا يتعلسسق بكنبسسة غلم ال س فيشسسير المخطسسط إلسسي أنسسه‬
‫عندما كان طفلا صإغي ار اشتعلت النار في المنزل وهو بداخله فهرعت أمه لنقسساذه وسسسط‬
‫اللهيسسب ولكسسن زوجهسسا أمسسسكها وضسسعها مسسن أقتحسسام المنسسزل المشسستعل وقسسال لهسسا‪" :‬إذا كسسان‬
‫الطفل ابن فعلا فلن تمسه النار بسؤ")‪.(15‬‬
‫ويقسسال أنسسه عنسسدما أخمسسدت النسسار وأنسسدفعوا لمعرفسسة مصإسسير طفلهسسم وجسسدوه سسسليم ا بسسل‬
‫كان يلهو ولم يمس بأذي ما خل أثر الدخان علىَ ثيابه‪ ,‬ومن ثم أطلق عليسسه اسسسم "الغلم‬
‫المجمر" وأخي ار أشتهر بغلم ال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫جهود غلم الله وآثاره في السودان‬
‫فسسي النصإسسف الثسساني مسسن القسسرن ال اربسسع عشسسر الهجسسري قسسدم غلم ال س بسسن عائسسد مسسن‬
‫جزيرة نوارة التابعسة لبلد اليمسن بعسد أن سسكن جزيسرة ساكية علسىَ البحسر الحمسر‪ ,‬ثسم رحسل‬
‫‪ ( )14‬د‪ .‬سر الختم عثمان‪ -‬مقالا في مجلة القوم‪ -‬العدد الولا محرم ‪1405‬هص‪ -‬أكتوبر ‪1984‬م‬
‫‪ ( )15‬الشيخ عمر المين‪ -‬عمود في جريآدة الصحافة‪ -‬العدد ‪ -5279‬بتاريآخ ‪ 29‬فبرايآر ‪2008‬م‬

‫‪121‬‬
‫‪~2‬‬
‫منها إلي دنقل وقرر السكن بها‪ ,‬لنها كانت في حيرة وضللة‪ ,‬ثم بادر بإنشاء المسسساجد‬
‫وتعليم أولد المسلمين)‪.(16‬‬
‫لكسسن منسساطق السسسودان الخسسرى حيسسن قسسدم غلم الس لسسم تكسسن أحسسسن حسسالا مسسن دنقل‬
‫التي كسسانت أسسبق مسن غيرهسا إسسسلما واسستقبالا لمسؤثرات عسن طريسق التجسار والوافسدين مسن‬
‫العرب‪ .‬وبل شك إن وراء هذا الختيار إلي دنقل أسباب أخرى‪:‬‬
‫ترجع الصإلة بين دنقل واليمن إلي مسسا قبسسل السسسلم‪ -‬ويقسسال أن مقسسري جساء مسسن المقسرة‬ ‫‪-1‬‬
‫بسساليمن‪ .‬وقبسسل النوبسسة ومقسسري مسسن حميسسر‪ .‬وكسسان النوبسسة يزعمسسون أن ملكهسسم مسسن نسسسل‬
‫حمير‪ .‬كما كان لليمنيين انتشار فسي أفريقيسسا قبسل السسسلم بقسسرون عسسدة‪ ,‬وكسان لهسم بهسا‬
‫علم أكثر من غيرهم‪ .‬ويذكر المقريزي أن جيش عمرو بن العسساص كسسان يشسستمل علسسىَ‬
‫عدد كبير من اليمنيين)‪.(17‬‬
‫غلم الس س كسسان يعيسسش علسسىَ البحسسر الحمسسر ربمسسا فسسي مدينسسة زيلسسع السستي تنتمسسي إليهسسا‬ ‫‪-2‬‬
‫أسس سرته‪ .‬ومدين سسة زيل سسع ك سسانت عل سسىَ صإ سسلة بالس سسودان ع سسن طري سسق التج سسار ال سسذين ك سسانوا‬
‫يحملسسون إليهسسا العسساج والريسسش والجلسسود لمقايضسستها بالمنسسسوجات والخسسرز والخسسزف‪ .‬فل‬
‫غرابة في أن يكون الزيلعيون قد وقفسوا علسسىَ أخبسسار السسسودان وخاصإسسة دنقل مسسن خلل‬
‫حركسسة التبسسادل التجسساري‪ -‬وأس سرة غلم ال س لهسسا شسسهرة دينيسسة‪ .‬ويسسذكر حسسسن إبراهيسسم أن‬
‫الحجاج السسودانيين السذين يرحلسسون إلسي مكسة‪ ,‬ويقيمسون فيهسا بعضسهم فسي بلد الفونسج‪,‬‬
‫وانشاوا الزوايا‪ ,‬وعملوا علىَ نشسر السسلم‪ ,‬بينمسا مضسي بعضسهم قسدما صإسوب الغسرب‬
‫حتىَ بلغوا كردفان ودارفور)‪.(18‬‬
‫كان دنقل أقسدم مدينسة مسستقرة‪ ,‬وبهسا نظسام حكسم مسستقر‪ ,‬ولعسل هسذه المميسزات شسجعت‬ ‫‪-3‬‬
‫غلم الس ليجتسساز البحسسر الحمسسر والسسبر الغربسسي للبحسسر الحمسسر ويسسسافر إلسسي دنقل ومسسا‬
‫زال التعليم في المناطق المستقرة ثمرة ملموسة وملحوظة‪.‬‬
‫كما أن الملك بئيد ماريام ملك الحبشة "‪1468‬م‪1978 -‬م" ففي الجزء الكسسبر مسسن أيسسامه‬
‫فسسي محاربسسة المسسسلمين السسذين كسسانوا يقيمسسون علسسىَ الحسسدود الغربيسسة مسسن مملكسسة‪ .‬ولمسسا كسسانت‬
‫أس سرة غلم ال س ذات شسسأن‪ ,‬ولهسسا دور كسسبير فسسي نشسسر السسسلم‪ ,‬وتشسستهر بالك ارمسسات‪ ,‬فمسسن‬

‫‪ ( )16‬يآحي محمد إبراهيم‪ -‬تاريآخ التعليم الذيآن في السودان‪ -‬ص ‪33‬‬


‫‪ ()17‬مصطفي مسعد‪ -‬السلم والنوبة في العصور الوسطي‪ -‬ص ‪107‬‬
‫‪ ( )18‬حأسن إبراهيم‪ -‬انأتشار السلم والعروبة فيما يآلي الصحراء الكبرى "القاهرة ‪1957‬م"‪ -‬ص ‪229‬‬

‫‪122‬‬
‫‪~2‬‬
‫الطبيعي أن يناصإبها الحباش العداء فتضطر إلي الهجسرة فس ار ار مسسن محسساولت التنصإسسير‪.‬‬
‫وآية ذلك أن فترة تولية الملك مار للعرش "‪1468‬م‪1478 -‬م" وعدائه للمسسسلمين توافسسق‬
‫تاريخ قدوم غلم ال إلي دنقل وهو النصإف الثاني من القرن الخامس عشسسر كمسسا أن فسسترة‬
‫تولية سيف أرعد "‪-1342‬س ‪1370‬م" توافق ذلك كما أن عداء الحباش للمسلمين تزخسسر‬
‫بهسسا كتسسب التاريسسخ‪ .‬وقسسد أورد لقلقشسسندي فسسي "صإسسبح العشسسىَ" أن ملسسك الحبشسسة لخسسرب كسسثير‬
‫مسسن المسسدن‪ ,‬وحسسرق مسسا بهسسا مسسن المصإسساحف‪ ,‬وأكس سره الكسسثير منهسسم علسسىَ السسدخول فسسي ديسسن‬
‫النصإرانية)‪ .(19‬ومن مما سبق في تقديري ما دفع غلم ال للهجرة إلي دنقل‪.‬‬
‫وعلىَ الرغم من أن الروايات لم تحدثنا عن أثر غلم الس بعسد أن أسستقر فسي دنقل‬
‫وأسس المساجد والمدارس فيها‪ .‬والواقع أن غلم ال كان مهيئسا مسسؤهلا ليقسسوم بهسذا السدور‪,‬‬
‫فهو ينتمي إلي أسرة عريقة في العلم والدين وكانت لها نفوذ علىَ تجارة البحر الحمر‪.‬‬
‫واشس سستهرت بالك ارمس سسات‪ ,‬كمس سسا كس سسانت لهس سسا مكس سساتب "خلوى" للقس سرآن‪ ,‬وتفس سسرد بعس سسض‬
‫أفرادها ببعض الخواص‪ ,‬فأبو بكر العقيلي صإاحب اللحيا كان من اولياء ال الصإالحين‪,‬‬
‫وأصإسسفيائه المرجسسوع إليهسسم فسسي المسسآَدب‪ .‬وابسسوبكر بسسن المقبسسول الزيلعسسي نشسسأ باللحيسسا وحفسسظ‬
‫القرآن بها‪ ,‬وعثمان الزيلعي كان إمام الشريعة والطريقة‪ ,‬والسيد احمسسد عمسر الزيلعسي كسسان‬
‫"له معرفة بعلوم الظاهر والباطن"‪ ,‬وتنسب له روايات الحفاد في دنقل كتسسابي "المحاسسسن‬
‫الربانية" و"مراقي الفلحا" وقد ذكر الزركا له نقلا عن "نزهة الجليس" كتابس ا فسسي التصإسسوف‬
‫أسسسماه "ثم سرة الحقيقسسة ومرشسسد السسسالكين إلسسي أوضسسح طريقسسة" ويقسسال انسسه بنسسي مسسسجد بلحيسسا‬
‫اليمسن‪ ,‬ودعسي النساس إلسي تسدريس العلسم ونشسره‪ ,‬كمسا أشستهر احسدهم بجسانب الفقسه والقسرآن‪.‬‬
‫وهما علمان اشتهرت بهما السرة‪ -‬بالفلك والهندسة‪ ,‬وألف فيهما رسائل عديدة‪.‬‬
‫إذن فإن غلم ال كمهاجر من بيئة علمية ودينية عريقسسة إلسسي بيئسسة تسسسودها تعسساليم‬
‫المسسسيحية وقتئسسذ دأب علسسىَ السسدعوة للسسدين السسسلمي ونشسسر تعسساليمه‪ ,‬كمسسا أن انتسسسابه لل‬
‫السسبيت ميسزة بخصإسسائص أهلتسسه للقيسسام بهسسذا السسدور‪ .‬كمسسا أنسسه إوان لسسم يسسدرك مجسسد أجسسداده فسسي‬
‫مسوطنهم الول‪ ,‬ولسم يشساهد ك ارمساتهم فمسن المحتمسل أن يكسون قسد سسمع ذلسك مسن الروايسات‬
‫المتداولسسة السستي ربمسسا احتفظسست الس سرة ببعضسسها‪ ,‬أو ممسسا كسسانت متداولسسة بيسسن النسساس وقسست‬

‫‪ ()19‬القلقشندي‪ -‬صبح العشى ‪5/336‬‬

‫‪123‬‬
‫‪~2‬‬
‫رحيله من موطنه زيلع التي اشسستهرت بحروبهسسا ضسد الحبساش‪ ,‬ونفوذهسسا علسسىَ تجسارة الهنسد‬
‫المارة بباب المندب‪ ,‬أضف إلي ذلك أن أهلها كانوا حريصإين علىَ إحياء شعائر الدين‪.‬‬
‫وأغل سسب الظ سسن ان سسه ب سسادر بتعلي سسم القس سرآن للن سساس وأم سسور ال سسدين ومب سسادئ الفق سسه ال سسذي‬
‫اشسستهرت بسسه أسسرته مسسن قبسسل وأحفسساده أولد جسسابر مسسن بعسسده غيسسر أننسسا ل نسسستطيع ان نقطسسع‬
‫بسرأي حسسول قسسوة الثسسر السسذي تركسسه غلم الس فسسي مجسسال الفقسسه‪ ,‬لننسسا نعلسسم أن بلد زيلسسع ومسسا‬
‫حولها كانت غالب أهلها‪ -‬كما يقول المقريزي‪ -‬شسافعية المسذهب فسي منساطق دنقل‪ ,‬كمسا‬
‫أننسسا لسسم نجسسد فسسي روايسسات الس سرة مسسا يسسدل علسسىَ انسسه نشسسر المسسذهب الشسسافعي فسسي المسسوطن‬
‫الجديد)‪.(20‬‬
‫وكسسان لغلم الس س أحفسساد عرفس سوا بالركابيسسة أسسس سوا فسسي وقسست مبكسسر قبسسل قيسسام مملكسسة‬
‫الفونج مدارس العلم في كردفان وشمال الخرطوم)‪.(21‬‬

‫‪ ( )20‬انأظر‪ -‬يآحي محمد إبراهيم‪ -‬تاريآخ التعليم الديآني في السودان‪ -‬ص ‪38 ,37‬‬
‫‪ ()21‬المصدر نأفسه‪ -‬ص ‪231‬‬

‫‪124‬‬
‫‪~2‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫جهودالشيخ إدريس بن محمد الرباب‬
‫ويحتوى على مايلى ‪:‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬ترجمة الشيخ ادريس محمد‬


‫الرباب‬
‫المطلب الثانى ‪ :‬بعض صفاته‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬جهوده فى الفتوى‬

‫‪125‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الول‬
‫ترجمة الشيخ إدريس حمد الرباب‬
‫وهس سسو الشس سسيخ المس سسام‪ ,‬حجس سسة الصإس سسوفية مرشس سسد السس سسالكين‪ ,‬منقس سسذ الهس سسالكين‪ ,‬قطس سسب‬
‫العسسارفين‪ ,‬علسسم المهتسسدين‪ ,‬مظهسسر شسسمس المعسسارف بعسسد غروبهسسا‪ ,‬الواصإسسل إلسسي الموصإسسل‬
‫إليسسه‪ ,‬وهسسو الشسسيخ إدريسسس بسسن الربسساب‪ -‬وكسسان رضسسي ال س عنسسه ل تتحسسدث منسسه فسسي علسسم‬
‫العلوم إل تحدث معك فيه حتىَ يقسول السسامع لسه انسه ل يحسسن غيسر هسذا العلسم وأمسا علسوم‬
‫المعسسارف والس سرار فقطبسسا وجاهسسا وشسسمس ضسسحاها تقسسول إذا سسسمعت كلمسسه اعسسرف بخسسبر‬
‫السسماء مسسن خسسبر الرض وقسال الشسيخ خسوجلي‪ :‬الشسسيخ إدريسسس اعسرف بطسرق السسماء مسسن‬
‫طسسرق الرض كنسست ل أسسسمعه يتحسسدث إل فسسي السسسم العظسسم ودوائسسر الوليسساء والملئكسسة‬
‫المقربين عند العرش)‪.(22‬‬
‫ولد رضسي الس عنسه بالعيلسة فونسج وقيسسل بالجليلسة شسسوحطت ووالسسده وداه عنسسد الشسسيخ‬
‫البنداري بدأ عنده المكتب وقال له يظهر لك شأن عظيم فسإذا قربسست وفسساتي اخسسبرني اتسسزود‬
‫لميعادي والبنداري قبره عند قدام الحلفايا معروف‪ ,‬ودخل المكتب أيضس ا عنسسد الشسسيخ حمسسد‬
‫ولد زروق الصإبابي وشهد له بجللة القدر)‪.(23‬‬
‫علمه‪:‬‬
‫بسسدأ إدريسسس ود الربسساب قسراءة القسرآن عنسسد الشسسيخ البنسسداري إمسسام الحلفايسسة‪ ,‬ثسسم دخسسل‬
‫المكتب عند الشيخ حمد ولد زروق في الصإبابي‪ .‬ومع أن العسسادة أن يبسسدأ الطسسالب د ارسسسته‬
‫بالقرآن في المكتب‪ ,‬ثم ينتقل إلي العلم في نفس المكان أو فسسي أمساكن أخسرى‪ ,‬فسإن دخسسول‬
‫إدريسسس ود الربسساب عنسسده بعسسد أن دخسسل بسسالمكتب عنسسد البنسسداري يمكسسن تعليلسسه بسسأنه لسسم يختسسم‬
‫القس سرآن عنسسد البنسسداري لس سسبب أو آخ سسر‪ ,‬وربمسسا لوف سساته وعندئ سسذ أثسسر أو أض سسطر أن يواصإ سسل‬
‫القراءة عند الشيخ حمد ولد زروق الذي كان بينه وبيسسن البنسداري صإسسلت المسسودة والجسوار‪,‬‬
‫وربما أوصإاه الخير بمواصإلة القسراءة بعسد وفسساته عنسسدما أحسس بسدنو اجلسه‪ ,‬وليسسس فسسي هسذا‬
‫مسسا يسسدعو للدهشسسة والسسستغراب‪ ,‬لنسسه كسسان يحسسس بشسسعور داخلسسي بسسذلك‪ .‬يظهسسر لسسك شسسأن‬

‫‪ ()22‬د‪ .‬يآوسف فضل‪ -‬الطبقات‪ -‬ص ‪550-490‬‬


‫‪ ( )23‬محمد محجوب مالك‪ -‬رواد الثقافة السلمية في جزيآرة الفونأج‪ -‬ص ‪ ,119‬يآوسف فضل‪ -‬تحقيق الطبقات‪ -‬ص ‪50‬‬

‫‪126‬‬
‫‪~2‬‬
‫عظيم عندما يذكر لنا ود ضيف ال انه يقسسول لدريسسس‪ ,‬فسسإذا أقربسست وفسساتي أخسسبرني أتسسزود‬
‫لمعادي)‪.(24‬‬
‫ثسسم أن أول م سره جسسالس الشسسيخ بانقسسا الض سرير ودخسسل معسسه سسسنار‪ ,‬ثسسم نسسزل عليسسه‬
‫الفيسسض اللهسسي والعلسسم الربسساني فتعلسسم فسسي علسسوم الخريسسن والمسسم الماضسسية مسسن غيسسر أن‬
‫ينظسسر ذلسسك فسسي كتسساب إل متسسن رسسسالة فسسي علسسوم الوليسسن والخريسسن وجسسد فسسي عيبتسسه "أي‬
‫جرابه" بعد وفاته‪ ,‬ففي أول بدء أمسره أنكسر عليسه النساس ورمسوه بالكسذب والسزور والبهتسان‬
‫كما كانت سنة ال في اوليائه فأرسل إلي الشيخ محمد ولد عيسىَ سوار السذهب يشسكو‬
‫إليه ذلك فأرسل إليه يسليه ومن جملة ذلك أبيات ذكرها‪:‬‬
‫وال س س س س لس س س سسو كس س س سسان بيس س س سسن النس س س سساس جس س س سسبريلا * لبس س س س س س س س س سسد فيس س س س س س س س س سسه مس س س س س س س س س سسن قس س س س س س س س س سسال وقيل‬

‫قس س س س سسالوا فس س س س سسي ال س س س س س أضس س س س سسعاف ا مضس س س س سساعفة * قتلس س س س س س س سسي إذا رتس س س س س س س سسل القس س س س س س س سرآن تس س س س س س س سرتيل‬

‫وقس س س س س س سسد قس س س س س س سسالوا بس س س س س س سسل ابس س س س س س سسن وصإس س س س س س سساحبه * أثمس س س س س س س س س س س س س س س س س س س س سا وتعطيلا وتب س س س س س س س س س س س س س س س س س س س سسديلا‬

‫)‪(25‬‬
‫أنظ س س س س سسر كلمه س س س س سسم ف س س س س سسي الس س س س س س خ س س س س سسالقهم * فكيس س س س س س س س س سسف إذا قيس س س س س س س س س سسل ومس س س س س س س س س سسا قيل‬

‫‪ ()24‬يآحي عمر إبراهيم‪ -‬البكر الديآني‪ -‬ص ‪133 ,132‬‬


‫‪ ()25‬محمد محجوب مالك‪ -‬مصدر سبق ذكره‪ -‬ص ‪119‬‬

‫‪127‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫بعض صفات الشيخ ادريس‬
‫لك سسل إنس سسان صإ سسفات هخلقيس سةد ودخلقيس سةد تميس سزة ع سسن غيس سره‪ ,‬وتنعك سسس عل سسىَ شخصإ سسيته‬
‫وأعمسساله‪ ,‬والشسسيخ إدريسسس بسسن محمسسد الربسساب بسسانت عليسسه صإسسفات عديسسدة تمايسزه عسسن غيسره‪,‬‬
‫وصإفه الفقيه محمد نور ولد ضيف ال وأفرد له باب ا كاملا في كرمه وزهسسده وورعسسه وحلمسسه‬
‫وصإبره)‪.(26‬‬
‫ثم أن الشيخ صإغيرون رضي ال عنه بعدما قدم من البواب وجد النسساس علسسىَ‬
‫فرقتين قادحا ومادحا في أمر الشيخ إدريس فقال لتلمذته‪ :‬سافراكم إي نسسسافر إلسسي هسسذا‬
‫الرجسسل ننظسسر أم سره فسسإن وجسسدناه علسسىَ حسسق سسسلكنا عليسسه طريسسق القسسوم إوان وجسسدناه علسسىَ‬
‫باطل نرده منه‪ ,‬فسافروا إليه‪ ,‬معه من الطلبة من شايل الشسراحا منهسم حمسد بسن التنقسار‬
‫وحمسسوده وأخسسوه ومحمسسد عنسسده سسسبعة عشسسر مسسسألة يريسسد حلهسسا‪ .‬فلمسسا قسسدموا علسسىَ الشسسيخ‬
‫إدريسس وسسسلموا عليسه أمرهسم بسالنزول فسسي دار الضسسيافة وأكرمهسسم غايسسة الكسرام فلمسا كسسان‬
‫الليل أرسل لهم وأوقد النار وقسسال أيسسن صإسساحب السسبعة عشسر مسسألة فليسسأتي بهسا فأجسابه‬
‫فسسي كسسل مسسسألة فيهسسا علسسىَ أصإسسطلحها والتوحيديسسة والصإسسوفية وكسسل واحسسد أجسسابه فسسي مسسا‬
‫سأل فمن ذلك أيقنوا أن علمه يقترفه مسن اللسوحا المحفسوظ‪ .‬ثسم أنهسم‪ -‬أذعنسوا وأنقسادوا لسه‬
‫وسلكوا عليه طريسق القسوم الصإسوفية وواجبهسم وكسساهم وأعطسي الشسيخ صإسغيرون كسروت‬
‫الجهوري وقال هدية لعالم قال أبو جروس شاعر الشيخ‪:‬‬
‫* متواضس س س س س س س س س س س سسع للمثلس س س س س س س س س س س س سوا والس س س س س س س س س س س سسدونه‬ ‫الشس س س سسيخ مس س س سسن يس س س سسوم زينس س س س سوا لس س س سسه قرونس س س سسه‬

‫)‪(2‬‬
‫كس س س س س س س سسل أحس س س س س س س سسد يفتس س س س س س س سساه فس س س س س س س سسي فنس س س س س س س سسونه * نس س سساس قيس س سسل وقس س سسال مس س سسا قس س سسدروا وزونس س سسه‬

‫قسال الشسيخ خسوجلي أول مسن أوقسد نسسار الشسيخ عبسد القسادر الشسيخ إدريسس ويقسسال أن قسداحته‬
‫سسستون قسسدحاا‪ ...‬وقسسال الشسسيخ صإسسالح ود بسسان النقسسا حسسدثنا الفقيسسه صإسسغيرون الشسسقلوي حسوار‬
‫الشسسيخ إدريسسس قسسال أن الشسسيخ محمسسد ود فايسسد حسوار الشسسيخ يقسسدم فسسي كسسل عسسام لزيسسارة الشسسيخ‬
‫من البحر المر وتحضر معه قبايسسل الشسسرق عسسرب اكسسد وعسسرب التساكه‪ ...‬ومنهسسم مسن شسايل‬

‫‪ ()26‬د‪ .‬يآوسف فضل‪ -‬الطبقات‪ -‬ص ‪56‬‬


‫)‪ (2‬نأفس المصدر ‪ ،‬والصفحة‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫‪~2‬‬
‫العسل ومنهم من شايل القماش ومنهم من معه الدقيق والبل‪ ,‬وكل واحد علىَ قسسدرته ‪...‬‬
‫وفي وقت حضر معهم الشيخ بدوي وهو شاب صإسغير السسن لبسس شسمله رباعيسة ووالسدته‬
‫كانت مسادهه للشسيخ إدريسس ببقسرة وعشسر محلقسات فضسة فقسالت لولسد فايسد ولسدي مسا بنقطسع‬
‫منك فإن ناس الجلبة الحلة ما بتشيلهم لن المذكور ينزل بهم خارج القرية والعشسسام فايسسد‬
‫للشيخ إدريس وهو يدخل طايفة بهداياهم ويقول يا أبت هؤلء الفليين‪ ,‬وهذه زيسسادتهم مسسن‬
‫سمن ودقيق وقماش وأبسل صإسهب وفسي العشسية كسذلك والعشسام تسسوق كلمسا يسدخل‪ ,‬ودخسال‬
‫المسوال علسىَ الشسيخ ثلثسة وهسو يقسسمها علسىَ النساس حستىَ تكتمسل كسل المسوال بأجناسسها‪.‬‬
‫قال الشيخ صإسالح ود بسان النقسا مسا وصإسل إلسي الشسيخ شسيئ ا قسط مسن أمسوال هسذه الجلبسه إل‬
‫العشسرة محلقسسات المضسسرورات فسسي شسسملة الشسسيخ بسسدوي نسساولهم إيسساه والشسسيخ نسساول إلسسي امسرأة‬
‫جالسة علىَ السرير ل يدري هل هي زوجته أو أجنبية)‪.(27‬‬
‫ومن كرمه أنه كلم يوم ا سالما العزاري وقال حاضرين إلينا إخوان ا لينسسا شسسوف ليهسسم‬
‫ضسسيافة والسسوقت غلء وأحضسسر العيسسش وأمسسر بطبخسسه فسسسالم قسسدر مسسا "كسساس" أي بحسسث مسسا‬
‫وجد شيئ ا إل وجد حملا عند امرأة وطلبها أن تبيعه عليه فسسأبت فلسسح عليهسسا ولسسم ترضسسي ثسسم‬
‫قسسالت القسسوي يطلسسب مسسن الضسسعيف سسسوقوه مسسا بسسبيعه عليكسسم فأخسسذه فلمسسا كسسان اليسسوم الثسساني‬
‫حضسسروا للشسسيخ سسستة عشسسر ثسسو ار محملت وقسست الزيسسارة فقسسال يسسا سسسالم أعطهسسن للمسرأة سسسيدة‬
‫الحمسسل ثسسم حضسسر حسسسان الحسسرك الشسسكري)وهسسو مسسن شسسيوخ الشسسكرية وشسسعرائهم ذكسسر ذلسسك‬
‫يوسف فضل فىَ تحقيق الطبقسات ص ‪ (59‬ومعسه ثلثسة أنفسار كسل واحسد منهسم معسه صإسرة‬
‫محلقات فقالوا للشيخ هذه زكاة أبلنسسا أسسستعن بهسسا علسسىَ الضسسيفان قسسال الشسسيخ لسسسالم أعطهسسن‬
‫المرأة إل أن حمد بن الشيخ قال الكيس عاجبني فرغيه وأعطيني أياه فأخذه قم جاء رجسل‬
‫مجس وجب معه حصإان وقال للشسيخ عنسدي فسرس كسانت عقسرت وشسلت ليسك حصإسان فسي‬
‫حملها فإن ولسدت والفسرس ولسدت وهسذا الحصإسان حقسك قال أعطسوه لصإساحبة الحمسل فقالت‬
‫المرأة أنا الحصإان شن بعمل بيسه فردتسسه إلسي حمسد ولسسد الشسيخ والشسيخ منسسع حمسد منسسه وقسال‬
‫عمل خرجناه مننا ل ورسوله ردوه إليها فردوه‪.‬‬
‫ومن ورع الشيخ أن الملك بادي بن رباط ملك سنار جمع كبار الفونسسج مثسسل شسوال‬
‫ولسسد أنفلسسه ونقسسي شسسيخ حسسوش داره وقسسال لهسسم الشسسيخ إدريسسس شسسيخي وأبسسوى داري مسسن العسسسل‬

‫‪ ()27‬محمود محجوب مالك‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص ‪123‬‬

‫‪129‬‬
‫‪~2‬‬
‫إل سسي البصإ سسل بقس سسمها ل سسه النصإ سسف ف سسأمتنع الش سسيخ وق سسال له سسم ه سسذه ال سسدار دار النوب سسة وأنت سسم‬
‫تحبسسسونها منهسسم أنسسا مسسا بقبلهسسا الرسسسول صإسسلىَ ال س عليسسه وسسسلم قسسال‪ :‬مسسن سسسرق شسسب ار مسسن‬
‫وقسسال لهسم أعطسوني الحجسز فسسي كسل‬ ‫)‪(28‬‬
‫الرض طوق ال يوم القيامة به من سسبع أرضسسين‬
‫شسسيء والملسسك أعطسساه الحجسسز فسسي كسسل شسسيء كمسسا طلبسسه ثسسم أن الشسسيخ دخسسل سسسنار واحسسد‬
‫وسبعين مرة في مصإالح المسلمين)‪.(29‬‬
‫ويسسذكر محمسسد محجسسوب مالسسك فسسي كتسسابه رواد الثقافسسة السسسلمية فسسي جزيسرة الفونسسج‬
‫وكان صإاحب وراعه شديدة وجميع نفقته من عمل يده وجاءه رجل معه جملا غليظا قسسال‬
‫لس سسه وده للخليفس سسة عبس سسد القس سسادر خليفس سسة الشس سسيخ إدريس سسس هس سسو الخلفيس سسة ول يأخس سسذ إل القطيفس سسة‬
‫مخصإوصإسسة بسسه فسسذات يسسوم خسسرج مسسن العيلسسة فونسسج صإسسادق ورود العسسرب جسسابوا لسسه سسسبعين‬
‫قطيفة وأمرهم ببيعها ويجيبوا له ثمنها ومن ورعه انه جاءه ضيفان وأحمسسد ولسسده عنسسده شسساة‬
‫وقال لهم جيبوها واذبحوها لهم والحيران جابوا شاة تشبهها فذبحوها ثم جاء أهلها قال لهسسم‬
‫شسسيلوا لحمكسسم فسسأمتنعوا وقسسال لهسسم سسسوقوا عنسسز أحمسسد فسسساقوها‪ ,‬فلسسم يملسسح بملحهسسا والحيسران‬
‫قبضوا حمار وجابوا فسوقه قربسة مسساء مسن البحسر وقسال لهسم فرغوهسسا فسي البحسسر وأدوا الحمسار‬
‫لهله)‪.(30‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫جهود الشيخ ادريس فى الفتوى‬

