Вы находитесь на странице: 1из 16

****** Result for Image/Page 1 ******

٤٢ ٤٣٦
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫د ياسين محمد حمد العيثاوي‬.‫م‬.‫ا‬
Globalization and Citizenship
Al-Eythawe M. yassen Dr Prof Assist
global to response in changing is citizenship of terrain The
.emands. govemance new wake its in bringmg and forces
an on co-operation for opportunities new creates Globalization
extraordinary poses it as time same the at scale international
.rotection. social and solidarity of forms established to challenges
offset be globalization of effects disintegrating ,polarizing the Can
that ,level international an at developed ,approaches new through
all of rights economic and social ,political basic the reaffirm
.eople.
One .urposes. public achieve to exist institutions Educational
twenty-first the ln .itizenship. develop to is purposes those of
of era an ln .itizenship. global includes citizenship century
ability ,knowledge the includes citizenship effective Globalization
across constructively and peacefully engage to disposition and
and personal addressing of purposes for differences cultural
human-environmental sustainable achieving of and needs collective
universal A .alues. Global internalizing requires this ,interactions
rights human universal to including ,values global to commitment
conflict civilizational the prevent to essential be will tolerance and
.untington. Samuel by predicted
require will globalization of challenges these Addressing
values global of development the and education citizenship making
the throughout quality improve to efforts of objective explicit an
the about evidence and theories examining critically ,world
and citizenship developing to approaches various of effectiveness
public this with aligned activities supporting and citizenship global
a of development the support should PLlTPOSe public This .Il1VOSe.
international and national of rule the fosters that culture political
understanding of development the ,rights human of respect and law

****** Result for Image/Page 2 ******


٢٤ ٤
‫المواطنة في ظل العولمة‬
and bilateral peaceful and economic and trade support to
solve to means preferred the as diplomacy international
to capability the of development the ,disputes international
facing challenges environmental serious the address and understand
the in boundaries national across collaborate to and humanity
interactions human-envlronmental of forms sustainable of creation
in rationality promote to skills the of development the in and
as technology and science advance to and ,action and deliberation
,resent. At .eing. well and health human improve to means
insufficiently are reforms and systems education many ,however
-self and narrow very a on instead focus or ,quality OII focused
.uality. of definition referenced
‫الملخص‬:
‫ وتتعارض بشأنه‬،‫ يعان من إشكالية تكثر حوله الخلفات‬،‫ليزال مفهوم المواطنة‬
‫ ولم يستطع المهتمون به الوصول الى رأي أو تعريف جامع مانع يوضح‬،‫النظريات‬
‫وقد يزداد‬،‫ وقد يتسع ليشمل عدة خب‬،‫ فالمواطنة مفهوم يصيق ليقتصر على خبة‬،‫ماهيته‬
‫ويتسع‬،‫وي أحيان قليلة لتتجاوز اليوتوبيات‬،‫اتساعا فيشمل كل المنتمين الى دولة ما أو أمة‬
‫مفهوم المواطنة أكثر ليشمل كل الجنس البشري في اطار دولة عالمية قد يكون لها شكل الدولة‬
‫الواحدة‪ ،‬وقد يكون لها شكل التكوين الفدرالي الذي يجمع عدة دول في اطار حكومة عالمية‬
‫أو عصبة أمم‪ .‬وتحاول الدراسة تعريف المواطنة وما يرتبط بها من مفاهيم مقاربة‪،‬وربطها بمفهوم‬
‫العولمة ومدى تأنيرها على المواطنة وقضاياها‪ .‬إذ تنطلق الدراسة من فرضية ان للعومة بوصفها‬
‫ابرز حدث عصري قد ساهمت بدور كبير في تطور مفهوم المواطنة ودفعه الى المام باتجاه‬
‫اهتمام الجميع به بعد ان كان حكرا على العلقة بين الفرد والسلطة الحاكمة داخل حدود‬
‫دولة ما‪ .‬وتحديدا ي التركيز على العلقة بين الفرد والسلطة السياسية ‪ ،‬وبيان ان هناك تغلي‬
‫لضرورات السلطة السياسية على حساب حقوق الفراد وحرياتهم مما ينعكس على تضييق‬
‫‪ .‬على الفراد وبالتالي كان هناك تضييق على مواطنتهم‪،‬والعكس صحيح‬
‫المققدمة‬
‫على الرغم من تعرض العديد من الباحثين لمفهوم المواطنة‪ ،‬لكنه ما يزال مفهوما إشكاليا‬
‫تكثر حوله الخلفات‪ ،‬وتتعارض بشأنه النظريات‪ ،‬ولم يستطع المهتمون به الوصول إلى رأي أو تعريف‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 3‬‬


‫‪(٤٥ "I‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫جامع مانع يوضج ماهيته‪ ،‬فالمواطنة مفهوم قد يضيق ليقتصر على نخبة‪ ،‬وقد يتسع ليشمل‬
‫عاة‬
‫ثغب‪ ،‬وقد يزداد اتساعا فيشمل كل المنتمين إلى دولة ما أو أمة‪ ،‬وفي أحيان قليلة ل تتجاوز‬
‫اليوتوبيات‪ ،‬يتسع مفهوم المواطنة أكثر ليشمل كل الجنس البشري في إطار دولة عالمية قد يكون لها‬
‫شكل الدولة الواحدة‪ ،‬وقد يكون لها شكل التكوين الفيدرالي الذي يجمع عدة دول في إطار حكومة‬
‫عالمية أو عصية أمم‪ .‬ولن تتوقف هذه الدراسة عند حدود التعريف الصطلحي لمفهوم المواطنة‪ ،‬بل‬
‫ستحاول التعريج على الجذور التارخية للمواطنة بما يسمح بفهم مسارات تطور المفهوم ككائن حي له‬
‫ماض وحاضر ومستقبل‪ ،‬ينشأ وينمو ويتطور‪ ،‬يقوى ويضعف‪ ،‬يتداخل ويتخارج مع مماهيم أخرى بما‬
‫قد يؤدي إلى تقويته أو إضعافه‪ .‬ولكن معنى التطور يجب أل يدرس بمجردا‪ ،‬بل ل بد من دراسة التطور‬
‫ي سياق العصر ومفاهيمه التي يمكن أن تؤثر وتتأتر بالمواطنة‪ ،‬تنطلق الدراسة من ان للعولمة بوصفها‬
‫ابرز حدث قد عصري ساهمت بدور كبير في تطور مفهوم المواطنة ودفعه إلى المام باتجاه اهتمام‬
‫الجميع به بعد أن كان حكا على العلقة بين الفرد والسلطة الحاكمة داخل حدود دولة ما‪ .‬وتحديدا‬
‫بالتركيز على العلقة بين الفرد والسلطة السياسية‪ ،‬وبيان ان هناك تغليب لضرورات السلطة السياسية‬
‫على حساب حقوق الفراد وحرياتهم مما ينعكس على تضييق على حريات الفراد وبالتالي كان هناك‬
‫‪.‬تضييق على مواطنيتهم‪ ،‬والعكس صحيح‬
‫‪:‬وفقا لذلك سيتم تقسيم الدراسة وفقا لما يأني‬
‫المبحث الول‪ :‬ماهية المواطنة وستماتا‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية العولمة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المواطنة والعولمة‬
‫المبحث الول‬
‫ماهية المواطنة وسماتها‬
‫المطلب الول‪ :‬ماهية المواطنة‬
‫أول‪ :‬مفهوم المواطنة‬
‫بداية يمكن القول إن هنالك إشكالية على مدى اتفاق الباحثين العرب على وهم مصطلح‬
‫وهناك فرقا ‪ (shiP citizen)،‬دقته في اللغة العربية للتعبير عن المصطلح الغري )المواطنة(‬
‫‪:-‬واختلفا بين الباحثين‪ ،‬لوجود رأيين في هذا الموضوع هما‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 4‬‬


‫‪٤٢ ٤٦٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫الي الول‪ :‬يذهب إلى القول )إنه ليس في مخزون العرب‪ ،‬اللغوي وبالتالي الفكري والوجداني‬
‫ما يفيد ما نقوله اليوم باللفظين‪ :‬المواطنة والمواطن‪ " .‬ويشارك في هذا الرأي أيضا عدد من‬
‫المفكرين أمثال )برنارد لويس( الذي يقول إن مفهوم المواطنة في الفكر العري هو مفهوم غير‬
‫أصيل إن لم يكن عريب‪ ،‬مؤكدا أن سبب‬
‫غياب كلمة مواطن ي اللغة العربية واللغات‬
‫الوى الفارسية والتركية يرجع إلى غياب فكرة المواطن كشريك وفكرة المواطنة كعملية‬
‫مشاركة‪ .‬ويرى اخرون أن مفهوم كلمة )المواطنة( في اللغة العربية طالما اقتصر معناه في ذهن‬
‫القائل والسامع على إتباع القادة أو رعايا السلطان أو سفهاء العامة‪ ،‬أن هذا المر قد غيب‬
‫‪.‬عن الواقع والذهن ضرورة الحديث عن )المواطنة( ي إطارها الحضاري عن العرب‬
‫الرأي الثاني‪ :‬ويرى أصحابه من المفكرين العرب غياب هذا القصور الذي يراه أصحاب الرأي‬
‫الول‪ ،‬لن جذور استعمال مصطلح )المواطنة( ومعانيه اللغوية تعود في اعتقاد‬
‫بعصهم إل‬
‫‪ .‬حقبة )الصلحية السلمية( وبالتحديد ي كتابات الطهطاوي ومجمد رشيد رضا‬
‫مصطلح المواطنة واسعا ومتشعبا اصطلحيا‪ ،‬فالكثير ممن حاولوا إن يجددوا مفهوم‬
‫المواطنة نظروا إليه من عدة جوانب‪ ،‬فالمواطنة تعرف بأها صفة المواطن الذي له حقوق وعليه‬
‫واجبات تفرضها طبيعة انتمائه إلى وطن‪ ،‬والمواطنة علقة الفرد بدولته علقة يجسدها الد‬
‫بستور‬
‫والقوانين المنبثقة عنه والتي تعمل وتصمن معي المساواة بين المواطنين‪ .‬إذ تشير دائرة المعارف‬
‫البريطانية إلى أن المواطنة هي علقة بين فرد ودولته كما يجددها قانون الدولة وهي منظمة‬
‫ومرتبطة بالحرية وما يصاحبها من مسؤوليات المتعلقة بالحقوق السياسية مثل حقوق النتخاب‬
‫)‬
‫وتعرف موسوعة كولير المريكية )المواطنة( بأنها )أكثر أشكال‬
‫‪.‬وتولي المناصب العامة‬
‫العضوية في جماعة سياسية اكتمال(‪ ".‬ونعتقد إن التعريف القرب إلى مفهوم المواطنة هو‬
‫الذي يصفها بأنها الشعور بالنتماء إلى بقعة من الرض من جهة وعلقة الفرد بدولته والتي‬
‫تعدد بالدستور الذي يعدد حقوق وواجبات المواطنين بشكل متساو ودون إي تمييز‪ .‬ويعني‬
‫‪:‬ذلك ضرورة توافر ركنين أساسيين لتحقيق المواطنة‬
‫‪.‬الركن المعنوي‪ :‬وهو الشعور بالنتماء إلى بقعة من الرض )الوطن(‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 5‬‬