‫‪ ()28‬الحديآث‪:‬‬
‫‪ ()29‬يآوسف فضل‪ -‬الطبقات‪ -‬ص ‪60‬‬
‫‪ ( )30‬محمد محجوب مالك‪ -‬رواد الثقافة السلمية في دولة الفونأج‪ -‬ص ‪127‬‬

‫‪130‬‬
‫‪~2‬‬
‫فسسي أول القسسرن الحسسادي عشسسر أرتكسسب النسساس التمبسساك والقهسسوة فسسأتفق العلمسساء علسسىَ‬
‫إباحتها‪ ,‬واختلفوا في التمباك‪ ,‬منهم المحلل ومنهم المحرم‪ .‬والتمباك حكسسم بإبسساحته الشسسيخ‬
‫علسسىَ الجهسسوري )‪ (31‬والشسسيخ إبراهيسسم اللقهسساني)‪ (32‬قسسال بحرمتسسه ونهسسي النسساس عسسن شس سربه‪.‬‬
‫والشسريف عبسسد الوهسساب ارجسسل أم عسسذنعبل قسسال بإبسساحته‪ ,‬وتنسساظر مسسع الشسسيخ إدريسسس فسسي وجسسه‬
‫الشيخ عجيب المانجلك)‪.(33‬‬
‫ث سسم بع سسد الل سسف وأول الق سسرن الح سسادي عش سسر اس سستعملت الن سساس شس سرقا وغربس سا ش سسرب‬
‫التمب سساك والب سسن‪ .‬فأم سسا الب سسن أول م سسن اس سستعمله رج سسل ب سساليمن يق سسال أن سسه م سسن العلم سساء أس سسمه‬
‫الشسساذلي فسسأتفق العلمسساء علسسىَ إباحسسة شسربه لهسسل الطبيعسسة البقليسسة بخلف الصإسسفراوية فسسأنه‬
‫يزيسدها‪ .‬وأمسسا التمبسساك فسأختلف العلمساء فيسه وأفسستي شسيخ السسسلم الجهسسوري بإباحسة شسربه‪.‬‬
‫وأفسستي سسسيدي إبراهيسسم اللقسساني صإسساحب جسسوهرة التوحيسسد بحرمسسة شس سربه‪ .‬وفسسي بلدنسسا أفسستي‬
‫الشسسيخ إدريسسس بحرمتسسه‪ .‬وأفسستي الشسسيخ عبسسد الوهسساب ارجسسل أم سسسنبل بإبسساحته وحضسسر عنسسد‬
‫الشسسيخ عجيسسب وهسسو نسسازل فسسي رفاعسسة وقسسال لسسه‪ :‬الشسسيخ إدريسسس قسسال بحرمتسسه‪ .‬وأنكسسر ذلسسك‪,‬‬
‫وقال من راسه أو من كراسه؟ ثم حضر الشيخ إدريس عند الشيخ عجيب‪ ,‬وسأله بحضرة‬
‫الشسريف عبسد الوهساب‪ ,‬وقسال بحرمتسه وقسال لسه‪ :‬مسن ارسسك أو مسن ك ارسسك؟ فقسال لسه حرمسه‬
‫الشسسيخ مصإسسطفي سسسلطان الصإسسطنبول‪ ,‬ومسسذهب مالسسك أطاعسسة السسسلطان‪ .‬وأخسسبره بسسالمور‬
‫السستي لسسم يسسرد فيهسسا نسسص مسسن الشسسارع‪ ,‬وأيضس س ا أخسسبرني رسسسول الس س صإسسلي الس س عليسسه وسسسلم‬
‫بحرمتسسه‪ .‬ويشسسهد علسسىَ ذلسسك الشسسيخ محمسسد الهميسسم والشسسيخ حسسسن ولسسد حسسسونه‪ ,‬والقاضسسي‬
‫دسين كان يشربه‪ ,‬إلسسي أن تسسوفي‪ ...‬قسسال الشسريف رضسسيت بالقاضسسي دسسسين فأرسسسل الشسسيخ‬
‫عجيب الشيخ دفع ال العركي‪ .‬وسأله وهسو فسسي القسبر قسال‪ :‬كلسم الشسسيخ يسسسئل إلسي المغفسرة‬
‫بسسبب شسربي لسه‪ .‬والحكايسة مشسهورة والس أعلسم بالحسال فقلست سسؤال الميست ل يسترتب عليسه‬
‫حكم شرعي‪.‬‬
‫المباهإلة بينه وبين الجهوري)‪:(34‬‬
‫المباهلة لغة‪ :‬الملعنة ‪.‬‬

‫‪ ( )31‬على بن العابديآن محمد بن أبى محمد زيآن الديآن عبد الرحأمن على أبو الرشاد نأور الديآن الجهوري نأسصصبه إلصي أجهصصور الصصورد‪ ,‬قريآصة‬
‫بمصر‪ ,‬وكان شيخ المالكية بالقاهرة‪ -‬توفى في جمادى ‪ 1066‬فبرايآر ‪1656‬م‪.‬‬
‫‪ ( )32‬إبراهيم بن إبراهيم بن حأسن اللقانأي‪ ,‬متصوف مالكي مصري‪ ,‬نأسبة إلي لقاته من البحيرة بالديآار المصريآة له مؤلفصات منهصا جصوهرة‬
‫التوحأيد‪ -‬وقد توفي سنة ‪1631 /1040‬م‪.‬‬
‫‪ ()33‬د‪ .‬يآوسف فضل‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص ‪52‬‬
‫‪()34‬د‪ .‬يآوسف فضل‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص ‪52‬‬

‫‪131‬‬
‫‪~2‬‬
‫بهل‪ :‬أصإسسل البهسسل كسسون الشسسيء غيسسر م ارعسسي والبايعسسك البعيسسر المخلسسي عسسن قيسسده أو عسسن‬
‫عسدمةا أو المخلي ضرعها عن عحوار‪.‬‬
‫ت أملكسه لسم‬
‫قالت امرأة أتيتيسك بساهلا غيسر ذات صإسرار أي أبحست لسك جميسع مسا هكنس ه‬
‫ت فلنا خليته إوارادتهه تشبيها بالبعير الباهل‪.‬‬
‫أستأثر بشيء دونه‪ .‬وأبهل ه‬
‫والبهسسل والبتهسسال فسسي السسدعاء السترسسسال فيسسه والتضسسرع نحسسو قسسوله عسسز وجسسل‪) :‬ثهسلم‬
‫دنذبتدعهذل فددنذجدعل للذعدنةد اللاعه دعدلىَ اذلدكاعذعبيدن( )‪ (35‬ومن فسسسر البتهسسال بسساللعن فلجسسل السترسسسال‬
‫في هذا المكان لجل اللعن)‪.(36‬قال الشاعر لبيد‬
‫نظر الدهر إليهم فدذأذبدتهل‬
‫وجاء في كتاب التحرير والتنوير‪ :‬البتهال مشتق من البهسسل وهسسو السسدعاء بسساللعن‪.‬‬
‫ويطلق علىَ الجتهاد في الدعاء مطلق ا لن الداعي باللعن يجتهد في دعائه)‪.(37‬‬
‫ويقس سسول محمس سسود اللوسس سسي‪ ,‬فس سسي تفسس سسيره روحا المعس سساني‪" :‬ثس سسم نبتهس سسل أي نتباهس سسل‪,‬‬
‫فالفتعسسال هنسسا بمعنسسي المفاعلسسة‪ ,‬وافتعسسل وتفاعسسل أخسوان فسسي كسسثير مسسن المواضسسع‪ .‬الشسستور‬
‫وتشاور‪ ,‬إواجتور وتجاور‪ ,‬والصإل في البهلة بالضم والفتح فيه كمسا قيسل اللدعنسة‪ ,‬والسدعاء‬
‫بهسا‪ ,‬ثسم شساعت فسي مطلسسق السسدعاء كمسسا يقسال‪ :‬فلن يبتهسل إلسي الس تعسسالىَ فسسي حساجته‪"...‬‬
‫إل انه هنا يفسر باللعن لنه المراد)‪.(38‬‬
‫ك عمسدن اذلععذلسعم فدهقسذل تددعسالدذوذا دنسذدعه أدذبدناءدنسسا‬
‫ك عفيسعه عمسسن دبذعسعد دمسا دجساء د‬ ‫قال تعسسالىَ‪ :‬د)دمسذن دحآَلجس د‬
‫دوأدذبدنسساءهكذم دونعدسسساءدنا دونعدسسساءهكذم دودأنفهدس سدنا ودأنفهدس سهكذم ثهسلم دنذبتدعه سذل فددنذجدعسسل للذعدن سةد اللاسعه دعلدسسىَ اذلدكسساعذعبيدن(‬
‫)‪ .(39‬وقسسد دعسسا النسسبي صإسسلىَ ال س عليسسه وسسسلم وفسسد نج سران لسسذلك لمسسا حسساجوه فيسسه فقسسالوا حسستىَ‬
‫تنظسسر فسسي أمرنسسا ثسسم تأتيسسك فقسسال ذو رأيهسسم لقسسد عرفتسسم نبسسوته وأنسسه باهسسل قسسوم نبي س ا إل هلك سوا‬
‫فوادعس سوا الرج سسل وأنصإس سرفوا ف سساتوه وق سسد خ سسرج ومع سسه الحس سسن والحس سسين وعل سسىَ وق سسال له سسم إذا‬
‫دعوت فأمنوا فأبوا أن يلعنوا وصإسالحوه علسسىَ الجزيسسة)‪ .(40‬وعسن ابسسن عبسساس قسال لسسو خسسرج‬
‫الذين يباهلون لرجعوا ل يجدون مالا ول أهلا وروي لو خرجوا لحترقوا)‪.(41‬‬

‫‪ ()35‬سورة آلا عمران اليآة ‪61‬‬


‫‪( )36‬راغب الصفهانأي‪ -‬معجم مفردات ألفاظ القرآن الكريآم‪ -‬دار الكتاب العربي‪ :‬بدون باب الباء‪ -‬ص ‪61‬‬
‫‪( )37‬محمد الظاهر بن عاشور‪ -‬كتاب التحريآر والتنويآر‪ -‬دار سحنون للنشر والتوزيآع "تونأس" ج ‪ -3‬ص ‪264‬‬
‫‪ ( )38‬محمود اللوسي‪ -‬روحا المعانأي في تفسير القرآن‪ -‬د‪ :‬دار إحأياء التراث العربي بيروت‪ ,‬لبنان بدون‪ ,‬ج ‪ -3‬ص ‪188‬‬
‫‪ ()39‬سورة آلا عمران اليآة ‪61‬‬
‫‪ ()40‬الحديآث‪:‬‬
‫‪ ()41‬الحديآث‪:‬‬

‫‪132‬‬
‫‪~2‬‬
‫إن الشسسيخ إدريسسس كسساتب الشسسيخ الجهسسوري مسسع تلميسسذه حمسسد ولسسد ابسسو عقسسرب فلمسسا‬
‫والباش سوات تسسدل علسسىَ‬ ‫)‪(42‬‬
‫دخسسل مصإسسر‪ ,‬قسسالوا لسسه الشسسيخ مسسا بتلقسساه مسسن التسسدريس والسسسناجك‬
‫أرض اللقسساب المسسستعملة فسسي المبراطوريسسة العثمانيسسة والشسسرق الوسسسط‪ .‬والخواجسسات إل‬
‫يوم الجمعة عند دخوله للجامع‪ ,‬ورصإده يوم الجمعة عند دخوله للجسسامع ونسساوله المكتسسوب‬
‫فقسراه فلمسسا وصإسسل إلسسي قسسوله "سسسمعت رسسسول الس صإسسلىَ الس عليسسه وسسسلم قسسال التنبسساك حسرام‪.‬‬
‫قسسال‪ :‬يسسادبلري شسسيخك صإسسحابي‪ ,‬ورمسسي لسسه المكتسسوب وفسسي الجمعسسة الثانيسسة بعسسد الصإسسلة قسسام‬
‫الشسيخ إبراهيسم اللقساني وقسال‪ :‬أيهسا النساس مسن كسان يسؤمن بسال واليسوم الخسر فليلسزم مكسانه‪,‬‬
‫وافتتنسست بسسه المسسسلمين‪,‬‬ ‫)‪(43‬‬
‫وقسسال يسسا شسسيخ علسسىَ السسدخان جسسابته النصإسساري مسسن بلد الفونسسج‬
‫وأنت أفتيتم بالباحة‪ ,‬وهو حرام لنه بدعه ولنه سرف ولنسسه محسروق‪ -‬فقسال الشسسيخ علسسىَ‬
‫الجهوري للقاني‪ :‬أنسست قلسست بسدعه فمسا قولسك فسسي الملبسوس السسذي لسسم يلبسسسه الرسسسول صإسسلىَ‬
‫الس عليسه وسسلم؟ إوان قلست سسرف فما قولسك فسي الرجسل إذا كسانت نفقسة عيساله خمسسة د ارهسم‬
‫يجوز أن ينفقهم بعشرة دراهم‪ .‬فغن قلسست محسسروق فمسا بالسسك فسسي اللبسسن فسسإنه محسسروق يجسسوز‬
‫شسربه‪ .‬فقسسال لسسه اللقسساني‪) :‬فدسعإن تددنسسادزذعتهذم عفسسي دشسذيرء فدسهرمدوهه إعلدسسىَ اللاسعه دواللرهسسسوعل()‪ .(44‬الس أبسساحا‬
‫ك عمسدن اذلععذلسعم فدقهسذل تددعسسالدذوذا‬
‫ك عفيعه عمسن دبذعسعد دمسسا دجساء د‬ ‫لرسوله المباهلة في قوله تعالىَ‪ :‬د)دمذن دحآَلج د‬
‫دنسذدعه أدذبدناءدنسا دوأدذبدنساءهكذم دونعدسساءدنا دونعدسساءهكذم دودأنفهدسسدنا ودأنفهدسسهكذم ثهسلم دنذبتدعهسذل فددنذجدعسل للذعدنسةد اللاسعه دعلدسىَ‬
‫اذلدكسساعذعبيدن( )‪ .(45‬ثسسم قسسال اللقسساني‪ :‬اللهسسم مسسن أصإسسبح منسسا مسسن فهسسو علسسىَ باطسسل فعيسسن الشسسيخ‬
‫علىَ الجهوري)‪.(46‬‬
‫ثم الشيخ علىَ الجهوري رضي ال عنه رأى رسول ال صإلىَ ال عليه وسسسلم فسسي‬
‫المنام فقال‪ :‬بم يموت المرء؟ فقال‪ :‬علىَ ما عاش عليه‪ .‬وبم يبعث؟ فقال‪ :‬علىَ ما مسات‬
‫عليه‪ .‬فقال له‪ :‬ترضي أن تلقي ربك بمزمار من نسار‪ .‬ثسم أن الشسيخ علسىَ الجهسوري قسال‬
‫نادوا اللبري تلميسذ الشسيخ إدريسس فاتوه فقسال لسه‪ :‬قسول لشسيخك حسق وكلمسك صإسدق وجعلنسا‬

‫‪ ( )42‬ود السنجك في الصل لفظ تركي معناه الرايآة‪ ,‬العلم أو اللواء "سنجك بيه أي أمير اللواء" كما كان السناجك يآمثلون طبقة هامصصة فصصي‬
‫إدارة المبراطوريآة العثمانأية‪.‬‬
‫‪ ( )43‬وهم الفرنأسيون ويآشمل هذا اللفظ في المؤلفات العربية معظم سكان غرب أوربا‪.‬‬
‫‪ ()44‬سورة النساء اليآة رقم ‪59‬‬
‫‪ ()45‬سورة آلا عمران اليآة ‪61‬‬
‫‪ ( )46‬محمد محجوب مالك‪ -‬رواد الثقافة السلمية في جزيآرة الفونأج‪ -‬ص ‪121‬‬

‫‪133‬‬
‫‪~2‬‬
‫ليه‪ ,‬سسلم عليسه كسثير السسلم‪ .‬وأهسدي لسه ال اريسة المشسهورة وعمسامه وشسده وجسوفه)‪ (47‬والشسدة‬
‫والجوفة احزمة يتمنطق بها استعدادا للذكر ومجاهدة النفس)‪.(48‬‬

‫‪()47‬أنأظر د‪ .‬يآوسف فضل‪ -‬الطبقات‪ -‬ص ‪55 ,54‬‬


‫‪ ()48‬الصحاحا‬

‫‪134‬‬
‫‪~2‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫جهود الشيخ محمود العركي‬
‫ويحتوى على‬

‫المطلب الول ‪ :‬ترجمة حياته‬


‫المطلب الثانى جهود ‪ :‬الشيخ محمود العركى‬

‫المطلب الول‬
‫ترجمة حياته‬

‫‪135‬‬
‫‪~2‬‬
‫محمود العركي عربسي مسن بنسي عسرك فسرع مسن جهينسة)‪ ,(49‬ارجسل القصإسسير تصإسغير‬
‫قصإسسر‪ -‬وهسسو القصإسسر السسذي بنسساه محمسسود العركسسي والمتسواتر أن مسسوقعه بسسالقرب مسسن القطينسسة‬
‫شسسمال القبسسوب وجنسسوب قبسسة الشسسيخ عسسوض السسسيد ويقسسول وضسسيف الس مولسسده بسسالبيض)‪.(50‬‬
‫أي النيل البيض‪ .‬وفي زمنه كرمه يصإف لن ا ود ضيف ال الحال بأنه‪ :‬لسسم يشسستهر فسسي‬
‫تلك البلد علم ول قرآن‪ .‬ويقال أن الرجل كان يطلق المراة ويتزوجها غيره في نهارها مسسن‬
‫غيسسر عسسدة حسستىَ قسسدم الشسسيخ محمسسود العركسسي مسسن مصإسسر وعلسسم النسساس العسسدة وسسسكن البحسسر‬
‫البيض أي النيل البيض‪ -‬ويقسول د‪ .‬عسون الشسريف فسي قسول ود ضسيف الس هسذا ويقسول‬
‫يحتسساج لمراجعسسة فسسإن محمسسود العركسسي هسسذا قسسد درس العلسسم فسسي الزهسسر الش سريف وكسسان مسسن‬
‫معلميه الشيخ شمس الدين اللقاني "‪-857‬س ‪935‬هس" وأخوه ناصإسر السدين اللقساني "‪-873‬‬
‫‪958‬هس" ومن ذلك يتضح أنه كان قبل ذلك تعلم السسسودانيين السسذين تلقسوا العلسسم فسسي الزهسسر‬
‫وهسسو دلي سسل عل سسىَ أن سسه ك سسان قبسسل ذل سسك تعل سسم ف سسي السسسودان ثسسم انتق سسل إل سسي الزه سسر لمواصإ سسلة‬
‫تعليمسه)‪ (51‬وقسدومه قبسل أولد جسابر‪ ,‬فإن أولد جسابر تعلمسوا عنسد البنسوفري‪ ,‬والبنسسوفري عنسد‬
‫الشسسيخ عبسسد الرحمسسن الجهسسوري وعبسسد الرحمسسن الجهسسوري أخسسذ عسسن الشسسيخ شسسمس السسدين‬
‫وناصإر اللقانيين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫جهود الشيخ محمود العركي‬
‫‪ ()49‬د‪ .‬يآوسف فضل‪ -‬مقدمة في تاريآخ الممالك السلمية‪ -‬ص ‪139‬‬
‫‪ ()50‬د‪ .‬يآوسف فضل‪ -‬الطبقات‪ -‬ص ‪344‬‬
‫‪ ( )51‬عون الشريآف قاسم‪ -‬السلم والعروبة في السودان‪ -‬ص ‪71‬‬

‫‪136‬‬
‫‪~2‬‬
‫الشيخ محمود العركسي تسواترة المصإسادر بسأنه أول مسن علسم النساس العسدة فهسذا عمسل‬
‫جليسسل يتعلسسق بالعبسسادات والخلق والمعسساملت‪ .‬لن أمسسر السسزواج ل شسسك عبسسادة والسسزواج‬
‫يعنسسي رفسسض الفسسساد الخلق والسسزواج يعنسسي المعسساملت السستي تتسسسم فسسي المعاملسسة الزوجيسسة‬
‫فالشيخ محمود العركي له الفضل فسي ذلسسك والعسسالم العامسل كسالطبيب البشسري فبل شسك قسسد‬
‫قسسدم للنسساس أفضسسل العلج لمسسا يحفسسظ لهسسم صإسسحة عبسساداتهم وأخلقهسسم ومعسساملتهم‪ .‬ثسسم أنسسه‬
‫أنشسسأ سسسبع عشسرة مدرسسسة بيسسن الخرطسسوم وأليسسس لتسسدريس الفقسسه )‪(52‬و أتخسسذها مركس از لنشسساطه‬
‫ال سسديني والتعليم سسي‪ .‬وترج سسح أن يك سسون الفق سسه الم سسالكي اح سسد مس سواد الد ارس سسة ف سسي مس سسجده أو‬
‫مسسساجده‪ ,‬لنسسه العلسسم السسذي إشسستهر بسسه أسسستاذة الشسسيخ شسسمس السسدين اللقسساني‪ ,‬بجسسانب علسسوم‬
‫أخسسرى‪ ,‬منهسسا النحسسو‪ .‬أمسسا ناصإسسر السسدين اللقسساني أسسستاذة الثسساني‪ ,‬فكسسان يسسدرس عسسدة علسسوم‪,‬‬
‫وكان مهتم ا بالفتوي)‪ .(53‬ويمكسن القسول أنسه درس الفقسه وعلومس ا أخسرى‪ ,‬ولدرس معسه بعسض‬
‫معاصإ سريه‪ ,‬لننسسا إذا س سللمنا أنسسه أسسسس سسسبع عش سرة مدرسسسة فسسإن عسسددا كسسبي ار كهسسذا يقتضسسي‬
‫وجسسود أكسسثر مسسن مسسدرس سس سواء مسسن تلمسسذته أو مسسن غيرهسسم‪ ,‬ول يعقسسل أن يقسسوم بالتسسدريس‬
‫بمفسسرده فسسي كسسل هسسذه المسسدارس‪ ,‬بسسل القسسرب للواقسسع أن تلميسسذه‪ ,‬ومنهسسم ابنسسه محمسسد الشسسيخ‬
‫الفاضسسل السسورع الصإسسالح‪ .‬قسسد حمل سوا عنسسه عبسسء التسسدريس‪ ,‬ليصإسسرف جسسانب مسسن وقتسسه فسسي‬
‫إرشسساد النسساس‪ ,‬وتعليمهسسم أمسسور السسدين مسسن عسسدة وطلق‪ ,‬وتميسسز بيسسن الحلل والحسرام‪ ,‬وفسسي‬
‫نشسسوء طريقتسسه البكريسسة السستي دخلسست السسسودان لول م سرة علسسىَ يسسديه‪ ,‬ولسسسباب لسسم يقسسدر لهسسا‬
‫النتشار‪ :‬منها إنصإراف رائدها محمود العركي إلي تعليم الناس العدة أكسثر مسن إنصإسرافه‬
‫إلي تعميق طريقته الجديدة في أذهان الناس ثم تشعبها إلي ثلث شعب)‪.(54‬‬

‫‪ ()52‬د‪ .‬يآوسف فضل‪ -‬المصدر السابق‪ -‬ص ‪344‬‬


‫‪ ( )53‬يآحي محمد إبراهيم‪ -‬تاريآخ التعليم الديآني في السودان‪ -‬ص ‪143‬‬
‫‪ ()54‬بروفوسير حأسن الفاتح‪ -‬التصوف في السودان‪ -‬ص ‪64‬‬

‫‪137‬‬
‫‪~2‬‬
‫\‬

‫المبحث الرابع‬
‫جهود الشيخ تاج الدين البهاري‬
‫ويحتوى على مايلى ‪:‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬ترجمة حياته‬
‫المطلب الثانى ‪ :‬قدومه‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬جهوده فى الدعوة‬

‫المطلب الول‬
‫ترجمة حياته‬

‫‪138‬‬
‫‪~2‬‬
‫اسمه محمد والباهري نعته مأخوذ مسن قسولهم قمسسر بساهر أي مضسيء وسسمي بسسذلك‬
‫لضسسياء وجهسسه)‪ .(55‬تكتنسسف شخصإسسيته الفسسذة المعرفسسة والصإسسوفية‪ ,‬إوان شسسئت قسسل إلسسي جسسانب‬
‫ذلس سسك ذو مس س سراس بالسياسس سسة والدارة الحكيمس سسة‪ ,‬تجل س سسي ذل س سسك ف س سسي أعمس سساله وحركتس سسه وسس سسط‬
‫القطاعسسات الشسسعبية المختلفسسة أمسراء وعلمسساء وزعمسساء قبائسسل‪ ,‬اسسستطاع بحنكتسسه ووفسرة العقسسل‬
‫وسسسلمة الفكسسر أن يؤسسسس فسسي وقسست قليسسل مملكسسة طريقسسة كسسبرى‪ ,‬موازيسسة للمملكسسة السسسنارية‬
‫إتساعاا‪ ,‬بل تجاوزها إنتشا ار إلي جبال تقلي)‪.(56‬‬
‫هسسو أحسسد شسسيوخ الطريقسسة القادريسسة وخلفسساء الشسسيخ الجيلنسسي وشسسيوخ سلسسسلته معظمهسسم مسسن‬
‫منطقسسة الشسسام السستي نس سزحا عليهسسا أبنسساء وأحفسساد الشسسيخ عبسسد الس سرازق بسسن الشسسيخ عبسسد القسسادر‬
‫الجيلني في وقت مبكر واستوطنوها وأسسوا بها زوايا لطريقة‪ .‬ومسسن شسسيوخه السسذين توجسسد‬
‫م ازراتهم بالشام في منطقة سوريا الحالية‪ ,‬الشيخ أجمل والشسيخ أكمسسل والشسسيخ علء السسدين‬
‫والشيخ علىَ أكبر والشيخ علىَ أصإغر والشيخ جمال الدين‪ ,‬ومنهسسم مسن يوجسدون فسي مسسار‬
‫واحد بالقرب من مدينة حماه‪ ,‬وقد ورد ذكر سند الشيخ البهاري كما يلي‪:‬‬
‫الشيخ محمد تاج الدين عن الشيخ محمد عبد الوافي عن الشيخ أكمل عسسن الشسسيخ‬
‫أجمل عن الشيخ اسبر عن الشيخ علىَ أصإغر عن الشيخ جمال السسدين عسسن الشسسيخ كمسسال‬
‫السسدين عسسن الشسسيخ علء السسدين عسسن الشسسيخ محمسسد عسسن )والسسده( الشسسيخ احمسسد عسسن )والسسده(‬
‫الشيخ عبد الرازق ابن الشيخ الجيلني عن والده الشيخ عبد القادر الجيلني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫قدومه‬
‫تسسدور الكسسثير مسسن السسسئلة بأذهسسان البسساحثين حسسول وقسست قسسدوم الشسسيخ البهسساري إلسسي‬
‫السسسودان‪ ,‬وأهسسدافه السستي كسسان يسسسعي لتحقيقهسسا‪ .‬قسسال ود ضسسيف الس قسسدم فسسي "أول النصإسسف‬
‫الثسساني مسسن القسسرن العاشسسر الهجسسري"‪ .‬ففسسي مكسسة كرمهسسا ال س إلتقسسي الشسسيخ البهسساري بالحسساج‬
‫داؤود بسسن عبسسد الجليسسل السسسوداني‪ ,‬وذلسسك فسسي دار الشسسيخ الجيلنسسي السستي كسسان ينسسزل فيهسسا‬
‫‪( )55‬محمد محجوب مالك‪ -‬رواد الثقافة السلمية في جزيآرة الفونأج‪ -‬ص ‪170‬‬
‫‪ ( )56‬الستاذ محمد الحسن أبو قرون‪ -‬مقالا في جريآدة "المائدة" عددها ‪9 , 6/1‬شوالا ‪1428‬م‪20/10/2007 ,,‬م‬

‫‪139‬‬
‫‪~2‬‬
‫والخلفاء من أبناء الطريقة عند قدومهم لمكة المكرمة فسسي مواسسم الحسسج وغيسره‪ ,‬ولعلسه أخسذ‬
‫علي سسه بيع سسه للس سسلوك الصإ سسوفي ه سسذا مم سسا وث سسق العلق سسة بينهم سسا ف سسدعاه الح سساج داؤود لزي سسارة‬
‫السسسودان‪ .‬وتلقسست هسسذه السسدعوة بمسسا كسسان يعتمسسل فسسي صإسسدر الشسسيخ تسساج السسدين مسسن أمسسور‬
‫مرتبطة بمسائل روحية تجاه السودان‪ ,‬الذي كسسان يشسهد منعطفسا تاريخيسا خطيس ار فسسي نظسام‬
‫وطبيعة الحكم‪ ,‬المر الذي شغل بال الكسسثيرين مسسن المفكريسسن والسياسسسيين فسسي العسسالم‪ ,‬ولسسم‬
‫يكسسن رجسسال السسدين السسسلمي بمعسسزل عسسن الحسسداث‪ .‬وكسسل يرغسسب فسسي السسسهام فسسي بنسساء‬
‫المملكة السلمية بما يستطيع من علم وفكسر‪ .‬وكسان الشسيخ تساج السسدين البهسساري يعلسسم أنسسه‬
‫صإسساحب المسسر‪ ,‬يقسسول الحسسبيب المصإسسطفي صإسسلىَ ال س عليسسه وسسسلم‪" :‬كلكسسم علسسىَ ثغ سرة مسسن‬
‫ثغور السلم فليحسذر كسسل منكسم أن يسسؤتي السسلم مسن قبلسه")‪ .(57‬فقيسسض الس لسسه رجلا مسسن‬
‫أهسسل البلد تفهسسم المسسر بسسوعي نافسسذ وبصإ سسيرة ثاقبسسة‪ ,‬وق سسام بالسسسهام فسسي تهيئ سسة الظ سسروف‬
‫لسسستاذه البهسساري بكسسل رحابسسة صإسسدر لنسسه كسسان يسسدرك جسسسامة المسسسئولية‪ ,‬فاصإسسطحبه فسسي‬
‫رحلته واواه في داره وهيأ له الظروف التي تجمعه بأهل الشأن في بلده‪.‬‬
‫ويبسسدو أن الشسسيخ البهسساري رحمسسة الس س بعسسد اسسستق ارره ظسسل يفكسسر فسسي توفيسسق المسسور‬
‫بالعمس سسل وسس سسط رجس سسال البلط الملكس سسي وعامس سسة الجمس سساهير‪ ,‬ليجمس سسع ذلس سسك تحس سست ظس سسل ش سسجرة‬
‫الطريقسسة القادريسسة‪ ,‬بهسسذا العمسسل جعسسل الدولسسة السسسنارية تصإسسب فيهسسا كسسل النهسسار‪ ,‬وتوحسسدت‬
‫فيهسسا كسسل السسرؤى الفكريسسة والسياسسسية والروحيسسة‪ ,‬فقسسد كسسانت العلقسسة بيسسن المشسسائخ وأح سوالهم‬
‫الزهدية وبين رجال ديوان المملكة السنارية كانت علقة يجلها الحترام المتبادل)‪.(58‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫جهوده في الدعوة‬
‫سعي المتصإوفة إلي نشسر مبسسادئ العقيسدة السسلمية وتعهسدها وفسسق منهسج سسلوكي‬
‫معين يأخذ مبدأ التبسيط مع المداومة علىَ قراءة أذكسار وأوراد معلومسة‪ ,‬ويبسدو أنهسم سسعوا‬
‫إل سسي تعمي سسق تع سساليم ال سسدين ب سسالتلقين واس سستعمال ال سسترانيم "والمدائ سسح" المصإ سسحوبة ب سسالطبول‪,‬‬
‫فحببس سوا كسسثي ار مسسن النسساس فسسي طرقهسسم‪ ,‬وكسسان لعمسسا يتمتسسع بسسه الشسسيوخ مسسن علسسم وورع وزهسسد‬
‫وصإلحا دور كبير في تحقيق مراميهسم‪ ,‬ومسن الجسانب الخسر كسان المريسد يعتقسد أن للشسيخ‬
‫من البركة ما يعينه علىَ مشساكل حياته‪ ,‬ومسن ثسم كسان يلستزم بتنفيسذ توجيهسات شسيخه حستىَ‬

‫‪ ()57‬المام البخاري‬
‫‪ ()58‬الستاذ محمد الحسن أبو قرون‪ -‬مصدر سبق ذكره‬

‫‪140‬‬
‫‪~2‬‬
‫ل يصإيبه مكروه‪ ,‬لهذا كله صإار مشائخ الطرق ذوي سلطان روحي عظيم علىَ أتباعهم‪,‬‬
‫وكسسانوا فسسي نفسسس السسوقت مصإسسدر خيسسر للفقسراء والمستضسسعفين وحمسساة لهسسم مسسن ظلسسم الحكسسام‪,‬‬
‫وعليه كان انتشار السلم علىَ أيدي المتصإوفة أوسع نطاق ا)‪.(59‬‬
‫يعس سسد المرتكس سسز الساسس سسي للطريقس سسة للعلس سسم‪ ,‬والشس سسيخ مس سسع اسس سستجابة ملس سسوك القصإس سسر‬
‫وتطويعها للطريقة إل أنه فرض أم ار له واقعيته‪ ,‬وهو أن يكسون التلميسسذ شسسيوخ ا ل ملوكساا‪,‬‬
‫محاولا الشيخ البهاري أن يجمع لطريقته كل الخطط التي تهيئ لها سلسسة السسير والبقساء‬
‫فسسي الحيسساة السسسودانية‪ ,‬إوالسسي جسسانب مسسا ألسلم مسسن خطسسوط إل أن أمس ار يعسسد المرتكسسز الساسسسي‬
‫للطريقة وهو العلم‪ ,‬وهو بل ريسب معطسي الداب الحقيقيسسة عقائسسدا وسسلوكي ا وهسذا مسسا جعسل‬
‫)‪(60‬‬
‫مسسن لحظسسات أربجسسي ويقسسال أنسسه طلسسب الشسسيخ عبسسد ال س العركسسي أن ينتظسسر فسسي الطسسرق‬
‫يبسسدو أنسسه لمسسح فيسسه نمسسوذج العسسالم الربسساني السسذي يمكسسن أن تنشسسأ علسسىَ يسسده مسسستقبلا مدرسسسة‬
‫صإوفية علىَ نمط مدرسة الجيلني في بغداد‪ ,‬وهو ملمح لم يكن بعيدا عن مخيلسسة الشسسيخ‬
‫البهاري‪ ,‬وهو يستعرض أطيافا من الفكار الصإلحية التي تساعد في دفع حركة البلد‬
‫دينيس س ا واجتماعيس س ا وسياس سسياا‪ .‬ولعل سسه يس سستعرض أم سسو ار بالغ سسة الدق سسة والحساس سسية ي سسرى أن ل‬
‫يتخلسسف التفكيسسر السسديني عسسن دور السسدفع المطلسسوب تأمينس س ا مسسن المخسساطر السستي قسسد يثيرهسسا‬
‫الع سسداء‪ ,‬وم سسا ح سسدث بالفع سسل أن طريقت سسه ق سسامت ب سسدور إصإ سسلحي ك سسبير ف سسي البلد‪ ,‬وك سسان‬
‫تلميسسذه السسذين آلسست إليهسسم مقاليسسد المشسسيخه الطرائقيسسة رواد حركسسة فاعلسسة أسسسست المسسساجد‬
‫وخلوي القرآن والتكايا والمدارس الفقهية‪ ,‬وانتظمت بهسسم الحركسسة الرشسسادية الستي لسم تعهسد‬
‫ل‪ ,‬ولم يقتصإر دور التلميذ علىَ العمل السستربوي وسسسط المسسسلمين‪ ,‬بسسل‬
‫البلد لها وجودا قب ا‬
‫أمتد المر تبشي ار إلي القبائل الوثنية دعوة ونش ارا‪.‬‬
‫دخل الشيخ البهاري لبلد منطوي الجوهر والمظهر علسىَ بسذل الجهسد فسي السدعوة‪.‬‬
‫ويرجسسو لبنسسائه فسسسيح العمسسل فسسي ميسسدان السسسلم والتبشسسير بسسه‪ ,‬تلسسك المسسال الكبسسار يهسسدف‬
‫إليها دائم ا وأبدا عظمسساء الرجسال السسذين يرتفعسسون عسسن الصإسسغائر والكبسائر المدنسسسة للشسسرف‪,‬‬
‫هسسذا كلسسه كسسائن وبيسسن دفسستي النفسسس البهاريسسة يتجسسوهر تجسسرد السسذات‪ .‬وهسسو قسسد أمتلسسك ن سواص‬
‫أولسي المسر بيسده فلسم يمسل لشسيء مسن حطامهسا فقسد كسانت سسيرة حيساة الرجسل المتعاليسة عسن‬

‫‪ ( )59‬بروفسير يآوسف فضل حأسن‪ -‬بحث في مجلة جامعة أفريآقيا بعنوان سلطنة الفونأج السلمية ودورها في تاريآخ سصصودان وادي النيصصل‪-‬‬
‫العدد‪.‬‬
‫‪ ( )60‬يآحي محمد إبراهيم‪ -‬تاريآخ التعليم الديآني في السودان – ص ‪51‬‬

‫‪141‬‬
‫‪~2‬‬
‫الصإغائر جعلت فيصإسلا يبنسي بصإساحبه عسن التهسافت‪ .‬هسذا الشسموخ البسي المنطسوي عليسه‬
‫شسسخص البهسساري أحبسسه القصإسسر السسسناري وتتلمسسذ عليسسه ولعلسسه مسسن تجسساربه النسسسانية أراد أن‬
‫يكون التجرد ديدن سلوك تنتفع بتجاربه أهل الطريقسة وغيرهسم‪ ,‬بان تهجسل خدمسة السدين فسي‬
‫النفوس‪ ,‬بحيث ل تكسون خسدمته فسي السدعوة إلسي الس بابسا إلسي السثراء وخاصإسة السذين يولسون‬
‫زمام الحكم‪ ,‬عليهم التنزه من الموال العامة أن ل يسسستجيبوا حرمتهسسا‪ ,‬فالحيسساة البهاريسسة ى‬
‫طديدباتعهكذم عفي دحديسساتعهكهم السمدذنديا دواذسستدذمتدذعهتم بعهدسسا فدسساذلديذودم‬
‫تريد أن تتمثل فيها الية الكريمة )أدذدهذبتهذم د‬
‫ق دوبعدما هكنتهذم تدذفهسهقودن()‪.(61‬‬ ‫ض بعدغذيعر اذلدح د‬ ‫ب اذلههوعن بعدما هكنتهذم تدذستدذكبعهرودن عفي اذلدذر ع‬
‫تهذجدزذودن دعدذا د‬
‫أخذ عدد من المشائخ المشسهورين الطريسسق القسادري مسسن الشسسيخ تسساج السدين البهساري‬
‫وقسسد ذكسسر محمسسد مالسسك محجسسوب خمسسسة‪ ,‬قسسال‪" :‬وسسسلك خمسسسة رجسسال منهسسم الشسسيخ محمسسد‬
‫الهميم والشيخ بانقا الضرير‪ ,‬وحجازي باني أربجي ومسجدها وشاع الدين ولسسد التسسويم جسسد‬
‫الشسسكرية والشسسيخ عجيسسب الكسسبير وقيسسل سسسلك أربعيسسن أنسسسان ا منهسسم الفقيسسه حمسسد النجيسسض‬
‫صإاحب مسجد اسلنج والفقيه رحمسه جسد الحلوييسن والعمسدة ولسد عبسد الصإسادق وبسان ناقسا‬
‫وقال الولدان يجيبوا البلد‪.(62) "...‬‬
‫وفسسي رحلسسة البهسساري إلسسي جبسسال تقلسسي "‪-975‬س ‪982‬هسس‪-1510 /‬س ‪1547‬م" سسسلك‬
‫عليسسه عبسسد الس الجمسسال جسسد الشسسيخ حمسسد ود السسترابي وبعسسض التقليسسون‪ ,‬وقسسد أدي هسسذا السسدور‬
‫الصإوفي الصإاعد أن يكون التلميذ التقليدين فيما بعد أعمدة لقيام مملكسسة إسسسلمية كسسبيرة‪,‬‬
‫وكسسان أول ملوكهسسا "جيلسسي أبسسو جريسسدة محمسسد الجيلسسي" حيسسث صإسسارت كلمسسة "جلسسي" بكسسسر‬
‫الجيسسم لقبسا موروثسا لملسسوك تقلسسي‪ ,‬ولعسسل "جلسسي" بعسسد خسسرق اللسسف واللم واليسساء الولسسىَ بعسسد‬
‫الجيم يثقل علىَ العجمبة نطقاا‪ ,‬فصإار السم "جلي")‪.(63‬‬
‫وبهسسذا السسسلوب المتقسسن كسسانت البهاريسسة السسسودانية فسسي الحيسساة‪ ,‬وقسسد أعسسانه ال س بمسسا‬
‫وضسسع مسسن أسسسس سسسليمة علسسىَ نقسسل شسسعب برمتسسه فسسي المسسسار القسسادري السسذي سسسارت عليسسه‬
‫البلد خمسة قرون بل توقف‪ .‬ول تزال تتجدد في الرضية الشعبية‪.‬‬
‫كان الشيخ البهاري ينادي فسي النسساس الطريسسق بالذبسح "أسسلك وأرشسسد وأذبسح ويمسسوت‬
‫التلميسسذ علسسىَ اليمسسان" فقسسد أخسسافت عبسسارة الذبسسح النسساس ودهشسست لهسسا أفكسسار السسذين يريسسدون‬

‫‪ ()61‬سورة الحأقاف اليآة رقم ‪20‬‬


‫‪ ( )62‬محمد محجوب مالك‪ -‬رواد الثقافة السلمية في جزيآرة الفونأج‪ -‬ص ‪170‬‬
‫‪ ( )63‬محمد الحسن أبو قرون‪ -‬مقالا في جريآدة المائدة ‪ ،‬العدد ‪.117‬‬

‫‪142‬‬
‫‪~2‬‬
‫السسسلوك‪ ,‬ولكنهسسم يستصإسسعبون أمسسر الذبسسح وكيسسف يكسسون ذلسسك ولسسم يكسسن المسسر عشسوائيا كمسسا‬
‫يبسسدو لول وهلسسة‪ .‬أعسسد الشسسيخ غرفسسة خاصإسسة للبيعسسة والسسسلوك وكسسان المسسر فيهسسا علسسىَ غيسسر‬
‫العسسادة والمسسألوف فسسي أح سوال البيعسسات الصإسسوفية‪ ,‬فسسإن المسسر عسسسير وصإسسعب عنسسد الشسسيخ‬
‫البهاري فل يريد أن يعطيه إل أصإحاب الهمسسم العاليسسة والعقسسول الكسبيرة‪ ,‬الستي تهضسحي مسن‬
‫أجل ما تؤمن به وتقدم عليه‪.‬‬
‫اختيار الشيخ تساج السدين للذبسح كاختبسار‪ ,‬فبغض النظسر عمسا كسان فيسه مسن حكمسة‬
‫روحية يعلمهسا هسو‪ ,‬إل أنسه كسان اختبسا ار كهسذا لسن يشسك النساس مطلقسا فسي صإسدقه‪ ,‬وهسو مسا‬
‫كان يرمي إليه تاج الدين‪ ,‬لنه كسان يعلسم أنسه أتسي مسن أجسل أنساس وبالفعسل تحققست الغايسة‬
‫التي أشرنا إليها‪ ,‬والتي جعلتنا حتىَ زمننا هذا نعلم أخبار ذلسسك اللقسساء وأولئسك الرجسال رغسسم‬
‫الدهور التي ضربت أوتادها بيننا ورغم عدم وجود وسائل التوثيق في ذلك المجتمع السذي‬
‫كسسان وليسسدا يرضسسع أسسساليب الرقسسي الفكسسري للتسسو‪ .‬ولكسسن الشسسيخ البهسساري كسسانت وسسسيلته السستي‬
‫هداه ال لها ذاكرة المجتمع‪.‬‬

‫وفاة الشيخ البهارى ‪:‬‬


‫كسسان الشسسيخ علسسىَ معرفسسة أنسسه قسسدم السسسودان لنقسسل أمسسر الطريقسسة للتلميسسذ السسذين يسسرى‬
‫أنهم أهل للقيام بخدمتها‪ ,‬فسآَخي بيسن الكسل وربساهن بسالداب المصإسفية للنفسوس مسن عوامسل‬
‫الكسسبر والريسساء‪ .‬وبعسسد أن أدي المانسسة إلسسي أهلهسسا سسسافر إلسسي الحجسساز ولسسم يعسسرف عنسسه بعسسد‬
‫ذلك من خبر لبرزخ البحر الكبير بين السودان والراضي الحجازية‪ .‬ولكن لم يكسسن هنسساك‬
‫حسساجز روحسسي فقسسد ارتسسوي الكسسل مسسن نفسسح وعرفسسان الشسسيخ تسساج السسدين البهسساري شسسيخ مشسسائخ‬
‫القادرية بالسودان ول نعلم بالتحديد متي تمت وفاته‪ ,‬ولكن الشيخ العركسي سافر فسي زمسن‬
‫ل يبعد كثي ار عن سفر الشيخ تاج الدين ليدركه فوجد أنسه انتقسل إلسي رحمسة مسسوله الشسساملة‪,‬‬
‫وكان ذلك في أوائسسل القسرن الحسادي عشسسر الهجسسري رضسسي الس عنسسه‪ ,‬وجسزاه الس عسسن بلدنسسا‬
‫خير الجزاء بما وفي ونشر من علوم)‪.(64‬‬

‫‪ ( )64‬الستاذ محمد الحسن أبو قرون‪ -‬مقالا في جريآدة المائدة‪ ,‬العدد ‪117‬‬

‫‪143‬‬
‫‪~2‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫جهود الشيخ محمد العاقب‬
‫ويحتوى على مايلى ‪:‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬ترجمة حياته‬
‫المطلب الثانى ‪ :‬الدب النبوى فى الدولة السنارية‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬جهود الشيخ محمد العاقب‬

‫المطلب الول‬
‫ترجمة حياته‬

‫‪144‬‬
‫‪~2‬‬
‫هسسو الحسساج محمسسد العسساقب بسسن أحمسسد بسسن سسسعد مسسن قبيلسسة الجعلييسسن "العباسسسية" ولسسد‬
‫وعاش ومات في "قوز بدر" ضواحي مركز شندي بالمديرية الشمالية‪.‬‬
‫وكان ميلده في أواخر الشطر الثاني من القرن الثسساني عشسسر الهجسسري وتسسوفي فسسي‬
‫أوائسسل الشسسطر الثسساني مسسن القسسرن الثسسالث عشسسر الهجسسري‪ .‬عسسن عمسسر ينسساهز السسسبعين سسسنة‬
‫يتصإل نسبة من جهة أمه بالشاعر صإالح المين‪,‬الذي ترجمه له قرشي محمسسد حسسسن فسسي‬
‫كتابه )مع شعراء المدائح(‪.‬‬
‫تلقي الشاعر الحاج محمد العاقب تعليمه في خلوي القسرآن واسستظهره كمسا يتلقسي‬
‫قسسد ار كسسبي ار مسسن علسسوم الفقسسه السسسلمي وعلسسم الحسسديث وعلسسم اللغسسة وعلسسم الكلم علسسىَ مشسسائخ‬
‫عصإسره ثسسم تسساقت نفسسسه إلسسي علسسم التصإسسوف فسسأغرط فسسي سسسلكه مريسسدا ازهس ار وتقيسا ورعسا ولزم‬
‫الذكر وشغف قلبه بالصإلة علىَ النبي صإلىَ اله عليه وسلم‪.‬‬
‫وكسسانت شسسغله الشسساغل فسسي غسسدوه ورواحسسه‪ .‬وكسسان مسسن فسسرط حبسسه فسسي رسسسول الس س‬
‫يسمونه "البرعي الصإغير" وقد ذكر قرشي محمد حسن‪ ):‬بسأن السبرعي الكسبير هسو السبرعي‬
‫اليمني(‪ .‬ثم بلور حبه في قصإائد المديح الشسعبي الستي نظمهسا فسي مسدحا رسسول الس صإسلىَ‬
‫الس عليسسه وسسسلم وخلفسسائه واصإسسحابه فشسسغلت مسسدائحه المجتمسسع السسسوداني وشسساع أدبسسه وشسساع‬
‫علمه وشاع صإلحه ومل البقاع وتغنسست بروائعسسه الشسسعبية الركبسسان وكسسانت داره بقسسوز بسسدر‬
‫كعبس سسة الطلب ومقصإس سسد الدبس سساء وعشس سساق المدائس سسح‪ .‬ولعس سسل دللس سسة علس سسىَ خلس سسود مس سسدائحه أن‬
‫م سسدائحه ق سسد مض سسي عليه سسا الن نح سسو أك سسثر م سسن ثلثمائ سسة ع سسام وم سسا تس سزال حي سسة ي سسترنم به سسا‬
‫المنشدون ويتناقلونها جيلا بعد جيل)‪.(65‬‬

‫‪ ()65‬قرشي محمد حأسن‪ -‬مع شعراء المدائح‪ -‬ج ‪ -3‬ص ‪206‬‬

‫‪145‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪:‬المطلب الثاني‬
‫‪.‬الدب النبوي في الدولة السنارية‬
‫ممسسا يسسدل علسسىَ تطسسور السسدعوة للسسسلم فسسي السسسودان فسسي العصإسسر الفسسونجي ظهسسور‬
‫الدب النبوي في ذلك العصإسر‪ .‬والمدائسح النبويسة هسي جسزء حيسوي مسن تراثنسا السديني والستي‬
‫تمثل في مجموعتها مدرسة فكرية قائمة بذاتها‪.‬‬
‫وكمسسا نعلسسم ومسسؤرخ عنسسدنا فسسي السستراث السسديني‪ ...‬عنسسدما أشسستد هجسساء شسسعراء قريسسش‬
‫للسسدعوة السسسلمية إذن النسسبي صإسسلىَ الس عليسسه وسسسلم لحسسسان بسسن ثسسابت ليسسرد عليهسسم الصإسساع‬
‫صإاعين فقال النبي صإلىَ ال عليه وسلم لحسان‪" :‬شسسن الغسسارة علسسىَ بنسسي عبسسد منسساف والس‬
‫لش سسعرك أش سسد عليه سسم م سسن وق سسع الحس سسام ف سسي غل سسس الظلم")‪ .(66‬وحي سسن ق سسدمت الخنس سساء‪-‬‬
‫الشاعرة المجيدة‪ -‬وأسلمت مع وفسد مسن قومهسا‪ ,‬أنشسدت‪ ,‬والنسسبي يسسمع‪ ,‬ويقسسول لهسسا‪" ,‬هيسعه‬
‫يا خنساء")‪ (67‬وعن البراء‪ ,‬أن النبي صإلىَ ال عليه وسلم قال لحسسان‪" :‬أهجهسم أتنسي فإنه‬
‫سيعينك عليهم روحا القدس")‪.(68‬‬
‫تقسسول أم المسسؤمنين عائشسسة رضسسي الس عنهسسا‪ :‬إن النسسبي صإسسلىَ الس عليسسه وسسسلم كسسان‬
‫يضع لحسان المنبر في المسسجد يقسوم عليسه‪ ,‬يهجسو السذين يهجسون رسسول الس فقال رسسول‬
‫)‪(69‬‬
‫الس صإسسلىَ الس عليسسه وسسسلم‪" :‬إن روحا القهسهدس مسسع حسسسان‪ ,‬مسا دام هينافسح عسسن رسسسول الس"‬
‫ودعا له مره فقال‪" :‬اللهم أايده بروحا القههدس لمناضلته عن المسلمين")‪.(70‬‬
‫والمدحه النبوية العربية منذ عهد الرسول وحستىَ عهسد الخلفساء ال ارشسدين لسم تتوقسف‬
‫مسيرتها فقد عاش حسان رضي ال عنه يمدحا خلفاء الرسول صإلىَ ال عليه وسسسلم حسستىَ‬
‫خلفة سيدنا علىَ بن أبىَ طالب)‪.(71‬‬
‫والمدائح الشعبية نبوية أو صإوفية هسي مسن ناحيسة الشسكل أغنيسة أخسذت كسل قواعسد‬
‫الغنيسسة الشسسعبية السسسودانية إنشسسادا أو لحنسا إوايقاعسا أمسسا مسسن ناحيسسة المضسسمون فهسسي مدحسسة‬
‫مسارها العشسق اللهسي والعشسق المحمسدي إنهسا أي المدحسة النبويسة تسدور فسي فلسك الرسسول‬
‫صإلىَ ال عليه وسلم وأصإحابه الذين آزروه ونصإروه واتبعوا النور الذي أنزل معه‪.‬‬

‫‪ ()66‬ابن عساكر‪ -‬تاريآخ دمشق‪ -‬ج ‪ -4‬ص ‪185‬‬


‫‪ ()67‬شهاب الين ابن حأجر‪-‬الصابة في تميز الصحابة‪.‬‬
‫‪ ()68‬ابن عساكر‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص ‪186‬‬
‫‪ ( )69‬الدكتورة إحأسان النص‪ -‬حأسان بن ثابت حأياته وشعره‪ -‬دار الفكر ص ‪69‬‬
‫‪()70‬أبو عمر يآوسف عبد ا القرطب‪ -‬الستيعاب في معرفة الصحاب‬
‫‪ ()71‬قرشي محمد حأسن‪ -‬من شعراء المدائح‪ ,‬ج ‪ -3‬ص ‪34‬‬

‫‪146‬‬
‫‪~2‬‬
‫وتحمل المدحسة إلسسي جسانب مسا ذكرنسسا رسسالة التبشسسير السسسلمي والسسدعوة إلسي قيسادة‬
‫المجتمسسع قيسسادة فكريسسة منبثقسسة مسسن المثسسل العليسسا للتربيسسة السسسلمية‪ ,‬مثسسال ذلسسك اننسسا نجسسد‬
‫المدحة تنساول قضسسايا تربويسة روحيسة تعلسم فيهسا النسسسان المسسلم مبسادئ التوحيسسد بسال وأدب‬
‫السلوك والموعظة الحسنة والسسدعوة إلسي الزهسد والتقشسف وذم السسدنيا ومحاسسسبة النفسسس وكبسح‬
‫جماحها من شهواتها‪.‬‬
‫إواذا كانت رسالة المدائح هي قيادة المجتمسسع السسسوداني المسسسلم نحسسو الخيسسر والحسسق‬
‫والجمال‪ ,‬فإن هذه الرسسالة العظيمسة قسد حمسل لوائهسا شسعراء المدائسح فسي السسودان فسي هسذه‬
‫العصإسسور السستي انعسسدمت فيهسسا الجهس سزة العلميسسة بالصإسسورة السستي ن ارهسسا‪ .‬فقسسد كسسان شسسعراء‬
‫المدائح يكتبون المدحة النبوية بدافع المحبسة فسي رسسول الس صإسلىَ الس عليسه وسسلم وبسدافع‬
‫الغيسرة علسسىَ العقيسسدة السسسلمية‪ .‬وهسسم يسسسمون المدحسسة صإسسلة علسسىَ النسسبي‪ ,‬لمسسا تحتسسويه مسسن‬
‫صإلوات‪ .‬وهم يرجون ثوابها عند ال ورسوله وهم ل يكتبونهسسا قطعس ا للتكسسسب السسدنيوي‪ ,‬بسسل‬
‫أنهم يحملون في صإدورهم در ار غالية ل يفقه قيمتها إل جماعة من المحبين‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫جهود الشيخ محمد العاقب‬

‫‪147‬‬
‫‪~2‬‬
‫في هذه الفترة تظهر لنا ملمح الدعوة السلمية في كثير من الدبسساء فسسي الشسسعر‬
‫النبوي الذي شغفت قلبوهم بحسب النسبي صإسلىَ الس عليسه وسسلم والصإسلة علسىَ النسبي صإسلىَ‬
‫ال س عليسسه وسسسلم والسستي كسسانت شسسغلهم الشسساغل فسسي قسسدوهم ورواحهسسم‪ -‬فمثلا الشسسيخ محمسسد‬
‫العاقب الذي كان عبارة عن ثورة فكرية والذي قال عنه قرشي محمد حسن في كتابه )مسسع‬
‫شسسعراء المدائسسح( أمسسا فلسسسفة الحسساج محمسسد العسساقب فسسي شسسعره السسذي ذم فيسسه السسدنيا فقسسد كسسانت‬
‫فلسسسفة شسسبيهة بفلسسسفة ابسسن العتاهيسسة وأبسسىَ العلء المعسسري والخيسسام مسسع الف سوارق فسسي حيسساته‬
‫وحياتهم وسلوكه وسسلوكهم ورغسم الفسوارق فسي الهسدف إل أنسه يلتقسي بهسم فسي روافسد الفلسسفة‬
‫ويقول الشيخ محمد العاقب في قصإيدة يزم فيها الدنيا‪:‬‬
‫الدنيا زايلة – وال العظيم يا أخواني ما يله‬
‫* وتسس س سسقيك مس س سسن جلودهس س سسا الصإس س سسافي نس س سساقع‬ ‫تصإس س س سسبح لي س س س سسك ع س س س سسروس ريق س س س سسة مواق س س س سسع‬

‫)‪(72‬‬
‫وتمس س س س سسس لس س س س سسك عجس س س س سسو از تنبس س س س سسح تدصإس س س س سساعقع * تشس س سسرط فس س سسي مكس س سسام مس س سسا كنس س سست ارقس س سسع‬