‫‪٤٢ ٤٧٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫‪ .‬والركن المادي‪ :‬وهو تمتع المواطن بالحقوق العامة المدنية والسياسية والجتماعية وتترتب‬
‫واجبات للدولة كواجب حماية المواطن والدفاع عنه‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وبشكل متساو ودون إي تمييز‬
‫‪.‬على أساس العرق أو الطائفة أو القومية ‪....‬الخ‬
‫ثانيا‪ :‬المفاهيم المقاربة للمواطنة‬
‫‪:‬لنسية‬
‫وهي رابطة إنسانية قانونية‪ ،‬تعدد علقة الفرد بدولته ويترتب على هذه العلقة تمتع الفرد‬
‫بالحقوق المدنية والسياسية والجتماعية‪ ،‬والتزامه بواجبات اتجاه تلك الدولة وبشكل متساو ودون أي‬
‫تييز‪ ،‬والجدير بالذكر هنا أن قانون الجنسية يختلف من بلد لخر تبعا لطبيعة ذلك البلد‪ ،‬وهناك قانون‬
‫له علقة وثيقة بالجنسية وهو ما يطلق عليه بقانون الدم والذي يعرف بأنه‪ :‬القانون الذي يعطي‬
‫‪.‬للشخص الحق عند الولدة في الحصول على جنسيته والديه أو أحدهها‬
‫الوطنية‪ :‬وهي حب الوطن والشعور الباطن بالنتماء إليه والرغبة ي العيش فيه‪ ،‬وبالتالي فعندما‬
‫نقول إن المواطنة فيها )ركن معنوي( فهي تقترب بمفهومها من الوطنية وعندما نقول إن المواطنة ها‬
‫‪.‬فهي تقترب من مفهوم )الجنسية( )ركن مادي(‬
‫‪،‬الوطن‪ :‬وهو البقعة الجغرافية التي يعيش عليها النسان‪ ،‬وتحددها السياسة ذات السيادة‬
‫وننمع‬
‫الوطن بالضافة إلى الرض‪ ،‬والمياه القليمية التابعة لها‪ ،‬الهوا )المجال الجوي(‪ .‬ويبدو هذا التعريف في‬
‫الحقيقة قاصرا‪ ،‬فمفهوم الوطن بشكل عام هو مفهوم أوسع بكثير فالوطن هو الرض والموات‪ ،‬أي‬
‫الجغرافية والتاريح إذا اجتمع كيان روحي واحد أي إن الجغرافية أصبحت معطى تاريخي‪ ،‬والتاريخ‬
‫صبح موطنا جغرافيا‪ ،‬ومن الضروري أن نميز هنا بين مفهوم الوطن ومفهوم المة‪ ،‬فلمة هي النسيج‬
‫الروحي الجمعي الذي تنتجه الثقافة المشتركة وطموحات تعبر عن الرادة الجمعية بما يجعل الدولة هي‬
‫‪.‬التمييز القانون لوحدة الوطن والمة‬
‫الهوية‪ :‬وهي المركب المتجانس من القيم والذكريات والتعبيرات والتطلعات التي تعفظ ذاكرة جماعة‬
‫‪:‬بشرية عن الجماعات الخرى والهوية على ثلث مستويات‬
‫‪ - ١‬هوية فردية‪ :‬أي هوية الفرد داخل الجماعة مثل شعور الفد بالنتماء إلى القبيلة أو الطائفة أو‬
‫الجماعة الدينية شعورا يمنحه هوية متميزة و‬
‫‪ - ٢‬هوية الجماعة‪ :‬أي هوية جماعة داخل المة‪ ،‬وهي كالفراد داخل الجماعة‪ ،‬لكل منها ما يميزها‬
‫‪.‬داخل الثقافة المشتركة‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 6‬‬


‫‪٤٢ ٤٨٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫‪ -٣‬هوية المة‪ :‬هي الجامعة للجماعات والثقافات المشتركة داخل أمة واحدة بما يميزها عن المم‬
‫الخرى‪ ،‬ول يمكن أن تميز أمة ما عن غيرها ما لم نعرف أوجه اختلفها عن المم الخرى أي معرهة‬
‫‪.‬الشيء بنقيضه‬
‫ويبدو مما تقدم أن هناك تعارض وتقابل بين الهوية والمواطنة‪ ،‬حيث‬
‫تتجاوز المواطنة سمات‬
‫الهوية الذاتية‪ ،‬وتتعالى على كل الخصوصيات العرقية والدينية‪ .‬لكن هذا التعارض الظاهري يفسر حاليا‬
‫بغياب المواطنة وسيطرة الطغيان والستبداد ي عالمنا‪ ،‬فغالبا ما يكون النغلق على الهوية‪ ،‬ملذا‬
‫ملجئا عندما تتعثر معايير النتما وتتوتر آليات الدماج والنصهار داخل الوطن الواحد‪ .‬ويعني‬
‫ذلك‪ ،‬أن الهوية مفهوم مركب ومعقد ومتعدد البعاد ومتشابك العناصر كما تبين ذلك الدراسات‬
‫السيكولوجية والنثروبولوجيا‪ .‬فقد أثبتت مدرسة جنيف أن الهوية ل تبنى ول تتطور إل ي ظل‬
‫التفاعلت الجتماعية وي إطار الصراعات المعرفية التي تتغذى من الختلف والغيرية‪ .‬ويشهد على‬
‫ذلك ثراء الحضارة السلمية وتنوعها بفضل إسهام الجماعات الدينية المسيحية واليهودية والصابثة‬
‫والسريانية والقومية الفارسية والتركية والكردية وغيرها‪ .‬إذن الخر هذا ليس النا والذي ليس النا هو‬
‫المكمل للنا وهو طرف حيوي في حياتنا‪ ،‬وليس بمجرد وسيلة لتحقيق رغباتنا وأهواءنا‪ ،‬بل له الحق في‬
‫أن يكون إنسانا مستقل عنا وعن وصايتنا البوية‪ ،‬وبين التحليل النفسي أن اكتشاف الذات والوعى‬
‫‪.‬ها يمر حتما بتجربة التعايش مع الخر المختلف‬
‫المواطن‪ :‬وهو الفرد الذي يستقر بشكل دائم داخل الدولة أو يعمل جنسيتها‪ ،‬ويتمتع بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية‪ ،‬ويتحمل واجبات المشاركة‪ ،‬والمواطن هو عضو ي المجتمع السياس‪ ،‬ويتمتع بالحقوق‬
‫ويقوم بالواجبات ‪ .‬وتبرز هنا إشكالية العلقة بين المواطن والرعية‪ ،‬فمي بعض النظم الملكية‪ ،‬وكذلك‬
‫لدى بعض المفكرين السلميين يشير مفهوم المواطن إلى من ينتمي إلى البلد وملك الحقوق المدنية‬
‫والجتماعية فقط )أهل الذمة كما يوصفون في الفكر السلمي(‪ ،‬بينما يشير مفهوم المواطن في‬
‫الفكر الغري إلى من يملك الحقوق المدنية والجتماعية والسياسية إي حقوق النتخاب والمشاركة في‬
‫)‪(١٠‬‬
‫‪.‬صنع القرار‪ ،‬وعليه يكون المواطن في الحالة الولى )رعية( بينما هو في الحالة الثانية )مواطن(‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 7‬‬


‫واجبات الدفاع عن الدولة وحماية (‬
‫الدولة تجسيد‬
‫قانوني للمة‬
‫والوطن‬
‫‪٤٢ ٤٩٦‬‬
‫الوطن‬
‫الجغرافية‬
‫والتاريخ‬
‫مادي معنوي‬
‫المة‬
‫مجموعة‬
‫ثقافات‬
‫فرعية‬
‫الهوية‬
‫الثقاخية‬
‫‪،‬فردية‬
‫جمعية‪ ،‬أمة‬
‫الجنسية‬
‫تاطير قانوني‬
‫والواجبات‬
‫ر ابطة‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫الركن‬
‫المعنوي‬
‫تصور‬
‫وا" لبقعة‬
‫الوطنية‬
‫ولء‬
‫وطني‬
‫الر كن‬
‫المادي‬
‫حقوق‬
‫وواجبات‬
‫بالمساو اة‬
‫‪ ،‬المو‬
‫ضمان حماية الحقوق )المدنية والجتماعية والسياسية(‬
‫المطلب الثاني‬
‫سمات المواطنة‬
‫)ز ‪١١‬‬
‫‪:‬تتميز المواطنة وفقا للمفهوم المتقدم بمجموعة من السمات الخاصة التي يمكن أن نوجزها فيما يأني‬
‫‪ . ١:‬المواطنة عدل وإخاء‬
‫حيث تؤسس المواطنة لمفهوم الحقوق والواجبات وفق مبدأ الرتباط بوحدة النتماء واللغة والمشاعر‬
‫والمشاركة القائمة على العدل والمساواة في إطار سيادة القانون‪ ،‬فحد المواطنة الهم أن يكون للمر‬
‫‪.‬حقوق وواجبات سياسية واجتماعية واقتصادية تستند إلى المؤاخاة والعدل والقدرة والكفاءة والتوازن‬
‫‪ . ٢:‬المواطنة حرية‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 8‬‬


‫‪،I ٢٥‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫حيث تتأسس المواطنة على مفهوم الحرية الواعية والخلقية المنضبطة والملتزمة بقوانين متمدنة‪ ،‬يمارسها‬
‫‪.‬أبناء الوطن بشكل ديمقراطي منتظم‪ ،‬يعي كل التحولت السياسية والفكرية والجتماعية‬
‫‪ .٣:‬المواطنة قيمة أخلقية وإنسانية راقية‬
‫مثل المواطنة قيمة أخلقية وإنسانية راقية‪ ،‬ومن تم فهي انتماء عقلي موضوعي أصيل لقيم الحق‬
‫والخير‪ ،‬إذ لم تعد المواطنة في هذه المضامين الخلقية مجرد دللة تعبر عن قوانين وحدود تستجيب‬
‫‪.‬للولدة والنشأة‬
‫‪ . ٤:‬المواطنة حوار موضوعي‬
‫يصعب أن تتحقق المواطنة دون الحوار الموضوعي والمسئول بين أبناء الوطن الواحد‪ ،‬استنادا إلى‬
‫الحترام المتبادل للوصول إلى قبول الخر وعلى ذلك فان المواطنة ل تتبي على إقصاء الخر ول‬
‫‪.‬إلغاءه‪ ،‬بل تحترمه وتبادله الراي‬
‫‪ :‬ه ‪ .‬المواطنة نتاج لتطور الدولة‬
‫تصبح المواطنة‪ ،‬بتضمنها لبعض المضامين الثقافية والجتماعية والتارخية‪ ،‬نتاجا لحالة التطور‬
‫الجتماعي التي بلغها المجتمع‪ ،‬وترتيبا على ذلك‪ ،‬يرتبط ظهور الدولة والمواطنة بمفهومها الحديث‬
‫‪.‬بتطور الدولة القومية بشكل كبير‬
‫‪:‬اول‪:‬تطور مفهوم المواطنة‬
‫تشير المواطنة في شكلها الكثر اكتمال في الفلسفة السياسية المعاصرة إلى النتماء إلى الوطن‪ ،‬انتماء‬
‫يتمتع المواطن فيه بالعضوية كاملة الهلية على محو يتساوى فيه مع الخرين الذين يعيشون في الوطن‬
‫نفسه مساواة كاملة في الحقوق والواجبات‪ ،‬وامام القانون‪ ،‬دون تمييز بينهم على أساس اللون أو العرق‬
‫أو الدين أو الفكر أ الموقف المالي أو النتماء السياسي‪ .‬وبجترم كل مواطن المواطن الخر‪ ،‬ويتسامح‬
‫الجميع مع بعصهم على الرغم من تنوعهم واختلفهم‪ ،‬وثة توازن بين الحقوق والواجبات‪ ،‬فالمواطنة‬
‫ليست حقوقا فقط‪ ،‬وهي ليست واجبات فقط أيضا وإغا هي حقوق وواجبات‪ .‬إن مفهوم‬
‫المواطنة ليس مفهوما حديثا بل مفهوم قلم يرجع إلى الحضارات الغريقية والرومانية التي خطت‬
‫الخطوات العملية والساسية في وضع أسس المواطنة‪ .‬وتجلت مساهمة الحضارة اليونانية في موضوع‬
‫المواطنة بما توصلت إليه دولة المدينة والتي شكلت الممارسة الديمقراطية لثينا نموذجا لها‪ ،‬حيث‬
‫‪ .‬استخدم مفهوم المواطنة في الفكر السياسي القدم عند كل من سقراط وأفلطون وأرسطو‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 9‬‬


‫‪٤٢٥١‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫كانت المواطنة عندهم هي حق المشاركة في الشأن العام والحياة السياسية على وجه الخصوص ومنها‬
‫)‬
‫المشاركة في إدارة الدولة واتخاذ القرارات ومراقبة تنفيذها‪ .‬وعلى الرغم من قصور مفهوم المواطنة‬
‫واقتصاره على حق المشاركة السياسية الذي تم تطبيقه عند الغريق والرومان واقتصاره على فئات معينة‬
‫‪ ،‬حيث كانت مقاييس هذا الستحقاق هي انحدار المواطن من أبوين ينتميان إلى نفس دولة المدينة‬
‫واستعاد النساء العبيد )الرقيق واسرى الحرب والمنهزمين( وكذلك الجان حيث كان القانون المدي‬
‫ي روما يخص المواطن الروماني‪ ،‬وقانون الجانب يهتم بالجانب ويعطيهم حقوقا مدنية‪ ،‬لكنه بجرمهم‬
‫من الحقوق السياسية كحق الترشيح أو النتخاب أو تسلم الوظائف السياسية والدارية‪ .‬ويمكن القول‬
‫هنا انه على الرغم من قصور مفهوم المواطنة عند الغريق والرومان على فثات معينة دون أخرى إل‬
‫أنهم بجحوا بتحقيق المساواة على قاعدة )المواطنة( بين الفراد المتساويين بالقرار بعقهم في المشاركة‬
‫السياسية والتداول السلمي للسلطة وكذلك تولي المناصب العامة وهذا ما يقرب مفهوم )المواطنة( عند‬
‫الغريق ومن بعدهم الرومان إلى المفهوم المعاصر للمواطنة اليوم والذي جعلنا نعتبره أساسا من‬
‫أسسها‪ .‬لكن مبدا المواطنة تراجع في الفكر السياسي بشكل عام فيما بعد طوال ما اصطلح على‬
‫تسميته في أوربا بالعصور الوسطى الي امتدت من ‪٤٧٦‬م إلى ‪١٤٥٣‬م وذلك بعد أن اندترت‬
‫التجارب الديمقراطية المحددة في دائري الحضارتين الغريقية والرومانية من واتخذت أنظمة الحكم الغربية‬
‫)‪(١٤‬‬
‫طابع )الحكم الملكي المطلق غير المقيد( ‪ .‬ولكن مبدأ المواطنة أعيد اكتشافه من جديد لحقا‬
‫نتيجة لبروز بوادر عصر النهضة والتنور وحركات الصلح الديني في أوربا‪ ،‬وتفاعل حدثين تاريخيين‬
‫مهمين هما الثورة المريكية ‪ ١٧٧٦‬والثورة الفرنسة ‪ ١٧٨٩‬وما جاءتا به من مبادئ الحرية والمساواة‬
‫‪.‬ي الحقوق والواجبات وحكم القانون‬
‫‪:‬ثانيا‪ :‬التحولت الساسية المؤثرة في مفهوم المواطنة‬
‫يمكن رصد ثلثة تحولت سياسية كبرى متداخلة ومتكاملة في العصر الحديث‪ ،‬كان لها أثرها تي إرساء‬
‫مبادئ المواطنة في الدولة القومية الديمقراطية المعاصرة أولها تكوين الدولة القومية‪ ،‬وثانيها توسيع‬
‫المشاركة السياسية وتداول السلطة سلميا‪ ،‬وثالثها إرساء حكم القانون وإقامة دولة المؤسسات‪ .‬إذ‬
‫انتقلت الحضارة الغربية بفعل هذه التحولت من )المفهوم التقليدي للمواطنة( والمستمد من الفكر‬
‫السياسي العريقي والرومان إلى )المفهوم المعاصر للمواطنة( المستمد من أفكار عصر النهضة والتنوير‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 10‬‬


‫‪٤٢٥٢٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫ودعوات رجالت الفكر لن يكون الشعب مصدر السلطات بمما عمق مبدأ المواطنة‪ ،‬وجعل المواطنين‬
‫) ‪(١٠‬‬
‫‪.‬يتمتعون بجق المشاركة الفعالة تي اتخاذ القرارات الجماعية دون تمييز‬
‫‪:‬ويمكر أد ستتج من تتبعنا للتطور التاريخي لمبدأ المواطنة‪ ،‬أن مفهوم المواطنة مر بمسارين تطوريين هما‬
‫)‬
‫المسار التطوري الفقي المتمثل في توسيع قاعدة المواطنة لتشمل أيضا وتدرجيا العبيد والمرأة‬
‫‪.‬والطبقات الفقيرة‬
‫المسار التطوري العمودي المتمثل ي تطور مفهوم )المواطنة( بشكل موازي كتطور المشاركة في صنع ‪-‬‬
‫وتوسيع رقعتها‪ ،‬وتحول السلطة تدرجيا من يد شخص واحد إلى‬
‫القرار السياسي وممارسة السلطة‬
‫‪.‬مستويات متوسطة إلى يد عامة الشعب وفق الليات الديمقراطية‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬مر ممهوم المواطنة في إطار الدولة الوطنية ذات السيادة بتطور أفقي من ناحية‬
‫‪.‬وتطور رأسي من ناحية ثانية‪ .‬فالمفهوم كائن حي‪ ،‬ينشأ وينمو ويتطور‪ ،‬وله ماض وحاضر ومستقبل‬
‫بل له أيضا سمات الكائن الحي من صحة ومرض‪ ،‬فطوال العصور الوسطى الوروبية من سنة ‪٤٧‬‬
‫إلى ‪ ١١٤٥٣‬م‪ ،‬مع بعض الستثناءات‪ ،‬ظل هذا المفهوم هزيل‪ ،‬حتى ظهرت )عريضة‪/‬لئحة الحقوق‬
‫ي إتجلترا بعد الثورة سنة ‪١٦٨‬م( والتي يؤرح بها البعض لبداية التنوير ‪Rights of Bill‬‬
‫سا التطور الفقي في أتجاه توسيع قاعدة المواطنة من القلية الرستقراطية إلى شمول‬
‫الوروي‪ .‬حيث ر‬
‫طبقات أخرى تدريجيا وبمرور الزمن‪ ،‬لكن المواطنة لم تشمل حى الن كل الفراد من الناحية العملية‬
‫على الرغم من كل المواثيق وإعلنات حقوق النسان‪ .‬وسار التطور الرأسي‪ ،‬بشكل مواز لتطور‬
‫وتوسيع رقعتها‪ ،‬حيث التقدم تدرجيا عو تحول‬
‫المشاركة ي صنع القرار السياسي وممارسة السلطة‬
‫سلطة اتخاذ القرار من شخص واحد عبر مستويات متوسطة إلى عامة المواطنين وفق الليات‬
‫الدمقراطية‪ .‬وستنتج عالم الجتماع )هانس( من دراساته حول صناعة القرار ي الجمعيات الصغيرة‬
‫‪.‬واللديات والحكومات المحلية‪ ،‬مادئ عامة حددها في المستويات الستة المذكورة أدنا‬
‫‪.‬المستوى الول‪ :‬القرار الفردي لرأس السلطة‬
‫‪.‬المستوى الثاني‪ :‬إعلم الجمهور بالقرار دون أخد رأيهم‬
‫‪.‬المستوى الثالث‪ :‬استشارة الجمهور دون الخد برأيهم‬
‫‪.‬المستوى الرابع‪ :‬استشارة الجمهور والحذ بريهم‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 11‬‬


‫‪٤٢٥٣٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫‪.‬المستوى الخامس‪ :‬إشراك الجمهور ي مواجهة القضايا وحل المشاكل‬
‫‪.‬المستوى السادس‪ :‬وجود سلطة اتخاذ القرار ي يد عامة المواطنين وفق الليات الديمقراطية‬
‫‪.‬لمستويات الست؛ فأحيانا يتأر‬
‫ول يوجد في جميع الحوال وبالضرورة فصل كامل‬
‫ين هذه ا‬
‫الديكتاتور بين أكثر من مستوى كعملية من عمليات الخداع والتضليل‪ ،‬مثلما يجدث في الديمقراطيات‬
‫المزيفة بكل أساليبها المعروفة‪ .‬وأفضل مستوى تتحقق فيه المواطنة هو المستوى السادس حيث تتسع‬
‫‪،‬قاعدة المواطنة بمفهومها الشامل؛ فكلع الفراد مواطنون ل يوجد بينهم أي تمييز في الحقوق والواجبات‬
‫وتحكمهم المساواة في كل التعاملت المجتمعية بغض النظر عن الدين‪ ،‬العرق‪ ،‬اللغة‪ ،‬الجنس‪ ،‬أو الصل‬
‫‪.‬الجتماعي‪ ....‬إلخ‪ .‬ويشاركون حسب الليات الديمقراطية ي صناعة القرار‬
‫وتطور مفهوم المواطنة في عصر التنوير أفقيا في أبعاده السياسية والجتماعية والمدنية‪ ،‬كما تطور رأسيا‬
‫حسب هذا السلم على القل من الناحية النظرية‪ ،‬لكنه لم يصل أبدا إلى المستوى الخامس أو‬
‫)‪(١٨‬‬
‫السادس‪ .‬وبلغ مفهوم المواطنة ذروة تطوره المرحلي في القرن الثامن عشر مع الثورتين الفرنسية‬
‫والمريكية‪ ،‬لكنه لم يصل إلى ذروة اكتمال المواطنة؛ حيث حرمت الثورتان قطاعا من الناس من حق‬
‫المواطنة؛ فدستور الثورة المريكية )عام ‪ ١٧٨٧‬م( استبعد النساء والهنود الحمر والجنس السود من‬
‫دائرة المواطنة‪ ،‬وظل هذا الوضع قائما على الرغم من إلغاء الرق )عام ‪ ،(١٨٠٠‬ولم تتحقق المواطنة‬
‫)‬
‫ولم تضع الثورة الفرنسية حدا للعبودية إل ي منتصف القر التاسع‬
‫للسود إل )عام ‪١٩٦٥‬م(‬
‫عشر )عام ‪١٨٤٨‬م(‪ .‬واستمرت المرأة على المستوى السياسي محرومة من ممارسة ومباشرة الحقوق‬
‫السياسية‪ ،‬وخارج دائرة المواطنة لفترة طويلة‪ ،‬فلم تعترف فرنسا بحق النساء في التصويت إل بعد نهاية‬
‫الخرب العالمية الثانية‪ ،‬ولم تحصل المرأة في إيحلترا على المساواة السياسية وحق المواطنة بمعناه الشامل إل‬
‫في )عام ‪ ١٩٢٨‬م( بصدور قانون المساواة ي النتخابات بين الرجل والمراة‪ .‬ولم يتبلور مفهوم المواطنة‬
‫من الناحية النظرية إل في عام ‪ ١٩٤٨‬بصدور )العلن العالمي لحقوق ‪ -‬واجبات النسان( نظريا‬
‫طعا‪ ،‬أما الواقع الفعلي المتعين‪ ،‬فل تزال تعترض فكرة المواطنة تمحديات كبيرة في كثير من بلدان العالم‬
‫‪.‬بما فيها بلدان العا لم الغري القائم على الحكم وفق آليات ديمقراطية‬
‫‪:‬المواطنة في الفكر السلمي‬
‫تعاددت وتباينت مفاهيم المواطنة ي الفكر السلمي وتوسع الختلف بينها )رفضا وقبول( مما‬
‫يؤكد الحاجة إلى طحها للنقاش للوصول إلى فهم أكثر عمقا وواقعية وعلمية‪ .‬إذ يعان مفهوم المواطنة‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 12‬‬