‫الشاعر في هذه القصإيدة يصإسسور لنسا الحيسساة السدنيا بصإسورة فنسان نحست تمثسسالا لسه‬
‫ظل وريسق ووجسه باسسم جميسسل ظساهره الرحمسسة وبساطنه العسسذاب والصإسورة السستي رسسسمها لنسا‬
‫العسساقب بريشسسته الشسسعبية تنسسم عسسن مقسسدرته الشسسعرية وتنسسم عسسن تجربتسسه الطويلسسة وتنسسم عسسن‬
‫عمقسسه فسسي التصإسسوف والتقشسسف والزهسسد وهسسو ل يسسدعو إلسسىَ نبسسذ السسدنيا نبسسذا مطلق س ا ولكنسسه‬
‫يحذر من السراف والتكالب عليها وحب الدنيا ومتعتها الفانية ولذة الحياة تدفع بعض‬
‫النسساس للسسسعي الحسسثيث للحصإسسول عليهسسا بأسسسلوب يبلسسغ أحيانس س ا قمسسة الخساسسسة والحقسسارة‬
‫ويتنافي مع أبسط قواعد الخلق القويمة والمثل النسانية الرفيعة‪ ,‬والدنيا ليسسست غايسسة‬
‫إوانما وسيلة إلسي الخسرة‪ ,‬وحسسب السسدنيا وحسسب مادياتهسا ينبتسسان النفسساق فسسي القلسب ويعوقسسان‬
‫النسان في السمو الروحي ومعرفسة الس ولسذا كسان زهسد السدنيا مسن أهسم أركسان التصإسوف‬
‫السلمي وشارعنا العاقب في صإورته الشسسعبية هسسذه تلتقسسي روافسسده مسسع فلسسسفة السسسلم‬
‫ومع فحول شعراء العربية‪ ,‬فمن قديم أبو نواس في زهدياته‪:‬‬
‫* لس س س سسه عس س س سسن عس س س سسدو فس س س سسي ثيس س س سساب صإس س س سسديق‬ ‫لس س س س سسو إمتحس س س س سسن الس س س س سسدنيا لس س س س سسبيب تكشس س س س سسفت‬

‫‪ ()72‬قرشي محمد حأسن‪ -‬مع شعراء المدائح‪ -‬ص ‪100‬‬

‫‪148‬‬
‫‪~2‬‬
‫والخيام في رباعيته يرسم لنا صإورة متشابهة ومطابقة فيقول‪:‬‬
‫* صإ س س س س س س س س سسار م س س س س س س س س سسأوى اللم والغ س س س س س س س س سسزلن‬ ‫قصإس س س س س س سسر برهس س س س س س سسام مرتس س س س س س سسع السس س س س س س سسلطان‬

‫أبو العلء المعري يقول‪:‬‬


‫* وتسس س سسقيك مس س سسن جلودهس س سسا الصإس س سسافي نس س سساقع‬ ‫بحب إل من راغب في ازدياد‬

‫يقول الشيخ العاقب‪:‬‬


‫* ه س سسو الش س سسفيع غ س سسدا ف س سسي ك س سسل م س سسن دجدردم س سسا‬ ‫يسسا ربسسي صإسسلىَ علسسىَ المختسسار ذي الكرمسسا‬

‫فهذه القصإيدة كأنما يجاري بها برودة البصإيري‪.‬‬


‫فقصإائد الشعراء في فترة دولة الفونسسج اشسستملت علسسىَ الموعظسسة الحسسسنة والتسسوجيه‬
‫السسديني والفلسسسفة الروحيسسة والسسدعوة إلسسي التصإسسوف بأسسسلوب شسسعبي ممتسسع‪ .‬ونجسسد ذلسسك فسسي‬
‫كثير من قصإائدهم فمثلا الحاج محمد العاقب يقول‪:‬‬
‫* فس س س سسي اللهس س س سسو واللعس س س سسب مسس س س سسكينة جائلس س س سسة‬ ‫نفس س س س سسس العس س س س سساقب يس س س س سسا إخس س س س س سواني قس س س س سسايله‬

‫كس س س س س س س س سسم الس س س س س س س س سسدنيا يس س س س س س س س سسا خلي غشس س س س س س س س سست * لبسس س س س سست لس س س س سسي هحوعليهس س س س سسا ودارسس س س س سسا درلشس س س س سست‬

‫ع س س س س سسن ب س س س س سساب المس س س س س سسيد قوله س س س س سسا أفش س س س س سست * قس س سسالت دائ س س سرة هزوجس س سسي ومودعهس س سسا دبلشس س سست‬

‫نس س س س س س س س س سسادلا شس س س س س س س س س سسيخ الفقس س س س س س س س س سراء جاهس س س س س س س س س سسا * علقاه س س س س س س س سسا وجديهس س س س س س س س سةل دحس س س س س س س س سلد الدودجاه س س س س س س س سسا‬

‫هسسذا وقسسد كسسان النسسبي صإسسلىَ الس عليسسه وسسسلم يتمثسسل بالشسسعر الصإسسادق كقسسول الشسساعر‬
‫الجاهلي المخضرم "سحيم"‪ :‬كفي الشيب والسلم للمرء ناهي ا)‪ ,(73‬ولكنه صإسسلىَ الس عليسسه‬
‫وسلم كان يري البيت مسسن الشسسعر هكسسذا‪ :‬كفسي بالشسيب والسسسلم للمسرء ناهيساا‪ .‬وهسو ترتيسسب‬
‫صإحيح من ناحية الصإياغة ولكنه يخالف ميزان الشعر‪ .‬وهنا تلي سيدنا أبوبكر الصإديق‬
‫رضي ال عنه بيت الشعر هكذا‪" :‬كفي الشيب والسلم للمرء ناهيا" فأعادة النبي صإسسلىَ‬

‫‪ ()73‬انأظر بن كثير – تفسير القرآن العظيم – ج ‪ – 3‬ص ‪.555‬‬

‫‪149‬‬
‫‪~2‬‬
‫ال عليه وسلم كالول‪ ,‬ومن ثم قال أبوبكر الصإسديق رضسسي الس عنسسه "صإسسدق الس العظيسسم"‬
‫)دودما دعللذمدناهه الدشذعدر دودما ديندبعغي لدهه()‪.(74‬‬
‫وقسسف شسسعراء لمدائسسح فسسي هسسذه العهسسود علسسىَ منصإسسة السسوعظ يسسدافعون بألسسسنتهم عسسن‬
‫المنك سرات ويسسستنكرونها بقلسسوبهم ول شسسك أن مسسدائحنا النبويسسة الشسسعبية تنتمسسي إلسسي أصإسسول‬
‫المدحة العربية الفصإحىَ‪ ,‬ومع اختلف الزمان والمكان واختلف المنهج القربي واضحة‬
‫في أسلوب المنافحة عن العقيدة السلمية‪ .‬توطيدها وتمجيدها ودفع غوائل الشر عنهسسا‪,‬‬
‫فالمدحسسة السستي كتبهسسا شسسعراء الرسسسول صإسسلىَ الس عليسسه وسسسلم‪ ,‬مسسع ردهسسا علسسىَ حملسسة شسسعراء‬
‫قريش كذلك تدور حول شخصإية الرسول‪ .‬وأصإحابه ترثي من مات وتمجسسد مسسن كسسان حيس ا‬
‫ومعنسسي ذلسسك أن المدحسسة الشسسعبية النبويسسة جسساءت امتسسدادا للمدحسسة العربيسسة تبركس سا وسسسلوكا‬
‫وعقيدة)‪.(75‬‬

‫‪ ()74‬سورة يآس اليآة رقم ‪69‬‬


‫‪ ()75‬المصدر السابق‪ -‬ص ‪11 ,10‬‬

‫‪150‬‬
‫‪~2‬‬
‫المبحث السادس‬
‫جهود القاضي دشين‬
‫ويحتوى على مايلى ‪:‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬ترجمة حياته ‪.‬‬


‫المطلب الثانى ‪ :‬مؤهلت قاضى العدالة القاضى‬
‫دشين‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬جهود قاضى العدالة القاضى‬
‫دشين ‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الول‬
‫ترجمة حياته‬
‫هس سسو دشس سسين بس سسن حمس سسد بس سسن الحس سساج محمس سسد البصإس سسيلبي‪ ,‬نسس سسبة إلس سسي مس سسوطنه حلس سسة‬
‫البصإيلب غرب "عمارة طه بالجزيرة "‪.‬‬
‫ولد دشين بمدينة أربجي وحفظ القسرآن فسي حداثسة سسنه‪ ,‬وتتلمسذ علسىَ الشسيخ محمسد‬
‫ابن قرم‪ .‬الذي يرجع إليسه الفضسل فسسي إدخسال ونشسر المسسذهب الشسسافعي فسي مملكسسة الفونسسج‪,‬‬
‫وخاصإة في منطقة بربسر والجزيسرة فسي أواسسط القسرن العاشسر الهجسري‪ ,‬وأخسذ المسذهب عنسه‬
‫وتفقه فيه‪ ,‬ثم باشر هو بدوره نشره)‪.(76‬‬
‫وهسسو أحسسد القضسساة الربعسسة السسذين قضسساهم الشسسيخ عجيسسب‪ ,‬وقسسد كسسان قاضسسي ا علسسىَ‬
‫مدينة أربجي والشافعية عموماا‪ .‬أما سبب تسميته بقاض العدالة فذاك لنسسه فسسسخ نكسساحا‬
‫الشيخ محمد الهميم)‪ ,(77‬الذي تجاوز الشرع فنكح أكسسثر مسسن أربسسع‪ ,‬وجمسع بيسن الخستين‪,‬‬
‫كلثوم وخادم ال إبنتي الشيخ با ناقا الضرير وقد أعلسن القاضسي دشسين حكمسه هسذا فسي‬
‫وجسسه محمسسد الهميسسم وهسسو مسسن الوليسساء المسسأذونيين السسذين ل يسسرد لهسسم دعسساء‪ ,‬وذلسسك حيسسن‬
‫خرج من جامع أربجسي بعسد صإسلة الجمعسة‪ .‬ولسم تنجسح محساولت الشسيخ إدريسس الراميسة‬
‫لثنيسسه عسسن عسسزم هسسذا الفسسسخ‪ .‬مسسن أجسسل هسسذا الموقسسف الصإسسلب نعسست "قاضسسي العدالسسة")‪,(78‬‬
‫وقال فيه الشيخ فرحا ودتكتوك أحد المشاهير)‪:(79‬‬
‫* الم س س س س س س س س س س س س س س سسا يمي س س س س س س س س س س س س س س سسل للض س س س س س س س س س س س س س س سسللة‬ ‫ويس س س س س س س سسن دشس س س س س س س سسين قاضس س س س س س س سسي العدالس س س س س س س سسة‬

‫نسس س س س س س س س س س س س س س س س سسله نعس س س س س س س س س س س س س س س س سسم السس س س س س س س س س س س س س س س س سسللة * الوق س س س س س س س س س س س س س سسدوا ن س س س س س س س س س س س س س سسار الرس س س س س س س س س س س س س س سسالة‬

‫وعبارته معناها أن "دشين" عادل ل يميل إلي الضللة أبسسداا‪ ,‬وأن ذريتسه الصإسالحة‬
‫قامت لتدريس رسالة أبىَ زيد القبرواني في الفقه المالكي)‪.(80‬‬

‫‪ ()76‬ابن ضيف ا‪ -‬الطبقات‪ -‬تحقيق د‪ .‬يآوسف فضل‪ -‬ص ‪120 ,101‬‬


‫‪ ()77‬أنأظر ترجمة في الطبقات ص ‪148‬‬
‫‪ ( )78‬محمد صالح محي الديآن‪ -‬مشيخة العبدلب وأثرها السياسي في السودان ص ‪ -418‬أنأظر ترجمته في الطبقات ص ‪90‬‬
‫‪ ()79‬أنأظر ترجمته في الطبقات ص ‪146‬‬
‫‪ ()80‬محمد صالح محي الديآن‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص ‪418‬‬

‫‪152‬‬
‫‪~2‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫مؤهلت قاضي العدالة القاضي دشين‬
‫مؤهلت القاضي دشين هي المؤهلت العلمية والخلقية للقضاة في ذلك الوان‪.‬‬
‫تسسأتي أهميسسة القضسساء بوصإسسفه جهسسة تؤمهسسا الرعيسسة بمختلسسف فئاتهسسا للجسسوء بشسسكاويها‬
‫وظلماتها‪ ,‬ومن اعتقادنا في أن الوقوف علىَ الصإسلحيات المخلسوة للمؤسسسة القضسائية‪,‬‬
‫ونوعيس سسة القضس سسايا الس سستي رفعس سست إليهس سسا‪ ,‬والحكس سسام الس سستي صإس سسدرتن عنهس سسا بشس سسأنها‪ ,‬والمكانس سسة‬
‫الجتماعيسة للمشسستكين والمشستكي منهسم‪ ,‬ومسسن شسانها أن تعكسس صإسورة أقسسرب إلسسي الحقيقسسة‬
‫عن مؤهلت هذا الشيخ القاضي العادل‪.‬‬
‫كان فقهاء السياسسة السسلمية واعيسن بجسسامة وخطسورة وحساسسية المهمسة الملقساة‬
‫ل‪ ,‬بسل وضسسعوا لسه مجموعسسة مسن الضسوابط‬
‫علىَ عاتق القاضي‪ ,‬لذلك لم يتركوا منصإبه فغ ا‬
‫والش سسروط والمواصإ سسفات ال سستي اروا فيه سسا ض سسمانا للحف سساظ عل سسىَ قدس سسية المنصإ سسب‪ ,‬وت سسوفير‬
‫العدالسسة للمتظلميسسن)‪ .(81‬إواذا ألقينسسا نظ سرة فاحصإسسة علسسىَ المواصإسسفات المطلوبسسة توفرهسسا فسسي‬
‫القاض سسي ف سسي دول سسة الفون سسج نج سسد أنه سسا ل تختل سسف ع سسن م سسا ه سسو متع سسارف علي سسه بي سسن فقه سساء‬
‫السياسسسة السسسلمية بصإسسفة عامسسة‪ .‬فقسسد كسسان يشسسترط فسسي القاضسسي أن يكسسون حافظسا للقسرآن‬
‫الكريسسم‪ ,‬ومجيسسدا للتجويسسد‪ ,‬عارفس ا بأحكسسامه‪ ,‬وملمس ا بقسسدر مناسسسب مسسن علسسم التوحيسسد‪ ,‬وحاذقس ا‬
‫لعلسسوم اللغسسة العربيسسة وخاصإسسة النحسسو منهسسا ومتبح س ار فسسي الفقسسه )‪(82‬علسسىَ المسسذهب المسسالكي‪.‬‬
‫المذهب الرسمي في الدولة)‪.(83‬‬
‫ومسسن خلل مسسا سسسبق يتضسسح لنسسا أن القاضسسي دشسسين قاضسسي العدالسسة حافظس ا للقسرآن‬
‫الكريسسم‪ ,‬ومجيسسدا للتجويسسد‪ ,‬عارف سا بأحكسسامه‪ ,‬وملم سا بقسسدر مناسسسب مسسن علسسم التوحيسسد وحاذق سا‬
‫لعلوم اللغة العربية وخاصإسة النحسو منهسا‪ ,‬متبحس ار فسسي الفقسه علسىَ المسذهب المسالكي‪ .‬ويزيسد‬
‫الشيخ دشين بالمهب الشافعي حيث كان قاضي علىَ مدينة أربجي والشافعية عموماا‪.‬‬

‫‪ ()81‬الماوردي‪ -‬الحأكام السلطانأية والوليآات الديآنية‪,‬ط ‪ ,3‬القاهرة ‪1937‬م‪ -‬ص ‪66 ,65‬‬
‫‪ ( )82‬محمد صالح محي الديآن‪ -‬مشيخة العبدلب وأثرها في حأياة السودان السياسية‪ -‬ص ‪428‬‬
‫‪ ()83‬نأفس المصدر السابق‪ -‬ص ‪428‬‬

‫‪153‬‬
‫‪~2‬‬
‫أمسسا مسسن الناحيسسة الخلقيسسة والجتماعيسسة والفسسسيولوجية فقسسد كسسان يشسسترط فسسي القاضسسي‬
‫التمتسع بالحريسة‪ ,‬وصإسحة العقيسدة والنفسس والعقسل والبسدن‪ ,‬ومتانسة الخلسق وكسل مسا مسن شسانه‬
‫أن يبعسسد الشسسكوك حسسول عسسدالته واسسستيعابه لبسواطن المسسور‪ ,‬ووفسساته بوعسسود‪ ,‬وقيسسامه بواجبسسة‬
‫علىَ الوجه المطلوب)‪.(84‬‬
‫إذن نسس سستطيع أن نقس سسول بس سسأن الناحيس سسة الخلقيس سسة والجتماعيس سسة والفسس سسيولوجية للشس سسيخ‬
‫القاضسسي العسسادل دشسسين قاضسسي العدالسسة‪ ,‬بسسأنه كسسان يتمتسسع بحريسسة وصإسسحة العقيسسدة والعقسسل‬
‫والب سسدن‪ ,‬ومتان سسة الخل سسق‪ ,‬وك سسل م سسا م سسن ش سسأنه أن يبع سسد الش سسكوك ح سسول ع سسدالته‪ ,‬واس سستيعابه‬
‫لبسواطن المسسور‪ ,‬ووفسساته بوعسسوده وقيسسامه بواجبسسة علسسىَ السسوجه التسسم الكمسسل وكيسسف ل وهسسو‬
‫قاضي العدالة الما يميل للضللة كما وصإفه الشيخ فرحا‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫‪ ()84‬ابن ضيف ا‪ -‬الطبقات – ص ‪17 ,16‬‬

‫‪154‬‬
‫‪~2‬‬
‫جهود قاضي العدالة القاضي دشين‬
‫قيامسسة بمسسا أوكسسل إليسسه فسسي القضسساء بصإسسفته مسسن رجسسال الش سريعة البيضسساء‪ ,‬ومحسساكم‬
‫الجاويسسد‪ .‬فكسسانت محسساكم رجسسال الشس سريعة البيضسساء تتيسسح للمتخاصإسسمين قسسد ار مسسن الحريسسة‬
‫لتمكينه سسم م سسن التع سسبير ع سسن تظلم سساتهم وال سسدفاع ع سسن أنفس سسهم‪ .‬ك سسان القاض سسي دش سسين مم سسن‬
‫يباشسسرون النظسسر فسسي القضسسايا المرفوعسسة لهسسذه المحسساكم وقسسد أشسستهر القاضسسي دشسسين بغ س ازرة‬
‫العلسسم والتقسسوي والزهسسر فسسي السسدنيا‪ ,‬وحسسب العسسدل والخيسسر للنسساس أجمعيسسن‪ ,‬وبهسسذه الصإسسفات‬
‫الحمي سسدة كس سسب دش سسين اح سسترام ومحب سسة الن سساس‪ .‬يق سسع تح سست دائس سرة اختصإاصإ سسه النظ سسر ف سسي‬
‫المس سسائل الزراعي سسة والج ارئ سسم الصإ سسغيرة كالمش سساجرات والسس سرقات البس سسيطة‪ ,‬وف سسي المس سسائل‬
‫المدنية‪ ,‬والحوال الشخصإسية‪ ,‬إواقامسة القيسم علسىَ المحجسور عليسه‪ ,‬وتعيسسن الوصإسسياء علسسىَ‬
‫القصإر‪ ,‬والنظر في قضايا الوقاف‪ .‬وكتابة الحجج الخاصإة بالعقارات والطيان)‪.(85‬‬
‫ك سسان ل يخش سسىَ ف سسىَ الح سسق لوم سسة لئ سسم فس سواجه الش سسيخ محم سسد الهمي سسم ف سسىَ موض سسوع النك سساحا‬
‫الشسسرعىَ والسسذى كسسان قسسد تجسساوز الشسسرع وجمسسع بيسسن الخسستين ونكسسح اكسسثر مسسن اربسسع ومعلسسوم‬
‫محمسسد الهميسسم مكسسانته بيسسن العس سوام وبيسسن رجسسال السسدين وقتهسسا وخاصإسسة والفسسترة فسسترة ظهسسور‬
‫وانتشسسار فكسسر المتصإسسوفة فكسسانت لسسه مكسسانته بيسسن رجسسال التصإسسوف ‪ -‬ال ان الشسسيخ دشسسين‬
‫لتأخذه فىَ الحق لومة لئم وليبسالىَ فسىَ سسسبيل احقساق الحسسق واظهسار الشسسرع وسسد الز ارئسع‬
‫وقد اعلن القاضىَ دشين حكمه فىَ وجه الشيخ محمد الهميم حين خرج من جامع اربجسسىَ‬
‫امسسام المل بعسسد صإسسلة الجمعسسة عسسن عسسزم هسسذا الفسسسخ اى فسسسخ نكسساحا الشسسيخ محمسسد الهميسسم‬
‫‪.‬ونعسست بقاضسسىَ العدالسسة والعسسدل هسسو اسسساس كسسل خيسسر ونمسسا وكسسانت عدالسسة القاضسسىَ دشسسين‬
‫معلومة شهد له بها الشيخ فرحا ودتكتوك كما ذكرنا ذلك فىَ اول هذا المبحث ‪.‬‬

‫‪ ( )85‬أنأظر محمد صالح محي الديآن‪ -‬مشيخة العبدلب وأثرها في تاريآخ السودان السياسي‪ -‬ص ‪.418‬‬

‫‪155‬‬
‫‪~2‬‬
‫المبحث السابع‬
‫جهود الشيخ حمد ود أم مريوم‬
‫ويحتوى على مايلى ‪:‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬ترجمة حياته ‪.‬‬
‫المطلب الثانى ‪:‬جهود الشيخ حمد فى الدعوة‬

‫المطلب الول‬
‫ترجمة حياته‬

‫‪156‬‬
‫‪~2‬‬
‫محمد بن علىَ المشيخي المشهور عند الناس بود أم مريوم‪ ,‬امسسه محسسسية مشسسرفية‬
‫من بنات ود قدال وأبوها ود كشيب‪ ,‬وهو مسلمي الصإل ولد بجزيرة توتي سنة ‪1055‬هس س‬
‫حفسسظ الكتسساب علسسىَ الفقيسسه أربسساب الخشسسن "أربسساب العقائسسد" وق س أر عليسسه التوحيسسد وابسسن عطسساء‬
‫ال‪ ,‬وأتم ختمتين لخليل عند الفقيه حمد أرباب)‪.(86‬‬
‫قصإد حمد ولد أم مريوم في أول المر أقليم أم درمان وبسدأ بهسسا حيساته الدينيسة ظسل‬
‫بهسسا إلسسي أن وقعسست خصإسسومة شسسديدة بينسسه وبيسسن الشسسيخ عبسسد المحمسسود النسسوفلبي‪ .‬ويقسسال أن‬
‫عبسسد المحمسسود قسسد أحسسرق منسسزل حمسسد وخلسسوته وكسساد حمسسد نفسسسه فيمسسا يقولسسون يسسذهب ضسسحية‬
‫الحريسسق لسسول أن الشسسيخ خسسوجلي أصإسسر عليسسه بسسالخروج مسسن المنسسزل ومغسسادرة المكسسان وقسسد‬
‫استوطن الشيخ حمد بعدها في المكان الذي به قبته الن ونشأت حلة حمد المنسوبة إليسسه‬
‫حولها)‪.(87‬‬
‫كسسان الشسسيخ حمسسد آمس ار بسسالمعروف ناهيس ا عسسن المنكسسر ل تأخسسذه فسسي الس لومسسة لئسسم‪,‬‬
‫وكان عنيفسا علسسىَ الحكسسام وكسان يقسسول‪" :‬أول أمسسرى أقسوال وثساني أمسسرى أفعسسال وثسالث أمسسرى‬
‫مقاصإد"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫جهود الشيخ حمد في الدعوة‬
‫‪ ()86‬الطيب حأمد الطيب‪ -‬المسيد‪ -‬ص ‪118‬‬
‫‪ ()87‬د‪ .‬محمد إبراهيم أبو سليم‪ -‬تاريآخ الخرطوم‪ -‬ص ‪15‬‬

‫‪157‬‬
‫‪~2‬‬
‫ذكر الطيب محمد الطيب رحمه ال في كتابه المسيد من ضمن مدارس المساجد‬
‫مدرسو الشيخ حمد ود أم مريوم ويقول أنه تتلمذ علىَ الفقيسسه أربسساب العقائسسد‪ ,‬إل أنسسه أنشسسق‬
‫عنسسه بسسسبب ميلسسه إلسسي التشسسدد فسسي الشسسرع‪" .‬والتشسسدد فسسي الشسسرع أفضسسل مسسن التسسساهل" وقسسد‬
‫اتسسسعت حلقتسسه السستي شسسملت عسسددا مسسن النسسساء أكسسثر مسسن الولد‪ ,‬ويبسسدو انهسسن كسسن ممسسن‬
‫يسسترددن لسسسماع السسدروس والم سواعظ دون د ارسسسة منتظمسسة لننسسا لسسم نسسر بنهسسن مسسن اشسستهرت‬
‫بالعلم‪.‬‬
‫وكانت هذه المدرسة أثر آخر في نشر العقيدة السلمية تجاوز منطقسسة الخرطسسوم‬
‫وسنار إلي دارفور‪ ,‬وفي ذلك يروي أن الشسيخ حمسد علسسم سسسبعين نفس ار مسسن أسسسرى بسن حسرار‬
‫أسسسلموا علسسىَ يسسديه فسساعتقهم‪ ,‬وأمرهسسم بسسالرجوع إلسسي بلدهسسم لنشسسر السسدين‪ ,‬كمسسا كسسان يشسستري‬
‫الرقيق‪ ,‬ويعتق نصإفه بعد أن يفقههم في الدين)‪.(88‬‬
‫ولسسم تكسسن الد ارسسسة فسسي هسسذه المدرسسسة قاصإ سرة علسسىَ المتسسون والكتسسب الشسسائعة‪ ,‬إوانمسسا‬
‫تنسساول مؤسسسسها مسسسائل اجتماعيسسة وأس سرية اسسستنبطها بطبيعسسة الحسسال مسسن كتسسب الش سريعة‪.‬‬
‫ومس سسن المسس سسائل الس سستي تناولهس سسا‪ :‬الس سسزواج والطلق والربس سسا ومخالطس سسة النسس سساء مس سسع الرجس سسال‪,‬‬
‫والخفسساض والصإسسدقة وغيرهسسا‪ ,‬كمسسا دعسسا إلسسي نبسسذ العسسادات المتعارضسسة مسسع نصإسسوص الشسسرع‬
‫كالربا والنميمة والكذب والحسد)‪.(89‬‬
‫إواذا نظرنا فسي قسسوله أو أمسسرى أقسوال وثساني أمسسرى أفعسسال وثسالث أمسسرى مقاصإسسد فهسسذا‬
‫معيار لفحص شخصإسيته وتحليلهسسا بسل كسسل شخصإسسية لكسسي نفحصإسسها ونحللهسا لبسسد أن نقسسف‬
‫علىَ أقوال وأفعال ومقاصإد الشخص‪.‬‬
‫وأمسسا الق سوال فسسالمر بسسالمعروف والنهسسي عسسن المنكسسر‪ .‬والمسسر بسسالمعروف والنهسسي‬
‫ت علللنسسا ع‬
‫س‬ ‫عسسن المنكسسر مسسن أوجسسب واجبسسات السسسلم قسسال تعسسالىَ‪) :‬هكنتسه سذم دخذيس سدر أهلمس سرة أهذخعردجس س ذ‬
‫ف دوتدذنهدذودن دععن اذلهمندكعر دوتهذؤعمهنودن عباللاعه( )‪.(90‬‬
‫تدذأمرون عباذلمعرو ع‬
‫هه د د ذه‬
‫ذلك أن يأمر من تاب علىَ يديه يزوج بنتسسه أو مسسوليته لفاسسسق‪ ,‬وأنسسه قطسسع مخالطسسة‬
‫الرجسسال م سسع النسسساء وأم سسر بغسسض النظ سسر وأم سسر بقطسسع كلم النسسساء م سسن النس سساء‪ ,‬أي كسسان‬
‫يحسسارب العسسادات الضسسارة مسسن ختسسان فرعسسوني وغيسره‪,‬لقسسد كسسان الشسسيح حمسسد ودام مريسسوم مسسن‬

‫‪ ()88‬د‪ .‬يآوسف فضل‪ -‬الطبقات‪ -‬ص ‪180‬‬


‫‪ ( )89‬يآحي محمد إبراهيم‪ -‬تاريآخ التعليم الديآني في السودان‪ -‬ص ‪136‬‬
‫‪ ()90‬سورة آلا عمران اليآة رقم ‪110‬‬

‫‪158‬‬
‫‪~2‬‬
‫اوئل رجال السسدين السسذين نفسوا علقسة هسسذا العسادات بالسسلم وقسسد اعسسد معهسسد د ارسسسات المسراة‬
‫والنسسوع والتنميسسة جامعسسة الحفساد للبنسسات بالتعسساون مسسع منظمسسة اليونسسسيف بحسسث فسسىَ محاربسسة‬
‫خفسساض النسساث المحسسور السسدينىَ اعسسداد ايمسسان احمسسد الخسواض ذكسسرت فيسسه القيسسادات الدينيسسة‬
‫فسسىَ السسسودان وموقفهسسا مسسن ختسسان النسساث وهسسذا يسساتىَ بعسسد مسسرور خمسسسة قسسرون مسسن فتسسوى‬
‫الشيخ حمد ودام مريوم ذكرت فيه ان الشيخ حمد من اوئل رجسال السدين السذين نفسوا علقسة‬
‫هذه العادة بالسلم وخلصإت فىَ بحثها الىَ التىَ ‪:‬‬
‫‪ -1‬الختان عادة قديمة جدا وسط شعوب متعددة‬
‫‪ -2‬الختان علمة عهد بين ال وابناء ابراهيم‬
‫‪ -3‬الختس سسان فس سسىَ المسس سسيحية غيس سسر مفس سسروض وغيس سسر مطلس سسوب لن العهس سسد الجديس سسد قس سسدم‬
‫معمودية الماء والروحا كبديل للختان‬
‫‪ -4‬اى حسسديث ع سسن الخت سسان هسسو ختسسان السسذكور ام سسا ختسسان الن سساث فلسسم يتح سسدث عنسسه‬
‫الكتاب المقدس فهو بهذا ليس ام ار دينيا وانما عسادة اجتماعيسة وسسط المجتمعسات‬
‫وعنسسدما يسسدرس العلمسساء المسسسلمين هسسذه الظسساهرة ويشخصإسسون مافيهسسا مسسن متسساعب‬
‫وسلبيات فالكل يتفق علىَ محالبتها ‪.‬‬
‫موقسسف الشسسيخ حمسسد هسسو التاصإسسيل والمرجعيسسة السستىَ يسسستند عليهسسا فسسىَ محاربسسة العسسادات‬
‫الضارة ‪.‬‬
‫ويقسسول ل يجسسوز لسسك أن تقس أر القسرآن وأنسست جاهسسل بف ارئسسض العيسسن‪ ,‬فسسرض الس عليسسك‬
‫أحك سسام الوض سسوء والصإ سسلة ومعرف سسة الس س وأم سسا القس سرآن فن سساقله إل أم القس سرآن خاصإ سسة ف سسي‬
‫الصإلة فإنها فرض)‪.(91‬‬
‫ويقول يحي محمد إبراهيم في كتابه تاريخ التعليسم السسديني فسسي السسودان ولعلنسا نجسسد‬
‫مثسسالا صإسسادق ا للفقيسسه المسسؤمن بسسدوره فسسي موقسسف الشسسيخ حمسسد ود أم مريسسوم‪ ,‬السسذي كسسان يعلسسم‬
‫الن سساس أم سسور ال سسدين م سسن صإ سسلة وصإ سسوم وزك سساة ويح سسذر م سسن بع سسض الع سسادات الجتماعي سسة‬
‫الضارة‪ ,‬ويأمر بترك بكارة النساء‪ ,‬لن ذلك هو السنة)‪.(92‬‬

‫‪ ()91‬الطيب محمد الطيب‪ -‬المسيد‪ -‬ص ‪118‬‬


‫‪ ( )92‬يآحي محمد إبراهيم‪ -‬تاريآخ التعليم الديآني في السودان‪ -‬ص ‪224‬‬

‫‪159‬‬
‫‪~2‬‬
‫ومن أفعال الشيخ ولد أم مريوم أنه بني له حائطا بين زراعته وزرع جاره حسستي‬
‫ل يقع ثمر ذرع جاره في أرصإه‪ ,‬ومنها انسسه كسسان كسسثير الرحيسسل مسسن السسديار إذا نسسزل دا ار‬
‫وكثر فيها الناس يرحل عنها‪ .‬يقول المام الشافعي رضي ال عنه‪:‬‬
‫* لملهس س سسا النس س سساس مس س سسن عجس س سسم ومس س سسن عس س سسرب‬ ‫والشس سسمس لس سسو وقعس سست فس سسي الفلس سسك دائمس سسة‬

‫كس س سسالترب ملقس س سسي فس س سسي أمس س سساكنه * والع س سسود ف س سسي أرض س سسه ن س سسوع م س سسن الحط س سسب‬ ‫)‪(93‬‬
‫والتس س سسبر‬

‫)‪(94‬‬
‫ف س س س س س سسإن تغ س س س س س سسرب ه س س س س س سسذا ع س س س س س سسز مطلب س س س س س سسه * إوان تغس س س س س سسرب ذاك عس س س س س سسز كالس س س س س سسذهب‬

‫ومنه سسا أن سسه ك سسان إذا أراد بن سساء ال سسبيوت ي سسأمر بقط سسع الم سسروق والش سسعب والرصإ سساص‬
‫ويصإر علىَ مساواتها في الطول والعرض إواذا ما وجد فسي واحسد منهسا اختلف ا أمسر بقطسع‬
‫غيس سره خسسوف التسسأثير علسسىَ النسسساء وبيسسوت نسسسائه يسسساوي بينهسسا فسسي الرض وفسسي الوضسسع‬
‫كهيئة بيوت أمهات المؤمنين)‪.(95‬‬
‫ويقول دكتور يوسف فضل "وكان للشيخ حمد بن علىَ المشيخي المشهور بود أم‬
‫مريسسوم أتبسساع كسسثير مسسن قبيلسسة فس س ازرة عامسسة ومسسن بنسسي جس سرار خاصإسسة‪ ,‬وكسسانوا يسسأتونه بزكسساة‬
‫ماشيتهم كل عام فكان يشتري بثمنها رقيقاا‪ ,‬ثم يعتق نصإفه بعد أن يفقهم في السدين‪ .‬وفسي‬
‫ذات م سرة أغسسارت علسسىَ بنسسي ج سرار جماعسسة مسسن الفسسور وتمكسسن بنسسو ج سرار مسسن أسسسر سسسبعين‬
‫منهم‪ ,‬وقدموهم هدية للشيخ حمد‪ .‬وبعد أن أعتنقوا السلم دينساا‪ ,‬اعتقهسم وأمرهسم بسالرجوع‬
‫إلي ديارهم حتىَ يدعو للدين السلمي")‪.(96‬‬
‫ومسسن أفعسساله إقامسسة الحسسدود الشسسرعية فسسي أهسسل بيتسسه وغيرهسسم وأن ابنسسه الشسسفيع تسسزوج‬
‫فوق زوجته القديمة وآثر الجديسسدة عليهسسا بيسسومين أو ثلثسة "فشسسعبه وأرمسده" و غسسز عسسودا‬
‫)‪(97‬‬

‫فسسي الشسسمس ربطسسه فيسسه أيامسا وقسسال عسسذاب السسدنيا أهسسون مسسن عسسذاب الخسرة وفعسسل قبسسل ذلسسك‬
‫بآَخرين)‪.(98‬‬

‫‪ ()93‬التبر‪ :‬الذهب‬
‫‪ ( )94‬أبى عبد ا محمد بن إدريآس الشافعي‪ -‬ديآوان المام الشافعي‪ -‬ص ‪16‬‬
‫‪ ()95‬الطيب محمد الطيب‪ -‬المسيد‪ -‬ص ‪119‬‬
‫‪ ()96‬أنأظر د‪ .‬يآوسف فضل‪ -‬طبقات ود ضيف ا ص ‪10 ,8‬‬
‫‪ ( )97‬شعبه‪ :‬أي ربطه على الشعبه وهي العود الذي له قرنأان تشبهان الفتحة بين الجبلين والتي تسمي شعب‪.‬‬
‫‪ ()98‬الطيب حأمد الطيب‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص ‪119‬‬

‫‪160‬‬
‫‪~2‬‬
‫ويقسسول يحسسي محمسسد إبراهيسسم "وكسسان حمسسد ود أم مريسسوم يعلسسم مجموعسسات مسسن بعسسض‬
‫القبائل ذات الصإول العربية‪ ,‬ويفقههم في الدين‪ ,‬ويسسأمرهم بعسسد ذلسسك بسسالرجوع إلسسي بلدهسسم‬
‫ونشر السلم هناك")‪.(99‬‬
‫كسسان النسساس عنسسدما يشسستهر عسسالم فسسي قريسسة أو مدينسسة يشسسدون الرحسسال إليسسه‪ ,‬الطلب‬
‫رغبسسة فسسي العلسسم المباشسسر‪ ,‬والعامسسة أملا فسسي البركسسة‪ ,‬أو علجس س ا لمسسرض‪ ,‬أو اسسستفتاء فسسي‬
‫مشس سسكل‪ ,‬وتبعس سا لس سسذلك كس سسان يتكس سساثر عس سسددهم‪ ,‬فتقس سسوم السس سواق‪ ,‬وتكس سسبر القس سسري قس سسرب الفقيس سسه‬
‫ومسجده أو خلوته‪ ,‬وكان بعض الفقهاء يسافرون إلي مسسدن ذات شسسهرة تجاريسسة فيسسسافرون‬
‫فيهسا فيسسذاع خسبرهم‪ ,‬فيتوافسد النسساس إليهسسا‪ ,‬ومسن ثسسم تسزداد تلسك المسدن ثسراء وحركسة‪ .‬وتفيسض‬
‫الروايسسات المحليسسة بأمثلسسة كسسثيرة عسسن نشسسأة مسسدن حسسول خلوي الفقهسساء ومسسساجدهم والشسسيخ‬
‫حمد ود أم مريوم انتقل من أم درمان إلي بحري بعد صإراعه مع الشسسيخ محمسسد النسسوفلبي‪,‬‬
‫ثسسم اسسستوطن فسسي المكسسان السسذي بسسع قبتسسه الن‪ ,‬وحولهسسا نشسسأت الحلسسة المعروفسسة باسسسمه "حلسسة‬
‫حمد"‪.‬‬
‫هذا وقد أهتم الشيخ حمد بتعليم النساء اهتمام ا كبي ار وجعل لهسسن خلسوات ومسسساكن‬
‫علىَ شط النيل الزرق من "جنينة الخواجه" إلي مكسسان كسسبرى النيسسل الزرق الحسسالي إوادارة‬
‫الوابرات النهرية‪ ,‬ويعتبر الشيخ حمد نموذجا لمن خرجهم المسيد‪.‬‬
‫تسسوفي الشسسيخ حمسسد سسسنة ‪-1729‬س س ‪1730‬م ودفسسن بسسأبىَ نجيلسسة المقسسبرة المشسسهورة‬
‫جنوب حلة خوجلي رضي ال عنه)‪.(100‬‬

‫‪ ( )99‬يآحي محمد إبراهيم‪ -‬تاريآخ التعليم الديآني في السودان‪ -‬ص ‪257‬‬


‫‪ ()100‬الطيب محمد الطيب‪ -‬المصدر السابق‪ -‬ص ‪119‬‬

‫‪161‬‬
‫‪~2‬‬
‫المبحث الثامن‬
‫جهود الشيخ محمد بن عدلن‬
‫يحتوى على مايلى ‪:‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬ترجمة حياته‬
‫المطلب الثانى ‪ :‬جهود الشيخ محمد عدلن‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬جهوده فى التأليف‬

‫المطلب الول‬

‫‪162‬‬
‫‪~2‬‬
‫ترجمة حياته‬
‫محمسسد بسسن عسسدلن الشسسائقي الحوشسسابي شسسيخ السسسلم والمسسسلمين خاتمسسة المتكلميسسن‬
‫والمجدد للدين فيه قول القائل مسا هسذا بشس ار إن هسذاإل ملسك كريسم حسج إلسي بيست الس الحسرام‬
‫وجاور به ق ار علم الكلم والمنطق والصإول والعربية علىَ عبد ال المغربي عسسالم المدينسسة‬
‫المنورة علسىَ صإساحبها أفضسل الصإسلة والسسلم ثسم قسدم فسي تنقاشسي مسن دار الشسايقية)‪.(101‬‬
‫فأوقسد نسار القسرآن بهسا ونسار الكسرم ونسار علسم المعقسول وتدريسسه فسي علسم الكلم علسىَ كسبرى‬
‫الش سسيخ السنوس سسني ووس سسطاه والصإ سسغرى وه سسي أم ال سسبراهين وصإ سسغرى الصإ سسغرى‪ .‬ول سسم يك سسن‬
‫ت سسدريس ه سسذه الكت سسب معه سسودا ف سسي جزيس سرة الفون سسج إل أم ال سسبراهين فق سسط‪ .‬وم سسع كت سسب الش سسيخ‬
‫السنوسني يسدرس علسم المنطسق وعلسم الصإسول والفقسه وعلسم العربيسة والتصإسسوف‪ .‬وكسان فيسه‬
‫كفاية للطلبة وانتفعت الناس بعلمه وبتصإانيفه وشدت الرحال مسسن سسسائر القطسسار وسسسارت‬
‫الناس بكتبه وعلمه شرقا وغربا إلي دار برنو)‪.(102‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫جهود الشيح محمد عدلن‬

‫‪ ()101‬د‪ .‬يآوسف فضل‪ -‬الطبفات‪ -‬ص ‪285‬‬


‫‪ ( )102‬محمد محجوب مالك‪ -‬رواد الثقافة السلمية في جزيآرة الفونأج‪ -‬ص ‪53‬‬

‫‪163‬‬
‫‪~2‬‬
‫أولل‪ :‬خلسسوة ودعسسدلن بتنقاسسسي بعسسد أن رجسسع مسسن المدينسسة المنسسورة وجلسسس للتسسدريس ذكسسرت‬
‫فاطمسسة أحمسسد علسسىَ فسسي كتابهسسا منطقسسة مسسروي المظهسسر والجسسوهر‪ ,‬فسسي حسسديثها عسسن خلسسوة ود‬
‫عسسدلن بتنقاسسسي تقسسول‪" :‬أسسسسها الفقيسسه العسسالم الشسسيخ محمسسد عسسدلن الحوشسسابي الشسسايقي‪,‬‬
‫حوش هو ابن شائق بن حميدان بن صإبح أبو مرخة والشيخ ود عدلن مسسن أشسسهر علمسساء‬
‫الشسسايقية وصإسسفه ود ضسسيف الس فسسي ترجمسسة حيسساته‪ .‬ورث العلسسم وأصإسسول الفقسسه علسسىَ الشسسيخ‬
‫الفقيسسه عبسسد الس المغربسسي‪ ...‬ثسسم رجسسع إلسسي وطنسسه ومسسسقط أرسسسه تنقاسسسي وأسسسس خلسسوته بهسسا‬
‫وأوقسسد نسسار الق سرآن ونسسار الكسسرم وجلسسس للتسسدريس إوانتفسسع النسساس بعلمسسه وتعسساليمه وشسسدت إليسسه‬
‫الرحال من سائر الدول الفريقية وحتىَ بلد برنو")‪.(103‬‬
‫يسمي يحي محمد إبراهيم الخلوي بأنها مدرسة‪ ,‬ويقول نطلق كلمة مدرسسسة علسسىَ‬
‫مسسسجد العلسسم وذلسسك لمسسا بينهمسسا مسسن تشسسابه وتسسداخل فسسي وظيفتهمسسا فالمدرسسسة مكسسان للسسدرس‪,‬‬
‫والمسجد مكان للصإلة والعبادة ومقر للدراسة‪.‬‬
‫ويفسرق البعسسض فيسري أن للمدرسسة خواصإساا‪ ,‬منهسا وجسود اليسوان السسذي يعسسد للد ارسسة‬
‫والسسذي يعسسد مسسن أبسسرز مرافقهسسا وأهمهسسا تسسسمي فسسي الخلسسوة بالقرانيسسة‪ -‬ومسسن خواصإسسها أيض س ا‬
‫المسسساكن السستي تبنسسي بسسالقرب منهسسا ليعيسسش فيهسسا الطلب والمدرسسسون السسذين ينتمسسون إليهسسا‪.‬‬
‫وعند آخريسن المكسان المشسيد للتعليسم خاصإسة‪ ,‬وللسدخول فيسه شسروط معينسة‪ ,‬إوان يرتسب لمسن‬
‫فيس سسه مس سسن الطلب والسس سساتذة الرواتس سسب الخاصإس سسة‪ ,‬وأن يكس سسون مس سسزودا بكس سسل مس سسا تحتس سساج إليس سسه‬
‫الدراسة من عدد الدروس والكتب واللواحا والغرف المهيأة ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫هسسذه بعسسض مسسا اشسسترطه البسساحثون للمدرسسسة‪ .‬وهنسساك شسسروط أخسسرى تجاوزنسسا عنهسسا‪.‬‬
‫والواق سسع أن سسه لي سسس م سسن الس سسهل أن تجتم سسع ك سسل ه سسذه الش سسروط ف سسي المدرس سسة لتك سسون ج سسديرة‬
‫بإسمها‪ ,‬ولكن لما كانت المدرسة تعني المكان الذي يق أر فيسه السدرس فإن السسودان عرفهسا‬
‫ممثلسسة فسسي مسسساجدها السستي كسسانت فسسوق وظيفتهسسا الساسسسية مكانس ا لتسسدريس العلسسم‪ ,‬كمسسا أنهسسا‬
‫عرفت المساكن الداخلية‪ ,‬ورواتب الطلبة والمدرسين‪ ,‬وكانت مزودة بكل ما هو ضروري‬
‫لستمرار الدراسة)‪ .(104‬وعندما ذكسسر مسسدارس المسساجد فسسي دار الشسسايقية ذكسر مسن ضسمنها‬
‫ل‪ :‬وفي تنقاسي أوقسد الشسيخ محمسد بسن عسدلن نسار القسرآن‬
‫مدرسة الشيخ محمد عدلن قائ ا‬
‫ونار العلسسم‪ ,‬بعسسد أن درس علسسم الكلم والمنطسسق والصإسسول العربيسسة بالمدينسسة المنسسورة‪ ,‬وكسسان‬
‫‪ ()103‬فاطمة أحأمد على‪ -‬منطقة مروي المظهر والجوهر‪ -‬ص ‪235‬‬
‫‪ ( )104‬يآحي محمد إبراهيم‪ -‬تاريآخ التعليم الديآني في السودان‪ -‬ص ‪114 ,113‬‬

‫‪164‬‬
‫‪~2‬‬
‫تدريسسسه فسسي علسسم الكلم علسسىَ كسسبرى السنوسسسية ووسسسطاه والصإسسغرى‪ ,‬ولسسم يكسسن تسسدريس هسسذه‬
‫الكتب معهودا كما أسلفنا في جزيرة الفونج إل أم البراهين فقط‪.‬‬
‫وك سسان لمدرس سسة تنقاس سسي ه سسذه عناي سسة بالتصإ سسوف ومؤسس سسها ك سسان صإ سساحب ت سسأليف‬
‫وشسسروحات أنتفسسع بهسسا المبتسسدي والمنتهسسي‪ ,‬وكسسان مسسن تعسساليمه للعامسسة أن مسسن لسسم يعسسرف الس‬
‫بالدليل والبرهان فليس بمؤمن)‪.(105‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫جهوده فى التأليف‬
‫استقبل السودان الثقافة العربية في عصإسر ساد فيسه التقليسد‪ ,‬وقسد وافسق ذلسك ظهسور‬
‫المتصإوفة وانتشار حلقاتهم وانصإرافهم للجانب العملي من التصإوف مما كسسان لسه أثسره فسسي‬
‫سريان روحا التقليد حتىَ أننا ل نجد لهذه الفئة أو للفقهاء مؤلفات تخرج عسسن دائسرة التقليسسد‪.‬‬
‫وقد سبق حركة التأليف والشرحا والختصإار الهتمسام باقتنساء الكتسسب المشسسهورة مسن مصإسر‬
‫‪ ()105‬المصدر السابق‪ -‬ص ‪118‬‬

‫‪165‬‬
‫‪~2‬‬
‫والحجسساز‪ .‬ومسسن محسساولت علمسساء عصإسسر الفونسسج فسسي مجسسال التسسأليف فسسي العلسسوم الدينيسسة‬
‫والعربيسسة الشسسائعة آنسسذاك‪ .‬الشسسيخ التلمسسساني "‪895‬هسس‪1489 -‬م" أكسسثر رواجساا‪ ,‬وكسسان كسسل‬
‫مسسن يسسدرس التوحيسسد يعتمسسد عليسسه‪ ,‬وقسسد دفعسست شسسهرت هسسذا الكتسساب كسسثي ار مسسن العلمسساء إلسسي‬
‫وضسع الشسروحات عليسسه‪ ,‬واشستهر الشسسيخ عسسدلن السسذي نعتسسه ود ضسسيف الس بشسيخ السسلم‬
‫والمسلمين‪ ,‬خاتمسة المتكلميسن‪ ,‬المجسدد للسدين بشسرحه علسىَ "أم السبراهين" ولسه بجانب ذلسك‬
‫شرحا آخر فسي العقيسدة الشسعرية انتفسع بسه المبتسديء والمنتهسي وسسارت سسير الشسمس‪ ,‬كمسا‬
‫ألسسف عقيسسدة "تحفسسة الطسسالب" السستي شسسرحها شسسرحا مفيسسدا)‪ ,(106‬ولسسه كتسساب "جسسامع زبسسد العقائسسد‬
‫التوحيديسسة فسسي معرفسسة السسذات الموصإسسوفة بالصإسسفات العليسسة" وهسسو إوان تماثسسل مسسع بقيسسة كتسسب‬
‫التوحيد إل أنه جاء في أسلوب موجز وسهل)‪.(107‬‬
‫وصإسسف ود ضسسيف الس س الشسسيخ محمسسد بسسن عسسدلن الشسسائقي بقسسوله "كسسان فيسسه نقابسسة‬
‫للطلبة‪ ,‬وانتفعت الناس بعلمه وبتصإانيفه‪ ,‬وشدت الرحال إليه من سائر القطار")‪.(108‬‬
‫والرحلسسة فسسي طلسسب العلسسم سسسمة بسسارزة فسسي التعليسسم السسسلمي‪ ,‬وقسسد حسسث الرسسسول صإسسلىَ ال س‬
‫عليسسه وسسسلم فسسي طلبسسه واعسسدا مسسن يلتمسسسه بالجنسسة فقسسال‪" :‬مسسن سسسلك طريقس ا يلتمسسس بسسه علمس ا‬
‫سهل ال له طريق ا في الجنة")‪ (109‬وقال صإلىَ ال عليسه وسسلم‪" :‬مسن سافر فسي طلسب العلسم‬
‫كان مجاهدا في سبيل ال‪ ,‬ومن مات وهو مسافر لطلبه كان شهيداا")‪.(110‬‬
‫والحسساديث السستي تسسدل علسسىَ فوائسسد الرحلسسة ومكانسسة مسسن يطلبهسسا كسسثيرة‪ -‬والحسسق أن‬
‫الرحلة طلبا للعلم أفادت التعليم السلمي كسثي ارا‪ ,‬وأسسهم فسي انتشساره‪ .‬وقسد أسسهم فسي ذيسوع‬
‫النوع الثاني عوامل كثيرة‪ ,‬نذكر منها التي‪:‬‬
‫أولل‪ :‬كسسانت الرغبسسة فسسي لقسساء الشسسيوخ والسسسماع منهسسم مباش سرة مسسن دوافسسع الرحلسسة الساسسسية‪,‬‬
‫لن حصإول الملكات‪ -‬كما يقول ابن خلدون عن "المباشرة والتلقين أشد استحكاما وأقسسوى‬
‫رسس سسوخاا‪ ,‬فعلس سسي قس سسدر كس سسثرة الشس سسيوخ يكس سسون حصإس سسول الملكس سسات ورسس سسوخها")‪ .(111‬والحس سسق أن‬
‫الطلب بهسسذا الحسسرص علسسىَ اللقسساء المباشسسر لعتقسسادهم أن السسذي يق س أر بل شسسيخ ل يصإسسير‬

‫‪ ()106‬د‪ .‬يآوسف فضل‪ -‬الطبقات‪ -‬ص ‪359‬‬


‫‪ ()107‬يآحى محمد ابراهيم – تاريآخ التعليم الديآنى فى السودان‪ -‬ص ‪170‬‬
‫‪()108‬ود ضيف ا‪ -‬المصدر السابق‪ -‬ص ‪359‬‬
‫‪ ( )109‬اخرجه مسلم بالذكر والدعاء باب فضل الجتماع على تلوة القران رقم ‪2699‬‬
‫‪ ()110‬ابن جماعة تزكرة السامع والمتكلم ص ‪27‬‬
‫‪ ()111‬ابن خلدون‪ -‬تاريآخ ابن خلدون ‪ ,‬بروت‪ -‬ص ‪1044‬‬

‫‪166‬‬
‫‪~2‬‬
‫عالما أسهموا في شسهرة الشسيوخ واتسساع حلقاتهم الستي كسان عسدد الطلب يزيسد عسن اللسف‬
‫عند بعضهم)‪.(112‬‬
‫ثانيسسلا‪ :‬لسسم تعسسرف خلوي السسسودان ومسسساجده وزوايسساه قيسسودا فسسي القبسسول كتلسسك السستي كسسانت‬
‫تضسسعها المسسدارس الحديثسسة أمسسام الطلب‪ .‬فالطسسالب كسسان يتمتسسع بحريسسة مطلقسسة غسسي اختيسسار‬
‫المادة والمدرس‪.‬‬
‫ثالثلا‪ :‬ارتبطت الرحلسة بظسسروف البلد القتصإسادية فسي حسالت كسسثيرة‪ ,‬فكلمسا كسسانت منطقسة‬
‫ما أكثر استق ار ار كسانت الرحسسال تشسد إليهسسا للقامسسة والتسدريس والتعلسسم‪ ,‬ولسذلك نجسد الخلوي‬
‫ومدارس العلم أكثر انتشا ار في الدامر والشايقية وبعض المدن التجاريسسة أكسسثر انتشسسا ار فسسي‬
‫دارفور وكردفان اللتين كانتا تعانيان من عدم السسستقرار بسسسبب الحسسروب)‪ .(113‬فكسسان لهسسذه‬
‫العوامل وطبيعة التعليم الديني ونظام الخلوي‪.‬‬
‫ما أكثر العلماء في كل مكسان فسسي وجسه الرض‪ ,‬وفسي كسل زمسسن مسسن الزمنسسة‪ ,‬ومسسا‬
‫أقسل المسسؤثرين بعلمهسم‪ ,‬المحتسسبين فيمسا أعطسساهم السس‪ ,‬ذلسسك أن العلسم علمسان‪ :‬دنيسسوي وعلسم‬
‫ديني‪ .‬والعلم الديني‪ :‬هو المعيسن فسسي عقيسدتنا السسسلمية‪ .‬وهسو الخسر يمكسسن تقسسسيمه إلسي‬
‫نسسوعين‪ :‬علسسم نسسافع وغيسسر نسسافع‪ ...‬فمسسا كسسان نسسافع هسسو مسسا كسسان ذا أثسسر فسسي صإسساحبه تطبيق س ا‬
‫ل‪ ,‬ووقا ار يتزي به‪ ,‬وحلية يتجمل بها‪ .‬ول نعني ما يتخذ للمفاخرة‪ ,‬أو يستغل للمنافع‬
‫وعم ا‬
‫الذاتيسسة‪ ,‬فسسذلك مسسا تحسسذر منسسه نصإسسوص الشسريعة‪ ,‬لنسسه قسسد جسساء فسسي الحسسديث‪" :‬أن أول مسسن‬
‫تساعر به النار عالم أخذ العلم للمفاخرة والمباهاة وليقال هو عالم وقد قيل")‪.(114‬‬
‫وعسسن أبسسىَ هري سرة رضسسي ال س عنسسه قسسال‪ :‬سسسمعت رسسسول ال س صإسسلىَ ال س عليسسه وسسسلم‬
‫يقول‪" :‬إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجلل أسهتشهد فأتعدي به فددعلرفدةه نعدعمتهه فددعرفدهسسا‬
‫ت لن‬ ‫ت‪ ,‬قال‪ :‬كسذبت ولكنسك قساتل د‬ ‫ت فيسك حستىَ استهشسعهد ه‬
‫ت فيها؟ قال‪ :‬قاتل ه‬ ‫‪ ,‬قال فما دعمل د‬
‫هيقسسال دجعريسلء فقسسد قيسسل‪ ,‬ثسسم أمسسر بسسه فسسسحب علسسىَ وجهسسه حسستىَ ألقسسي فسسي النسسار‪ ,‬ودرهجسلل تعلسسم‬
‫القرآن وعلمه وق أر القرآن فدأدتعدي به فعارفه نعمة فعرفها‪ ,‬قال‪ :‬فما عملت فيها؟ قال‪ :‬تعلمت‬
‫ت فيسسك الق سرآن‪ ,‬قسسال‪ :‬كسسذبت ولكنسسك تعلمسست العلسسم ليقسسال عسساللم‪ ,‬وق سرأت‬ ‫العلسسم وعلمتهسهه وق س أر ه‬
‫القرآن ليقال هو قارئل فقد قيل‪ ,‬ثم أمر به فسحب علىَ وجهه حتىَ ألقي في النسسار‪ ,‬ورجسلل‬

‫‪ ( )112‬يآحي محمد إبراهيم‪ -‬تاريآخ التعليم الديآني في السودان‪ -‬ص ‪181‬‬


‫‪ ()113‬المصدر السابق‪ -‬ص ‪181‬‬
‫‪ ()114‬المام مسلم‪ -‬صحيح مسلم باب الريآاء‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫‪~2‬‬
‫وسسسع ال س عليسسه وأعطسساه مسسن أصإسسناف المسسال هكلاسسه فسسأتي بسسه فعارفسسه نععمسسه فعرفهسسا‪ ,‬قسسال فمسسا‬
‫ت فيها لك‪ ,‬قال‪ :‬كذبت‬
‫ب أن هينفق فيها إل أنفدذق ه‬
‫ت من سبيل تح ه‬
‫عملت فيها؟ قال‪ :‬ما ترك ل‬
‫ولكنسسك فعلسست ليقسسال موجسسود إذ فقسسد قيسسل‪ ,‬ثسسم أمسسر بسسه فسسسحب علسسىَ وجهسسه‪ ,‬ثسسم ألقسسي فسسي‬
‫الن سسار")‪ .(115‬ف سسالعلم الصإ سسادق م سسع الس س ف سسي نيت سسه ه سسو‪ :‬الع سسالم الن سسافع لنفس سسه‪ ,‬والم سسؤثر ف سسي‬
‫غي سره‪,‬وليسسس مسسن الضسسروري أن يكسسون العسسالم متبح س ار فسسي معسسارفه‪ ,‬إذ تقسسوي ال س جل وعل‬
‫ومراقبته في السر والعلن هي خير زاد يدفع العالم للعمسل‪ ,‬ويجعسل لعملسه ثمسرة‪ ,‬وقبسسولا فسي‬
‫قلوب الناس‪ ,‬بحيث تبرز النتائج فيمن حوله‪ ,‬ألم يقسسل سسبحانه‪) :‬دواتلقهسوذا اللاسهد دوهيدعلدهمهكسهم اللاسهه‬
‫دواللاهه بعهكدل دشذيرء دععليلم( )‪ .(116‬فكانوا من الذين جعل الس فسي عملهسم بركسة‪ ,‬ومسع إخلصإسهم‬
‫وصإدقهم مع ال نتيجة‪ ,‬وذلك بتذليل الصإعاب وسرعة النتائسسج‪ .‬فن ارهسسم كالطسسائر المحلسسق‪,‬‬
‫يقع علسىَ أي شسجرة يريسد‪ ,‬ويحسسط بسسأي أرض تحلسو لسسه‪ ,‬ويؤكسسد ذلسك أن المجتمسسع السسسوداني‬
‫مسسا ي سزال يسسدين بسسالحب والسسولء لرجسسال السسدعوة والرشسساد السسذين أرس سوا دعسسائم حركسسة السسدعوة‬
‫والتعليم في دولة الفونج‪ ,‬وعمروا وجدان ال بحب ال وحب رسوله وما تزال أسماء هؤلء‬
‫الشيوخ والدعاة‪ ,‬تقفز إلي شفاه الجماهير وتكشف عن الثر العميق للحركة الفكرية السستي‬
‫بزر بزورها هؤلء الشيوخ حتىَ أصإبحوا أساطير في ذاكرة الجماهير‪.‬‬
‫فهسذه ثلسسة مسسن أعلم السدعوة فسي بلدنسسا‪ ,‬تركسوا أثس ار بسار از فسي السسدعوة فسإبراز جسوانب‬
‫س سسيرتهم ورغبته سسم ف سسي أعم سسال الخي سسر لع سسل الجي سسال اللحق سسة تأخ سسذ م سسن معينه سسم‪ ,‬وتترس سسم‬
‫خطاهم في مجال الدعوة‪.‬‬