‫‪٤٢٥٤٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫في الفكر السلمي من الخلط وعم الوضوح لدى المفكر السلميين همنهم من يرى عدم وجود‬
‫مفهوم للمواطنة في الفكر السلمي والى غير ذلك من الراء المتعددة في هذا الموضوع‪ ،‬فضل عن أن‬
‫هناك من يتحدث دون مخصص من جهة‪ ،‬ويلغي من حساباته أحيانا اختلفات اللدان وأنظمتها‬
‫سياساتها وخصوصياتها من جهة أخرى‪ .‬لذلك‪ ،‬سنحاول هنا وبقدر المكان أن نتبين هل أن لهذا‬
‫المصطلح وجود في الفكر السلمي من الناحية النظرية والعملية؟‬
‫ونستعرض بعض الراء حول مفهوم‬
‫مواطنة في الفكر السلمي‪ " ".‬و‬
‫تلحظ المهتم بدراسة موضوع المواطنة في الفكر السلمي وجود‬
‫‪:‬رأيين ختلفين بشأنه‬
‫الرأي الول‪ :‬يرى وجود هذا المفهوم في الفكر السلمي‪ ،‬بل ويذهب في هذا الموضوع بعيدا ليستدل‬
‫كان أول من وضع المعى الحقيقي لمفهوم المواطنة المسئولة واددة )‪ (p‬عليه بأن الرسول الكرم محمد‬
‫تقع مسؤولية من أخل بداخلها محت دائرة حكم السلم ومرجعيته‬
‫جدود المدينة المنورة كعلقات‬
‫ويوضح ذلك جليا )دستور المدينة( حيث تعرض بنود صحيفة المدينة )‪ ٥٢‬بندا( مبادئ مهمة بعسد‬
‫مفهوم المواطنة من خلل التأكيد على احترام الحقوق والواجبات لكل من سكن المدينة مسلما كان‬
‫)را‬
‫‪.‬أم عير مسلم‬
‫هكذا حاول بعض الباحثين والمفكرين السلميين تفسير هذا المفهوم من منظور الدين السلمي‬
‫منهم بأنه على الرغم من ارتباط مفهوم المواطنة بالدولة القومية التي ظهرت‬
‫ومن أوجه مختلفة اعتقادا‬
‫‪ ،‬ي أوريا إبان عصر النهضة‪ ،‬إل أن دللة هذا اللفظ يمكن أن تجد لها جذورا في الفكر السلمي‬
‫ولكن تعت عناوين أخرى غير )المواطنة( كالمة أو الولية‪ .‬حيث يرى المفكر السلمي السيد )صدر‬
‫‪٢٢/‬‬
‫‪،‬الدين القبابجي( ال المواطنة تعني العضوية ي المة‪ ،‬ويربط )عصام العريان( المواطنة بالموالة‬
‫)‪(١٤‬‬
‫ويربط )رضوان السيد( بين مصطلحي )دار السلم( و )المواطنة( على أساس أن ما يتضمنه‬
‫مفهوم )دار السلم( هو عينه ما يتضمنه مفهوم )المواطنة(‪ ،‬وذهب )علل الفاسي( بعيدا في هذا‬
‫المجال بربطه مفهوم المواطنة بمبدأ التكليف السلمي لن التكليف يعني إلزام المسلم القيام بواجبات‬
‫معو )الله( والمجتمع ونفسه والنسانية جمعاء‪ ،‬وأن حقوقه مرتبطة بدرجة التزامه بهذه الواجبات‪ ،‬ويرى‬
‫الشيخ )معمد مهدي شس الدين(‬
‫ان المواطنة ي المصطلح السلمي تعني الولية بمعني المعاضدة‬
‫‪.‬والتناصر وحقوق المواطن‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 13‬‬


‫‪٤٢٥٥‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫الرأي الثاني‪ :‬يرى أن السلم يتناقض مع مبدأ المواطنة بمضمونها القانوني‪ ،‬اذ يتجاوز الحدود بين‬
‫الدول على أساس وحدة الدين أو المذهب وينكرها على اساس انها تمنح من خلل العيش أو‬
‫المشاركة مع الخرين في الوجود في مكان جغرافي مجدد ومعين ‪.‬اذ ينفي بعض الراء عن السلم إبعمانه‬
‫بالمواطنة فمثل يرى المفكر )محمد آركون( أن مفهوم الجماعة في السلم يخلو من أية محاولة لتطوير‬
‫سياق المواطنة باعتبارها شرطا ضروريا لنشوء حكم القانون وظهور المجتمع المدي الذي يستطيع أن‬
‫‪.‬يكون دافعا أو معوقا لسلطات الدولة طبقا لمواقفها من قضايا الوطن‪ .‬وإذا كان هذا الرأي يستم‬
‫أدلته من مفهوم )الجماعة السياسية( في السلم‪ ،‬فان رأيا آخر يشاكله في الرفض لكنه خالفه في‬
‫‪،‬السس الي يستند إليها في رفض وكرة المواطنة في السلم‪ ،‬حيث يعد هذا الرأي المواطنة )كفرا(‬
‫ومن يعتقد بها كافرا طالما أن السلم ل يساوي بين أبناء البلد الواحد المختلفين في الدين لن أساس‬
‫الوحدة في السلم هي )الدين والعتقاد( وليس العيش أو المشاركة مع الخرين في الوجود في مكان‬
‫ما‪ .‬فالسلم على وفق هدا الرأي لم جعل لغير المسلم ولية على المسلم بدليل قوله تعالى)والذين‬
‫كفروا بعضهم أولياء بعض( بينما يفترض مفهوم المواطنة الحديف المساواة بين إفراد المجتمع دون تميز‬
‫على أي أساس بما في ذلك الدين‪ ،‬فالمواطنون جميعا متساوون في الحقوق والوجبات إزاء الدولة‬
‫والقانون‪ .‬ويؤكد السلم في هذا المنظور على إعلء الرابطة الدينية على كل رابطة وأية رابطة‪ ،‬بينما‬
‫تؤكد المواطنة وتغلب الرابطة القانونية )الجنسية( على أية رابطة أخرى سواء كانت عرضية أو عنصرية‬
‫أو دينية أو غيرها من الروابط‪ .‬ولعل أهم الشكاليات الي تواجه مفهوم المواطنة الحديثة في الفكر‬
‫السلمي هو أن المواطنة بمفهومها الديمقراطي الحديث‪ ،‬تفترض تمتع الفرد الحاصل على جنسية بلد‬
‫معين ببجميع الحقوق )المدنية والسياسية( على حد سواء ي ذلك البلد بينما يفترض المنظور السلمي‬
‫الثاني متع الفرد المسلم بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬وتمتع الفرد غير المسلم بالحقوق المدنية دون الحقوق‬
‫السياسية كحق النتخاب أو الختيار أو الستفتاء وغيرها‪ ،‬لن )دستور المدينة( منح مواطنيها سواء‬
‫كانوا مسلمين أو غير مسلمين حقوقا‪ ،‬ولكن هذه الحقوق حقوق مدنية وليست سياسية بالنسبة لغير‬
‫المسلمين الذين كانوا يتمتعون بالحقوق كافة المدنية والسياسية‪ ،‬وهذا ما يشير إلى نقص في المواطنة أو‬
‫‪.‬احتلل في احد الركنين الساسيين لها‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 14‬‬


‫‪٤٢٥٦٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫المبحث الثاني‬
‫ماهية العولمة‬
‫المطلب الول‪ :‬مفهوم العولمة لغة واصطلحا‬
‫لقد قاس بعض الباحثين لفظة العولمة في اللغة العربية على وزن )فوعله( الذي يعني‪ :‬قولب أي تحويل‬
‫الشيء من وضع إلى وضع آخر وفق موذج أو قالب محدد‪ .‬لكن الصيغة )فوعله( الحرفية صيغة خاصة‬
‫بالنسب تصاغ منها ألفاظ معينة على وهق توهر ضوابط وشروط معينة ل بجدها في لفظة )العولمة( لذا‬
‫فهي لفظة ذات صياغة خاطئة ليس لها وجود في المعجم العري واصلها الصحيح هو لفظة )العامية(‬
‫المشتقة من اسم )العا لم( الذي هو على وزن وجمع العا لم المراد به الجلق العوالم وهو ما اتفق عليه ي‬
‫)‪(٢٦‬‬
‫الذي يعني )‪ (Globalization‬م مصطلح العولمة لتعريب المصطلح‬
‫اللسان العري‪ .‬ويستخد‬
‫‪).‬ما جاء في قاموس ويبستر )إكساب الشيء طابع العامية وجعل نطاقه و تطبيقه عاميا(‬
‫إما مفهوم العولمة اصطلحا فذو دللت ومفاهيم متعددة‪ ،‬فهو ل يشتمل على زاوية مجددة يمكن‬
‫التوجه إليها واكتشاف مكامنها‪ ،‬وإنما له عوامل اقتصادية وسياسية وثقافية وتكنولوجية واتصالية‬
‫متداخلة عيث ل يمكن فصل إي منها عن الخر‪ .‬فمثل عندما نقول عولمة سياسية فهي إرادة‬
‫للهيمنة والغرض منها يقمز على الدولة والمة والوطن وبالتالي فانه يعمل على التفتيت والتشتيت‬
‫وإيقاظ أطر النتماء إلى القبيلة والطائفة والجهة بعد أن يضعف‬
‫و ويقوض هوية الوطن‬
‫سلطة الد لة‬
‫وبالتالي يذيب الحدود ويصهرها ي نظام سياسي عالمي تسيطر عليه القوى العظمى المتمثلة بالوليات‬
‫المتحدة المريكية اليوم‪ .‬وعندما بقول عولمة اقتصادية تقفز إلى الذهان وحدانية السوق وإزالة جميع‬
‫الحواجز الجمركية بالشكل الذي يؤثر على سيادة الدولة‪ .‬وعندما نقول عولمة ثقافية ترتبط بتصدير‬
‫نقافة غربية أمريكية بالدرجة الولى عبر التلفيزيون والنترنت والصحافة وغيرها‪ ،‬والهدف هنا سيطرة أو‬
‫هيمنة الثقافة الرأسمالية لتصبح هي الثقافة العليا في العالم‪ .‬يقول العالم المريكي نعوم تشو مسكي‬
‫إن العولمة الثقافية ليست سوى نقلة نوعية في تاريح العلم‪ ،‬تعزز سيطرة المركز المريكي على(‬
‫الطراف أي على العالم كله(‪ ،‬ويقول ورير العدل الفرنسي جاك كولين )إن النترنت بالوضع‬
‫)‪(٨‬‬
‫الحالي شكل جديد من أشكال الستعمار‪ ،‬وإذا لم نتحرر فان أسلوب حياتنا في خطر كبير من‬
‫التأثير المريكي(‪ .‬ويعني هذا أن العولمة سوف تقضي على كل العادات والتقاليد والعراف في‬
‫اختمعات الخرى لصالح طغيان ثقافة عالمية واحدة على الثقافات القومية والحلية بما يشكل خطرا‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 15‬‬


‫‪٤٢٥٧٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫على الخصوصيات الوطنية على المدى الطويل حيث يؤدي إلى ابتلعها والحلول مجلها‪ ،‬وهذا ما يلفت‬
‫نظرنا إلى تعريف محمد عابد الجابري للعولمة بأحا تعني الخر وإحلل الختراق الثقافي والهيمنة وهرض‬
‫‪.‬غمط واحا للستهلك والسلوك‬
‫النشأة التاريخية للعولمة‬
‫كانت النشأة التاريخية للعولمة وما تزال مثار جدل بين الباحثين فمنهم من يصفها بأنها ظاهرة جديدة‬
‫ومهم من يرجعها إلى القرون السابقة‪ ،‬ويرجع أصل هذا الختلف إلى‬
‫‪،‬ظهرت في عقد التسعينات‬
‫تداخل مصطلح العولمة بمصطلح العالمية لدى عدد من المعنيين‪ ،‬فالذين أرجعوها إلى القرون السابقة‬
‫تعدثوا في حقيقة المر عن مصطلح العالمية التي تعني )الرتقاء بالخصوصية إلى مستوى عالمي( هذا‬
‫واضح في أطروحات )الرواقيين( في أثينا في حوالي القرن الثالث قبل الميلد الذين كانوا ينظرون إلى‬
‫العالم نظرة شاملة جعلتهم يدعون لقامة المدنية العالمية مستندين إلى الفلسفة القائمة على و‬
‫حدة‬
‫الكوكب الذي يعيش عليه الجنس البشري‪ ،‬وكانت الديانتان المسيحية والسلمية قد دعتا إلى العالمية‬
‫أيضا‪ .‬ولكن العولمة ليست ظاهرة جديدة تماما بل هي قديمة إلى حد كبير لن تصدر حضارة ما‬
‫‪.‬لباقي الحضارات يفرض عليها ويتطلب منها قيادة العالم وهذا هو جوهر العومة‬
‫)‪(٢٩‬‬
‫‪:‬لقد مرت العولمة تاريخيا بمراحل عدة وهي كالتي‬
‫‪.‬مرحلة الرأسمالية التجارية‬
‫‪.‬مرحلة الرأسمالية والثورة الصناعية ي أوروبا‬
‫مرحلة الرأسمالية المالية‪ :‬دور البنوك وإصدار الوراق المالية ومنح القروض للدول ورجال الصناعة‬
‫‪.‬والعمال‬
‫‪.‬مرحلة الثورة التكنولوجية‪ :‬خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية‬
‫إن أول من صاع مفهوم )العولة( حرفيا هو العالم " الكندي )ماك لوهان( في جامعة )تورنتو(‬
‫‪.‬عندما صاغ في نهاية الستينات مفهوم )القرية الكونية( في كتابه )الحرب والسلم في القرية الكونية(‬
‫وتبي هده الفكة بعده بريجنسكي الذي أصبح في ما بعد مستشارا للرئيس المريكي في عهد كارتر‬
‫وفصله عن مصطلح )‪(globalcity‬حيف استخدم مصطلح )المدينةالكونية( )‪(١٩٨٠- ١٩٧٧‬‬
‫)‪ (t•()Globalizati0l1‬العومة‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 16‬‬


‫‪٤٢٥٠٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫‪:‬ومؤسسات العولمة هي‬
‫‪.‬صندوق النقد الدولي‬
‫‪.‬البنك الدولي ‪-‬‬
‫‪.‬منظمة التجارة العالمية ‪-‬‬
‫‪.‬الشركات المتعددة الجنسيات ‪-‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أبعاد العولمة‬
‫إن هناك إبعاد مختلفة للعولمة منها وهي أنعاد ذات أثار متداخلة ومترابطة منها ما هو سياسي ومنها‬
‫ما هو اقتصادي ومنا ما هو ثقاي وقد تكون هذه البعاد السياسية و القتصادية والثقافية قد تكون‬
‫ذات أثار إيجابية أو على العكس قد تكون سلبية ‪ .‬فعلى الصعيد السياسي هللعولمة أثار سلبية تتمثل‬
‫سعيها إلى تفويض سيادة الدولة الكاملة من خلل وسائلها العديدة المتمثلة بالشركات متعددة‬
‫الجنسيات واقتصاد السوق الحر وغيرها والتي أدت بالنتيجة إلى ضعف الحدود والتبعية السياسية‬
‫والقتصادية للدول الصناعية الكبرى‪ .‬كما وان العولمة تقفز على الدولة والمة والوطن وبالتالي فإنها‬
‫تعمل على التفتيت والتشتيت وإيقاظ اطر النتماء إلى القبيلة والطائفة والجهة ‪....‬الخ‪ .‬أما على‬
‫الصعيد القتصادي فللعولمة أثار سلبية تتمثل تركيز النشاط القتصادي على الصعيد العالمي بيد‬
‫مجموعات قليلة العدد وبالتالي تهميش أو إقصاء الخر والذي ينتج‬
‫عنه ما يعرف بظاهرة )التفاوت(‬
‫الحاصل بين الدول والتفاوت في داخل الدولة الواحدة ويمكن القول هنا إن أثار العولمة )القتصادية(‬
‫كانت ايجابية بالنسبة للدول الصناعية المتطورة وخصوصا بلدان التحاد الوري حيث تم توحيد العملة‬
‫وإلغاء جواز السفر والحواجز والتعريفات الكمر كية وفتح الحدود بينهما تجاريا وبذلك )اليورو(‬
‫حافظت هذه الدول على هويتها و ثقافاها و كياها وهي الن في حدود تعويل هذا التحاد‬
‫الكونفدرالي إلى أتحاد فيدرالي‪ .‬في حين برى النتائج السلبية للعومة التي لحقت بدول العلم الثالث غير‬
‫الصناعية والتي جعلتها تحت مطرقة التعية القتصادية وبالنتيجة التعية السياسية للدول المتطورة‬
‫)‪(٣١‬‬
‫‪.‬الرأسمالية‬
‫والحقيقة إن العولمة تهدف اقتصاديا إلى تحويل العالم إلى سوق اقتصادية واحدة يكمها النظام‬
‫القتصادي الرأسمالي‪ ،‬وتهدف ثقافيا إلى تصدير ثقافة غربية أمريكية بالدرجة الولى عبر النترنت و‬
‫‪ ،‬التلفيزيون و الصحافة وغيرها بما يؤدي بالنتيجة إلى هيمنة الثقافة الرأسمالية لتصبح هي الثقافة العليا‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 17‬‬


‫‪٤٢٥١٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫‪ ،‬ويعني هذا أن العولمة تسعى لصهر كل العادات والتقاليد والعراف في المجتمعات في نظام ثقاني عالمي‬
‫تهيمن فيه ثقافة عالمية واحدة على الثقافات القومية والية والخصوصيات الحرى‪ .‬ويتمثل الثر‬
‫اليجاي للعولمة فيما تحققه من انتشار المعلومات والتكنولوجيا وسهولة وحرية وسر‬
‫عة انتقال‬
‫رؤو‬
‫الموال السلع والخدمات والتقنيات الحديثة بما يجعلها متاحة وي خدمة جميع الطراف‪ ،‬وتذويب‬
‫‪.‬الحدود بين الدول إضافة إلى زيادة معدلت إنشائية للعلقات بين الدول والتجمعات والمؤسسات‬
‫ومن الثار اليجابية للعولمة أيضا ما تتيحه من إمكانية الحوار بين الثقافات وجعل العالم )قرية صغيرة(‬
‫‪ ،‬تتبادل فيها الثقافات والفكار وتتقارب الشعوب وتتعارف بعضها على البعض الخر‪ .‬ويسهل ذل‬
‫ويساعد على إشاعة المشروع الديمقراطي والحريات العامة وتقليص سطوة وسلطة الحكومات لسيما‬
‫الدكتاتورية عن طريق وسائل التصالت الحديثة ووسائل العلم المرئية والسمعية المتطورة التي منح‬
‫‪.‬المواطن حرية التعبير عن الرأي وإيصال صوته وإسماعه للعالم ككل‬
‫المبحث الثالث‬
‫المواطنة والعولمة‬
‫‪،‬تؤكد التحقيقات التاريخية أن المواطنة سابقة للعولمة من حيث الزمان والمكان‬
‫وكذلك من حيت كوها بمجال فكر وتفكير تمتد بتأثيرها وتأثرها إلى القتصاد والسياسة‬
‫واتمجتمع‪ .‬ولما كانت المواطنة قد صيغت ي البدء داخل الفضاءات الوطنية كتعبير عن ضرورت‬
‫تعديد وحماية وصون حقوق الفراد والجماعات‪ ،‬فسرعان ما أصبح لمبادئها القدرة على‬
‫المتااد عالميا‪ ،‬واخذت ترجمة مبادئ المواطنة على المستوى العالمي من خلل أح النظمة‬
‫‪.‬والدساتير هذه المبادئ في معظم توجهاتها السياسية والقتصادية والثقافية وغيرها‬
‫‪ ،‬لقد ساهمت العولمة إلى جانب عوامل أخرى منها الديمقراطية القائمة في تحديد أفق المواطنة‬
‫‪ ،‬شكلت ها تحديا استهدفها في حد ذاتها باستهداف مبادئها الكبرى )لسيما الحقوق فيها(‬
‫وأكثر من ذلك استهداف المؤسسات والقيم التي بنيت عليها المواطنة لسنين طويلة‪ .‬فقد‬
‫أحدثت العولمة تغييرات عدة في مفهوم المواطنة ظهرت بشكل بارز فيما أحدثته من تمييز بين‬
‫المواطنة القومية والمواطنة العالمية‪ ،‬فبعد أن كان مفهوم المواطنة يقتصر بمفهومه الضيق لدى‬
‫البعض على أنها )حقوق المواطن وواجباته داخل وطنه( ‪ ،‬أوجدت العولمة مفهوم المواطنة‬
‫العالمية الذي يعني )حقوق وواجبات مواطني العالم دون تمييز نجو العالم(‪ ،‬وهو المفهوم الذي‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 18‬‬


‫‪٤٢٦٠٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫تنازعته آراء مختلفة بين مؤيد ومعارض‪ ،‬فضل عما أدت إليه العولمة من تغيير في مؤشرات‬
‫قياس الديمقراطية‪ ،‬حيث باتت الديمقراطيات تقاس بمدى وجود بمجتمعات مدنية‪ ،‬ومستوى‬
‫المواطنة من خلل منح المواطنين حقوقهم السياسية والقتصادية والثقافية فضل عن سيادة‬
‫‪.‬القانون وتوفير الخامات‬
‫المطلب الول‪ :‬المواطن والمواطنة والعولمة‬
‫ولم يكن ممهوما )المواطنة والعولمة( وحتى وقت قريب‪ ،‬يدرسان ي التحليل‬
‫الجتماعي المعاصر في سياق احد‪ ،‬إذ تشير العولمة إلى الصور المعاصرة للتغيرات السريعة أما‬
‫المواطنة فتشير إلى الحماية الجتماعية وإعادة بناء روح التضامن‪ ،‬غير أن التطورات العالمية‬
‫ي العقود الخيرة‪ ،‬أوضحت ضرورة الربط في بمجال البحث بين المواطنة والعولمة‪ ،‬فالمواطنة لم‬
‫توضع يوما على الك إل حين برزت العولمة واتسع فضاءها‪ ،‬فإذا كان سؤال المواطنة في‬
‫الماضي ينصب على كيفية إدماج الفراد كمواطنين في إطار الدولة الحديثة‪ ،‬فقد بات سؤال‬
‫المواطنة الن ينصب على معالجة عجز الدولة الحديثة عن بناء المواطنة والحفاظ عليها‬
‫‪(٣‬‬
‫عدم قدرها على دمج الفراد وتحقيق المساواة والعدل بين الجميع‪ .‬ولم يكن أهق‬
‫الديمقراطية القائم في معظم دول العالم هو ادد الوحيد لفق المواطنة‪ ،‬ولم يكن العامل‬
‫الداخلي هو المهيمن في تعديد ذلك الفق‪ ،‬بل أضيفت إلى ذلك معطيات عالمية كبرى‬
‫‪.‬تتدخل اما بصورة مباشرة او غير مباشرة لتحريك المواطن للبحث عن حقوقه ومواطنيته‬
‫لقد كان مفهوم المواطنة بصورته التقليدية على مستوى الفكر الغري‪ ،‬يعرف بأنه "صفة المواطن‬
‫الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات في إطار الدولة القومية التي ينتمي إليها"‪ ،‬لكن هذا‬
‫يعد يستجيب حاليا للتحولت العالمية التي أوجدت حاجة لصياغات جديدة لهذا‬
‫المفهوم لم‬
‫المفهوم القدم‪ ،‬إلى جانب بمجموعة من العمليات المعقدة وعلى رأسها‪ :‬بروز ظاهرة التعددية‬
‫الثقافية نتيجة لتزايد الهجرة العالمية )اختياريا أو قسريا(‪ ،‬وانتقال العمالة من بلد لخر بل من‬
‫قارة إلى أخرى انتقال شرعيا أو غير شرعي‪ ،‬فضل عن تعرض دعائم الدولة القومية للهتزز‬
‫‪ ،‬بسبب تنامي حدة النزاعات العرقية )انقسام الدول‪ ،‬وانفصال القليات‪ ،‬وتفتت المجتمعات(‬
‫والمطالبات المتزايدة بالعتراف بالحقوق الثقافية‪ ،‬وظهور التكتلت السياسية القليمية الكبيرة‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 19‬‬