‫‪ ()115‬المام النووي‪ -‬شرحا صحيح مسلم‪ -‬دار الفكر ‪ ,‬بيروت‪1392 ,‬هص‪ -‬كتاب المارة باب من قاتل للريآاء والسمعة أستحق النار‪.‬‬
‫‪ ()116‬سورة البقرة اليآة ‪282‬‬

‫‪168‬‬
‫‪~2‬‬
‫الخاتمة‬
‫وتشتمل على‪:‬‬

‫‪ ‬اول‪ :‬النتائج‬
‫‪ ‬ثانيا ‪ :‬التوصيات‬

‫‪169‬‬
‫‪~2‬‬
‫أو ل‬
‫ل‪ :‬النتائج‪:‬‬
‫ممسسا سسسبق عرضسسه مسسن جهسسود ونشسساط لهسسؤلء المصإسسلحين والسسدعاة فسسي السسسودان فسسي‬
‫تطور الدعوة السلمية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن الصإلة والعلقات بين السودان والجزيرة العربيسة قديمسسة وضساربة الجسذور إذ تعسود‬
‫إلي ميئات السنين قبل السلم ولما جاء السلم عزز من هذه العلقات‪.‬‬
‫‪ -2‬إن لهؤلء المصإلحين والسدعاة جهسود كسبيرة فسي نشسر السسلم وحضسارته الراقيسة وذلسك‬
‫بإنشاء المدارس والمساجد إواتباع النظسم السسلمية‪ ,‬وهسسذا مسا شسسهد بسه الرحالسسة والمؤرخسسون‬
‫الذين كتبوا عن السودان أمثال المقريزي والقلقشندي وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -3‬هسسذه الجهسسود الكسسبيرة كسسانت رسسسمية مثسسل السسسلطان عجيسسب المانجلسسك وبسسادي وغيرهسسم‬
‫وجماعية وفردية‪ .‬في نشر السلم والحضارة السلمية في السودان‪.‬‬
‫ونتيج سسة لس سسهامات ه سسؤلء المصإ سسلحين وال سسدعاة ف سسي تط سسور ال سسدعوة فق سسد تغي سسر إنس سسان‬ ‫‪-4‬‬
‫السودان جذريا في جميع مناحي حياته‪ ,‬ففي الجانب العتقسسادي آمسسن النسساس بسسال ربسا‬
‫وبمحمسسد نبيس سا وبالسسسلم دينس سا وتركس سوا مسسا كسسانوا عليسسه مسسن العتقسساد وسس سواء كسسان دينسسي‬
‫سس سسماوي منسس سسوخ أو وضس سسعي أو وثنيس س ا وفس سسي الجس سسانب الجتمس سساعي‪ ,‬فقس سسد أزال السس سسلم‬
‫الفس سوارق الجنسسسية الثنيسسة والطبقيسسة بيسسن أفس سراد المجتمسسع الواحسسد‪ ,‬آخسسي السسسلم بينهسسم‬
‫وتزاوجس سوا فيم سسا بينه سسم ف سسامتزجت تل سسك العناصإ سسر جميعس س ا وك سسونت عنصإس س ار واح سسدا ي سسدين‬
‫بالسسسلم‪ .‬كمسسا غيسسر السسسلم عسساداتهم فسسي السسزواج‪ ,‬ونظسسام السسرة‪ ,‬ورفسسع مكانسسة المسرأة‬
‫وأحاط السرة بسسياج مسن الحصإسانة والعفسة‪ .‬واقتصإساديا وجسد المسواطنين الطمأنينسة فسي‬
‫ظسسل هسسذه الدولسسة فسسازدهرت التجسسارة والز ارعسسة وسسساد الرخسساء وانعكسسس ذلسسك علسسىَ السسسكان‬
‫فدخلوا في دين ال أفواجا‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫‪~2‬‬
‫ثانيلا‪ :‬التوصيات‬
‫‪ .1‬التعرف علىَ جهود الدعوة السلمية التىَ بذلت فىَ فترة الدولة السنارية‬
‫‪ .2‬تعزيسسز التعسساون بكافسسة أشسسكاله بيسسن السسدول السسسلمية والعربيسسة ودول منطقسسة شسسرق‬

‫أفريقيا‪.‬‬
‫‪ .3‬الهتمام بالمزيد من الدراسات لتاريخ تلك المنطقة ودياناتها وشعوبها‪.‬‬
‫‪ .4‬تكثيف العمل السسلمي والسدعوى مسسن قبسسل المنظمسات والهيئسات العاملسسة فسسي حقسل‬

‫الدعوة السلمية بالسودان‪.‬‬


‫‪ .5‬الهتمام بتاريخ الدعوة فىَ السودان‪.‬‬
‫‪ .6‬الكتابة فىَ المصإلحين من العلماء الوئل فىَ السودان‪.‬‬
‫‪ .7‬توثيسسق الصإسسلة السسسلمية مسسع السسسودان باعتبارهسسا اول منطقسسة مسسن افريقيسسا تطأهسسا‬

‫اقدام العرب والمسلمين استكمال لتلك الصإلت‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫‪~2‬‬
‫المــــــلحــــق‬

‫‪172‬‬
‫‪~2‬‬
‫ملحق رقما )‪(1‬‬
‫حجة سلطانية ووثيقة صادرة عن السلطان‬
‫)‪(1‬‬
‫بادي بن السلطان نول –سلطان سنار‬
‫)‪(2‬‬
‫بسما ال الرحمن الرحيما‪ ،‬الحمد ل الذي بلغ الرسول ونحن آمنا به‬
‫الوثائق بال والرسول‬
‫ابن السلطان نول‬
‫(‬
‫السلطان بادي ‪1137(3‬‬
‫حجسسة سسسلطانية ووثيقسسة ملوكيسسة بمدينسسة سسسنار المحروسسسة المحميسسة اجلهسسا الس س تعسسالي لسسدي‬
‫متوليهسسا السسذي أيسسده الس بالنصإسسر والتمكيسسن والرفعسسة والتحصإسسين وجعلسسه ظلا ظليلا يسسأوي إليسسه‬
‫كل مسكين ‪ ،‬الذي هو في الدنيا سعيد وفي الخسرة ‪،‬إن شساء الس شسهيد ‪،‬مسسن انطسسوي بسساطنه‬
‫السسذي علسسي الصإسسفا وظسساهره علسسي الصإسسدق والوفسساء ‪ ،‬الصإسسادق فسسي قسسوله ‪ ،‬الميسسن فسسي فعلسسه‬
‫الذي إذ قال صإدق ‪ ،‬إواذا تكلم بالحق نطق ‪ ،‬مولنا السلطان بن بادي بن السلطان نسسول ‪،‬‬
‫نصإسره الس الرحمسسن الرحيسسم بجسساه القسران العظيسسم والنسسبي الكريسسم ‪،‬آميسسن يسسأرب العسسالمين‪...‬السسي‬
‫حضس سرة كسسل مسسن تقسسف عليسسه هسسذه ) الوثيقسسة (‪ ،‬والنسساظر لمسسا فيهسسا مسسن الحقيقسسة وبعسسد‪ ،‬فسسان‬
‫السسسلطان المسسبرور المؤيسسد المنصإسسور ‪ ،‬تصإسسدق علسسي الفقيسسه محمسسد السسسيد ابسسن الشسسيخ عبسسد‬
‫الهادي بن الشيخ محمد ولد دوليب والفقيه دوليب بن الفقيه محمد بدار الكدرو والمعلومسسة‬
‫الحسسدود والبقعسسة ‪ ،‬فحسسدها مسسن جهسسة الصإسسعيد المشسسايخة ومسسن جهسسة السسسافل الجعلييسسن ‪،‬ومسسن‬
‫جهة الغرب مرن الجعليين المعلسسوم ومسسن جهسسة الصإسسبح درب الجمسسل المعلسسوم‪ .‬صإسسدقة لسسوجه‬
‫الس تعسسالي وطلبسا للثسواب فسي دار المسآَب ‪ ،‬وليسسوم ل ينفسسع فيسه مسسال ول بنسون إل مسسن أتسسي الس‬
‫بقلب سليم‪.‬‬
‫صإسسارت السسدار المسسذكورة يحسسدودها المعلومسسة ملك س ا لهسسولء المسسذكورين ولسسذريتهم ذريسسة ذريتهسسم‬
‫إلسسي أن يسسرث الرض ومسسن عليهسسا ‪ ،‬وهسسو خيسسر الس سوارثين سسسالمة سسسلمة مسسن جميسسع الشسسرور‬
‫والس سسبل والمض سسار ‪ ،‬ول عليه سسم دم ول حس سسب ‪ ،‬ول قل سسوق ول ن سسزول ول تس سوارت ول مخل ول‬
‫كليقة سنسنة ول عادة ول عانة ول سلبة من السسبل ‪ ،‬حجسر دارهسم عنسدهم فسي أيسديهم وحكسم‬
‫)‪ (1‬محمد إبراهيم ابو سليم الدكتورج‪-‬لا ‪ .‬اسبولدنأق‪"-‬وثائق ممن سلطنة سنار "‬
‫)‪ (2‬الكدرو ‪ ،‬شعبة ابحاث السودان الخرطوم‪1967،‬م‪،‬ص ‪61-59‬‬
‫)‪ (3‬صيفه الدعاء ‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫‪~2‬‬
‫دراهم في أيديهم حربتها في أيديهم وليدنيها ول يقف عليهم ونؤكسسد عليكسسم يسسا جميسسع الشسسيوخ‬
‫والمقاديم والجراي الذين من تحتهم إلي حد لملكسسي عليكسسم كلسسه خصإوصإس ا الشسيخ اونسسة ولسسد‬
‫سسرير‪،‬ومسن بعسده إلسي قيسام السساعة ل حسدا منكسم يتعسرض لهسذه الصإسدقة ‪ ،‬ومسن تعسرض لهسا‬
‫بعد كلمي لها هذا فقد عرض نفسه للهلك ‪ .‬والحذر ثم الحذر من المخالفة والمخالف ل‬
‫يلسسوم إل نفسسسه‪ ..‬حضسسر ذلسسك وشسسهد بسسه الشسسيخ بشسسر والجنسسدي محمسسد والشسسيخ عسسزوزة وكيسسل‬
‫حسسوش ناصإسسر خسسال الملسسك ‪ ،‬والشسسيخ عبسسد ال س ‪ ،‬شسسيخ قسسري ‪ ،‬والشسسيخ سسسليمان شسسيخ أليسسس ‪،‬‬
‫والشس سسيخ علس سسي ولس سسد شس سساور شس سسيخ التس سساكه‪ ،‬والشس سسيخ قاسس سسم شس سسيخ القربيس سسن الشس سسيخ فس سساطر شس سسيخ‬
‫البحسسر‪،‬والشسسيخ محمسسود شسسيخ القواريسسة‪ ،‬والشسسيخ إدريسسس مقسسدم الس سواكرة ‪،‬والسسسلطان خميسسس‬
‫سسسلطان فسسور المسسسبعات ‪ ،‬والشسسيخ علسسي ود تومسسة مقسسدم الخيسسل والشسسيخ جسسابر مقسسدم القواويسسد‪،‬‬
‫والشيخ ادم ولد كوري الفقيه عبد الحفيظ ‪ ،‬والفقيه عثمان والسلطان البرقاوي والفقيسسه محمسسد‬
‫بن عبد الغني وكاتب الوثيقة يعقوب حمي ار ‪ ،‬وكفي بال شهيدا ‪ .‬سنة ‪ (115(1‬مسسن الهجسرة‬
‫النبوية علي صإاحبها الفضل الصإلة وازكي السلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬بوفق ذلك بالتقويآم الميلدي ‪1744- 1743‬م‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫‪~2‬‬
‫ملحق رقما )‪(2‬‬
‫حجة فرعية ووثيقة ملوكية‬
‫قري)‪(1‬‬ ‫صادرة عن الشيخ عجيب ‪-‬شيخ‬
‫نبيه)‪(2‬‬ ‫" الحمد لوليه والصلة والسلما علي‬

‫(‬
‫المتوكل علي ال الشيخ عجيب بن الشيخ عبد ال ‪1172(3-‬‬
‫" فهسسذه حجسسة فرعيسسة ووثيقسسة ملوكيسسة محسسررة مرضسسية بالسسديار الفنجيسسة ببنسسدر قسسري المحروسسسة‬
‫المحمية من حضرة صإاحب المقامات العلية والقسوال الصإسادقة الوفيسة المسسأمون علسسي دينسسه‬
‫والرعيسسة ‪،‬والمتمسسسك بالش سريعة المحمديسسة المتوكسسل علسسي ال س الشسسيخ عجيسسب بسسن المرحسسوم ‪،‬‬
‫الشسسيخ عبسسد ال س زيسسدت أيسسام عسسدله وجسسددت ليسسالي سسسعده بجسساه الق سرآن العظيسسم والنسسبي الكريسسم‬
‫‪،‬آمين وبعد‪ ،‬فان المحفسوظ المسبرور المؤيسد المنصإسور الشسيخ عجيسب بسن المرحسوم عبسد الس‬
‫تمم وامضي ما فعله حماد ولد عربي شيخ الدانيات للفقيه السيد بن الشيخ عبد الهسسادي بسسن‬
‫الشسسيخ محمسسد ولسسد دوليسسب مسسن جهسسة الصإسسعيد القلسسع ‪ ،‬ومسسن جهسسة السسسافل الهبحسسة‪ ،‬ومسسن جهسسة‬
‫الصإبح غدير مازن وسيال العنتسساراب ومسسن جهسسة المغسسرب غسسدير فسسروع ‪،‬صإسسدقة نسساجزة لسسوجه‬
‫الس الكريسم وطلبسا للثسواب فسي دار المسآَب ‪ ،‬وليسسوم ل ينفسع فيسه مسال ول بنسون إل مسن أتسي الس‬
‫بقلسسب سسسليم ‪ .‬وصإسسارت السسدار المسسذكورة بحسسدودها المعلومسسة صإسسدقة وملك سا لسسوجه ال س الكريسسم‬
‫للفقه السسيد ود الشسيخ عبسد الهسادي لسه ولسذريته وذريسة ذريتسه إلسي أن يسرث الس الرض ومسن‬
‫عليها ‪ ،‬وهو خير الوارثين سالمة مسلمة من جميع الشرور والسبل العادية ول عليهسسا عسسادة‬
‫‪ ،‬ول عانة ول نزول ولتورات ول علوق ‪.‬‬

‫ملحق رقما )‪(3‬‬


‫الحمد ل والصلة والسلما علي نبيه‬
‫)‪ (1‬محمد إبراهيم أبو سليم‪ :‬الغونأج والرض ) وثائق تمليك ( وثيقة رقصم)‪(2‬وهصي الوثيقصصة رقصم )‪ (2‬فصي مجموعصة الصدرو ‪،‬شصصعبة أبحصاث‬
‫السودان ‪ ،‬جامعة الخرطوم ‪،1967،‬ص ‪. 70‬‬
‫)‪ (2‬صيفة الدعاء ‪.‬‬
‫)‪ (3‬صورة الختم ‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫‪~2‬‬
‫الواثق بال الرسول ابن السلطان بادي ‪1137‬‬
‫حجس سسة سس سسلطانية ووثيقس سسة ملوكيس سسة مس سسن حضس سرة سس سسلطان المسس سسلمين وناصإس سسر شس سريعة سس سسيد‬
‫المرسسسلين وناشسسر لسواء العسسدل والفضسسل علسسي كافسسة العسسالمين ‪ ،‬حسسافظ البلد وناصإسسر العبسساد وقسسامع‬
‫أهسسل الظلسسم والفسسساد ورحمسسة الس سسسبحانه وتعسسالي للحاضسسر والبسساد ‪ ،‬مولنسسا السسسلطان بسسن السسسلطان‬
‫الملك المظفر المعان السلطان بادي بن المرحسوم السسلطان نسول زيسدت ايسام عسدله وجسددت ليسالي‬
‫سعده بجاه محمد واله آمين ‪ ،‬إلي كسل مسسن تقسف عليسسه هسذه الوثيقسة والنسساظر لمسا فيهسا مسن الحقيقسسة‬
‫وبعد‪ ،‬فان السلطان المنصإور المؤيد المسسبرور تمسسم للفقيسسه محمسسد بسسن الفقيسسه احمسسد ابسسن الشسيخ عبسد‬
‫الرحمن أبو شنب الشيخ عبد الرحيم بيساع المطسر دار جسده الشيخ عبد الرحيسم المسذكور الستي فسي‬
‫يسسدهم مسسن جسسده للسسوقت وهسسي السسدار المعلومسسة الحسسدود حسسدها مسسن جهسسة الشسسيخ عبسسد الرحيسسم المسسذكور‬
‫التي في عشيرة والع اززة النازلين فيها العتاقة دارهم القديمة وحفير كسسري ومسسن جهسة الصإسبح حفيسسر‬
‫ولسسد المرقسسوب زمسسن جهسسة الغسسرب درب حصإسسحوص ومسسن جهسسة الصإسسعيد حسسدود السسدار المسسذكورة دار‬
‫الشسسيخ عبسسد الرحيسسم بيسساع المطسسر مسسن الجهسسات الربعسسة تممهسسا لهسسم ابتفسساء لسسوجه ال س تعسسالي وطلبسسا‬
‫للثواب في يوم المآَب ل ينازعه فيها منازع ول يتعرض له فيها معارض سالمة مسلمة من جميسسع‬
‫الشرور والسبل ول احد يتعرض ذرية الشيخ عبد الرحيسم بيساع المطسر فيهسا لهسم لسه ولسذريته وذريسة‬
‫ذريته إلي أن يرث ال الرض ومن عليها ‪ ،‬وهو خير الوارثين فمن تعرض لهم فيها فقسسد تعسسرض‬
‫للهلك خصإوصإسسا شسسيوخ دار ولسسد الملسسك والحسسذر ثسسم الحسسذر مسسن المخالفسسة والمخسسالف لكلمسسي ل‬
‫يسسومن إل نفسسسه حضسسر ذلسسك وشسسهد بسسه الشسسيخ رحمسسه بسسن الشسسيخ يسسونس والجنسسدي يسسونس والشسسيخ‬
‫اسماعيل خال الملك والرباب ايدوا جد الملك ‪ ،‬والشيخ عبد ال بم الشيخ عجيسسب والشسيخ محمسسد‬
‫بن علي والشسيخ ابوشسوة شسيخ الحسواكرة والشسيخ شساع السدين شيخ البحسر والشيخ محمسد الفقيسه أبسو‬
‫النقا واحمد بن الفقيه باتكوراومسطرها فقير ال تعالي محمد بن عبد الغنسي وكفسا بسال شهيدا فسي‬
‫شعبان سنة ‪ (1145(1‬من الهجرة النبوية علي صإاحبها أفضل الصإلة والسلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم والدكتور ج‪-‬لا‪ -‬اسولدنأق وثائق من سلطنة سنار في القرن الثامن عشر " ووثائق تمليك " وثيقة رقم )‬
‫‪.(30‬‬

‫‪176‬‬
‫‪~2‬‬
‫ملحق رقما )‪(4‬‬
‫صإورة إجازة علمية من شيخ السلم علي الجهوري احمد علماء الزهر لتلميذه عبد‬
‫الرحمن بن إبراهيم بن أبي ملحا من السودان والذي ق أر عليه مختصإر خليل في الفقع‬
‫)‪(1‬‬
‫المالكي منظومته في الوحيد‬
‫بعسسد حمسسد الس تعسسالي ‪ ،‬والصإسسلة علسسي نسسبيه ‪ ،‬وبعسسد ‪ :‬فقسسد قس أر علسسي الشسسباب تحريسسر الفاضسسل‬
‫عبسسد الرحمسسن بسسن إبراهيسسم بسسن أبسسي ملحا ‪ ،‬الكبسساني والسسبري بلسسده ‪ ،‬عقيسسدتي السستي الفتهسسا فسسي‬
‫أصإسسول السسدين والتصإسسوف وشسسرحها قسراءة جيسسدة نافعسسة أن شسساء الس تعسسالي ‪ .‬وحضسسر قراءتسسي‬
‫فسسي مختصإسسر العلمسسة فسسي فقسسه المالكيسسة فسسي نحسسو نبسساهته وفقهسسه بالكتسساب المسسذكور ‪ ،‬وقسسد‬
‫)‪(2‬‬
‫اسسستخرت ال س تعسسالي وأجزتسسه ذكسسر وبجميسسع مسسا يجسسوز لسسي روايتسسه بشسسرطه سسسائل منسسه ال‬
‫ينساني من دعاء بسعادة الدارين ونحو ذلك ‪ .‬وبالدعاء والرحمة لمواتنا وأمسوات مسسسلمين‬
‫‪ ،‬جعلسسه مسسن العلمسساء العسساملين ‪ ،‬ووفقسسه لمسسا يحبسسه ويرضسساه مسسن القسسول والعمسسل وجعلسسه مسسن‬
‫عباده المخلصإين ونفع بعلومه المسلمين بجاه ‪ ،‬سيدنا محمد وعلي السه وأصإسحابه أجمعيسن‬
‫‪ .‬وكتبه في أخر ذي الحجة ختام سسنة ثلثيسن بعسد اللسف)‪ (3‬علسي بسن محمسد المسدعو بزيسن‬
‫بن عبد الرحمن الجهوري لكي انتهي ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ود ضيف ا ‪ :‬كتاب الطبقات الثانأية ‪ ،‬شعبة أبحاث السودان ‪ ،‬جامعة السودان ‪ ،‬جامعة الخرطصصوم ‪1974،‬م صص تحقيصصق يآوسصصف فضصل‬
‫حأسن ‪ ،‬ص ‪. 259-258‬‬
‫)‪ (2‬هكذا وردت في الصل ‪.‬‬
‫)‪ (3‬تاريآخ كتابة الجازة ‪1030‬هص ‪1621-‬م ‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫‪~2‬‬
‫ملحق رقما )‪(5‬‬
‫نص الجازة التي منحها الشيخ عبد الرحمن بن جابر‬
‫رابعة)‪(1‬‬ ‫احد علماء دولة الفونج لتلميذه إبراهيما ولد أما‬
‫"الحمد ل رب العالمين ‪ ،‬وسلم علي المرسلين ‪ ،‬أما بعسد ‪ ،‬إن الخ الفقيسه الشسيخ المحسترم‬
‫‪ ،‬المتسأدب ‪ ،‬المتواضسسع ‪ ،‬الشسسيخ إبراهيسسم ابسسن أم رابعسة ‪ ،‬اسسستحق السسيادة والمامسة عنسدي‬
‫فجعلته قطبا فسي مكسانه ‪ ،‬ولسسانه فسي عصإسره وترجمانسا فسي أوانسه ‪ ،‬ومربيسا للمريسدين ‪،‬وقسدوة‬
‫للمسترشسسدين ‪ ،‬وملجسسأ للفقسراء والمسسساكين مظهسسر شسسمس المعسسارف بعسسد غروبهسسا فسسآَذنته فسسي‬
‫كل ما حققه ونقله وسمعه مني أن يفشيه يعلمه النساس‪ ،‬وقسد أذنست لسه بإشسهارها إواشسهار مسا‬
‫فيهسسا وتشسسييع مسسا اش سرنا إليسسه ومسسن اطلسسع علسسي مسسا فيهسسا ‪،‬أو بلغسسه شسسي مسسن ذلسسك فيحسسذر كسسل‬
‫الحذر من خراب الباطن ‪..‬‬
‫ثم أورد تاريخ كتابه الجازة وأشار إلي كاتبها ‪:‬‬
‫بتاريخ اثنين وثمانين وتسعمائة من الهجرة النبويسة )‪(2‬وكتبسسه الفقيسر ابسن جسابر‪ ،‬الجهنسسي فسسي‬
‫العرب نسب ا ‪ .‬وبلغني انه ثبت نسبنا من ذرية السائح احمد بن عمر ‪ ،‬وهو من ذرية عقيل‬
‫بن أبي طالب ‪ ،‬ولكن الول هو المتواتر من آبائنا فسبحان ال العالم الموفق للصإواب ‪.‬‬

‫)‪ (1‬د ضيف ا ‪ :‬كتاب الطبقات الطبعة الثانأية ‪ ،‬جامعة الخرطوم ‪1974،‬م ص تحقيق يآوسف فضل حأسن ‪.105‬‬
‫)‪ (2‬تاريآخ كنابه هذه الجازة يآوافق ابريآل ‪1575‬م ‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫‪~2‬‬
‫ملحق رقما )‪(6‬‬
‫أهما الكتب المتداولة بين أيدي والعلماء والطلب أياما الفونج‬

‫الفقه المالكي‬
‫‪ ‬مختصإر خليل لبن الضياء خليل بن إسحاق الكردي المصإري ‪.‬‬
‫‪ ‬رسالة ابن أبي زيد القيرواني ‪.‬‬
‫‪ ‬المدونة لسد بن الفرات وسحنون‪.‬‬
‫‪ ‬شرحا المدونة لبن عمران ‪.‬‬
‫‪ ‬فتح الخليل علي مختصإر خليل لمحمد بن إبراهيم التتائي ‪.‬‬
‫‪ ‬مختصإر الخضري في العبادات للخضري ‪.‬‬
‫‪ ‬شرحا مختصإر الخضري لمختار بن جودة ال ‪.‬‬
‫‪ ‬حاشية علي شرحا الرسالة لعلي بن محمد الجهوري ‪.‬‬
‫‪ ‬حاشية علي شرحا مختصإر خليل لبن عبد ال الخراش ‪.‬‬
‫‪ ‬الشرحا الكبير للخراش ‪.‬‬
‫‪ ‬الشرحا الصإغير للخراش ‪.‬‬
‫‪ ‬شرحا الشبراخيشي علي العشماوية ‪.‬‬
‫‪ ‬شرحا الزر قاني ‪.‬‬
‫‪ ‬الحاشية لمحمد بن عبد ال بن حمد الغبش السوداني ‪.‬‬
‫‪ ‬فقه الشافعية ‪.‬‬
‫‪ ‬المنهاج للنووي ‪.‬‬
‫‪ ‬المنهاج للنصإاري ‪.‬‬
‫التوحيد‬
‫‪ ‬متن السنوسية ‪.‬‬
‫‪ ‬شرحا متن السنوسية ‪.‬‬
‫‪ ‬صإغري السنوسية المسماة بأم البراهين ‪.‬‬
‫‪ ‬الشرحا الصإغير لصإغري السنوسية لمحمد بن عدلن الشايقي ‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪ ‬الشرحا الكبير لصإغري السنوسية المسماة حجسسة العسارفين علسي أم السسبراهين‬
‫لمحمد بن عدلن الشايقي ‪.‬‬
‫‪ ‬وسطي السنوسية ‪.‬‬
‫‪ ‬كبري السنوسية‪.‬‬
‫‪ ‬شرحا كبري السنوسية ‪.‬‬
‫‪ ‬نظم كبري السنوسية نظمها عبد ال بن دفع ال العركي ‪.‬‬
‫‪ ‬مقدمات السنوسية وهي المقدمات المبينة لعقيدته الصإغري ‪.‬‬
‫‪ ‬نظم مقدمات السنوسية لعبد ال بن دفع ال العركي ‪.‬‬
‫‪ ‬صإغري الصإغري السنوسي ‪.‬‬
‫‪ ‬تحفة الطلب في عقيدة التوحيد لمحمد بن عدلن الشايقي ‪.‬‬
‫‪ ‬منظومة الجهوري في التوحيد وشرحها ‪.‬‬
‫‪ ‬الجواهر في أركان اليمان لرباب بن علي بن عون الخشن ‪.‬‬
‫‪ ‬شرحا عقيدة الرسالة للضوي بن محمد بن الحداوي ‪.‬‬
‫‪ ‬العقيدة الشعرية وشرحها لمحمد بن عدلن الشايقي ‪.‬‬
‫‪ ‬منظومة الشيخ جويدة ‪.‬‬
‫‪ ‬شرحا منظومة الشيخ جويدة ‪.‬‬
‫الفرائض‬
‫‪ ‬الفرضية لبراهيم بن عودي الفرضي ‪.‬‬
‫‪ ‬ثلث حواشي علي الميراث لمالك بن عبد الرحمن ولد حمدتو ‪.‬‬
‫علسسوم القرآن‬
‫شرحا متن الخزازي لعبد الرحمن بن حمد الغبش ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬متن الجزرية ‪.‬‬
‫‪ ‬شرحا الجزرية لعبد الرحمن الغبش والضوي الحداوي ‪.‬‬
‫‪ ‬الهداية وتحفة الدراية في أحكام القران لعبد الرحمن بن الغبش ‪.‬‬
‫‪ ‬المنظومة التي في ضبط رسم القرآن ‪.‬‬