‫‪٤٢٦١‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫كالتحاد الوروي والتي أتاحت فرصا للنتماء إلى كيانات وجماعات سياسية أكبر‪ ،‬والمعارك‬
‫)‪(٣٤‬‬
‫‪.‬الضارية للدفاع عن اهوية‬
‫‪،‬لقد اصبح للمواطنة في ضوه البجاث الحديثة‪ ،‬أبعاد متعددة ودللت جديدة‬
‫على بروزها التغيرات العالمية الكبرى في العقود الخيرة‪ ،‬ومن ناحية أخرى بدا‬
‫الحديث يدور اليوم حول المواطنة باعتبارها عملية مستمة ذات أفق مفتوح‪ ،‬وليست هناك‬
‫نهاية في الفق يمكن تعديدها في جال تطوير معان المواطنة ومجالتها‪ ،‬ومع ذلك يمكن القول‬
‫إن ماضي مفهوم المواطنة يؤثر على الطريقة التي ينظر بها أغلب الناس في المجتمعات الصناعية‬
‫المتقدمة إليها‪ ،‬ولعل هذا ما دوع بعض الباحثين إلى التأكيد على أن المواطنة تعرف عادة‬
‫بالستناد إلى القومية‪ ،‬فالمواطنون هم أعضاء منظمون في بمجتمعات قومية يعطوها ولءهم‬
‫ويتوقعون منها مايتهم‪ ،‬وهي بالتالي هويتهم التي يتعاملون بها مع مواطنين منظمين في‬
‫مجتمعات قومية أخرى‪ ،‬لكن وبالمقابل‪ ،‬هناك اتفاق عالمي على أن هناك حقوقا إنسانية عالمية‬
‫ينبعي تطبيقها بغض النظر عن تنوع المجتمعات واختلف الثقافات وتنوع الهويات‪ ،‬ويمكن‬
‫القول إن عملية تأسيس حقوق النسان تاريخية مستمرة امتدت على خمسة أجيال‪ :‬حقوق‬
‫الجيل الول السياسية أساسا‪ ،‬وحقوق الجيل الثاني القتصادية والجتماعية‪ ،‬وحقوق الجيل‬
‫الثالث والرابع العابرة للقوميات والناتجة عن تبلور وعي كون يبرز فيه أساسا الحق في حماية‬
‫)‪(٣٩‬‬
‫‪.‬البيئة‪ ،‬والحق في السلم‪ ،‬والحق في التنمية‪ ،‬وحقوق الجيل الخامس في المن النساني‬
‫ول تنتهي علقة المواطنة بالعومة عند جوانبها اليجابية فقط‪ ،‬وإنما هناك من يصر على أن‬
‫وبصورها الرأسمالية والحتكارية القائمة على التمييز والضطهاد‬
‫العولمة بتجلياتها المختلفة‬
‫والتفرقة‪ ،‬تجعل التحدي بالنسبة للمواطنة هو الذي يبسط أكثر من حقيقة يمكن إيجازها كما‬
‫‪ :‬أفي‬
‫ترتبط العولمة والمواطنة بجرية السوق باعتبار السوق بقواعده وقوالبه الطبيعية تعبير عن‬
‫المواطنة تماما كما هو مواطن كل من تعاقد )جريته الذاتية( لبيع قوة عمله لمالك وسائل‬
‫النتاج‪ ،‬ومعي هذا أن المواطنة ما دامت تتعلق بعقوق وضعية بالساس‪ ،‬فإنها تبقى مبنية على‬
‫العتراف بالحقوق المدنية والسياسية والجتماعية في حين أن حقوقها الطبيعية تبقى محصورة‬
‫)‪(٣ ٦‬‬
‫‪.‬ي‪ ،‬السوق‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 20‬‬


‫‪٤٢٦٢٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫تفرض العولمة تضادا وتوترا بين الدعاء بشمولية القيم الديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق ‪-‬‬
‫النسان وبين واقع التجربة التارغية المميزة للفراد والجماعات داخل المجتمعات‬
‫ووضع تضاد‬
‫وتوتر بين الدعاء بالنتماء والنتساب المشترك إلى "عالم واحد" وواقع النكماش )المفروض‬
‫غالب الحيان( داخل فضاء عام محدد ومجال جغرافي محدود‪ .‬وبذلك‪ ،‬فإن العولمة )لسيما‬
‫السياسية منها( تمثل نهاية الدولة الدائمة والشديدة‪ ،‬والتحول نحو اللمركزية في السلطة‬
‫ولحكم مع النخراط ضمن مؤسسات متعددة الطراف دوليا والشكات والمؤسسات العابرة‬
‫للقوميات القتصادية والجتماعية‪ ،‬أي أن العولمة السياسية غيرت من دور الدولة من الفاعل‬
‫الساسي إلى الحارس الذي يجرس مصالح الشركات والمؤسسات الدولية‪ ،‬ويمكن أن نوجز‬
‫‪(٧‬‬
‫مجموعة من أهم التجليات التي تصاحب العولمة السياسية‬
‫‪ :‬وهي‬
‫‪ .١‬ظهور أزمة تماسك الدولة الوطنية واختراق القيم الخلقية والدينية والثقافية والتلعب بها‬
‫باستغلل التناقضات الداخلية وإعادة تكييف المنظومات والمؤسسات الجتماعية والدينية‬
‫‪.‬والقانونية الوطنية تعت ستار الصلح والشراكة والتعاون‬
‫‪ .٢‬تزايد عمليات توحيد وتنميط وتدويل المقاييس والمعايير عبر العديد من المنظمات‬
‫والتكتلت العابرة للقوميات التي تعد أدوات فاعلة للتأثير والنفوذ الحضاري للخصوصية الغربية‬
‫واتساع تلك العملية من المجال التكنولوجي‪ ،‬البيئي‪ ،‬العلمي‪ ،‬القتصادي إلى المجال السيا‬
‫والتربوي ‪ -‬التعليمي‪ ،‬العلمي والديني مما يهدد الخصوصيات الوطنية والحضارات غير الغربية‬
‫‪.‬بالسحق الحضاري‬
‫‪ .٣‬سهولة استثارة النزعة القلية وصناعة الهويات النفصالية عبر التوظيف الذرائعي المصلحي‬
‫لثقافة حقوق النسان لتهيئة الجواء للمزيد من النهب والستحواذ على الثروات الوطنية التي‬
‫‪.‬أساءت بعض النخب المحلية إدارتها‬
‫؟ ‪ .‬ترهل الرابطة الوطنية وامتهان رموزها وممارسة التضليل السياسي على الممارسات اللوطنية‬
‫واللديمقراطية عبر انتشار الرقابة على الفكر الحر والتضييق على الحريات الفردية والجماعية‬
‫وتنامي النزعة الطائفية وألوان من التعصب القبلي واللغوي والمذهي واليديولوجي والحزبي‬
‫‪.‬الضيق كبديل عن النتماء الوطني‬
‫****** ‪****** Result for Image/Page 21‬‬
‫‪٤٢٦٣٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫فالعولمة أذن‪ ،‬وقي أكثر من نقطة‪ ،‬تدو مكمن التضاد والممانعة مع دفوعات الختلف‬
‫والتعدد التي تقدمها المواطنة‪ ،‬إذ ل تتعلق قيم الختلف تلك بمنظومة التعدد ذاته بعق الفراد‬
‫والجماعات في تمثل حاصرهم واستشراف مآلهم‪ ،‬بل وأيضا في حقهم الطبيعي في التميز عمن‬
‫‪،‬حى وإن كان المر ي ذلك ل يتعدى كونه تميزا من أجل التميز‬
‫سواهم من أفراد وجماعات‬
‫ومن هنا فإن العولمة‪ ،‬بما هي جموح للتوحد والتوحيد‪ ،‬فهي أيضا استكثار لهذه القيم وهذا‬
‫)‪(٣٨‬‬
‫‪.‬اخق في هؤلء وفيما سواهم من دول وتنظيمات وثقافات‬
‫لذلف فإن مواطنة العولمة هي التي تندغم ي منظومتها باقي منظومات القتصاد والسياسة‬
‫والمجتمع والثقافة‪...‬أي مواطنة الواجب ل الحق‪ ...‬مواطنة التلقي ل المشاركة‪ ،‬مواطنة النضباط‬
‫ل الفعل‪...‬أي المواطنة التي تسير وفق منطق تراكم رأس المال‪ ،‬وتعمل وهق ما يرضاه فاعلو‬
‫العولمة ويرتضوه فيما بعد‪ ،‬فالعولمة ل تقبل بمنظومة للمواطنة دخيلة عليها )كما يراد للمواطنة‬
‫‪،‬الحالية أن تكون(‪ ،‬إذ هي تريد مواطنة تناسبها‪ ،‬تنصهر في منظومة قيمها‪ ،‬مواطنة تسايرها‬
‫وتفتح لها الطريق‪ ،‬وتهيكل لها فضاءها العام‬
‫السياسي منه والقتصادي والجتماعي‪.....‬‬
‫)‪(3‬‬
‫والثقاي‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬العولمة وسيادة الدولة‬
‫وي إطار الحديث عن العلقة بين العولمة وسيادة الدول‪ ،‬يتوقع المحللون أن الدولة الوطنية في‬
‫‪،‬عصر العولمة لن تستطيع التحكم في جمع ومعصيل الضرائب‪ ،‬مادامت حدود الدول مخترقة‬
‫وليست الضرائب موردا هاما من موارد الدولة فحسب‪ ،‬بل هي مظهر أساس لعمال السيادة‬
‫وممارسة المواطنة‪ ،‬لن دفع الضرائب واجب على المواطنين‪ ،‬في مقابل حقهم في المشاركة‬
‫‪(٤‬‬
‫‪.‬السياسية والمتمثل في اختيار حكامهم وممثليهم‬
‫وحيث إن الضرائب مورد من الموارد التي‬
‫تستخدمها الدولة ي تمويل الخدمات العامة للمواطنين‪ ،‬وإعادة توريع الثروة‪ ،‬والحد من‬
‫التفاوت بين الغنياء والفقراء‪ ،‬فإن تناقصها يعني عجز الدولة عن توفير الخدمات‪ ،‬كالتعليم‬
‫الجيد‪ ،‬والصحة‪ ،‬والبنية الساسية من مياه وكهرباء وطرق‪ .‬يضاف إلى ذلك معاناة هذه الدولة‬
‫من ضغط المؤسسات المالية العالمية‪ ،‬ومقتضيات التجارة الدولية المفتوحة التي تصب كلها في‬
‫الحد من تدخل الدولة والتقليل من دورها في الرعاية والعناية‪ ،‬ومن ثم فلن تعود الدولة هي‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 22‬‬


‫‪٤٢٦٤٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫‪،‬الكافل العظم للمواطنين‪ ،‬وبذلك‪ ،‬فقد في نظرهم مبررا قويا من مبررات وجودها وضرورتها‬
‫‪.‬المر الذي يصب في ضعف النتماء الوطني والسلبية والغتراب لدى الفراد‬
‫ويرى بعض الباحثين أن العولمة تحدت المواطنة وتربيتها تي عنصرين هامين أولهما‪ :‬إن العولمة‬
‫تضعف قدرة الدولة على الحد من فاعلية المؤسسات غير الحكومية وزيادة فاعلية المؤسسات‬
‫القومية والتعاون الدولي مثل منظمة التجارة العالمية‪ ،‬وثانيهما‪ :‬إن العولمة تخلق صراعات‬
‫سياسية وثقافية واقتصادية جديدة تتعدى حدود الدولة الوطنية لتصل إلى المستويات القليمية‬
‫والعالمية وبالتالي ل تعود الدولة هي المصدر الخاص لشرعية النشاطات السياسية والعمل على‬
‫‪.‬زيادة الشعور بالمواطنة‬
‫وعلى الرغم مما سلف ونظرا لوجود إحساس لدى الباحثين في مختلف الدول أن العولمة تنطوي‬
‫ي الوقت نفسه على تهديدات وورص للمواطنة من خلل سياسات التحرر القتصادي التي‬
‫أثرت سلبا على الحقوق القتصادية والجتماعية للعديد من المواطنين في بلد متعددة‪ ،‬إل أن‬
‫سقوط الحواجز في بمجال التصال بفضل نورة التصالت الكبرى أدى إلى توسيع بمجال الوعي‬
‫الدولي بالحقوق بمما سهل إنشاء شبكات واسعة للمجتمع المدن على المستوى الكون‪ ،‬ففي‬
‫سياق عالمي يتسم بالتعقيد الشديد والعمليات المتناقضة في جال التغير السياسي والقتصادي‬
‫والجتماعي‪ ،‬بدأت الشعوب في عقد تحالفات عابرة للقوميات من خلل المؤسسات الدولية‬
‫ومؤسسات المجتمع المدني العامية لصياغة حقوق جديدة ي إطار فضاءات تتجاوز الجدود‬
‫الضيقة للدول‪ ،‬وتناضل لحماية روح التضامن وخلقها من خلل تنمية المؤسسات التي من‬
‫‪ .‬شأنها أن توفر لهم الحماية الجتماعية‬
‫ولكن ذلك كله‪ ،‬يجب إل يمنعنا من ملحظة وجود اتجاه فكري وسياسي غري ما زال متشبثا‬
‫مبدا الدولة القومية‪ ،‬ومناهضا لحركية العولمة‪ ،‬من منطلق الدفاع عن حصن الهوية الخصوصية‬
‫للمة‪ ،‬وعن فكة المواطنة الجمهورية التي يراها التجسيد الوحيد لمفهوم الديمقراطية من حيث‬
‫هي التعبير عن الخيار الجماعي المشترك‪ .‬ويمكن تلمس هذا التجاه لدى تيارات اليمين واليسار‬
‫الوربية التقليدية الرافضة لمنطق السيادة المتقاسمة ضمن أوروبا موحدة سياسيا‪ .‬وقد استطاع‬
‫أصحاب هذا التجاه بالفعل عرقلة مشروع الدستور الوروي الذي يقنن الندماج السياسي‬
‫لدول القارة القديمة‪ ،‬ومن أبرر من بلور هذا التصور فلسفيا الفيلسوف الفرنسي )رجيس‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 23‬‬