‫التصوف‬

‫‪180‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪ ‬طبقات الشعراني ‪.‬‬
‫‪ ‬دلئل الخيرات للجزولي ‪.‬‬
‫‪ ‬لطائف المنن ‪.‬‬
‫‪ ‬مناجاة بن عطاء ال ‪.‬‬
‫‪ ‬الوظيفة للشاذلي ‪.‬‬
‫‪ ‬حزب البحر ‪.‬‬
‫‪ ‬أحزاب الشاذلي ‪.‬‬
‫‪ ‬حزب السيف ‪.‬‬
‫‪ ‬صإفة الفقير للشيخ محمد ولد هدوي ‪.‬‬
‫الحديث‬
‫‪ ‬الجامع الكبير في الحديث للسيوطي ‪.‬‬
‫‪ ‬الجامع الصإغير من حديث البشير النذير للسيوطي ‪.‬‬
‫‪ ‬صإحيح البخاري‪.‬‬
‫النحو‬
‫‪ ‬الجرومية‪.‬‬
‫‪ ‬الفية بن مالك ‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫‪~2‬‬
‫فهرس اليات القرآنية‬
‫رقم‬ ‫رقم‬ ‫الية‬ ‫الر السو‬
‫الصفحة‬ ‫الية‬ ‫رة‬ ‫قم‬
‫‪61‬‬ ‫‪114‬‬ ‫جد ن اللججهر أن ي سججذ عكنر رفي نهنججا‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫ججا ن ر‬ ‫سأ س‬ ‫م ن‬ ‫من نعن ن‬ ‫من ل‬ ‫م ل‬ ‫م ر‬ ‫ن أظل س‬ ‫م ع‬ ‫‪ .1‬البقرة }ون ن‬
‫م أن‬ ‫س ع‬ ‫جج‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ججا‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ججا‬ ‫م‬
‫ن‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ئ‬ ‫جج‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ججا‬ ‫ه‬
‫ن رن‬ ‫ب‬ ‫را‬ ‫خ‬
‫ن‬ ‫في‬ ‫ر‬ ‫عى‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫س س س ن ن‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ا ع‬
‫م فرججي‬ ‫خججعزية ونلهسجج ع‬ ‫ن‬ ‫م رفي الد رن عنيا ر‬ ‫ن له س ع‬ ‫في ن‬ ‫خآَئ ر ر‬ ‫هإا إ رل ن‬ ‫ل‬ ‫خلو ن‬ ‫س‬ ‫ي ند ع س‬
‫م{‬ ‫ة‬ ‫ظي‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫ذا‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫ال ن‬ ‫خ‬ ‫ر‬
‫‪68-71‬‬ ‫‪190‬‬ ‫دوا ع‬ ‫م ونل ت نععت ن س‬ ‫ن‬ ‫س‬
‫قات رلون نك ع‬ ‫س‬ ‫ن يس ن‬ ‫ذي ن‬ ‫ل اللهر ال ر‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫سربي ع ر‬ ‫‪ .2‬البقرة }وننقات رلوا رفي ن‬ ‫ع‬ ‫س‬
‫ن‬ ‫س‬
‫ن{‬ ‫ن‬ ‫دي‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ب س ع‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ح ش‬ ‫ه ل ن يس ر‬ ‫ن الل ت ن‬ ‫إر ل‬
‫‪73‬‬ ‫‪179‬‬ ‫م‬ ‫ب لعنلكجج ع‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ي اللب نججا ر‬ ‫ع‬ ‫حنياة ة ي نا أول رجج ع‬ ‫ع‬ ‫ص ن‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫صا ر‬ ‫ق ن‬ ‫م رفي ال ر‬ ‫‪ .3‬البقرة }ونلك ع‬
‫ن{‬ ‫قو ن‬ ‫ت نت ل س‬
‫س‬ ‫سأل ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫‪103‬‬ ‫‪186‬‬ ‫ب د نع عججونة ن‬ ‫جيجج س‬ ‫ب أ عر‬ ‫عنباردي ع نشني فنإ رشني قنرريجج ة‬ ‫ك ر‬ ‫ذا ن‬ ‫‪ .4‬البقرة }ونإ ر ن‬
‫م‬ ‫ن س ع‬ ‫هج‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بجي‬ ‫ن ع ن ر س ر ن س ر س ر‬‫ا‬ ‫نو‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫لي‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫بو‬ ‫جي‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫دا ر ر ن ر‬ ‫عا‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫ذا‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ع‬ ‫ال ل‬
‫ن{‬ ‫دو ن‬ ‫شأ س‬ ‫ي نعر س‬
‫‪112-‬‬ ‫‪282‬‬ ‫يءْء‬ ‫شأجج ع‬ ‫ه ب ركججل ن‬ ‫ش‬ ‫س‬ ‫ه نواللجج س‬ ‫ت‬ ‫م اللجج س‬ ‫ت‬ ‫مكجج س‬ ‫س‬ ‫ه وني سعنل س‬ ‫ش‬ ‫قوا اللجج ن‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫‪ .5‬البقرة }‪....‬نوات ل س‬
‫‪117‬‬ ‫م{‬ ‫ع نرلي ة‬
‫‪134-‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ل‬ ‫قجج ع‬ ‫ن العرلم ر فن س‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫م ن‬ ‫جاءك ر‬ ‫ن‬ ‫ما ن‬ ‫من ب ن نععد ر ن‬ ‫جك نرفيهر ر‬ ‫ن‬ ‫حآَ ل‬ ‫ن ن‬ ‫من ع‬ ‫}ف ن ن‬ ‫آل‬ ‫‪.6‬‬
‫‪135-‬‬ ‫م‬ ‫سججاءك عس‬ ‫ن ن‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫نا‬ ‫ن‬ ‫سججاء‬ ‫ع ن ن‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫نججاء‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫نججا‬ ‫ن‬ ‫ناء‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫نجج‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫و‬
‫ن ع‬ ‫ل‬ ‫عججا‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫عمرا‬
‫‪161‬‬ ‫ة الل تججهر ع نل نججى‬ ‫جنعل ل لععن ن ن‬ ‫ل فنن ن ع‬ ‫م ن نب عت نهر ع‬ ‫م ثس ل‬ ‫سك س ع‬ ‫ف ن‬ ‫سننا ونأن س‬ ‫ف ن‬ ‫ونأن س‬ ‫ن‬
‫ن{‬ ‫ر ن‬ ‫بي‬ ‫ر‬ ‫ذ‬ ‫كا‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫‪135‬‬ ‫‪110‬‬ ‫ف‬ ‫ع‬ ‫خير أ سمة أ سخرجت للناس تأ ع‬ ‫} س‬
‫رو ر‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫بججا‬ ‫ر‬ ‫ن‬‫ن‬ ‫رو‬ ‫ر ت س‬ ‫م‬
‫س‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ن ع ن ر‬ ‫ع‬ ‫ءْ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫كنت س ع‬ ‫آل‬ ‫‪.7‬‬
‫ل‬ ‫ن أهإعجج س‬ ‫ن ع ن ن ن‬ ‫جج‬ ‫م‬ ‫آ‬ ‫و‬ ‫جج‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ججال‬ ‫ن ر‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ججو‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ر‬ ‫ع‬ ‫ؤ‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫و‬
‫نع ن ع ن ن ر س ر ن‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫من‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫عمرا‬
‫م‬ ‫ن ونأك عث نسرهإسجج س‬ ‫من سججو ن‬ ‫مؤ ع ر‬ ‫م ال ع س‬ ‫من عهسجج س‬ ‫خعيرا ا ل لهسججم ش‬ ‫ن ن‬ ‫كا ن‬ ‫بل ن‬ ‫الك رنتا ر‬ ‫ن‬
‫ن{‬ ‫ن‬ ‫قو‬ ‫س س‬ ‫فا ر‬ ‫ال ع ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫‪114‬‬ ‫‪59‬‬ ‫ل‬ ‫سججو ن‬ ‫طيسعوا ع اللر س‬ ‫ه ونأ ر‬ ‫طيسعوا ع الل ت ن‬ ‫مسنوا ع أ ر‬ ‫نآ ن‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫‪ .8‬النساء } سنيا أي رنها ال نل ر‬
‫دوه س‬ ‫يءْء فنججسر ر‬ ‫شأجج تع‬ ‫م فرججي ن‬ ‫م فنرإن ت نننانزع عت س ع‬ ‫منك س ع‬ ‫مر ر ر‬ ‫ونأوعرلي ال ع‬
‫ع‬ ‫م ت سؤ ع ر‬ ‫س‬ ‫إ رنلى الل تهر نواللر س‬
‫ن ب رججاللهر نوالي نججوعم ر‬ ‫من سججو ن‬ ‫ل رإن كنت س عجج ع‬ ‫سو ن ر‬
‫ن ت نأرويل ا {‬ ‫س س‬ ‫ح ن‬ ‫خي عةر ونأ ع‬ ‫ك ن‬ ‫خرر ذ نل ر ن‬ ‫ال ر‬
‫‪1‬‬ ‫‪165‬‬ ‫س ع نلججى‬ ‫ن‬ ‫ن ل رئ نل ي نكججو ن‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫مب ن ش‬ ‫ا‬
‫ن ارللن لججا ر‬ ‫منذ ررري ن ن‬ ‫ن ون س‬ ‫ري ن‬ ‫ش ر‬ ‫سل ر‬ ‫‪ .9‬النساء }رر س‬
‫كيما ا {‬ ‫ن ر‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫زيز‬ ‫س ر‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫الل تهر س ل ن ن ع ن ر س ر ن ن‬
‫كا‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ة‬
‫ة‬ ‫ج‬ ‫ح‬
‫‪16‬‬ ‫‪82‬‬ ‫من سججوا ع ال عي نهسججود ن‬ ‫ن‬ ‫نآ‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫داونة ا ل شل لجج ر‬ ‫س ع نجج ن ن‬ ‫ر‬ ‫شأججد ل الن لججا‬ ‫ننأ ن‬ ‫جد ن ل‬ ‫ر‬ ‫‪ .10‬المائد }ل نت ن‬
‫مسنججوا ع‬ ‫نآ ن‬ ‫ذي ن‬ ‫موند لة ا ل شل ل ر‬ ‫من ل‬ ‫ن أقعنرب نهس ع‬ ‫جد ن ل‬ ‫كوا ع ونل نت ن ر‬ ‫شأنر س‬ ‫نأ ع‬ ‫ذي ن‬ ‫نوال ل ر‬ ‫ة‬
‫ن‬ ‫سججي ن‬ ‫سي ر‬ ‫م قر ش‬ ‫من عهسجج ع‬ ‫ن ر‬ ‫صججانرى ذ نل رججك ب رججأ ل‬ ‫ن‬ ‫ن نقال نونا إ رلنا ن ن ن‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫ذي ن‬ ‫ال ر‬ ‫ل‬
‫ن{‬ ‫ن ع ن رس ن‬ ‫رو‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ونسر ع ن ن ن ل س ع‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫بان‬ ‫هإ‬
‫‪46‬‬ ‫‪8‬‬ ‫داء‬ ‫شأججهن ن‬ ‫ججهر س‬ ‫ت‬ ‫ن ل رل‬ ‫ن‬ ‫مي‬ ‫وا ر‬ ‫ل‬ ‫كون سججوا قنجج‬ ‫ع‬ ‫من سججوا س‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫نآ‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫‪ .11‬المائد }ي نججا أي رهنججا ال لجج ر‬
‫ن قنوعم ع نل نججى أل ل ت نععججد رسلوا ع‬ ‫ن‬
‫شأننآَ س ع ءْ‬ ‫م ن‬ ‫من لك س ع‬ ‫جر ر ن‬ ‫ل ن ين ع‬ ‫ن‬ ‫ط ون‬ ‫س ر‬ ‫ق ع‬ ‫ربال ع ر‬ ‫ة‬
‫خب ريججةر‬ ‫ه ن‬ ‫ن اللجج ن‬ ‫ت‬ ‫ه إر ل‬ ‫قوا اللجج ن‬ ‫ت‬ ‫وى نوات ل س‬ ‫ق ن‬ ‫ب رللت ل ع‬ ‫اع عد رلوا هإسون أقعنر س‬ ‫ع‬ ‫س‬
‫ن {المائدة ‪8‬‬ ‫مسلو ن‬ ‫ما ت نعع ن‬ ‫بر ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪86‬‬ ‫‪38‬‬ ‫حي عهر‬ ‫جن نججا ن‬ ‫ض ونل ن طججائ ررءْ ي نط ريججسر ب ر ن‬ ‫دآب س لةءْ س رفي ا نلعر ع ر‬ ‫من ن‬ ‫ن‬ ‫ما ر‬ ‫س‬ ‫‪ .12‬النعام }ون ن‬
‫م‬ ‫يءْء ثجج ل‬ ‫س‬ ‫من شأ ع‬ ‫ن‬ ‫ب ر‬ ‫ما فلرطننا رفي الك رنتا ر‬ ‫مثالكم ل‬ ‫ن‬ ‫مأ ع‬ ‫م ة‬ ‫إ رل ل أ ن‬
‫ن{‬ ‫شسرو ن‬ ‫ح ن‬ ‫م يس ع‬ ‫إ رنلى ن نرب شهر ع‬
‫‪48-66‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ط‬ ‫مججن شرب نججا ر‬ ‫مججن قسججولةءْ ون ر‬ ‫سججت نط ن تععستم ش‬ ‫مججا ا ع‬ ‫دوا ع ل نسهم ل‬ ‫ع ر‬ ‫‪ .13‬النفا }ونأ ر‬
‫مججن‬ ‫ن ر‬ ‫س ل ع ن ر عن‬ ‫جج‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫خ‬
‫ن‬ ‫وآ‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫جج‬‫ن‬ ‫ع‬ ‫و‬
‫نن‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫جج‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ع تل‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫خي ع ر ع س ن ر‬
‫ب‬ ‫ن‬ ‫بو‬ ‫ر‬ ‫هإ‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ال ع ن‬ ‫ل‬
‫مججن‬ ‫قججوا ر‬ ‫ف س‬ ‫مججا ستن ر‬ ‫م نون ن‬ ‫مهسجج ع‬ ‫ه ي نععل س‬ ‫م اللجج س‬ ‫مججون نهس س‬ ‫م ل ت نععل س‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫دون رهر ع‬ ‫س‬
‫ن‬ ‫مججو ن‬ ‫م ل ن ت سظ عل سن‬ ‫ع‬ ‫جج‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫و‬
‫ع ن‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫إ‬ ‫ف‬‫ل‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ن ر ر‬ ‫بي‬ ‫س‬ ‫في‬ ‫ر‬ ‫ءْ‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫شأ‬‫ن‬
‫{‬
‫‪83‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ن إ رذ ع‬ ‫يجج‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ثي‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ط‬ ‫وا‬ ‫م‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫س‬
‫‪ .14‬التوبة } ع ن ن ن س‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ل‬
‫ن ن ر ن ر ن ءْ ن ن ع ن س ن ع ءْ‬ ‫س ر‬

‫‪182‬‬
‫‪~2‬‬
‫ن‬
‫ت‬ ‫ضججاقن ع‬ ‫شأججعيئا ا ون ن‬ ‫م ن‬ ‫عنك سجج ع‬ ‫ن ن‬ ‫ر‬ ‫م ت سغعجج‬ ‫ع‬ ‫م فنل نجج‬ ‫ع‬ ‫م نك نث عنرت سك سجج‬ ‫ع‬ ‫جب نت عك س‬ ‫أع ع ن‬
‫ن{‬ ‫ري ن‬ ‫مد عب ر ر‬ ‫م ونل لي عستم ر‬ ‫ت ثس ل‬ ‫حب ن ع‬ ‫ما ن نر س‬ ‫ض بر ن‬ ‫م العر س‬ ‫ع نل ني عك س ن س‬
‫‪74-76‬‬ ‫ن ‪123‬‬ ‫كا ن‬ ‫ما ن‬ ‫حرنيفا ا ون ن‬ ‫م ن‬ ‫هإي ن‬ ‫ة إ رب عنرا ر‬ ‫مل ل ن‬ ‫ن ات لب رعع ر‬ ‫كأ ر‬ ‫حي عننا إ رل ني ع ن‬ ‫م أوع ن‬
‫ع‬ ‫}ث س ل‬ ‫‪ .15‬النحل‬
‫ن{‬ ‫كي ن‬ ‫شرر ر‬ ‫م ع‬ ‫ن ال س‬ ‫م ن‬ ‫ر‬
‫‪58‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ل‬
‫جد ر‬ ‫سجج‬ ‫م ع‬ ‫ن ال ن‬ ‫مجج ن‬ ‫سججنرى ن ب رعنب عججد رهر ل لي عل ش‬ ‫ذي أ ع‬ ‫ن الجج ر‬ ‫حا ن‬ ‫سججب ع ن‬ ‫} س‬ ‫‪ .16‬السرا‬
‫ه‬‫حججوع رل سن‬ ‫ذي نبانرك عن نججا ن‬ ‫صججى الجج ر‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫جج‬ ‫س‬
‫ع‬ ‫م‬
‫ن‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لى‬ ‫ن‬ ‫ح ن ر ر‬
‫إ‬ ‫م‬ ‫را‬ ‫ال ع ن‬ ‫ء‬
‫صيسر {‬ ‫ميعس الب ن ر‬ ‫س ر‬ ‫ه هإسون ال ل‬ ‫ن آنيات رننا إ رن ل س‬ ‫م ع‬ ‫ه نر‬ ‫ل رن سرري ن س‬
‫‪75‬‬ ‫‪107‬‬ ‫ن {النبياء ‪107‬‬ ‫مي ن‬ ‫ة للنعال ر‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ش‬ ‫م ا‬ ‫ح ن‬ ‫ك إ رل نر ع‬ ‫ل‬ ‫سلننا ن‬ ‫ع‬ ‫ما أعر ن‬ ‫}ون ن‬ ‫‪ .17‬النبياء‬
‫‪62‬‬ ‫‪32‬‬ ‫وى‬ ‫قجج ن‬ ‫مججن ت ن ع‬ ‫شأججنعائ رنر اللججهر فنإ رن لهنججا ر‬ ‫ل‬ ‫م ن‬ ‫مججن ي سعنظجج ع‬ ‫ش‬ ‫} عذ نل ر سججك ون ن‬ ‫ن‬ ‫‪ .18‬الحج‬
‫ب{‬ ‫قلو ر‬ ‫ال س‬
‫‪74‬‬ ‫‪78‬‬ ‫ل‬ ‫جعن ن‬ ‫ما ن‬ ‫م ون ن‬ ‫جت ننباك ع‬ ‫س‬ ‫جنهاد رهر هإس نون ا ع‬ ‫حق ل ر‬ ‫دوا رفي اللهر ن‬ ‫ل‬ ‫جاهإ ر س‬ ‫}ون ن‬ ‫الحج‬ ‫‪.19‬‬
‫و‬
‫ع رع ن ر ن س ن‬ ‫جج‬ ‫هإ‬ ‫م‬ ‫جج‬ ‫ي‬ ‫هإ‬ ‫را‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫جج‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫بي‬ ‫أ‬ ‫ة‬
‫ش ر ر ع ن ن ءْ ش ن ر‬ ‫جج‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫دي‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ع نل ني ع ع ر‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ك‬
‫ن‬ ‫ذا ل ري نكججو ن‬ ‫س‬ ‫هإجج ن‬ ‫ل ونرفججي ن‬ ‫مججن قنعبجج س‬ ‫ن ر‬ ‫ن‬ ‫سججرلمي‬ ‫م ع‬ ‫م ال س‬ ‫ع‬ ‫ماك س س‬ ‫سجج ل‬ ‫ن‬
‫س‬ ‫ججا‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫لى‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫داء‬ ‫ن ن‬ ‫ه‬ ‫شأ‬ ‫س‬ ‫نوا‬ ‫ع ع نن س‬ ‫كو‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫هيد‬ ‫شأ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫سو‬ ‫ال ن ل س‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫موا ب رججاللهر هإسججون‬ ‫صجج س‬ ‫صلة ن نوآت سججوا اللزكججاة ن نواع عت ن ر‬ ‫موا ال ل‬ ‫فنأرقي س‬
‫صيسر {‬ ‫نرع ن ل ر‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫لى‬ ‫ن‬ ‫م نوعنلك ع ر ع ن ن ع‬
‫و‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫‪82‬‬ ‫‪62‬‬ ‫سجونء‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ف‬
‫س‬ ‫شج‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ك‬ ‫ي‬
‫س نن‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫عجا‬ ‫ن‬ ‫د‬
‫س ع ن ل ر ن ن‬ ‫ذا‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ط‬ ‫ضج‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫س ر س‬ ‫جيج‬ ‫ي‬ ‫مجن‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫}‬ ‫‪ .20‬النمل‬
‫مججا‬ ‫مججعن الللججهر قنرليل ا ل‬ ‫ه ل‬ ‫ض أإ رنلجج ة‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ع‬ ‫ل‬ ‫فججاء ا ع‬ ‫ن‬ ‫خل ن‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫كجج‬ ‫جعنل س س‬ ‫وني ن ع‬
‫ن{‬ ‫ت نذ نكسرو ن‬ ‫ل‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫‪105‬‬ ‫‪43‬‬ ‫قلنهججا إ رل‬ ‫مججا ي نعع ر‬ ‫س ون ن‬ ‫ضججررب سنها رلللنججا ر‬ ‫ل نن ع‬ ‫منثججا س‬ ‫} عونت رعلججك ال ع‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫‪ .21‬العنكب‬
‫ن{‬ ‫مو ن‬ ‫النعال ر س‬ ‫وت‬
‫‪60‬‬ ‫‪45‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫}ات ع س‬
‫صججلة ن إ ر ل‬ ‫ب ونأقرججم ر ال ل‬ ‫ججا ر‬ ‫ن الك رت ن‬ ‫مجج ن‬ ‫ي إ رلي عك ر‬ ‫ح ن‬ ‫ما أو ر‬ ‫ل ن‬ ‫‪ .22‬العنكب‬
‫منك نرر ونل نذ رك عسر الل لهر أ نك عب نسر‬ ‫شاء نوال سع‬ ‫ح ن‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫هى‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ص ن‬ ‫ال ل‬ ‫وت‬
‫ن{‬ ‫صن نسعو ن‬ ‫ما ت ن ع‬ ‫م ن‬ ‫ه ي نععل س‬ ‫ن‬ ‫نوالل س‬ ‫ل‬
‫‪1‬‬ ‫‪46‬‬ ‫مرنيرا ا {‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫راج‬ ‫ر رر ر ر ن ر ن‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫لى‬ ‫ن‬ ‫دا ر ر‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫عي‬ ‫}ون ن‬ ‫‪ .23‬الحزا‬
‫ب‬
‫ختل رجج ة ن‬ ‫ب نواعل نن ععنججام‬
‫‪1-88‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ه‬ ‫والن س س‬ ‫ف أل عجج ن‬ ‫م ع ن‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫س نوالججد لنوا ش‬ ‫ن الن لججا ر‬ ‫مجج ن‬ ‫}ون ر‬ ‫‪ .24‬فاطر‬
‫ه‬ ‫ن اللجج ن‬ ‫مججاء إ ر ل‬ ‫عب نججاد رهر ال ععسل ن ن‬ ‫ن ر‬ ‫ع‬ ‫جج‬ ‫م‬
‫ر‬ ‫ه‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫شى‬ ‫ن‬ ‫خ‬
‫ع‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ك نذ نل ر ر‬
‫إ‬ ‫ك‬ ‫ن‬
‫فوةر {‬ ‫زيةز غ ن س‬ ‫عن ر‬
‫‪1‬‬ ‫‪24‬‬ ‫مججةءْ إ رل‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫سلننا ن‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫نأ ل‬ ‫م ع‬ ‫ذيرا ونرإن ش‬ ‫شيرا ونن ن ر‬ ‫حق ش ب ن ر‬ ‫ك ربال ن‬ ‫}إ رلنا أعر ن‬ ‫فاطر‬ ‫‪.25‬‬
‫ذيةر {‬ ‫خنل رفينها ن ر‬ ‫ن‬
‫‪152‬‬ ‫‪69‬‬ ‫ن هإسججون إ رل ذ رك عججةر‬ ‫ل‬ ‫ه إر ع‬ ‫ن‬
‫مججا نينب نغرججي لجج س‬ ‫شععنر ون ن‬ ‫منناه س ال ش‬ ‫ما ع نل ل ع‬ ‫}ون ن‬ ‫يس‬ ‫‪.26‬‬
‫ن{‬ ‫مربي ة‬ ‫ن ر‬ ‫ونقسعرآ ة‬
‫‪67‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ن{‬ ‫مي شستو ن‬ ‫ت ونإ رن لسهم ل‬ ‫مي ش ة‬ ‫ك ن‬ ‫}إ رن ل ن‬ ‫‪ .27‬الزمر‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ل‬
‫‪144‬‬ ‫‪20‬‬ ‫م‬ ‫فججسروا ع نلججى اللنججارر أذ عهإنبع عستجج ع‬ ‫نك ن‬ ‫ذي ن‬ ‫ض الجج ر‬ ‫م ي سععججنر س‬ ‫}وننيججوع ن‬ ‫‪ .28‬الحقا‬
‫م‬ ‫ن ع ن‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ججا‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ججا‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫تم‬
‫ن ن ر س رعن ن ع ن ع نع س رن‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫جج‬ ‫س‬ ‫وا‬ ‫يا‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫يا‬ ‫ح‬ ‫في‬ ‫ط ني شنبات رك س ع ر‬ ‫م‬ ‫ف‬
‫ن فرججي‬ ‫سججت نكب رسرو ن‬ ‫ع‬ ‫م تن ع‬ ‫مججا كنت سجج ع‬ ‫س‬ ‫ن بر ن‬ ‫ب الهسججو ر‬ ‫ع‬ ‫ذا ن‬ ‫ن ع نجج ن‬ ‫ج نججنزوع ن‬ ‫تس ع‬
‫ن{‬
‫س‬ ‫ن‬ ‫قو‬ ‫س‬ ‫س‬
‫س ع ن س‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫كن‬‫س‬ ‫ما‬ ‫اعل ع ن ر ر ع ر ن ش ن ر ن‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫غ‬ ‫ب‬ ‫ض‬ ‫ر‬
‫‪60‬‬ ‫‪13‬‬ ‫م‬ ‫ج نعنلنناك س ع‬ ‫ع‬ ‫من ذ نك نرءْ ونأننثى ون ن‬ ‫ش‬ ‫كم‬ ‫قننا س‬ ‫خل ن ع‬ ‫س إ رلنا ن‬ ‫ها اللنا س‬ ‫}نيا أي ر ن‬ ‫‪ .29‬الحجر‬
‫م‬ ‫قاك عس‬ ‫عند ن الل لهر أت ع ن‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫فوا‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫س‬
‫ن ن ع ر‬ ‫ر ل‬ ‫شأسعوب لا ن ن ر ر ن ن ن‬
‫عا‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ئ‬ ‫با‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ات‬
‫خربيةر {‬ ‫م ن‬ ‫ه ع ن رنلي ة‬ ‫ن الل ن‬ ‫إر ل‬
‫‪6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫س‬
‫مسنجوا ونلك رججن قولججوا‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫م ت سؤ ع ر‬ ‫ججا قجل لج ع‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫من ل‬ ‫بآ ن‬ ‫ت الع عنرا س‬ ‫ع‬ ‫ن}قال ر‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫‪ .30‬الحجر‬
‫طيسعججوا‬ ‫م ونرإن ت س ر‬ ‫ن رفي قسسلوب رك عس‬ ‫س‬ ‫ما‬ ‫ر ر ن‬ ‫لي‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫س‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫م ن ن ل‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫نا‬ ‫سل ن ع‬ ‫أ ع‬ ‫ات‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ه‬
‫ن اللجج ن‬ ‫م شأججعيئا إ ر ل‬ ‫ن‬ ‫مججال رك ع‬ ‫س‬ ‫ن أع ع ن‬ ‫مجج ع‬ ‫ه ل ي نل رت عكججم ش‬ ‫س‬ ‫سول س‬ ‫ه وننر س‬ ‫الل ل ن‬
‫م{‬ ‫حي ة‬ ‫فوةر لر ر‬ ‫غن س‬
‫‪106‬‬ ‫‪10-11‬‬ ‫ن{‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫س‬
‫قلرسبو ن‬ ‫م ن‬ ‫ن أوعلئ رك ال س‬ ‫قو ن‬ ‫ساب ر س‬ ‫ن ال ل‬ ‫قو ن‬ ‫ساب ر س‬ ‫}نوال ل‬ ‫‪ .31‬الواقع‬
‫ة‬
‫ن‬
‫‪105‬‬ ‫‪11‬‬ ‫حوا فرججي‬ ‫سجج س‬ ‫ف ل‬ ‫م تن ن‬ ‫ل ل ن لك سجج نع‬ ‫ذا قريجج ن‬ ‫من سججوا إ ر ن‬ ‫نآ ن‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫}ي نججا أي رهنججا ال لجج ر‬ ‫‪ .32‬المجاد‬
‫ل‬ ‫ذا رقيجج ن‬ ‫م ونإ ر ن‬ ‫كجج ع‬ ‫هل س‬ ‫ح اللجج س‬ ‫سجج ر‬ ‫ف ن‬ ‫حوا ي ن ع‬ ‫سجج س‬ ‫س نفافع ن‬ ‫جججال ر ر‬ ‫م ن‬ ‫ال ع ن‬ ‫لة‬