‫‪٤٢٦٥٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫دوبريه( الذي يدافع عن الصيغة الجمهورية من حيث هي التجسيد الوحد الممكن لقيم‬
‫‪.‬التنوير الليبرالية‪ ،‬معتبرا أن الديمقراطية بدون هذه القيم تفقد جذورها المعيارية المميزة‬
‫حط القضاه على خصوصيتى‬
‫الهوية المحلية‬
‫الثقافة‬
‫‪،‬تجزئه‬
‫مواجهة‬
‫‪/‬تذويب‬
‫الدولة‬
‫الوطن‪،‬المة‬
‫مواجهة‬
‫مواجهة‬
‫ظ على الخصوصيك الرها‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 24‬‬


‫‪٤٢٦٦٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫الخاتمة‬
‫سبق من فهم للبعاد الرئيسية لنمو المواطنة من حيث المفهوم والصل‬
‫تأسيسا لما‬
‫التاريخي والسمات والركان الساسية لها ‪ ،‬فكان من الضروري ال نعرض لهمية المواطنة‬
‫مشهدي التقدم او التراجع بوجود العولمة المتمثلة بأدواتها وبخاصة مع ما تعرضه العولمة من‬
‫‪.‬تداعيات وتحديات امام كيان الدولة وهويتها الوطنية في هذا الجانب‬
‫ومن خلل تأمل الواقع الحالي لمفهوم المواطنة يكشف لنا انها تمر بجالة ازمة في ظل المتغيرات‬
‫الخيرة على الصعيدين القومي والعالمي‬
‫وترجع اسباب هذه الزمة الى متغيرات داخلية ‪ ،‬واخرى خارجية وهي تؤتر ي مجملها على‬
‫قيمة المواطنة كأساس لتماسك وبقاء المجتمع‪ .‬فداخليا تبرز الحالة المتمثلة في اغتراب الدولة‬
‫عن المجتمع بسبب تعجيم او عزوف الشعوب عن المشاركة نتيجة عدم ايماها بعصول التغير‬
‫المرجو ‪ ،‬ومن جهة اخرى عدم قدرة اجهزة الدولة من اشباع الحاجات الساسية للمواطنين‬
‫ي ظل النظام العائمي المعاصر‪ .‬بينما تتمثل اهم المتغيرات الخارجية في العولمة ‪ ،‬والتي تلعب‬
‫‪.‬دورها في وضع الرمة او على القل في التحرر من الطار القومي الى العالمي‬
‫‪:‬وخلصة البحث تتركز ي عدة امور اهمها‬
‫ان المحتوى الساسي لمفهوم المواطنة نابع من مبدا النتماء الوطني الذي يتشكل‬
‫التربية المواطنية ‪ ،‬والقدرة على المشاركة الفعالة في الحكم ‪ ،‬والشعور بالنصاف والعدل‬
‫والمساواة ‪ ،‬مستفيدين من العبر التي تضمنتها التطور التارخي للمواطنة عبر الزمان‬
‫خصوصا ي انينا والرومان وصول للمواطنة ي السلم مرورا بمضامينها ي نورق‬
‫‪.‬المريكية والفرنسية‬
‫ان المواطنة تقوم على اساسين مهمين هما‪ :‬المشاركة في الحكم والمساواة بين جميع‬
‫‪.‬المواطن‬
‫ان تحقيق المواطنة على ارض الواقع بشكل فعال مرهون ومرتبط بعملية التربية المواطنية‬
‫الي من خللها يتم ايصال المعرفة وخلق شعور الذي يؤدي الى تشكيل النتماء الوطني‬
‫وهذا ل يمكن تحقيقه المن خلل تقلهم رؤية لتربية مواطنية من خلل افكار فلسفية‬
‫‪.‬وخطوات عملية شاملة مستندة على مبدا التنشئة هذا المبدأ‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 25‬‬


‫‪٤٢٦٧٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫ان مفهوم المواطنة هو الساس الرئيسي للدعقراطية ‪ ،‬فل وجود ول معني لي نظام‬
‫‪.‬ديمقراطي بدون تعقيق لمفهوم المواطنة‬
‫‪ ،‬فالعولمة وان جعلت عالمنا اكثر تماسكا بسبب تكنولوجيا التصال والعلم والقتصاد‬
‫وهي تدفع العالم بذلك من خلل اليات كثيرة لن يصبح عالمنا واحادا ‪ ،‬فان الدولة القومية‬
‫ي مواجهة هذا التيار للحفافظ على سيادتها الي تتأكل بين اليات العولمة ومنجزاتها‬
‫‪.‬هذا من ناحية‬
‫ومن ناحية اخرى يفعل تراجع المواطنين الى مرجعيا تهم المجلية المر الذي يعني ان مواطنة‬
‫الدولة القومية تعيش في حالة ازمة ترجع اسباها لمتغيرات عديدة ومن هنا ياتي ترجيح تفتت‬
‫اهوية الداخلية لصالح اهوية العالمية مع الحفاظ على الخصوصية بفضل ادوات العولة التي قربت‬
‫المسافات وجعلت من الفكار تتناقح وتتفاعل لصالح الوحدة والخوة النسانية وتبني الهوية‬
‫‪.‬الموحدة‬
‫‪.‬كلية العلوم السياسية ‪ -‬جامعة بغداد"‬
‫تعني فيها المدينة باعتبارها حقوق )ر ‪ol‬ذ ‪ (s‬تعود مفردة المواطنة إلى عهد الحضارة اليونانية القديمة التي كانت الكلمة‬
‫المشتقة من كلمة )‪ (citoyennet‬ومشاركة في شؤون المدينة‪ ،‬وتستعمل كلمة المواطنة أيضا كترجمة للكلمة الفرنسية‬
‫أي المدينة‪ ،‬ويعني ذلك أن )‪ (CitY‬المشتقة من كلمة )‪ (shiP citizen‬و تقابلها باللغة النكليزية كلمة )‪(Cite‬‬
‫المواطنة كلمة غربية استحدثت للتعبير عند تحديد الوضع الحقوقي والسياسي للفرد في المجتمع)انظر برهان غليون‪ :‬نقد‬
‫السياسة الدولة والدين‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ١٠١٩٩٣‬ص ‪ .(.٢١٢‬وتشتق المواطنة فى اللغة‬
‫العربية من كلمة )وطن( وهو بحسب كتاب لسان العرب لبن منظور )المنزل الذي نقيم فيه وهو موطن النسان‬
‫ومحله‪ )،(...‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪،‬ط ‪ ،١‬ج ‪، ١٥‬دارصادر للطبع والنشر‪ ،‬بيروت ‪ ،٢٠١١‬ص ‪ (.٢٣٩‬ووطن بالمكان و‬
‫أقام‪ ،‬و )أوطنه( أي اتخذه وطنا‪ ،‬و )الموطن( في بعض الحيان يسمى به المشهد من مشاهد الحرب وجمعة )أوطن(‬
‫مواطن كما في قوله تعالى )لقد نصركم الله في مواطن كثيرة(‪) ،‬القران الكريم‪ ،‬سورة التوبة‪ ،‬الية ‪ ( ٢٥‬وتأنيثا أيضا بمعنى‬
‫‪.‬أي التمهيد‪ ،‬والمواطنة‪ :‬مصدر الفعل )واطن( بمعنى شارك في المكان إقامة ومولدا )توطين النفس على الشيء(‬
‫‪ ،‬انظر عن هذا الراي محمد عابد الجابري ‪ :‬العرب والعولمة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬بيروت ‪١٩٩١ ،‬‬
‫‪١٣٥.‬‬
‫‪.‬برناد لويس‪ :‬جريدة الشرق الوسط ‪ ،‬هل غاب مفهوم المواطنة حقا عن الفكر السلمي ‪٠٠/١٠/١‬‬
‫‪ ٢‬العدد‬
‫" ‪ ٣‬ده‬
‫للمزيد عن هذا الراي ينظر‪ :‬هيثم مناع‪ :‬المواطنة في التاريخ العربي السلمي القاهرة‪ ،‬مركز القاهرة لدراسات حقوق‬
‫النسان ‪ ، ١٩٩٧‬ص ‪٤٩‬‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 26‬‬


‫‪٤٢٦٠٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫‪ ،‬محمد رشيد رضا مفكر اسلمي من رواد الصلح السلمي فضل عن كونه صحفيا وكاتبا ادبيا ولغويا‬
‫‪.‬اسس مجلة المنار وكان يركز مسالة مهمة بان يكون الصلح عن طريق التربية والتعليم‬
‫‪ ،‬نقل عن بشير نافع واخرون ‪ :‬المواطنة والديمقراطية في البلدان العربية ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬بيروت‬
‫‪www.ar.wikipidia.org‬‬
‫‪.‬ط ‪،١٠٢٠٠١‬ص ‪٣٢٠‬‬
‫موسوعة كولير المريكية‬
‫للمزيد محمد الدجاني‪ :‬مدخل النظام السياسي الردني‪ ،‬عمان‪ ،‬ص ‪ .٤١‬للتفصيل ينظر‪ :‬سذر الشاوي ‪ :‬القانون‬
‫والحياة‪ ،‬اصدارات المركز لعراقي للدراسات الستراتيجية‪ ،‬مطبعة التاج‪،‬ط ‪ ٠٢٠٠٨ ،١‬ص ‪١٢٧‬‬
‫حسين درويش العادلي ‪ :‬المواطنة بين ضرورات الواقع وجدليات المدارس‪ ،‬كتاب الصباح الثقافي منشورات جريدة‬
‫‪ .‬الصباح‪ ،‬بغداد‪،٢٠ ٠٧،‬ص ‪٩‬‬
‫‪.‬علي عباس مراد‪ :‬اشكالية في العراق المستقبل العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬العدد ‪ ٣٩٠‬آب ‪ ، ٢٠١١‬ص ‪٨١‬‬
‫‪ ،‬للمزيد انظر‪ :‬كولد دوبار ‪ :‬ازمة الهويات تفسير تحول‪ ،‬ترجمة رند بعث‪ ،‬المكتبة الشرقية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط ‪٢٠٠٨ ،١‬‬
‫ص ‪٤‬‬
‫للمزيد انظر‪ :‬صدر الدين القبانجى‪ :‬المواطنة فى السلم ‪ ،‬مجلة الفكر السياسي‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬السنة الثانية‬
‫‪ .‬د‪ .‬ختام العناتى ومحمد عصام طربية‪ :‬التربية الوطنية والسشئة السياسية ‪ ،‬دار الحامد ‪ ،‬عمان ‪ ٠٢٠٠٧ ،‬ص ‪٢٩‬‬
‫‪ ،‬محمد احمد عبد المنعم‪ :‬مبدأ المواطنة والصلح الدستوري‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ،٢٠٠٧‬ص ‪ .٨٤‬انظر أيضا‪ :‬امين فرج شريف‪ :‬المواطنة ودورها في تكامل المجتمعات التعددية ‪ ،‬مؤسسة حمدي‬
‫‪ .‬للطباعة والنشر ‪ ، ٢٠٠ 4،‬ص ‪٤ ١‬‬
‫غانم محمد صالح ‪ :‬الفكر السياسي القديم ‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة دار الحرية‪ ،١٩٩٠ ،‬ص ‪ . ١٢‬للمزيد انظر اندرية ايمار‬
‫‪.‬واخرون ‪:‬تاريخ الحضارات‪ ،‬الجزه الول‪ ،‬ترجمة فريد داغر وفؤاد ريان‪ ،‬عويدات للنشر والطباعة بيروت ‪٢٠٠٣‬‬
‫‪١٤‬‬
‫‪ -‬جورج سباين ‪ :‬تطور الفكر السياسي‪ ،‬الجز الثاني‪ ،‬ترجمة حسن جلل العويسي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪١٥ ،‬‬
‫‪١٩١ .‬‬
‫‪٢٤٥‬‬
‫‪،‬علي خليفة الكواري‪ :‬مفهوم المواطنة في الدولة الديمقراطية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪٢٠٠١ ،‬‬
‫مره؟‬
‫‪:‬انظر ايضا‬
‫‪Thought political of Encyclopedia well Black The ,ed ,rniller David‬‬
‫‪.4. .p 1995 well Black (york New ,oxford‬‬
‫محمد عثمان الخشت‪ :‬تطور مفهوم المواطنة فى الفكر السياسى‪ ،‬عمان)مسقط( مجلة التسامح‪ ،‬العدد ‪ ، ٢٠‬خريف‬
‫‪ ٠٢٠‬ص ‪3١‬‬
‫منصف المرزوقي‪ :‬تسقط الوطنية ‪ ،‬عاشت المواطنة ‪ ،‬مجلة العصر ‪ ،‬تاريخ ‪ ٢٠٠٤/١٢/٢٧‬ص‬
‫منصف المرزوقي‪ :‬مصدر سبق ذكرد‪ ،‬صه‬
‫بيودور لووي و بينيامين جينسبرج ‪ :‬الحكومة المريكية الحرية والسلطة ‪ ،‬الكتاب الول‪ ،‬ترجمة عبد السميع عمر‬
‫‪ ،‬زين العابدين ورباب عبد السميع‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬القاهرة‪،‬ط ‪٠٦ ، ١‬‬
‫‪ ١٤٧ ،٢.‬وما بعدها‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 27‬‬


‫‪٤٢٦٥٦‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫‪.‬راشد الغنوشى‪ :‬الحريات العامة فى الدولة السلمية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،١٩٩٣ ،١‬ص ‪٩٣‬‬
‫‪،‬للمزيد ينظر‪ :‬بتول حسين علوان‪ :‬المواطنة في الفكر السلمي المعاصر‪ ،‬غفران للخدمات الطباعية‬
‫‪.‬بغداد‪٢ ٠١٣ ،‬ص ‪ ٣٦‬وما بعدها‬
‫للمزيد حول موضوع صحيفة المدينة ‪ ،‬انظر‪ :‬خالد بن صالح الحميدي‪ :‬نشؤ الفكر السياسي السلمي من خلل‬
‫المدينة ‪ ،‬دار الفكر اللبناني ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط ‪ ١٩٩٤ ،١‬صوه وبعدها‪ .‬حيث أكد دستور المدينة على نقطتين )صحيفة(‬
‫‪:‬رئيسين‬
‫‪.‬الولى‪ :‬أن لكل إنسان الحق فى اليمان بدينه ويتحمل مسؤولية ذلك اليمان إمام )الله( وليس إمام الدولة ‪-‬‬
‫‪.‬الثانية‪ :‬إن كل مواطنى المدينة متساوون بغض النظر عن معتقداتهم الدينية ‪-‬‬
‫ونستنتج من ذلك آن النقطة الولى أقرت مفهوم الحرية الدينية‪ ،‬وأن النقطة الثانية وضعت مبدا المسؤولية وتساوي‬
‫‪.‬المواطنين إمام الحكومة وهو ما ترسخ دستوريا‬
‫ويرى هذا الرأي أيضا أن للنسان في الدولة السلمية أيا كان مذهبه وجنسيته‪ ،‬حقوق ثابتة في العيش الكريم‪ ،‬وعلى غير‬
‫المسلمين اليمان بأهداف الدولة والسس التي قامت عليها فهو ملزم لكتساب حقوق المواطنة بأن يوالي الدولة ويعترف‬
‫بشرعيتها فالسلم يقوم على مبدأ )الخوة الدينية( معتمدا قوله تعالى )إنما المؤسون أخوة( فالمسلم مرتبط بأخيه المسلم‬
‫بروابط فوق الزمان والمكان ولكن هذا ل يعني إن )الخوة الدينية( تتناقض مع مفهوم )المواطنة الحديثة(‪ ،‬ولكن الرابطة‬
‫‪.‬الدينية تعزز وتدعم المواطنة إذ ل شي يمنع تعايش وارتباط السسلم مع غيره بميثاق السواطنة‬
‫‪.‬صدر الدين القبانجى‪ :‬المذهب السياسي فى السلم ‪ ،‬ط ‪ ،٦‬د م ‪ ،‬ب ت ‪١٤١٨‬د‪ .‬ص ‪٢٠٠‬‬
‫‪،‬عصام العريان‪ :‬مبدا المواطنة‪ ،‬في كتاب الحوار القومى ‪ -‬الدينى‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ١ ٩‬هى ‪q ١٥ ٠‬‬
‫‪ ،‬للمزيد ‪ :‬انظر‪ ،‬يوسف القرضاوي‪ :‬الوطن والمواطنة في ضوه الصول العقدية والمعاهد الشريعة‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪٢٠١.‬‬
‫)‪٢٤‬‬
‫رضوان السيد‪ :‬الدولة والمواطنة والدولة‪ :‬نظره في تطورات علقة الدين بالسلطة السياسية‪ ،‬مجلة التسامح‪ ،‬العدد‬
‫‪ ، ١.‬صيف ‪ ،٢٠٠٦‬ص ‪٧‬و‬
‫‪٥‬‬
‫‪ ،‬محمد مهدي شمس الدين‪ :‬نظام الحكم والدارة فى السلم ‪ ،‬المؤسسة الدولية للدراسات والنشر ‪١٩٩٥ ،‬‬
‫‪.‬ص ‪٥٣٧-٥٣٦‬‬
‫))‬
‫قاموس المعاني ‪ :‬قاموس عربي عربي ‪ ،‬ص ‪ ١‬موقع‬
‫=‪/Arabic@long—hornewww.ahnaany.corn/horne.php angtlage‬‬
‫‪ .‬للمزيد انظر محمد عابد الجابري‪ :‬العرب والعولمة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،١٩٩١ ،‬صد ‪١٣‬‬
‫‪æ.webster—dictionary.org:>. WWW‬قاموس و "‬
‫‪٨‬‬
‫‪ CO. ibtesam. WWW‬لعوم تشومسكي‪ :‬الهيمنة ام البقاء تحميل كتاب‬
‫‪٩‬‬
‫‪ ،‬جون توملينسون ‪ :‬العولمة والثقافة ) تجربتا الجتماعية عبر الزمان والمكان( ‪ ،‬ترجمة ايهاب عبد الرحيم محمد‬
‫‪ .‬سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والداب ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬اغسطس ‪٢٠٠٨ ،‬‬
‫ونيسة الحمرونى الورفلى ‪:‬العولمة والدولة ) دراسة اثر العولمة على وظائف السلطة السياسية( ‪،‬منشورات أكاديمية‬
‫‪.‬الدراسات العليا طرابلس الجماهيرية العظمى ‪ ،‬و ‪٢٠٠‬‬

‫****** ‪****** Result for Image/Page 28‬‬


‫‪٢٧‬‬
‫‪1.‬‬
‫المواطنة في ظل العولمة‬
‫خليل معن‪ :‬قضايا اجتماعية معاصرة‪ ،‬دار الكتاب الجامعى‪ ،‬المارات العربية ‪ ،‬ط ‪١ ،١‬‬
‫‪،٠٠.‬ص ‪4١‬‬
‫جون توملينسون ‪:‬العولمة والثقافة‪ ،‬ترجمة ايهاب عبد الرحيم محمد ‪،‬عالم المعرفة ‪ ،‬الكويت ‪،٢٠٠٨،‬ص ‪١ ٤٦‬‬
‫السيد يسن‪ :‬العولسة والمواطنة ‪ ،‬التقرير الستراتيجي العربي ‪ ، ٢٠٠٤-٢٠٠٣‬مركز الدراسات السياسية‬
‫والستراتيجية الهرام ‪ ،‬القاهرة‪ ،٢٠٠٤ ،‬ص ‪١٦٣‬‬
‫الب وليم سيدهم اليسوعي )تحرير(‪ :‬المواطنة عبر العمل الجتماعي والعمل المدني‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‬
‫القاهرة ‪ ،٢٠٠٧ ،‬ص ‪، ١٨‬‬
‫السيد يسن‪ :‬العولمة والمواطنة ‪ ،‬التقرير الستراتيجى العربي ‪ ، ٢٠٠٤- ٢٠٠٣‬مركز الدراسات السياسية‬
‫‪.‬والستراتيجية الهرام ‪ ،‬القاهرة‪ ،٢٠٠٤ ،‬ص ‪١٦٧‬‬
‫كرازدي إسماعيل‪ :‬العومة والحكم بحو حكم عالمي ومواطنة عالمية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫‪.‬خضر‪ ،‬الجزائر‪،٢٠١٢ ،‬ص ‪٢ ٤٦‬‬
‫‪ ...‬البجياوي بجي‪ :‬في العولمة والحاكمية والمواطنة" مجلة وجهة نظر‪ ،‬العدد )‪ ، (٦‬الرباط "‬
‫على الموقع‬
‫اللكتروني‬
‫‪http://www.elyahyaoui.org/mgc.htm‬‬
‫العولمة السياسية كما عرفها )بيرتون بادي( انه مصطلح يصف عملية تشكل نظام دولي يتجه نحو التوحد في قواعده"‬
‫‪.‬وقيسه واهدافه مع زعمه العمل على ادماج مجموعة البشرية ضمن اطاره‬
‫‪،‬للمزيد‪ :‬من التفصيل ينظر‪ :‬قاسم حجاج‪ :‬السشئة السياسية في الجزائر في ظل العولمة ‪ ،‬مجلة الباحث العدد )‪(٢‬‬
‫‪.‬الجزائر‪ ،٢٠٠٣ ،‬ص ‪٢٨‬‬
‫‪.‬المصدر نفسه ص ‪" ٨٥-٨٣‬‬
‫‪ ،‬ثائر رحيم كاظم‪ :‬العولمة والمواطنة والهوية‪ ،‬مجلة القادسية في الداب والعلوم التربوية‪ ،‬العدد )‪ ،(١‬المجلد )‪" (٨‬‬
‫و‪ ،٢٠.‬ص ‪٢٦٣‬‬
‫علي اومليل‪ :‬قضايا عربية وتحديات العولمة‪ ،‬تقديم السيد يسن‪ .‬العرب وتحديات القرن الحادي والعشرين‪ ،‬مؤسسة‬
‫‪.‬عبد الحميد شومان‪ ،‬عمان ‪ ،٢٠٠٠‬صد ‪٤٧‬‬
‫‪Kong Hong in Education citizenship and GIobaIization :wing—wahlaw‬‬
‫‪.p256. 3.Issue .48.vol ,Review Education Cornparative .Taiwan and‬‬

Вам также может понравиться