‫‪183‬‬
‫‪~2‬‬
‫م‬ ‫من س‬
‫كجج ع‬ ‫مسنججوا ر‬ ‫نآ ن‬ ‫ذي ن‬ ‫ه اللجج ر‬ ‫زوا ي نعرنفججرع الللجج س‬ ‫شجج س‬ ‫شججسزوا س نفان س‬ ‫ان س‬
‫خربيججةر‬ ‫ن ن‬ ‫ملججو ن‬ ‫س‬ ‫ما ت نعع ن‬ ‫ه بر ن‬ ‫ل‬
‫ت نوالل س‬ ‫جا ءْ‬ ‫م د ننر ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ن أوستوا العرل ن‬ ‫ذي ن‬‫نوال ل ر‬
‫{‬
‫‪1‬‬ ‫‪21‬‬ ‫مججن‬ ‫ش‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ةل ن‬ ‫سججن ن ة‬
‫ح ن‬ ‫سججونة ة ن‬ ‫ل اللهر أ ع‬ ‫سو ر‬ ‫م رفي نر س‬ ‫ن لك ل ع‬ ‫قد ع كا ن‬ ‫‪ .33‬الحزا }ل ن‬
‫ه ك نرثيرا ا {‬ ‫خنر ونذ نك ننر الل نل‬ ‫ر‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬‫ع‬
‫ن ن ن ع ن‬‫ل‬ ‫وا‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫جو‬‫كا ن ن ع س‬‫ر‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ب‬
‫‪76‬‬ ‫‪6‬‬ ‫جججو‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن ي نعر س‬ ‫مججن كججا ن‬ ‫ة لر ن‬ ‫سن ن ة‬ ‫ح ن‬ ‫سونة ة ن‬ ‫مأ ع‬ ‫م رفيهر ع‬ ‫ن لك ع ع‬ ‫قد ع كا ن‬ ‫‪ .34‬االممت }ل ن‬
‫ي‬ ‫جج‬ ‫ن‬ ‫غ‬
‫ن س ن نر ر‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫جج‬‫هإ‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫جج‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ن‬
‫ر ل‬ ‫إ‬ ‫جج‬‫ن‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫و‬‫جج‬
‫نن ن‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ججن‬ ‫م‬ ‫و‬
‫ر ن ن ن‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫حنة الل ل ن ن ن ع ن‬
‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ه‬
‫ميد س {‬ ‫ح ر‬ ‫ال ع ن‬

‫‪184‬‬
‫‪~2‬‬
‫فهرس الحاديث‬
‫الصفحة‬ ‫طرف الحديث‬ ‫الرقما‬
‫‪171‬‬ ‫إن أول الناس يقضي يوم القيامة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪171‬‬ ‫أن أول من تسعد به النار عالم اخذ العلم للمفاخرة‬ ‫‪.2‬‬
‫‪46‬‬ ‫اللهم من ولي أمته شيئا فشق عليهم‪......‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪60‬‬ ‫كان النبي ‪ ‬إذا قدم من سفره بدا بالمسجد‪....‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪59‬‬ ‫أحب البقاع إلي مساجدها ‪....‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪60‬‬ ‫إذا رأيتم الرجل أرتاد المساجد‪.....‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪71‬‬ ‫يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي‪....‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪66-74‬‬ ‫إن خير حكامكم الذين تدعون لهم‪.....‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪83‬‬ ‫أن البلء لينزل فيتلقاه الدعاء‬ ‫‪.9‬‬
‫‪83‬‬ ‫ليس شي أحب علي ال الدعاء‬ ‫‪.10‬‬
‫‪83-105‬‬ ‫الدعاء سلحا المؤمن‪.....‬‬ ‫‪.11‬‬
‫‪16‬‬ ‫إن بها ملكا ل يظلم عنده احد‬ ‫‪.12‬‬
‫‪83‬‬ ‫ليس شي أكرم علي ال من الدعاء‪...‬‬ ‫‪.13‬‬
‫‪105‬‬ ‫ما من مسلم يدعو بدعوة‪...‬‬ ‫‪.14‬‬
‫‪106‬‬ ‫العلماء ورثة النبياء‬ ‫‪.15‬‬
‫‪106‬‬ ‫يوزن مداد العلماء ودماء الشهداء‪.....‬‬ ‫‪.16‬‬
‫‪108‬‬ ‫خيركم من تعلم القرآن‪...‬‬ ‫‪.17‬‬
‫‪109‬‬ ‫وان الملئكة لتضع أجنحتها‬ ‫‪.18‬‬
‫‪109‬‬ ‫إذا مات بن ادم‬ ‫‪.19‬‬
‫‪113‬‬ ‫إنما العمال بالنيات‪....‬‬ ‫‪.20‬‬
‫‪132‬‬ ‫من اخذ شب ار من الرض‪.....‬‬ ‫‪.21‬‬
‫‪134‬‬ ‫لو خرج الذين يساهلون لرجعوا ل يجدون‬ ‫‪.22‬‬
‫‪143‬‬ ‫كلكم علي ثغرة من ثغور السلم‪.....‬‬ ‫‪.23‬‬
‫خير الناس أقرؤهم‪......‬‬ ‫‪.24‬‬
‫‪6‬‬ ‫أن تشهد أن ل اله إل ال ‪..‬‬ ‫‪.25‬‬
‫‪95‬‬ ‫الحلل بين والحرام بين‬ ‫‪.26‬‬

‫‪185‬‬
‫‪~2‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬
‫تاريخ الطبعة‬ ‫المطبعة‬ ‫اسما الكتاب‬ ‫السما‬ ‫الرقما‬
‫ل‪ :‬القرآن الكريم‬ ‫‪ .1‬أو ل‬
‫‪1996‬م‬ ‫مطبعـــــــــــــة‬ ‫‪ .2‬أبي محمد عبد الملــك السيرة النبوية‬
‫مصطفى التابي‬ ‫بن هشام‬
‫دار الحديث‬
‫بدون‬ ‫المطبعـــــــــــة‬ ‫زاد المعاد‬ ‫عبد الرحمن بن علــي‬ ‫‪.3‬‬
‫المصـــــــــــرية‬ ‫بن القيم الجوزية‬
‫ومكتبتها‬
‫بدون‬ ‫الســــــودان دار المؤسإســـــــــة‬ ‫البروفســـير حســـن‬ ‫‪.4‬‬
‫العامة للطباعــة‬ ‫المجرتين‬ ‫الفتح قريب الله‬
‫والنشـــــــــــــر‬
‫الخرطوم‬
‫بدون‬ ‫دار الكتـــــــــاب‬ ‫السيرة النبوية‬ ‫أبو الفــداء إسإــماعيل‬ ‫‪.5‬‬
‫العلمية‬ ‫بن كثير‬
‫بدون‬ ‫العروبـــــــــــــة‬ ‫محمد سإعيد ناود‬ ‫‪.6‬‬
‫والسإـــلم فـــي‬
‫القرن الفريقي‬
‫‪1976‬م‬ ‫الســـــود فـــــي الهيئة المصــرية‬ ‫د‪ .‬عبده بدوي‬ ‫‪.7‬‬
‫الحضارة العربية للكتاب‬
‫‪1989‬م‬ ‫السإم والعروبــة بيروت‬ ‫د‪ .‬عــــون الشــــريف‬ ‫‪.8‬‬
‫في السودان‬ ‫قاسإم‬
‫‪2003‬م‬ ‫مقدمة في تاريخ دار جامعـــــــــة‬ ‫د‪ .‬يوسإــــف فضــــل‬ ‫‪.9‬‬
‫الممالــــــــــــك الخرطوم للنشر‬ ‫حسن‬
‫السإــلمية فــى‬
‫السودان‬
‫‪1401‬هـ‬ ‫دار الثقافـــــة –‬ ‫الغااني‬ ‫‪ .10‬ابــــــــن الفــــــــرج‬
‫بيروت‬ ‫الصفهاني‬
‫بدون‬ ‫بيــــن الحبشــــة‬ ‫‪ .11‬عبد المجيد عابدين‬
‫والعرب‬
‫‪1984‬م‬ ‫تهذيب التهذيب دار الفكر‬ ‫‪ .12‬شهاب الدين احمد بن‬
‫علــــى ابــــن حجــــر‬
‫العسقلني‬
‫مخطــوط بــذكر دار الوثــــــــائق‬ ‫‪ .13‬البدوي محمد نافع‬
‫نســب غالم بــن السودانية‬
‫عايد‬
‫‪1971‬م‬ ‫دار جامعـــــــــة‬ ‫الطبقات‬ ‫‪ .14‬د‪ .‬يوسإف فضل‬
‫الخرطوم للنشر‬
‫‪ .15‬تقي الدين المقريزي المـــــــــــواعظ‬
‫والعتبــار بــذكر‬
‫الخطــط والثــار‬

‫‪186‬‬
‫‪~2‬‬
‫والسلوك‬
‫بدون‬ ‫عبد الرحمن بن محمد تاريخ بن خلدون بيروت‬ ‫‪.16‬‬
‫بن خلدون‬
‫فتـــــوح مصـــــر مكتبة المثني‬ ‫ابن عبد الحكم‬ ‫‪.17‬‬
‫واخبارها‬
‫‪1938‬م‬ ‫محمد بن عبد الرحيــم تاريــــــخ ابــــــن بيروت‬ ‫‪.18‬‬
‫الفرات‬ ‫بن الفرات‬
‫بدون‬ ‫شمس الدين عبد الله نخبة الــدهر فــي مكتبــــة بغــــداد‬ ‫‪.19‬‬
‫عجــــائب الــــبر )المثني(‬ ‫الدمشقي‬
‫والبحر‬
‫دار صادر بيروت‬ ‫ابــن منظــور‪ -‬محمــد لسان العرب‬ ‫‪.20‬‬
‫بن اكرم‬
‫بدون‬ ‫محمــــد بــــن جريــــر تاريــــخ المــــم دار القلــــــــــم‬ ‫‪.21‬‬
‫بيروت‬ ‫والملوك‬ ‫الطبري‬
‫‪1973‬م‬ ‫أبي الحسن علــى بــن مـــروج الـــذهب دار الفكر‬ ‫‪.22‬‬
‫ومعادن الجوهر‬ ‫الحسين المسعودي‬
‫‪1964‬م‬ ‫الســـودان عـــبر بيروت‬ ‫مكي شبيكة‬ ‫‪.23‬‬
‫القرون‬
‫‪1960‬م‬ ‫مصطفى محمد سإعد السإلم والنوبــة مكتبـــة النجلـــو‬ ‫‪.24‬‬
‫فــــي العصــــور المصرية‬
‫الوسإطى‬
‫صلح الدين الشامي الســـــــــــودان‬ ‫‪.25‬‬
‫"دراسإة جغرافية‬
‫"‬
‫إبراهيم على طرفان إمبراطوريـــــــة الهيئة المصــرية‬ ‫‪.26‬‬
‫البرنو السإلمية للكتاب‬
‫الســـــــــــودان سإكانه وقبائله‬ ‫محمد عوض محمد‬ ‫‪.27‬‬
‫الشمالي‬
‫السإـــــــــــــلم‬ ‫عبد الفتاح التميمي‬ ‫‪.28‬‬
‫والعروبـــة فـــي‬
‫السودان‬
‫‪1971‬م‬ ‫مســـاجد مصـــر وزارة الوقـــاف‬ ‫د‪.‬سإعاد ماهر محمد‬ ‫‪.29‬‬
‫وأولياؤهــــــــــا المصــــــــــرية‪،‬‬
‫الهرام‬ ‫الصالحون‬
‫‪1990‬م‬ ‫دار الكتــــــــــب‬ ‫محمـــد بـــن عبـــدالله المستدرك‬ ‫‪.30‬‬
‫العلمية ‪ ،‬بيروت‬ ‫الحاكم النيسابوري‬
‫‪1995‬م‬ ‫صــلح محــي الــدين الشـــيخ عجيـــب دار مكتبة الهلل‬ ‫‪.31‬‬
‫والدولـــــــــــــة‬ ‫محمد‬
‫السإــلمية فــي‬
‫سإنار‬
‫‪1972‬م‬ ‫د‪ .‬صلح صــالح محــي مشيخة العبلدب دار الفكر‬ ‫‪.32‬‬
‫واثرها في حيــاة‬ ‫الدين‬

‫‪187‬‬
‫‪~2‬‬
‫الســـــــــــودان‬
‫السياسإية‬
‫‪1987‬م‬ ‫دار الجيــــــــل –‬ ‫تاريـــخ التعليـــم‬ ‫يحي محمد إبراهيم‬ ‫‪.33‬‬
‫بيروت‬ ‫الـــــديني فــــي‬
‫السودان‬
‫بدون‬ ‫بيروت‬ ‫الســـودان فـــي‬ ‫مكي شبيكة‬ ‫‪.34‬‬
‫قرن‬
‫‪2004‬م‬ ‫عزة للنشر‬ ‫منطقـــة مـــروي‬ ‫فاطمة احمد علي‬ ‫‪.35‬‬
‫المظهــــــــــــر‬
‫الجوهري‬
‫‪1985‬‬ ‫المكتــــــــــــب‬ ‫أبـــــــي عبـــــــدالله المسند‬ ‫‪.36‬‬
‫السإلمي‬ ‫الشــــيباني المــــام‬
‫احمد بن حنبل‬
‫‪2006‬م‬ ‫دار الفكر‬ ‫المـــام أبـــي حامـــد إحيــــاء علــــوم‬ ‫‪.37‬‬
‫الدين‬ ‫الغزالي‬
‫جــــامع البيــــان‬ ‫ابن عبد البر‬ ‫‪.38‬‬
‫العلم‬
‫‪1967‬م‬ ‫القاهرة‬ ‫الشاطر بصــيلي عبــد مخطــوط كــاتب‬ ‫‪.39‬‬
‫الشــــونة فــــي‬ ‫الجليل‬
‫تاريــخ الســلطة‬
‫الســـــــــــنارية‬
‫والدارة‬
‫المصرية‬
‫‪1976‬م‬ ‫القاهرة‬ ‫المام عثمان بن عبــد مقدمــــة ابـــــن‬ ‫‪.40‬‬
‫الرحمن الشهرزوري الصــــلح فــــي‬
‫علوم الحديث‬ ‫ابن الصلح‬
‫‪1913‬م‬ ‫القاهرة‬ ‫احمـــد بـــن عبـــدالله صبح العشى‬ ‫‪.41‬‬
‫القلقشندي‬
‫‪1994‬م‬ ‫دار الجيــــــــــل‬ ‫رواد الثقافــــــة‬ ‫محمد محجوب مالك‬ ‫‪.42‬‬
‫بيروت‬ ‫السإــلمية فــي‬
‫جزيرة الفونج‬
‫أبــي بكــر احمــد بــن‬ ‫‪.43‬‬
‫علــــــي الخطيــــــب‬
‫البغدادي‬
‫‪1965‬م‬ ‫جامعة الخرطوم‬ ‫بروفســــير‪.‬حســــن التصـــوف فـــي‬ ‫‪.44‬‬
‫السودان)بــاحث‬ ‫لفاتح‬
‫ماجستير(‬
‫‪1971‬م‬ ‫التمدن‬ ‫مـــــع شـــــعراء‬ ‫قرشي محمد حسن‬ ‫‪.45‬‬
‫المدائح‬
‫‪1995‬م‬ ‫دار الفكر‬ ‫أبي القاسإم على بــن تاريخ دمشق‬ ‫‪.46‬‬
‫الحسن المعروف بان‬
‫عساكر‬

‫‪188‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪852‬هـ‬ ‫شهاب الدين بن علي الصــــابة فــــي دار الكتـــــــــاب‬ ‫‪.47‬‬
‫العربي‪ -‬بيروت‬ ‫بــن محمــد المعــروف تميز الصحابة‬
‫بابن حجر العسقلني‬
‫حسان بــن ثــابت دار الفكر‬ ‫احسان النص‬ ‫‪.48‬‬
‫حياته وشعره‬
‫‪463‬هـ‬ ‫أبــو عمــر يوسإــف بــن السإــتيعاب فــي دار الكتـــــــــاب‬ ‫‪.49‬‬
‫عبد الله بن محمد بــن معرفة الصحاب العربي‬
‫عبد البر‬
‫‪1983‬م‬ ‫أبو الحســن علــي بــن الحكـــــــــــــام دار الفكر‬ ‫‪.50‬‬
‫محمـــد بـــن حـــبيب الســـــــــلطانية‬
‫والوليــــــــــات‬ ‫البصري الماوردي‬
‫الدينية‬
‫‪1991‬م‬ ‫دار جامعـــــــــة‬ ‫الطيب محمد الطيب المسيد‬ ‫‪.51‬‬
‫الخرطوم للنشر‬
‫‪1991‬م‬ ‫د‪ .‬محمد إبراهيم أبــو تاريخ الخرطوم دار الجيل‬ ‫‪.52‬‬
‫سإليم‬
‫‪2000‬م‬ ‫محمـــد بـــن إدريـــس ديـــوان المـــام دار المنار‬ ‫‪.53‬‬
‫الشافعي‬ ‫الشافعي‬
‫‪1392‬هـ‬ ‫أبو زكريــا أبــو شــرف شــــرح صــــحيح دار الفكــــــــر –‬ ‫‪.54‬‬
‫بيروت‬ ‫مسلم‬ ‫المام النووي‬
‫‪1983‬م‬ ‫دار الفكر‬ ‫أبــي الحســن مســلم صحيح مسلم‬ ‫‪.55‬‬
‫بن الحجاج القشــيري‬
‫النيسابوري‬
‫‪1957‬م‬ ‫انتشــار السإــلم القاهرة‬ ‫حسن إبراهيم‬ ‫‪.56‬‬
‫والعروبــة فيمــا‬
‫يـــل يالصـــحراء‬
‫الكبرى‬
‫بدون‬ ‫معجــم مفــردات دار الكتـــــــــاب‬ ‫راغاب الصفهاني‬ ‫‪.57‬‬
‫الفـــاظ القـــرآن العربي‬
‫الكريم‬
‫بدون‬ ‫محمـــد الطـــاهر بـــن التحرير والتنوير دار سإـــــــحنون‬ ‫‪.58‬‬
‫للنشر والتوزيــع‬ ‫عاشور‬
‫‪ ،‬تونس‬
‫بدون‬ ‫روح المعــــــاني دار إحياء التراث‬ ‫محمود اللوسإي‬ ‫‪.59‬‬
‫فــــي تفســــير العربي ‪ ،‬بيــروت‬
‫‪ ،‬لبنان‬ ‫القرآن‬
‫‪1988‬م‬ ‫تاريـــخ سإـــواكت الدار الســودانية‬ ‫محمد صالح ضرار‬ ‫‪.60‬‬
‫والبحر والحمر للكتب‬
‫‪1990‬م‬ ‫وزارة التربيــــــــــــة تاريــخ الســودان المطبعـــــــــــة‬ ‫‪.61‬‬
‫والتعليــم – جمهوريــة للصـــف الثـــالث العســـــــكرية –‬
‫بحري‬ ‫المتوسإط‬ ‫السودان‬
‫‪1991‬م‬ ‫دار الجيل‬ ‫د‪ .‬محمد إبراهيم أبــو تاريخ السودان‬ ‫‪.62‬‬

‫‪189‬‬
‫‪~2‬‬
‫سإليم‬
‫‪1992‬م‬ ‫‪ .63‬د‪.‬محمد إبراهيــم أبــو وثـــائق سإـــلطنة دار جامعـــــــــة‬
‫الخرطوم للنشر‬ ‫سإنار‬ ‫سإليم‬
‫‪1991‬م‬ ‫مؤسإســـــــــــة‬ ‫أصول الدعوة‬ ‫‪ .64‬عبد الكريم زيدان‬
‫الرسإالة بيروت‬
‫‪1991‬م‬ ‫‪ .65‬محمـــد أبـــو الفتـــح المدخل إلى علم مؤسإــة الرسإــالة‬
‫بيروت‬ ‫الدعوة‬ ‫البيانوتي‬
‫‪1983‬م‬ ‫دار القــــــــرآن‬ ‫تذكرة الدعاة‬ ‫‪ .66‬اليهي الخولي‬
‫الكريــم التحــاد‬
‫السإـــــــــلمي‬
‫العالمي‬
‫‪2005‬م‬ ‫‪ .67‬بروفسير محمد زيــن الــــــــــــــدعوة مطابع العملة‬
‫السإــــــــــلمية‬ ‫الهادي‬
‫الشــــــــــــمول‬
‫والسإتيعاب‬
‫‪1983‬م‬ ‫مطتبـــة لبنـــان‬ ‫محيط المحيط‬ ‫‪ .68‬بطرس البستاني‬
‫بيروت‬
‫‪1981‬م‬ ‫المطتبـــــــــــة‬ ‫‪ .69‬أبي عبدالله محمد بن صحيح البخاري‬
‫السإلمية‬ ‫إسإــــماعيل المــــام‬
‫البخاري‬
‫‪1995‬م‬ ‫‪ .70‬د‪.‬صــلح محــي الــدين وقفــــات فــــي دار مكتبة الهلل‬
‫تاريخ السودان‬ ‫محمد‬
‫بدون‬ ‫شــذرات الــذهب المكتبة التجارية‬ ‫‪ .71‬عبد الحي الحنبلي‬
‫فــي اخبــار مــن للطباعـــــــــــة‬
‫والتوزيـــــــــــع‬ ‫ذهب‬
‫والنشر – بيروت‬
‫‪1988‬م‬ ‫‪ .72‬أبو الفــداء إسإــماعيل تفســير القــرآن دار الجيل‬
‫العظيم‬ ‫بن كثير‬
‫‪1969‬م‬ ‫تاريـــخ سإـــودان مكتبـــة النجلـــو‬ ‫‪ .73‬د‪ .‬شوقي الجمل‬
‫المصرية‬ ‫وادي النيل‬
‫‪2007‬م‬ ‫الحضـــــــــارات مكتبــة الشــريف‬ ‫‪ .74‬صلح عمر الصادق‬
‫الســــــــــودانية الكاديمية‬
‫القديمة‬

‫‪190‬‬
‫‪~2‬‬
‫الدوريات‪:‬‬
‫نوفمبر‬ ‫مجلججججة جامعججججة‬ ‫بحث بعنوان‪ :‬اروقه الزهإر‬ ‫‪ .75‬مجاهإججد توفيججق‬
‫‪2006‬م‬ ‫أفريقيا العالمية‬ ‫الجندي‬
‫محرم‬ ‫مجلة القوم العدد‬ ‫‪ .76‬د‪ .‬سججر الختججم مقال )اولد جابر الربعة(‬
‫‪1405‬هإج‬ ‫الول‬ ‫عثمان‬

‫‪29‬فبراير‬ ‫العدد ‪5279‬‬ ‫‪ .77‬الشجججيخ عمجججر جريدة الصحافة )عمود(‬


‫‪2008‬م‬ ‫المين‬
‫‪ .78‬بروفسججججججججير بحججث بعنججوان‪ :‬سججلطنة الفونججج مجلججججة جامعججججة‬
‫يوسججف فضججل السجججلمية ودورهإجججا فجججي تاريجججخ أفريقيا‬
‫سودان وادي النيل‬ ‫حسن‬
‫شأوال‬ ‫العدد )‪(116‬‬ ‫‪ .79‬محمد الحسججن جريدة المائدة ‪ -‬مقال‬
‫‪1428‬هإج‪-‬‬ ‫أبو قرون‬
‫‪20/10/2‬‬
‫‪007‬م‬
‫تصججدرهإا وزارة الشججئون الدينيججة يناير ‪1992‬م‬ ‫‪ .80‬مجلة البيان‬
‫والوقاف‬

‫‪191‬‬
‫‪~2‬‬
‫فهرست الموضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضجججججججججججوع‬
‫أ‬ ‫الية‬
‫ب‬ ‫الهداء‬
‫ج‬ ‫الشكر‬
‫د‬ ‫ملخص البجث‬
‫هس‬ ‫‪Abstract‬‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬
‫الفصل الول ‪ :‬تمهيد حول دخول السلم في السودان‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬دخول السلما في السودان من جهة الشرق‬
‫‪13‬‬ ‫‪ ‬المطلب الول‪:‬الصإلة بين السودان والجزيرة العربية قبل السلم‬
‫‪16‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪:‬بداية دخول السلم )الهجرة(‬
‫‪23‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬الصإلة بين السودان والجزيرة العربية بعد السلم‬
‫‪28‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬دخول السلم من جهة الشمال ‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب الول‪:‬عهد عبد ال بن أبي السرحا وأثره في انتشار السلم‬
‫‪34‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬كيف دخل السلم‬
‫‪39‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬دخول السلم من جهة الغرب‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬الجهود الرسمية للدعوة في السودان‬
‫‪44‬‬ ‫المبحث الول ‪:‬جهود الشيخ عجيب المانجلك في دولة الفونج ‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪ ‬المطلب الول‪:‬النسب والنشأة‬
‫‪47‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪:‬شخصإيته‬
‫‪51‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬بدء حكمه‬
‫‪54‬‬ ‫‪ ‬المطلب الرابع‪ :‬الشئون الدينية في عهد الشيخ عجيب‬
‫‪62‬‬ ‫‪ ‬المطلب الخامس‪:‬تعظيم الشيخ عجيب لشعيرة الحج‬
‫‪66‬‬ ‫‪ ‬المطلب السادس‪ :‬استشهاد الشيخ عجيب‬
‫‪69‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬جهود السلطان بادي أبو دقن‬

‫‪192‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪ ‬المطلب الول‪ :‬جهاد السلطان بادي أو دقن‬
‫‪73‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬مناقب السلطان بادي أبو دقن‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‬
‫‪78‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬جهود السلطان بادي أبو شلوخ ‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫المطلب الول ‪:‬نسبه وحرب الحبشه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني ‪:‬اتساع دولة بادي في كردفان‬
‫الفصل الثالث ‪:‬الجهود الجماعية للمصلحين والدعاة‬
‫‪90‬‬ ‫المبحث الول ‪:‬الجماعات السنارية –العلما بالزهر الشريف" الرواق السناريه"‪.‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪ ‬المطلب الول‪ :‬الزهر ودوره في الدعوة‬
‫‪94‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪:‬اروقة الزهر‬
‫‪98‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬الرواق السناري‬
‫‪101‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬جهود أولد جابر الربعة ‪.‬‬
‫‪102‬‬ ‫‪ ‬المطلب الول‪ :‬أولد جابر‬
‫‪105‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪:‬إبراهيم البولد‬
‫‪109‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬الشيخ عبد الرحمن بن جابر‬
‫‪113‬‬ ‫‪ ‬المطلب الرابع‪ :‬إسماعيل بن جابر‬
‫‪115‬‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬هجرة جماعات المحس‪.‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪ ‬المطلب الول ‪ :‬هجرة المحس‬
‫‪117‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬مدرسة أرباب العقائد‬
‫‪118‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬مدرسة الشيخ خوجلي‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬نماذج للجهود الفردية للدعوة في السودان ‪.‬‬
‫‪121‬‬ ‫المبحث الول ‪:‬جهود الشيخ غلم ال بن عائد الركابي ‪.‬‬
‫‪122‬‬ ‫المطلب الول‪ :‬نسبه‬
‫‪124‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬جهود غلم ال وأثاره في السودان‬
‫‪127‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬جهود الشيخ إدريس بن محمد الرباب ‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪128‬‬ ‫‪ ‬المطلب الول‪ :‬ترجمة الشيخ إدريس حمد الرباب‬
‫‪130‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬بعض صإفاته‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‪:‬جهود الشيخ ادريس في الفتوى‬
‫‪136‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬جهود الشيخ محمود العركي ‪.‬‬
‫‪137‬‬ ‫‪ ‬المطلب الول‪ :‬ترجمة حياته‬
‫‪139‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬جهود الشيخ محمود العركي‬
‫‪140‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬جهود الشيخ تاج الدين البهاري ‪.‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪ ‬المطلب الول‪ :‬ترجمة حياته‬
‫‪142‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬قدومه‬
‫‪143‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثالث ‪:‬جهوده في الدعوة‬
‫‪147‬‬ ‫المبحث الخامس ‪ :‬جهود الشيخ محمد العاقب ‪.‬‬
‫‪148‬‬ ‫‪ ‬المطلب الول‪ :‬ترجمة حياته‬
‫‪149‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬الدب النبوي في العصإر الفونجي‬
‫‪151‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬جهود الشيخ محمد العاقب‬
‫‪154‬‬ ‫المبحث السادس ‪:‬جهود القاضي دشين ‪.‬‬
‫‪155‬‬ ‫‪ ‬المطلب الول‪ :‬ترجمة حياته‬
‫‪156‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬مؤهلت قاضي العدالة القاضي دشين‬
‫‪158‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬جهود قاضي العدالة القاضي دشين‬
‫‪159‬‬ ‫المبحث السابع ‪ :‬جهود محمد وداما مريوما ‪.‬‬
‫‪160‬‬ ‫‪ ‬المطلب الول‪ :‬ترجمة حياته‬
‫‪161‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬جهود الشيخ حمد في الدعوة‬ ‫‪‬‬

‫‪165‬‬ ‫المبحث الثامن ‪ :‬جهود الشيخ محمد بن عدلن ‪.‬‬


‫‪166‬‬ ‫‪ ‬المطلب الول‪ :‬ترجمة حياته‬
‫‪167‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬جهود الشيح محمد عدلن‬
‫‪169‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬جهوده في التأليف‬
‫الخاتمة ‪ :‬وتشمل علي ‪:‬‬

‫‪194‬‬
‫‪~2‬‬
‫‪174‬‬ ‫‪ ‬النتائج ‪.‬‬
‫‪175‬‬ ‫‪ ‬التوصإيات ‪.‬‬
‫‪ ‬الملحق‬
‫الفهارس ‪.‬‬
‫‪185‬‬ ‫فهرس اليات القرآنية‬
‫‪188‬‬ ‫فهرس الحاديث‬
‫‪189‬‬ ‫فهرس المصإادر والمراجع‬
‫‪194‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬

‫‪195‬‬
‫‪~2‬‬

Вам также может понравиться